الإصابة في تمييز الصحابة

by ابن حجر العسقلاني

رابط التحميل:
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=4392

عدد المجلدات: 16

2048 pages, Unknown Binding

About the author

الصورة : مخطوطة من كتاب "تسديد القوس مختصر مسند الفردوس" بخط مؤلفه ابن حجر العسقلاني
احتل الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني مكانة مرموقة في تاريخ الفكر الإسلامي، وتعد مؤلفاته واحدة من أمهات الكتب والموسوعات العلمية التي تقوم عليها المكتبة الإسلامية، وابن حجر واحد من علماء المسلمين الموسوعيين الذين كتبوا في علوم الإسلام المختلفة، فنبغوا ووصلوا فيها إلى القمة.

نسب ابن حجر العسقلاني
هو شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن حجر الكناني العسقلاني الشافعي المصري القاهري المولد والمنشأ والدار والوفاة. المعروف بالحافظ ابن حجر العسقلاني.
مولد ابن حجر العسقلاني
ولد ابن حجر –رحمه الله- في الثاني والعشرين من شعبان سنة 773 هـ ، في منزل كان يقع على شاطئ النيل، بالقرب من دار النحاس والجامع الجديد، وظل ابن حجر –رحمه الله في بيته هذا حتى انتقل منه في أواخر القرن الثامن الهجري إلى القاهرة، حيث تزوج بأم أولاده فسكن بقاعة جدها منكوتمر المجاورة لمدرسته المنكوتمرية داخل باب القنطرة، بالقرب من حارة بهاء الدين، واستمر بها حتى مات [4].

أسرة ابن حجر العسقلاني
نشأ ابن حجر في أسرة تشتغل بالعلم وتشجع عليه، فقد اشتغل أبوه بالعلم والفقه ومهر بالآداب، موصوفاً بالعقل والمعرفة والديانة والأمانة ومكارم الأخلاق ومحبة الصالحين والمبالغة في تعظيمهم، وأما أمه فهي من بيت عُرف بالتجارة والثراء والعلم، ولابن حجر أخت اسمها (ست الرَّكب)، قال عنها ابن حجر: "كانت قارئة كاتبة أعجوبة في الذكاء، وهي أمي بعد أمي"، ويذكر ابن حجر –رحمه الله- أن له أخًا من أبيه، قرأ الفقه والفضل،وعرض المنهاج، ثم أدركته الوفاة، فحزن عليه والده حزنا شديدا، وذكر ابن حجر –رحمه الله- أن والده حضر إلى الشيح يحيى الصنافيري، فبشَّره بأن الله تعالى سيخلف عليه غيره ويعمره، فكان مولد ابن حجر- رحمه الله- بعد ذلك بقليل. وذكر السخاوي أن الشيخ الصنافيري بشَّر والد ابن حجر –رحمه الله- بقوله: "يخرج من ظهرك عالمٌ يملأ الأرض علمًا" [.

نشأة ابن حجر العسقلاني
نشأ ابن حجر العسقلاني –رحمه الله- في أسرة تحب العلم وتشجع عليه، وهذا قدر الله له أن يهيئ له جوًا علميًا وبيئة صالحة تأخذ بيده إلى العلم، حتى صار له شأن عظيم بين الناس، وشاء الله -تعالى- كذلك أن ينشأ ابن حجر- رحمه الله- يتيمًا أباً وأمًا، فحُرم من عطف أبيه وعلمه كما حرم من حنان أمه، إلا أنه –رحمه الله- تغلب على ظروفه وكافح في حياته حتى نال السؤدد بين الناس بالعلم والحديث.
نشأ ابن حجر –رحمه الله- مع يتمه في غاية العفة والصيانة والرياسة في كنف أحد أوصيائه زكي الدين الخروبيّ، وهو من كبار التجار في مصر، ولم يألُ الخروبي جهدًا في رعايته والعناية بتعليمه، فأدخله الكتاب بعد إكمال خمس سنين، وكان لدى ابن حجر ذكاء وسرعة حافظة بحيث إنه حفظ سورة مريم في يوم واحد [6].
وأكمل ابن حجر حفظه للقرآن على يد صدر الدين السَّفطي المقرئ، وهو ابن تسع سنين. واصطحب الزكي الخروبي ابن حجر معه في الحج عند مجاورته في مكة أواخر سنة 784هـ، وفي سنة 785 هـ أكمل ابن حجر اثنتي عشرة سنة، ومن حسن حظه أن يكون متواجدًا مع وصيه الخروبي في مكة، فصلى بالناس التراويح في تلك السنة إمامًا في الحرم المكي. ويمكن أن نستقرأ من هذه الأخبار بوادر نبوغ الحافظ ابن حجر المبكرة، والتي تتمثل في إتمامه القرآن صغيرا وإمامته للناس في الحرم المكي وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وهو سن ربما يعتري الأطفال فيه رهبة وخوفا، إلا أن نبوغ الطفل الصغير وذكائه وحسن تربيته ونشأته أهلته لأن يكون كذلك في غاية النباهة والثبات.
وبعد رجوع ابن حجر –رحمه الله- مع وصيه الخروبي من الحج سنة 786 هـ حفظ عمدة الأحكام للمقدسي وألفية العراقي في الحديث والحاوي الصغير للقزوينبي ومختصر ابن الحاجب في أصول الفقه ومنهج الأصول للبيضاوي، وتميَّز ببين أقرانه بقوة الحفظ، فكان يحفظ الصحيفة من الحاوي الصغير من مرتين الأولى تصحيحا والثانية قراءة في نفسه ثم يعرضها حفظا في الثالثة ، ويذكر السخاوي أن حفظ ابن حجر –رحمه الله- لم يكن على طريقة الأطفال في المدرسة، وإنما كان حفظه تأمُّلا على طريقة الأذكياء.
وظل ابن حجر في كنف وصيه يرعاه إلى أن مات الزكيّ الخروبي سنة 787هـ، وكان ابن حجر قد راهق، فلم تعرف له صبوة ولم تضبط له زلة.
وفي سنة 790 هـ أكمل ابن حجر –رحمه الله- السابعة عشرة من عمره، فقرأ القرآن تجويدا على الشهاب الخيوطي، وسمع صحيح البخاري على بعض المشايخ، كما سمع من علماء عصره البارزين واهتم بالأدب والتاريخ. وفي هذه الفترة انتقل ابن حجر –رحمه الله- إلى وصاية شمس الدين بن القطان المصري فحضر دروسه في الفقه والعربية والحساب، وفي سنة 793هـ نظر في فنون الأدب، ففاق أقرانه فيها، حتى أنه لا يكاد يسمع شعرا إلا ويستح

Reviews

[نورة · Rating 5 out of 5]

أنهيت القراءة في أكثر من ١٢ ألف صحابي وصحابية وأشعر بالإنجاز، فكيف بمن تتبعها وسودها وكتبها!
انتهيت من الكتاب ولم ينتهِ عجبي واستعظامي لما قام به هذا الـ"سوبر هيرو" المدعو ابن حجر!
لا أعلم لماذا يتغنى العالم بأبطال وهميين، بينما عالمنا الإسلامي مترف بأمثال ابن حجر!
يقول ابن حجر أنه سود كتابه ثلاث مرات في مسودته، فاللهم ارض عنه ولا تجعل النار تمس هذه الأصابع!
ولا أدري كيف يجرؤ هذا الذي بالأمس تعلم القراءة والكتابة أن ينتقد مثل هذه الكتب التي قطع لأجل تأليفها البلدان والأقطار! وأي قلة مروءة تحمل أحدهم ليحمل جهازه ويضغط على زر الكاميرا ليقوم "حضرته" بنقد هذه الكتب وتصحيح ما فيها، وهو الذي جل ما يملكه في هذه الرأس بضعة روايات سخيفة مع القليل من المجلات والمنشورات الإعلانية :)

نعود يا سادة للكتاب ودعوكم من ذهولي من هذه القامة العلمية العظيمة، الكتاب لا شك علم في رأسه نار، فهو من كتب التراجم للصحابة رضوان الله عليهم، والكتاب مرجع في ذلك، أي أن وظيفته في الحقيقة لا للقراءة السردية وإنما للرجوع إليه في حال البحث عن صحابي ما والترجمة له، لكني من الأشخاص الذين يعشقون القراءة في هذا النوع من الكتب في بعض الأحيان، فالكتب المرجعية كالقواميس والتراجم تعد القراءة فيها ترفا معلوماتيا وثقافيا هائلا، وأنا من عشاق هذا الترف، لا سيما مع كتب أجزم بأني سأخرج منها بفوائد نفيسة، ونكت بديعة، ولطائف خفية، وإضافة علمية، كهذا الكتاب.
الكتاب بالتأكيد يقرأ على جلسات ولأشهر، ممتع ولذيذ لأنك تتنقل فيه ما بين أعلام أشرف قرن، وما بين مواقف أصحاب كان لإشعاع النبوة عليها أثرا إما مباشرا كمواقفهم مع رسول الله، أو غير مباشر كمواقفهم مع بعضهم البعض.
ما هي الفائدة النفيسة يا سادة في هذا الكتاب عدا خدمته المهمة والعظيمة في مجال الحديث؟
إنها الواقعية! نعم لأول مرة أشعر بأني أقرأ لحقبة الصحابة بكل حيادية وواقعية، هنا رأيت مجتمعا حقيقا لا شيطانيا ولا ملائكيا، لذا فقرءاتي هذه كان لها إضافة وأثر كبير في فقه واقعهم وبالتالي الاستفادة منه في واقعنا، فهنا لا تجد سيرة تعظم فلانا أو تعيب منه، بل تجد نقلا واقعيا لحياته ومنجزاته بل ومثالبه إن وجد، ستجد مجتمع الصحابة بما فيه من أخطاء بشرية وتنوع في الشخصيات وردات الفعل، لن تجد سيرة معظمة لأحدهم، أو أسلوبا أدبيا يصيغ لك الحكاية بأبهى الصور -رغم أنها قد تكون ميزة في بعض الأحيان بحسب هدف القارئ من القراءة-، لكنك ستجد الحقيقة ولا شيء سواها، خصوصا وأنك تقرأ بثقة واطمئنان لكاتب تواترت الأقوال على توثيقه وتصديقه، بل إن في توثيقه هو إضافة وتعديل لمن وثقه ومدحه.
رضي الله عن صحب رسول الله، ستجد التنوع المهاري في خدمة الدين، والتنوع في التدين إن صح التعبير، فهذا وهب ماله، والآخر جسده، والثالث فكره، والرابع نسله، والكثير الكثير.
مجتمع برغم تنوعه إلا أنك ستجد صدق النية وحب الدين وتقديمه واضحا وبينا، ستشعر بالغبن وتتمنى أنك نلت شرف أن تلتقي عيناك بعيني رسول الله كي تنال شرف الصحبة، يمر أعرابي على رسول الله ليحادثه بغلظة الأعراب لكن ببساطتهم ووضوحهم سائلا رسول الله عن النجاة، فيجيبه رسول الله بكل لين ومحبة بأن عليك برؤوس الدين وأصوله، ويوصيه بالصلاة، فيجيب الأعرابي بسؤال تظهر فيه عفويته ووضوحه أن بهذا سأدخل الجنة؟ تلك التي علقوا عليها آمالهم وسعوا لها بحق، فيجيب حبيبي أن: نعم، قد أفلح إن صدق!
نعم (صدق) هذه السمة الأساسية التي وجدتها في خير جيل، قد تجد من يخطئ ويسيء التعامل مع رسول الله أو في خطابه، لكنك ستجد الصدق في أفعالهم وأقوالهم (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه!) فاللهم ارزقنا الصدق معك، واجمعنا بركب الصادقين، وارزقنا الفلاح في الدارين.
وبرغم حزني أن لم يكتب لنا اللحاق بهذا الركب، إلا أنني دائما ما أتساءل، وما أدراك أي شخصية ستكونين حينها؟ قد أكون أم جهل أو زوجة أبي لهب؟ فالحمدلله على ما قدر لنا، فالخيرية قد تكون في نفعك حين يعم المجتمع الفساد، وقد تكون أنت رغم استحقارك لنفسك ومكانتك الحجر الأصغر الذي منع تدفق الماء من السد! فلا تحقرن نفسك وتذكر دائما: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان) ادع الله بقلبك: يا رب فاتتنا الأولى والثانية، فألحقنا بالثالثة :( .

تنبيه: بخصوص منهج ابن حجر -رحمه الله- في الكتاب، فابن حجر في حديثه عن الصحب تحدث عن ٤ أصناف منهم:
١- من لقي الرسول وآمن به ومات على ذلك، ويدخل في ذلك كل مكلف من الجن والإنس -وهذا من الطرائف والتي تجعلك تشعر بالغيرة من ذلك الجني الذي حظي بالإيمان به ولقائه:/-.
٢- من لحق على آخر أيام رسول الله وكان فيها طفلا لم يبلغ التمييز.
٣- من عاش من المخضرمين الذين عاشوا أياما طوالا في الجاهلية وأدركوا الإسلام، وإن لم يرد خبر إسلامهم أو لقائهم برسول الله.
٤- من نسب إلى الصحابة إما كذبا أو جهلا أو وهما أو غيره وهو ليس منهم مع التنبيه على ذلك.
هذه هي الأصناف التي شملها الكتاب مع التنبيه على كل صنف وتوضيح ما يقال في شأنه.

أخيرا رضي الله عن الصحب الكرام، الحجر الأول في هذه الأمة، والقاعدة الأولى للبناتها!
ورضي الله عن أمير المؤمنين في الحديث "ابن حجر"
هذا الرجل الذي ألف أكثر من ١٠٠ مؤلف هذه الموسوعة أحدها، يستحق أن أطلق عليه لقب "العراب" وبجدارة رحمه الله :) 3>
أختم بهذه الأبيات التي كتبها رحمه الله لأذكر بها نفسي وإياكم:
إنما الأعمال بالنيات في ** كل أمر أمكنت فرصته
فانوا خيرا وافعل الخير فإن ** لم تطقه أجزأت نيته
رحمه الله نوى وفعل!
فلننوِ وإن لم نفعل، علنا نصل بنياتنا مالم نصله بأجسادنا!