يذكر المؤلف أن عنوان هذا العمل يوحي بأنه يتناول ذلك اللون من الخشوع، ولكنه ليس كذلك، إنما هو في حقيقته تناول عملي يحرس الإيمان اعتمادًا على الدين الإسلامي الحنيف؛ فهذا كتاب ليس للعامة، وإنما هو للدعاة ألَّفه المؤلف بتكليف من مشيخة الأزهر لأصحاب التخصص في مجال الدعوة والإرشاد بكلية أصول الدين، يتناول الدعوة من خلال منهج مرسوم، خاصة بعدما زادت الشكوى من قلة بضاعة الدعاة وكثرة لغوهم. في هذا السبيل يستعرض الكاتب تعريفه للدعوة وخصائص الداعي وزاده إلى الله ووسائل الدعوة وعصرية الموضوعات ومقاومة الهدامين مع عرض لنماذج دعوية حية.
في قرية نكلا العنب التابعة لمحافظة البحيرة بمصر ولد الشيخ محمد الغزالي في (5 من ذي الحجة 1335هـ) ونشأة في أسرة كريمة وتربى في بيئة مؤمنة فحفظ القرآن وقرأ الحديث في منزل والده ثم التحق بمعهد الإسكندرية الديني الابتدائي وظل به حتى حصل على الثانوية الأزهرية ثم انتقل إلى القاهرة سنة 1937م والتحق بكلية أصول الدين وفي أثناء دراسته بالقاهرة اتصل بالأستاذ حسن البنا وتوثقت علاقته به وأصبح من المقربين إليه حتى إن الأستاذ البنا طلب منه أن يكتب في مجلة "الإخوان المسلمين" لما عهد فيه من الثقافة والبيان.
فظهر أول مقال له وهو طالب في السنة الثالثة بالكلية وكان البنا لا يفتأ يشجعه على مواصلة الكتابة حتى تخرج سنة 1941م ثم تخصص في الدعوة وحصل على درجة العالمية سنة 1943م وبدأ رحلته في الدعوة في مساجد القاهرة.
توفي في 20 شوال 1416 هـ الموافق 9 مارس 1996م في السعودية أثناء مشاركته في مؤتمر حول الإسلام وتحديات العصر الذي نظمه الحرس الوطني في فعالياته الثقافية السنوية المعروفة بـ (المهرجان الوطني للتراث والثقافة ـ الجنادرية) ودفن بمقبرة البقيع بالمدينة المنورة. حيث كان قد صرح قبله بأمنيته أن يدفن هناك.
Sheikh Muhammad Al-Ghazali lived from 1917 to 1996 in Egypt. Born Ahmad Al-Saqqa, his father nicknamed him Muhammad Al-Ghazali after the famous ninth century scholar, Abu Hamid al-Ghazali. In 1941, Muhammad Al-Ghazali graduated from al-Azhar University in Egypt, and became a leading figure in the Egyptian Muslim Brotherhood before his dismissal from its constituent body. His subsequent rise in the Egyptian Muslim jurisprudence system was accompanied by the publication of more than fifty of his works, ensuring popularity for his approaches to tafsir and his responses to modernity across the Muslim world. In the 1980s, he spent time as the head of the Islamic University academies in Mecca, Qatar, and Algeria.
فيا دعاة الإسلام في المشارق والمغارب ، أدّوا حقّ الله عليكم ، وانقلوا الإسلام إلى الأجيال اللاحقة نقياً مصفىً ، كما انتقل إليكم عن الأجيال السابقة . خذوا حذركم من أعداء الحقيقة ، الذين قاتلوا الأنبياء في العصور الأولى ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ... أعيدوا الحياة الصحيحة إلى الأفئدة الفارغة والرؤوس الخربة ، ليتحابّ الناس بروح الله ويتعارفوا على هداه .
يقول الإمام الغزالي رحمه الله في وصف دعاة ووعاظ عالمنا الإسلامي في الفترة الحالية ولله ما دره من وصف وما أبينه من مقال عبر تماما عن مقتضى الحال ووصف الدواء ووضع يده على موضع الداء إذ قال : إن من أئمة المساجد من يحفظ بعض الخطب ثم يلقيها على مستمعيه دون اكتراث بشئونهم . ومن الوعاظ من يحشد أطايب الكلام وجواهر الألفاظ ،ثم يبعثرها على الجمهور في درس أو محاضرة . ومنهم من يخلط بين عدة موضوعات ، ويتصيد من هنا ومن هناك كلاما كثيرا لا رباط بين أجزائه إلا أنه كلام فى الدين يعرض على الناس هذا العرض المهوش . والعلة أن فى ذهن الرجل معلومات قليلة أو كثيرة يمتلئ بها حينا ثم يفرغها وحسب. وليس هذا دعاء إلى الله ، إنما هو بين أصحابه - سباق فى إلقاء المحفوظات ..!! وهناك قوم آخرون على النقيض ممن ذكرنا .تمر بهم الأحداث الخطيرة تواجههم المناسبات الهامة ، فيلقونها بكلام غث ، ومشاعر باردة .ذلك أنهم فقراء أشد الفقر فى معرفة الكتاب والسنة وسير السلف الصالحين .إنهم لا يدرون ما يقال ، لأنه ليس لديهم ما يقولونه .ولست أدرى كيف يتعرض لإمامة الناس ووعظهم رجل قصير الباع فى الدراسات الإسلامية ؟كل ما يستظهره من كتاب الله بضع آيات وسور وكل ما يعيه من سنة الرسول جملة من الأحاديث لا تسد جوع المجتمع إلى فنون التوجيه وألوان النصح . وكثير من المشتغلين بالدعوة الإسلامية مصابون بهذا العوز الفظيع .ظاهرهم أنهم يحملون الإسلام فى حناياهم .والواقع أن الإسلام هو الذى يحمل عبئهم ، ويتحامل على نفسه وهو يسير بهم فى متاهات الحياة ودروبها.
قرأته على أنه موجه للقاريء العادي فإذا به موجه للدعاة، ورغم ذلك ابقيت على قراءته فهالني كثير من الحقائق التاريخية التي تمس الإسلام والمسلمين وأكدت في نفسي تساؤلاتي عن أين دعاة اليوم مما أشار إلى وجوب توفره في الدعاة. فقط أزعجني كثرة الاستشهادات المنقولة نصا عن كتاب ومحللون وكان يمكن عرضها بطريقة أخرى أو الإشارة إلى جوهرها مع وضع خلاصة للدفوع التي فندت هجومهم غير المنطقي والمنحاز كما تمنيت أن تكون الهوامش الكثيرة كملاحظات في ذؤل كل صفحة فمن الصعوبة البالغة العودة لنهاية الكناب كل فترة لتفسير معنى أو استبيان أمر ما. رحمك الله وأثابك عن كل حرف وكل لحظة قضيتها في خدمة هذا الدين ونفعنا الله بعلمك يارب