هند_تنجز# اسم الكتاب: ديوان حاتم الطائي شرح : عبد الرحمن المصطاوي عدد الصفحات :(118) دار النشر :دار المعرفة للطباعة للنشر والتوزيع
ملخص الكتاب: 🧡هو حاتم بن عبدالله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي الطائي القحطاني ، أبو عدي .
حاتم الطائي فارس شاعر ، جواد، جاهلي، يضرب المثل بجوده فهو نموذج الكرم عند العربي ، والكرم عند حاتم يعني الحياة الحرة العزيزة ، فالإنسان إما أن يحيا ( كريماً ) جواداً ، وإما أن يرضى بالعيش مع الصعاليك ! وقد بلغ به حبه لضيفه أنه ( يتلذذ) بخدمة ضيفه ، يقول: وإني لعبد الضيف ما دام ثاوياً وما فيَّ إلا تلك من شيمة العبد !
🧡شعــــره: 1-ما وصلنا من شعره نزر يسير ، جمع في ديوان صغير . وقد ضاع معظم شعره. 2-عبارة عم مقطوعات شعرية ، معظمها لا يتجاوز الخمسة أبيات وأطول قصيدة له بلغت أربعين بيتاً وهذا قليل إذا ما قورن شعرت بشعر شاعر من العصر الجاهلي . 3-يصور حاتم الطائي في شعره شهامة الانسان العربي وعفته.
🧡اقتباسات من قصائده:
🔸فَلو كان ما يعطي رياء لأمسكت به جنبات اللوم ، يجذبهم جذبا ولكنما يبغي به الله وحده فأعطِ فقد أربحت ، في البيعة،الكسبا
🔸فلا الجود يفنى المال قبل فنائه ولا البخل في مال الشحيح يزيدُ فلا تلتمس مالاً بعيش مقترٍ لكل غدٍ رزق يعود جديدُ ألم تر أن المال غادٍ ورائحٌ وأن الذي يعطيك غير بعيدِ
🔸وعاذلة هبت بليل تلومني وقد غاب عيوق الثريا، فعرّدا تلوم على إعطائي المال ، ضلةً إذا ضن بالمال البخيل وصرّدا تقول : ألا أمسك عليك، فإنني أرى المال ، عند الممسكين ، معبداً
🔸ذريني يكن مالي لعرضي جُنةً يقي المال عرضي ، قبل أن يتبددا أريني جواداً مات هزلاً لعلني أرى ما ترين ، او بخيلا مخلدا وإلا فكفي بعض لومك ، واجعلي إلى رأي من تلحين رأيك مسندا ألم تعلمي أني ، إذا الضيف نابني وعز القِرى أقري السديف المسرهدا
🔸يقولون لي : أهلكت مالك ، فاقتصد وما كنت ، لولا ما تقولون ، سيدا كلوا الآن من رزق الإله وأيسروا فإن على الرحمن رزقكم غدا
"فما أنا بالطَّاوِي حقيقةَ رحْلِها لأركبها خِفًّا وأتركَ صاحبي إذا كنتَ ربًّا للقَلُوصِ فلا تَدَعْ رفيقَك يمشي خلْفَها غير راكِبِ أنِخْها فأرْدِفْهُ فإنْ حَمَلَتْكما فذاك وإن كان العِقابُ فعاقِبِ وما أنا بالسَّاعِي بفضْلِ زمامها لتشربَ ما في الحوض قبلَ الركائبِ ولستُ إذا ما أحدثَ الدهرُ نكبةً بأخضعَ ولَّاجٍ بيوتَ الأقاربِ إذا أوْطَن القومُ البيوتَ وجدتَهم عُماةً عن الأخبار خُرْقَ المكاسب وشرُّ الصعاليك الذي همُّ نفسه حديثُ الغواني واتِّباعُ المآرِبِ"
جاء في شرح ديوان الحماسة للتبريزي: «القلوص: الفتية من النوق والمعنى لا تترك رفيقك ماشيا وعندك القلوص. المعاقبة: المناوبة في الركوب، والمعنى إذا كانت عندك ناقة فأنخها وأردف رفيقك فإن لم يمكن ذلك فناوبه.»
💎
"ولا أشتري مالًا بغدرٍ علِمْتُه ألَا كلُّ مالٍ خالَطَ الغدرَ أنكَدُ إذا كان بعضُ المال ربًّا لأهْلِه فإني بحمد الله مالي مُعَبَّدُ يُفَكُّ به العَانِي ويُؤكَلُ طَيِّبًا ويُعطَى إذا منَّ البخيل المصرَّدُ إذا ما البخيلُ الخِبُّ أخمدَ نارَه أقول لِمَن يَصْلَى بناريَ أوْقدُوا"
💎
"أَوْقِدْ فإنَّ الليل ليلٌ قَرُّ والريح يا مُوقِدُ ريحٌ صرُّ عسى يرى نارَك مَن يَمُرُّ إنْ جلَبَتْ ضيفًا فأَنت حُرُّ"
💎
"وإني لأستَحْيِي صحابي أنْ يَرَوْا مكانَ يدِي في جانب الزَّادِ أقْرَعا أقصِّر كفِّي أن تنالَ أكفَّهم إذا نحن أهوَيْنا وحاجاتُنا معا وإنك مهما تُعْطِ بطنَك سؤْلَه وفَرْجَك نالَا مُنْتَهى الذَّمِّ أجمَعا"
💎
"أَرسمًا جديدًا من نَوَار تَعرَّفُ تُسائِله إذْ ليس بالدار موقفُ تبغَّ ابن عم الصدق حيث لقيتَهُ فإنَّ ابن عم السوءِ إن سُرّ يُخلِفُ إذا مات منَّا سيدٌ قام بعدَه نَظيرٌ له يُغنِي غناه ويَخلُفُ وإني لأَقْرِي الضيفَ قبلَ سؤالِهِ وأطعن قِدْمًا والأسِنَّةُ ترعفُ وإني لأَخْزَى أن تُرَى بي بطنةٌ وجاراتُ بيتي طاوياتٌ ونُحَّفُ وإني لأُغشِي أبعدَ الحيِّ جَفْنَتي إذا حرَّكَ الأطنابَ نَكْباءُ حَرْجَفُ وإنيَ أرمي بالعداوةِ أهلَها وإنيَ بالأعــداء لا أتنـكَّـفُ وإني لأُعطي سائلي ولربما أُكَلَّفُ ما لا أستطيعُ فأكْلَفُ"
💎
"مَهْلًا نَوارُ أَقلِّي اللَّوْمَ والعَذْلَا ولا تقولي لشيءٍ فاتَ: ما فَعَلا ولا تقولي لمالٍ كنتُ مُهلِكَه:مهلًا، وإن كنتُ أعطي البحرَ والجَبَلَا يرى البخيلُ سبيل المال واحدةً إنَّ الجواد يرى في مالِه سُبُلَا إنَّ البخيل إذا ما ماتَ يَتْبَعُه سوءُ الثناء ويحوي الوارثُ الإِبِلا فاصدقْ حديثَك إنَّ المرء يَتْبَعُه ما كان يَبْني إذا ما نعشُه حُمِلا ليتَ البخيلَ يراه الناسُ كلُّهمُ كما يراهم فلا يُقرَى إذا نزلا لا تَعذِليني على مالٍ وَصَلْتُ به رحمًا، وخيرُ سبيل المال ما وصلا يسعى الفتى وحِمامُ الموتُ يُدْرِكه وكلُّ يومٍ يُدَنِّي للفتى الأجلا"
💎
"وما تَشْتَكِيني جارتي غيرَ أنَّها إذا غابَ عنها بعلها لا أَزُورُها سيَبْلُغُها خَيْري ويَرْجِعُ بَعْلُها إليها ولم يُقْصَر عليّ سُتُورُها"
"يا محمد، إني ابنة سيد قومي، وإن أبي كان يفكّ العاني، ويحمي الذمار، ويقري الضيف، ويشبع الجائع، ويفرّج عن المكروب، ويفشي السلام ويُطعم الطعام، ولم يردّ طالب حاجة قط، أنا ابنة حاتم الطائي" "هذه صفات المؤمن حقًا، لو كان أبوك مسلمًا لترحمنا عليه، خلّوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق، والله يحب مكارم الأخلاق" http://www.adab.com/modules.php?name=... وهنا قد أورد في قصيدته بعضٌ من مكارم أخلاقه، كرمٌ وصدقٌ وصلة رحم.
حاتم الطائي واحد من "أيقونات" العرب، كتب الله له حسن الثناء في الدنيا ولم يطمره الدهر، بل أصبح اسمه مرادفا لأخص خصائص العرب القدامى "الكرم" فيقولون كرم حاتمي. اسمه: حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج من امرئ القيس..من قبيلة طئ مات أبوه وهو صغير فتولاه جده حتى شب وذهب في الجود مذهبه المعروف فاعتزله. أما أمه "غَنِيّة " فيبدو أنها التي أورثت ابنها هذا الكرم لكنه بلغ الغاية فيه. قيل أنها كانت ذات يسار، سخية اليد، لا ترد سائلا، افزع ذلك اخوتها فمنعوها مالها، وحجروا عليها سنة، يطعمونها قوتها لا يزيدون، حتى ظنوا أنها وجدت من ذلك، وذاقت وقع العسر مما يجعلها تكف عن إتلافها، فدفعوا إليها عددا من الإبل ، فأتتها امرأة من هوازن تجتديها، فوهبتها ما أعطاه لها إخوتها من الإبل وقالت: لَعَمْـرِي لَقِـدْماً عَضـَّنِي الْجُوعُ عَضَّةً فَـآلَيْتُ أَلَّا أَمْنَـعَ الـدَّهْرَ جائِعـا فَمـاذا عَسـَيْتُمْ أَنْ تَقُولُوا لِأُخْتِكُمْ سِوَى عَذْلِكُمْ أَوْ عَذْلِ مَنْ كانَ مانِعا فَقُولا لِهَذا اللَّائِمِي الْيَوْمَ: أَعْفِنِي وَإِنْ أَنْـتَ لَـمْ تَفْعَلْ فَعَضَّ الْأَصابِعا وَلا مـا تَـرَوْنَ الْيَـوْمَ إِلَّا طَبِيعَـةً فَكَيْـفَ بِتَرْكِي يا بنَ أُمِّ الطَّبائِعا
وابنه عدي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وله مفاخر تليق بنسبه العريق في الشهامة و المروءة، وقد أكرم النبي صلى الله عليه وسلم وفادته وقرّبه، وأطلق سراح أخته بعد وقوعها في أسر المسلمين، وهي التي رغّبت عدي في لقاء النبي صلى الله عليه وسلم وإعلان إسلامه. وإن عرف حاتم بالكرم فقد عدّد له المحقق صفات أخرى مدلا عليها بالقصص والأشعار من صفوح، وعفة، وصدق َ ووفاء، و مسالمة، و تواضع و إباء وشرف. القصص المجردة كثيرة لكن في الشعر زيادة بيان وجمال. وأول عجائبه أنه ضاف ضيفه في سنة وقد أمحل، وجهد الناس، وتعلق لناس بما في أيديهم من يسير القوت وضنوا به ، فلم يمسك حاتم بل قام لناقته الوحيدة-أفعى- التي يسافر عليها فنحرها : (لما رأيت الناس هرتْ كلابهم، ** ضرَبْتُ بسَيفي ساقَ أفعَى فخَرّتِ) (ولا ينزل المرء الكريمُ عيالهُ ** وأضْيافَهُ، ما ساق مالاً، بضَرّتِ)
ويدافع عن كرمه فالرزق مقسوم ولن يضيره نفقته : (فلا الجود يفنى المال قبل فنائه ** ولا البخل في مال الشحيح يزيد) (فلا تلتمس رزقًا بعيش مقتر ** لكل غد رزق يعود جديد) (ألم تر أن الرزق غاد ورائح ** وأن الذي أعطاك سوف يعيد)
ولما لامته جاريته على إسرافه في الكرم قال: قالتْ طَريفةُ ما تَبقى دَراهِمنا ومَا بِنا سَ��فٌ فِيها ولا خُرقُ إِنا إذا اجْتمعتْ يَوْماً دَراهِمنا ظَلْتْ إِلى طُرقِ المَعروفِ تَستبقُ لاَ يألَفُ الدَّرْهمُ المضْرُوبُ صُرَّتَنَا لكِنْ يَمُرُّ عَلَيهَا وَهْوَ مُنْطَلِقُ
وفى إثار جاره على عليه: (إذا كان لي شيئان يا أم مالك ** فإن لجاري منهما ما تخيرا) (وفي واحدٍ، إن لم يكن غير واحد ** أراه له أهلا، إذا كان مقترا)
الديوان تحقيقا ودراسة لعادل سليمان جمال المحقق الأديب وتلميذ محمود محمد شاكر الوفي وجامع مقالاته وعدد من كتبه. وقد وافته المنية من قريب. فرحمه الله وشيخه الجليل.
"يا محمد إن رأيت أن تخلّي عنّي فلا تشمت بي أحياء العرب ؟! فإني ابنة سيّد قومي، وإن أبي كان يفكّ العاني، ويحمي الذمار، ويقري الضيف، ويشبع الجائع، ويفرّج عن المكروب، ويفشي السلام ويُطعم الطعام، ولم يردّ طالب حاجة قط، أنا ابنة حاتم الطائي "
فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم : " يا جارية، هذه صفة المؤمن حقاً، لو كان أبوك مسلماً لترحّمنا عليه خلّوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق، والله يحب مكارم الأخلاق ". ما أحوج المسلمين اليوم لأخلاق حاتم الطائي وأخطأ الشاعر عندما قال فيه: يعيش الندى ما عاش حاتم طيء**وإن مات قامت للسخاء مآتم فالكرم ثلاثة مراتب أولها السخاء _إخراج الأكثر والإمساك بالأقل _ والجود _إمساك الأقل وإخراج الأكثر والإيثار _إخراج الأكثر_ وحاتم لم يمسك سوى سيفه وفرسه وكان من الأولى أن يقول وإن مات قام للإيثار مآتم .
(لقد كنت أطوي البطن والزاد يشتهى مخافة يوماً أن يقال لئيم) نعم هذا هو حاتم الطائي رمز الكرم والمروؤة وهو شاعر جاهلي تغنى بالكرم واشتهر به حتى أصبح الكرم يميز به فيُقال (الكرم الحاتمي)
وفي هذه الأبيات يحادث زوجته ماوية أن لاتلوميني على مال بذلته وأنفقته رحماً وأن إذا دنا الأجل لاينفع مالٌ.
لا تعذليني على مالٍ وصلت به رحماً، وخير سبيل المال ما وصلا يسعى الفتى، وحمام الموت يدركه وكل يوم يدني، للفتى ، الأجلا إني لأعلم أني سوف يدركني يومي، وأصبح ، عن دنياي ، مشتغلا