ولد بالإسكندرية في 19/6/1897. وقد أطلق أبوه عليه اسم «أدهم» إعجابا بالبطل العثماني «أدهم باشا» الذي انتصر علي اليونان في سنة مولده، وتعلم في الإسكندرية والقاهرة، وعمل في جمارك إسكندرية والقاهرة، ثم انتقل إلي وزارة المعارف وترقي فيها وله أكثر من ثلاثين كتاباً منهاه «صور أدبية»، «صور تاريخية»، «شخصيات تاريخية»، «متزيني»، «الهند والغرب»، «تاريخ التاريخ»، «علي هامش الأدب والنقد»، «فصول في الأدب والنقد والتاريخ»، «بعض مؤرخي الإسلام»، عدا مئات المقالات في عدد من الدوريات،
اول كتاب أقرأه لعلي أدهم كتاب رهيب وجميل وفصوله متنوعه تقريباً فصلين الي ماقرأتهم شعرت بالملل ما اهتم لهذا النوع من المواضيع لكن بقية الفصول رهيبهة ينفع الكتاب كهدية🎁
أسلوب الكاتب جذَّاب وثقافته العالية واضحة بين السطور، لكن معظم الأفكار المطروحة مُستقاة من الفلسفة الغربيّة الجوفاء، والتي مرجعها علماني مادي بحت، إن الكتاب مثل صندوق الكنز اللافت للأنظار، لكنه فارغ.
"الفصول التي ينظمها سمط هذا الكتاب كتبت في أوقات مختلفة، ولكن بباعث واحد على وجه التقريب، فأكثرها يقصد إلى تفهم بعض جوانب النفس الإنسانية والطبيعة البشرية من زوايا مختلفة، وتعرّف أشياء عن روح العصر وطبيعة مشكلاته، والمجتمع وضروب أزماته، وبعض قضايا الأدب والتاريخ التي تقترب من هذا الاتجاه وتمت إليه بشتى الأسباب."
قطعة من بيان ذلك العصر الزاهر، ولوحة فيها من ألوان وأفكار ذلك الجيل فريد، أبدعها أديب مثقف العبارة والفكر، في جوّ هادئ يخلو من الضجيج، فكأنما أنت في انتقالك معه خلال هذه الصفحات من حديث إلى حديث وموضوع إلى موضوع جالس في غرفة ساكنة من كل شيء إلا من كلام رجل وقور، رجل قليل حركات اليد خفيض النبرة هادئ النقاش، لا ينوي استفزازك ولا دفعك، وإنما حسبه من التحدث إليك أن ينقل الفكرة التي في رأسه إلى رأسك كما هي نظيفة لا غبار عليها.
الكتاب أغنية إنسانية هادئة، تسمع منها مراراً أنغام السلام والسعادة والفضيلة والإخاء وحب الخير ونبذ الشر والرذيلة والشقاء والحرب. ولكن البشرية اليوم أبعد ما تكون عن الحاجة لمثل هذا الغناء الذي يرخي عضلاتها ويسكّن فورتها ويطمئنها أن مسيرها في تقدم وإلى رقيّ.
النزعة الإنسانية غالبة على الكاتب، والبدائه المعروفة جمّة في الكتاب، وأزعم أنه لن تصيب من تركَ قراءته خسارة ما فيه من أفكار، أو لهفة ما فاته من موضوعات، فمعظمه من المعروف المكرور، وهذا ليس عيباً عندي لو اجتنبه الكاتب بأن أدخل عليه آراءه وهدى القارئ إلى ما اهتدى إليه، وفكر مع المفكرين وانتقد مع المنتقدين وساهم مع المساهمين، غير أنه كاتب مسالم موفور الحظّ من الحياد، إلى درجة أزعجتني وأملّتني منه، وأذكر ذات مقالة من مقالاته أنه-والكلام عن الثورة الروسية-كان كأنه يتحاشى مفردة "الثورة" لولا أنه ذكرها على استحياء آخر المقالة. وهو هكذا في طول الكتاب وعرضه، مسالم كمن يتأثم النقد ومحايد كمن يستعيب الرأي، وإذا سمّي معشر من الكتاب "كتابَ رأي" فعلي أدهم لا يصح إطلاقاً أن يسمّى فيهم، ولا أدري لماذا يظلم نفسه بهذا الورع البارد، ويستنيم لهذا الطبع البليد، ولكن لا أبالي فهذا مذموم من الكاتب على أية حال، ولا سيما في سبيل موضوعات كهذه التي تناولها علي أدهم، ثم هو يقول: "ولست أزعم أني اجتذبت المشكلات التي تناولتها من قرنيها أو أمسكت بها من ناصيتها، وغواة الأحكام الحاسمة ربما كانوا أقدر مني على ذلك، وفي بعض الأحيان يأخذني العجب من اطمئنانهم إلى القطع بآرائهم…" وهذا غاية في المسالمة والتحرج من إبداء الرأي، وهو بعدُ هضمٌ للنفس وظلم لما سماه "خلاصة من تجارب حياته ومشاهداته".
المقالات التي عن جوته ونابليون وتولستوي وغاندي وتاسيتوس كانت أمتع ما انطلق به قلم الكاتب، لكن يظهر لي أنها بِدع من المقالات ولا تتسق معها، فبدت كالعضو الرائع في الوجه الدميم، أو العضو الشائه في الوجه الحسن. وفن علي أدهم الذي يجيده وميدانه الذي يجلّي فيه هو هذا، أعني كتابة السير والتراجم والصور الأدبية، أما ساحة إبداء الآراء ومعترك الميول والأهواء فليته لا يأتيه وفي يده سيف خشب كهام بل سيف حديد قاطع.
أنهيت كتاب ( لماذا يشقي الإنسان ) للكاتب الأديب علي أدهم .. وهو من كتاب وأدباء الرعيل الأول الذين كانت سمتهم الغالبة الإطلاع الواسع والقراءة النهمة في شتي المواضيع وهو ما انعكس علي لغة الكاتب العظيمة وأسلوبه المتماسك . الكتاب كما يقول الكاتب في المقدمة ( يقصد إلي تفهم بعض جوانب النفس البشرية من زوايا مختلفة - وفي رأيي انه نجح كثيرا في ذلك وتلك هي متعة الكتاب خاصة ان الكاتب لديه اسلوب هادئ تحليلي ولغة رقيقة في الوصف - وتعرف اشياء عن روح العصر وطبيعة مشكلاته - وفي رأيي ان هذا ما اصابني بالملل احيانا اثناء قراءة الكتاب) الكتاب من نوعية الكتب الانسانية التي تهتم بالانسان ومشاعره وبعيدة كل البعد عن المادية وروح العصر الحديث. إجمالا .. تجربة ليست سيئة بالنسبة لي