تحتوي هذه الطبعة على نص المسرحية بلغتها المالطية الأصلية وترجمتها العربية (الملتقى الإبداعي للفرق المسرحية المستقلة. أوربا - البحر المتوسط، 2009)
: من نبذة المؤلفة عن الجو العام للمسرحية جلب النزاع الديني السياسي في الستينيات جوا من التوتر والانقسام في المجتمع المالطي، إذ شعرت الكنيسة آنذاك بالتهديد المباشر من قبل حزب العمال تحت قيادة دومينيكو منتوف الذي طالب بإنهاء الوصاية الإنجليزية على مالطا.. وتفاقمت حدة الأزمة بسبب انتساب حزب العمال إلى منظمة تضامن الشعوب الأفرو-آسيوية، حيث تعاظم شعور الكنيسة بالتهديد في الوقت الذي ظل حزب العمال مصمما على إنجاز مشروعه من أجل تحرير مالطا من الحكم البريطاني، وبذلك امتد النزاع مع الحكومة الاستعمارية ليشمل أيضا السلطات الكنسية. وفي الثامن من أبريل عام 1961 قامت الكنيسة بتكفير أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب العمال.. كان التحريم يقضي بمنع الأفراد المعنيين من المشاركة في الطقوس الدينية أو حتى الزواج في الكنيسة.. وعلاوة على ذلك لم يسمح بدفنهم وفقا للتعاليم المسيحية
تبدا المسرحية بمونولوج لميمي وهي فتاة شابة توفيت عام 1960 وتم دفنها فيما كان يعرف بالمزبلة لأنها كانت مكفرة من قبل الكنيسة، مما يعني أنها دفنت في أرض غير مباركة. تبقى روح ميمي تطوف في الجزء الذي دفنت فيه من المقبرة على الرغم من أن الجدار الذي كان يفصل المزبلة عن بقية المقبرة قد هدم ولم يعد هناك وجود للمزبلة المونولوج الثاني لبولس دافن الموتى - التربي - حيث تركز قصته على تجربته كموظف حكومي في تلك المقبرة مع زميله جيليان الذي توفي فيما بعد
استمرت فتوى الكنيسة بتكفير أنصار حزب العمال إلى أن رفعت بعيد استقلال مالطا عام 1964
Clare Azzopardi (1977) is an award-winning writer who writes for both children and adults. She is the Head of Department of Maltese at the University of Malta Junior College and for the past several years has been an active member of Inizjamed, an NGO whose mission is to promote literature in Malta and abroad. With Inizjamed, she has co-organised literary festivals and workshops, often in collaboration with Literature Across Frontiers (LAF). Her work has been translated into several languages and has appeared in a number of collections including Transcript, In Focus, Cúirt 21, Skald, Words without Borders and Novel of the World. Her play L-Interdett Taħt is-Sodda was published in French (Éditions Théâtrales, 2008) and in Arabic (I-ACT, 2009). Azzopardi has also published 2 books of short stories for adults, both of which won the National Book Prize for Literature – Il-Linja l-Ħadra (The Green Line) and Kulħadd ħalla isem warajh (The names they left behind). Her latest collection will be also published in Croatian and Hungarian. She was one of the 10 Europe’s New Voices in 2016.
كلير أزوباردي كاتبة مسرحية وناشطة سياسية من مالطا، وهذه المسرحية القصيرة تعيد إلى الأذهان حقبة من الصراع السياسي في مالطا في ستينات القرن العشرين. كان حزب العمال الاشتراكي بقيادة دومنيكو مينتوف يسعى لاستقلال مالطا عن بريطانيا، بينما كانت الكنيسة في مالطا ضد هذا التوجه لدرجة أن قادة الكنيسة قاموا بتكفير أعضاء حزب العمل وبتحريمهم دينيا، وشمل ذلك منعهم من الاشتراك في الطقوس الدينية، بل ومنعهم من الدفن في المقبرة التابعة للكنيسة، وأدى ذلك إلى أن من يموت منهم كان يدفن خارج أسوار هذه المقبرة في مكان أطلق عليه "المزبلة". بعد ذلك أصبح مينتوف رئيسا للوزراء وفي عهده تم هدم السور الذي كان يفصل بين المقبرتين. المسرحية يمكن أن تعتبر "مونودراما" لشخصين، أولهما شبح الفتاة "ميمي" التي كانت من أعضاء حزب العمل وعندما ماتت رفضت الكنيسة الصلاة على جثمانها وتعرضت أسرتها للنبذ وتم دفنها في "المزبلة"، وفي النصف الأول من المسرحية يتجول شبحها في المقبرة وتتذكر الأحداث التي مرت بها والشخص الذي كانت تحبه وتنتظر قدوم والدتها وتتمنى لو أن تبقى ذكراها حية عن طريق صورها ومتعلقاتها الشخصية. وفي النصف الثاني من المسرحية يظهر "بولس" دافن الموتى الذي يتحدث عن عمله وعن ذكرياته مع جيليان رئيسه في العمل وعن تأثير الصراع السياسي في مالطا على عمله، ويرد ذكر الحقبة التي حكم فيها رئيس الوزراء دومنيكو مينتوف على أنها الفترة التي "لم يكن فيها إلا نوع واحد من الحلوى" إذ أن مينتوف كان يسعى لتكوين دولة قومية مستقلة لا تعتمد كثيرا على استيراد الكماليات. كان من حظي أن وجدت هذه المسرحية لدى أحد بائعي الكتب المستعملة بشارع النبي دانيال بالاسكندرية. والذي يميز هذه النسخة الصادرة عن مكتبة الاسكندرية أنها تحتوي أيضا على النص الأصلي باالغة المالطية، وهي فرصة ظريفة للاطلاع على هذه اللغة الفريدة من نوعها والمشتقة من أحد التنويعات المنقرضة للغة العربية والتي كانت مستخدمة في جزيرة صقلية أثناء الحكم العربي فيها بين القرنين التاسع والحادي عشر. مسرحية جيدة تمزج بين السياسة والأحلام الفردية حول الحب والخلود والمساواة بين البشر.