"ماذا فعلت؟". "لاشيء". "أعني،إنها الحياة، تقابل أناساً، تهتم لهم، يحدث أن يختفوا بسهولة، فتظل تهتم بأمرهم بلا أي هدف محدد:. "أنت تتذكرها". "نعم". "دائماً؟". "لا". "متى تتذكرها؟". "حين أكون وحيداً، حين أواجه مشاكل صعبة، أحياناً حين أكون نائماً". "حب؟". "ربما، لا أعرف، لكنني أدرك أنه انتهى". "أتتذكرني؟". ضحك عندها محاولاً أن يبدو مفهوماً وواضحاً أمام سؤالها المفاجئ:"دوماً". "أنا أم هي من تتذكر أكثر؟". "أنت". كان صَادقاً.
عندما بعثي لي الأستاذ شكري الميدي أجي متن روايتة الأخيرة ( توقف نمو ) شعرت بمسؤولية كبير تقع على عاتقي لأنني وبصراحة أمام مجرة السرد الفسيحة التي يقودنا إليها قلمه أحس بأنني جرم صغير ولا يحق له أن يبدي رأيه إلا بكل خجل وتواضع ، في بداية الرواية أستبد بي التيه وما جعلني أواصل القراءة هي اللغة الفذة التي يكتب بها الأستاذ شكري فهي بالنسبة لي من أهم مقومات الرواية . مايعجبني في قلم الأستاذ شكري هو تطريزة لرواياته بقصص الصحراء وخرافاتها، تلك التيمه التي تميز كتاباته تجدها بمثابة فواصل أعلانية قصيرة محشورة داخل تفاصيل الرواية الأساسية بكل أناقة وإنسيابية . الرواية في العموم عبارة عن يوميات شاب ليبي من الجنوب يعافر للبقاء في مدينة بنغازي بعد خروجه من السجن على خلفية قضية سياسية حيث يلتقي بكهل سبعيني من الحرس القديم وتنشأ بينهما صداقة تنتهي بموت الكهل على يد مسلحين مجهولين تلك الدائرة التي كنا ولازلنا ندور فيهاحتى الآن . مأخذي الوحيد على الرواية أن القصة وأحداثها لاتحتاج إلى 300 ورقة كان يمكن أن تكتب في عدد أقل وهو ماجعلني أشعر بالتيه في أول 100 ورقة .
"الجمال تفصيل صغير من الذاكرة"، هكذا يقول الشاب الذي ستغرق في عالمه دون حتى أن تتعرف على اسمه طيلة هذه الرواية؛ رواية الذكريات، الذكريات التي تجعل أحدًا ما، أو مكانًا ما، يتوقف عن النمو! حري ببنغازي أن تفخر بهذه الرواية! لي عودة بمراجعة تفصيلية، قريبا جدًّا.
السعي وراء فكرة قد تجعل الشخص محجوز بذاتيته الغير كافية للوصول. هنا حكاية شاب حبيس نفسه يسعى للانعتاق بصورة ..... أحببت ما قرأت، قد يربك أسلوب القفز بالذاكرة هنا وهناك لكنها رواية برغم الحشو المستساغ (بحذر) تستحق القراءة وخطوة جديدة في السمار الصحيح.0