تتألف العملية الإبداعية في شتى مجالات المعرفة من مزيج من الاستلهام والموهبة الشخصية للمبدع ومن الطرق والأدوات التقنية التي تقوم على التعلّم والممارسة، فهي بذلك نتاج الموهبة والصنعة في آن واحد. يلتفت «دليل المؤلف وكاتب السيناريو» Le Guide de L’Ecrivain et du Scénariste للكاتبة الكندية ناديج ديفو إلى الشق الثاني، إذ تُقدم الكاتبة للقراء وللكتاب المستقبليين والمتمرسين على السواء ما أطلقت عليه بنفسها "أسرار المهنة". تُفكّك ديفو في البداية العملية الإبداعية، ثم تقترح جملة من التمارين التطبيقية في كتابة الرواية والقصة القصيرة والمقال الصحفي والسيناريو، وفق بيداغوجيا تدريبية تسمح بتطوير الأداء واكتساب "الصنعة". يتوجه هذا الكتاب إلى الجميع مهما كان مستواهم التعليمي.
كتاب جميل ، لغته مبسطة وميسرة ، ويميل للأسلوب التعليمي القائم على الاستشهادات ، يهتم بالحيل أكثر من القواعد ، واستفدت منه بحيل جديدة لم تزودني بها كتب أخرى . جاء الكتاب على ثلاث أقسام " وهمية " : الأول يتناول كتابة الروايات ، والثاني المقالات ، والأخير كان متعلقاً بكتابة السيناريو . القسم الأول أخذ من الكتاب 17 فصلاً ، والثاني والثالث فصلاً واحداً لكل قسم ، وجاء الفصل العشرون بعنوان ( كتب منصوح بها وروابط و عناوين مفيدة ) .. طبعاً الروابط والعناوين لم تكن مفيدة ، فهي على شاكلة : ( دليل الطبع في الكيباك وكندا الفرنسية ) و ( جمعية مخرجي الكيباك ) ! شخصياً استفدت من القسم الأول ، أما ما تلاه فكان بلا فائدة بالنسبة لي . المؤلفة لم تدرج تجارب أخرى لمؤلفين أُخر ، واكتفت بالاستعراض المفصل لمسيرتها الأدبية ، لدرجة - وهذا أكبر عيوب الكتاب - أنها لم تستشهد ابداً أثناء الشرح لتوضيح أفكارها إلا بمقتطفات من رواياتها ، فبدأ وكأن هذا الكتاب ترويجي للمؤلفة ورواياتها ! .. حتى المقالات لم تطرح إلا مقالاتها ، حتى وهي عن الكائنات الخرافية ! اختصاراً أنصح بالكتاب لكنه بالطبع ليس الخيار الأول في نوعه ..
المفترض أنه كتاب سهل وبسيط وممتع، بس تحول لعبارات ونصائح كالمكتوبة خلف كتب المدراس بسبب الترجمة.
الكتاب مر بمراحل كلها إحباط في إحباط. البداية كانت معتمدة على التفخيم في الكتاب وتكرار ذكر أنه "ده بقى اللي هنتعلمه في الفصول اللي جايه من الكتاب.. ومن هنا الكتاب هيكون مفيد.. ده هنشوفه الفصل اللي جاي"!! ويكأن الكتاب بيعمل دعايا لنفسه جوا نفسه.
بعد كده اتحول لكتاب أمثلة فقط. أمثلة وأمثلة وأمثلة كان ممكن جدا يقل نصفهم دون أي تقليل من المعلومات لأن كلها متشابها وفي نفس الأمر بالظبط.
ثم جاءت مرحلة حياة الكاتب نفسه! الكتاب اتحول لسيرة ذاتية لمسيرة الكاتب.
حزين جدا إني لم استفد حتى بنسبة 10% من كتاب المفترض أنه مفيد جدا جدا
من المفترض أن يكون الكتاب خفيف وظريف ولكن للأسف الترجمة سيئة وليست أمينة هذا عدا عن لغة المترجم المزعجة القديمة. مثل..
حينٌ من الدهر، الآلة الراقنة، كنش، ضروب المشاعر، صويحبتي، كانت طويلة القامة قدّت في فستان... ، أرباب القلم، عليه سيماء الماكرين، سأبقر بطني، فويرق، كري قلمك..
في التمهيد وضح احد المساهمين بالنشر، ان المترجم عمد الى( التوطين الثقافي بالترجمة ليقدم للقارئ مقابل عربي اصيل للتعابير المجازية والإستعارات الفرنسية بالأصل)! ولا بأس في ذلك لتوضيح المعنى ولكن المترجم تعدا ذلك في تعريب الأسماء بل وتدخل في أراء الكاتبة وكلامها ففي صفحة 15 راح يمجد اللغة العربية ويكيل لها المديح! وفي صفحة 42 تحدث على لسان الكاتبة عن انواع الخطوط التي يحب أن يستعملها في الكتابة ولوهلة يختبص الأمر على القارئ هل هذا كلامها ام كلامه؟ ولكن بعد ان نرى ان نوع الخط هو traditional arabic، نعلم انه يتحدث عن نفسه ولا ادري اين التوطين هنا في هذه الوقاحة! لماذا يغير كلام الكاتبه فلا مجاز هنا ولا استعارات!
وبالنسبة للكاتبة.. فلقد كانت مملة نوعاً ما وهي تستشهد بأمثلة من رواياتها لو نوعت الروايات من عدة مؤلفين لكان كتابها ممتعاً أكثر. كما ان أسلوبها مضجر جداً وزادته الترجمة ضجراً.. لم احب الكتاب ولم استمتع به..، ولكن لم يخلو من الفائدة وإن كانت قليلة.. .