نبذة المؤلف: في هذا الكتاب محاولة ثالثة أقدمها إلى القارئ ساعيا بها - كما سعيت بسابقتيها نحو صيغة ثقافية تلتقي فيها أصولنا الموروثة مع ثقافة العصر الذي نعيش فيه. كانت المحاولة الأولى في كتاب" تجديد الفكر العربي" وكانت الثانية في كتاب"المعقول واللامعقول في تراثنا الفكري"، وها هى ذى المحاولة الثالثة في هذا الكتاب" ثقافتنا في مواجهة العصر" فلئن تفرقت زوايا النظر في فصول هذا الكتاب إلا أنها تلتقي كلها عند هدف رئيسي واحد وهو النظر في ثقافة عصرنا من جهة، ثم النظر في ثقافتنا الموروثة من جهة أخرى، بحثا عن وسيلة تلتقي بها الثقافتان عند أبناء الأمة العربية في يومهم الجديد.
ولد زكي نجيب محمود عام 1905، في بلدة ميت الخولي عبد الله، بمحافظة دمياط. تخرج من كلية المعلمين العليا بمصر، عام 1930. في عام 1933 بدأ في كتابة سلسلة من المقالات عن الفلاسفة المحدثين في مجلة الرسالة. وفي عام 1936 سافر إلى إنجلترا في بعثة صيفية لمدة ستة شهور. وفي عام 1944 سافر إلى إنجلترا للدراسات العليا. وبعد عام واحد حصل على البكالوريوس الشرفية في الفلسفة من الدرجة الأولى من جامعة لندن (وكانت تحتسب في جامعة لندن آنذاك بمثابة الماجستير لكونها من الدرجة الأولى). عام 1947 حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة لندن (كلية الملك) في موضوع (الجبر الذاتي)، بإشراف الأستاذ هـ.ف. هاليت. (وقد ترجم البحث إلى اللغة العربية الدكتور إمام عبد الفتاح بنفس العنوان عام 1973).
عاد إلى مصر عام 1947 والتحق بهيئة التدريس بقسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة (جامعة فؤاد الأول آنذاك). سافر عام 1953 إلى الولايات المتحدة أستاذاً زائراً ومحاضراً في جامعتين بها حيث قضى فصلاً دراسياً في كل منهما. وبعد عام اختير مستشاراً ثقافياً لمصر بالولايات المتحدة لمدة عام. في عام 1956 تزوج من الدكتورة منيرة حلمي، أستاذة علم النفس بجامعة عين شمس. سافر إلى الكويت أستاذا بقسم الفلسفة بجامعتها لمدة خمس سنوات (حتى 1973). عام 1973 بدأ كتابة سلسلة المقالات الأسبوعية في جريدة الأهرام.
نال جائزة التفوق الأدبي من وزارة المعارف (التربية والتعليم الآن)،عام 1939. نال جائزة الدولة التشجيعية في الفلسفة من مصر على كتابه الصادر بعنوان "نحو فلسفة علمية" عام 1960. نال جائزة الدولة التقديرية في الأدب من مصر عام 1975، وفي عام 1984 نال جائزة الجامعة العربية "للثقافة العربية" من تونس.1985 حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأميركية بالقاهرة.
كيف تصمد الثقافة العربية في وجه العدوان الثقافي؟ أو بالأحرى كيف يمكن لثقافتنا أن تبقى حية ولا تتلوث بكل ما يتم "تغريبه" ؟ الهوية والثقافة ولغتنا.. كلها كانت اسألة تجول خاطري بحثًا عن إجابة لأجيال قادمة، أستاذنا زكي نجيب محمود فتح معي باب النقاش والحوار وأصبح لديّ طرق أسير عليها في بحثي حتى أصل لاجابات مرضية.. كتاب مهم ويستحق وقته
العبقري الفيلسوف زكي نجيب محمود في باقة من مقالاته المخضرمة و التي تعالج قضية الهوية القافية لدينا و مجموعة من المواضيع حولها ...
صراع الأجيال - الصهيونية - الفلسفة الحديثة ... و غيرها من المواضيع القيمة !
اقتبس منه : "إن رجال الثقافة العربية الحديثة ينقسمون طوائف ثلاثا من العصر و قضاياه .. فطائفة منها رفضت العصر ولاتبالتراث وحده ، كمن تطرفوا في وجوب الأخذ بمبادئ الشريعة في تنظيم الحياة و كمن تناولوا الفكر بمثل ما تناوله مصطفى صادق الرافعي ، و طائفة ثانية قبلت العصر بحذافيره ، فاذا تعارض مع أحوال التراث اعربي رفضوا التراث ، مثل فرح أنطون و سلامة موسى و سعيد عقل ، و أما الطائفة الثالثة فهي التي صنعت لنا ثقافتنا الع صرية لأنها هي التي زودت نفسها بكلا الزادين الثقافة العربية الأصيلة و ثقافة عصرنا ، و أخرجت " الثقافة العربية الحديثة" مثل: طه حسين و العقاد و توفيق الحكيم و أمين الريحاني و ميخائيل نعيمة و سائر من سار على هذا النهج القويم"
أنفتاح الثقافات طب ايه هو موقفنا وايه التيارات اللي اخدناها وازاي في الاخر نواجهها بحيث نحافظ علي ثقافتنا ونجدد عليها من الثقافات الاخري كتاب جميل الصراحه
في 23 مقالة يتطرق الاديب المثقف جدا الى العديد من المواضيع باسلوب ادبي شيق
«وها هنا نضع أصابعنا على ركيزةٍ أُولى، لا مَحيصَ لنا عن قَبولها إذا أردنا أن نَتشرَّب روحَ عصرنا، وهي أن نُزيل عن الماضي كلَّ ما نتوهَّمه له من عصمةٍ وكمال؛ فمهما تكن وسائلُ الماضي الثقافيةُ والحضارية ملائمةً لظروف عصرها؛ فهي بالضرورة تفقد هذه الصلاحيةَ في ظروف عصرنا.»
ما أهمُّ عناصر ثقافة العصر؟ وكيف واجَهها الإنسانُ العربي؟ هل بالقَبول، أم بالرفض، أم بالتعديل؟ هل يُمكِن أن تنجح المذاهبُ الفلسفية المعاصرة في إخراج الثقافة العربية من أزمتها، أم أن لكل مجتمعٍ مشكلاتِه التي تَنبثق منها المذاهبُ الفلسفية، وما يَصلح لمجتمعٍ ما لا يصلح بالضرورة لمجتمعٍ آخَر؟ هل يُمكِن التوفيقُ بين هذه المذاهب وبين الثقافة العربية؟ هل تحتاج الثقافة العربية إلى ثورةٍ فكرية؟ وإذا كانت كذلك فكيف تكون الثورة؟ أسئلة كثيرة يُثيرها ويجيب عنها الدكتور «زكي نجيب محمود» في كتابه الذي يضم مجموعةً من المقالات أراد بها إيجادَ صيغة ثقافية يلتقي فيها الموروث وثقافة العصر، راصدًا البناءَ الهيكلي للثقافة العربية، والخلط بين العقل والوجدان، ومؤكدًا على ضرورة الإيمان بالتقدُّم، وجاعلًا من المستقبل، لا الماضي، المعيارَ السليم نحو حضارةٍ جديدة.
التقييم:5/10 محتوى الكتاب: يعتبر الكتاب بحث فلسفي إجتماعي يوازن بين وجهتين نظر او فكرتين سائدتين، الأولى هي الثقافة التراثية المتوارثة، والأخرى هي النظرة الغربية المستحدثة للعالم والدخيلة على هذه الثقافة، وتكلم الكاتب بإسلوب مبسط يتسنى لأي انسان أن يفهمه، وقسم الكاتب الناس في الأساس الى 3 فئات، هي الفئة المتمسكة بالتراث، والفئة المنفتحة على الأفكار الجديدة، والفئة التي تحاول أن توازن بين الإثنين وجعلها الفئة الغالبة.
أخطاء وقع فيها الكاتب:- 1-رغم ان البحث يحاول أن يوازن بين تيارين فكريين في الأساس، إلا اننا سرعان ما سنجد الكتاب بعيداً عن الواقع بشكل كبير، حتى وان كتب منذ 40 سنة أو نحو ذلك، سنجد بعض الأبحاث التي جرت قبله أو في نفس المرحلة الزمنية التي إمتازت بالواقعية والحيادية أكثر من هذا الكتاب، من امثلة هذه الكتب الإسلام بين الشرق والغرب لبيجوفيتش. 2-رغم أن الكاتب حاول أن يضع هذا البحث بين يدي القاريء العادي إلا اننا سنجده دائماً ما سيتخدم بعض المصطلحات دون أن يعرفها فتجد نفسك في حيرة شديدة من أمرك بهذا المصطلح الذي ظهر فجأة وسط جملة تكاد تكون تفهمها :3 3-أحياناً تجد ان الكاتب متحامل بشكل او بآخر على الفكر العربي كله، وهذا يدفعه لعدم الإنصاف في كثير من الأحيان. 4-كان الكاتب دائماً ما يتطرق إلى فرعيات، ثم فرعيات هذه الفرعيات، فتجد القاريء قد نسى الموضوع الأساسي الذي تكلم فيه الكتاب في الأساس وإنتبه إلى هذه الفرعيات التي لا علاقة لها بأساس الموضوع.
الكتاب في المجمل متوسط، لكنه ممل وغير موضوعي في كثير من الأحيان
هذا الكتاب لم يحمل معنى المواجهة إطلاقاً ،إنمااختار مشابهة الواقع وقام من بدايته على مبدأ جائر زعم فيها أن أرباب ثقافتنا الحديثة ومن حملواْ همها في يومنا هذا هم : طه حسين والعقاد ,وافترى على الرافعي ومن سلك مسلك الاعتزاز بتراثه والإصرار عليه في وجه موجات التغريب الفكري , زعم أنهم ممن يعيشون الماضي لا العصر!
على أن منهجية الكاتب مضطربة جداً لا تقوم على أساس متين في أحكامه فتجد عدداً من التناقضات في ثنايا الكتاب بالذات عند حديثه عن ثقافتنا وموقفها من قِيم الثقافة الغربية الأصيلة ..
تلك الفلسفة المبهرة لزكى نجيب محمود تجعلك تفرأ كل جملة بامعان شديد حيث لكل جملة فكرة قاءمة بذاتها ينتج منها الاف الافكار الاخرى ينقسم الكتاب لعدة عناوين مختلفة متسقة كلها فى نهج واحد الا وهو استخلاص النموذج الثقافى اللذى ينبغى ان نكون عليه نحن اللذين نبحث عن الفكر والتقدم الفكرى فى عالمنا العربى خاصة واثراء العالم بثقافتنا نحن بوجه عام . كتاب يُقرأ عدة مرات من اجل استخلاص افكار بمعنى مختلف فى كل مرة ..