يتَّخذ نعيمه من قصّة أيّوب في التوراة سبيلًا إلى مسرحة قناعاته الفكريّة في موضوع الألم. فقد سبق أن قال في إحدى مجموعات أمثاله، "عدوّك صديق متنكّر في زيّ عدوّ".أمّا كيف يكون الألم، وهو أعدى أعداء الإنسان صديقًا في زيّ عدوّ، فسؤال شاء نعيمه أن يُجيب عنه لا بالتحليل والتعليل والبرهان، بل بالتمثيل والتجسيد والتبدّي واقعًا على خشبة المسرح. من هنا هذه المسرحيّة ذات الفصول الأربعة، ونعيمه هنا لا يعمد إلى تكرار الحكاية في سفر أيّوب التوراتي عن واحد من أعظم المتألّمين المصابين في تاريخ البشريّة، بل ينطلق منها إلى حيث يبدو للمشاهد عن كثب أنّ ليس للمتألّم كالألم مخرجًا من الألم. ذلك أنّنا ما أن نفهم الألم حتّى يستحيل فينا – كأوجاع المرأة في مخاضها – إيذانًا بولادة جديدة.د.
Mikha'il Na'ima (also spelled Mikhail Naimy; Arabic: ميخائيل نعيمة) (b.1889 in Mount Sannine in modern day Lebanon, d. 1988) was a Lebanese author and poet of the New York Pen League.
He wrote 99 books, including drama, essays, poetry, criticism, short stories and biography.
Among his best known books is the Book of Mirdad, a mystical text first published in Lebanon in 1948, which was translated into English and published in London in 1962.
The mystic Osho had this to say about The Book of Mirdad. He said, "There are millions of books in the world, but 'The Book of Mirdad' stands out far above any book in existence."
Mr. Naimy was a biographer and longtime associate of Khalil Gibran, the Lebanese writer, artist, poet, and philosopher and he penned the first Biography about him (first published in Arabic) in 1934. The biography was later translated into English and reprinted in 1950.
He was fluent in three languages: English, Russian and Arabic.
ميخائيل نعيمة 1889 - 1988 مفكر عربي كبير وهو واحد من ذلك الجيل الذي قاد النهضة الفكرية والثقافية وأحدث اليقظة وقاد إلى التجديد واقتسمت له المكتبة العربية مكاناً كبيراً لما كتبه وما كتب حوله. فهو شاعر وقاص ومسرحي وناقد متفهم وكاتب مقال متبصر ومتفلسف في الحياة والنفس الانسانية وقد أهدى إلينا آثاره بالعربية والانجليزية والروسية وهي كتابات تشهد له بالامتياز وتحفظ له المنزلة السامية.
ميخائيل نعيمة ولد في بسكنتا في جبل صنّين في لبنان في شهر تشرين الأول من عام 1889 وأنهى دراسته المدرسية في مدرسة الجمعية الفلسطينية فيها، تبعها بخمس سنوات جامعية في بولتافيا الأوكرانية بين عامي 1905 و 1911 حيث تسنى له الاضطلاع على مؤلفات الأدب الروسي، ثم اكمل دراسة الحقوق في الولايات المتحدة الأمريكية (منذ كانون الأول عام 1911) وحصل على الجنسية الأمريكية. انضم إلى الرابطة القلمية التي أسسها أدباء عرب في المهجر وكان نائبا لجبران خليل جبران فيها.
عاد إلى بسكنتا عام 1932 واتسع نشاطه الأدبي . لقب بناسك الشخروب، توفي عام 1988 عن عمر يناهز المئة سنة. وتعود جذور ميخائل نعيمه إلى بلدة النعيمة في محافظة اربد في المملكة الاردنية الهاشميه وهذا ما ذكره ميخائيل النعيمه في حوار مع الكاتب الاردني والمؤرخ روكس بن زائد العزيزي.
أيوب ما مات ولن يموت. هذا الجبين لا يموت. هاتان العينان لا تموتان. وما هذه القروح في جسد أيوب غير أفواه تصرخ: كاسي العراة لا يموت. مُطعم الحياه لا يموت. ملجأ الغريب واليتيم والأرملة لا يموت. الباسط كفه للفقير لا يموت. الفاتُح باب قلبه للقريب والغريب لا يموت. حي هو أيوب. وحي هو رب أيوب.
في تلك المسرحية يطرح الكاتب قضية الثواب والعقاب، وكلنا نعلم قصة سيدنا أيوب الذي إبتلاه ربه فصبر وضُرب به أعظم مثالاً في الصبر برغم أنه لم يقترف شيئاً ولكن إبتلاء تشريف من الله لعبده ونبيه. هنا يختار الكاتب نفس الإسم مع بعض الوقائع -القليلة جدا- المشابهة للقصة السالف ذكرها ليرينا كيف أن اليقين بالله وبإختباره للعبد هو طوق النجاة الوحيد، وأن الله فاعل ما يشاء ولا يُسأل عما فعله سبحانه وتعالى.
مقتطفات من مسرحية أيوب للكاتب ميخائيل نعيمة --------------- قلبي بحجم حبة الخردل , وبلون الفحم , لا الشمس عندي شمس , ولا النهار نهار , ولا الارض أرض , ولا السماء سماء , ولا نصيب لي في اي منها على الاطلاق , كل ما حولي يضغط علي , احسني نبتة طفيلية في دنيا كل ما فيها طفيلي - تافه - ممضوغ و متفول , احس كما لو كانت نفسي تهرب من نفسي ولا تجد لها ملجأ , كما لو كنت احمل في يدي جوهرة نادرة الوجود ولكن يدا اخرى توشك ان تختطفها من يدي , احس كأن صاعقة ستنقض علي من سماء صافية -------------- لا تسأليني تفسيراً , ليته كان لنا أن نفسر أي شيء , حتى ما يبدو لنا و كأنه لا يحتاج إلى أي تفسير -------------- الصبر على ما أنا فيه أمرُ مما أنا فيه , الصبر دون الإيمان شلل , وانا الآن مشلولة -------------- أي صوت , أو صورة , أو حركة ليست مليئة بالمعاني , حتى نقيق الضفادع , و نهيق الحمار , و هذيان المحموم والمجنون , وقفزت الجندب لا تخلو من المعنى , ولكن لقوم يفقهون ! ------------- هناك يا سيدي امور تحس ولا توصف و لا تفسر , بل ان تفسيرها يفسدها , يقضي عليها تماما ------------- أنت تنسج باستمرار , ان انسج باستمرار , كل ما في الكون ينسج باستمرار , في الليل و في النهار , عن وعي و غير وعي , حياتنا حياكة دائمة يا سيدي , ويتداخل النسيج بعضه في بعض , واذا بالناسج هنا يغدو نسيجاً هناك , نحوكُ , نُحاك , واذا الكون كله نول هائل , واذا الذي ينسج عليه نسيج هائل , واذا انت وانا و كل ما في الارض و السماء و الفضاء ذلك النسيج ! , اننا النسيج كله , و في استطاعة اي مخلوق أن يحس ذلك الاحساس , ان يقول ما اقول , انها قضية احساس يا سيدي , لا قضية منطق و برهان , انها الصورة التي تحس ولا توصف ------------ يزعجني أن اذوب ذوبان الملح في الماء , ان أفقد ذاتيتي - فرديتي - شخصيتي , يزعجني ان اكون ثم لا كون ------------- من قال لك ان الذوبان يعني فقدان الكيان ؟ انه يعني امتداد الكيان , يذوب الملح في الماء و يبقى الملح والماء , يضيع الخيط في النسيج , و يبقى الخيط ما بقي النسيج , انت وانا يا سيدي خيطان في النسيج الهائل الذي هو الكون , فنحن باقيان ما بقي الكون , والكون باق يا سيدي ايوب , و هو كله فيك و في مثلما نحن فيه ------------- القضية لي يا سيدي , هي قضية وعي أولا و آخراً , فهنيئا للذين يحوكون و يَعون أن ثوابهم و عقابهم في ما يحوكون , أولئك الذين يتحكمون في أقدارهم إلى حد بعيد ------------ الاقدار ليست سوى النتائج المحتمة لما يصدر عنا من افكار واقوال و افعال و نيات و شهوات سواء كان ذلك عن وعي منا او عن غير وعي , اننا من حيث لا نعلم , نقضي لانفسنا أو عليها , و لسوف نعلم ما لا نعلم ----------- قلة هم الناس الذين استطاعوا ان يتحرروا من قبضة الاشياء , فباتوا يستخدمونها دون ان تستخدمهم , ودون ان يرهنوا لها قلوبهم ---------- كل ما تعطيه الأرض , تسترده الارض ----------- الأشياء تدور كما تدور الفصول و الأفلاك , فلا محيص من رؤية وجهها القبيح بعد الصبيح -----------
كتاب ايوب هو عبارة عن نص مسرحي مكتوب .. يتكون من اربع فصول.. يتحدث فيها عن محنة ايوب عليه السلام مستقيا هيكلها من سفر ايوب و مازجا الخيالو ماوراءه في تلك المحنة على شكل حكمة متجسدة في شخصية سرحبيل الحائك بعرفان المحبة ...
غالبا ما يعتمد اسلوب ميخائيل على الشخص الحكيم المتجسد في جسد الشخص اللا متوقع منه كل تلك الحكمة ..
وأيوبُ هو رمزٌ للإنسان الذي اجتازَ الامتحانَ السّماوي بظَفَرٍ من بَعد إيمانٍ وصبر ، وبعدَ أنْ تصفّىٰ من أدرانِه ، واستكملَ نُضجَه ، وبَلَغَ رُشدَه . وما أقربَ الإنسانَ شَبَهاً في ذلك الموقف بطائرِ الفَيْنَق الذي تروي لنا حكايتَه الأساطيرُ التَّلِيدة ، وهو يَنبعثُ من جديدٍ من بين رَمادِ عَذاباته .
أتُرىٰ أحداً ممّن وَطِئ هذه المَسكونةَ لم يتساءَل في لحظة ابتلاءٍ وهَشاشةٍ بَشَريّة : لِمَ ؟ لأيِّ الأمور جرىٰ ما جرىٰ ؟ ولأجل ماذا كان ما قد كان ؟ أو قُدِّرَ ما هو كائنٌ ؟ ... ما أقلَّ أولئك الذين لم يتساءَلوا . عن هذه الأسبابِ يُفتِّشُ نُعيمة ، عن تلك الحكمةِ الغامضة الخافية وراء كائناتِ الأقدار . وتلك الرغبةُ كانت من العواملِ التي حَدَتْ به إلى تأليف هذا العمل .
ثُمّ علىٰ لِسان الحائك (سَرْحَبيل) " الذي يعيش في دُنيانا وكأنّه ليس من دُنيانا " ، الشخصيةِ التي خَلَقها وأَودَعَها فضائلَ الحِكمة والطِّيبة والذكاء وصَفاء النفس ، عَبّرَ نعيمة عن فلسفته الخاصة في الحياة ؛ هو الذي يرىٰ أنّ سنواتِ العُمُر ليست سوىٰ (تمويهٍ) ، وأنّ الإنسانَ ، كسائرِ الأشياء الموصولةِ بعضِها ببعض في هذا الكون ، مُتّصِلٌ مُطلَقٌ بالأبديّة " وأنتَ وأنا يا سيدي خَيْطان في النسيج الهائل الذي هو الكون . فنحن باقيانِ ما بَقِيَ الكون . والكون باقٍ يا سيدي أيوب . وهو كلُّه فيكَ وفيَّ مثلما نحنُ فيه ."
ونحن إذ نقرأ لنعيمة فإنّنا نقرأ لراهبٍ من رُهبانِ الأدب الإنساني ، مِمّن اتخذوا العالمَ الأكبرَ صَومَعةً ، خالطوا فيها الناسَ بأجسادِهم وألسنتِهم ، وزايَلوهم بقلوبِهم وأعمالِهم ما استطاعوا ، حتىٰ أسفَرَ لهم العالمُ عن بعض حقائِقه ، وأسَرَّ إليهم بشيءٍ من أسرارِه ، وهم إذْ ذاكَ لم يبخلوا بها على بني جِلدَتِهم .
شذرات مقتبسة : - وأيُّ صوتٍ ، أو صورةٍ ، أو حركةٍ ليست مليئة بالمعاني ؟ ... لقومٍ يفقهون . - هناك يا سيّدي أمورٌ تُحَسُّ ولا توصف . - قِلّةٌ من الناس استطاعوا أن يتحرّروا من قبضة الأشياء ، فباتوا يستخدمونها دون أن تستخدمهم ، ودون أن يَرهَنوا لها قلوبَهم . [معنى الزهد] - فباتَ يَعرِفُ أنّ كلَّ ما تُعطيه الأرضُ تَسترِدُّه الأرضُ . ويعرفُ أن هذه المعرفةَ هي وحدَها الجوهرةُ الثمينةُ التي يَكسِبُها من حياته على الأرض ، ولا تسترِدُّها منه الأرضُ . - الصبر مفتاح المعرفة على أن يكون صبراً في قلبه الإيمانُ بالمعرفة . - فالمَحبّة هي حاجةُ النفس الأولى والأخيرة . إنّها الحاجةُ الأبديّة . - ربّي . كنتُ قد سَمِعتُكَ قبل اليوم سَمْعَ الأُذن . أما الآن فعَيْني قد رأتك .
العظيم ميخائيل نعمية.. مسرحية خفيفة ولطيفة وبالوقت ذاته مليئة بالفلسفة والعمق. تتناول قصّة أيوب ولكن بطريقة مغايرة، بنظرة تختلط فيها الفلسفة مع الإيمان والصبر وغيرها من القيم. ولو أردتُ أن أقتبس من هذه المسرحية لإقتبستها بأكملها. كما يوجد بها نظرة صوفية عظيمة تتجلى بمقولة واحدة يقولها الحائك البسيط "نَحيكُ-فَنَحاك" .
اسم الكتاب: مسرحية أيوب المؤلف: ميخائيل نعيمة الصفحات: 64 رقم الكتاب: 230
مسرحية أيوب، كتبها ميخائيل نعيمة في الستينات الميلادية، وهي تحكي قصة نبي الله أيوب عليه السلام وما ابتُلي به من بلوى ومرض، لكن على القصة المستمدة من التوراة. وهي من أربع فصول، قصيرة، ��حواراتها عميقة، فلسفية خاصةً ما كان بين الحائك سرحبيل، وأيوب.
مسرحية رائعة وعميقة.
اقتباسات: "- وما هو ذلك الثمن؟ - إنه الألم الذي نحسه كلما غاب عن أبصارنا وجه محبب إلينا من وجوه الأشياء وبرز مكانه وجه لا نحبه. والأشياء تدور يا زليخة كما تدور الفصول والأفلاك. فلا محيص من رؤية وجهها القبيح بعد الصبيح. ثم إن الثمن هو الصبر على ذلك الألم. الصبر مفتاح المعرفة على أن يكون صبراً في قلبه الإيمان بالمعرفة. فالصبر دون الإيمان شلل وفناء بطيء."
ــ أنك مسؤول إلى حد ماتعي نفسك في غيرك ، وغيرك في نفسك . وأنت حر إلى حد ماتعي حريتك في حرية غيرك ، وحرية غيرك في حريتك ولك أن تريد ماتشاء ، فيكون لك ماتريد إذا لم تعاكس إرادتك إرادة الكون .
نص مسرحي جيد لكن لغة الحوار في الفصل الأول ضعيفة جدا
مسرحية قصيرة مركزة و عميقة! أعجبت بشخصية سرحبيل لدرجة تمنيت أن يكون اسمي سرحبيلة.. و دندناته وقعت في قلبي، و ظللت ارددها دون شعور: نحوك نحاك..نحوك نحاك.. مسرحية أتمنى لو أحضر تمثيلها يوما :-)