رغم الفترة القصيرة التي عاشها الكاتب، وهي تسع وعشرين عاماً فقط، تمكّن من ترك إنتاج أدبي قيّم، جمع فيه الحيوية والجرأة وزخم التجارب. في هذين الكتابين، نجد ما جمع من كتاباته حول موضوعين أساسيين، هما الحرب، والحب الذي عايشه من خلال تجربته الشخصية الخاصة والتي على قصرها، كانت عميقة وغنية بالمشاعر وبالأحاسيس الصادقة، والتي عكست بحثه الفعلي عن المعرفة الخالصة في البحر الصاخب للعلاقة بين الرجل والمرأة، والتي تشكل أعقد العلاقات الإنسانية. إلى جانب أعماله القصصية القصيرة الخالصة، ثمة ما أسماه الكاتب نفسه "كتابة حرة"، وهي عبارة عن نصوص يفرض المعنى عليها شكلها، فطوراً هي مقالة، أو مذكرات أو سيرة أو رسالة، وتطغى عليها الشاعرية النابتة من أرض المعاش والواقعي.
حسن مطلك روضان . - ولد في قضاء الشرقاط – قرية سديرة عام 1959. - عاش في كنف عائلة ذات ماضي عريق في الزعامة العشائرية وثرية بعطائها للادب الشعبي. - اكمل دراسته في قريته وفي الشرقاط. - حصل على شهادة بكالوريوس آداب من جامعة بغداد. - نشر الكثير من قصصه القصيرة في الصحافة العراقية، وكتب عنها نقاد متميزون. - ارتبط بصداقات حميمة مع الوسط العراقي وكان حاضراً في المشهد الثقافي والادبي وفي الندوات التي يقيمها اتحاد الادباء والكتاب العراقيين. - فاز بالجائزة التقديرية للقصة القصيرة عن الحرب العراقية – الايرانية. - صدرت له في بيروت رواية "دابادا" التي احتوت دلالات فلسفية عميقة جعلت منها مادة خصبة للمناقشات والتأويلات الأدبية وكتبت عنها الصحافة العربية كثيراً وتناولها النقاد بالمديح والثناء وصدرت بعد وفاته... وله عدة روايات ومجاميع قصصية مخطوطة أهمها رواية قوة الضحك في اورا التي صدرت عام 2004. - عام 1990 أشترك القاص والروائي حسن مطلك، في ثورة 6 كانون المعروفة بحركة النقيب سطم، ، فتم القاء القبض عليه وحكم بالاعدام . - كتب عنه الناقد جبرا ابراهيم جبرا، والشاعر عبد الرزاق عبد الواحد، والناقد عبد الرزاق الربيعي وعشرات غيرهم.. رحم الله الشهيد الروائي حسن مطلك
هذا الكتاب هو عن الحب، عن الإنسان والمعنى والاختلاف. تتعرف عبر هذه الرسائل والمذكرات على شخصية الأديب حسن مطلك، هذا الإنسان الذي قضى حياته مؤمناً بأهمية الإنسان، بأهمية الحب الذي يُتقوى به، ومات محكوماً بالإعدام. الكتاب في مجمله جميل وحميم، خصوصاً الجزء الثاني منه، الخاص بحبيبته هاشمية.
أحببت حسن مطلك من مذكراته "مذكرات الحُب" التي اصابتني بعدوى الحب التي تشفي من جميع امراض الكراهية المستشرية في هذا الزمن، عشت مع هذا الكتاب حالة من النوستالجيا لزمن لم اخلق فيه حيث الرسائل، والحبيبات الناضجات، الشعر والأغاني ، التأمل، الخسارات، والكثير من الاشياء الحميمية التي كادت ان تكون شبه نادرة الان..
المسؤولية عن أرث المطلك بعد رحيله المبكر كانت القيمة الحقيقية لهذه المذكرات لأنها كانت ذات طابع حر وشخصية لم تكن أدبية بحته هي مزيج من شعور الأنسان و حقيقة ما يعيشه من قصص وظروف،
الموت هو الحقيقة المطلقة في الحياة، لكننا نتناسى الحب! حب السيدة "هـ" والعلاقة الأخوية بين محسن مطلك وحسن مطلك، أصدقائه، وابنته مروة كان اشد وطأً من الموت، كان الضياع الحقيقي بعد موت حسن والجرح الذي لم ولن يندمل او يُنسى.
وفيه تجربتا حب رئيسيتين خاضهما الكاتب وأثرت في حياته وفي نتاجه الكتابي , وينقسم الكتاب إلى قسمين الأول تحت عنوان ظل الباشق على الأرض ويحكي فيه عن تجربة الحب الفاشلة لزميلة له في الدراسة والتي استمد من علاقته بها شخصياته وأبرزهن ( عزيزة دابادا ) والقسم الثاني يحمل عنوان ظل القمر على الأرض وقد كتب فيه عن تجربة حبه الثانية والتي كانت لهدى المعلمة التي عمل معها في إحدى المدارس في إحدى القرى الملاحظ على ظل الباشق والموجه إلى الحبيبة الأولى لغة بالغة الحزن ربما لأن تلك التجربة لم يكتب لها النجاح فقد تزوجت الحبيبة صديقه الحميم، والباشق كما يقول مقدم الكتاب يشير إلى التحويم ومحاولة الإنقضاض ويبدو أن ذلك إشارة واضحة إلى عدم استقرار تلك العلاقة والتي أثرت في مطلك وكان لها أثرا في كتاباته
ظل القمر هو مرحلة السلام والطمأنينة رسائل بالغة الرقة والحنان , تلك التي كتبت لهدى إنها نهر من الإنتظار والشوق واللهفة والغيرة , عذوبة خالصة في الوصف وبأرق الألفاظ :
كنتُ أندهش في كل لحظة تسقط عيناكِ عليّ إنها ترتاح لأنني اريد لها أن ترتاح لاتفسير لهذه الحالة أسمع القلب يعصر نفسه أسمعه يقفز إلى الجانب الأيمن يهرب إليها والكلام لا يكفي لأنك ِ فوق كل ما يقال بيضاء كالطحين بيضاء كالسماء القائضة وقت الظهيرة بيضاء كحبات اللؤلؤ بيضاء كأسنان الطفل بيضاء كضوء العينين لحظة الشوق تكونين ذهبية أحيانا ليس بلون الذهب تكونين برتقالية أحيانا ليس بلون البرتقال تكونين لونا لا أعرفه (بنزرقي أو حشيشي ! ) بلون التسلل إلى الضفة المقابلة ليلا بلون الجنّة مشتهاة كالصحراء للبرق للبرق البرق البرق لا أدري أتمنى لو أموت في لحظة القبلة أو في لحظة العناق إنه جزء صغير من إعترافي
هذه الأنثى التي عرفها حسن مطلك قلبت موازين الكثير من الأمور في حياته ألا يكفي أنه كتب لها :
سأكون أفضل لأنك ِ حبيبتي سأحارب كل الناس لأجلك سأكون جميلا ومهذبا لأنك حبيبتي إنكِ تمنحيني الحياة كما يمنح الثقب للعصفور فكرة بناء العش !
لم يكن مطلك يعرف حالة وسطية في علاقته مع المحبوبة فهو يعترف أنه يتحول إلى مجنون في الحب ولا أظن أن أي رجل الآن لديه جرأة بمثل هذه الإعترافات , الإعتراف بجنون الحب هذا الجنون اللذيذ إن كان كجنون مطلك بهدى تلك المرأة التي كتب لها أنه كان يعتقد أنه ميت المشاعر لكنه الآن يرتجف وقت اللقاء ويرتجف حين يكتب لها (أنا الرجل أبكي الآن ) !
كما إن تلك الأنثى جعلته يبرز رأيه المناصر للمرأة إذ يقول أنه يشعر بالذنب لكل خطايا الرجال ضد المرأة على مدار التاريخ الإنساني ( أنا مذنب لأنني رجل ) موقف يتضح فيه عظمة هذا الإنسان وهذا التجلي لا شك لم يكن فقط صنعة الحب ولكن لأن مطلك كان متفرد كان شخصا متميزا مختلفا وكان هو نفسه يشعر بأنه كذلك منذ طفولته وأنا كقارئة شعرت بذلك بعد قراءتي لهذا الكتاب : )
يحوي الكتاب أيضا بعض رسائل هدى لمطلك , وهي رسائلها التي كتبتها بعد أن انتقلت إلى مكان آخر أسلوبها طفولي نوعا ما : ) ويبدو أن في هذه الفترة قد بهتت تلك العلاقة بسبب وقوف الكثيرين ضدها كما يحوي الكتاب قصة عادية وهي رسالة كتبها مطلك إلى أحد أصدقاءه يغلب عليها طابع الحدة ويشرح فيها الضغوط التي يواجهها بسبب علاقته مع هدى ..
الكتاب مفعم بكلمات الحب للكتابة للأدب للأنثى التي أحبها لا يمكنك أن تخرج منه إلا باحترام شديد لهذا الكاتب الذي لم يمهله القدر طويلا فقتل بقرار ظالم من صدام حسين وهو لم يكمل التاسعة والعشرين من العمر على إثر محاول إنقلابية قام بها هو ومجموعة من الضباط , فتم إعدامه عام 1990 : (
شعور جميل قراءة يوميات الغير، فعل التلصص، الدخول في صميم حياتهم، ذلك التدفق السلس للكلمات الذي يجري،الإعترافات المجزأة، ضمير الإنسان الباطني، لإنه في الغالب من يكتب اليوميات لا يتصور فيما بعد أن يقرأه أحد، تخرج الكلمات صادقة، كجريان النهر، كأنسياب لا معنى له.. ولكن يبقى هنالك أمر شغل تفكيري أثناء قراءتي لهذه المذكرات وما تحويه من تفاصيل علاقات حب أقامها الكاتب مع فتيات عدة والرسائل المتبادل الأمر يتعلق بخصوصية الكاتب وخصوصية أسرته لا أدري لكن غصيت وأنا أتوغل إلى دهاليز حياته في كل صفحة وأكتشف أنه متزوج وله ابنة النجمتان لأسلوب الكاتب الرائع ولشخصيته التي يتبين القارئ أنها مختلفة فعلا بدون أن يشير الكاتب لذلك
الاسلوب رائع. لكنه متناقض، إيه عميق ومؤلم وتحس بثقله، لكنه متناقض. المبادئ متناقضة، المشاعر مع قوّتها متضاربة ومتخبطة مهما حاول يُظهرها بإتزان وعقلانية. ماقدرت أتصالح معه كشخص، كـ فكر. لكن رغم هذا ماأقدر أنكر عظمة أسلوبه. يخلق تفاصيل الموقف اللي علق في باله، يخلقه من جديد، ويجيبه قدامك كأنه موقف حيّ، تشوفه بكل مشاعره وارتفاعاته وهبوطه وارتباكه، فعليًا، مو مجرد سطور في مذكرات.
بطريقة ما اصبح اقرب كتاب ومذكرات الى روحي حيث لم تمر صفحة من صفحاتهِ دون ان تلامس قلبي وتزرع أثرها فيه.. مابين أنبهار وحزن وحنين ورغبة في معرفة المزيد عن حياته وقراءة المزيد من كلمات حسن مطلك لتعبيره البالغ الدقة عن جل مشاعرهِ التي اعترته خلال تجربتان مختلفتان..
ما احببت.. "جاءت تلك المعجزة فدخل الجمال كله إلى الغرفة. ذهبت تلك المعجزة فخلفت سحابة من العطر"
"عندما تمدين لي يد الوداع.. سأبكي هذه المرة أكثر من جميع أطفال العالم. جسدك يحيي الجواهر، أيتها الملكة.. افتحي أبواب العيد. أنت المكبلة بشعبك، تمسحين هامة الخائف فيصير قدوة للأحرار"
"ألا مدي يديك وإصبعاً من أصابعك وأخرجيني من مغاور الحزن. إنـني أحـبك، أيتها العجيبة.. تكمن في عينيك لفتات الأطفال. فيك رائحة الأراضي المثمرة، رائحة الحدائق.. لقد لامس قلبـي قدميك"
"عيناك أيتها الساحرة البيضاء تقرباني من الجنة.. عيناك ..آه، لا شـيء يمكنه أن يعـادل تلـك النظرة المليئة بحنان الأنهار والأمهات"
"إلى جيش من النساء.. أعنيك أنت.. أيتها النصل في القلب. أعترف أنني عرفت نساء كثيرات، لم تعطني واحدة منهن طعم الإحساس بالخسارة مثلما فعلت. ولم تعطني واحدة طعم الربح مثلما فعلت . الخسارة: لأنني ضعت وتخبطت قبل أن أجدك. والربح: لأنني وجدت كنـز حياتي الضائع."
مشاعر متناقضة لا اعلم ماذا عليَّ أن أكتب !! ، لِما نشر محسن الرملي مذكرات حسن !! ما الغرض من كشف علاقات اخيك الغرامية !! ماذا يعني الحب لحسن !؟ مجرد اشباع شهوات ! تحت مسمى الحرية للمرأة ، هل حرية المرأة تعني ان تتعرى لكل رجل بأسم الحب ؟ و هل الحب يعني ان تمارس الحب وقتما تشاء ؟ لا لا يا حسن ، لم أكُن انتظر هذا منك ، تجعل من زواجك و عائلتك حجة لكي لا ترتبط بهدى رسمياً ، لكن بكل بساطة يمكنك ان تتزوج واحدة اخرى !! كيف غفرت لنفسك خيانتك لزوجتك ؟؟ و ما كان هدف محسن الرملي من عرض خيانات اخيه بكل برودة !! ألم يحسب شيئاً لمشاعر أم مروة زوجة حسن !! هراء .. لا انكر ان هناك نصوص اعجبتني في الكتاب ، لكن فكرة الكتاب ككل لم ترُق لي بتاتاً
عندما تصل الكلمة الاخيرة في السطر الاخير في الصفحة الاخيرة من الكتا�� ... وتجد نفسك عاجزا عن اغلاقه .. وان يديك لا تستجيب .. بل تستجيب بدلا عنها دمعة تترقرق في عينيك .. حينها لا بد من البكاء ..
أن يعدم رجل مثل (حسن مطلك) .. ان يقتل رميا بالرصاص .. او يبقى متدليا من حبل مشنقة ... لهي دلالة واضحة أننا نعيش أبشع عصور الانحطاط..
كنت اتمنى لو عرفتك حيا .. لكنك الآن .. وبين تلك السطور .. اكثر حياة .. وعيناك تشع بريقا ما عرفه يوما قاتلوك ...
قررت قراءة هذه المذكرات عندما صادفت اقتباساً عن أهمية محاسبة الذات والصدق معها للعيش بضمير مرتاح وحب نقي مجرد وقلب مفتوح ولامستني هذه المعاني والكلمات. ولكنني لم أجد أي صدق وأي مواجهة للذات في هذه المذكرات. وجدت رجلاً يشرح عن العلاقة الصحية ويتحدث ويحاضر عن المرأة وفي نفس الوقت يهين من يدعي أنه يحبها ويعاملها كمشروعه الشخصي لا كحبيبة. يتمنى بالوفاء وهو يعيش قصة حب - خلال زواجه- صدقها قلبه وعقله وسلوكه دون أي مراجعة للذات دونت بين السطور. رأيت فيه رجلاً نرجسياً مؤمناً باختلافه وتفوقه على الآخرين "القطيع"، متأثرٌ بفلسفة نيتشه، متمردٌ على كل ما هو تقليدي، متأثرٌ من حب بلا مقابل استمر سنيناً طويلة.. أما هدى فأحبته حباً أقرب للعبادة وصلني من بين كلماتها ولكن كلامه لها بارد مع أنه يبالغ في وصف مشاعره وكأنه يستخدم هذا الحب كجزء من مشروعه الأدبي ورواياته ويبني عليه شيئاً من غروره لا أكثر. كان يعلم مدى تأثيره عليها ومدى تعلقها به ولكن لا يبدو من السياق أنه يبادلها نفس العواطف فهي تحاول رؤيته بكل السبل وهو يتحجج بالظروف. علاقة غير متساوية هو الطرف الأقوى فيها "المنقذ". ومع كل هذا كانت قراءةً غنيةً بالنسبة لي. واستمتعت بالتجول في شوارع نينوى وفي ممرات الجامعة بين محاضرات علم النفس.
هو كتابٌ عن الحب أولا وعن الإنسان والفكرة .. وهو أيضا و بلا شك عن حسن مطلق أولا وأخيرا.. شخصٌ يدرك نفسه جيداً .. ويدرك لحظات الارتباكات والتعثر .. ويدرك إلى أين يريد أن يصل في الحب والحياة وكيف أنهما لا ينفصلان عن بعضهما ولا يتنازل أي منهما للآخر ..وهو ما يتوصل إليه الإنسان بعد رحلة تعب ونبش طويلة داخل الذات .. المليئة بالأشواك والمؤثرات الداخلية والخارجية معاً
هو هنا كيانٌ وزع على لفظات وانفعالات وكلمات .. على مرحلتين .. أحببت في الأولى الموضوعية في التحليل والتأمل والتناول مع غرابة اللفظة واستخدام المركب المختلف منها وأسرني في الجزء الثاني من الكتاب ذلك الحب الكامل بالعواطف وليس بالظروف وهو ما يكتشفه القارىء .. هدى في حسن مطلق كانت الانثى مجردة من أي شيء آخر .. كيان حر له وعليه.. الرسائل كانت مفعمة لأبعد حد بالصدق بالنزق بالثورة بالانفاء بالاحباط بالتوهج بالغضب وغيرها من ما فرضه الحب على مطلق في تلك المرحلة
لفت انتباهي أيضا ادراج رسائل هدى إلى مطلق ..وكيف أنه استطاع أن يحيلها إلى كيان مشبوب بالعاطفة ..العميقة ..كما أوجعتني بحق رسالتها الأخيرة إلى دكتور محسن الرملي بعد أن استوعبت فاجعة اعدام حسن وانه اخيرا انتهى للعدم الذي لا عودة بعده ..
لغة حسن مطلك متقنه وتميل إلى عرض العادي بطريقة مؤثرة تماما كما عبر عن ذلك في احدى رسائله لهدى قائلا "وأنت منذ التقيتك تتحدثين بلغة الأشياء الميته ،لغة الناس الذين لم يتعبوا كما تعبت ،تقولين مثلا :إن للكرسي أربعة أرجل أو تقولين مثلا بأنك ذهبت إلى السوق بالسيارة وبعد ؟ .. لا بأس ولكن حدثيني عن الكرسي والسيارة بطريقة مختلفة "
هناك نقطة افتقدتها في الكتاب ، الوضع المحيط بمطلك لم يكن واضحا ..واعني ما كانت تمر به المنطقة سياسيا واقليميا لم ينعكس على الرسائل سواء في الجزء الأول منه وهو يسرد تحركاته وتأملاته أو في الجزء الثاني الذي جالت فيه الرسائل اغلب الامور الا هذه الأراء .. التي اتوقع ان مطلكا كان من أكبر الساخطين عليها وهو ما ادى به إلى ذلك الإعدام الغادر .
أخيرا هو كتابٌ يُقرأ مرات كلما شعرت بأنك قد اختنقت من كمية قراءات دسمة .. مدهش ولا يُنسى ..
إنك هنا تقف على حدود رجل معقد قليلًا, شاعر عاشق, يحب تزوّج الكتابة لكنه يحب, يحب الحب والنساء والأرض والحرف, بذل روحه من أجل الحب, واستنزفت علاقاته منه كل شيء, الأولى كسرته والثانية طيّبت جرحه.. ليموت آخر الحكاية مُعدمًا من قِبل نظام صدام السابق. الفصل الأول: ظل الباشق على الأرض, عن المرأة الأولى التي أحبها. الحكاية هنا تقول أن التفاصيل فيها تشبه انتظار الباشق أن ينقض على فريسته والانتظار توتر وترقّب وحيرة وخوف. هذه كانت إمرأة حسن الأولى.. هكذا بالضبط, حضورها من أجل غيابها مرة أخرى. "ميسلون" تحدثت عن حسن أمام صديقه ثابت والذي تزوجته فيما بعد: "هذا الرجل مرتفع عني كثيرًا, لذلك أشعر بأنني مجرد صفر. وكيف تريدني أن أقول نعم أرغب أن أكون صفرًا؟ مع الشعور بالخزي أمام الرجل. لا يمكنني أن أقدم له شيئًا سوى الفراش البارد. حتى أنني لا أجيد صنع الطعام باستثناء سلق البيض. لا أستطيع أن أشبع رغبة عشرة رجال وهو يجمع هذا العدد في شخصه, ورغباته المتعددة والمتبدلة, وانفعالات الفنان فيه حزنه الذي لا يباح لأحد.. لا أستطيع". هكذا انتهت علاقة حسن الأولى, من غير تفاصيل كثيرة معلنة. رغم أن الفراق كانت واضحة أسبابه, هي لاحظت الفرق بينهما شاهدت اختلافهما فقررت أن تنفصل عنه.
-
الفصل الثاني: ظل القمر على الأرض من أجل هدى, المرأة الثانية: اعتراف بقوة العِشرة. هنا يغرق حسن, في الحب والعاطفة, يكذب عليها بأمر زواجه, يقول: لقد تزوجت الكتابة. لكنها تعرف, تعاتبه فيرد: كل الرجال يكذبون على النساء لأجل الحب.
لقاءات سريعة بينهم, شهقات الدهشة لا تنتهي. نقاشات طويلة تنتهي أحيانًا بقبلات تُخطَف من عنق الوقت. كانت عاطفة حسن عميقة جدًا هنا, وكان هذا الحب عظيمًا..
أسلوب مميّز, مثل صاحبه تمامًا, وحرفية عالية في الوصف. كان كل شيء جميلًا طاغيًا حتّى موته.
أنها المرة الاولى التي أعرف حسن مطلك وأقرا له ، والمرة الأولى أيضًا أقرا عن كتاب يتبلور عن الحب رُبما هذا الموسم موسم القراءت الأولى لا علينا، هنا حسن مطلك يدهشك بالكتابة الأدبية والإيقاعات اللغوية والأبعاد الجمالية والأجراس الرنانة والأوصاف المدهشة والأفكار المؤطرة بالعمق والسطحية معًا والتشبيهات المقصودة كحافة بدء المطر ،حسنًا هذا الكتاب يصنف ضمن مذكرات/ كتابة حرة ولا زلت أحب هذا النوع من الكتب لأسباب عدة قد تطول القائمة لكن من أبرزها بأن الكاتب يعرض لك يومياته بلا تمحيص ولا تنبيش ولا تهميش ولا تلميع ولا تأويل ولا تفسير ولا تفكير عميق فقط الإسقاطات الأولى والإنطباعات الأولى التي تخالجه في اللحظات الأولى حين كتابته، ومن جهة أخرى هو لا يعبئ أيضًا لأن المذكرات ستكون حبيسة صندوق مكتبته ودهاليز غرفته وحين مجيء لحظة النشر قد تكون روحه فارقت جسده إلى الطبقات العليا من السموات السبع. على الهامش: إذ كنت مهتمًا فقم بقراءة مراجعتي من الأول وأحصي كم مرة قلت فيها أول أو أولى ومن مدلولاتها وشائكتها ولا تنسى احسب هذا السطر أيضًا.
- تحتار في وصف تلك الرِقة التي أحتواها الكتاب وتحتار أكثر في وصفها .. مذكرات ؟ ، خواطر ؟ ، أدب رسائل ؟، سيرة عاطفيه ؟ .. أراء حول المرأة والكتابة ؟ لا أعلم ، ما أعلمه أنها أخذتني لعالم من الحُب - وإن كان مؤلماً وذو نهايات تعيسه - .. لغة الكاتب جداً جميله ومُعبره وبها كمية أحاسيس رائعة أحببته جداً و سأقرأ له المزيد ( بإذن الله ) ..
أنا أيضاً أعترف بأني مثل حسن مطلك حين قال " أنني أتحول إلى مجنون عندما أحب ، لأنني لا أعرف حالة الوسط و التردد .. و لأن المسألة خارجة عن طوع يدي ، و لأنها خارجة عن قدرة عقلي في التحكم بها "
يتناول هذا الكتاب عن تجربتين لحسن مطلك من بين تجارب عاطفية عديده ؛ اثنتين أثرت به الأولى لزميلته ميسلون و الأخرى لعزيزة. كما تناول ماتعني له الكتابة حيث قال ( أنا و الكتابة شيء واحد ) بل و أقسم بها حيث كتب عن هاشمية " لقد أحببتك بلا حدود .. أقسم بالأدب الذي أكتبه ، و الذي لا أقسم به كذباً. لأنني لا أكذب في الكتابة أبداً مثلما قد أكذب في الكلام أحياناً.
من بين السطور:
-لقد عرفت أعمق الأحاسيس منذ أن بدأت أعتزل الناس لكي أعرفهم أكثر
-إن الذكريات لشيء قاتل ، إن كان ثمة لحظة اعتبرتها سعيدة في حينها ، ثم أفسرها تحت غلواء التذكر لأكتشف أنها لم تكن لحظة غبطة ، بل نوعاً من الألم المُر.
-إلى جيش من النساء .. أعنيكِ أنتِ ، لم تعطني واحدة منهن طعم الإحساس بالخسارة مثلما فعلتِ . و لم تعطني واحدة طعم الربح مثلما فعلتِ.
-إن كل تجربة فاشلة تطعن إنسانيتنا طعنة لا شفاء لها أبداً.
كتاب لطيف عن الحب و العلاقات ..احببت نصفه الثاني علاقته ب هــ وكيف كان يشعر بلقائها وذهابها.. احبها واحبته فرقتمها دراستها اجتمعا مرة ثانية ليعودا فيفترقا مرة أخري و للأبد..اتسائل كيف كان شعور زوجته حينما قرأت سطوره التي جاهر بها وتجرأ على تمني هـ زوجة له ،؟ وكيف كان شعورها حينما وصف زواجه ب مكيدة اجتماعية؟ احسست بأنه متناقض قليلاً. ان شاء الله اقرأ له رواية لاعرف ايهما اجمل من حيث الاسلوب حسن ام ..محسن؟ (اتحيز ل محسن☺️).
سمعت عن حسن مطلك للمرة الأولى في أحد السير الذاتية - لا أذكر لمن- لكن أذكر تأثر الكاتب برواية دابادا ووجدت هذا الكتاب بالصدفة وأنا أبحث عن كتاب رقيق يرافقني في ساعات عملي المسائية.
يتحدث حسن فيه عن تجربتين عاطفية. ما اعجبني ابدا. نرجسي ومسوجنست بشكل مقرف ولا يخلو من الفلسفة والفذلكة اللي مالها نهاية، لا أعتقد إني أرغب بقراءة أي شيء آخر له بعد هذه المذكرات. ولا أنكر من تمكنه الللغوي واستمتاعي ببعض المقاطع، لكن المشاعر اللي وراءها أشعرتني بالقرف
احسست بالاحراج و انا اقرأ مذكرات رجل ميت ،دواخله و افكاره الخاصه لقد ظلم محسن الرملي اخاه بنشر هذه المذكرات و حتى الاسلوب ليس اسلوب حسن مطلك المعتاد بل فيه الكثير من الركاكة لأنها يوميات فقط، اضافة الى انها تحكي عن جزء خاص جدا من حياته .
أنتهيت منه قبل ساعة ونصف, وبدأت بقراءة (العين إلى الداخل), ومما أراه في سرد (مطلك) وأعتماداً على حدسي, يمكن القول أنها ستكون إحدى أكثر تجاربي إزعاجاً لما أراه من شظايا شخصيتي بين سطوره.
حسن مطلك يصف حال نفسه قائلاً : انا هذه الطاقة المدمرة اله الفكر الراس الساخن المتوتر في داخلي اسئلة بلا جواب اسئلة جارحة بلا حدود انا توتر وحيد وسط الظلام الهادئ . اما انت فـ أين ؟
قرأت الأجزاء الخاصة بهدى فقط. أحس إن عيب نقيم مشاعر الآخرين ومذكراتهم. كان حسن، كأي إنسان قرر يكتب عن قلبه، متكبر أحياناً ومستفز، وأحياناً أخرى حسيته رقيق ومرهف ومحب. ودائم السخط.
-١- حسن مطلك، وهذه الخواطر العشقية التي نبشها أخوه محسن الرملي، بعد أن أُعدم حسن، على يد جهاز البعث في عام ١٩٩٠ ، في محاولة لإنقلاب، -لو تمت- ولكنها انتهت وهو انتهى في ال ٢٩ من العمر .. تعزِف هذه الخواطر أنغام العشق التي يتلوها حسن في لياليه لذاته، ابتغاء مرضاةِ الكتابة - حالةً من الإزاحة - لقصّتا حب ، الأولى في جامعته، والثانية في مجال تدريسه، مع أن القصّة الثانية لهدى، تمّت وهو في ذات الوقت متزوج ولديه طفلان .
-٢- حسن مطلك هو من ألّف رواية دابادا وقوة الضحك في أورا بأسلوب كابوسي دامس٠٠
-٣- من العبث تقييم ذكريات وخواطر شخص ، وأُعدم ، وتم تجميعها بواسطة طرف آخر .. من الصعب ،،، ولكني عدت بتقييمها 5 نجوم
كتاب الحب، ظلالهن على الأرض.. مذكرات الراحل حسن مطلك، الذي خاض تجربتا حب كما أطلق عليها (ظل الباشق على الأرض) و(ظل القمر على الارض) يقصد تجربته القاسية والأكثر عنوة مع حبيبته الأولى (م) خلاف (هـ). يوميات ورسائل جريئة، عميقة، كافية لجعلي أنهي قراءتها بغضون ساعات قليلة. تجربتي الأولى- وليست الأخيرة بلاشك- لحسن مطلك، شاعر عميق، عاشق مندفع، أكثر ماشدني الجزئية الأخرى للكتاب، رسائله المفعمة بحماسة الحب والاشتياق والصدق. الرسالة الأخيرة لهدى بعد إعدامه كفيلة بجعلي أحزن، كتاب عميق بحق. - لا طائل من محاكمة الذات، مادامت النتيجة واحدة: الإحساس بالخراب والعدم.
ابدع حسن مطلك في مذكراته كانت جريئة توقعاتي بسبب علمة بان مذكراته لان تنشر لقد كتب عن حبه ل(هدى) او هاشمية ماجعلني حاسد لهم على حبهما لبعض , قصة حب جميلة صورها في مذكراته بشكل جميل , ولا اعلم لماذا وصف القليل من شكل هدى اكان يتوقع ان تقراء مذكراته ؟ الرسالة الاخيرة من هدى حزنت لها جدا كيف ل حب ان ينتهي بهذه الصورة.