إن من الضروري للإنسان بعد تصور حقيقة الدين وفهم اتجاهه في مناحي الحياة أن يتحقق من حقانية الدين على ما تقتضيه القواعد الفطرية والعقلية للاهتمام بالأشياء. فكان هذا البحث لأجل توضيح هذا الموضوع، وقد تضمَّن أولاً شرح قواعد الاهتمام العملي والمعرفي بالأشياء، ثم بيان ضرورة الاهتمام بالمعرفة الدينية على ضوئها.
بعد أن وصلت للقسم الثالث من سلسلة "منهج التثبت في الدين" ادركت أن هذه الأبحاث موجهة أكثر لمن يريدون ممارسة الرد على الشبهات وتعليم الناس عقلانية الدين، لا إلى الجمهور نفسه، فكل كتاب مر علي في السلسلة يمكن اختصاره إن أريد من أغلب الناس أن يقرأوه بسهولة، ولكنني لا أتهم الكاتب بالتعقيد وإن كان بعض التعقيد قد فلت منه سهوًا على عكس ما قرر الكاتب في بداية السلسلة، وكلامي هذا عائد إلى فهمي لهذا الجيل الكسول الذي لم يدرك بعد أهمية القراءة فضلا عن القراءة في أمور دينه ودنياه، والكاتب ولعل لكونه من بيئة حوزوية علمية صارمة أو لأنه من بلاد تهتم بالعلم أكثر، لم يختصر ويسهل طرحه بما يكفي، أو ربما أنا مخطئ وأن الجيل قد بالغ في سذاجته وجهله بحيث نفهم خطأ أن الطرح لا يناسبهم كثيرًا. على كلٍ لم أبدأ في قراءة هذه السلسلة كي تزال شبهات عندي، ولكن كان هدفي الاطلاع على طرق جديدة في الرد على الشبهات وقد استفدت فعلًا من بعض النكات اللطيفة على أمل أن أجد المزيد في الكتب اللاحقة من السلسلة.
قبل هذا الكتاب أفضل أن تقرأ من البداية إلى الصفحة 55 من الجزء الأول المسمى بمعرفة الله تعالى من كتاب دروس في العقيدة الإسلامية
في كتابنا هذا نخلص إلى ضرورة البحث عن صحة الدين، عبر النظر من محورين: محور الحكمة أو المنفعة ودفع الضرر، ومحور الفضيلة الأخلاقية. وقد طرح الكاتب نظرية تستحق التأمل وقد فصل فيها من عدة جهات، تقول بأن الكافر أو الشاك في الدين أو في وجود الله تعالى، ملزم بالاحتياط وطاعة الدين، وهذه النظرية يقول الشيخ علي العبود في شرحه الصوتي لكتاب "دروس في علم الأصول الحلقة الأولى" الموسوم بـ دروس أصولية شرح كتاب الحلقة الأولى للسيد الصدر أن الفقيه والأصولي والمنطقي محمد باقر الصدر يؤمن بها بدرجة ما بحيث أن احتمال كون الشيء يمكن أن يكون محرمًا يكفي في ضرورة امتناع الإنسان عن فعله، أو شيء من هذا القبيل، لست متأكدًا.