ممل إلى درجة البكاء. يحاول الكاتب أن يبرز محيطه القروي قرية الردة، بفتح الراء، في كتابه هذا. فيحاول الكتابة عن الحلاق البنغالي..يتحدث بإسهاب عنه، ويعجز عن إضفاء أي قيمة أدبية على عمله. يحس الكاتب بأن عليه أن يستعرض عضلاته الأدبية، فيضطر إلى حشر أسماء الأدباء العالميين بطريقة فجة. وكأنه قد سجل أسماءهم عنده، ثم وزعهم على كل فصل من فصول كتابه، حتى نرى عضلاته القرائية.
خربشات كهذه، مكانها الفيسبوك...أو الصحافة المحلية في أحسن الأحوال، حتى تضيع بين سقيم المقالات وجيدها. أما أن تضعها في كتاب، فكأنك تسلط الأضواء على عملك البسيط بين الفطاحلة.
الكتيب كان ملحقا مع مجلة نزوى العمانية..وقد تكون طباعته جزءا من سياسة المجلة في الترويج لكتاب محليين في الوسط العربي. كل هذا معقول ومقبول...لكن ما شأني أنا كقارئ بالحلاق البنغالي الذي أسهب في الحديث عنه بشكل سطحي إلى درجة أني ظننت أن بين الحلاق وبين الكاتب صلة قرابة أو نسب، حتى يتحدث عنه بإطالة!.
وبما أن الكتيب يصف مجتمعا ريفيا..أرجو من المؤلف إن أراد لنفسه إنصافا أن يقارن بين ما كتبه، وبين ما سيجده في كتيب آخر يصف الريف المصري باقتدار في أغلب مواضعه..الكتيب اسمه (مرة واحد صعيدي).
كتبت هذه المراجعة وأنا في منتصف الكتاب، وجاهدت نفسي حتى أنهي الكتيب لعلي أغير شيئا من مراجعتي، ولكن لم أتمكن من تغيير شيء.
قدرة الكاتب سليمان المعمري على بعث مشاعرك في الضحك الهستيري، البُكاء الحاد، تحريض الذاكرة، كُلها مُجتمعة في كتابٍ واحد لا تتعدّى صفحاته المائة صفحة هو ما أُطلق عليه "ذكاء الكاتب". وددتُ لو أنّ هذا الكتاب لا ينتهي،وأنّ تفاصيل الحكايات تبقى ولا ترحل! هذا الكتاب لُغتهُ رصينة، وعلامات الترقيم فيه كانت مُدقّقة بانتظام. أما فحوى الكتاب فهي نِتاج تجرُبة ناضجة لا يملك القارئ إلاّ أن يحترمها.
الرّدة هي اسم منطقة تقع في صحم التابعة لمحافظة الباطنة. كتب المعمري هنا بقلم الذكرى عن أبرز المواقف التي عايشها في الردة حيث يقطن، كما مجّد بعض الأشخاص بين الصفحات سواء كانوا من عائلته أو حتى وصولًا إلى الحلاق البنغالي!
انتهيت من كتاب #كائنات_الردة للكاتب العماني #سليمان_المعمري
الكتاب عبارة عن مجموعة قصصية تتميز بتركيزها على موضوع التحولات الاجتماعية، والإنسانية يقدم الكتاب سردًا يمزج بين الذكريات الشخصية والتحولات الاجتماعية في قرية الردة في سلطنة عمان ويستعرض المعمري الهوية الفردية والجماعية، وما يطرأ عليها من تغييرات نتيجة العولمة والحداثة. يتناول الكتاب، الصادر عام 2018، قصص شخصيات قد تكون حقيقية أو متخيلة مرتبطة بالمكان وذكريات الكاتب، مثل الحلاق شوزيت، وجده خليفة بن مبارك، والعامل البنغالي أنور، بالإضافة إلى كائنات رمزية اخرى نجدها في الكثير من الروايات العمانية كالفراشة والثعابين. الكتاب يعكس علاقة الكاتب الحميمة بالقرية وتحولاتها الاقتصادية والاجتماعية عبر أربعين عامًا، مع التركيز على البساطة الإنسانية والارتباط بالمكان، العنوان “كائنات” نجده شاملاً للأشخاص والكائنات من النوع الآخر يشير الكاتب الى التحولات التي شهدتها قريته الردة من خلال استعراضه للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي مرت بها على مدار أربعين عامًا فيشير إلى انتقال القرية من مكان صغير وبسيط إلى مركز يعج بالحركة التجارية، معتبراً افتتاح محطة البترول نقطة تحول فاصلة. نجد هذه التحولات تُروى بعلاقة حميمة بين الكاتب والمكان، حيث يوثق قصص شخصيات وأحداث تعكس تطور القرية من منظور إنساني وشخصي. من بين الشخصيات التي لفتت نظري شخصية الحلاق شوزيت: شخصية محورية تمثل التغيرات الثقافية والاجتماعية في القرية والجد خليفة بن مبارك الذي يجسد الحكمة والارتباط بالتقاليد والعامل البنغالي الذي يعكس تأثير العمالة الوافدة على المجتمع المحلي. كل قصة تسلط الضوء على تفاعل هذه الشخصيات مع التحولات التي مرت بها القرية، مثل التوسع العمراني والتغيرات الاقتصادية والاجتماعية جميع هذه الحكايات تعكس ارتباط الكاتب العاطفي بالمكان وتوثق التحولات التي مرت بها القرية كما أنها تسلط الضوء على تناقضات الحياة العمانية المعاصرة، والتي تمثل انعكاساً للعالم العربي ككل، متناولاً قضايا مثل الصراع بين الأصالة والحداثة برؤية أدبية جديدة وجميلة تمزج بين الواقعية والرمزية أحيانا
safaalabrawi's profile picture safaalabrawi ⭕ مجموعة قصصية خفيفة وممتعمة في ذات الوقت يسرد فيها الكاتب ذكرياته مع قريته( الردّة) الواقعة بولاية صحم، تحدث عن هتلر الردة، وفراشة الردة وحلاقها(شوزيت) وقصص أخرى منوعة.