"""ضحى الإسلام"" أحد إبداعات المفكر والمؤرخ الراحل أحمد أمين العظيمة التي وضع لبناتها ليؤسس بناءً شامخًا لا يطاوله بناء ولا يساوقه عمل فكري معاصر. الكتاب إبداع فكري يبدو ككائن ينبض بالحياة، لتعيش مع العمل وتتابع أحداث التاريخ والفكر الإسلامي لحظة بلحظة، وكأنك تشاهد أحداثًا حية تتراءى أمام ناظريك رأي العين؛ تتفاعل معها وتنفعل بها، تبتسم وتغضب، تفرح وتحزن، تسعد وتتألم، تعيش الصراع بين العرب والموالي وتعايش مظاهر الشعوبية والرق، وتَغَلُب الشعور القبلي، وتتقلب في المتناقضات في شتى صورها.. بين حياة اللهو والمجون وحياة الجد والعمل، بين حياة البذخ والإسراف وحياة البؤس والشقاء، بين الانغماس في الترف والنعيم وبين التصوف والزهد في متاع الدنيا الفاني، بين حياة الزندق&
واحد من أهم المثقفين الذين أرسوا قواعد الثقافة العربية الحديثة في النصف الأول من القرن العشرين. درس في الأزهر، وعمل قاضيًا، ومدرّسًا في مدرسة القضاء الشرعي، ثم أستاذًا للنقد الأدبي بآداب القاهرة، وعميدًا للكلية نفسها. كان أحمد أمين يكتب مقالًا أسبوعيًّا في مجلة "الرسالة"، كما رأس تحرير مجلة "الثقافة" التي كانت تصدر عن لجنة التأليف والترجمة والنشر والتي عمل رئيسًا لها أيضًا. اختير أحمد أمين عضوًا في مجامع اللغة العربية المصري والعراقي والسوري. صدر له عدد من المؤلفات كان أهمها "فجر الإسلام" و"ضحى الإسلام" و"ظهر الإسلام" و"هارون الرشيد
ولعل كلمته: "أريد أن أعمل لا أن أسيطر" مفتاح هام في فهم هذه الشخصية الكبيرة.
يتناول الكاتب أحمد أمين في الجزء الأول من كتابه ضحى الإسلام ملامح الحياة الإجتماعية في العصر العباسي الأول من حيث طبيعة السكان .. والصراع بين العرب والموالي .. ومظاهر حياة اللهو والزندقة وحياة الجد والإيمان .. وكيف إمتزجت الثقافة العربية في ذلك العصر بالثقافات الأخري كالثقافة الفارسية واليونانية والهندية .. وكيف تأثرت الثقافات الدينية بعضها ببعض ما بين الثقافة الإسلامية والنصرانية واليهودية .. الكتاب من أرقى وأمتع الكتب التي قرأتها في مجال الثقافة والأدب .. .
" وأن المدنية العباسية كانت ككل المدنيات ، مسجد وحانة ، وقارئ وزامر ، ومتهجد يرتقب الفجر ، ومصطبح في الحدائق ، وساهر في تهجد ، وساهر في طرب . وتخمةٌ من غني ، ومسكنة من إملاق ، وشك في دين ، وإيمان في يقين . كل هذا كان في العصر العباسي ، وكل هذا كان كثيراً "
،
بسم الله والصلاة والسلام علي النبي الأمي الذي ترك لنا ديناً أقام حضارة وعلماً علم العالم وبعد الإنتهاء من بزوغ فجر في الإسلام للمرحوم العلامة الأستاذ أحمد أمين وجولته ورحلتي معه في الجاهلية وصدر الإسلام والدولة الأموية في إيجاز وفي وكفا ، أخذني بأسلوبه الأسر وعلمه الوافر وشموليته وزخره في جولة أولي من ثلاث جولات في ضحي الإسلام - الدولة العباسية - وما عرفته من إتساع رقعة الإسلام العلمية وتشرزم الأمة علي فرق كثيرة وإنفتاحها علي ثقافات مختلفة ، ها أنا أخذ هدنة وراحة من بعد تلك الجولة المتعبة قبل أن أشرع وأكمل المسير ودعوني أحدثكم أثناء راحتي عن ما عانيته طيلة المشوار .. ، يبدأ أستاذنا في كتابه وبعد مقدمة من الأستاذ طه حسين كانت كالدرة التي زينت التاج ، ويعرض لنا إختلاف أشكال وأصناف وأجناس العباد في بلاد العباسيين والذي سيترتب عليه كله العرض والموضوع الذي يهتم بمناقشته وأن مراجعتي لتكون أشبه بالفهرس لأن الكتاب يُعجز قارئه عن مراجعته ففي الفصل الثاني وبعد المقارنة بين دولتي الأمويين والعباسيين في الحركة العلمية وإختلاف أجناس السكان يذهب بنا إلي الصراع في الفصل الثاني والثالث بين العرب والموالي والذي وسم المسلمون بالعار لفترة كبري في تاريخ الأمة لأن الإسلام جاء ليجمع لا ليفرق ، ليوحد لا ليصنف ، ويعرض لك تاريخ الحركة التي سميت بالشعوبية ، ويعرض لك أدباء ومتشددي الطرفين من كل ناحية ويعرض عليك في النهاية قول الإمام إبن قتيبية " وأعدل القول عندي أن الناس كلهم لأب وأم ، خلقوا من تراب ، وأعيدوا إلي التراب ، وجروا مجري البول ، وطرأ عليهم الأقذار ، فهذا نسبهم الأعلي الذي يردع به أهل العقول عن التعظيم والكبرياء والفخر بالأباء ، ثم إلي الله مرجعهم فتنقطع الأنساب ، وتبطل الأحساب إلا من كان حسبه التقوي أو كانت ماتته طاعة الله " ثم ينتقل بنا أحمد أمين إلي الفصل الرابع والذي يعرض لنا فيه الرقيق أو العبيد والإماء وتأثيرهم في الثقافة الإسلامية في العهد العباسي وميزتهم وتعلمهم ولهوهم ، ثم ينتقل بنا إلي الفصل الخامس والذي يستعرض لنا فيه حياة اللهو وحياة الجد التي ملأت العهد العباسي المعروف بإنتشار القصور والخمور والنساء والجواري وفي خضم كل ذلك يعرض لنا مقتطفات من حياة الخلفاء العباسيين ليرينا كيف تفشي اللهو والخمر في حياة المسلمين بالتدريج من حجر كامل علي الشرب إلي إباحة تدريجية إلي مهزلة وأقتبس : كثر النعيم ، وكثر العنصر الفارسي العريق في المدنية ، الممعن في الترف ، وكثر الجواري يجلبن من الأصقاع المختلفة ، وكثر الجمال وسفر ، إذ لم تكن عامة الإماء يطالبن بحجاب ، فقويت النزعة إلي اللهم والخلاعة والمجون التي وصفنا ، وشعر قوم من الشعراء بهذه النزعة من أمثال بار وصريع الغواني وأبو نواس ، فقادوا زمامها وألهبوها ، وسهلوا السبيل إليها . ويختتم أستاذنا باب الكتاب الأول بفصله السادس حيث عرض لحياة الزندقة وحياة الإيمان في عهد الدولة العباسية فالكفر والإيمان توأمين متناقضين يجتمعان دائماً في مكان واحد ، وعرض للحرب التي دارت بين الخلفاء والزنادقة ومعني كلمة الزندقة ما هي الزندقة في تاريخ العباسيين وكثرة الداعين لها وإتخاذها كوسيلة لتصفية الحسابات السياسية والوشاية بها عند الخلفاء ، وإنتقل متحدثاً عن الإيمان في صفحات أقل ولكن الطبيعي أن يكثر الحديث عن ما يشذ وليس عن الطبيعي . ويبدأ الباب الثاني الذي يهتم بعرض الثقافات التي أحاطت بدولة العباسيين وكيف أثرت فيها وتأثرت بها وللتؤثر نصيب الأسد وتكون النظرة علي الثقافة الأولي في الفصل الأول علي الثقافة الفارسية والتي تعد أكثر الثقافات تأثيراً في تاريخ تلك الدولة بحكم الموقع الجغرافي وتمركزها في العراق التي يحيطها بلاد فارس والتي كانت ملكاً للفرس ويعرض لنا المعني الذي إستحدث في هذا العصر من الفرس وهو الوزارة والتي لم تكن بجديدة ولكن أعاد إحياؤها تؤثراً بثقافة الفرس ويعرض لنا حركة الترجمة والعلوم والأداب التي تأثرت بحضارة الفرس وكيف أفادت كثيراً في الحركة العلمية الإسلامية وأبرز الأشخاص ، ثم يأتي لنا بمثال أو أبرز شخص في هذه الثقافة ويعرفنا عليه وعلي حياته وعلي إنجازته الأدبية وقد كان المثال هنا هو - إبن المقفع - ويمر بنا في قراءة سريعة في منجزاته الأدبية لنري ونتعرض لأهم أفكاره . وفي الفصل الثاني نمر مروراً سريعاً علي الثقافة الهندية والتي لم يكن تأثيرها كبيراً ولكنه كان واضحاً مع ذلك في عادات هندية إكتسبها المسلمين وكلمات إستجدت علي اللغة العربية أصلها هندي وألعاب جديدة دخلت إلي المسلمين ، ويعرض لنا الفلسفة الهندية وأهم نظرياتها التي دار حولها الجدل في الدولة العباسية كالتناسخ مثلاً وتأثيره في الفرق الإسلامية المتعددة في هذا العصر ، ثم ينتقل بنا إلي الفصل الثالث مع ثقافة الروم واليونان ، وفلسفة اليونان التي كانت هي المصدر الأول والأوحد الذي بنيت عليه الفلسفة في تاريخ الأمة الإسلاية وكيف إنتشرت في بلاد المسلمين ومن أين جاءت ويعرفنا علي أهم مدارسها في جنديسابور وحران والإسكنرية ، وكانت حركة الترجمة لمؤلفات أرسطو وفلاسفة اليونان هي الحركة الأبرز والأهم في هذا العصر ، ويبين لنا سبب تأثيرهم في الحركة العلمية وضعف تأثيرهم في الحركة الأدبية ، ثم يختار لنا ممثل عن هذه الثقافة وهو حنين بن إسحاق عارضاً لنا أعماله وحياته . والفصل الرابع الذي يعرض لنا الثقافة الأهم وهي الثقافة العربية وفضل اللغة العربية ومنزلها وتاريخ تدوينها وكيف تأثرت اللغة وكادت ان تهلك بسبب تعدد الألسنة العجمية التي حاولت أن تتعلمها وتتكلم بها فغيرت في معانيها ونطقها ثم يرينا أحمد أمين مقتطفات من الأدب العربي في ذلك الوقت ويقسمه لصنفين أدب بدوي وأدب حضري ولا يقف عند ذلك بل يمحص ويبحث ليرينا الثقات ومواطن الضعف فيما ينقل عن الأدب العربي ويمثل لنا تلك الثقافة بشخصية المبرد ويعرض لنا تاريخ حياته ويحلل لنا كتابه الكامل المبرد لنعرف ملامح الفكر والتدوين والأسلوب الأدبي لتلك الثقافة . والفصل الخامس هنا يذهب بعيداً عن الحضارات لينتقل إلي الثقافات الدينية ويعرض لنا في إيجاز تأثيرا كل من ثقافة الأديان الثلاث في تشكيل شخصية الدولة العباسية وتأثيرها في أدبها وفلسفتها ويعرض لنا أهم من ألفوا وكتبوا في المناظرات بين الأديان الثلاث ، وما أدخلته أديان اليهود والنصاري علي الإسلام وموضوع جديد وهو تأثير الإسلام بشكل مباشر في تلك الثقافات أيضاً وما دفعهم الإسلام لأن يغيروه والحركات الداخلية التي تكونت بواعز من ثقافة الدين الإسلامي ، ويعرض لنا مواضيع هامة تتعلق بتأثير الدين والدين المسيحي في تفسير الدين الإسلامي قرأناً وحديثاً علي يد من أسلموا من أصحاب الدينيين ، ويهتم جداً بعرض ما وصل إليه حال الإسلام من تشرزم وتعدد للفرق وظهور فرق جديدة كالمتكلمين وأسلوبهم والفارق بين أسلوبهم والقرأن ، وكيف نفذ الإسلام إلي كل مظاهر الحياة الإجتماعية في العصر العباسي ، ويختتم الأستاذ الباب الثاني وكتابه بفصل مميز عنونه بـ " إمتزاج الثقافات " ليرينا أي الثقافات أكثر تأثيراً وكيف جرت كل تلك الثقافات جنباً إلي جنب لتصب في جدول واحد وهو شكل الحياة في الدولة العباسية ثم يعرض لنا ثلاث شخصيات من أبرز من مثلوا إمتزاج تلك الثقافات وكان هم " الجاحظ ، وإبن قتيبية - وأبو حنيفة الدينوري " ويبدأ العرض بالجاحظ عارضاً لحياته ونشأته ذاهباً لتحليل ثقافته وطبيعته وأسلوبه محللاً أهم منجزاته " الحيوان - البيان والتبيين " وكيف أثر الجاحظ فيما لحق به من الأدب في الأمة العربية ، ثم يعرض لإبن قتيبية علي نهج الجاحظ وتحليل كتابه " عيون الأخبار " وهكذا وصولاً إلي أبو حنيفة الدينوري . ويختتم أحمد أمين كتابه الثري الموسوعي قائلاً : ولعلك تري معي بعد أن هذا العصر كان بوتقة صهرت فيها عناصر الثقافات المختلفة ، أو مصباً لجداول متعددة المجري مختلفة المنابع ، وأن العلماء كانوا مظاهر تختلف بإختلاف مصادرها " فما أشبه حجل الجبال بألوان صخورها " " وعلي أعراقها تجري الجياد " وأنهم كلهم كانوا يجرون في عنان ، فأورثونا ثروة علمية وأدبية متعددة النواحي ، نصفها في الباب التالي إن شاء الله ، أسلوب أحمد أمين وفي الدفاع عنه يتميز أسلوب أحمد أمين بالشمولية والبساطة في العرض والإنتقال من نقطة إلي نقطة دون ان يترك إرتباك في أثر القارئ النبيه ، فهو يقف محللاً لأهم المعضلات لا يكتفي بسردها ، وشارحاً لأهم المعاني وأثقلها ، ويعتمد علي التضمين ، فيتضمن دائماً وأبداً كلامه إستشهادات قرأنية أو من الحديث أو من الكتب واهم ما يميزه هو ثراء كتابه بالأبيات الشعرية التي توضح الغرض ، فالفن مرأة الشعوب وإنتاجها الذي يعبر عن ثقافتها وهكذا كان الشعر والأدب الذي أضمنه أحمد امين كتابه . عابوا علي أحمد أمين كثرة الرجوع إلي مصادر المستشرقين ، وهم يأخذون من المستشرقين ما وافق هواهم من المديح والثناء غير أنه لا يكثر أساساً في الرجوع إلي المستشرقين ، فكل كتبه تعتمد في مصادرها علي الصحيح من المصادر العربية التي عاصرت الفترة أو الحقبة التي هو راويها ، كفروه وقالوا عنه أنه معتزلي وفرضاً لو كان فما يهم ومن كفر المعتزلين ، رأوا وأنتبهوا إلي ما قيل عنه وما أشاع من سوء ، وتناسوا عمداً وتجاهلوا ظلماً ما قيل عنه بالخير وأنه لم يكن إلا مسلم سني مفكر متنور ، أتهموه بعقلنة القرأن والحديث وقد جاء نفسه مدافعاً في سطوره عن عدم فصل الجانب الروحي عن الجانب العقلي في الدين لأنهما يتكاملان ، هكذا ظلموه وكفروه ��تغاضوا عن ما قدمه من العلم الذي ينتفع به طالب علم يتقرب به لله مثلي وفي النهاية رحم الله أحمد أمين رحمة واسعة ، وأدخله الجنة وكفر عن سيئاته بعمله ، والله من وراء القصد
من أفضل ما قرأت هذا العام انصح به لكل مهتم بالتاريخ والفكر الاسلامي أكثر ما اعجبني هو تأثير الثقافات الفارسية واليونانية وغيرها على الفكر الاسلامي بعد الفتوحات سأكمل بقية السلسلة بإذن الله
مقدمة طه حسين مبالغ فيها. الكتاب مبذول فيه مجهود رائع يوفر على القارىء - غير المتخصص - محاولات الإحاطة بالإنتاج الأدبي والعلمي في أزهى عصور الحضارة الإسلامية. ولكنه لا يقدم أفكار كبيرة أو تحليلات عميقة كما كنت أتوقع. هذا الجزء يركز على روافد الثقافة في هذا العصر, فيستعرض الحياة الإجتماعية وكيف كان الخليط السكاني هو سبب تنوع ثقافات هذا العصر مع ذكر أمثلة - أفضل تناول للموضوع مع ضعف تركيزها - لرواد كل ثقافة وللمزيج النهائي منها. من تصفحي لفهرسي الجزئين التاليين أعتقد أنهما أكثر إمتاعاً لإرتباطهما بموضوعات تهمني.
"لعلّ أصعب ما يواجه الباحث في تاريخ أمّة هو تاريخ عقلها في نشوئه وارتقائه، وتاريخ دينها وما دخله من آراء ومذاهب. ذلك أنّ مدار البحث في المسائل المادّيّة وما يشبهها واضح محدود، وما يطرأ عليها من تغيّر ظاهرٌ جليّ. أمّا الفكرة فإذا حاولت أن تعرف كيف نبتت، وكيف نمت، وما العوامل في إيجادها، وما العناصر التي غذتها، وما الطوارئ التي طرأت غليها فعدلتها أو صقلتها، أعياك ذلك، وبلغ منك في استخراجه الجهد. لأنّ الفكرة أوّل أمرها لا مظهر لها نستدلّ به عليها، وقد تتكوّن من عناصر لا تخطر ببال، ويعمل في تغييرها وتعديلها عوامل في منتهى الغموض…" -
هذا كتابٌ ميّزته عذوبة اللّغة، والشمول الجزئيّ للنظرة وتوسّعها في غير إطناب، اختصّ في الحديث عن أبرز محطّات العصر العبّاسيّ الأوّل من قضايا وثقافات وديانات وشخصيّات وكيف صبّت في الأدب. ومع أنّني أجده غير شامل، فقد تجاوز مواضيع عدّة، وركّز بشكل أساسيّ على الثقافات آنذاك، إلّا أنّه متسلسل، ومفيد في التعرّف على مواضيع للمرّة الأولى، أو في الاستزادة ممّا يُعرف من قبل من مصادر أخرى.
يكفي قول طه حسين: أشهد أن أحمد أمين وفق في هذا الكتاب إلى الإجادة العلمية والفنية معاً، فقد استكشف الحياة العقلية استكشافاً لم يُسبق إليه وخلص الحياة العقلية الإسلامية في القرن الثاني من الغموض والإبهام، وما زال الغموض والإبهام حتى أجلاهما عن موقفهما..
موضوعات الكتاب شيّقة، لا تستطيع التوقف .. كتب أحمد أمين بحر من المعلومات التاريخية الاجتماعية الدينية، يعرفك بأدباء وشعراء وعلماء ولغويين وكتبهم وخلافاتهم.
تحدث عن العناصر والأسباب التي ساعدت على تكون النهضة العلمية، وأهمها التأثر والتمازج بالثقافات المختلفة.. فلم يخترع العرب شيئاً لو لم يتصلوا بالأمم الاخرى.
حياة الزندقة وحياة الإيمان، على من اطلقت تهمة الزندقة، ولماذا ؟ ومن هم الزنادقة ..
امتزاج الأمم كان سبباً في نمو الحضارة نمواً يستدعي علماً واسعاً بكثير من شؤون الحياة من هندسة وطب ونجوم، ونظام حُكم وفقه ولغة وأدب
وكان هناك رجال بارزون يحملون لكل ثقافة علمها وييطلون جهدهم في الدعوة لها والترويج لمبادئها وتحبيبها إلى الناس وإفهامهم أنها خير أنواع الثقافات.
هل كان الناس يعيشون في ذلك العصر عيشة ترف ونعيم، ولهو ومجون، أو عيشة جد وعفة. هل الخلفاء العباسيون تحللوا من كثير من القيود وأسرفوا في اللهو ؟ وهل كانت حالة الشعب رخيّة سعيدة، او بائسة شفية وما أثر ذلك كله في العلم والفن !
أثر الثقافة الفارسية والهندية واليونانية على العرب وبروز الشعراء والأدباء والحكماء منهم، فكانت عناصر قوية الأثر في القصص أيضاً والعادات والتقاليد، وفي نظم الحكم وفي رجال اللهو والغناء وفي الديانات ومذاهب المتكلمين وفي رجال العلم والتدوين وفي قصور الخلافة..
كتاب جميل يحكي عن الفترة الحكم العباسي وكيف كان العلم نشط بشكل كبير إبان الخلافة وكيف كان الاتصال بالعلماء وما نجم عنة من أفكار واتجاهات كانت وما زالت مأثرة. ضحي الإسلام كتاب اقل ما يقال عنة انه نجمة إبداع فكري يبدو ككائن ينبض بالحياة تعيش معه وتتابع أحداث فكر إسلامي لحظة بلحظة فتارة تعيش الصراع بين العرب والموالى وتعيش تارة أخري مظاهر الشعبوية والرق وتغلب الشعور القبلي. وايضا تتعرف ع الوان مختلفة من ثقافات (الفارسية ،الهندية،اليونانيةوالرومانية). وايضا تشهد ع الحركة العلمية وتسمع لتحاور المذاهب الإسلامية والتعرف ع اشهر رجالها. بحق عمل متميز.
كتاب رائع و مؤلف اروع ... يشير الكتاب الي العصر العباسي الاول ١٣٢ هجرية - ٧٤٩ ميلادية - و ما فيه من مظاهر الحياة الإجتماعية و الثقافية و اختلافها و الاسباب و النتائج باسلوب سهل جدا و مميز جدا ، و لفت نظري مدى الثقافة الواسعة و الاطلاع المهيب الذي يتمتع به المؤلف ..
فعلا من الكتب و المؤلفين اللذين اثروا في جدا جدا جدا و متشوق جدا لقراءة الجزء الثاني ..
فجر الإسلام وضحى الإسلام وظهر الإسلام هي سلسلة كتب عن التاريخ الإسلامي للكاتب أحمد أمين. - فكتاب فجر الإسلام يتحدث عن بدايات الإسلام حتى إنتهاء الحكم الأموي.
- أما كتاب ضحى إلاسلام فيتحدث عن الفترة العباسية حتى نهايتها.
- أما ظهر الإسلام فيتحدث عن باقي التاريخ الإسلامي.
لكن ما يختلف فيه هذه السلسلة عن باقي كتب التاريخ هو اهتمامه بالحياة الإجتماعية في التاريخ الإسلامي وليس عن المعارك والفتوحات والخلفاء والحكم.
فهو يسرد لنا في هذا الكتاب عن طبيعة الحياة الاسلامية في العصر العباسي عن سكان المملكة الاسلامية من موالي وعرب والاختلاط بينهم والصراع الذي كان بينهم والذي أدى إلى نشوء مفهوم الشعوبية الذي يحتوي الكثير من المعاني عند كل فئة والذي كان يعني الفئة التي كانت تكره العرب وترى أنهم أفضل من العرب بالحضارة وغيرها وكان يضم منهم الفرس والروم.
ثم يتحدث عن حياة اللهو والجد والزندقة والإيمان؛ عن انتشار الغناء والمغنين وطبيعة الحياة التي عاشوها ثم يتحدث عن الزهد الذي أيضاً انتشر وتولد.
ويتحدث عن الزندقة ونشأتها وظهورها وتعريفها والاتهامات التي تطال الكثيرين بها.
ويتكلم عن الفرس والموالي وتمسكهم بالسلطة والوزارة وعن انتشار الثقافة الفارسية في الدولة الإسلامية وتداخل الأديان الفارسية من زرداتشية ومانية ومن كانوا يؤمنون بها بالخفاء والباطن ويدينون بالإسلام من الخارج.
ثم يفتح باب كامل عن الثقافات المختلفة في العصر العباسي من ثقافة عربية وفارسية وهندية ويونانية وتأثير كل منها على الإسلام وامتزاجها في دولة واحدة. وعن التفضيلات بينها والصراعات التي تولدت بينها. فكان تأثير الثقافة اليونانية بالمنطق وبالفلسفة والذي كان السبب في نشوء علم الكلام. أما الثقافة الفارسية فكان أدبياً وحضارياً وتنظيمياً. أما الهندية فكان لديها الطب والفلك والتنجيم. واما الثقافة العربية فكانت أدبية لغوية ونحوية والذي ساعد باقي الثقافات بالاندماج تحت راية العربية. ويتنقل إلى الثقافات الدينية من يهودية ونصارى وتأثيرهم على المذاهب ونشوئها. ويتكلم بشكل خاص عن الجاحظ وكتبه. وابن المقفع وكتبه وثقافته الفارسية. وهذا كله في الجزء الأول من ضحى إلاسلام فهو كتاب كبير يضم ٩٠٠ صفحة مقسمة على ثلاث أجزاء.
أجمل ما فى كتب أحمد أمين أنها تذهب أبعد من مجرد ذكر الحروب والتركيز على ساكنى قصور الخلافة. فى هذا الجزء يتناول أحمد أمين الحياة الإجتماعية فى صدر الدولة العباسية وكيف أمتزجت الثقافات ببعضها البعض وبخاصة كيف تأثرت الحضارة العربية ائنذاك بالثقافة الفارسية والهندية واليونانية والرومانية وما هو مجال التأثير الخاص بكل من هذه الثقافات ولماذا اثرت بهذا الشكل اللغة بسيطة وواضحة وترتيب الأفكارمتسلسل
الجزء الأول من ثلاثة أجزاء، خصصه للحديث عن الحياة الاجتماعية في الفترة التي يدرسها، تستمتع وأنت تقرأ تأثير الفرس والسند وغيرهم في الثقافة العربية وفي المعتقدات المتراكمة لديهم وكيف أثرت في عقيدة المسلمين، يمزج الحياة الاجتماعية بالسياسية والدينية والأدبية وغيرها، ذكر أيضاً حياة الزهد والعبادة وحياة المجون والترف، وتأثير الموالي على العرب والصراع بينهم في مختلف الساحات. رائع جداً.
ضحى الإسلام لا يقل متعة عن فجر الإسلام.. هو تتمة للفجر يبدأ أحمد أمين هذا الجزء الأول بداية من عصر العباسيين، ويصنفه وفق أشكال العلوم التي بدأت تتشكل معهم.. يستحق أحمد أمين بهذه الموسوعة أن يلقب بمؤرخ العلوم الإسلامية إلى جانب فؤاد سزكين مؤرخها الأول
. يعتبر ضحى الاسلام الجزء الثاني من مشروع #احمد_امين الفكري #فجر_الإسلام، #ضحى_الإسلام #ظهر_الإسلام وهذا الكتاب هر الجزء الاول من ضحى الاسلام. . بعد ان تحدث عن الحياة الفكرية للعرب قبل الاسلام امتدادا الى العصر الاموي في فجر الاسلام يأخذ بنا في رحلة ممتعة في هذا الكتاب الرائع الى العصر العباسي الاول الذي يمتد من ابو العباس السفاح وينتهي بوفاة الواثق، رغم ضخامة حجمه وتعقيد مواضيعه الا انه استطاع ببراعة ان يبسطها ويجعل منها كتاب مفيد للباحثين وممتع للمطلعين. . يمتاز العصر العباسي الاول بنفوذ العنصر الفارسي على العنصر العربي ومارسوا على العرب بالتنكيل كما نكلوا بهم الدولة العربية التي كانت تحط من قدر العجم وتسميهم الموالي. . ينقسم الكتاب الى جزأين الجزء الاول يركز فيه على الحياة الاجتماعية والفكرية كصراع العرب والموالي وظهور الزنادقة والتنكيل بهم وكيف تداخلت الثقافات على العرب كالثقافة الفارسية والهندية واليونانية بعلومها وافكارها. . ينتقل في الجزء الثاني الى الحركة العلمية وتبلور المذاهب الاربعة وظهور علوم الحديث والتفسير والنحو والتاريخ بشكل منظم وممنهج في عصر التدوين. . وفي المجلد الثاني من ضحى الاسلام سيناقش فيها المذاهب المذاهب الدينية كالشيعة والخوارج وهذا ما سأبدأ فيه في وقت لاحق ان شاء الله تعالى. . #كتاب_أنصح_بقراءته #كتاب_أعجبني #كتاب_اليوم #كتاب_من_مكتبتي #كتاب #مطالعة #خير_جليس #تقييمات_مجد_الزاير #ضحى_الاسلام #أحمد_أمين #الدولة_العباسية #العصر_العباسي_الأول #الدار_المصرية_اللبنانية
هذا استكمالٌ لما بدأة أحمد أمين في فجر الإسلام، يستكمله وحيداً دون صاحبيه اللذين شاركاه في الكتاب السابق. يصوّر فيه حياة المسلمين في المائة سنة الاولى من الدولة العباسية و هذا جهدٌ قلما يوجد مثله، و قد حسب أحمد أمين أنه سيكتب كتاباً في حجم "فجر الإسلام"، ثم وجد نفسه يتوسع في ما لا يصح إهماله. حتى نشأت له ثلاثة كتب!
كتابٌ يقرأ على مهلٍ، تدخل معه حياة العرب هذه التي تعقدت من بعد بساطة، و خالطتها أمزجةٌ أخرى غير ذلك المزاج العربي البريئ الذي كان سائداً أيام بني أمية. قد انفجرت الحضارة من بين يد هؤلاء الأوائل في كل فن، لا الشعر كالشعر، لا الغناء كالغناء، و لا العمران كالعمران، قد خلعوا أثواباً و خلقوا أخرى لهم، و عقّدوا الحياة حتى استحقت لقب الحضارة، و حتى أوجدوا مجتمعاً مقسماً، تمور فيه مذاهبهم و أهوائهم، يرفل فيه المنعمون في غنىً، و يشقى المعدمون فيه كالحشرات
"فإذا أنت قرأت الأغاني ظننت أن الحياة كلها لهو ومجون وإباحة، وإذا قرأت طبقات المحدثين والمتصوفة خلت أن الحياة كلها دين وورع وتقوى، وتنصف إن أنت اعتقدت أن الحياة كانت ذات صنف وألوان، وأن المدينة العباسية كانت ككل المدنيات؛ مسجد وحانة، وقارئ وزامر، ومتهجد يرتقب الفجر، ومصطبح في الحدائق، وساهر في تهجد، وساهر في طرب. وتُخَمَة من غنى، ومسكنة من إملاق، وشك في دين، وإيمان في يقين. كل هذا كان في العصر العباسي، وكل هذا كان كثيرًا." ص 175.
يكمل أحمد امين ما بدأه في فجر الاسلام، ويتناول في هذا الجزء الحياة العقلية للدولة الاسلامية في عهد العباسيين.يبدأ الكتاب بنقل مقر الخلافة من الشام في عهد الامويون الى بغداد في عهد العباسيون، وما نتج عن هذه الحركة من تطور العلم والانفتاح على الثقافات تحديدا الثقافه الفارسية، والتي كانت لها اكبر التأثير في العهد العباسي لقربها الجغرافي وايضا لتولي بعض من الفرس مناصب رفيعة في الدولة. وايضا بعد دخول عدد كبير من الفرس في الاسلام ، عكفوا على تعلم اللغة العربية ، مما ساهم في نقل ادب ومعارف الفرس الى العربية والأثر التي احدثته هذه الخطوة في الادب العربي. تعرض للشعبوية ، منهجها واثرها ، وتعرض للرقيق وما احدثوه من الارتقاء بالحس الجمالي والارتقاء بالذائقة الفنية في ذلك الوقت.بعد الثقافة الفارسية اتجه احمد امين الى الثقافة اليونانية وشرح لنا تأثيرها العميق في الادب والدين، حيث كان في هذه الحقبة الزمنية في العهد العباسي حراك كبير في الترجمة عن اليونانية سواء كتب فلسفية او ادبية، ولكن الفلسفة كان لها بالغ الاثر في الاوساط الثقافية اكثر من الادب لاسباب منها اعتزاز العرب بادبهم وب لغتهم القوية. وذكر بعض الكتاب الذين تأثروا بالثقافة اليونانية وذكر الجاحظ ك مثال على ذلك. كتاب ثري جدًا
يتناول الجزء الأول من كتب ضحى الإسلام الحياة الإجتماعية والثقفات المتعددة في العصر العباسي الأول ( 123 – 232هـ ) بكل دقة وتفاني ففي الباب المتحدث عن الحياة الإجتماعية، عرض أحمد أمين كافة المجتمعات المختلفة في ذلك العصر من فرس وهنود، وعرب، ورومان وعرب وحلل الصراع بين العرب والموالي وسيطرت الموالي كما تطرق لفكرة الشعوبية وكذلك تطرق لتأثير الرقيق وحياة اللهو والزندقة. أما في الباب الثاني عدد الثقافات الدينية وغير الدينية في ذلك الوقت وتعرض لأهم رجالاتها وتأثير ثقافتهم على الثقافة العربية.
لست متخصصا في التاريخ أو علم الاجتماع ولكن أعتقد أن الكتاب يلقى نظرة على حقبة مهمة من التاريخ الإسلامي ويحاول تحليلها من الناحية الدينية والأدبية والاجتماعية. يعيب على الكتاب صعوبة لغته أحيانا وذكر تفاصيل لا أظن أن القارئ الهاوي مثلي سيعجب بها. قرأت الكتاب بصعوبة ولكن للأمانة استفدت إلى حد ما. وبإذن الله سأكمل الجزء الثاني وأيضا ظهر الإسلام. إن شاء الله تعالى.
مسلي وممتع بالرغم من طوله وكثرة وفائدته , رغم أن الجزء الأول إختص به أحمد أمين الحياة الإجتماعية في العصر العباسي الأول وأجاد في وصفها لكن الكتاب لا يخلو من أخبار في السياسة والأدب ,وكلام في الدين والفلسفة ,ومقتطفات من كتب ,وأبيات من شعر ,ونادرة ظريفة أو قصة ممتعة.
قدم احمد امين للعرب والمسلمين كنز معرفي ثمين بموسوعته هذه متميزاً فيها بالأسلوب العلمي والبحث التاريخي والحياد وتلخيص اهم الاحداث ومظاهرها بمختلف جوانبها من فن وادب وفكر وسياسة وفقه ولغة وغيرها . تستحق ان تقراء وتقراء وتقراء وتستحق هذه الموسوعه ما نالته من شهره وجهد في تأليفها .