يلتقي الراوي كلاًّ من «أبو مريم» و«أبو حيّة» في السجن، فيسردان عليه شذرات مبعثرة من حكايتيهما. «أبو مريم»، حارس الليل العملاق، الأسطورة، الذي يستسلم له اللصوص والمجرمون ما إن يسمعوا باسمه. و«أبو حية»، الذي كان الطفل عبد الله عندما احترق والداه وأخته، فصار يعاقر الخمر، وعلى ذراعه وشم «حيّة» تكاد تنسلّ من يده. +++ بعد خروجه، يبدأ بلملمة أحاديث وروايات عنهما من «أهل الحارة» ومن أشخاص عاصروهما وعايشوهما، في محاولة لربط هذه المِزق ببعضها. وبدلاً من أن يسرد لنا حكايته، كما كان ينوي، وجد أن «حكاية هذين البائسين أحرق وأشد لوعةً»، فراح يبحث في ماضيهما لعله يجد تفسيراً لكل ما جرى لهما، رغم إدراكه أن الماضي «غرف مغلقة على حرائق بالية»، ورغم معرفته بأن الأماكن المغلقة تزيّف ما تقع ع
اشتغل بالصحافة منذ عام 1982 وهو حاليا يشغل مدير تحرير جريدة عكاظ السعودية. درس المرحلة الأبتدائية في مدرسة "ابن رشد" في مدينة الرياض حيث قضى فيها فترة من طفولته وبها درس المرحلة المتوسطة في مدرسة "ابن قدامة" عاد بعد أربعة أعوام الى مدينة جدة واكمل المرحلة المتوسطة في مدرسة "البحر الأحمر" أتم المرحلة الثانوية في مدرسة "قريش" ثم حصل على بكالوريوس في العلوم السياسية جامعة الملك عبد العزيز متزوج وله ثلاثة أبناء وابنة واحدة يشارك في تحرير دورية الراوي الصادرة عن نادي جدة الأدبي والمعنية بالسرد في الجزيرة العربية.
يشارك في تحرير مجلة النص الجديد وتعنى بالأدب الحديث لكتاب المملكة العربية السعودية كان له زاوية أسبوعية بالصفحة الأخيرة بجريدة عكاظ (حقول) والأن يكتب مقال اجتماعي يومي بنفس الجريدة (أشواك) يثير به جدلا واسعا بين القراء كل يوم. كتب في العديد من المجلات العربية والمحلية وعلى سبيل المثال: مجلة العربي الكويتية, أخبار الأدب المصرية، جريدة الحياة، مجلة الحدث الكويتية، مجلة نزوى العمانية مجلة الحداثة البيروتية، مجلة كلمات البحرينية، مجلة ابداع المصرية والبحرين الثقافية. فاز بالجائزة العالمية للرواية العربية - البوكر سنة 2010 عن رواية ترمي بشرر الصادرة عن منشورات الجمل.
لم تبهرني رواية عربية منذ فترة طويلة كما فعلت معي هذه الرواية ، رواية مشوقة ملئية بالحكايات التي يغلب عليها الطابع الشعبي المتقن في رسم شخصياتها ومعالمها والتبحر في أعماق تلك الحارات العتيقة وتلازم أجواءها في جمالية سردية في غاية السحر والمتانة،، واللغة التي زينت الرواية بعفويتها ودقة صياغتيها وتلائمها وتلاقحها ما بين جمالية اللغة وبين الواقع الصاخب المرير الذي عاشته الرواية...
في الحقيقة بدأت كتابات عبده خال تعجبني فعلاً ، فبعد عدة محاولات في القراءة له مابين كانت آرائي فيه مابين المتوسط والمتواضع، أثبتت لي هذه الرواية قدرة هذا الرجل وأبداعه الأدبي في صياغة الرواية والمرونة العجيبة في التنقل بين الأحداث والوقائع في إطارات زمنية ومكانية مختلفة ومتشابكة أحياناً..
عبده خال كاتب واعٍ، ومستوى كتاباته فريدة في الأدب العربي الحديث وله قوة سردية هائلة قد يجاريه أحد في ميدان الأدب العربي، وبالرغم من إفراطه في بث جو التشاؤم والسوداوية في الرواية، إلا أنه أستطاع من خلال شقوق الرواية المظلمة أن يستخرج خلاصة جيدة من الأفكار والرؤى حول الحياة الإجتماعية..
حقاً كانت تجربة روائية متميزة وذات حبكة مرسومة بذائقة جمالية وفنية ذكية للغاية تدهش القارئ في تفاصيلها وأركانها ..
لاننا نفتفد الى الرواية التي تجسد غرابة وجمالية مدننا في الجزيرة العربية خصوصا في بلاد الحجاز يأتي ذلك الخيال الخصب لكاتب مغبون حقه من وجهة نظري ليجسد رواية تمزج الخيال بالواقع في اسلوب سلس متجانس رغم ما فيها من تعقيدات بسيبطة تخلط الأوراق في بداية الرواية وتتطلب قليلا من التركيز لكن ما ان تبدأ التواصل مع هذه الرواية الخصبة حتى تجد نفسك مع شيء جديد من عالم الروايات الرائعة. ان عبده خال كاتب لا يشبه الا نفسه تماما كما هو في رواياته التي تلبس الحزن!
كل الحكايا مع خال .. تبدأ من حيث الوجع والخذلان والقدر المشؤوم والخيبات المتلاحقة , إنه بارع في تعرية النفوس وخلق عوالم مستقلة من الهم اليومي والعناء المشترك , يذكرنا دائماً أن ثمة ألم مزروع في طريقك قد يصادفك في الخطوة التاليه وقد تتورط به فلا تعود قادراً على التخلص منه أو الخروج من قيوده . تأتي هذة الرواية كعادة خال من عوالم مغمورة بالبؤس والتضحيات المفتوحة والضحكات المكتومة خلف الأرواح التي تعيش على جوع يومي من الفرح , تتنفس النتانه وترسلها في الأجواء كزفير يصل إلى قمة الأحياء والأزقة المنشغله بهموم أصحابها . تضيع في هذة الرواية بين زحمة الوجوة , والأسماء .. فتسير وأنت متلهف لربط الأحداث بأصحابها حتى تكتشف الأحجية كاملة , وتجمع قطع البازل لتشكل الصورة العامة للرواية . تتنقل الرواية بين أحداث مختلفة تجيء بصورة مذكرات أو تحقيق أو بحث من نوع خاص .. عن سكان لأحياء مقفرة يغلفها الظلام والفقر . ويأخذك خال في جولة مشوقة .. يستعرض بها سيرة كل شخصية من شخصيات الرواية , وأخبار وأحداث متفرقة تربطهم ببعضهم البعض , أو تخص كل واحدٍ منهم على حدى . كثيرة هي الأقاويل والأحداث المجموعة في هذة الرواية , ولكن ما شد إنتباهي من بينها هي قصة أيام السرقة , وموت المأمور أبو شايب .. وما تبع ذلك من تجهيزات الدفن والعزاء , وتولي المأمور الجديد للمنصب , وسيرة العمدة , وسيرة أبي مريم , والطريقة التي بدأت بها علاقة أبو حيّه بأبي مريم , كذلك سيرة أبو حيّه .. وكيف فقد أهله في الحريق الذي إلتهم بيت العائلة وإدمانه للسجن وهلاكه تحت وطأة العشق . أصابتني الدهشة بقراءة قصة إرتباط أبي مريم بآمنه وما إنتهت إليه .. وكيف أن العشق قد يودي بك إلى الهلاك العظيم , حتى تصير ضائعاً بين البشر , تهيم في بلاد الله دون أن تدري لك وجهه , وكأن الأرض كلها أصبحت سجناً ثقيلاً يربطك بالهم والذكرى القاسية على الفؤاد والضمير , لتغدو جسداً ناحلاً , لا يعرف للشعور أو الحياة السليمة طريق . تأخذ الحكاية بعد ذلك مساراً مثيراً خصوصاً في تطور الأحداث , وعودة الماضي لملاحقة "أبا مريم" في صورة خالد , ليكون خالد المأمور الجديد للبلدة , فيبعثر هذا الأمر كل أوراق "أبي مريم" في العيش بسلام .. ويفكر برحيل , إلا أن عبدالله يحوله عن ذلك ويشد على عزمه بالإنتقام , تبدو حيلة "عبدالله" في إخفاء ملامح "أبي مريم" عن المأمور والعمدة , حيلة ذكية وغير متوقعة , راقت ليّ تلك الحيلة , وكذلك المسار الذي بدأت تأخذه الحكاية بعد ذلك . لم أتوقع أن يكون غدر أبيّ حية لأبي مريم .. ممكناً , فقد تفاجئت به حقيقةً , وقد كان نقطة تحول عجيبة في مسار أحداث الرواية , خصوصاً في تغير طباع أبي حية بعد ذلك , ومروراً بهجران مها له وزواجها من غريمه , وما تبع ذلك من مفاجأت عدة . أشفت كثيراً على عبدالله "أبا حيّة" بسبب الحال التي وصل إليها , والنهاية البائسة التي إنقطعت بها أنفاسه , وأحببت الطريقة التي ختم بها خال الرواية , من خلال إعترافه بأن الرواه وحدهم البارعون في خلق الكذبة , وفي تحذيره المتأخر !
بداية الرواية معقدة وغير مفهومة،، منفّرة جداً، تجعلك تفكّر ألف مرّة في أن تضع الرواية في قائمة الغير مكتمل
لكنّ، بعد أن تبدأ الخيوط تتجمّع لديك، لن تتركها إلا بعد أن تنهيها ،، ،،، لكم أجد نفسي معجباً بالروائيّون المبدعون، الذين يخلقون أنواعاً جديدة للسرد، ألواناً جديدة لقصصهم هذهِ القصّة تبدو لي تافهة، لكِن ما جعلها مميّزاً، هو الغوص في مكنونات النفس الإنسانيّة، والإختلاجات الصادقة التي يرويها، أو بالأحرى تُروى على ألسِن الساردين،،! ،،
الرواية مليئة بما يصلح إن نقتبسه وننقله عبر صفحاتنا الإجتماعية ونحفظه لنواجه به كدرات حياتنا،، وأقتبس:
المرأة هي الجدار الوحيد الذي لا يمكن أن يسندنا ** الخطوات المعوجّة تخلق طريقاً معوجّاً ** إن مصيبتنا -نحن الشباب- ظنّنا أن المرأة تقع فريسة هوانا بمجرّد أن ننظر إليها ** أي كلمة تدخل الرأس لا تخرج منه،، بينما لو وضعت جبلاً من الطعام في بطنك لتحوّل إلى عفن ** - لا زلتَ صغيراً فلا تكوي حياتك بهذهِ النار - من غير هذهِ النار لا طعم لحياتنا ** الرجل هو الذي يفضّل أن يعيش حياة حقيقية وجافة على أن يعيش حياة رغدة زائفة! ** التاريخ مجازر نصبتها النساء ** - لقد جاء الماضي لينهي حكايته - الماضي لا يتحرّك، نحن الذين نحرّكه **
فعلاً هي من الروايات الّتي لا يجب أن ندعها تفلِت منّا دون أن نقرأها،، خاصّة أنّ أسلوب الحكمة بدا واضحاً على جميع الرواة، كلّ لديهِ حكمته المقنعة، قلّما نجد هذا في الروايات أو فلنقل: قلّما نجد روايات نستفيد منها لواقعنا
عبده خال من جديد .... فى رابع لقاء لى مع العبقرى عبده خال . فبعد قراءة فسوق و ترمى بشرر و الأوغاد يضحكون . أعود للإستمتاع بملهمته ( الأيام لا تخبئ أحدا ) .. لم يزل يدهشنى ببراعته و إحساسه و تمكنه . الرواية درس نموزجى لمن لا يطيقون صبرا في الإستمرار في قراءة رواية لم تلاقى إعجابهم في فصولها الأولى فيتركونها و لا يكملونها غير نادمين .. نعم فرغم اللخبطة الكبيرة التي إنتابتنى فى بداية الرواية و الشخصيات المتداخلة فى فصولها الأولى شعرت انى لا أفهم شيئاً حتى أنى فكرت كثيراً في التخلص منها ... لكننى بعد الضغط و الإلحاح الداخلى مع ثقتى فى الكاتب و صبرى الذى ينفذ بصعوبة آثرت الإستمرار . لأجد أفضل و أجمل مما توقعت و كأن الكاتب يكافئنى على صبرى . رواية رائعة كعادة عبده خال في الغوص في دواخل النفس البشرية بآلامها و نواقصها ...... و أسرارها . ملحمة إنسانية و لكن فى عرض غرائبى شبيه بالألغاز . فالرواية كأنها خيط كلما شددته إليك تظهر لك حقائق جديدة . حتى أن عبده خال قال عنها ناصحا قراءه فى نهايتها ( هذه الرواية كتبت لتزجية الوقت فلا تقرأها ) . الآن و بعد الإنتهاء من قرائتها أعطيها أربعة نجوم و نصف و كعادة روايات عبده خال كلما أنهيت رواية له حتى تظل تطارد أفكارى فترة كبيرة بعدها . وللمرة الثانية بعد ترمى بشرر تعكس الرواية مجتمعا سعودياً لا نشعر به. و للمرة الثانية .. تمنيت ألا تنتهى
الأيام لا تخبئ أحدا عنوان يوحي للقارئ انه حين تعصف بك الخطوب في شوارع الدنيا الواسعة و قد تكون مظلمة قد لا تجد من ينتشلك من الضياع... و القارئ للرواية يقتنع بأن السر موطنه أيسر الصدر و الضلوع فإن انفلت سيحدث له مثل حبات المسبحة اذا انفلتت حبة لحقتها الاخريات و لن تتمكن من جمعها
صدرت الرواية سنة ٢٠٠٢ عن دار الجمل تكاد شخصية البطل أبو حية أقرب منها للشخصيات الخيالية أو الخارقة كما في السير الأولى و التي تتميز شخصياتهم بالشجاعة و الإقدام و ربما الإندفاع و التهور الذي يهلك صاحبه.
كانت الرواية عبارة عن تناوب الرواة على سردها بالتواتر بين شخصيات ثلاثة ، و هذه الحكايات تمثل مع بعضها جملة رواية، فالراوي قام بالقص و الحكي حتى يكاد القارئ يصدق بأنه منقول عن أشخاص حقيقيين ليس من مخيلة الكاتب، بحيث ابدع كثيرا في تجسيد الواقع و تصويره من خلال منظور ما.
تدور أحداث رواية الأيام لا تخبئ أحدا حول قصة رجلين بندر العديني المكنى ب #أبي_مريم و عبد الله الغسيني الملقب ب #أبي_حية الأول كان معدما يعيش في فقر مدقع بعد أن هجر والده امه التي أصيبت بعمى كلي بسبب الزوج المتوحش، كبر بندر (ابي مريم) و كان مثل شباب تلك المنطقة يبحثون عن الحب خلف الروشان عن أعين شبقة تلهب أضلعهم، ليقع الكثير منهم تحت رحمة عشق آمنة أجمل جميلات الحي انذاك، ليتمكن من خداعها و أمها و يتزوج بها ليكشف خيانتها له بعد الزواج من غريمه الذي يصبح لاحقا مأمور شرطة ذو شأن و حين يكشفهما تقع جريمة قتل ليهرب أبو مريم نحو حارة الهندامية التي لا يعرفه فيها أحد ليعمل حارسا ليليا.
أبدا الليل لا يرحم على قول الكاتب "الليل الوجه الحقيقي للحياة"، "عندما تصبح رفيقا لليل تدخل من الباب السري للعالم، و تشاهد الأشياء عارية" ليتعرف أثناء دورياته العادية و المعتادة على عبد الله (أبي حية) الذي كان كان عاشقا ولهانا لفتاة اسمها مها ليرفض والدها تزويجها له موجها له اهانة بقيت تنخر عظامه ليبدأ لهيب الحقد تمتد ألسنته التي ستحرق كل ما يعترضه
و من مساوئ الصدف و أفضعها يموت المأمور المنطقة ليعين بديلا عنه غريم بندر أبي مريم.
ان السر كلما طال الزمن أثقل كاهل صاحبه، ليتسرب في إحدى الليالي مخبرا به أبي حية، ليكون المقصلة التي تعدمه فقد قدم على طبق من ذهب النصل الذي سينغرز في صدره من اقرب شخص له، الذي في لحظة ضعف يبوح به للمأمور ابي العمايم هذا الأخير الذي خطب مها لابن أخيه لغاية في نفسه و في لحظة يأس يندلق ذلك السر الخطير عن أبي مريم فبعد ان تعب المأمور في تقفي أثر ابو مريم ليكون ابا حية الطريق المعبد للوصول اليه ببساطة، طامعا في الحصول على محبوبته، ليدير المأمور رأسه زاجا به في السجن لتتوالى فترات سجنه لينمو الحقد و الغل داخله أكثر فأكثر.
في الرواية يتناوب الرواة الثلاث على سرد أحداثها ابو مريم، أبو حية، و الراوي لينسج لنا رواية كلاسيكية كالتي كانت تكتب في القرن ١٩، لكن المتمعن في الرواية من حيث المضمون ليس البنية يلاحظ و كأنها مجموعة قصصية مترابطة
عبده الخال في الرواية يسرد تفاصيل يومية لحياة شخصين واصفا الحياة الاجتماعية لتلك الأحياء حين يقول الرطوبة العالية و الحرارة تكاد تختنق معه، حين يتكلم عن العادات و التقاليد تقارن بين و بينهم، اما موضوع الرواية الرئيسي فهو الحب و العشق، فكلا البطلين ضاعا بسبب حب امرأة
كما في الزمن السالف الحب العذري يجب أن ينتهي بموت احد العاشقين ليكون كقربان لهذا الحب، ففي تلك الطبيعة القاسية الحب مرادف للموت للهلاك لقضاء النحب، هذه الرواية انتهت بانتقام ابي حية من الجميع ممن ظن أنهم خذلوه و تخلو عنه فقد زرع الرعب لفترة طويلة ليجني موته و الكل شاهد عليه
رواية بها الكثير من الشخصيات و الكثير من الأسماء المذكورة تجعل القارئ يفقد تركيزه في كثير من أطوار الرواية، تتميز لغة الرواية بالعمق و البلاغة فالقارئ حين ينهيها يكون قد اكتسب زادا لغويا. ⭐⭐⭐⭐
اقتباسات من الرواية
الحب صدع يشقق حياتك و يحيلك الى بيت خرب مهما حاولت ترميم تلك الشروخ
لماذا يظهر نقاء نفوسنا عند الوداع؟
لو أننا بلا أسماء لأخطأت كثير من المصائب عناويننا، و لنعمنا بقليل من الراحة لإهمال القدر لنا.
كم نشوه حياة الآخرين لمجرد الفهم الخاطئ لما نقرأ
في أعماقنا وحوش مختبئة و حين نسهو عنها تتسلل للخارج و ترينا قبح بعضنا
الماضي غرف مغلقة على حرائق بالية
عندما تموت في داخلك تصبح الحياة موتا إضافيا تبددها بالحكايات، و أنا تعبت من هذا الموت الذي أحياه
الرواية في بدايتها مشتتة حد اﻹرهاق والملل، ذكرتني بنفس التشتت والملل ربما في رواية(الثلج يشتعل) لريجيس دوبريه! الحكاية يفترض أنها بسيطة وشعبية فتكلف كاتبها إثقالها بالهوامش واﻷصوات وتعقيبات على الراوي نفسه! عموما كمية من البؤس طافحة من حيوات الشخصيات مع مصائر أشد بؤسا.."حي الهندامية. كان حيا بائسا، وفي شوارعه الضيقة تتأكد أن الموت يقف قريبا من الهامات إن الناس أقرب إلى الشر حين يجدون اﻷيادي تدفعهم إلى اﻷزقة المعتمة" وجاءت عبارة "لكن اﻷيام لم تكن تخبئ أحدا خلفها" قطعا ﻷمل أهالي الحارة من انتظار مجيئ ﻷسرة المأمور أبي شايب الذي أحبوه لكن لم يعرفوا أصله ونسبه الورقة اﻷخيرة في الرواية جاء فيها "ﻻتضيع وقتك، هذه الرواية كتبت لتزجية الوقت فلا تقرأها..." واعتذار على أن هذه الصفحة كان اﻷجدر أن توضع هي اﻷولى لكن الطبعة صدرت هكذا! لو كانت من أدب تزجية الوقت كاﻷعمال البوليسية أو المغامرات لربما لم يكن وقتا ضائعا بل وقتا للتسلية، لكن هذا أدب اليأس والبؤس الغير ممتع وﻻ شك!
أعتقد بأن عبده خال يعد إضافة للأدب الخليجي ليس السعودي فحسب لسبب بسيط، أنه يصور المجتمع السعودي كمجتمع طبيعي، يتحدث عن عادات و تقاليد اجتماعية قد يوهمك التوجه السائد للإعلام بأنها غير موجودة أو لم توجد. حيث أشعر دائما بأن المجتمع السعودي يصور و كأنه مجتمع غير متأثر بقوانين العالم. لو أردت أن أعطي تقييما للرواية لعلي لن أعطيها أكثر من نجمتين، فبالرغم من أنني قد أعجبت بالفكرة العامة لها إلا أنها تفتقد للكثير من التنظيم و التنسيق، و قد حاول خال أن تكون العشوائية هي السمة الرئيسية للرواية فهو يتنقل بك من راوِ لآخر، من مشهد لآخر و من زمن لآخر. أستطيع تبين هدفين من هذا الأسلوب، الأول عرض الحبكة من عدة زوايا و توطيد علاقة القارئ بالشخصيات، و الثاني شد انتباه القارئ و أثارة حماسه لنهاية الرواية. هل حقق هذين الهدفين؟ في رأيي ربما، لكن النتيجة بالتأكيد دون المستوى المطلوب. بداية، شعرت بأن موضوع التنقل بين الرواة و المشاهد غير منسق البتة، ليس هناك إشارة في كثير من المواضع إلى المتحدث، فتجد نفسك تتنقل عائدا إلى الصفحات السابقة محاولا إكتشاف شخصه. ثم هناك مسألة الاشارات المرجعية حيث يشير الكاتب إلى تفسيرات لبعض مايرد في النص، و إن كنت قد رأيت الموضوع إضافة جميلة إلا أنه غلب شرح أمور أجدها غير ضرورية فيما أغفل أخرى كالاشارة إلى مصطلحات شعبية مثل "يابات الحارة". و أعتقد بأن مشكلة رئيسية كانت في عدم توازن الشخصيات، ففي حين أراد أن يروي الحكاية من وجهة نظر العديدين ك��ن هناك قصور في المساحة التي تحدثت فيها كل شخصية. بشكل عام شعرت، كما في الموت يمر من هنا، بعدم نضج الأسلوب بالرغم من وضوح الفكرة. الرواية تدور حول شخصيتين رئيسيتين، أحدهما تاريخ مكرر للأخرى، و الأحداث ترافق تعارفهما و العلاقة التي تتولد بينهما و كيف تسهم (أو لا تسهم) في نموهما. اللغة جميلة شاعرية في العديد من المواضع ما يجعل القراءة ممتعة و تعوض عن فوضى الأحداث و الأصوات. أعتقد بأني أبجل فكرة "الرجل" كثيرا و أثرت فيني الرواية في بعض نواحيها لمرورها بهذه الفكرة و كيف يمكن أن تصاب بالخلل و الاضطراب.
تجدر الاشارة إلى أن هذا العمل قد أصدر قبل روايته الموت يمر من هنا، و بالرغم من أنني أتحفظ عليها أيضا إلا أنني أرى نموا واضحا في الأسلوب. علقت صديقة لي بأن رواياته الأحدث قد لا تعجبني لأنها وجدت فيها بعض التطاولات، سأحتفظ برأيي لحين قرائتهم في وقته.
رواية الأيام لا تخبئ أحد، أجمل روايات عبده خال من وجهة نظري كتبها بطريقة مختلفة ، علقت عليها بأنه بعد ماكتبها وسلمها للمطبعة وكان قد نسى أن يرقمها اختلطت أوراقها فتمت طباعتها وتغليفها بدون مراجعة لذلك خرجت بهذا الشكل من وجهة نظري رواية رائعة وتستحق القراءة
هذه الرواية متعبة ؛ في ربط أحداثها ، في المفارقات التي ستجعلك تعيد النظر في الواقع ، وتتراجع في أحكامك ، وتراقب المستبد والطاغية والمتعجرف والمغرور ؛ تتابعه ليل نهار ، وتزن مشاعرك كي لا تشفق عليه ، بل تضحك في سرّك وتعامله بقوة خالية من أي تودد وضعف .. ستفكر بعد هذه الرواية مليون مرّة قبل البوح بأي سرّ ، وتعرف أنّه -للأسف الشديد- لا يمكن لإنسان أن يتحمل سرّك أكثر منك . يالله ، إنّها رواية تحتاج إلى صبر ، إذا كنت تمر بوقت عصيب أو وقتك مزدحم فلا تقرأها ، فلن تستطيع معها صبرًا .
الراوي الذهبي في السعودية يبهرنا مرة بعد مرة بسرد أجمل عن قصة أبي حية وأبي مريم، وحكايات من أهل الحارة، عن قصة عن العشق والهوى، عن اليأس والأمل، عن غرف مغلقة لماضٍ هو عبارة عن حرائق ممتدة، سرد جميل وجذب وتشويق لآخر الصفحات، في عمل لم ينل فيه أي من أبطاله المراد.
قراءة جديدة ل"عبده خال" تكمل قصص سوداوية يكتبها بامتياز، كلها لوعة، وحرقة، وجمال.
أكثر روايات عبده خال حرفية و إتقان في ربط الأحداث و إضفاء عنصر التشويق لآخر كلمة من الرواية ، رواية سهلة صعبة. لا تبتعد عن أسلوب عبده خال في تصوير الزاوية المأساوية من واقع المجتمع .. تتحدث عن الأحياء العشوائية في جدة ذلك المجتمع المسحوق.. في فترة زمنية بعيدة نوعا ما يدل عليها جملة من التفاصيل و منها وجود (العسّة) مثلا في تلك الفترة ...
حقاً الايام لا تخبئ أحد رواية اتسمت في البداية بالغموض و حداث مربه قليلا لأكن من بعد الصفحة ١٠٠ تبداء بفهم القصه أو بعضا من مجرى القصه عبده خال دائماً يترك عمق بداخلك ببعض من جمله او وصفه للحياه ومن فيها
يا الله ما أجملها ! إن مثل هذه الرواية ومثل هذا الكاتب هو ما يجعلني أتخلّى تماماً عن حلمي في أن أكتب كتاباً ، أمّا أن تُكتب الكتب هكذا ، أو لا تُكتب. إنّهُ يصيغ شعورك كله في كلمات. حتى تشعر أنّك لستَ وحيداً ، ومآسيك مكررة ، وكل الناس لها أحزانها. قد تكون أفضل قراءة لهذا العام.
إنه الحب، الذي يخترقُ أوصالنا فتكون بين خيارين، فإما أن يضعفها أو يجعلها أكثر صلابة. لو لم تكن في الرواية كلها غير هذه العبارة “للقلب خفقة واحدة في حياته و بعدها تتساوى كل الخفقات” لكفتهُ دهراً.
* كنت أقول لهم أقوالاً كثيرة لا أؤمن بها في سريرتي، كانت بقايا لأقوال استعرتها من تلك الكتب التي كنت أقرأها فيما مضى. الشيء الوحيد الذي نسيته أن تلك الوصايا التي حفظتها لم تكن توجه للمجرمين. كم نشوه حياة الآخرين لمجرد الفهم الخاطئ لما نقرأ.
* إذا رغب شخص ما في إخبارك بسر فلا تستعجله.. فربما ظن أنك تستخف بما يراه جليلاً ، أو أن يظن أنك لست أهلاً لأن يمنحك سره، فكل إنسان يحس انه مر بعذابات لم تمر على أحد سواه، تجده يستملح رواية التفاصيل الصغيرة و ربما يعيد عليك الحادثة أكثر من مرة متناسيا أنه يثقل على سامعه..
رواية مربوطة بشكل عجيب ببعضها، قريتها في يومين فسهل علي فهمها وربط الأحداث، يوم أنهيتها رجعت اقرأ اول فصلين ففهمت اكثر وش كان قصد الكاتب فيهم… المهم.. اؤمن بانعكاسنا في الآخرين، ابو مريم ضعيف ذليل، وجميع الأشخاص الي يواجههم كانوا متسلطين أقوياء عليه! حتى زوجته الضعيفة واكيد لتربيته دور كبير في تكوين شخصيته الهشة، لكن لا يمنع من ان ينفث عن نفسه غبار الضعف وينطلق لقوة الشخصية! لكنه استسلم لكل من يقابله بالقوة والاذلال وخضع لهم… وانتهى به المطاف لذُل جُبِل عليه..
4.5 * رواية عبقرية في السرد، وتقترب من العادية في المحتوى..هي رواية من روايات الحارة وأهلها، والحياة فيها، وماتحمله من أسرار ومغامرات وروتينيات.. ومن لا يملك صبرا أو جلدا فسيتركها قبل أن يكمل أولى مائة صفحة، أو أقل !لأن معالم الرواية لن تظهر قبل ذلك.. تعجبني كتابات خال إلى أبعد مدى..
لخص عبدو الخال هذة الروايه في اخر صفحة لاتضع وقتك هذة الروايه كتبت لتزكية الوقت فلا تقرأها, واذا فعلت قلا تشطح بخيالك فاشخاصها و ازمنتها اختلاق في اختلاق. روايه غامضة و مبهمة, تضبع خيوط السرد بين اكثر من راوي.