خلاصة أطروحة الكتاب هي رؤيته لنشوء الحركة الصهيونيّة مع حركة الإصلاح الديني في أوربا في القرن السادس عشر، ورغم إعتماد حركة الإصلاح الديني علي الأدبيات اليهوديّة إلا أن إيمان اليهود بالمشروع الصهيوني وإقامة دولة يهوديّة علي أرض فلسطين كان لاحقاً علي إيمان المسيحيين البروتستانت به، فالصهيونيّة إذاً، وإن كان جانبها العقائدي - الأيديولوجي مستمد من تعاليم اليهود، إلا أن تحوله إلي حركة ومشروع كان عملاً مسيحياً بالأساس.
النقطة التي يُثار الخلاف حولها دوماً هي موقف الدول التي تبنت هذا المشروع، وهل تبنته لدوافع عقائديّة بالأساس، تزاوجت مع مصالحها الإستراتيجيّة، أم لدوافع سياسيّة إستراتيجيّة مصلحيّة صرفة وجدت في الحركة الصهيونيّة مسوغاً لإبعاد اليهود عن أوربا وشلّ العرب من خلال زرع كيان إستيطاني في قلب منطقتهم يكون بمثابة قاعدة للتمدد الإمبريالي الغربي. في الكتاب يرجح الدكتور السماك السبب الأول، بل ويذهب إلي ما هو أبعد في قوله أنه عندما كان يتناقض ماهو عقائدي مع ما هو مصلحي، كانت الدول الغربية تقدم العقائدي.
لم أطلع بشكل مركز علي الآراء المختلفة حول هذه النقطة بالتحديد، ولذلك لن يكون لدي القدرة علي الترجيح بين الأدلة. ولعل هذا سيكون سبب تأخر إعطائي تقييم للكتاب .. قراءة سعيدة !!!
يستعرض الكتاب نشأة الصهيونية المسيحية كنتيجة لحركة الإصلاح الديني وأثرها على نشأة دولة إسرائيل والدعم الغير مشروط للولايات المتحدة الذي تقدمه لها. يعيب الكتاب عدم ترتيب الفصول والموضوعات بطريقة منطقية وتكرار المعلومات والأفكار دون داعي.
أثار الكتاب لدي سؤالين:
الأول: لماذا رغم إفتراض أن الدعم الامريكي لإسرائيل معتمد على النبوءات التوراتية يظل اليهود في امريكا بل وبأعداد أكبر مما في إسرائيل؟ كيف ستحدث هرمجدون إذن؟
الثاني: إلا يجب أن نعترف بأن الكثير من النبوءات الخاصة بنهاية العالم والتي نؤمن بها إعتماداً على بعض الأحاديث المنسوبة لرسول الله من الواضح أنها إسرائيليات مدسوسة سواء عودة المسيح أو المهدي المنتظر أو المعركة الكبرى.
انما القدس عقيدة" جملة شهيرة تربينا عليها و نحن صغار فحفظناها و لكن لم نعى بكامل حقيقتها و جعلناها تمر على الآذان و العقول مروراً عابراً بدون فهم أو تدقيق. كانت تلك الجملة القصيرة موجزة جداً و معبرة تمام التعبير عن مجمل القضية الفلسطينية.. ((عقيدة)) عقيدة فى عقل و وجدان كل مسلم سليم الفطرة يؤمن بالأمة الواحدة و أخوة المسلمين و يكفر بالحدود و القوميات.
و لكن لم ندرى بحقيقة تلك العقيدة المضادة لعقيدة الاسلام و المسلمين ، تلك العقيدة التى عمل اليهود و بنى صهيون عملاً حثيثاً على تحقيقها و فرضها على الواقع منذ عقود مضت ، لنصحو فجأة على خبر إعلان دولة اسرائيل على الأراضي الفلسطينية...لم يكن ذلك وليد اللحظة و لكنها جهود و أفكار زائفة تشربوها و آمنوا بها و عكفوا على تحقيقها. إنها "الصهيونية المسيحية"
لم تكن يوماً القضية الفلسطينية عبارة عن صراع مصالح أو حرب و سياسات لاستغلال الموارد أو نيل النفوذ و لكنها قضية عقيدة قبل كل شيئ. إنه صراع عقيدة يا سادة.
*كتاب تأسيسي جداً لمن يدرس القضية الفلسطينية من منحاها التاريخي قبل أى منحاً آخر. عادةً أتفاعل مع الروايات بأحداثها و تفاصيلها و حبكاتها الدرامية لكن لم يدر بخلدى يوماً أن أجد نفسي متفاعلاً و متأثراً بهذة الدرجة من مجرد كتاب تاريخي معلوماتى من الدرجة الأولى..ربما من هول المعلومات و ما أحدثته من حالة من الغضب و الثورة و الإثارة الذهنية فى عقلى الباطن!
الكلام اللي في الكتاب جديد عليا لان أول مرة أقرأ في الموضوع ده، الكاتب هنا بيعرض بشكل تاريخي للصهيونية المسيحية وعلاقتها بأمريكا وقراراتها ودول العالم، حيث توجد عقيدة تقوم عليها الصهيونية المسيحية هي ان ربنا ملك اليهود أرض فلسطين بعهد مقدس أبدي وان انشاء الدولة اليهودية في فلسطين ضروري لبناء دولة صهيون ثم قيام حرب نووية يظهر بعدها المسيح ليحكم العالم مدة ألف سنة قبل يوم القيامة. لذلك يقومون بالتغاضي عن كون اليهود لم يؤمنوا بالمسيح واضهدوه للتلاعب بعاطفة المسيحيين المؤمنين تجاه المسيح لدعم الدولة اليهودية. ومن هنا ولأنها دولة مقدسة بقانون إلهي فهي فوق القانون الدولي وعليهم أن يدعموها بكل السبل
وصدق القائل ان الدين أفيون الشعوب
-- طبعا احتاج للمعرفة اكثر في الموضوع ده قبل تصديق ما جاء في الكتاب 100%
الكتاب بالرغم من صغر حجمه و قله عدد صفحاته , الا انه يحتوى على عدد ليس بقليل من المعلومات القيمه و التحليلات و اللقطات التاريخيه المهمه جدا , و اعتق انه من الواجب علىينا نحن معشر القراء و المثقفين الاستذاده فى هذا الموضوع , و لا يسعنا الا ان نلعن الاستبداد و الانظمه الحاكمه التى اضاعت من بين ايدينا فرص كثيرة و فرطتت فى مقدرات و دعائم و مستقبل هذه الامه ...
• كتاب من تأليف الكاتب اللبناني ، محمد السماك ، صدر عام 1993م .. يتحدث عن الصهيونية المسيحية التي انبثقت من رحم الكنيسة البروتستانتية .. وكيف تغلغل هذا الفكر في السياسة الدولية حتى يومنا هذا .. الكتاب ممتع و مفيد و يستحق القراءة بتمعن .. انه يتيح لك قراءة الواقع بنظرة مغايرة و بتحليل أكثر منطقية ..
• مقدمة الكتاب في طبعته الثالثة تقدم مختصرا شاملا و شافيا ، للأفكار التي يطرحها الكتاب .. فالكاتب يتحدق عن نوعين من اللاسامية :
(الأولى عنصرية معادية لليهود حتى الموت. والثانية دينية مؤيدة لليهود حتى الموت. النازية الأولى تحمل اليهود مسؤولية ما يصيب مجتمعاتها من فتن ومصاعب، ولذلك فهي تعمل على إبعادهم أو على التخلص منهم. أما الثانية فإنها تعتقد أن اليهود رغم أنهم اغلاظ القلب وجاحدون بالمسيح ، فلا بد منهم ومن دولتهم من أجل عودته المنتظرة، ولذلك فإنها تعمل على دعمهم وعلى تأييدهم اعتقادا منها بأن ذلك واجب ديني وشر ضروري مسبق للظهور الثاني للمسيح، ولما يترتب على هذا الظهور من أحداث وفق ما تقول به النبوءات التوراتية. من هذه الأحداث وقوع معركة هرمجيدون التي تقول فلسفتها بوجوب هلاك معظم اليهود-ـ وغيرهم من غير المؤمنين بالمسيح - ومن ثم بظهور المسيح في سماء المعركة ونزوله إلى الأرض ليملأها عدلا وسلاما لمدة ألف عام تقوم بعدها القيامة.)
النوع الثاني من اللاسامية ، تمثلها الصهيونية المسيحية .. التي منحت اليهود استثناءات فريدة .. منها ( تنص المادة 401 من قانون أميركي صدر في عام 1940 على أن أي مواطن يصوت في انتخابات سياسية في دولة أجنبية يفقد جنسيته الأميركية على الفور، ولكن في عام 1967 ، استثني من هذا القانون يهود الولايات المتحدة ) .. كما منحت دولة إسرائيل حصانة دولية .. ( فالقانون الدولي يطبق على كل دول العالم ما عدا إسرائيل. يعود هذا الموقف المبدئي من اليهود ومن إسرائيل إلى إيمان ديني بأن وجود إسرائيل يعبر في حد ذاته عن إرادة إلهية ويجسدها، وأن ما هو إلهي لا تطبق عليه قوانين البشر، وعندما شذ عن هذه القاعدة الرئيس الأميركي الأسبق الجنرال دوايت أيزنهاور واعترض على احتلال إسرائيل لصحراء سيناء في عام ١٩٥٦ - إثر مشاركتها في حرب السويس مع بريطانيا وفرنسا - اعتبر موقفه موقفا اعتراضيا على إرادة الله ) .
ثم يتحدث عن انه هذا الصهيونية المسيحية التي تدعو لها كثير من الكنائس الانجيلية الأمريكية ، وجدت قبل قيام الحركة الصهيونية اليهودية فيقول : ( قول شهير للورد أنطوني أشلي كوبر الإصلاحي الإنجيلي الإنكليزي الشهير في عام ١٨٣٩ جاء فيه: " إن اليهود رغم أنهم غلاظ القلب وغارقون في المعصية وينكرون اللاهوت فإنهم ضروريون بالنسبة للأمل المسيحي في الخلاص؟ " وحتى لا يتعرض الضمير المسيحي البروتستنتي إلى أي عذاب، رفع اللورد كوبر الشعار الذي تبناه من بعده كل الصهاينة المسيحيين وهو ( إن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ) ).
و يتتبع سريعا مراحل تطور هذا الفكر ( ففي عام ١٨٤٥ اقترح أدوارد بتفورد، من مكتب المستعمرات في في لندن ( إقامة دولة يهودية في فلسطين تكون تحت حماية بريطاني�� العظمى، على أن ترفع الوصاية عنها بمجرد أن يصبح اليهود قادرين على الاعتناء بأنفسهم) ، وقال: ( إن دولة يهودية ستضعنا في مركز القيادة في الشرق بحيث نتمكن من مراقبة عملية التوسع والسيطرة على أعدائنا والتص��ي لهم عند الحاجة ) ) وكيف دعم تشمبرلين فكرة إقامة وطن لليهود ، أملا في الهروب من مشكلة تدفق ايهود أوروبا الشرقية إلى بريطانيا و الولايات المتحدة .. وكيف اقترح بلفور أن تقام هذه الدولة في اوغندا ، وكيف رفض المؤتمر الصهيوني هذه الفكرة ، ليتبلور بعدها وعد بلفور المشؤوم بإعطاءهم أرض فلسطين
كما يتحدث سريعا عن ثلاثة عوامل جعلت أمريكا تتحمل مسؤولية حماية إسرائيل وهي ( العامل الأول هو تنامي النفوذ الصهيوني اليهودي وسيطرته على أسواق المال وعلى منابر الإعلام الأميركية. العامل الثاني هو تنامي الحركة الكنسية الإنجيلية - التدبيرية ـ التي تؤمن بالتفسيرات السياسية لنبوءات توراتية تربط بين عودة المسيح وقيام إسرائيل، مما أعطى دفعا قويا لحركة الصهيونية المسيحية. أما العامل الثالث فهو تنامي المصالح الأميركية في الشرق الأوسط. تقوم على التقاء هذه العوامل الثلاثة ثوابت السياسة الأميركية في المنطقة، حتى إن ثمة اعتقادا لدى الحركة الصهيونية بجناحيها اليهودي والمسيحي ( بأن الله يحمي أميركا لأن أميركا تحمي إسرائيل)، كما يقول أحد أقطاب هذه الحركة جيري فولويل )
من هنا جاءت أهمية هذا الكتاب – كما يقول الكاتب - .
• وفي مقدمة الطبعة الثانية من نفس الكتاب ، يتحدث الكاتب عن كيف استغلت الصهيونية الهوة الموجودة بين الإسلام و الثقافة الغربية .. وكيف أصبح الغرب ينظر للإسلام على انه العدو الجديد للعالم الغربي ( بعد سقوط الشيوعية و تنامي الفكر الأصولي الإسلامي ) وكيف جعلت إسرائيل من هذا أساسا لعلاقتها مع الغرب.
• ثم يتحدث عن وجهة نظر اليهود إلى المسيحيين ( نقلا عن كتبهم و تصاريح كبارهم .. ومنها اعترافهم بإفساد المسيحية عن طريق الإصلاحيين ) و عن وجهة نظر المسيحيين لليهود .. و نظرة المسلمين لكلا الطرفين ..
وكيف اضطهد اليهود ( مع المسلمين ) في الحروب الصليبية وفي محاكم التفتيش في الأندلس و في تحالف البيزنطيين مع ملوك التتار .. ما دفع اليهود إلى التسرب عبر الكنيسة عبر حركة الإصلاح الديني ,, ومن هنا تسربت (معتقدات تقول إنهم شعب الله المختار، وإن الله يحب من يحسن إليهم ويعاقب من يعتدي عليهم. فكرة (الشعب) طـرحت فكرة (الـوطن)، إذ كيف يكون لله شعب ولا يكون لشعب الله وطن؟ )
و يضيف ( كان لا بد من تبرير ديني لفكرة الوطن، فالذين تأثروا بتهويد الكنيسة البروتستنتية وخاصة من الكلفانيين والتطهريين آمنوا بتفسير وضعي لنبوءات توراتية تقول: إن المسيح سيظهر للمرة الثانية وأن ظهوره لا محالة حاصل بين اليهود وفي صهيون، وأنه لا بد من أجل ذلك من إقامة صهيون ومن إعادة تجميع اليهود فيها، حتى إذا ظهر المسيح فإنه يبادر إلى تخليص المؤمنين من العذاب بعد معركة هرمجدون ويتربع على عرش العالم مدة ألف سنة (الألفية) إلى أن تقوم الساعة. أما الذين لم يتأثروا بـالتهويـد فقد وجـدوا في هذه النـظرية فـرصة للتخلص من اليهود بتشجيعهم على الهجرة من مجتمعـاتهم إلى فلسطين تحت ستار مساعدتهم على إقامة دولة صهيون )
( انطلقت الصهيونية كحركة سياسية تقول بإقامة وطن يهودي في فلسطين، من الكنيسة المسيحية (البروتستنتية)، واستمرت زهاء ثلاثمئة عام قبل أن يعقد المؤتمر الصهيوني الأول في «بال» في سويسرا في العام 1897م. )
ويشير إلى نقطة مهمة لا ندركها – كعرب ومسلمين - فيقول : ( وقفت الكنيسة الكاثـوليكية ضد حركة «الإصلاح» الـديني ، ووقفت ضد مبدأ إقـامة وطن يهودي في فلسطين، وتصدت للمشاريع الصهيونية (المسيحية واليهودية) قبل وبعد صدور وعد بلفور، وحتى قبل وبعد اعتراف الأمم المتحدة بإسرائيل. كانت الكنائس المشرقية أكثر تطرفـا في رفضها للصهيونية وإن لم تكن بالضرورة أكثر فعالية، غير أن هذه المواقف لم تجـد جسرا تعبر عليه إلى عمل إسلامي مسيحي مشترك حتى الآن. )
• بعد ذلك يورد كثير من التواريخ المهمة المتعلقة بقضية فلسطين و نضوج فكرة استيطان اليهود لأرض فلسطين .. التسلسل التاريخي مهم جدا لفهم القضية .. و يكشف كيف طغت المسيحية الصهيونية على الفكر المسيحي و على السياسة الدولية العالمية .. بينما تنازل العرب شيئا فشيئا عن قضيتهم العادلة فآمنوا بحق اليهود في انشاء وطن قومي لهم على الأراضي العربية المحتلة ..
• في الفصل الأول ( الصهيونية المسيحية الأوروبية ) يتحدث عن هجرة اليهود إلى أوروبا بعدما سقطت غرناطة بيد الاسبان في العام ١٤٩٢م.. وكيف حمل اليهود معهم إلى أوروبا الثروة العلمية و المالية فأسسوا قاعدة للتغلغل اليهودي في المجتمعات الأوروبية .. حتى وصل التغلغل إلى الكنيسة نفسها ..
( الأدبيـات اليهوديـة التي تسربت إلى صميم العقيـدة المسيحية تـدور حول أمور ثلاثة : الأمر الأول: هو أن اليهود هم شعب الله المختار، وانهم يكونون بذلك الأمة المفضلة على كل الأمم. الأمر الثاني: هو أن ثمة ميثاقا إلهيا يربط اليهود بالأرض المقـدسة في فلسطين، وأن هذا الميثاق الذي أعـطاه الله لإبراهيم عليه السلام هو ميثاق سرمدي حتى قيام الساعة. الأمر الثالث: هو ربط الإيمان المسيحي بعودة السيد المسيح بقيام دولـة صهيون، أي بـإعادة تجميع اليهود في فلسطين حتى يظهر المسيـح فيهم . )
( تم التهويد من خلال الحركة البروتستنتية اولا، وبعد ذلـك من خلال الحركة التطهيرية (Puritanisme)، كانت الكنيسة الكاثوليكية تتمسك باعتقادها بأن ما يسمى بالأمـة اليهوديـة قد انتهى، وأن الله طرد اليهود من فلسطين إلى بابل عقابا على صلب المسيح. وكانت الكنيسة تعتقـد أيضا أن النبوءات الدينية التي تتحدث عن العودة تشير إلى العودة من بابـل، وأن هذه العودة قد تمت بالفعل على يد الامبراطور الفارسي قورش. الفيلسوف الديني لهذا الاعتقاد هو القديس أوغسطين الذي كان يعتبر القدس مدينة العهد الجديد، وأن فلسطين هي إرث المسيح للمسيحيين . الإصلاح الديني تنكر لهذا الاعتقاد، وطرح الإيمـان بأن اليهـود هم الأمة المفضلة، وأن عودتهم إلى أرض فلسطين تحقق وعد الله، وأن هـذه العودة ضرورية لعودة المسيح وقيام مملكته مدة ألف عام (الألفية). )
و هكذا ( أصبـح العهد القـديم المرجع الأعلى لفهم العقيدة المسيحية وبلورتها، وفتح باب تفسير نصوصه أمام الجميع لاستخراج المفاهيم الدينية دون قيود. كذلك اعتبرت اللغة العبرية - باعتبارها اللغة التي أوحى بها الله، واللسان المقدس الذي خاطب به شعبه المختار - هي اللغة المعتمدة للدراسة الدينية . (
ثم يتحدث أن حركة الإصلاح الديني توغلت في بريطانيا و تمركزت فيها .. فبدأ الدعوة لانبعاث اليهود كأمة الله المفضلة في فلسطين .. إذ تحولت اليهودية بمرور الوقت من ( دين ) إلى ( قومية ) ..
( وفي العام ١٦٤٩م وجه من هولندا عالما اللاهوت البيوريتيان (التطهريان) الانجليزيـان جوانا وألينزر كـارترايت مذكرة إلى الحكومة البـريطانيـة طالبا فيها «بأن يكون للشعب الإنجليـزي ولشعب الأرض المنخفضة شرف حمل أولاد وبنات إسرائيـل على متن سفنهم إلى الأرض التي وعد الله بها أجـدادهم إبراهيم وإسحـاق ويعقوب ومنحهم إياها إرثا ابديا».
تكمن أهمية هذه المذكرة في أمرين:
الأمر الأول: أنها تعبر عن مدى التحول في النـظرة إلى فلسطين (والقدس) من كونها أرض المسيح المقدسة (التي قامت الحروب الصليبية بحجتها) إلى كونها وطنا لليهود.
الأمر الثاني: أنها كانت أول تعبيـر عن التحول من الايمان بأن عـودة المسيح تحتم أن تسبقها عودة اليهود إلى فلسطين، وأن العودتين لن تتحققا إلأ بتدخل إلهي، إلى الإيمان بأن هـاتين العـودتين (عـودة اليهـود وعـودة المسيح) يمكن أن تتحققا بعمل البشر. ) ..
ثم يتحدث عبر التسلسل التاريخي للأحداث ، كيف ا4قتحمت فكرة وجوب إعادة اليهود إلى فلسطين ، الأدب الغربي .. وكيف ظهرت الجمعليات المسيحية المطالبة بتحقيق هذه الفكرة .. حتى صارت أساسا للسياسة الأوروبية ..
( فالجنرال نابليـون كان أول رجـل دولة أوروبـي يـدعو اليهـود إلى إقامة وطن لهم في فلسطين خلال الحملة التي قام بها على مصر والشرق في العام ١٧٩٨ م، والبيان الذي وجهه إلى اليهود ودعاهم فيه «ورثة فلسطين الشرعيين» جاء قبل ١١٨ سنة من صدور وعد بلفـور بـإنشـاء وطن قومي يهودي في فلسطين في العام ١٩١٧ م. كذلـك فإن نـابليون كـان أول رجل دولة اوروبـي يبني موقفا سياسيا من نبوءات دينية يهودية وردت في سفر أشعيا (lsaiah) ويوئيل (Joel) .
وباختصار كان البيان أول ترجمة سياسية للصهيونية المسيحيـة وهي الترجمة التي انتزعت اول إقرار اوروبي بما يدعيه اليهود حقا لهم في فلسطين. )
( كانت فرنسا تدعي حماية الأقليات المسيحية الكاثوليكيـة في الشرق، وكانت روسيا تدعي حماية الأقليـات المسيحية الأرثـوذكسيـة، ولم تكن الدعوة المسيحية الانجيلية قـد وصلت إلى الشرق بعد، فكان طبيعيـا ان يبحث اللورد بالمرستون عن اقلية ما تدعي بريطانيا حمايتها، وقد وجـد في اليهود ضالته المنشودة، وهكذا تكاملت المصلحة الاستراتيجية البريـطانية مع الصهيونية المسيحية، ووظفت النبوءات الدينية لتكون مدخلا إلى تحقيق هذا التكامل السياسي الديني . )
( غير أن يهود بريطانيا وأوروبا لم يتجاوبوا معه، ذلـك أن الصهيونية اليهودية لما تكن قد ولدت بعد، وكانت الأولوية لدى يهود بريطانيا وأوروبا الشمالية هي الحصول على الحرية الدينية والسياسية الكاملة في الـدول الأوروبية التي يعيشون فيها وليس الهجرة إلى فلسطين، فلجأ بالمرستون إلى يهـود أوروبا الشرقية مستغلا معانـاة اليهود في روسيا ورومانيا الذين كـانوا يتعرضون للاضطهاد عقب اغتيال القيصر، الإسكندر الثاني، في العام ١٨٨١م، ونتيجة لتجذر المسيحية الأرثوذكسية وانغلاقها عن عملية الاصلاح الديني وعن المسيحية البروتستنتية الجديدة التي انبثقت عن هذه العملية. )
ثم يتحدث عن ظهور الصهيونية اليهودية على يد هرتزل . والتي كانت مبنية على الأفكار الصهيونية المسيحية .. وعن الضغوط السياسية اللتي مورست على السلطان العثماني من أجل التنازل عن فلسطين .. وكيف ظهر وعد بلفور عام 1917م و كيف خططت بريطانيا و فرنسا لعزل فلسطين عن بقية العالم العربي و تشريع الانتداب البريطاني عليها تمهيدا للسماح لليهود ببناء دولتهم عليها ..
في هذا الفصل هناك مقولة لهيرتزل تثبت خطط العدو الإسرائيلي و أحلامه في تجاوز حدود فلسطين لبناء دولته ( إذا كان للصهيونية أن تؤثر على المشكلة اليهودية في العالم فينبغي أن تكون فلسطين متاحة لأكبر عدد من المهاجرين اليهود. ولـذا فإن من المرغوب فيه أن تكون لها السيادة على القوة المـائيـة التى تخصها بشكل طبيعي سواء أكان ذلـك عن طريق توسيع حدودها شمالا أم عن طريق عقد معاهدة مع سورية الواقعة تحت الانتداب والتي لا تعتبـر المياه المتدفقة من «الهامون» (حرمون جبل الشيخ) جنوبـا ذات قيمة بالنسبة لها. وللسبب ذاته يجب أن تمتد فلسطين لتشمل الأراضي الواقعة شرفي نهر الأردن )
• في الفصل الثاني .. يتحدث الكاتب عن ( الصهيونية المسيحية الأمريكية ) يتحدث عن كيف انتقلت هذه الص��يونية المسيحية إلى التراب الأمريكي بعد اكتشاف كولومبوس للقارة الأمريكية عام 1492م وكيف فر اليهود إليها هروبا من محاكم التفتيش .. ثم لحق بهم الإصلاحيون في مطلع القرن السابع عشر هربا من الكنيسة.
( في المرحلة الأولى اعتبر هؤلاء الإنجيليـون العالم الجديد بمثـابـة كنعان الجديـدة ، واعتبروا ملك بريطانيا جيمس الأول الذي اضطهدهم بمثابة فرعون الجديد، واعتبروا إنجلترا التي هربوا منها بمثابة مصر، واعتبروا الهنود الحمر في أمريكا بمثابة الأسباط العشرة المفقودة من بني إسرائيل ... إلأ ان اليهود الأقحاح، سرعان ما صححوا هذه الاعتقادات، فسبق قيام الكنس اليهودية ��يام الكنائس الإنجيلية ذاتها، وخلال الحرب الأهلية الأمريكية، كان القساوسة يشبهون خلال مواعـظهم الكنسية الشعب الأمريكي بالشعب اليهودي الذي يكافح من أجل استرجاع أرض الميعاد. وقد بلغ من تأثير الصهيونية المسيحية على الـرواد الأوائل في أمريكا حدا اقترح معه الرئيس جيفرسون اتخاذ رمز لأمريكا يمثل أبناء إسرائيل تـظللهم غيمة في النهـار، وعمود من نور في الليل بـدلا من شعار النسر، وذلك توافقا مع ما يتضمنه سفر الخروج )
ثم يتحدث عن كيف ظهرت نظرية البعث اليهودي ، وكيف ارتفعت الدعوات المنادية بتوطين اليهود في فلسطين عام 1814م .. وكيف بدأت حركات الاستيطان في فلسطين بتمويل رجال أعمال أمريكيين .. وكيف نشأت اللوبيات الصهيونية في الولايات المتحدة مثل جمعية " الزمالة اليسوعية الأمريكية " .. وكيف وافقت أمريكا عام 1918 على وعد بلوفر ( ومنذ ذلك التاريخ، أصبحت الولايات المتحدة شريكة بريطانيا في تنفيذ الوعد الذي اصبح وعدا بريطانيـا امريكيا مشتركا.)
ثم يتحدث عن رؤساء أمريكا الذين باتت واحدة من أهم وظائفهم ، هي المساهمة في إنشاء دولة اليهود و الحفاظ عليها :
( في تلك الفترة بدأ الثقـل السياسي ينتقل من بريـطانيا إلى الـولايات المتحدة . ولما توفي روزفلت في 12-4-1945م تولى الرئاسة هاري ترومان الذي يعتبر الـرئيس الأكثر تجسيـدا للصهيونية الأمريكية في العصر الحديث. لقد حثّ ترومان رئيس وزراء بـريطانيـا اتلي على السماح لمئة ألف يهـودي بالهجـرة إلى فلسطين وذلـك لتأمين أغلبية يهودية في فلسطين في ظل الانتداب البريطاني تمهيدا لتحويل فلسـطين إلى دولة يهودية بعد إنهاء فترة الانتداب.)
و يتحدث عن عدد البروتستانت في أمريكا و حجم تأثيرهم .. فيتحدث عن أشهر أعلامهم .. وتلاحظ من خلال ذلك أن أغلبهم يدير شركات تلفزيونية ضخمة ، هدفها تغيير الوعي العام و الضغط السياسي على صناع القرار .
ثم يتحدث عن إيمان بعض هؤلاء بأن كارثة نووية أو كيمياوية ستسبق ظهور المسيح مرة ثانية .. و بإن عودة المسيح ستسبقها ثلاث إشارات : قيام إسرائيل ، و احتلال القدس ، و إعادة بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى
( بعد اكتمال المشروع، ستقع معركة هرمجدون التي يظهر المسيـح فوقها مباشرة وسيرفع اليه بالجسد المؤمنين به ليحكم العالم من القدس مدة ألف عام تقوم بعدها القيامة . )
و يتحدث عن الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريجان .. وكيف كان ينظر للأمور السياسية من منطلق ديني بحث فينقل عنه ( «إن حزقيال يخبرنا أن يأجوج ومأجوج الأمـة التي ستقود قوى الظلام الأخرى ضد إسرائيل سوف تأتي من الشمال. إن أسـاتذة الكتاب المقدس يقـولون منـذ أجيال: إن يـأجوج ومـاجوج يجب أن تكـون روسية» )
( في عام ١٩٧٦ م ناقش ريجان معركة هرمجدون في مقابلة مسجلة ع جورج أوتيس الذي سبق له أن تنبأ بوصول ريجان إلى الرئاسة الأمريكية. يقـول أوتيس في كتابه «شبح هـاجر» : إنه ينتظر تحقيق نبوءة حرب يأجـوج ومأجـوج (التي تفسر بأنها غزو سوفيـاتي لإسرائيل في المستقبل القريب) )
المخيف في هذا الفكر .. ( ان هـذه الكنيسة تعلِّم اتبـاعها أن من واجب الانسان المؤمن أن يوظف كـل إمكانـاته وقـدراته لتحقيق إرادة الله ، وإن الله يختار من الناس من يؤهلهم ويمكنهم من القام بهذا الدور المساعد، وهذا يعني أن الإيمان «بهرمجدون» يتطلب انتاج الأسلحة المدمرة، وقد أنتجت، وهو يتطلب خلق الظروف المؤاتيـة لاستعمال هـذه الأسلحة في المكان الذي تحدده النبـوءات للظهور الثاني للمسيح، وهذا المكان هو الشرق الأوسط . )
و قوله ، نقلا عن أحد كتاب هذا الكفر ( يفترض السيناريو أن تتوحـد أوروبا الغـربية، وأن تشق أوروبا الموحدة عصا الـطاعة على الولايات المتحدة. ويفترض السيناريو ايضا، أن تقع مجابهة امريكية (إنجيلية) أوروبية (كـاثوليكية) في الشرق الأوسط، بحيث يقف الكاثوليك (وكذلك الأرثوذكس) إلى جانب المسلمين، ضد المؤمنين بالعودة الثانية للمسيح من الإنجيليين.
وفي التفاصيل أيضا أن الروس الـذين يمثلون يأجوج ومأجوج يشاركون في المعركة ضد الإنجيليين، أيضا، مما يسفر عن تورط العالم كله في معركة «يرتفع فيها الدم إلى مستوى ألجمة الخيل مسافة ٢٠٠ ميل»، (يمتد سهل مجيدو من القدس إلى البحر المتوسط) كما جاء في نبوءة سفر الرؤيا. )
( طبعا كان يمكن أن يبدو كل هذا السيناريـو، وكل هـذا الكلام مجرد خزعبلات دينية، أو مجرد هلوسة دينية، ولكن عندما يكون من بين المؤمنين بها إيمانا شديدا وصادقا شخصيات كالرئيس الأمريي السابق رونالد ريغان، ووزير دفاعه غسبار وينبرغر وغيرهما من كبار الشخصيات الأمريكية السياسية والعسكرية التي تتبوأ مراكز قيادية، فإنها تأخذ بعدا خاصا. )
في ( الصهيونية المسيحية بوابة أمريكا إلى الوطن العربـي ) يتحدث عن كيف بدأت الولايات المتحدة اقحام نفسها في شؤون الشرق الأوسط و ذلك في عام 1784م حين تفاوضت مع دول المغرب العربي لضمان سلامة سفنها التجارية في البحر المتوسط وكيف حاربت الجزائر و تونس و ليبيا رفضا لدفع رسوم المرور في البحر المتوسط .. ثم بدأت بارسال البعثات التبشيرية البروتستنتية في مناطق نفوذ الدولة العثمانية .. وكيف زاد نشاط الصهيونية بعد الحرب العالمية الأولى ما أجبر الرئيس الأمريكي ترومان على الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية ، رغم تناقض الاعتراف مع مبادئ ولسون.
( من أجل حماية الكيان الجديد، أرست الـولايات المتحـدة قاعـدتين لسياسة مستمرة حتى اليوم: القاعدة الأولى هي إغراق إسرائيل بالمساعدات العسكرية والمالية، والقاعدة الثانية هي مراقبة التسلح العربي ومنع الدول العربية من انتاج أو الحصول على اسلحة هجومية (بدءا من البيـان الثلاثي الأمريكي البريطاني الفرنسي للعام ١٩٥٠ م وانتهاء بتدمير الترسانة العسكرية العراقية بعد حرب الخليج ١٩٩١ م) )
في ( الصهيونية المسيحية والإسلام ) يتحدث عن محاولة الفكر اليهودي للتوغل إلى داخل العقيدة الإسلامية ( كما فعل مع المسيحية ) فحاول
( أن يقدم الإسلام وكأنه مجرد اقتباس عن اليهودية، حاول المستشرق اليهودي الألماني إبراهام غـايجر في كتابه الـذي أصدره في العام ١٨٣٣ م تصوير النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وكأن لا عمل له سوى الاقتباس عن اليهودية، بما في ذلك نظرية النبوة وفكرة الكتاب. وحاول غايجر أن يصور يهـود الجزيـرة العربية على أنهم المصدر الذي استقى منه الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الأفكار .... هذه الدراسات اليهوديـة حاولت من جهـة أولى أن تنكر المقومات الـذاتية للحضارة الإسلامية العربية، وحاولت من جهة ثـانيـة أن تـدعي استمرارية الوجود اليهودي في العقيدة والمجتمع والاقتصاد والإدارة الاسلامية، وأن تنفي بالتالي الغيـاب اليهودي عن المنطقة العربية تبـريرا لقرار العودة متمثلا في فكر الصهيونية المسيحية والصهيونية اليهودية معا. )
( ظل المستشرقون الأوروبيون وخاصة اليهود منهم ينظّرون للمجتمعات الأوروبية على أساس أنه لا نـظام إداري، ولا نـظام مالي أو مصرفي أو ضرائبي، ولا نظام زراعة، ولا حتى عقيـدة توحيـد في العالم العربي الإسلامي لولا الوجود اليهودي . هذا التنظير اخذ منحى جديدا في العقد الماضي من خلال الادعاء بأن المجتمع العربـي ـالإسلامي يتنـاقض مع الـديمقراطيـة والمساواة بين الناس، وأن إسرائيل تمثل الجزيرة الديمقراطية الوحيدة في الشرق ).
لكن الإسلام استعصى على الاختراق و احتفظ بسلامة عقيدته و نقاوتها .. و رغم ذلك حدثت بعض الاختراقات مثل ظهور بعض الحركات الإرتدادية عن الإسلام كالقـاديانية والبهائية وغيرهما. و افتعال المشاكل العرقية و السياسية .. و أهم اختراق هو القضاء على الخلافة الإسلامية عن طريق بعض الفكر الطوراني .. ثم يتحدث الكاتب عن كيف أشعل اليهود هذه النزعة عن طريق كتاباتهم عن فضل العرق التركي و عن طريق إنشاء فرقة الدونمة التي اعتلت كبرى المناصب في الدولة العثمانية
عند الحديث عن صيرورة قيام الكيان الصهيوني سنة 1948م في فلسطين، فإنه يقع غالبا التركيز على نشأة الصهيونية اليهودية فكريا. لكن الفكر الصهيوني بصفة عامة لا يرتبط باليهود فحسب، بل حتى بالمسيحيين كذلك، ذلك لأن المسيحيين يتقاسمون الإيمان بالنبوءات التوراتية وبالعهد القديم مع اليهود. لذلك فلا غرابة إذن وجود دعم غربي كبير من دول مسيحية كالولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا للكيان الصهيوني، دعم نابع عن إيمان ديني بأن اليهود هم أداة لعودة المسيح وحكمه للأرض ألف سنة. ولا غرابة أن يتم انتهاك المعايير والإتفاقيات الدولية عدة مرات من أجل تنفيذ "وعد الرب". هذا الكتاب لمحمد السمّاك، يتكلم إذن عن أيديولوجية "الصهيونية المسيحية"، وتاريخ نشأتها الأقدم نسبيا من الصهيونية اليهودية القومية المعروفة. ويركز كذلك على سيطرة هذه الأيدلوجية على مراكز صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية.
. يستعرض هذا الكتاب الصهيو. نية كفكرة نشأت وترعرعت في أول الأمر من داخل الكنيسة بعد انشقاق القس مارتن لوثر على البابا الكاثوليكي ليكون طائفة المسيحية البروتستانتية وكان من أهم ما تغير في الطائفة الجديدة هي النظرة لليهو .د، فبعد أن كان اليهو .د قتلة المسيح في نظر الكاوليك ليقول أن المسيح ولد يهو. ديا، ومنها بدأت هذه الفكرة تكبر مثل كرة الثلج حتى رأيناها على أرض الواقع مع الأسف الشديد. . يستعرض الكاتب بشكل مركز جدا تاريخ تطور المسيحية الصهيو. نية في أوروبا وكيف انتقلت لأمريكا مرورا بهرتزل ووعد بلفور، وكيف كانت سياسات بعض الرؤساء الأمريكان تتجه وفقا للنبؤات الدينية وتبين هذه السياسات في عهد ريجان تحديدا. . الكتاب جيد جدا وأرى من الضروري التعرف على الأصل المسيحي للصهيو .نية لأنها الأصل قبل أن يتبناها اليهو .د
نظرا لقليل إطلاعي على تاريخ المذاهب المسيحية ظل عندي تساؤل دائم حول تبايُن الموقف المسيحي تجاه الصهيونية، بين مسيحية (في أمريكا) تؤيد تمام التأييد الفكر الصهيوني وتدعمه وتعتبر وجود دولة إسرائيل خطوة نحو خلاص البشرية، وبين مسيحية الكاثوليك والأرثوذوكس والتي ترفض الفكر الصهيوني وتراه مناقضا لتعاليم السيد المسيح. الكتاب يوضح كيف تغلغل الفكر الصهيوني في بعض المذاهب ويسرد وقائع بالتاريخ تبين كيف أصبح المآل للحال.
قرأت الكتاب بطبعة هدية مجلة الأزهر، ومن هنا فرصة أنوه أن مجلة الأزهر والحمد لله لا تزال توزع في أماكن متفرقة من أنحاء الجمهورية وبالعادة يكون معها كتب هدية ذات فائدة وبسعر رمزي في متناول الجميع.
الكتاب أضاف لي تفسير للعنجهية الإسرائيلية في المنطقة و نظر الغرب لعربدة إسرائيل و عدم أكتراثه لحقوق الفلسطينيين و للعرب بصفة عامة . - أتضح لي أن عدائنا ليس مع الصهاينية اليهود فقط بل يمتد إلي الصهاينة المسيحيين
- الحرب و العداء ليس كما يصور لنا على انه صراع نفوذ اقتصادي أو سياسي بل في صميمة صراع عقدي متخفي في ستار السياسة و الأقتصاد والهيمنة .
- الصهيونية المسيحية تري في قيام إسرائيل حتمية تاريخية دينية كان يجب الإسراع بها لا انتظار القدر كي تحدث , فهم خاضعون فعلا لفكرة لا يُعلم مدي جديتها أو تحديها للواقع , و بالتأكيد صحتها !
يعاب على الكتاب عدم إخراجه في صورة جيدة وبعض التكرار و عدم ترتيب المعلومات :
> ما هي الصهيونية المسيحية ؟ __ هي تلك الطائفة الدينية المؤمنة بربط رجوع المسيح للأرض مرة أخرى بحتمية رجوع اليهود لفلسطين وقيام دولة صهيون , لذا ترى ضرورة الأسراع بعودة اليهود و الأسراع فى انشاء دولة اسرائيل
>كيف نشأت هذه الطائفة ؟ __ تم تهويد المسيحية من خلال الحركة البروتستنتينية قال مار لوثر " إن اليهود هم أبناء الله , ونحن الضيوف الغرباء , ولذلك فأن علينا أن نكون كالكلاب اتي تأكل مما يتساقط من فتات مائدة أسيادها كالمرأة الكنعانية " " ثم من خلال الحركة التطهيرية _لم يوضحها الكاتب_
>أساسها البنيوي ؟ __ 1_اليهود هم شعب الله المخار , وهم الأمة المفضلة على كل الأمم 2_ الإيمان بأن هناك ميثاق إلهي يربط اليهود بالأراضي المقدسة في فلسطين 3_ ربط الإيمان المسيحى بعودة المسيح بقيام دولة صهيون
>ايدلوجيتها ؟ _تقوم هذه الطائفة علي الإيمان بعودة المسيح بثلاث اشارات : 1_قيام اسرائيل 2_احتلال مدينة القدس 3_ اعادة بناء الهيكل على انقاض المسجد الأقصي بعد اكتمال الثلاث اشارات ستقع هرمجدون التى يظهر المسيح فوقها مباشرة وسيرفع إليه بالجسد المؤمنيين به ليحكم العالم من القدس مدة ألف عام
> دور أوروبا و أمريكا فى دعم الطائفة ؟ معظم الكتاب يتحدث عن هذا
هذا كتاب قيم شديد القيمة ويمكنك اعتباره بداية بحث أو أبحاث كثيرة عن أصول وجذور الحركة الصهيونية المسيحية وتاريخها والمؤامرات الممتدة على مدى قرون من جانبهم فقط من أجل الاستيلاء على الأرض المقدسة. وهو تاريخ مفزع ومجهول للكثيرين منا نحن العرب للأسف. كذلك يوضح المؤلف في خواتيم الكتاب طبيعة الصراع السياسي ومحاولات وطرق إسرائيل فيه وسوف تكون تعريفاً جيداً لمن لا يعرف الكثير عن الصراع الإسلامي الإسرائيلي عموماً وعن تفاصيله وجغرافيته وغير ذلك. الكثير من التفاصيل والمعلومات والتواريخ شديدة الأهمية كان يعيبها بعض التنظيم البسيط وربما بعض الأسلوب الشائق. لهذا تقييمي ينقص نجمة للأسف.
ملحوظة أخيرة : موضوع الصهيونية كبير جداً وشديد التعقيد.. لكن يكفيك أن تعلم أن هؤلاء القوم جادون جداً في العمل ولا ييأسون ولا يملون.. ومؤمنون بعنف بما يفعلون وبهدفه حتى وإن كان تخاريف وضلالات ألفها أجدادهم الأولون بأيديهم. وأننا كعرب ومسلمين وأفراد وجماعات صغار جداً.. شديدو التفاهة وصغر الحجم في وجه تلك الوحوش الكاسرة.. او قل ذلك الأخطبوط طويل الأذرع.
ولا حل قريب إن أردت رأيي. فقط: دينك دينك لحمك ودمك. و( قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة ). الإيمان ليس بالأمر التافه وليس رفاهية ولا مجرد جزء من الثقافة العامة.. وصدقاً لا نملك رفاهية التكاسل عن حماية هذا الدين وتناقله بكل أمانة جيلاً بعد جيل.. وأن نكف قليلاً عن أن نكون شديدي التفاهة كهذا.
يثير محمد السماك قضية الصهيونية المسيحية وذكر الوقائع التي حصلت وأهدافهم لاحتلال فلسطين وعلاقة أمريكا ولما إسرائيل فوق القانون الدولي لم يتعمق في نشأة الصهيونية المسيحية كما يجب في نظري بالاضافة لتكرار المعلومات في كذا موضع اعجبتٌ برد السلطان عبد الحميد من الاستعمار عندما اصرو على التصديق تأسيس وطن قومي لليهود قال ( أنكم لو دفعتم ملء الدنيا ذهبا فضلا عن ١٥٠ مليون ليرة انجليزية فلن اقبل بتكليفكم هذا بوجه قطعي لقد خدمت الملة الاسلامية والامة المحمدية مايزيد عن ثلاثين سنه فلن أسود صحائف المسلمين آبائي وأجدادي من السلاطين والخلفاء العثمانيين لهذا لن اقبل بتكليفكم بوجه قطعي أيضا) فقامو بنفيه ينصح السماك بان المسلمين والمسيحين بان يكونوا على وفاق وان يوحدوا كلمتهم امام الصهيونية بعض استنتاجاتي المتواضعة المسيحية الصهيونية هي من قامت بولادة الصهيونية اليهوديه بالنسبة لحرب هرمجدون مجرد اسرائيليات حاول البروتستانتيين ان ينشروها بكل وسيله وأي طريقة لتصديقها والإيمان بها ما الاسرائليات الاخرى التي قامت الصهيونية بنشرها ودسها ؟! اعتقد ان هدف الصهاينه هدف سياسي استعماري وليس ديني فهم يريدون إستعمار فلسيطين والدول العربية كأمريكا اقصد إستلائهم عليها وعزل السكان الأصليين * الهنود الحمر* لما استعمرو جنوب لبنان وجولان في سوريا والسويس!
"إن إسرائيل في نظر ذاتها، وفي نظر الصهيونية المسيحية مالكة القرار وصانعته في الولايات المُتحدة، هي فوق العقاب وفوق الإدانة، إنها فوق القانون الدولي؛ لأنها فوق حسابات البشر." "لماذا تُقدم أمريكا مصالح إسرائيل على مصالحها؟" هُنا تجد الإجابة، عندما يُستغل دافع القُدسية الدينية الزائفة للهيمنة على مجريات الأمور السياسية في الداخل والخارج. فإن إرادة اليهود هي إرادة الله، وعندما تصطدم إرادة الله مع إرادة البشر فلابد أن تنتصر الإرادة الإلهية المُتمثلة في شعب الله المُختار (اليهود)، وليس مقبولاً من أي قوة على الأرض أن تتحدى إرادة الله أو أن تعرقل تنفيذها. هي بالطبع ليست مؤامرة، فالمؤامرة تُحاك خيوطها خفاءً، إنما هذه هيمنة واضحة وإنتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية، دون أن يحرك العالم ساكناً، ودون أدنى محاولة لإدانة الإنتهاكات بأي شكل من الأشكال. كتاب جيد ملئ بالمعلومات الهامة المُثبتة بالوقائع والتحليلات..
به الكثير من المعلومات برغم صغر حجمه لم اكن على دراية بالكثير منها ...
الفكرة هي كيف يكون كل هذا الصراع سببه اختلاف طرق عبادة الرب ؟ من المعروف بالنسبة لي ان حركة الاصلاح المسيحي قامت بسبب تفشي الفساد في الكنيسة الكاثوليكية وازدياد سلطة رجال الدين على عقول العامة لكن ليس لخدمة اليهودية بشكل او باخر حسيت انه يشبه كتاب قريته لمصطفى محمود بيكلم عن المؤامرات العالمية التى تحاك ضد الاسلام فالكتاب وضع المسيحيين واليهود في كفة واحدة وبذلك يكون الفرقتين ضد المسلمين الفكرة ان كل فريق بيكفر الاخرين وبيؤكد ضلالهم .. طب احنا رايحين ع فين
كتاب هام للغاية ... واجب على كل مسلم أن يقرأه ... سيفتح لك الطريق فى التوسع فى هذا الموضوع ... ستتعرف على تاريخ الصهيونية المسيحية ونشأة المذهب البروتستانتى وموقف أوروبا وأمريكا والمسلمين والمسيحيين الكاثوليك والأرثوذوكس من هذه الطائفة المتطرفة ... الكتاب سيعطي لك نبذة سريعة وسيساعدك على تقسيم رأسك حتى يسهل عليك البحث فى هذا الموضوع فيما بعد إن شاء الله ...