في هذا الكتاب،يبدو كاتبنا غريبا حتى عن نفسه حيث يسفر عن سمة جديدة من سماته، وهي سمة الباحث والمدقق الذي يأبى إلا أن يقوم بواجبه حيال وطنه، فيضيف تلك الدراسة الممتعة التي يقدمها بأسلوبه القصصي الشيق، عن نشأة الجاسوسية وتطورها منذ أن كان الإنسان الأول، وحتى آخر قصص التجسس التي أثارت الناس في كل مكان متحريًا الدقة وحدود ما توصل إليه من معرفة في كل كلمة، مما يجعلنا نشعر، ونحن نقرأ الكتاب، أنه بالفعل يسير فوق خيوط كخيوط العنكبوت!!
كاتب وروائي مصري له العديد من الأعمال المتميزة، وهو أشهر من كتب في أدب الجاسوسية العربية. قام في الثمانينات من القرن العشرين بتأليف قصة رأفت الهجان. كان يعمل مع جهاز المخابرات العامة المصرية فيما يخص الروايات الخاصة بالجهاز، ويعتبر من المدنيين الذين عملوا مع المخابرات المصرية.
سأشير لهم ب "هم " تفاديا لازالة الريفيو أو اي شيء من ذاك القبيل و"هم " اوسخ أهل الارض إلا من رحم ربي
في الكتاب بحث في الجاسوسية وكيف بدأت وقصص من الجوسسة الرهيبة ونتائجها وخصوصا من" الهم " المهم في نقاش حول نظرية المؤامرة قيل لي إن النظرية شماعة نلقي عليها بتقصيرنا وأحد اسباب تخلفنا 🥴 بمعنى آخر وبمثل تونسي من تخونها ذراعها تقول مسحورة أي من يقصر ويكون كسولا لا يعترف بتقصيره بل يقول ظروف ... هنا أقول نحن شعب يضيع طاقته جدا وعاطفي جدا وغير واقعي جدا ولست انكر الأمر الخ نتحمل مسؤولية تراجعنا لكن ... من زاوية اخرى نعود قليلا للتاريخ فهو لا يكذب دمشق 1840 قبل احتلال فلسطين وتكوين دولة" الهم " تم قتل الاب توما بدمشق ومزج دمه بمكونات وطحين لصنع فطير مقدس في العراق واكله ال"هم " تبع دمشق واكتشفت القصة وتم فتح بحث أسلم حاخام هناك وعمل مع حاخاماتهم مناظرة هزمهم فيها شر هزيمة وترجم لذلك كتبا قديمة عبرية تبين تعاليمهم وفساد عقيدتهم تم إعدام تلك الكتب جميعا واغتيلت كل نسخ المناظرة ودفنت مع طي النسيان إن لم توجد مؤامرة فلم تم الاهتمام بتلك التفاصيل ؟!! ودفع الآلاف انذاك لذلك ثروات سخرت لتلك المسألة كتبت واحدة من ال"هم " للجمعية الاوروبية ال إ س را ئي لية تستنجد تقول الحقونا وإلا سيسلم كل يهود دمشق ... وحصل ما حصل وجاء مبعوثان ركضا ؟!! تخيلوا الهم وحبهم للمال ؟! وتم دفع الالاف انذاك وتجندوا كلهم مع انهم لا دولة تضمهم انذاك ،لكن جمعياتهم باسم تلك الدولة طيب أمر اخر استغلوا ارتشاء محمد علي اظن اسمه الوالي وقتها لم يكتفوا باخذ براءة لل هم المتهمين بل بورقة تثبت ان الجريمة لم تحصل اصلا ودفعوا مبالغ مضاااااعفة لذلك فلم الاهتمام بتلك التفاصيل كي لا تذكر في التاريخ؟! علم ان هذا عشرات السنين قبل دولة ال هم ..
(كتاب حارة اليهود نجيب الكيلاني )
نعود لهذا الكتاب قتل عالم الذرة المصري ولم يكتفوا باغتياله بل تم تشويه صورته اعلاميا وتم الترويج لكتاب لذلك كيف ؟ . رئيس مخابرات سابق يكتب كتابا بتفاصيل عن حياته منها عملية الاغتيال تلك ويشوه سمعة الرجل تماما كيان ال "هم " يندد يستنكر يلاحقه وهو هارب الخ مسرحية تافهة لان الاحداث كلها معروفة ولم يكتب اي سر جديد بل كذب وشوه وفقط لكن تبين انهم من الفينة للفينة يخرجون كتابا كذاك لترويع الاعداء ولنشره يعملون حملات ترويجية كتلك بعد احتلال صدام للكويت لم يهتم العالم بتلك القصة لانه ركز على الازمة السياسية في الشرق اذن ماذا حدث ؟ عادت الامور لنصابها و فجأة ماعاد الكيان يبحث عن الكاتب ،رجل المخابرات السابق عاد صديقا فجاة ويمارس حياته عادي فلم ؟ نحن بسطاء في جيبنا ملاليم فعادي ان نضيع الوقت اما هؤلاء ف time is money فلم كل هاته الجهود لتشويه رجل ميت رغم كونهم قتلوه لمهاته الجهود لاخذ وثاىق مزورة لم تكذيب وجود وثائق عن بروتوكولاتهم وانكارها وقد تم توثيق العديد من الاجتماعات علما ان ما تم كشفه ان البروتوكولات تعود لمئات السنين وليس لقرن مضى او اثنان من سطرها لهم ويهم يتبعونها بحذافيرها ؟! أقول فقط ان جزءا من المؤامرة هو ان يوهموننا بانه لا وجود لمؤامرة ثم يضحكون علينا وهم يكتبون وينشرون كتبا حرفيا تقول انه هناك مؤامرة جعلونا دمى صم بكم عمي ويعبثون بنا كماريونات بخيوط خفية
انهيت امس الجمعة ٣٠-٩-٢٠٢٢ كتاب (السير فوق خيوط العنكبوت) للكاتب و الاديب المتخصص في شئوون الاستخبارات الاستاذ صالح مرسي.
الكتاب ينقسم الي قسمين ، القسم الاول يتحدث عن بداية التخابر و التجسس منذ فجر التاريخ و الجزء الثاني يتحدث عن قضايا التخابر و التجسس هذه الايام و كيف يجوز للدول ان تتجسس علي أصدقائها. يطرح الكاتب عدة تساؤلات ذات اهمية : لماذا تصدر كتب الجاسوسية رغم المحاذير الكثيرة التي يجب مراعاتها عند اصدارها؟ و هل تتعارض تلك الكتب و ما بها من معلومات مع سقف الأمن القومي لتلك الدول و الاجهزة؟ و هل يتم مراجعة الكتب في تلك الاجهزة قبل اصدارها؟ و هل تحقق الاجهزة اهداف من وراء طبع تلك الكتب؟ و هل كتاب مثل كتاب (صائد الجواسيس) و من بعده كتاب (القناع) يحملان رسائل معينة و ما هي فحوي تلك الرسائل؟ و هل فيلم اغتيال كيندي تم انتاجه و الترويج له باذن من المخابرات الامريكية؟ و هل تم الاغتيال بمساعدة المخابرات الامريكية و رجال الاعمال و تجار السلاح و العصابات ؟
يتحدث الكاتب عن قصة العميل الامريكي الذي تم تجنيده بواسطة الموساد (جوناثان جي بولارد) و كيف ان الامريكان لم يكونوا يتوقعون ان يكون للموساد نشاط داخل خلايا أمنهم القومي و كيف ان رئيس (بولارد) تقاعس و لم يتخذ قراراً تجاه كل مؤشرات التجسس التي ظهرت علي (بولارد) ثم قصة سقوطه و تخلي (الموساد) عنه و كيف تعرضت كل من المخابرات المركزية و الموساد لنشر القصة.
يضرب الكاتب عدة امثلة بكتب مخابراتية مثل "القناع" لمؤلفه بوب وادوارد و فيه يشرح دور المخابرات الامريكية في التحكم في مصائر بعض الدول و يعدد الامثلة بنيكاراجوا التي تم اسقاط حكومتها بعد مساعدة و تمويل جماعة المعارضة (الكونترا) والتدخل في لبنان و الهند الصينية و القصف الامريكي لليبيا الي افغانستان و تمويل المجاهدين بالسلاح و المال و ... و كأن الكرة الارضية اصبحت ملعب كبير للمخابرات الامريكية. و يتعرض الكتاب لعلاقة المخابرات مع الجواسيس و الاعوان حتي ان احدي الطبعات العربية نصت علي ان جزء تم حذفه لانه قد تم "دسه" من الوكالة او من المؤلف في حين تم ترك بقية الاحداث كما هي بما انها لا تمس العرب او العرب المتواطئون مع الوكالة. و يمتاز كتاب (القناع) بحظ وافر حيث انه لم يتم منعه من الاسواق في امريكا كما تم منع كتاب (صائد الجواسيس) في بريطانيا بأمر من رئيسة الوزراء مارجريت تاتشر.
اما في كتاب (الطريق الي الخديعة) او الخديعة لرجل المخابرات الاسرائيلي المعتزل فيكتور استروفسكي فكان الكتاب ردا علي نشر كتاب رافت الهجان رغم انه تم الترويج للكتاب علي انه فضح لعمليات الموساد القذرة و تم تسريب بعض فصوله لشد و جذب الاهتمام ، فمثلا في فصل عن تفجير بيروت الذي ادي الي موت ٢٤١ من قوات المارينز قال المؤلف ان الموساد كان علي علم بكل خطوة في تلك الخطة و لكنه لم يطلع المخابرات المركزية الامريكية علي تلك المعلومات لزيادة الجفاء بين الولايات المتحدة و العرب. و هنا بدأت التمثيلية و تابع العالم طلب الموساد من كندا عدم طبع الكتاب و لكن كندا رفضت لان الكاتب اصله كندي و القانون يمنع ذلك (و بالتأكيد اسرائيل تعلم ذلك مسبقا) ثم طلبت اسرائيل محاكمة كل من العميل و المؤلف الذي صاغ الكتاب و الناشر ثم طلبت ان تتشارك في ارباح الكتاب لانها شريكة في مادة الكتاب و وصل الامر لمطاردة الموساد للعميل و يقال انه هرب الي الغابات الجليدية الكندية و وسط كل هذا استعد الناس لطبع الكتاب ثم دخل صدام حسين الكويت فانفض المولد و تحولت العيون عن كندا و عن الكتاب و لم ترفع اسرائيل اي قضايا علي المشتركين في الكتاب و هدأت العاصفة و انتهت التمثيلية بما يبرر فكرة الاتفاق علي الكتاب و سرد احداثه بموافقة الموساد و عاد استروفسكي للظهور في مونتريال بدون اي مضايقات بل و انضم لبعض الجاليات العربية هناك.
في كتاب (الطريق الي الخديعة) يتحدث الكاتب عن عملية غبار التجسس عام ١٩٨٦ حيث اكتشف الامريكان ان الروس لديهم غبار يمكنه التجسس علي الامريكيين الذين يعملون في السفارة الامريكية عن طريق مادة مشعة تلتصق بالجسم و الملابس و ترسل نبضات لجهاز اخترعه ال (KGP) و به يمكن للمخابرات الروسية مراقبة الشخص دون الافلات من المراقبة. اشتكي الامريكان ان هذا الغبار يسبب امراض خبيثة لمن يعلق به و ان موظفيها قد اصيبوا بامراض خطيرة جراء هذا الامر.
اخيرا، يتعرض الكتاب لقصة اغتيال العالم المصري (يحيي المشد) الذي كان يعمل في المفاعل النووي العراقي. تبدأ القصة بزيارة العالم النووي العراقي (بطرس بن حليم) الي باريس في مهمة رسمية تسبق زيارة دكتور (المشد) و نجاح الموساد في تجنيده و يطلب منه مندوب الموساد و اسمه (دونافان) ان يعرفه علي دكتور (يحيي المشد) الذي كان مختلف تماما عن (بطرس بن حليم) حيث انه لا يتحدث عن عمله و لا يثرثر و لا يجيب علي الاسئلة و انتهي الامر بان استأذن (المشد) وقام من علي طاولة العشاء. يعود (المشد) الي العراق بعد فشل صفقة اليورانيوم المخصب التي وعد الفرنسيين بارسالها للعراق و لكنهم لم يتموا الاتفاق و حاولوا ارسال يورنيوم مختلف. تاليا ارسل العراقيين دكتور المشد الي باريس مرة اخري للاتفاق علي اليورانيوم المخصب و يقول المؤلف فيكتور استروفسكي ان (المشد) بايعاز من (الموساد) ارتبط بنفس فتاة الليل التي اغوي بها الاسرائيليين (بطرس بن حليم) و لأنهم في الموساد يعلمون ان الرجل عنيد و ليس من السهل ان يخدعه احد ، اتفقوا علي ان لم يتعاون الرجل فليتم قتله و حاولوا معه عندما دق بابه وسيط لهم فلم يفتح و سأله من خلف الباب ان يتعاون معهم و انهم يدفعون بسخاء و هذا يسمي في عالم الجاسوسية ب (الاتصال البارد) و لكنه رفض و هدد بابلاغ الشرطة و في ليلة بعد قضاء وقت مع (ماري كلود ماجال او ماري اكسبريس) الغانية و رحيلهابساعتين يدخل رجلين الي غرفته في فندق الميريديان و يذبحانه و لما علمت (ماري) بفظاعة الجريمة ذهبت و اخبرت البوليس و لكن الموساد اغتالها في حادث سيارة في شوارع باريس. يظهر من القصة ان الكاتب دلّس و كذب و قلّب الكثير من الحقائق لإظهار العرب علي انهم بدون اخلاق و يتهافتون علي النساء في حين ان الكاتب نفسه قال ان (المشد) لم يكن يشعر بالأمن و دائما كان يغلق الباب بسلسلة الأمان فلا نعرف كيف دخل الرجلان و لو كان الرجل لا يتعاون و يرفض الخيانة فكيف يجالس تلك العاهرة؟ و فند الاس��اذ "عادل حمودة" هذه الاكاذيب و ذكر الرواية الحقيقية في كتابه "الموساد و اغتيال المشد" بعد ان زار الاماكن الحقيقية للحادث و تحدث مع شهود الواقعة و عاد بمحضر استجواب (ماري) التي قالت فيه انها لم تدخل غرفة (المشد) و ربما كان هذا هو سبب اغتيالها و يتساءل كلاً من الاستاذ (عادل حمودة) و الاستاذ (صالح مرسي) عن دور المخابرات العراقية و كيف انها لم تقدم الدعم المطلوب و الحماية للرجل رغم انه يعمل في مشروع بالغ الحساسية و الاهمية للامة العراقية و العربية انذاك.
الكتاب يقدم دراسة تاريخية دقيقة عن نشأة الجاسوسية وتطورها عبر العصور، بدءًا من الإنسان الأول وصولًا إلى أحدث قصص التجسس. يتميز الكتاب بأسلوبه القصصي الشيق الذي يجذب القارئ ويجعله يشعر وكأنه يسير فوق خيوط العنكبوت، حيث يتناول مواضيع حساسة تتعلق بالأمن القومي والتجسس بين الدول. وأجمل ما فيه هو تفنيده للرواية المغرضة عن اغتيال المشد.