القسم الأول من تقرير محاضرات سماحة السيد محمد باقر السيستاني نجل المرجع الأعلى السيد علي السيستاني في منهج التثبت في الدين، وفي هذا القسم يتناول حقيقة الدين برؤاه الأربع: المعرفية؛ والكونية؛ والإنسانية؛ والتشريعية. رابط الكتاب: http://mediafire.com/?ajhx3sg8d6zsz3f
محاضرات السيد محمد باقر السيستاني حول منهج التثبت في شأن الدين، استناداً إلى القواعد الفطرية ـ النظرية والعملية - التي جُهّز بها الإنسان، بأداء ميسر ومبسوط؛ لمساعدة الباحثين عن الحقيقة من المثقفين وسائر الناس في بحثهم عنها.
القسم الأول يعالج محاور مهمة تتعلق بنظرية المعرفة الدينية وقضايا أخرى، حاول فيها أن يعطي تعريفاً واضحاً للدين من خلال رؤيته الشاملة للبعدين التكويني والتشريعي للحياة الإنسانية من خلال استقراء رسالته ونصوصه الثابتة الصدور عنه ليكون الدين هو الذي يعرف عن نفسه ولكن من خلال قراءة فاحصة لمضامين ما جاء عنه بالطريق الصحيح.
== اقتباس == « إذا كان في التعاليم الدينيّة ثمّة ما يعتقد بعض الناس أنّه يخالف العقل فلابدّ من التثبّت عمّا إذا كان للدين مخرجاً وتفسيراً لذلك ، بعد إصراره [ الدين ] على أنّ العقل والعقلانيّة هما أساسه ومبنى الإقناع لديه » - صفحة 17-18 ------------------------------------------------------------------------------ ==== قراءة عابرة في منهجية السيد الأستاذ ====
المنهجية التي يتسم بها سماحة سيدنا الأستاذ الفقيه المحقق آية الله السيد محمد باقر نجل المرجع الديني الأعلى سيد الطائفة السيد علي السيستاني ادام الله ظل والد و من ولد منهجية علمية لا يمكن سبر أبعادها إلا لمن تفحص ورأى جودة ابحاثه فقهاً وأصولاً وتفوقه على أقرانه من مدرسي البحث الخارج في النجف الأشرف و قد أبدع سماحته فيما كتبه في كثير مما تناوله بالبحث العميق والسبر الموغل في التقصي.
طرق السيد مواضيع كثيرة في الفقه و الاصول والفكر بداية من منجزية العلم إلى مباني الأصول وتقريرات والده وأخرى مخطوطة وبعضها طبع مؤخراً بقلمه الشريف (والكلام هنا استقراء غير تام)، و في تحقيق المسائل المستحدثة بدأ سماحة السيد في درسه "منهج التثبت" مثرياً الساحة العلمية بنقاشه للأسئلة الكبرى بردود قل نظيرها في حلقات تجاوزت ال ١٣٠ حلقة، وقد دلت كتاباته و دراساته على إتسامه و إتصافه بالدقة المتناهية ووقوفه عند دلالات الألفاظ و الربط بينها و بين المعاني فلا يحمل اللفظ اكثر مما يحتمل. مع الاستفادة من آراء المختصين لا بنحو المطابقية وانما بنحو الالزام. وبالجملة فإنّ السيد دقيق جداً في الاستفادة من ادلتهم التفصيلية و هذا ما قد يعبر عنه بأن نتيجته هو الوقوف على أرقى درجات التتبع والإحاطة بمدارك تلك العلوم وتوظيفها من خلال إعمالها مع سائر الادوات المشتركة من أدلة سمعية وأدلة عقلية وأدلة مشتركة وأصول عملية للخلوص إلى الاستنتاج والاستنباط وكان مخاضه بحث يعتبر حالة من صميم التجديد في الخطاب الديني.
(١) فمن توسع في التعقل في غير المساحة التي يكون من شأن العقل ادراكها وقع في الوهم والاشتباه ومن توسع في التعبد الى المساحة التي هي من شأن العقل ادراكها وقع في الخطأ أو الخرافة ومن اخذ بكل في موضعه واحلع محله فقد اصاب .
(٢)
”إن ما يتداول في بعض الأوساط من أن منطق الدين هو الاعتماد على دلالة المعاجز والخوارق ليس صحيحاً، بل جلّ اعتماد الدين ــ خصوصا الإسلام ــ على تحفيز العقل والتفكّر في مضمون الدين وإثارة روح التأمل والتفكير لدى الإنسان.“
(٣)
ان الدين المتشدد هو الذي كان يُعارض مناهج البحث والتحرّي المفتوحة، ويفرض على العلم مصادرات ضيّقة، ويحتقره على أساس الدين.. وأما الدين الوسطي المعتدل فهو لا يحد من حرية البحث والتحقيق في الأمور الطبيعية وفق الأدوات العقلانية العامة -كما هو دأب عامة العلماء-؛ بل يرى أن البحث يكشف عن روعة قوانين الحياة وسننها؛ مما يساعد على قبول مبادئ الدين. وأما تأخر بعض الأمم المعتقدة بالدين عن ركب التطور العلمي: فهو لم يكن على أساس الدين لذاته؛ بل كان في أثر مزاجيات اجتماعية وسياسية يتمترس بعضها وراء الدين، مضافاً إلى عوامل أخرى.. والمهمّ هنا: الالتفاتُ إلى أن الاحتجاج بالجانب الاجتماعي، كمؤشر على واقع العلاقة بين الدين وتطور الحياة أمر غير دقيق فنياً؛ فإن للأمور الاجتماعية سننها وعواملها التي يحتاج اكتشافها إلى دراسات مستفيضة؛ من حيث تداخل الأمور والعوامل المؤثرة فيها واشتباكها، وتدخل عوامل وحوادث تاريخية فيها.. ولا يصحّ ربط كلّ ظاهرتين اجتماعيتين مقترنتين ببعضهما البعض، وما نجد من تسرع عامة الناس في عقد هذا النحو من الترابط بعيد عن المنهج العلمي.
وسوف يصدر ان شاء الله خلال هذا الأسبوع القسم الثاني من الكتاب بقرابة ٧٠٠ صفحة وهو بذلك يفوق القسم الأول بمراحل.
كتاب يحتوي على شرح موجز للنظرة العامة للدين لمختلف جوانب الحياة .. و نقاش مختصر للرؤية المعرفية .. الكونية .. الإنسانية و التشريعية .. نقاش مختصر و اسلوب استدلالي بسيط و جميل .. قد ينقصه بعض التعمق في بعض المواضيع .. و في بعض المواضيع تم شرحها بطريقة معقدة لا طائل منها ..
بشكل عام ينفع الكتاب كمدخل مختصر للنظرة الدينية العامة ..
وقع في يدي كتاب القسم الاول من بحوث السيد محمد باقر السيستاني في منهج التثبت في الدين كانت مقدمة البحث شيقة ومهيئة للإنطلاق في البحث اكثر من نصف البحث اخذ منحى استعراضي بعيدًا نوعًا ما على الغور الاستدلالي وهذا ما لم يعجبني
في النهاية تناول مسألة التشريع ونقد التشريع بمسوغ مخالفة الفطرة وبطريقة سلسة وهادئة وجميلة اعادت للبحث بريقه في نظري
الكتاب الذي بين أيدينا يعتبر الجزء الأول من سلسلة (منهج التثبت في الدين) لمؤلفه السيد محمد باقر نجل المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني. فتأتي أهمية الكتاب من الموضوع والمؤلف أيضا وهو القادم من داخل المؤسسة الدينية الشيعية ومن الحلقة المحيطة بقمة الهرم. النسخة التي اعتمدت في هذه القراءة هي الطبعة الثانية لسنة 1438 هجرية ومرفوعة على شبكة الفكر ويبدو أن الطبعة الأولى للكتاب كانت بعام 2017 بناءا على تاريخ إيداع الكتاب بدار الكتب والوثائق ببغداد. السنة الهجرية للطبعة الأولى توافق عام 2017 ميلادي أيضا مما يعني نفاذ كمية الطبعة الأولى خلال أقل من عام. الكتاب يعتبر حديث الطرح حيث لا يتجاوز الثلاث سنوات مما يخلق توقع بمناقشته للإشكالات والقضايا المطروحة اليوم. الكتاب من الحجم الصغير أو المتوسط وعدد صفحاته 149. وقت القراءة المتوقع هو 3-4 ساعات تقريبا.
يستهل الكتاب بمدخل عن أهمية الموضوع ومنهجه وخلفيته. يؤكد المؤلف على أهمية البحث بمسألة الدين في حياة الإنسان ويعتبرها من المسائل الأهم لأنها تحدد مصيره في الآخرة في حال ثبوتها. وهذا شبيه بمنهج الفلاسفة في تأكيد أهمية موضوعهم عند المقارنة مع العلوم التجريبية حيث يؤكدون على الأسئلة الكبرى مثل ما هو الهدف من الخلق، من أي جئنا. يبين الكاتب أن المنطلق في طرح الموضوع ليس دفاعا أو جدلا وإنما محاولة للوصول للحقيقة بما يخلق حالة من الطمأنينة للقارئ الذي يسعى للموضوعية والتخلص من أي انحيازات معرفية سابقة. ويقدم المؤلف إشارة لطيفة أن هذا السعي غير مرتبط بمصلحة شخصية أو اجتماعية غامزا بذلك إلى خلفيته الدينية والأسرية وتأكيدا على سعيه الموضوعي والغير منحاز. الإختبار للقارئ حينها بعد الإنتهاء من قراءة الكتاب هو معرفة إذا نجح المؤلف في شرطه الموضوعي. الكتاب بالأصل عبارة عن محاضرات – مثل الكثير من بقية الإنتاج الفكري الإسلامي – وتستهدف الشباب المتعلم الجامعي مما يعني أن الكتاب يهدف لمناقشة أسئلة هذا الشباب والرد عليها (جانب دفاعي جدلي إذا). اعتمد المؤلف اللغة الغير مختصة بأهل الحوزة ويعتمد على القرآن الكريم ونهج البلاغة. ينتقل بعدها المؤلف إلى تقديم تمهيدي للسلسلة. ويؤكد مرة أخرى على أهمية البحث بموضوع الدين لارتباطه بالسعادة الأخروية. ويقرر المؤلف أن الدين يعالج ثلاث مسائل أو قضايا كبرى هي: وجود الله سبحانه وتعالى ورسالته إلى الإنسان والآخرة أو المعاد. هناك آثار عملية تتبع هذه القضايا مما يزيدها أهمية ويجعلها بعيدة عن التنظير الفكري كالإلتزام بالأحكام الشرعية مثل الأكل الحلال على سبيل المثال. يعتمد المؤلف السيد على الإدارك العقلي البديهي كأداة للبحث وهو الإدراك الذي نشعر به ولا يحتاج إلى دليل أو شرح. ويعتقد المؤلف أن المنطق القرآني يستخدم هذه الأداة مما يبرر استخدامه للإستعانة بالآيات القرآنية بالإضافة لكونه (أي القرآن الكريم) "أوثق رسالة دينية مطروحة في أوساط الناس وهو الأروع في تعاليمه مقارنة بسائر الكتب الأخرى حتى أذعن بروعته بعض أهل العلم من الأديان الأخرى" على حد تعبير المؤلف (يلاحظ هنا نبرة دعائية سجالية). يقول المؤلف أن المنهج العقلي واستخداماته بالقرآن الكريم يعزز من عقلانية الإسلام ويرفض فكرة الإعجاز الخارق كقاعدة أساسية. فالمعجزة جاءت لضرورة عقلية وفي مجالات محددة بينما الأساس هو تحفيز العقول كما جاء في خطبة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. يعيد المؤلف تقعيد القاعدة المعروفة أن التعارض بين الدين والعقل يعالج بالتأويل بالدين لأن العقل هو الأساس. يقسم المؤلف البحث إلى خمسة مباحث هي: - حقيقة الدين - اتجاه الدين في حياة الإنسان - ضرورة المعرفة الدينية - القواعد العامة للمعرفة الدينية - بحث موجز في الحقائق الثلاث الكبرى وهي وجود الله سبحانه وتعالى ورسالته للإنسان والآخرة. يختص هذا الكتاب (حقيقة الدين) بالمحور الأول من هذه المباحث وهو بحث عن حقيقة أو ماهية الدين ويناقش أربع رؤى رئيسية للدين وهي الرؤية المعرفية، الرؤية الكونية والإنسانية والتشريعية. يشرح المؤلف هذه الرؤى في هذا الكتاب تعريفا وشرحا مناقشة لما يرتبط بها من قضايا مختلفة. يدعي المؤلف أن الدين عبارة عن رؤية كونية تعتمد على وجود خالق لهذا الكون يعتني به وبالإنسان على وجه الخصوص (مركزية ��لإنسان بتعبير آخر) وأن الإنسان كائن لا يفنى بالموت حيث تبقى الروح ويبعث الإنسان من جديد يوم القيامة. ويشرح المؤلف الإتجاهات المعارضة لهذه الرؤية وهي ثلاث: أ. الإتجاه الإلحادي وهو الذي ينكر وجود الخالق ويعتقد بأزلية المادة (الدهريين بمصطلح السابقين). نعرف كقراء اليوم أن الدهريين هو فريق من الإتجاه الإلحادي وهناك فريق آخر يؤمن بالخلق من العدم وبالصدفة (الطفرة) وبالمادة وعدم وجود قوة خارقة خارج الطبيعة. ب. الإتجاه الربوبي الذي يقر بوجود الخالق ولكن ترك العالم ليسير وفق السنن والقوانين دون تدخل. ج. الإتجاه اللاأدري والذي يمتنع عن اتخاذ موقف لعدم كفاية الأدلة ويدعو السيد أتباع هذا الفريق للأخذ بالأخذ بالآثار العملية الناتجة من عملية الإيمان أخذا بمبدأ أهمية المحتمل. يشرح بعدها الكاتب الأثار العملية للدين بالقول أن الدين يدعو إلى المعرفة والفضيلة والخير وغير ذلك يعني المقامرة واتباع اللذات وطريق الحيوان، وأعتقد أن هذا أحد سقطات المؤلف وادعاء كبير له مثالب شديدة الوضوح ويكفي بالقول المأثور (وجدت إسلاما من غير مسلمين). بعد هذه المقدمات، يشرع المؤلف بالحديث عن الرؤية الدينية الأولى وهي الرؤية المعرفية. مع إقرار مركزية العقل، إلا أن المؤلف يبين أهمية إدراك محدودية هذه القدرات وحاجتها لـ"مسعف" خارجي لأن الغيب صعب وغير واضح ويتعذر الوصول إليه في قضايا مثل نشأة الكون. يرفض بذلك المؤلف بعض الإتجاهات الفلسفية الدينية التي تعتمد على البحث والتأمل بشكل كامل وحصري ويراها غير كافية. ويأتي الإسعاف الديني للمعرفة عبر رفض الأوهام والخرافات والدعوة إلى اتباع رؤية الدين في هذه القضايا الكبرى والتأكيد على ضرورة الإرتقاء بالإستدلال من المشاهدة إلى معرفة الغاية والدلالة. في مجال الغيب، يقدم الدين رؤيته حول الآخرة ويوم الحساب وماوراء الطبيعة. يشرح المؤلف أن نطاق العقل أو التعقل يكون في الواضحات والتعبد أو التقليد والتسليم يكون في قضايا ما وراء الطبيعة وهذا ليس تقليلا للعقل بل (تعامل واقعي ينبه الإنسان على جهات القصور في أدواته المعرفية) كما يقول المؤلف ومن أجل ذلك جاء الإسعاف الإلهي من أجل قضايا ما وراء الطبيعة. ينتقل المؤلف بعد ذلك إلى الرؤية الدينية الثانية وهي الرؤية الكونية. تقوم هذه الرؤية على فكرتين: الأولى وجود الخالق والثانية تدبير الكون. بالنسبة لوجود الخالق، يستعرض المؤلف نقاط عقائدية مشهورة في الوسط الشيعي مثل اتصاف الخالق بالحياة الدائمة والقدرة الشاملة والعلم المحيط. يتصف الخالق أيضا بالحكمة لوجود التناسق في الكون والغرض من هذا الوجود هو إظهار القدرة الإلهية. يتبين من الخلق تسخير الكون للإنسان بما يؤدي إلى تأكيد نقطة (مركزية الإنسان). يدعي المؤلف أن بداهة العقل تحكم بأن الخالق غير مادي، وهذا قول فيه نظر وتأمل. يعتقد المؤلف أيضا أن الرؤية الدينية تعني وحدة الخالق وهذا قول الديانات التوحيدية أو الإسلام فقط ولا يشمل الأديان الغير سماوية مما يبين عدم شمولية النظرة الدينية التي يحملها المؤلف. وجود الخالق لا تعني استطاعة الإنسان معرفة ماهيته أو كنهه لأنها أمور غيبية. أما النقطة الثانية من الرؤية الكونية وهي تدبير الكون، يقول المؤلف بوجود الفيض الإلهي وهو أن وجود وبقاء الكائنات الحية مرهون بالخالق مثل حاجة الأشياء للطاقة وهذا أمر يحكم به العقل ورغم عدم معرفتنا كيفية حصوله إلا أنه ثابت بمشاهدة الأثر. أعتقد أن هذا ادعاء يحتاج إلى توضيح واستدلال كبيرين. يكون التدبير الإلهي للكون بطريقتين إما مباشرة عبر الإعجاز أو توجيه القوانين لحصول شيء معين كما في قصة أم موسى عليه السلام عندما ألقته في اليم. وأخيرا هناك التدرج في الخلق. الرؤية الدينية الثالثة هي الرؤية الإنسانية وهي على جانبين أيضا. الجانب الأول هي العناية الخاصة بالإنسان (أو بتعبير آخر مركزية الإنسان) والجانب الآخر هو حقيقة الإنسان. في إطار مركزية الإنسان، يعتقد المؤلف أن العقل يمنح الإنسان مرتبة خاصة لأنها تمكنه من التعرف على آثار القدرة الإلهية واستقبال رسائله، فتم تسخير هذا الكون للإنسان، واعتنى الخالق به منذ بدأ الخليقة (آدم عليه السلام) عبر توجيهه ونصحه وقدم الخالق أيضا وسائل التواصل وتلبية حاجات هذا الإنسان إما عبر المعجزة أو العناية الخاصة كما في قصة أم موسى عليه السلام. وأنعم الخالق على الإنسان بالمحبة والرآفة واللطف وزرع الطمأنينة في قلبه وتعهد بشكل خاص بالإنسان الموالي المؤمن الذي يلتزم تعاليمه. يرد المؤلف في نهاية هذا المحور على مسألة المعاناة ويشرح أن ذلك إما بسبب السنن الكونية التي تقتضيها سنة الحياة والمقادير الإلهية وإما أنها إمتحان رباني أو ابتلاء لزيادة الأجر. وفي الجانب الآخر من الرؤية الدينية الإنسانية يتحدث المؤلف عن حقيقة الإنسان. فيقول أن الإنسان يؤمن بفطرته بوجود كائن غيبي يتذكره عن البلاء والشدة. ويدعي أن الإنسان يتكون من جسد وروح وأن طاقات الإنسان عبارة عن: - العقل وهو أم جميع القوى - الضمير وهو ما يدرك ما ينبغي فعله - روح الحكمة وهي اختيار الضرر والنفع بملاحظة العاجل والآجل لاختيار الأنفع - الرغبات والشهوات من أكل ومال وزواج وغيره - الإختيار وهي طاقات يرفضها – كما يدعي المؤلف – الإتجاهات الإلحادية أو الربوبية بداعي الجبرية الوراثية بناءا على نظرية التطور. تساوي هذا الإتجاهات الإنسان بالحيوان من ناحية تأثره المطلق بالغرائز وهذا قول فيه تأمل ونظر. ويقرر المؤلف أن سعادة الإنسان مرتبطة بالتزام المنهاج الديني. ملاحظة – الصفحة 78 غير موجودة. ويأتي بعد هذا الرؤية الدينية الرابعة وهي الرؤية التشريعية. ويقول المؤلف أن التشريع ينبغي أن يراع التكوين المادي والنفسي للإنسان وأن التشريع الملائم هو ذلك الذي ينطلق من الفطرة. ويتميز التشريع الإلهي عن الوضعي بأن الوضعي يركز على الجزاء والعقوبة بينما يوازن التشريع الإلهي الاعمال الفاضلة ويشجعها وينميها. انطلاقا من مراعاة الحقوق الفطرية في التشريع، يفصل المؤلف في أنواع الحقوق الفطرية وهي أولية وثانوية. فالحقوق الفطرية هي حق الخالق، حق الوالدين، حق القرابة، حق الجوار، حق الإخوة الدينية وحق الإخوة الإنسانية وحق الحيوان وحق النفس. وأما الثانوية فتلك الناشئة من العهود والإلتزامات. ويقول المؤلف أن مدار الأحكام الشرعية هو مراعاة الفضائل والأخلاق والمعروف وهي عشرة (تجنب الإعتداء على الآخرين، الإحسان، الوفاء والإلتزام، العفاف، الشكر، الحياء، الصدق، الإحترام، الأدب، العدل والحزم في الصلاح والعدل). يرى المؤلف أن الحقوق من جهة أخرى يمكن تقسيمها إلى قسمين وهما الواضح والمتشابه. فالمعيار في الحقوق الواضحة هو حكم العقل ودور الدين تأييدها. أما في المتشابه ونظرا لعجز العقل، يترك الحكم للدين بمقتضى الحكمة والفضيلة والصلاح العام. ومن المواضيع التي بينت حكمتها الشريعة لمعالجة التشابه هي: • قيمومة الرجل على المرأة • تفاوت حقوق الرجل والمرأة لاختلاف أدوار الحياة • جعل حصة الأب أقل من أبناء المتوفى • تحريم شرب الخمر • القصاص • عدم جعل غنائم الفيء للمقاتلين • تحريم التبني وهذا مشكل بالواقع وفق نظرتي القاصرة لأهميته في معالجة مشاكل الأيتام • تحريم تشبيه الزوجة بالأم • وجوب الصيام • وجوب التطهر للصلاة من غير الواضح إن كان هذه نقاط تعتبر قضايا متشابهة أو أنها مثال على معالجة المتشابه. فمن جهة تشريعية، يكون العقل هو المقياس في الموارد الواضحة ويكون التقليد والتسليم في المتشابهات أو ما وراء الطبيعة. والخلط في إعمال العقل في المتشابهات أو العكس يؤدي إلى سلوك الخوارج ومن مشى على طريقتهم في يومنا هذا. ويختتم المؤلف بحثه بالنقاش حول مسألتين ترتبطان بالرؤية الدينية التشريعية. وهي أول التمييز بين المشاعر الفطرية وغيرها وثانيا مدى انسجام بعض الأحكام الشرعية الفقهية مع المبادئ الفطرية وهذا يعتبر أحد الأجزاء الشيقة في الكتاب. أما بخصوص المشاعر الفطرية، فهذا مهم لأنه المدار للأحكام التشريعية كما رأينا سابقا وعن ضرورة التمييز بين الحقوق الأولية والثانوية وما شابه. يدعو الملف إلى التمييز بين الإعتدال والإفراط في نفس الحق مثل الرأفة المفرطة تجاه المجرمين أو رأفة النباتيين تجاه الحيوانات والإمتناع عن أكلها أو الرغبة في مساواة الرجل والمرأة. وهناك أيضا اشتباه برغبات أخرى عادية بأنها فطرية مثل حب المال والجاه وبالواقع هنا كان صعبا فهم التمييز الذي يريد أن يبينه الكاتب ومعرفة الفرق بين الرغبة الإعتيادية والفطرية. ويسرد المؤلف عوامل عديدة وراء المشاعر الإعتيادية السلبية إن جاز التعبير مثل الضعف النفسي، عدم إدراك العواقب، عدم الإعتياد، تقليد الضعيف للقوي، عدم الشعور بالقبح كما يجب، المبالغة في ردة الفعل كرد فعل الغربيين على الإرهاب الإسلامي بتعميمه على المسلمين في حين أنه عمل أقلية صغيرة والإشتباهات الفكرية. ويضرب المؤلف مثالين على المشاعر الغير قويمة وهي: - الإتجاه الإشتراكي الذي يعتقد المؤلف خاطئا أنه انقرض على الرغم من تصاعد الحديث خلال السنوات الماضية حول مساوئ الرأسمالية وتفوق الأنظمة الإسكندنافية التي تتبع هذا المنهج وكان وباء كورونا الذي يعتبر المسمار الأخير في نعش الرأسمالية. وسيكون من الفضول معرفة رأي المؤلف إن كان تغير رأيه أو لا. - انحراف العلاقة الزوجية وتغير وظيفة الأسرة لتكون للمتعة فقط وابتعادها عن الحفاظ على النوع الإنساني ومصلحة الجيل القادم وهو يشير هنا إلى مسألة الشذوذ الجنسي وإعادة تعريف الزواج كمؤسسة بين رجل ومرأة في الغرب. ويختم المؤلف نقاشه بالحديث عن مدى انسجام بعض الأحكام الشرعية مع المبادئ الفطرية وأهم أمثلتها: - مسائل الأحوال الشخصية أو مسائل المرأة والأسرة مثل الميراث، الستر والحجاب، حق ولي الأمر بزواج البنت، القوامة للزوج، تعدد الزوجات - القصاص والأحكام الجزائية يتضح حساسية هذه المسائل ومدى أهميتها للمتدينين وغيرهم وهي منطقة وعرة حاول المؤلف السير بها بحذر حيث وضع قدم في مكان والقدم الأخرى في مكان آخر من أجل الوقوف بالمنتصف. ويقدم المؤلف النقاط التالية لتوضيح الموقف من هذه الأحكام وكيف يمكن النظر إليها: أولا: الإختلاف يكون في مسائل فرعية وليست الأصول التي تعتبر من المواضيع المتفق عليها مثل حرمة الزنا والفعل الشاذ وظهور المرأة بشكل غير محتشم أمام الرجل الأجنبي (على الرغم من أن الإشكالات تدور اليوم حول هذه الأصول أيضا). المسائل الفرعية التي يصح فيها الإختلاف هي الآداب العبادية كالصلاة أو المعاملات كأحكام الطعام والزكاة والخمس وغيرها. فيتضح رفض المؤلف الإختلاف حول بعض الأصول والتي بين أنها من المتشابهات في موضع سابق. ثانيا: التفريق بين الدين والشريعة والفقه الإجتهادي. فالدين كما جاء في البحث ه�� عبارة عن ثلاثة حقائق: الخالق، رسالته للإنسان والآخرة. والشريعة هي الحقائق التشريعية الواضحة المعروفة بالقرآن والسنة بدون الحاجة لاجتهاد كوجوب الصلاة والصيام والزكاة. والفقه الإجتهادي أو النظريات الإجتهادية، فيتم تحكيمها لمبادئ ومعايير. فتترك جانبا هذه الإجتهادات إذا خالفت العدل على سبيل المثال (وهذا تمهيد أولي لفقه المقاصد) وتبرز الحاجة لضبط عملية الإجتهاد وضرورة التفريق بين الخاص والعام وعدم التعميم إلا بضوابط. ثالثا: يرفض المؤلف التوجه نحو رفض الدين ككل بناءا على استشكالات فقهية أو اجتهادية معينة. رابعا: يصرح المؤلف بعدم قدرة العقل على إدراك كافة أحكام الدين حيث يقول (وعليه يصح القول إن الدين - وفق منظوره - ملتزم بالعدل غير مجانب للفطرة في جميع الموارد المتقدمة، إلا أن له وجهة نظر في موارد الأحكام المذكورة وفق الرؤية التشريعية التي يرتئيها) الصفحة 129. و��ذا قول مهم ولكنه غامض ويبدو متناقضا يحتاج إلى تفكيك وبيان أكثر. خامسا: ضرورة عدم التسرع في ادعاء الحكم الفطري الحاسم على خلاف التشريع المفترض سادسا: التفريق بين العدل والتساوي. فالعدل يعني إعطاء كل ذي حق حقه والتساوي هو التماثل بالنتيجة. ومن هنا تنشأ الإختلافات في أحكام المرأة على سبيل المثال. سابعا: التفصيل في الأحكام التشريعية وعدم تعميم بعض الجزئيات مثل مسائل الميراث. ففي حين أن حصة الذكر أكثر من الأنثى من جهة الأب، فإنهم يتساوون من جهة الأم وذلك باعتبار الأهل من جهة الأب الجهة الحامية. ثامنا: التفريق بين العام/الخاص – المتغير/الثابت والحكم النافذ/الغير نافذ. كان هذا ملخصا موجزا عن أبرز أفكار الكتاب. ملاحظات سريعة عليها: - لم يفلح الكاتب في الإبتعاد عن فخ الدفاع والسجال وكانت نقاطه ردا على الشبهات والإستشكالات. فالكتاب مفيد لتقديم (مانيفستو) للشاب المتدين الذي يريد دخول معترك المناقشات الكلامية والإجتهادية. - هناك الكثير من النقاط الهامة التي أخل بها الإيجاز ويمكن فهم أن الكتاب يعتبر مدخلا للسلسلة وستتم مناقشتها لاحقا وأحد أسباب الخلل هو غياب الأدلة.
#منهج_التثبت_من_الدين : حقيقة الدين تأليف : محمد باقر السيستاني عدد الصفحات :151 النوع : ديني . فلسفي التقييم:5/5 ********************** نبذة عن الكتاب : الكتاب هو الجزء الاول من خمسة اجزاء حول موضوع التثبت من الدين . وهو بحث عقلي قد غفل اغلب الناس عن الغوص فيه وهو حول ثلاث مواضيع : وجود الله سبحانه . ورسالته الى الانسان. وبقاء الانسان بعد هذه الحياة . فاغلب الناس يؤمنون بهذه الامور الثلاث او ينفونها اما بسبب انهم يقلدون ابائهم في كل ما يفعلون او فقط لان اهوائهم ارادت ذلك . والقليل هو من يبحث عن وجود الكائن الخالق عز وجل وكذلك عن صفاته وعن انبيائه وهل يتفق الدين مع الفطرة الانسانية ؟ ولكن ما هي الفطرة الانسانية ؟ وكيف يمكن عزلها عن الادراك المسبق والعواطف الرقيقة الى حد التفريط والتعصب الاعمى. وما هو المنهج الصحيح للبحث في هذه المسائل . كل هذا يتعرض له الكاتب في هذا الكتاب بصورة مبسطة وسريعة وبشرح واف للامور التي تتداخل مع الفطرة الانسانية وتشوش هذه الفطرة . *************** الكتاب رائع وقصير وذو لغة سهلة ومفهومة وكذلك تعرض للكثير من الاشكالات التي تتعرض لها الاديان عادة والدين الاسلامي خاصة من مسألة الرجم وغيرها من الامور التي يدعى انها ضد الانسانية . *************** "فمن توسع في التعقل في غير المساحة التي يكون من شأن العقل ادراكها وقع في الوهم والاشتباه ,ومن توسع في التعبد الى المساحة التي هم من شأن العقل ادراكها وقع في الخط أوالخرافة, ومن أخذ بكل في موضعه وأحله محله فقط أصاب "
نجمتان للمحتوى الذي تكرر ولم يكن مرتبا بشكل جيد، ولكون الكاتب لم يلتزم بما أراد من جعل الكتاب موجهًا للجميع بدون تكلف وصعوبات، حيث بدأ بشكل جيد جدا ثم في الثلث الأخير من الكتاب ضاع قصده. ونصف نجمة لوجود بعض النكات التي استفدتها.
أسم الكتاب:حقيقة الدين المؤلف:محمد باقر السيستاني عدد صفحات الكتب: ١٥٠ صفحة يتحدث المؤلف في الجزء الأول من سلسلة "منهج التثبت في الدين " عن حقيقة الدين " يبدأ الكتاب يتحدث عن أهمية البحث عن الدين ثم بعدها يتحدث عن حقيقة هذا الدين وبعدها يبين رؤى كونية عددية مثل الرؤى الالحادية وغيرها ..ويبين الرؤية الدينية بشكل مفصل ولماذا هي الرؤية الاصح بعدها يتحدث عن الرؤية الدينية الكونية وعن الغاية من الخلق والكون وعن عناية الله بالإنسان ولطفه به وختم الكتاب بالحديث عن الرؤية التشريعة.
_أستخدم الكاتب في هذا الكتاب بعض الادلة العقلية والأدلة التي استخدمها هي تعتبر من الادلة البسيطة والسهلة مثل دلالة الأثر على المؤثر ..
_تميز الكتاب باحتواءه على الادلة النقلية الكثيرة فكان الكاتب في كل موضوع يدعم كلامه ونظريته بالأدلة القرآنية مما يورث الاطمئنان لدى القارىء .
_الكتاب رغم انه يعتبر كتاب بسيط مقارنة بكتب العقائد الأخرى لكنه عميق جدا وكلماته عميقة قرأته ثلاث مرات وفي كل مرة أشعر كأنني قرأت الكتاب اول مرة... واكتشفت به أشياء جديدة أعتقد أنني سوف اعيد قراءته كُل عام لاكتشف كل مرة شيء جديد.
_لمن يقرأ الكتاب: بداية موفقة واختيار مسدد كتاب سوف يغير نظرتك للحياة أعرف ربما كنت قد بدأت بقراءة بالكتاب سابقا وشعرت انك لاتفهم شيء.. أو أنك لاتستطيع ربط المواضيع ببعضها فا اغلقت الكتاب بخيبة ..بعد أن كنت متحمس لقراءته لابأس ربما هناك الكثير من يشاركك هذا الشعور أفتح الكتاب مرة أقرأ أقرأ الكلمات على مهل كرر الكلمات إذ لم تفهم اسئل عن العبارة الغير مفهومة أقرأ مع صديق وناقش الكتاب معه بعد الانتهاء من فصل من الكتاب اكتب تلخيص عنه او توضيحك لكلماته الصعبة في الدفتر سوف تحتاج لها يوماََ ما ..لاتحزن إذ وجدت نفسك عاجز عن كتاب تلخيص للصفحات ربما تحتاج الى أعادة قراءة الصفحات مرة أخرى لتجرب مرة أخرى .. أتمنى لكَ قراءة مثمرة... وأتمنى ان تحضى بشرف قراءة هذا الكتاب لكي يغير لك حياتك ويبصر لك درب النور.. ..