فجر الاسلام فى طبعته الجديدة والصادرة عن الدار المصرية اللبنانية لأحمد امين الاديب المترجم المؤرخ والذى عاش حياة حافلة بالعطاء ومؤلفاته تنم عن علم غزير، واسلوب عذب يصل الى القارئ من اقرب طريق، فاخذت كتبه مكان الصدارة بين امهات الكتب لمازخرت به من افكار وآراء سديدة، وبراعة فى التبويب والاستنتاج ويقول فى حياة العرب قبل الاسلام وبعده، عالم من الحكم والالغاز والافكار، كثرت فيه الكتابات والابحاث، لكن فجر الاسلام يفتح آفاقا جديدة، فهو كالفجر الصادق فى بيانه ووضوحه، ابعد مايكون عن الصنعة والتعقيد، فقد تناول حياة العرب فى الجاهلية ليطلعنا على اهم منتجاتهم العقلية من لغة وشعر، وامثال وقصص، ثم بين اثر الاسلام فى عقلية العرب، فليس الامر مقصورا على دور الاسلام الدعوى، وان&#
واحد من أهم المثقفين الذين أرسوا قواعد الثقافة العربية الحديثة في النصف الأول من القرن العشرين. درس في الأزهر، وعمل قاضيًا، ومدرّسًا في مدرسة القضاء الشرعي، ثم أستاذًا للنقد الأدبي بآداب القاهرة، وعميدًا للكلية نفسها. كان أحمد أمين يكتب مقالًا أسبوعيًّا في مجلة "الرسالة"، كما رأس تحرير مجلة "الثقافة" التي كانت تصدر عن لجنة التأليف والترجمة والنشر والتي عمل رئيسًا لها أيضًا. اختير أحمد أمين عضوًا في مجامع اللغة العربية المصري والعراقي والسوري. صدر له عدد من المؤلفات كان أهمها "فجر الإسلام" و"ضحى الإسلام" و"ظهر الإسلام" و"هارون الرشيد
ولعل كلمته: "أريد أن أعمل لا أن أسيطر" مفتاح هام في فهم هذه الشخصية الكبيرة.
.بسم الله الرحمن الرحيم هذه واحدة من اكبر المراجعات التي كتبتها في هذا الموقع , وبنظري فهي أهمها . وكان لزام عليّ أن أكتبها لما في الكتاب من فكر قويم , وبحث عظيم . وأتمنى أن تكون في هذه المراجعة الافادة ولو قليلا , بما أفردت هنا من تحليل , ونقد , وتبسيط موجز لافكار الكتاب والكاتب . واتمنى من الجميع قراءة ما يستطيعون من المراجعة هذي , وان يتبعوها ان ارادوا واستطاعوا بقراءة فجر الاسلام , فهو من عظيم الكتب بنظري . فلنبدأ بالمراجعة ... : ******* هذا كتاب كنت اتمنى وجوده ؛ وحقا جاء في وقته . أريد أن اوضح أنني الان في فترة جديدة من القراءة فلست أقرا كتاب من نواحي وانواع مختلفة واحتار ماذا اقرأ ؛ بل إني بدأت مرحلة جديدة الا وهي "السلسات" . مع بداية عامنا الحالي شئت ان انظم وقتي بقراءة سلسلات من الكتب من نوع واحد ؛ وبدأت في الفقه الاسلامي . وعندما وصلت الى كتاب تاريخ الفقه الاسلامي للسايس ؛ وما كتب فيه عن اوضاع المسلمين واختلاف فهمهم لامور الدين والدنيا ؛ بحثت عن شيء يسد فجوة جهلي بالحياة العقلية للمسلمين الاوائل . وبعد البحث ؛ تراءى لي هذا الكتاب ؛ وكنت محتارا : هل أقراه لسلسلة الفقه الاسلامي ؟ أم اتركه لسلسلة التاريخ الاسلامي ؟ وقررت أخيرا أن ابدأ به ؛ فهو يقع في المنتصف بين التاريخ والفقه ؛ وكل علم مفيد كما كل كتاب مفيد ! . عدة صفحات من هذا الكتاب تعد انتصارا لأحمد امين على جهل الأمه . وعلى ذكر الامة أبدأ بالقسم الثاني من المراجعة . ****** ما أقرب الحاضر من الماضي ؛ وما أبعده ! نحن الآن نعيش في فترة التطرف ؛ وهي ليست فترة تعنى بجماعة أو فرقة معينة ؛ بل هي تنطبق على كل ألوان مجتمعنا ؛ الا من رحم ربي ! والتطرف يا اخوة ليس فقط تطرفا ماديا ؛ حربيا ... بل قد يكون عقليا ؛ وفكريا ايضا . وفقط أن الانسان يفكر ؛ لا يعني أنه حرا ومتحررا من أغلال التطرف . وكما يقول أرسطو : بين كل فضيلة رذيلتين ؛ مجتمعنا يقع بين احدى هذه الرذيلتين وهي محددة لوننا ؛ واما الفضيلة فقليلة الاتباع . ولأعطي معنى لجملة " ما اقرب الماضي من الحاضر وما ابعده" ساوضح عن طريق اعطاء امثلة لبعض هذه الاحداث التي حصلت في تاريخنا وتشبه التي تحصل يوميا في حاضرنا : بنو أمية وبنو هاشم هذه الحادثة وهذا الخواء الذي وقع بين الامويين والهاشميين هو مشكلة الاسلام , أي عقدة الحياة الاسلامية التي كانت كاللغم الذي انفجر وما فتئ ينفجر حتى الان . الازمة الخلافية التي وقعت : متمثلة بالمعارك الثلاث : صفين , الجمل والنهروان تطورت تطورا عظيما وتحولت من مشكلة سياسية الى مشكلة دينية. وهو أمر نادر الحدوث , فنحن نعرف أن المشاكل الدينية قد تؤدي الى مشاكل سياسية ; تماما كما حدث في حرب الثلاثين عام بين البروتستانت والكاثوليك . اما في الساحة الاسلامية فكان الامر بالعكس : وهذا يرجع لامور عدة أهمها عقلية الانسان العربي والمسلم في القرن الاول الهجري , فان اردنا ان نحلل عقل العربي نراه يختلف عن باقي العقليات , وعلى رغم قول الكاتب ان العربي كان بالفعل متأثرا قبل الاسلام بالامم المجاورة , الا انني ارى أن هذا التاثير محدود وغير مباشر , فعقلية العربي كانت كالوعاء الصافي , لم تتأثر بعد بعوامل الدين و الاوزار الفلسفية وكان الاسلام هو المادة التي غطت هذا الوعاء . ولكن للاسف هذا لم يمنع من ملئه بباقي المواد من ديانات اخرى .... ولكن أيضا , فهم عقلية العربي قد تتأثر , وسأقارن الآن بقول ابن خلدون والجاحظ عن العرب , وسنرى سبب الاختلاف : **** قال ابن خلدون : وقال الجاحظ : . ومن هنا نستطيع رؤية الاختلاف بين القولين , الجاحظ يميل قوله الى المدح والرفعة , وابن خلدون يعرف منه التقليل من الشأن , وان لاحظتم قول ابن خلدون تستطيعون رؤية اهمية وضع الامصار العربية وتاثيره على التفكير , الجاحظ عاش في العصر الذهبي للعباسيين , فهو عاشر الرشيد والمامون والمهدي , وذلك ادى الى مدحه للعرب ونقضه من غيرهم (كما فعل في كتاب البخلاء حين انتقص من اهل خراسان) . اما ابن خلدون فعاصر المغول , وهناك قصص عن لقائه بهولاكو , لذا كان من الطبيعي له ان ينتقص من العرب كونهم كانوا في عصر انحطاطهم . ومن هذين , اود أن ادعم رأي هذا الكتاب في تناوله مسألة عقلية العرب , وكما شرحت هنا أن العقول تتغير ; لاحظت أن احمد امين اخذ مسلكا وسطا , واحترمته على ذلك , كونه اخذ هذه المسالة بموضوعية , وتعد من الامور التي يحمد عليها ... ****** من الاشياء المهمة التي يجب أن يعلمها الجميع أن الوضع في الدولة الراشدية يختلف عن الوضع في الدولة الأموية والتي تختلف بدورها عن الدولة العباسية . هذه الاختلافات التي بينها هي التي مهدت الطريق لوجود فرق فقهية مختلفة ؛ وحركات فلسفية مختلفة ايضا . الخلافة الراشدة كانت دولة تتصل مباشرة بالفرد ؛ هي بنيت على طريقة الشورى ؛ بأن يعطى للانسان أهمية القرار عن طريق الاتصال به في المساجد وفي الدور ... كما كان الامر قبل خلافة عثمان ؛ حيث ذهب ابن مسعود ليسأل اهل المدينة عن ٱرائهم وافكارهم عن الخليفة الجديد ؛ لذلك قد نرى ان حد الردة قد يفهم كواجب سياسي اكثر من كونه دينيا . حيث قارنه بعض الفقهاء المعاصرون بالخيانة العظمى . وكون الخلافة الراشدة محكومة مباشرة من قبل الصحابة الذين تلقوا تعليمهم المباشر من النبي صل الله عليه وسلم ؛ فلم يكن يوجد أي داع لبداية مذاهب فقهية ؛ وهذا الامر يرجع لسببين : الاول هو قرب الخلفاء من عصر النبوة . والثاني هو الفكر القويم بنظري لعمر بن الخطاب ؛ وهذا التفكير ينبع من وجوب تعليم وتمصير البلاد المفتوحة حديثا من قبل القوات الراشدية ؛ وهذا فيه خير كثير ؛ هناك قصة عظيمة وردت عن عمر بن الخطاب حين نقد وقلل بعض الصحابة من فتح عمر بن العاص لمصر بالصلح وبمساعدة الاقباط . فغضب عمر ؛ ونهرهم لذلك واخبرهم أن الفتح لبناء الارض لا لخرابها والقتل ... لذا نستطيع أن نقول ان الخلافة الراشدة طفرة في تاريخ الحضارات ؛ حيث أنها بدأت فعلا من توجه لبناء واعداد حضارة محترمة تقوم على مبادئ صافية وسليمة , ليست يوتوبيا , ولكن تحقيق الوعود النبوية على الاقل . لذلك ؛ وبايمان جيل الصحابة بأهمية تطبيق القواعد الشرعية ؛ كانت المدارس الفقهية غير موجودة لقلة الحاجة اليها مع وجود الفقهاء من الصحابة ؛ وعدم انصهار العناصر الاجنبية في الوعاء الاسلامي . ومع بدأ الحركة الاموية ؛ ولن اتحدث عن الخلافات السياسية ؛ اهتم الامراء بالسياسية والفتوحات اكثر من البناء والتعليم ؛ لذلك قلما كان للدولة الاموية أي تأثير علمي على المجتمع ؛ اللهم الا خالد بن يزيد وعمر بن عبد العزيز اللذان كان لهما دور فعال في تطوير الفقه الاسلامي في سماحه بكتابة السنة وتدوينها . ولكن اهتمام الدولة بالسياسة سمح بزيادة حرية الرأي والتفكير في الربوع الاسلامية ؛ الذي سمح بدوره لبدء" الربيع الفقهي" الذي وصل الى أوج قوته في ذلك الوقت . العصر العباسي كان ثورة الاقليات ؛ لذلك صبغ بالصبغة الدينية ؛ مما أدى الى تشكل الفرق الاسلامي بالمعنى الحالي . ولكن التوتر بدأ مع تغير نوع هذه "الصبغة الدينية" خاصة مع الانصهار شبه التام للموالي والاجانب وتغلغلهم بين افراد المسلمين ؛ الفلسفات والنظريات الاجنبية دخلت ؛ والاديان تطورت مع تطور العقليات ؛ ولكن هذا الاختلاف العنيف بين الطبقات المجتمعية أودى بهلاك الدولة العباسية لعدم الانتظام والفوضى ؛ وتم القضاء عليها كليا مع سقوط العاصمة ؛ مدينة السلام : بغداد .... على الرغم من ان الكتاب لم يذكر العباسيين كثيرا وتركه للكتاب القادم "ضحى الاسلام "؛ الا ان دراسة العباسيين هو امر أشير اليه في عدة مواضع من الكتاب ***** "قال المهلب بْن أَبِي صفرة :يعجبني من الرجل الكريم خصلتان : يعجبني أن أرى عقل الرجل الكريم زائدا على لسانه , ولا يعجبني أن أرى لسانه زائدا على عقله . ." ولكن كما يتضح ؛ ومن دراسات الكاتب وتلميحات المستشرقين ؛ فهؤلاء الرجال الذين يحبهم الملهب قليلون ؛ لأن الانسان العربي يغلب شعوره على تفكيره ؛ فمثلا : لنقارن بين يوناني وعربي (قديمين) في مظهر شروق الشمس ؛ اليوناني سيتعجب من هذا المنظر ؛ والعربي ايضا : ولكن اليوناني سيفكر كيف ؛ لماذا ؛ ما المسبب .... والعربي سيكتب شعرا أخاذا لهذا المنظر الرائع . لذلك في الاراض الاسلامية ايام العباسيين ؛ مع اختلاط العرب واليونانيين ؛ واندماج العناصر الجاهلية والاسلامية والغير عربية ؛ بدأت تتشكل الفرق التي تنتمي الى الاسلام ولا تمتزج به كليا . أي أن تبقى عروقها دما من دم الاجداد ؛ ونزعة من تفكيرهم ؛ وأهم هذه الفرق هي المعتزلة (التي كما رأيت أن الكاتب يحذو حذوها قليلا ) ؛ والشيعة (على رأي الكاتب ) التي كان الكتاب عنصريا ضدها . وهذا سيفتح لي بابا لبعض الاشياء التي لم تعجبني في الكتاب . ***** شبهات الكاتب : على الرغم انب ارى أن هذا الكتلب من الكتب الفكرية المهمة المميزة في نوعها ؛ التي تعنى في دراسة التاريخ كأفراد لا كمجتمعات ؛ الا أنه كان غريب التكوين ؛ الكاتب يختلف من صفحة لصفحة ؛ أفكاره قد تختلف من فقرة لفقرة ؛ وتركيبة الكتاب ليست مطلقة بل نسبية ؛ بمعنى أنها تذهب مذاهبا متعددة . ومن الاشياء التي اعارض الكتاب فيها : ١) مسألة الجزية هنا ساتوسع قليلا , لانها من المشاكل والشبهات الكبيرة التي طرحها المستشرقين . هل دخل الاجانب الاسلام بسبب الجزية ؟ احمد امين يقر هذا الامر ويأخذ به , ويقر به , فهو يقول : طيب : هل الجزية كانت ضخمة ؟ سأحاول تقريب الامر , هذا السؤال يستلزم منا معرفة كم قيمة الدينار النبوي والاموي مقارنة بايامنا (سأقارنه بالدولار) . حسب كتاب "تحفة الملوك" فإن الجزية فقهيا لا تؤخذ من النساء والاطفال وكبار السن والفقراء واهل الصوامع .... وتقسم هكذا : للاغنياء : 48 درهما للمتوسطين : 24 درهما للعاديين او قليلي المال من غير الفقراء : 12 درهما ولكن يبقى السؤال : كم يساوي الدرهم . بعد البحث قليلا في بعض الكتب , وجدت الجواب في مقدمة ابن خلدون حيث يقول: "فاعلم أن الإجماع منعقد منذ صدر الإسلام وعهد الصحابة والتابعين : أن الدرهم الشرعي هو الذي تزن العشرة منه سبعة مثاقيل من الذهب ، والأوقيَّة منه : أربعين درهماً ، وهو على هذا سبعة أعشار الدينار .. .. وهذه المقادير كلها ثابتة بالإجماع . " وبمساعدة كتب الفقه الحديثة , نستنتج من حديثهم عن نصاب المال (زكاة الفضة) قولهم : ان الدرهم الواحد يساوي 2,975 من الجرامات من الفضة . بالعمليات الحسابية نجد : 12 درهم = 3,16 دولار شهريا 24درهم = 6.3 دولار شهريا 48 درهم = 12.75 دولار شهريا أترون أن اهل الذمة سيتركون الجزية التي هي 13 دولار شهريا ل الزكاة التي هي اضعاف ذلك ؟. 2) التأثر بالمستشرقين ) .. اريد أن اوضح انني لست ضد المستشرقين بشكل عام ؛ بل أرى أن ما جلبوه من افكار ونظريات هو من الامور المثرية للتاريخ الاسلامي ويريم لنا النظرة الغربية تجاهنا. قد يطعن البعض في المستشرقين كونهم من الغرب ؛ ولكن سأستشهد بقول علي الطنطاوي رحمه الله : ورأيي كرأي الطنطاوي ؛ ولكن الافكار الاستشراقية تتفاضل . ومن الافكار ما هو بسيط وغير مهاجم للتاريخ الاسلامي ومنها ما طرح الشبهات على القرآن والتاريخ ومعظمها فاسد مأخوذ من ضعاف الحديث وموضوعات الروايات ؛ ومن ما استشهد به أحمد امين من مستشرقين كنودلكه وجولدزايهر هو أمر قد يضر بالكتاب اكثر من افادته ؛ لان افكار الاثنين فيهما منافع ؛ ولكن اثمهما اكبر من نفعهما ... 3) كتاب فوضوي قليلا تقسيم الكتاب بالابواب المقسمة تدريجيا حسب الاحداث هو امر اساسي لا شك ؛ ولكن داخل الكتاب الافكار متداخلة ببعضها ؛ التكرار كان مبالغ فيه ؛ ولا ادري ان كان الخطأ من الكاتب او أن الافكار و الاحداث تتشابك بين بعضها .... لدي بعض التحفظ على المنهج النقدى لدى أحمد امين ؛ فلا تدري له وجها في حديثه بين الموضوعية والذاتية ؛ المسائل تشعر أنها تكتب موضوعيا لافكار ذاتية ؛ في بعض الاوقات لاحظت أنه يهذي قليلا :) ؛ وبين سطور الكتاب أخطاء كتابية لا أدرى ان كان السبب هو الكتابة أم الطبعة ... ***** لقد حان الوقت الى الاعتماد على الرجل العربي القديم لدراسته دراسة قويمة . ولقد فتح هذا الكتاب بابا كبيرا لهذا الامر ؛ فلا يجب أن ننسى أن الرجل العربي القديم ليس الا مرآة لنا ؛ أفكاره هي طبعة لأفكارنا ؛ طريقة عيشه وتقويمه للأمور قد تكون نفسها عندنا . ويجب علينا أن نعرضه للنقد والدراسة المفيدة لانتاج حلول أفضل وتقييم مشاكلنا المعاصرة . وملاحظة : أن الرجل العربي الذي يجب أن يتعرض للنقد لا يجب أن يكون عالما أو صحابيا أو خليفة .... الخ . لأن هؤلاء يشكلون تمييزا ؛ كما يتميز الرئيس عن بقية الشعب ؛ يجب دراسة رجل "كل يوم" كما في هذا الكتاب . هذا الكتاب شجرة مثمرة , جذوره أمهات الكتب , واغصانه علوم مندثرة , هو باب لكتب كثيرة وعظيمة , وهو من اعظم ما قرأت في الفترة الاخيرة نسخة الكتاب الالكترونية جميلة جدا تماما كباقي نسخ كتب "الهنداوي" . بشكل اجمالي ؛ على الرغم من ان السلبيات تكثر في الكتاب ؛ الا ان ايجابيته العظيمة تنسيك أيا من السلبيات ؛ وفعلا كان من الضروري جدا قراءة هذا الكتاب لانعاش دماغي الصغير والتزود بالمزيد من المعلومات في التاريخ والفقه . خمس نجوم قليلة والله ؛ المستصفى من الكتب في التاريخ حتى الآن ... سيكون بيننا لقاء ثاني ان شاء الله ...
الكتاب من البداية يحاول البرهنة على اتصال العرب بالثقافات الأخرى وتأثرهم بهم عكس ما كان متعارف عليه من أنهم شبه منعزلين تماماً عن الأمم الأخرى. ولا شك في أنه يحاول محاولة حثيثة في البرهنة على ذلك حتى لو بمصادر غير موثوقة ومرويات مشكوك في صحتها.
في سياق العرض .. : الأمة العربية الجاهلية تميل إلى النهب والاعتداء على القوافل الأخرى وتتجرد إلا من قليل عن المبادئ السامية "والذي لا نختلف عليه وجود الكثير من المثالب والصراعات فيها في الجاهلية" ولكن هُنا يريد تأصيل أن تأثرها بالرومان والفرس الذين يتاخمون على حدودها والذين نقلوا إليها بعض الكلمات وكان بينهم اتصالاً جيد في المجمل ، مع ذلك لم تكن الأمة جيدة، بل غاية في القبح.
"من أجل هذا رأى الفرس والروم أن خير وسيلة لرفع شر العرب أن يساعدوا بعض القبائل المجاورة على أن يقروا على التخوم يزرعون ويتحضرون."
ملاحظة/ التلميح على شر العرب ورقي الروم والفرس ليس في هذا الاقتباس فحسب بل في أكثر من مقطع .. هذا وأنا لم أكمل الكتاب وأرى باقي المصائب التي خطها قلمه!.
*كلنا نعرف أن الأمة العربية قبل الإسلام كانت تتمتع بالكثير من الخصال الحميدة والنادرة بين الأمم ولكن لم يجد منها أحمد أمين سوى الشر والسرقة والتعدي والظلم. لأنه من البداية كتب ليبرز رأي ما وبأي طريقة كانت!.
____
ربط متكرر بين الرخاء، الرقي والاتصال بالفرس والروم .. والتخلف والهمجية بين العرب في الداخل.
"كان عرب الحيرة أرقى عقلاً من عرب الجزيرة لتحضرهم ولمجاورتهم مدينة فرس العظية!."
لاحظ أن أرقى عقلاً لم تأتي اعتباطية بل تكررت وكأنها أغنية ألفها ليغنيها بين النص .. ارقى عقلاً ارقى عقلاً ارقى عقلاً عقلاً ارقى عقلاً عقلاً ارقى ارقى -___-
"وكان هؤلاء الغسانيون -على مايظهر- أرقى عقلية حتى من عرب الحيرة لأنهم كانوا أقرب اتصالاً بالثقافة اليونانية والمدنية الرومانية!."
طبعاً لا يغيب أن المدنية الرومانية والفارسية كانت تعيش الظلم والقهر والتخلف، حتى أن المناطق القريبة منها لم تشعر بالحرية والراحة إلا بعد أن تخلصت من تأثيرها ودخلت في دين الإسلام وذاقت عدله ورحمته.
ولكن تأصيل التواصل في ذهن القارئ حيلة استشراقية قديمة، هدفها أكبر من إثبات تلاقح الثقافات بين الأمتين .. بل تدريج لفكرة تأثر النبي نفسه ورسالته منهم. حتى أنه لمح بذلك بشكل أكثر صراحة:
"كانت القوافل التي تذهب من بلاد العرب إلى الشام تنزل في أسواق معينة عينتها لهم الحكومة الرومانية لتحصل منهم الضرائب المفروضة على "الصادرات"، ولتراقب في أيلة، وهي المعروفة اليوم بالعقبة، ومنها تذهب إلى غزة، وهناك تتصل بتجار البحر الأبيض، ومن غزة يذهب بعض التجار إلى بصرى. وقد رووا أن النبي سافر في هذه القوافل مرتين: مرة وسنه اثنتا عشرة سنة إلى بصرى، وأخرى سنه خمس وعشرون سنة."
____
لا حظ أيضاً كيف تطرق لنفسية الصحابة مع كل هذا التمجيد للفرس والروم :
"..... ومن أوضح المثل على هذا ماكان من العداء الشديد بين أهل المدينة -الأوس والخزرج- وهم على ما يذكر النسايون يمنيون، وأهل مكة وهم عدنانيون، وقد استمر التنافس بينهم بعد الاسلام، وكان بين القومين حزازات ومفاخرات، وكل يدعي أنه أشرف نسباً، وأعز نفراً .." وهذا لا يعني به قبل الإسلام بل بعده !!!!
التأثر الاستشراقي كان بادياً على قلمه بل لعله استاق الكثير من العبارات من أحد من المستشرقين أو سانده في التأليف.
لا أستطيع إكمال القراءة لو كان منصفاً، صادقاً .. كان لي رأي آخر.
بسم الله،، فإن هذا الكتاب وعلى قلة قرائتى فى التاريخ الإسلامى، فهو يعتبر أفضل ما قرأتُ حتى الآن والذى هو مقدَّم على هيئة بحث طويل عن الحياة العقلية للمسلمين عبر التاريخ الإسلامى
وإذا بدأنا التاريخ الإسلامى فلابد لنظرة أوليّة لما قبل بداية الإسلام ولتلك الأمة (العربية) التى وُلد بها الإسلام فكان الباب الأول عن الجاهلية
الحقيقة أن هذا الباب كان له الفضل الكبير فى تصحيح مفاهيمي عن العرب فالآن لا أندهش حين يقولون تستنجد فلسطين أو سوريا بالعروبة ولا يقولون تستنجد بالإسلام كنتُ أستغرب نداء أبناء العروبة هذا!! لا أفهم ماداموا على الحق لم لا ينادون أبناء الإسلام، فيكون ندائهم أصدق؟ في الباب الأول، نفهم الكثير عن عقلية العرب وعن أخلاقهم العريقة التي جاء الإسلام ليتممها ويزيل عنها النواقص وعن قبليتهم وتعصبهم الذى ظل في دمائهم حتى بعد أن هذب الإسلام نفوس بعضهم
والباب الثانى الذى يتحدث عن الإسلام وتأثيره على الحياة العقلية للعرب فقد شمل ما قبل الفتوحات الإسلامية وما بعدها من اختلاط بالأمم الأخرى والامتزاج بها والحقيقة أن الجزء الأخير كان يشتمل على عدة أمور أثارت انتباهى
الأول: تأثير الاسترقاق على الأمة الإسلامية نعلمُ أن الإسلام أتى ونظام الرق ركن من الأركان المجتمعية التى بهدمها ينهدم المجتمع فكان لابد من التدرج فى التخلص من هذا النظام فشرّع الإسلام وأتاح الطرق العديدة لعتق الرقاب، وحبب إليه وجعله كفارة عن كثير من الذنوب لكن الشاهد أنه حتى العصور الحديثة، كالعصر الفاطمى والأيوبى، كان الرق مازال شائعا بل وبصورة كبيرة، لدرجة وجود أسرة المماليك فى العصر الحديث والتى كان أصلها الرق والاستعباد فكيف يكون الإسلام عبر هذه السنوات الطريلة، لم يدفع أبنائه للتخلص من هذا النظام؟؟ وكيف تكون حجتنا الوحيدة أن نظام الرق كان متأصل فى المجتمع الجاهلى؟ فماذا عن الأموى فالعباسي فال.. فال... ؟؟ فى الحقيقة حتى مع غياب هذا النظام بشكله القوى فى العالم العربى اليوم فإنه لا يزال موجودا وكأنها نفس العربى التى تأبى إلا أن تكون له الإماء والعبيد فقد نغير اللفظ ونطلق عليه خدامات وشغالين، باعتبارها مهن وليس استرقاق فهل يُعطون حقهم أم يُبخسونها؟؟
ما علينا، المهم أن الاسترقاق لم يكن فقط فى فترة قصيرة بعد بعثة النبى بل ظل لفترة طويلة نظاما قويا فى المجتمع العربى ساعد على ذلك الفتوحات الإسلامية وما غنمه المسلمين من السبايا والأسرى والحقيقة، برغم نفورنا من الاسترقاق إلا أن هؤلاء الأسرى والسبايا كان لهم تأثير كبير على حياة المسلمين العقلية وذلك لما نقلوه إليهم باختلاطهم بأنسابهم فحدث مزج بين الحضارات ساعد على انتشار الإسلام بصورة أكبر يجب أن نقول أيضًا أن نظرة الأمم المختلفة للإسلام تختلف عن نظرة العرب المسلمين له
الأمر الثانى في هذا الباب: هو أسباب دخول غير المسلمين من الأمم الأخرى للإسلام بعد الفتوحات الإسلامية فالكتاب ذكر 3 أسباب غير الاقتناع بالقلب فذكر الهروب من الجزية المفروضة، والهروب من التعذيب الذى كان يقع عليهم، والهروب من النبوذ المجتمعى لهم باعتبارهم فصيل آخر مختلف عنهم حتى وإن كانت معاملاتهم عادلة والسبب الأول والثانى يحتاجان لتحقيق وبحث، فإن كنتَ تعلم -عزيزى قارئ المراجعة- بابًا أستدلُ منه على الحقيقة، فلا تبخل به علىّ أما السبب الثالث، فهو سبب منطقىّ يقبله العقل، ونستطيع فهمه جيدًا بعد دراستنا لطبيعة نفسية الإنسان العربىّ
الباب الثالث والرابع يتحدثان عن تأثير الحضارتين الفارسية والرمانية على الإسلام يواجهنى هنا سؤال حيرنى كثيرا أليست الحضارة الرومانية حضارة قائمة على الدين المسيحى والنصرانية؟ لماذا إذن كان هناك اضطهاد للأقباط من مصر، دفعهم للترحيب بالفتح الإسلامى؟؟
هذه الجزئية تدفعنى لأخرى مهمة جدًا فحين نتحدث عن اغتصاب بعض المسلمين لحقوق مواطنى الدول المفتوحة يكون الرد جاهزًا أنهم كانوا يتعرضون لأنواع من التعذيب و الاضطهاد مختلفة وشتى قبل الفتح الاسلامى لهم فليحمدوا الله على أننا خلصناهم مما كانوا فيه وإن كانت تلك الحجة صائبة، فليس من المعقول مقارنة تعامل المسلمين بتعامل غير المسلمين، فالمسلمون الذين أعزهم الله بالإسلام فهم ينشرون الخير أينما ذهبوا، لا يجب أن يكون لديهم حد معين للعطاء او التسامح، فيقف هذا الحد عند ما وصل إليه غيرهم من الديانات الأخرى بل يجب أن يكونوا مثلًا أعلى، كما أمرهم دينهم الإسلام وإلا فماذا يكون حالهم مع فتحهم لدولة هى في الأصل مستقرة؟ أيحكمونها بحكم ما كانت عليه قبلا أم بحكم دينهم وتعاليهم
ينبغى التنويه إلى أننى لا أحارب الإسلام، ولا أنكر أبدًا تعاليمه وقيمه على أنها هى الصراط المستقيم الذى به تقوم سعادة البشرية لا شقائها لكن الإسلام، يتحقق بيد البشر، وكلهم يصيب ويخطئ فلا تجعلنا عصبيتنا تعمينا عن أخطاء اخوتنا، عسى ان نتعلم منها، فلا يعيد التاريخ نفسه مرة أخرى
يبدو لى أن المراجعة طالت كثيرًا لذا فسأقول مختصرة بأن البابين الخامس والسادس كانا رائعين، وقد أفادانى كثيرًا وسأقفز للباب السابع الذى يتحدث عن الفرق الدينية ونشأتها
فقد كان هذا الباب فيما شعرت فيه، حياديًا جدا لا ينجذب لفصيل على حساب آخر وقد حاولتُ فيما سبق كثيرًا قراءة كتاب الملل والنحل للشهرستانى على أنى لم أُوفق واستغربتُ من كل هذه الفرق التى انقسم إليها المسلمون وكل واحدة ترى أنها على الحق وحدها وغيرها على الباطل أما فى هذا الكتاب فقد جاء وصفهم وصفًا يسيرا قابلا للفهم بسهولة، موضحًا للاختلافات بينهم التى تكاد تكون طفيفة جدا بل تكاد تكون فى أمر واحد، فأتعجب: أينقسم الفريق الواحد لأجل أمر صغير يكبرونه فيصير مذهبًا؟
يقول طه حسين فى مقدمته للكتاب أن احمد أمين تكفل بالحياة العقلية، في حين أخذ هو الحياة الأدبية، تاركين الحياة الساسية لعبد الحميد العبادى ولكن لم يكمل مسيرته سوى أحمد أمين، فكتب فجر الإسلام، ثم ضحاه، فظهره ووقف هنا فلو أُتيح له تأريخ هذا العصر الحالى، فياترى بمَ سيسمى الكتاب؟؟
الحمد لله الذى وفقنى لقراءة هذا الكتاب وجزيل الشكر للصديق منذر على اقتراحه القيّم
يتناول الكتاب العديد من الموضوعات الهامة التي توضح تطور الفكر العربي قبل وبعد ظهور الإسلام ومن أهمها:
- ملامح العقلية العربية في زمن الجاهلية والتي برعت - برغم ما كانت عليه من أمية - في نظم الشعر الجاهلي .. ولكن هذا الشعر اتسم ببراعة اللفظ على حساب عمق المعنى أو سعة الخيال .. وكانت العقلية العربية تتسم بشئ من الإنعزال أو الإحتكاك السطحي بالحضارات الأخرى ..
- مع ظهور الإسلام والتوسع في الفتوحات الإسلامية اتسعت دائرة الإحتكاك والإختلاط بالحضارات الأخرى كالحضارة اليونانية والرومانية والفارسية وغيرها .. وكان لذلك تأثير كبير على العقلية والثقافة العربية ..
- كان لنزول القرآن الكريم التأثير الأعظم في الفكر العربي والإسلامي وفي صياغة الشخصية الإسلامية صياغة جديدة تستمد سماتها من مصادر التشريع المختلفة ..
- مع تطور الفكر الإسلامي وإختلاف وجهات النظر بدأ ظهور الفرق الدينية المختلفة من خوارج وشيعة ومرجئة ومعتزلة وغيرها .. ويشرح الكتاب كيفية نشأة كل فرقة وأسباب الإختلافات الفكرية بينهم ..
كتاب عظيم يتسم بقوة الموضوع وعمق التحليل .. وللكاتب قدرة كبيرة على طرح أفكاره بتسلسل موضوعي وعرض منطقي مقنع .. .
يبدأ أحمد أمين كتابه بوصف بيئة العرب التي نزل فيها الإسلام وتضاريسها، وحياة سكانها من البدو، أدبهم وأعرافهم، حروبهم وحياتهم، ويحاول أن ينتصر لفكرة أن العرب لم يعيشوا بمعزل عن غيرهم من العالم وقد استقوا منهم وتأثروا عبر ثلاث قنوات قسمها كالآتي بين التجارة مع الأمم، والمدن التي أقامها الفرس والروم على الحدود المتاخمة للعرب كالحيرة والغساسنة، والبعثات النصرانية واليهودية يعتمد أحمد أمين في تحليله لعقلية العربي على آراء عدة، بين منحاز في الدفاع، ومتعصب في الهجوم، ومتوسل للموضوعية من أمثال المستشرقين، وهجومي كابن خلدون، ثم يفرد فصلاً كاملاً لتفنيد وتحليل تلك الآراء التي ضمنها كتابه ويحلل هو بنفسه عقلية العربي لأسلوب أحمد أمين حلاوة تطرب لها، من سلاسة الكلام والإنتقال المتسلسل المنطقي من فقرة للأخرى، وضحد فكرة خاطئة ما، وإثبات أخرى وأثناء تعرضه للحياة العقلية للعربي، يبدأ في تتبع أثارها الأدبية في الشعر واللغة والقصص والأمثال، الكتاب هو بمثابة تشريح سوسيولوجي وثقافي للحياة العربية قبل الإسلام وصدر الإسلام وفي الدولة الأموية، وتشريح المدن التي أنشئت حديثاً في الإسلام أو التي فتحها المسلمين، مثل البصرة والكوفة وبلاد الشام ومصر، وكيف أثرت مدنيات الروم والفرس وأديان اليهود والمسيحية في ثقافة العرب والمسلمين وقتها، ومن أهم المواضيع التي يتعرض لها أحمد أمين في كتابه، هي تاريخ النصوص، كالقرآن والحديث، فهو يتكلم في مواضع جمع القرآن، والأحاديث وصحيحها وفاسدها، ونشأة علم الحديث، وأسباب وضع الأحاديث وكثرتها، ولا يتغير أسلوبه في التناول أبداً ولا يحيد عن كونه مقنع منطقي يتبع كل الآثار ويحققها وينتقي منها الأقوى ويفند الأضعف، ويتحدث عن الحياة التشريعية للمسلمين، وكيف تحول النظام القبلي إلى مدنية تحكمها قوانين، أو دولة، وينهي أحمد أمين كتابه بإلقاء نظرة عابرة سريعة على الفرق الإسلامية التي كانت في طور التكوين والنشأة التي سيعود لها فيما بعد في أجزاءه القادمة، أمثال المرجئة والشيعة والمتكلمين والخوارج، قراءة ثانية، تختلف كثيراً عن الأولى، وعمل بمثل هذه الموسوعية لا يستحق إلا أن تقرأه وتستزيد منه على الدوام
مُراجعتي الكاملة والمفصّلة حول الكتاب: (ستكون طويلة) "فجر الإسلام" عبارة عن بحث تاريخي يدرس الخلفِيَة العقلية والثقـافية والدّينية والاجتماعية للعرب قبل وبعد الإسلام حتى أواخر الدولة الأموية. إذن فالكتاب يتناوَل حِقبتين تاريخيتين مُختلفتين. (نلجأ أوّلاً إلى شرح ما في الكتاب، ثم النّقد ومناقشة الأسلوب بعدها). قبل الإسلام: بدأ الكاتب بإعطاء نظرة عامّة عن جزيرة العرب بتحديد موقِعها الجغرافي ومُختلف مناخاتها الطبيعية ولاسيّما أهم صحاريها ومُدُنها وأشهر قبائلها : hébergeur d image gratuit
تطرّق أيضًا إلى تقسيم العرب تاريخيًـا حسب اتّفـاق النسابين والمؤرّخين (عرب بائدة، متعرّبة، مُستعربة)؛ صنّفهم أيضًا حسب درجتهم العِلمية والعملية إلى حضر وبدو. image gratuite à télécharger
فسّـر أحمد أمين سبب التّحضر الذي وصل إليه عرب الجنوب: هو مجاوَرَة مدنِيَتهم تخوم الفرس والرّومان (إمارة الحيرة والغساسِنة) التي عزّزت بذلك الاطّلاع على الثقافات الأعجمية (من خلال المُبادلات التجارية إلـخ...). téléchargement de photos
العقلية والنفسية العربية : درس الكاتب الطبيعة العقلِية والنفسية للعرب معتمدًا على مقاييس بيئتهم أولاً؛ بحيث أنّهم كانوا في بيداء مُقفرة، وكانوا في نِزاع قبلـي مستمرّ؛ أميّين، حياتهم بِدائية محدودة لا يُخرجون من عقولهم ميزة "التّعمق" و"التفكير" أي:(لا يسعون على فهم العلاقة المُرتبِطة بين العلّة والمعلول والسّبب والمُسبب)؛ ومُعجم لغتهم الجاهلية -من حيث المفردات- لم يكن مداه يتعدّى وصف الصحراء والمحبوبة وبعض مواقف الكرم والفروسية، (فالكلمات التي أُطلِقت على النّوق والبِغال والجمال كانت كُثرى مقارنة بمفردات أخرى على سبيل المثال) لكن لا ننكر أنّه كانت لهم ذلاقة في اللّسان وكرم ومروءة وعطاء، وهذا ما نلحظهُ من خلال أدبهم (الشعر بفُروعه والقصص والأمثال). اقتبس "أحمد أمين" من آراء ابن خلدون وأوليري الذي ذمّا العرب وانتقصا من شأنهم، والألوسي والجاحظ اللّذان خالفهما ومدحا بني جِلدتهم، قد أعطى رأيه حِيادًا ودون انحياز لأيّ طرف. فالجاحظ والألوسي بالغا في الإطراء، و ابن خلدون ناقض نفسه وكان حُكمه على العربي خلطٌ على كلّ عرب العصور دون تمييزه وتحديده.
في الإسلام: جاء الإسلام بتعاليمه محرّرًا العرب من قيود الوثنية والضّلالة؛ فساهم في رفع مستواهم العقلي والخُلقي لدرجة كبيرة فكان مفتاحًا فتح به العرب العديد من الدّول ومن ثمّ أقاموا عِمادها بمزج ثقافاتها وعلومها ووو. أخذ أحمد أمين فصلاً آخر مستقلّ تكلّم فيه عن العجم وتأثيراتهم على العرب، تكلّم عن الفرس ودياناتهم بالتفصيل (زرادشتية، مانوية، معتقدات مزدكية) وأدبهم..تكلّم عن الرّومان واليونان والسّريان وعن تأثيراتهم على الثقافة العربية بحُكم تواجدهم في الحدود. الحركة الدينية السائدة في العصر الأموي: كان الإسلام موحّدًا في صدره، واهتم المسلمين بالقرآن من ناحية الترتيل واستنباط الأحكام بعد فهمه والتّمعن في خلق الله عز وجلّ دون تقعّر وانقباض وسعوا إلى استيعاب أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
الفِرق الدينية: ولكن نحن من بصدد الذهاب إلى باب أهمّ من ذلك وهي الفِرق الدينية أين تفرّع الإسلام (إذا صحّ التعبير) بسبب خلافات واختلافات وهذا ما خلق الخوارج (بما فيهم الأزارقة والصفرية)، الشّيعة (بما فيهم الزيدية والإمامية)، الإباضية، المرجئة والمعتزلية ووضّح فيما بعد تعاليمهم وأسقطها حول الكتاب والسنة..
النّقد: الكتاب بحثٌ شامل وفيه تفاصيل كثيرة ومعلومات جمّة...بعض منها كانت مفيدة جدًا (كحديثه عن الديانة الزرادشتية مثلاً وعرب الغساسنة) لكنّ كانت هناك معلومات لا نفع لها، تم��يتُ أنّه لو همَّ بذكرها بإيجاز. وفي الكتاب العديد من النقاط التي اعترضتُ فيها كاقتباسه المُفرط من كتاب "الأغاني" للأصفهاني لأنّه مشبوه وليس مصداقيّ وأيضًا توسّعه المُبالغ فيه في كتب المستشرقين؛ ثم أنّي شعرتُ لِوهلة أنّ الكتاب أصبح جامع لإقتباسات لا غير. هذه العبارة ومثيلاتها رأيتها تتكرّر في جُلّ فصول الكتاب (وسواءًا كان هذا صحيحًا أو لا...حتى وإن كان صحيحًا) هذا دلالة على عدم تأكّده (عدم ثبوت صِحّة المعلومة) تمنيتُ أيضًا أن يُرفق بحثه بخرائط ورسومات ومخططات وصور كي تضع للبحث صبغة مساعدة لِلفهم. بصح ماعليش ههههه. على كلّ حال، التقييم الأنسب للكتاب هو 3.5 نجمة. أعتذر على إطالتي يا أحبّة؛ كان هذا لازمًا. شكرًا والسلام عليكم.
رحم الله أحمد أمين ، إن هذا الكتاب لهو نظرة مختلفة عن الإسلام وتاريخ الإسلام ، فهو لا ينظر في الإسلام تحديداً ومسائله ومبادئه بل هو يناقش المسلمين أنفسهم ، ويناقش أحوالهم الإجتماعية والسياسية التي أدت إلي تفرقهم وتشرزمهم كم المعلومات التي يحويها الكتاب لا تعرف كيف أستطاعت أن تكون في كل هذا الكتاب عرض بيئة العرب ومن يحيطون بهم قبل الرسالة ، حتي يقدم الكاتب رسالته في بزوغ الإسلام من الوجهة الإجتماعية والسياسية وأن أحمد أمين يتميز أسلوبه بالمنطقية والموضوعية ، فهو لا يقف وقف المتحيز كثيراً ويعرض كل الأفكار بشفافية ويتدرج السرد في كتابه بشكل رائع وموجز ، وكأن الكتاب هو مدخل لكل فترة أو كل فرقة أو كل نظام تود أن تدرسه بشكل موسع ويتميز أيضاً بذكر السند والمتن ، فهو لا يقف علي ذكر الحادث أو الحديث بل يذكر لك قوته من ضعفه فهو لا يطوع المعلومات لخدمة وجهة نظر معين يدافع عنها ، الكتاب يهتم بدراسة أحوال الإسلام السياسية والإجتماعية والذي يتعلق بشئون المسلمين والعرب منذ قبل الإسلام إلي نهاية العصر الأموي كم يلقي نظر علي البيئات المحيطة التي أثرت في تطور عقلية العرب والمسلمين والتي أثرت في العديد من الفرق الإسلامية ، ويشرحها شرح وافي بالنظر إليه كمختصر لذلك هو كتاب مهم لا يجب أن تخلي منه مكتبة كل مسلم أو باحث يهتم بسيرة الدولة الإسلامية من نظرة مختلفة غير المغازي والفتوح ، بل من الوجهة الإجتماعية والسياسية ، جزاه الله خيراً ورحمه وكتب له الجنة
كتاب فجر الاسلام للعلامة احمد امين كتاب عظيم ورائع بكل مافى الكلمة من معنى واستمتعت به كثيرا الكتاب يصف الحياة العقلية للعرب و المسلمين مع نبذة عن حياتهم ماقبل الاسلام فى الجاهلية و ما حولهم من امم حتى يصل بنا الى فترة صدر الاسلام و نهاية الدولة الاموية يناقش الكتاب حياة العرب و المسلمين العقلية من ادب و علوم و تشريع و نبذة عن العلوم الدينية و التشريع فى حياة المسلمين و ماكان قبلهم من امم ربما اتصلو بهم ومدى تاثرهم بهم من فرس و يونان و روم ثم يسير بنا ليوضح هذه الجوانب على مدى تاريخ صدر الاسلام و مراكز هذه النواحى الدينية و العلمية داخل الدولة الاسلامية و اهم من برز فيها من العرب ومن تبعهم وكان تحت حكمهم وذلك فى سبعة ابواب حيث يتناول فى الفصل الاول فى اربعة فصول وصف لجزيرة العرب جغرافيا واجتماعيا ومدى اتصال العرب وساكنيها بمن جاورهم من الامم وما احتوته الجزيرة واطرافها من ممالك وديانات وتاثر الحياة العقلية للعرب فى الجاهلية بكل تلك العوامل من بيئة و طبيعة و حياة اجتماعية فى الباب اثانى فى فصلين نظرة عامة عن الاسلام وفيه ايضا حياة العرب بين الجاهلية و الاسلام والفتح الاسلامى واختلاط والمزج بين الامم المختلفة تحت راية الاسلام وتاثير ذلك على الحياة العقلية للامة الاسلامية و العرب عموما والباب الثالث و به فصلين عن الفرس وعرض لديانات الفرس المختلفة و اثرهم فى المسلمين وادابهم واثرهم فى الادب العربى و حياة العرب و ما كان من مظاهر حضارة الفرس والتى اثرت فى الادب و الحياة العربية عموما اما الباب الرابع ففيه بحث تاثير حضارة اخرى على العرب والمسلمين ولكن هذه المرة التاثير اليونانى و الرومانى وتاثير النصرانية و الفلسفة اليونانية و الادب اليونانى و الرومانى و ماكان منتشرا منها فى الشرق مقارنة هذا التاثير بتاثير الادب الفارسى على الادب و الامة الاسلامية والباب الختمس يتناول الحياة العلمية و وصفها و اشهر مراكزها والقائمين بهاو مظاهر الحضارة التى ارتبطت بها و مدى تاثير هذه المظاهر فى حياة العرب وظهور مظاهر اللهو و الغناء فى مراكز الدولة الاسلامية من حجاز و عراق و شام وطغيانها فى مراكز عن الاخرى و سبب ذلك اما الباب السدس فتناول الحركة الدينية تفصيلا من القرآن و علومه و تفسيره وايضا الحديث و تدوينه و الوضع فيه واسبابه و نهضة العلماء لمقاومة الوضع ومافعلوه لذلك واشهر المحدثيين واثر الحديث فى الثقافة وايضا التشريع وهو المظهر الثالث للحركة الدينية وما كان فى الجاهلية منه والقرآن وما فيه من تشريع و تاثير الحديث فى التشريع وظهور مدرسة الرأى و مدرسة الحديث فى التشريع و اهم مراكزهما والنزاع بينهما اما الباب السابع و الاخير وكان من امتع ابواب الكتاب بالنسبة لى لانه اضاف لمعلوماتى الكثير كنت اجهله فهو باب الفرق الدينية وتناول الاربع فرق الرئيسية التى ظهرت فى خلال صدر الاسلام وكان حولها جدال كبير و هم الخوارج والشيعة و المرجئة وايضا القدرية مع المعتزلة فيتناول تلك الفرق و ماتفرع منها من فرق فرعية و تعاليمهم ومن اشتهر منهم وارائهم السياسية ومدى علاقتهم بالسلطة و غير ذلك من كل ما يتعلق بهذه الفرق وحقا لقد كان بابا ممتعا و مفيدا هذا الباب بفصوله الاربعة واخيرا فالكتاب عموما ممتع و ذو قيمة عالية وبذل فيه مجهود رائع رحم الله العلامة المؤرخ الكبير الاستاذ احمد امين و اسكنه الله فسيح جناته
لطيف لولا أن الكاتب يشعرني في أحيان كثيرة أن العرب أمه فارغة وفقط تستقي ممن حولها من الأمم. كما أن الكاتب يظهر لي أنه غير مستوعب لفكرة الإرث الحضاري وأنه ليس ملكاً لأحد ، فكيف يصح له مثلاً نسبة لكرة للفرس وافتراض ان العرب اخذتها منهم، اي لم لم يسأل نفسه من أين أتت الفرس بهذه الفكرة أيضاً؟
هذا كتاب جيد. بحث موجز، شامل إلى حد ما في نفس الوقت، عن عصر صدر الإسلام- وهي الفترة الممتدة من ظهور الإسلام حتى نهاية الخلافة الراشدين - والعصر الأموي. وبطبيعة الحال توسع البحث ليشمل حياة العرب قبل الإسلام للتعرف على تأثير الإسلام عليهم..
تعامل الكتاب بحيادية وروية مع التاريخ، فهو ركز على تأثير الأمم المجاورة لبلاد العرب، والأمم الداخلة في الإسلام حديثا على الإسلام، وهذا هو عين الصواب؛ فلو أنه أنكر ذلك التأثير لكان أغفل حقيقة جوهرية في سير التاريخ، كل الأفكار والأديان والعادات عرضة للتأثر بالاحتكاك مع الأفكار والأديان والعادات لناس آخرين، وهي إن لم تستجب للتأثير تفنى ببساطة. هكذا يرينا أحمد أمين كيف تطور الإسلام بتوسع البلاد العربية، وكيف استحدثت فيه أمور لم يعرفها الرسول والصحابة في الصدر الأول، وحيرت الفقهاء الذين جاؤوا بعدهم. ونفهم كيف بدأ الإسلام دينا بسيطا غاية البساطة، ثم انتهى بأحكام وقواعد وفلسفات معقدة مربكة أحيانا مع توالي السنوات. وما أحلى البساطة التي شرح فيها أحمد أمين الفرق الإسلامية، التي هي في الواقع فرق سياسية بحكم كون نظام الدولة دينيا؛ فالشيعة ظهرت بسبب الخلاف في مسألة الخلافة، والخوارج بسبب الخلاف في معركة صفين، والمرجئة ظهرت كرد فعل للخلاف بين المسلمين من سنة وشيعة وخوارج وتكفير بعضهم لبعض وادعاء كل طائفة أنها على حق. وهذه الفرق الثلاث ظهرت في فورة الدولة الإسلامية الناشئة، وتوسع الفتوحات، فلما هدأ الناس، وأخذوا يفكرون، ظهرت المعتزلة التي هي الفرقة الوحيدة القائمة على الفلسفة ابتداء.
يعيب الكتاب شيء من التكرار، ويحتاج تنظيما أكثر دقة، ورغم الحيادية التي اتبعها في البحث، فإني لم أستستغ بعض التعميمات غير الدقيقة في حديثه عن الشيعة- ولا أستبعد أنه عمم في مواضع أخرى لم تثر انتباهي لعدم إلمامي بها- بالذات في اعتباره "ابن سبأ" مؤسس مذهب التشيع، وهو أصلا شخصية مشكوك في وجودها تاريخيا، ويُظن أنها خلقت لأسباب سياسية وطائفية.
كثيرا ما أحب الكتب التي تريك الصورة الكاملة، تجمع قطعا صغيرة متبعثرة، وتكشف الطريقة المنطقية لترتيبها في سياق متتابع. وتكون لديك في النهاية بداية مثيرة ثرية لقصة كيف تمكنت قبائل بدوية من احتلال نصف العالم في أقل من قرنين
وصلت للصفحة ٢٠٠ ولم أستطع أن أكمل أكثر من ذلك. فعندما اخترت الكتاب للقراءة، كنت أعتقد أنه يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة. لكنني فوجئت بأن المؤلف يتناول فيه الحياة العقلية في صدر الإسلام حتى أواخر الدولة الأموية - وأقول فوجئت لانني طبعا لانني لم اقرأ المقدمة كالعادة - 😇 ونظرًا لعدم اهتمامي بهذا الموضوع، شعرت أنه ممل جدًا بالنسبة لي، فلم أتحمس لإكماله. لكن هذا لا ينفي بالطبع قيمة الكتاب لمن يهتمون بهذا المجال.
كتاب فجر الإسلام للكاتب المصري أحمد أمين صدر سنة 1929، من الكتب المؤثرة ومن الجهود التي كان لها اثر كبير على الساحة الفكرية، يبحث الكتاب في فترة ماقبل الإسلام وما بعده، عبر دراسة في التاريخ والاجتماع والأديان والثقافة والاقتصاد والطبيعة العربية المبكرة وفيما يتصل بها من حضارات فارسية ورومانية وكيف حدث التأثير والتأثر قبل وبعد الإسلام، بعد ذلك يسرد الحركة العلمية الإسلامية المبكرة ويفسر ويحلل نشأة جماعات إسلامية منها الخوارج والشيعة والمعتزلة وغيرها وفي اعتقادي ان الكتاب من الكتب المسيئة للشيعة ولكن بنكهة حداثية
اقسم الكتاب الى قسمين، القسم الأول رأيت فيه الكاتب باحثا اشبه بالمستشرقين وكلامه محايد وفيه شيء من النقد او الفحص للاسلام، اما في القسم الثاني رأيته يتكلم داخل العقيدة المذهبية وباقصاء أي رأي اخر وبالاحكام المسبقة
يبدأ الكتاب ببحث جغرافي حول الجزيرة العربية فيذكر المناخ والتضاريس والمدن المهمة والصحاري، ثم يعرج بنا على العرب واصولهم وقبائلهم ويتكلم عن البدو والحضر، و عن طريقي التجارة اللذان يمران بالجزيرة العربية واحدهما يمر بمكة وتعتبر شريان حياة لهم، يتحدث عن الممالك والحضارات التي أقامها العرب قبل الإسلام ويخص بالذكر امارتين، امارة الحيرة في العراق بجوار الإمبراطورية الفارسية وامارة الغساسنة في بادية الشام بجوار الإمبراطورية الرومانية ويقول ان هاتان الحضارتان ليستا سوى اتباع للإمبراطوريات المحيطة وتعمل كحائط صد لهجمات القبائل على المدن وعلى الرغم من ذلك كانت هناك حضارة وادب واشعار نتجت من هذه الدول ، يذكر لنا الكاتب كل ذلك ليبين كيف كان العرب يتأثرون بمن حولهم .
العربي والبدوي يصور لنا العربي بطريقة عميقة ولكنها قاسية أيضا، يذكر لنا رأي ابن خلدون في ان العربي متوحش نهاب سلاب، اذا اخضع مملكة اسرع اليها الخراب، لا يحسن صناعة ولاعلم، فيرد عليه احمد امين بأن العرب فمنهم البدوي والحضري ومنهم قبل الجاهلية وبعدها، فيشن الكاتب حملته على العقلية البدوية تحديدا بأن طور البداوة هو الطور البدائي العنيف واما من تحضر من العرب وبنى البلدان فقد تغيرت احواله، وفي الكتاب عن البداوة من النقد ما قد يعتبرها البدوي فيها شيء من الإساءة له ولكن أيضا فيها دراسة لذلك التأمل الرائع في عجائب الكون والانغماس في الطبيعة مما يجعل الشعوب البعيدة عن المدن هي الأكثر احساسا بالوجود الإلهي
يعرج بنا في تحليل مشوق لخيال العربي وذكاءه ، فيقول نقلا عن المستشرقين بتقسيم العقول الى عقلين ،
عقل الفرس والروم:- عقلية تنظر الى العالم بشمولية وهذه هي الفلسفة، فيتسائل اليوناني مثلا عن الشمس ماهي وماسببها وما عوارضها فيدرس الموضوع بشكل شامل، وخياله مليء باختلاق قصص غير موجودة في الواقع، وتغلب على طبيعته الاجتهاد في تحصيل الأفكار والمعارف
عقل الهنود والعرب:-عقل لا يتفلسف، نظرته جزئية للعالم، أي ان العربي مثلا يشد بصره مشهد معين من الشمس أو خاصية معينة فيها فيتحدث عنه ويبقى يدور حول الموضوع، وخياله ليس في اختلاق القصص من أمثال الف ليلة وليلة وانما في الوصف الخيالي لواقع موجود، فيصف صاحب المعلقات ناقته في حالات مختلفة او محبوبته او الحرب ويضع التشبيهات والمجازات والصور البلاغية عن أمور حقيقية، اما تحصيله للمعارف والأفكار فبالسليقة يحفظ ويفكر ويكتب الشعر فلا يجاهد نفسه في ذلك
يحاول الكاتب بجد ان يجد تأثيرات الحضارات والأديان والفلسفات الأخرى عن الاسلام وعن تأثيرات الفرس على الحضارة الإسلامية، فيبحث باسهاب عن الزرادشتية والمانوية والمزدكية في عقائدهم ويقول بأن هناك تشابه مثل عقيدة الصراط والأعراف، ويحاول عبر التقاط حوادث مما دون في التاريخ الإسلامي ان يجد صلة ما، وبعرج أيضا على الادب الفارسي الذي دخل على العرب فتغير شكل الادب العربي وعربت كلمات فارسية كثيرة، ويبحث وجود المسيحية في فجر الإسلام بطوائفها وعن فلسفات الاسكندرانيين والسريان وكان لحد هذا الوقت بحثا رائعا
حتى جاء الأمر الى الحديث عن الإسلام ذاته، فلم يكثر الكاتب الحديث في سيرة الرسول او شخصيته بل تجاوز ذلك لذكر تأثير الاسلام وما قدمه من تغييرات وفروقات في الناس، ومن هنا يبدأ الكاتب بخلع قلمه الناقد والمحايد فيما يبدو و يلبس عباءة مذهبية لمستها واضحة في النصف الاخير من الكتاب .. فقد اعطى صورة واحدة للتاريخ الاسلامي على انها هي الحقيقة التي لا لبس فيها وهي النظرة السنية، وجميل أن يؤمن الانسان بالعقيدة التي يريدها ويتحدث عنها ولكن ليس عبر ادعاء الحياد وتحكيم العقل،
يوجد تجريح كبير -من وجهة نظري- في حديث الكاتب عن الشيعة من امثلته - توجه عام لاستنقاص مكانة الامام علي الى اقل بكثير مما يراه الشيعة بل حتى من رؤية السنة، هناك تقصد للكاتب لالغاء فضائل واثار كثيرة للامام علي وعدم تفهم مبادئه ومواقفه، وليس مشكلة لدي في ان ينتقد وان يطرح وجهة نظر الخوارج وبعض المعتزلة في كفر او فسق الامام علي، ولكن المشكلة ان لا يعرض وجهة النظر الاخرى بانصاف - استخدام الفاظ غير علمية، كنعت بعض عقائد الشيعة بالسخف وبانها خرافات ، أو ان يفضل فرق دينية على اخرى، هذه الاحكام لا تصدر من باحث محايد ولا يحق للباحث الحقيقي ان يحكم احكام قيمية على المعتقدات الا اذا كان واعظا او داعيا - يحكم الكاتب بأن العقيدة الشيعية أسسها عبدالله بن سبأ اليهودي، وان أصول الشيعة يهودية ونصرانية وفارسية أو أي شيء اخر، المهم ان التشيع ليس وليد الإسلام بل من خارجه، فيقول أن مبدأ التوريث عند الائمة اخذوه من الفرس، فليت شعري الا يورث شيوخ القبائل أولادهم، ولا ملوك الحيرة والغساسنة واليمن الذين تحدث الكاتب عنهم، - ويقول " والحق ان التشيع كان مأوى يلجأ إليه كل من أراد هدم الإسلام لعداوة أو حقد"، ان تضع تعميما كهذا ينزع الطابع الإنساني وكأن الشيعة لم يكن لهم أي دور حسن في الحضارة الإسلامية ولم يسلهموا مثل غيرهم في مختلف المجالات
لا مشكلة لدي ان تقول رأيك الديني كما تشاء بل وتهاجم أي فرقة اخرى ولكني سوف اعتبرك واعظ لمذهب معين، ولكن عندما تظهر كمحايد وباحث حر وتنقد وتفحص الإسلام وتتركنا في تساؤلات مع قضية الصراط والأعراف، ولا تذكر شيء يعتد به عن النبي ثم افهم منك ان القرن الأول من الإسلام اشبه بصفحات بيضاء تتخللها بقعة سوداء هي فترة حكم الامام علي، وبأن اتباعه كانو بلاءا على الامة واما ماسواه فكانت الامور على خير مايرام فانا اعاكس تماما هذا الرأي
ولكن في الجهة المقابلة، استفدت ايضا من حديث الكاتب عن الحركة العلمية التي حدثت في فجر الاسلام وحديث عن ابرز الشخصيات الاسلامية كما تراها النظرة السنية، فلم يدع الكاتب شخصية مؤثرة الا وتكلم عنها و تحدث عن الحياة الفكرية في المدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام ومصر وعن الاختلافات فيما بينها، واكتسبت معلومات كثيرة حين تعرفت على الفرق ورؤوسها واسباب نشأتها، والصراع الذي عاشته،
ولكن لا اعرف لماذا كان الكاتب يتعمد ان يضع ما يكسر من مكانة اهل البيت ، فكان يقول ان الطرب انتشر في المدينة المنورة ولم يختر دليلا لهذا الحدث سوى حديث مسيئ في كتاب الاغاني أن السيدة سكينة بنت الحسين كانت تدعو المطربين ليغنوا، ولم يذكر لنا كيف ان يزيد استباح المدينة وانتهكت الاعراض في المدينة، لم يذكر لنا اي شيء من مساوئ الحكام ، او ان الكاتب يمتعض باستمرار بأن الامام علي له اثار فكرية وادبية مثل نهج البلاغة او احاديث او اشعار او انه علم ابن عباس وابو الاسود الدؤلي وانه كان علامة فارقة بين كل معاصريه، او ان يقول بأن الامام جعفر الصادق كان يشتغل بالكيمياء والزجر والفأل (اي انه اشبه بالمنجم) .. الى ما هنالك من اقتطاع صورة واحدة تشوه صورة ائمة اهل البيت وشيعتهم دون ذكر الفضائل ودون ان يكون هناك انصاف وتقمص لوجهة نظر هذه الطائفة
رغم ان الانصاف عند الكاتب نلمسه في ذكره لجميع الفرق الاخرى وجميع الشخصيات التي يضع لها من المدائح والتعظيم الشيء الكثير، او على الاقل يعكس وجهات نظرها فأجاد ذكر مقالة الخوارج والمعتزلة والمرجئة والقدرية وشخصيات اسلامية لا تحصى دون ان ينسبهم الى مؤامرة تهدف الى هدم الاسلام
أعد الكاتب المصري القدير أحمد أمين موسوعته الشهيرة والمكونة من ثلاث اقسام هي سلسلة «فجر الإسلام، وضحى الإسلام، وظهر الإسلام» والتي تعتبر من أهم كتبه، وأكثرها شمولية وتأثيراً فقد قدم فيها دراسة متكاملة عن الحضارة العربية الإسلامية، وتاريخ العقل والفكر في تلك الحضارة، وقد صدرت عام 1929 قدم أحمد أمين في كتابه «فجر الإسلام» تاريخ العرب قبل الإسلام ثم ظهور الإسلام وانتشاره، في صدر الإسلام والدولة الأموية، كما تناول شرائع الإسلام وأخلاقه، مبرزاً القيم الجديدة التي جاء بها، وما كان لها من تأثير في حياة الفرد نشأ عنه تحول وتهذيب للإنسان كتاب فجر الاسلام يتناول ظهور الإسلام والفترة التي سبقته، ويتكون من سبعة أبواب، الأول بعنوان "العرب فى الجاهلية"، وفيه يتحدث الكاتب عن جزيرة العرب وموقعها الجغرافي وأجزائها ومناخها وسكانها وأنسابهم وحالاتهم الاجتماعية، كما تناول في الكتاب طبيعة العقلية العربية ووصفها وأثر الطبيعة الاجتماعية في تكوينها، ومظاهر الحياة العقلية التي تجلت في دلالة اللغة العربية والأمثال والقصص. في الباب الثاني من الكتاب تناول فيه ظهور الإسلام وتعاليمه وأثر هذه التعاليم في العرب، ومقارنة بين المثل العليا فىالإسلام والمثل العليا في الجاهلية، كما تناول في هذا الباب الفتح الإسلامي وعملية المزج بين الأمم والمفاهيم والتعاملات التي ظهرت في هذه الفترة. الباب الثالث يتناول فيها اثر الفرس على الإسلام وتأثيرهم على الأدب العربي والحكم والأخلاق العربية والغناء واللغة
وفى الباب الرابع يتناول تأثير الأدب اليوناني والروماني على الإسلام وفى الباب الخامس يتناول تفصيلا الحركة العلمية في القرن الأول الهجري أما الحركة الدينية فيتحدث عنها في الباب السادس، بينما يتناول الفرق الدينية في الباب الأخير من الكتاب تحفظ عدد من العلماء والنقاد على هذه الموسوعة وانتقدواالمنهج العلمي لأحمد أمين وذلك لأمرين مهمّين من وجهة نظرهم وهما تأثره الشديد بالمعتزلة أما الأمر الآخر فهو تأثره بأطروحات المستشرقين، وأنه سلك مسلكهم وأخذ بآرائهم ليضمنها معظم مؤلفاته.
لكن بشكلٍ عام وان كان لدي بعض التحفظات على ماورد فيه فإن الكتاب يقدّم مادة ثرية بلغة أدبية راقية لكل مهتم بالدراسات الفكرية، وبالتاريخ الإسلامي، فهو ليس مجرد ��تاب تاريخي هو كتاب في الأدب والتاريخ والسياسة والفكر وسوف اكمل بقية الاجزاء ان شاء الله.
أروع ما كتب في القرن العشرين عن تاريخ الحياة العقلية للعرب قبل البعثة المحمدية إلى سقوط الخلافة الإسلامية. كيف نشأت الحياة العقلية لدى العرب؟ وكيف تطورت بمجئ الإسلام؟ وما التغيرات التي طرأت على العقل العربي؟ إن هذ الكتاب يعتبر في نظري فتح من الفتوحات في الفكر الإنساني، وقد أبدع المرحوم الاستاذ أحمد أمين في أسلوبه وتحليله. وبالرغم من أن البعض يعتب على الاستاذ أحمد أمين أخذه بعض الوقائع التاريخية من المستشرقين إلا أن ذلك لا يقلل من شأن الكتاب وقيمته الأدبية والفكرية. أنصح بقراءة هذا الكتاب والأجزاء الأخرى منه وهي "ضحى الإسلام" و "ظهر الإسلام" و "يوم الإسلام". رحم الله الاستاذ أحمد أمين فقد كان بحق علماً من أعلام الفكر العربي والإنساني.
كتاب أقل ما يقال عنه أنه رائع . أحمد أمين يثبت جدارة استحقاقه للقب الباحث والمفكر على حد سواء فهو مجدد بجد من ناحية المنهج والموضوعية الصارمة التي قام بواسطتها توضيح التاريخ الإسلامي بموضوعية قلما نجد نظيرها لتحريه الإستقصاء والإعتماد على عدة مصادر من القدماء العرب وغير العرب ثم من المستشرقين.
ذكرني قليلا بكتاب تكوين العقل العربي، لكن طوال وقت القراءة وأنا أشعر أني أقرأ مقدمة لموضوع الحياة العقلية من عصر الجاهلية وحتى عصر الأمويين حتى انتهى الكتاب، سيكون ضحى الإسلام كتابي القادم بإذن الله.
لي عادة أني حين اذهب لمكان أشترى كتابا حتى يظل ذكرى لي من ذلك المكان هذا الكتاب اشتريته من شارع النبي دانيال بالاسكندرية وكلما ألمسه أتذكر ذلك اليوم جيدا :)
نبدأ في الحديث عن الكتاب كتب قليلة هي تلك التي أقرر أن اعطيها خمس نجوم قبل أن أنتهى منها وهذا الكتاب واحد منها هو كتاب في الأدب والتاريخ والسياسة والفكر قسمه مؤلفه إلى سبعة فصول
الفصل الأول تناول فيه العرب في الجاهلية لم يتحدث كعادة المؤرخين في الروايات السابقة وذكر الخرافات وأقوال المنجمين وغيرهم وإنما جاء الكتاب عقلانيا يحمل منهجا رائعا في تقصي التاريخ منهج قريب الشبه جدا بمنهج د.جواد على يتناول أولا الاخبار في الكتب المتنوعة ثم يعرضها بالحفريات والكتابات الاخيرة ثم يعرض الأمر على ميزان العقل ويزن الأخبار ويعطيك صورة كاملة عن الحياة كيف كانت معيشتهم كيف كان شعرهم . كما اعطاني شيئا بالغ الأهمية وهو ميزان الأخبار الموضوعة ، فقد أهتم بالاشعار الموضوعة وهي في الجاهلية كثير وذكر أن ذلك الشعر الموضوع وإن لم يكن حقا لصاحبه إلا ان من وضعه قد وضع فيه كل خصائص تلك الفترة فترى حياتهم واضحة فيه وإن لم يكن الشعر شعرهم.
الفصل الثاني تناول فيه الإسلام وهو ما يمكن أن نسميه بجزء السيرة النبوية واستمر في منهجه فيه بوزن الاخبار وتحري الدقة والأمانة مع مناقشة الاخبار بقواعد علم الاجتماع لم يهتم كثيرا بذكر الأخبار كاملة وإنما أعطى ملمحا عن الحياة وخاصة الحياة العقلية والتطور فيها عن مثيلتها في الحياة الجاهلية.
الفصلين الثالث والرابع تناول فيهما الفتوحات الإسلامية وأثر امتزاج العرب بالفرس واليونان وكيف أثر ذلك الامتزاج على الحياة الفكرية والأدبية والحياة الدينية أيضا . تناول فيهما خصائص تلك الأقوام ، وكيف تطور فكرهم بدخول الاسلام في معادلة حياتهم وكيف أثروا في الاسلام أيضا وخصوصا في مجال نشأة الجماعات الدينية أوضح كثير من أن الأفكار لا تنشأ من العدم وإنما هي من أثر امتزاج الأفكار ببعضها وما ينتج عن تلاقي بعضها البعض .
الفصل الخامس تناول فيه الحياة العلمية هو لا يتحدث عن العلم بمفهومه الحديث science بقدر ما يتحدث عن العلوم الأدبية والفلسفية مع ذكر مراكز تلك العلوم ويعطيك لمحة عامة عن تلك الأمور.
الفصل السادس تناول فيه العلوم الدينية كيف تم تدوين علم الحديث؟ وكيف نشأ علم الجرح والتعديل؟ كيف تم انشاء علم تفسير القرآن وأسباب النزول؟ ولماذا قامت كل تلك العلوم ؟ كيف نشأ علم التشريع ؟ وهل أثر القانون الروماني السابق في علم التشريع الاسلامي ؟ كل تلك الاسئلة تناولها بالبحث والسؤال في ذلك الفصل ، فصل أعده من أفضل فصول ذلك الكتاب إن لم يكن أفضلها جميعا خصوصا جزئية تناول تدوين علم الحديث والجرح والتعديل.
الفصل السابع تناول فيه الفرق الاسلامية ليست كل الفرق بالطبع وانما الفرق التي نشأت في عصر صدر الاسلام وبداية عصر بني أمية كالمرجئة والخوارج والشيعة والمعتزلة وتناول بيان تاريخي موجز لنشأة كل منهم .
الكتاب رائع جدا ويعد بحق من أفضل الكتب التي قرأتها في تأريخ صدر الإسلام برسم صورة عقلية وحياتية واضحة لحياتهم ، وإن لم يكن يحتوي ذكر حوادث تاريخية مفصلة إلا أنه ذكر من الحوادث ما يكفي لرسم صورة واضحة لك.
كتاب فجر الإسلام للكاتب/ أحمد أمين، صدرت طبعته الأولى سنة 1929، وكتب مقدمته الدكتور طه حسين، ويبحث عن الحياة العقلية في صدر الإسلام إلى نهاية الدولة الأموية. تحدث الكاتب فيه عن حياة العرب في الجاهلية فشرح جغرافية المكان ووضح أثر ذلك على شخصية العرب، وبين كثيرا من صفات العرب كجنس بشري كسائر الأجناس بعيدا عن التقديس أو التنقيص، من وجهات نظر مختلفة ومتباينة، ثم وضح علاقات العرب واتصالهم بالأمم المجاورة مثل الفرس والروم عن طريق التجارة والمجاورة والديانات التي انتسب بعض العرب إليها كاليهودية والمسيحية، فتداخلت تلك الثقافات مع الثقافة العربية واثرت فيها تأثيرا كبيرا ظهرت آثاره بعد ذلك عند ظهور الإسلام. ثم تحدث عن الحياة العقلية للعرب فتناول الشعر الجاهلي والأمثال، وتحدث عن اللغة عند العرب واختلافها بين القبائل وتحدث عن نسبة الشعر الجاهلي وحجيته في التراث وما اعتوره من نحل وتزييف. ثم تحدث المؤلف عن بداية الإسلام وتأثيره على المجتمع العربي في العادات والأخلاق والمعاملات، وتحدث عن الفتوحات الإسلامية التي تبعها الرق والمزج بين العرب والأمم المغلوبة وبين تأثير ذلك المزج بين الثقافات على العقل العربي. وتحدث عن الفرس وتأثيرهم، فتحدث عن لغاتهم ودياناتهم وعاداتهم ومجتمعهم وآدابهم من شعر ونثر وتاريخ وتأثير كل ذلك على الثقافة والوعي العربي في تلك المرحلة. ثم تناول الروم والثقافة اليونانية والديانة المسيحية والأداب والفلسفة وتاثير ذلك أيضا على العرب والتراث العربي. ثم انتقل للحديث عن مراكز الحياة العقلية وتناول ما يتم تعليمه فيها ومنها القرآن وكيف كانت مدارس التفسير فيه وما أدخل عليه من الثقافات والديانات الأخرى، وذلك ينطبق على الحديث النبوي وعصر التدوين وما شابه من أحاديث موضوعة نسبت زيفا للرسول والصحابة، ثم تحدث عن التشريع والفقه، واختتم بحثه المطول بالحديث عن الفرق الدينية مثل الخوارج والشيعة والمرجئة والمعتزلة فأسهب في كل منها شرحا وبحثا. الأسلوب سلس وشيق ودقيق ونقدي وتحليلي لكل الآراء، يبحث عن الأفكار وعما وراء تلك الأفكار، بطريقة محايدة منطقية حديثة، وفى النهاية هو كتاب يستحق القراءة والنهل مما فيه لمن يهتم بتلك الموضوعات.
هذا كتاب موسوعى جامع فى أول أجزائه -فجر الاسلام- لكل ما عاصر فجر الاسلام من حضارات تاريخية وآثارها الدينية و العلمية والفنية والادبية وكيف تأثر بها الاسلام والمسلمون وكيف أثر بهاوكذلك المذاهب الفلسفية المحيطة و التى انتقلت من الحضارة الفارسية واليونانية والرومانية وكذلك تاريخ البيئة التى نشأ فيها الاسلام -جزيرة العرب- من الناحية الجغرافية والادبية ثم يعرج على مظاهر الحياة الاجتماعية والادبية فى العصر النبوى وعصور الخلفاء الراشدين والخلافات التاريخية وفرق المسلمين
الكتاب عن الحياة العقلية والفكرية للعرب في الجاهلية وبعد ظهور الاسلام حتي الدولة الاموية،تكلم عن تأثر العرب بالحضارات المجاورة في الادب واللغة والفلسفة. ظهور الفرق الدينية من خوارج وشيعة ومرجئة ومعتزلة وقدرية، واسباب ظهور كل منهم ،وفكرهم واهم تعاليمهم واهم قادتهم.
كتاب رقم 3/2021 اسم الكتاب : فجر الاسلام- الجزء الاول التصميف : كتاب اسلامي تاريخي فكري اسم الكاتب : احمد امين # احمد امين : يعدّ الكاتب المصريّ أحمد أمين من رواد التنوير الإسلامي وواحداً من أبرز الشخصيّات الأدبية في المجال الأكاديمي، ولد في الأول من شهر أكتوبر في عام 1889م وتوفي عام 1954م تربّى أحمد أمين في بيت ذو طابع بسيط تميزه السلطة الأبوية المطلقة، حيث اهتم والده بتعليم أبناءه وتربيتهم تربية دينية ملتزمة؛ كان يوقظهم لصلاة الفجر ويحرص على أن يُأدوا باقي الصلوات في أوقاتهم بشكلٍ منتظم، وقد بدأ دراسته في الكُتاب ليتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن، ومن ابرو مؤلفاته فجر وضحى وظهر الاسلام والى حياتي وغيرها من المؤلفات . # وصف الكتاب بعدد صفحات 332 صفحة واصدار مؤسسة هنداوي طبعة جديدة عام 2012 كتاب فجر الاسلام لاحمد امين كتاب فجر الاسلام هو كتاب يبحث عن الحياة العقلية في صدر الاسلام الى اخر الدولة الاموية وقد صدرت الطبعة الاولى من الكتاب عم 1929 م وهو من النوع الذي لا يمل من قرائته بل يقرا مرة واثنتين . # صفجات الكتاب لماذا فجر الاسلام ؟ مشروع واسع في البحث هكذا تحدث اجمد امين عن سبب وضعته مع كل من الدكتورطه حسين والأستاذ عبد الهادي العبادي والمؤلف احمد امين وخلاصته أن ندرس الحياة الإسلامية من نواحيها الثلاث في العصور المتعاقبة من أول ظهور الإسلام، فيختص الدكتور طه بالحياة الأدبية والأستاذ العبادي بالحياة التاريخية وأختص أنا بالحياة العقلية.... فأخذت أحضر الجزء الأول الذي سمي بعد "فجر الإسلام"، وصرفت فيه ما يقرب من سنتين فرسمت منهجه ورتبت موضوعاته، وكنت إذا وصلت إلى موضوع أجمع مظانه في الكتب، وأقرأ فيها ما كتب على الموضوع وأمعن النظر، ثم أكتبه مستدلاً بالنصوص التي عثرت عليها حتى أفرغ منه، وأنتقل إلى الموضوع الذي بعده وهكذا... وكانت أكثر الأوقات فائدة في إنجاز العمل هى الإجازة الطويلة التي تبلغ أكثر من خمسة أشهر، وقد تم هذا الجزء الأول من فجر الإسلام في آخر سنة 1928م، ولقد لقيت من حسن استقبال الناس لهذا الجزء وتقديرهم له واهتمامهم به نقداً وتقريظاً ما شجعني على المضي في هذه السلسلة. فصول الكتاب: • المقدمة وهي بقلم احمد اين يتحدث فيها الكاتب عن مشروع الكتاب • العرب في الجاهلية"، وفيه يتحدث الكاتب عن جزيرة العرب وموقعها الجغرافي وأجزائها ومناخها وسكانها وأنسابهم وحالاتهم الاجتماعية، وملامح التجارة في الجزيرة وإنشاء المدن والإمارات العربية هناك. كما تناول المؤلف طبيعة العقلية العربية ووصفها وأثر الطبيعة الاجتماعية في تكوينها، ومظاهر الحياة العقلية التي تجلت في دلالة اللغة العربية والأمثال والقصص. • ظهور الإسلام وتعاليمه وأثر هذه التعاليم في العرب، وفي نفس الباب تناول الفتح الإسلامي وعملية المزج بين الأمم والمفاهيم والتعاملات التي ظهرت في هذه الفترة مثل الرق والولاء. • الفرس و أثرهم على الإسلام وتأثيرهم على الأدب العربي والحكم والأخلاق العربية والغناء واللغة. • تأثير الأدبين اليوناني والروماني على الإسلام. • الحركة العلمية في القرن الأول الهجري. • الحركة الدينية في القرن الأول الهجري. • الفرق الدينية.
# الفترة الزمنية يتناول الكتاب فصول عن العصر ما قبل الإسلام (عصر الجاهلية) إلى عصر ما بعد الإسلام من حيث الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية والدينية. مع الحديث عن اوضاع العرب والقبائل العربية تحت حكم الرومان والفرس وحكم الدولة الاسلامية والاقليات من الشعوب المختلفة تناولها بالتحليل العميق والفهم لهذا الجزء من السلسلة
# محاور الكتاب 1-لم يكن العرب أمة منعزلة فلقد كان العرب على إتصال بمن حولهم مادياً و أدبياً و ذلك عن طريق التجارة : رحلة الشتاء والصيف إنشاء المدن العربية المتاخمة لفارس والروم و هما إمارة الحيرة بفارس و إمارة الغساسنة بالشام. وكذلك البعثات اليهودية والنصرانية التي كانت تتغلغل في جزيرة العرب، تدعو إلى دينها وتنشر تعاليمها. 2- اليهود الموجودين في جزيرة العرب هم من اصول مختلفة او عربٌ تهودوا ، و وهم ثلاث قبائل و هي : بنو النّضير، بنو قَينُقاَع و بني قُرَيضة اشتهروا بالزراعة و الصناعة كالحدادة و صناعة الأسلحة ، نشر اليهود في البلاد التي نزلوها تعاليم التوراة و ما أحاط بها من أساطير و خرافات و قد أدخل من أسلم منهم مثل كعب الأحبار و وهَبْ بن مُنبه في اللغة العربية كلمات كثيرة و مصطلحات دينية لم تعرف عند العرب من قبل (مثال :جنهم ، الشيطان ،إبليس.. ) ، كما أنها أي اليهودية قد تأثرت بالثقافة اليونانية و ذلك لكونها تعرضت للاحتلال اليوناني و الروماني و بذلك تعلم اليهود (أحبارهم) الفلسفة اليونانية و أدخلوها في الدين و كانت النتيجة فلسفة دينية . 3- النصرانية في جزيرة العرب تميزت بدور العبادة التي تسمى الكنيسة و تديرها فرقتان كبيرتان هما : النسطورية في العراق و اليعقوبية في غسان و بلاد الشام ، و أهم موطن للنصرانية في جزيرة العرب كان بنَجْرَان ، تولى أمورها ثلاث رؤساء : السيد و الاسقف والعاقب. 4- الحضارة كانت ضمن مملكتين عربيتين تابعات للرومان والفرس وهم الغساسنة والمناذرة لكن لم تكن لهم حضارة بذاتها و فلم يأخذوا علماً منظماً فقد كانت هناك عوائق طبيعية و أخرى متعلقة بالحالة الاجتماعية و العقلية للعرب مثل الأمية و محدود المستوى الإستعابي و الفكري للعربي البدوي. 5- اذا تحدثنا عن العربي في العصر الجاهلي كما يرى احمد امين لنقتصر الآن على وصف العربي الجاهلي: العربي عصبي المزاج، سريع الغضب يهيج للشيء التافه، ثم لا يقف في هياجه عندً حد، وهو أشد هياج إذا جرحت كرامته، أو انتهكت حرمة قبيلته، وإذا اهتاج أسرع إلى السيف واحتكم إليه ... والمزاج العصبي يستتبع عادة ذكاء، وفي الحق أن العربي ذكي، يظهر ذكاؤه في لغته، فكثيراً ما يعتمد على اللمحة الدالة والإشارة البعيدة، كما يظهر في حضور بديهته .... وإن شئت فقل: إن لسانه أمهر من عقله، أما ناحيتهم الخلقية فميل إلى حرية قَل أن يحدها حد، ولكن الذي فهموه من الحرية هي الحرية الشخصية لا الاجتماعية، فهم لا يدينون بالطاعة لرئيس ولا حاكم، تاريخهم في الجاهلية — حتى وفي الإسلام — سلسلة حروب داخلية، وعهد عمر بن الخطاب كان عصرهم الذهبي؛ لأنه شغلهم عن حروبهم الداخلية بحروب خارجية.وهذا الراي صعب وخاطئ صحيح كان هناك جهلا وظلما لكن كانلهم دورا عظيما في الاداب والشعر والغزو. 6- لفظ الاسلام عرف من خلال السلم والسلام قبل ان يصبح دينا عالميا له قرأن يتلى: ﴿و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما }هي المفتاح الذي نصل به إلى معرفة السبب في تسمية العهد الذي قبل محمد صلى الله عليه وسلمً جاهلية، وعهده إسلاما؛ والجاهلية ليست من الجهل الذي هو ضد العلم، ولكن السَفهْ والغضب والأنفة؛ جاء في حديث الإفك: «ولكن اجتهلته الحميةُ»، .7-الإسلام هو دين العدل والفكر خاتم الرسالات السماوية لا يوجد فضل به الا بالتقوى ساوى بين العبد والسيد فقط ما خبرنا به الله والرسول علينا الالتزام به واي شيئ مخالف يجب الابتعاد عنه فهو ارسل للناس كافة ولا احد ينكر فضل الاسلام على العرب . 8- الفتوحات الاسلانية بدات من عهد الرسول الاعظم بفتح مكة ثم امتدت بعد وفاة الرسول زمن الخلافاء الراشدون وبني امية فتح الممالك المجاورة و حتى البعيدة عن جزيرة العرب مثل فتح فارس و الشام و مصر و بلاد المغرب وكان لهذا وضعا مختلفا بدخول العديد من العناصر للدين الجديد او العيش في كنف المسلمون كاهل ذمة 9- اللغة هي اللغة العربية والوحدة عربية والدين هو الاسلام لماذا حصل ما حصل وافترق العرب في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، بل كانت الأمة الإسلامية جملة أمم، وجملة نزعات، وجملة لغات تتحارب، وكانت الحرب سجالاً فقد ينتصر الفرس، وقد ينتصر العرب، وقد ينتصر الروم ، والحق أن العرب وإن إنخذلوا في النظم السياسية والاجتماعية وما إليها من فلسفة وعلوم ونحو ذلك، فقد انتصروا في شيئين عظيمين : اللغة والدين؛ لكن أدخل عليهما كثيرا من التبديل فاللغة لم تعد سليقة مثلما كانت و ظهرت الفرق الدينية 10-حمل العلم من عصر الرسول فالقران امر بالعمل ثم علم الصحابةالعرب والعجم الا ان دخلت المسوبية وحب السلطة بين العرب هنا حمل العجم اللواء و لم يقم بحفظ العلم و تدوينه إلا الأعاجم أما العرب فشغلتهم الرئاسة في عهد الدولة العباسية : من اقوال ابن خلدون. 11- تاريخ الشعوب التي دخلت بالاسلام عن طريق الفتوح ، ادخل تاريخ أممهم ويبثونه بني المسلمين ، إما عصبية لقومهم أو نحو ذلك، فكثير من اليهود أسلموا وهم يعلمون كثيرا من تاريخ اليهودية وأخبار الحوادث، حسبما روت التوراة وشروحها، فأخذوا يحدثون المسلمين بها؛ وهؤلاء ربطوها بتفسير القرآن أحيانًا، وبتاريخ الأمم الأخرى أحياناً. 12- الفرق الاسلامية التي ظهرت بعد افتنة المعروفة بين الصحابة كان لها اثرها الكبير على الاسلام المعتزلة والشيعة والاباضية ااضرو بالاسلام ربما اظهرو بعض العلوم ولكن طعنو بالعقيدة والصحابة فمثلا المعتزلة استفادو من الفلسفة اليونانية وصبغها صبغة إسلامية، و والحق أن المعتزلة هم الذين خلقوا علم الكلام في الإسلام، وأنهم أول من تسلح من المسلمين بسلاح خصومهم في الدين والشيعة هم اول من كقر الصحابة وابتدعو عادة الابن فعلي هو ابن الله او ولي الله كما يقولون # راي القارئ 1- ان تقرأ لاحمد امين يعني ان تقرا في تاريخ ممتد لاكثر من قرن من الزمان باسلوب احمد امين السردي المتسلسل الجميل غكتب احمد امين تميل الى البحث التاريخي فيجب على القارئ ان يكون مطلعا بالتاريخ لكي يفهم 2- كانت معظم فقرات الكتاب نقدا للعربي الجاهلي الذي تميز بالعنف والنهب والسرقة بالرغم من كونه كريم ويتكلم الكاتب كيف اثرت الديانات اليهودية والتصرانية والحضارات الفرس والرومان غلى افكار المسلمين الى الزمن الحاضر. 3- تاثر الكاتب بفلسفة ابن خلدون ومعروف ان ابن خلدون مفكر وفيلسوف ولكنه كان يكره العرب ويصفهم باقبح الصفات لاع��قاده بانهم ظلمو بني جنسه الامازيغ 4- عندما تحدث عن الحضارات الموجودة ( الفرس والروم ) والقبائل الموجودة ( المتاذرة والغسساسنة) وصفهن بالحضارات العظيمة التي تعد ارقى عقلا وفكرا من العرب ربما لعبت الجضارة دورا في ذلك ولكن للعرب ايضا فضلهم في الادب والفن ظهر منهم الشعراء والمحاربين ويكفي العرب فخرا ان خاتمة الرسالات ظهرت من عند العرب هي فقط حمية الجاهلية 5- وصف اهل مكة والمدينة بالقوم البسطاء بعكس الاقوام الاخرى التي تميزت بمدنيتها وتخضرها بالاضافة اللى القوانين الدينة التي كانت سائدة في تلك الدول ولا اختلاف في هذا نحن نتحدث هنا عن بيوت ومدن وملوك وجيوش وعند العرب تجارة خيم او بيوت لبنية وحمية الحاهلية والشعر وحب الحكم 6- الفرق الاسلامية ظهرت بسبب الكرسي والحكم ولا علاقة للدين بها بل تم استغلال الدين للوصول الى الهدف كما تاثرت تلك الفرق بافكار الديانات التي كانت موجودة كالزردشتية والنصرانية والمسيجية واخذت من الاسلام ما يناسب مطامعها وهذا اضر بالدين كثيرا # بعض الاقتباسات احد الشعراء الذي كانوا من المتعصبين للجنس الفارسي المدعو بــ ابن يسار , يقول قصيدة طويلة سأقتبس منها بيتين واسألي - ان جهلت - عنا وعنكم *** كيف كنا في سالف الاحقاب اذ نربي بناتــــنا وتدســــــون *** سفاها بناتكم في التـــــــراب فالعلم ملك شائع ,ومرفق مباح يغترف منه الناس جميعا ,وليس له حدود فاصلة كالتي ترسمها السياسة الدولية . وانما الذي يقدح في الأمة حقا ان تغمض عيونها,وتسد آذانها عما حولها من نظريات وأفكار ,او ان يدفعها التعصب الأعمى ان تنسب لنفسها ما ليس لها ,وتعزو اليها خلق ما لم تخلق ,وابتداع ما لم تبتدع
في هذا الكتاب - الأول في السلسه التاريخية للاستاذ احمد امين - يتطرق الى دراسة الحياة العقلية عند القبائل العربية في الفترة الزمنية التي سبقت ظهور الأسلام وحتى الدولة الأموية. يبدأ الكتاب بالقاء نظرة على القابئل العربية التي سكنت الحزيرة العربية وبادية الشام - من حيث طرق عيشها وكسبها وطبيعة حياتها العقلية - ثم ينتقل الى الموضوع الأهم في الكتاب وهو دراسة التبادل الثقافي بين العرب وبين الشعوب المجاورة لهم - كالفرس والروم - وانطلاقا من هذه النقطة يتبين الاثر الثاقفي للشعوب المجاورة على العرب فقد وصل الكثير من علوم الروم وفلسفة اليونان الى عرب الجزيرة عن طريق دولة الغساسنة العربية المقامة في بادية الشام حيث تلقى العلوم الطبية في هذه البلاد طبيب العرب الحارث بن كلدة وكذالك بالنسبة الى الفرس فقد وصلت علومهم واخبارهم الجزيرة العربية عن طريق دولة الحيرة التي كانت مقامة على تخوم فارس . -وهذا الامر مهم جدا لمن يريد الدخول في الدراسات الدينية حول الدين الاسلامي ووصول علوم اليونان والفرس للجزيرة العربية الخ . ثم ينتقل الى تبيان الاحتكاك الثقافي بين العرب بعد الاسلام والشعوب التي فتحها المسلمون وكيف ادى هذا الى ظهور صراعات فكرية جديدة ناتجة عن دخول اناس جدد الى الدين من ثقافات مختلفة الامر الذي ادى الي ظهور فرق اسلامية - كالمعتزلة والاشاعرة الخ - من اجل الرد على هؤلاء . مع عرض لاهم افكار هذه المدارس والفرق واسباب نشأتها ومؤسسيها الخ - هذه هي خلاصة الكتاب - .
إما أن يكون أحمد أمين من السابقين في هذا النوع من التأريخ وإما أن يكون من (السارقين لمجهودات المستشرقين)، لا يمكن أن يكون شيئًا آخر! وأنا لا أستطيع الترجيح حقيقة، وإن تكلمت عن الكتاب جملة واحدة فهو جيد ومتماسك ومفيد ولكن لمن له خلفية على الأقل في التاريخ لهذه الفترة (قبل البعثة حتى نهاية الدولة الأموية).
أحمد أمين العالم المحقق-كما يصفه العقّاد دائمًا- يبحر في تحليل العقلية الإسلامية امتدادًا من العصر الجاهلي وحتى عصرنا هذا. هذا الكتاب يمتد لسلسلة آخرى من الكتب هي "ضحى الإسلام" و"ظهر الإسلام" و"يوم الإسلام". قام فيه أحمد أمين ببحث الحياة العقلية، وقام طه حسين ببحث الحياة الأدبية وثالثهم بدراسة الحياة السياسية في التاريخ الإسلامي منذ نشأته. فهم ثلاثة أدباء اشتركوا في عمل واحد وأقرّوه جميعًا.
هذه المرة الثانية التي أعيد فيها قراءة هذا المشروع الضخم الذي كان متفردًا في طرحه وأسلوبه. في "فجر الإسلام" يشرع أحمد أمين في وصف العقل العربي وتأثر الأدب العربي الجاهلي بغيره من الحضارات والفلسفات الآخرى كالفارسية والرومانية من الناحية الأدبية والدينية وحتى العقلية، ثم ينتقل بعدها إلى العقل العربي-الإسلامي وتأثره وحياته منذ البعثة وحتى بداية العهد الأموي.
في "ضحى الإسلام" -وكما يتضح من الإسم- كان عن الحياة العقلية من بداية العصر الأموي وحتى بواكير العصر العباسي. وأما "ظهر الإسلام" فقد أبدع فيه أيما إبداع وقام فيه بإستخدام النظريات الجديدة في بحث التاريخ وفهم النصوص التاريخية وكان بحق مشروع لم يُسبق إلى نتائجه ولا حتى إلى آلياته. وأما "يوم الإسلام" فكان يتحدث عن ما بعد الدولة العباسية إلى عصرنا هذا.
هذا المشروع يتسحق الوقوف كثيرًا من قبل الباحثين والدارسين والمثقفين فهو من أجمل ما قرأت من الموسوعات التاريخية التي تمتزج بحقائق علمية نزيهة في البحث والدراسة. هذا المشروع أكبر من مجرد عمل تاريخي فحسب بل هو تأسيس فكر جديد لتأريخ العقل العربي والإسلامي بطريقة جديدة وبإسلوب علمي راقي وجميل.
من أفضل خمس كتب قرأتهم في حياتي من ناحية المحتوي والاسلوب ...فقد تجد كاتب اسلوبه جيد ولكن دون محتوي ذا قيمه .. وقد تجد كتب ذات اسماء رنانه ولكن صعبة الاسلوب .... الكتاب يبحث عن الحاله العقليه للعرب قبل ظهور الاسلام وبعده ويترك لك الحكم عن مدي التغير بين الوضعين .. وهو فى بحثه عن الحالتين يضطر لشرح بيئة العرب من قبائل وما هي مصادر رزقهم وكيف اثرت مصادر رزقهم على طريقة تفكيرهم وما هي نوع الثقافه التي كانت سائده فى هذا العصر .. وما مدي اختلاطهم بالحضارات المحيطه بهم ثم اثر هذ الحضاراتعليهم واثرهم عليها بعد الفتوح الاسلاميه... ومظاهر الامتزاج بين الحضارات واثره على ظهور الفرق والمذاهب الاسلاميه .... ثم تفصيل اهم هذه المذاهب من خوارج وشيعه وجهميه ومعتزله... واختلاف مراتب الصحابه فى العلم وتاثير ذلك على الامصار التي رحلوا اليه فهذا صحابي يتوسع فى الراي فيؤدي هذا الى نشوء مدرسة الراي فى العراق .. وهذا صحابي ملتزم بالنص والاحاديث حتي الضعيف منها ويضيق فى الراي فادي هذا لوجود مدرسه الحديث ف الحجاز .. وشرح مبسط للحديث وعلمه والقران وتفسيره .... هو بالاحري موسوعه تكتمل على ما اعتقد بجزئيه الاخيرين ... ضحي الاسلام وظهر لاسلام... فالكتاب هذا يتوقف عند الدوله الامويه ... كتاب راقي جدا