إن الرؤية التي قدمها الأستاذ الدكتور عبد الوهاب المسيري والتي تحفظ للإنسان توازنه طلع بها من تحت وطأة الأحداث والتطورات المتسارعة القائمة في الواقع المحيط بالأمة، وأخضعها لقراءة تفسيرية.
الأستاذ الدكتور عبد الوهاب المسيري، مفكر عربي إسلامي وأستاذ غير متفرغ بكلية البنات جامعة عين شمس. وُلد في دمنهور 1938 وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي (مرحلة التكوين أو البذور). التحق عام 1955 بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية وعُين معيدًا فيها عند تخرجه، وسافر إلى الولايات المتحدة عام 1963 حيث حصل على درجة الماجستير عام 1964 (من جامعة كولومبيا) ثم على درجة الدكتوراه عام 1969 من جامعة رَتْجَرز Rutgers (مرحلة الجذور).
وعند عودته إلى مصر قام بالتدريس في جامعة عين شمس وفي عدة جامعات عربية من أهمها جامعة الملك سعود (1983 – 1988)، كما عمل أستاذا زائرًا في أكاديمية ناصر العسكرية، وجامعة ماليزيا الإسلامية، وعضو مجلس الخبراء بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام (1970 – 1975)، ومستشارًا ثقافيًا للوفد الدائم لجامعة الدول العربية لدى هيئة الأمم المتحدة بنيويورك (1975 – 1979). ثم عضوا بمجلس الأمناء لجامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية بليسبرج، بولاية فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، ومستشار التحرير في عدد من الحوليات التي تصدر في ماليزيا وإيران والولايات المتحدة وانجلترا وفرنسا (مرحلة الثمر).
ومن أهم أعمال الدكتور المسيري موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية: نموذج تفسيري جديد (ثمانية مجلدات) وكتاب رحلتي الفكرية: سيرة غير ذاتية غير موضوعية- في البذور والجذور والثمار. وللدكتور المسيري مؤلفات أخرى في موضوعات شتى من أهمها: العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة (جزأين)، إشكالية التحيز: رؤية معرفية ودعوة للاجتهاد (سبعة أجزاء). كما أن له مؤلفات أخرى في الحضارة الغربية والحضارة الأمريكية مثل: الفردوس الأرضي، و الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان، و الحداثة وما بعد الحداثة، و دراسات معرفية في الحداثة الغربية. والدكتور المسيري له أيضاً دراسات لغوية وأدبية من أهمها: اللغة والمجاز: بين التوحيد ووحدة الوجود، و دراسات في الشعر، و في الأدب والفكر، كما صدر له ديوان شعر بعنوان أغاني الخبرة والحيرة والبراءة: سيرة شعرية. وقد نشر الدكتور المسيري عدة قصص وديوان شعر للأطفال
قدم الدكتور المسيري سيرته الفكرية في كتاب بعنوان رحلتي الفكرية – في البذور والجذور والثمر: سيرة غير ذاتية غير موضوعية (2001) حيث يعطي القارئ صورة مفصلة عن كيف ولدت أفكاره وتكونت والمنهج التفسيري الذي يستخدمه، خاصة مفهوم النموذج المعرفي التفسيري. وفي نهاية "الرحلة" يعطي عرضًا لأهم أفكاره
يقول المسيري: كنت عندما أفقد نظارتي أقول لزوجتي إن اليهود هم الذين أخذوها حتى أريح نفسي ولا تتهمني هي بالإهمال! والتفسير المريح أسوأ من الجهل، فعلى الأقل عندما تجهل شيئا فأنت تعرف أنك لا تعرف، أما التفسيرات الاختزالية التآمرية فهي تخلق وهم المعرفة
هل هناك شعب يهودي؟ أم جماعات يهودية؟ وما الفرق بينهما؟
ما علاقة المسيحيين البروتستانت بالصهيونية؟ ولماذا يسعون بشتى السبل لتوطين اليهود في فلسطين؟
ما هي الدولة الوظيفية؟ وما علاقة إسرائيل بالاستعمار الغربي؟
ما حقيقة النفوذ اليهودي؟ وما مدى سيطرتهم على الولايات المتحدة؟
بروتوكولات حكماء صهيون...بين الحقيقة والخرافة
أسئلة كثيرة يطرحها المسيري بعد أن أمضى أكثر من 20 عاما في دراسة الظاهرة الصهيونية، لا لجمع المعلومات ولكن لخلق نموذج تفسيري يمكننا من فهم تلك الظاهرة...
معلومة: عقد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل عام 1897
الجميع يعرف هذه المعلومة, ولكن تكمن أهمية موسوعته عن الصهيونية في شرح وتفسير لماذا عقد المؤتمر في ذلك العام؟ ولماذا لم يعقد قبل أو بعد هذا التاريخ؟ فالحقائق على حد قوله صماء، والمهم ليس المعلومة بحد ذاتها، وإنما تفسير كثير من أبعادها
أخطر ما في هذه المراجعة هو أن عدم نشرها أو مشاركتها على جميع وسائل التواصل الاجتماعي يعتبر نوع من أنواع المؤامرة
من حقِنا أن نحلمَ فالأحلامُ مجانيةٌ، وأحلامُ وأمنياتُ المعرفةِ أمرٌ آخر لمن ذاقَ طعمَها، ولمن حرم كذلك من توفرِ الكتابِ بسهولةٍ، كانت أمنيةً أن أقرأَ الحواراتِ بأجزائها الأربعةِ هذا العام، وقبل نهايتِه حقق اللهُ مرادي (إذا رغبتَ في شئ، فإن العالَمَ كله يطاوعُك لتحقيقِ رغبتِك ) لعل هذه أكثرُ عبارةٍ حفظها قراءُ باولو من رائعتِه الخيميائي التي لم أحبها كثيرا نظرا للسمعةِ الطاغيةِ عنها، إلا أن هذه العبارةَ ألهمتني وأعجبتني. من قرأَ الحواراتِ السابقةِ يجدُ أن أكثرَ من ٦٥ ٪ مما وردَ هنا قد تعرض له المسيري من قبل ولكنها فرصةٌ لترسيخِ الأفكارِ ومراجعتِها. لا أظن أن هناك مفكرا عربيا خدمَ القضيةَ الفلسطينيةَ معرفيا كالمسيري، ويهمني معرفةُ مقدار هذا الرجل هناك، ونظرتهم تجاه ما كتب عنهم، ويكفي أنه سلخَ سنواتِ عمره ليدرس الصهيونيةَ ويفككَها. هنا يهدمُ المسيري كثيرا من المفاهيم المختزلةِ كوحدة الشعب اليهودي، ويبني مفاهيمَ أخرى كالدولةِ الوظيفيةِ وأنسنة اليهود، وانها جيبٌ احلالي استيطاني. المسيري يجعلُ العدو الصهيوني في مكانه، يستشف من أين يستمد قوته وكيانه، ويدخل في نقاطِ ضعفِه فيعرف مكامنَها (ومن حسن الحظ أنه شهد حرب تموز لتكون دليلا في جانب الضعف الصهيوني، وحرب غزة الأخيرة دليل آخر يمكن للقارئ إضافته)، في هذه الحواراتِ يقفزُ المسيري خلفَ الحقائق ليعطينا جزءا من الحقيقةِ على الأقل من وجهةِ نظرِه هو.
كتاب صغير نسبياً دسم متخم بالمعلومات هو ممكن نقول تلخيص الموسوعة على هيئة اسئلة تطرحها عليه الكاتبة سوزان حرفي اعتقد أنه مفروض يتدرس في المدارس لو انا مكان صناع القرار ها لخّص منه مقاطع اذيعها لعامة الناس في البلاد العربية اعتقد اني هرجع للكتاب تاني و لكن ليس الآن أنا بحاجة إلى فترة اهضم فيها ما قرأت
الجزء الذي جاء ليجيب عن اسئلة كثيرة تتبادر لذهن كل عربي، و أسئلة أخرى لم تتبادر لأذهاننا قط يطرحها الكاتب و المفكر عبد الوهاب المسيري، الكاتب الذي كرس حياته لدراسة اليهودية و الصهيونية، الكاتب الذي جمع كم هائل من المعلومات عن اليهود و كل ما يخص تاريخهم، مخططاتهم، و واقعهم و قام بتأليف التحفة الأدبية: موسوعة اليهود المشهورة و التي امتد تأليفها على مدار خمس و عشرين سنة.
في هذا الكتاب و كأن الكاتب يقدم الافكار الأساسية و الابرز من موسوعته و الإجابة عن أبرز الاسئلة المتعلقة بواقع وتاريخ اليهود
حوارات قيمة، يسلط فيها المسيري الضوء على أغلب المفاهيم المتعلقة بالصهيونية واليهودية. الكتاب عبارة عن تصور جديد للصراع العربي-الإسرائيلي، مبني على أسس علمية وواقعية لا على قواعد اختزالية أو مؤامراتية التي تغذي الفكر الاستسلامي في المجتمعات العربية الإسلامية. الكتاب الذي ينبغي لكل عربي قراءته قراءة فاحصة لندرك ما أراده المفكّر وراء عبارة "عدم سقوط إسرائيل إلى الآن من أكبر الأدلة على خيبة العرب الكبرى، وليس على قوة إسرائيل، إنه غياب عربي وليس حضوراً إسرائيلياً."
تُعتبر الحوارات مدخلًا مهمًا لفكر المسيري. هنا، يبسّط المسيري أفكاره ويعرضها باختصار، ويؤسس قاعدة "البحث عن النموذج التفسيري في الظواهر" في عقول قرّائه، حتى أن الاسم الفرعي لموسوعته الضخمة عن اليهودية والصهيونية كان "نموذج تفسيري جديد" وذلك لمركزية هذه الفكرة في عقلية المسيري في تفسيره للظواهر المختلفة.
ستقرأ في الحوارات كل شيء حقيقةً، ستقرأ عن الزواج والأمومة والتعليم والإعلام والإصلاح الديني والتجديد والديمقراطية والشمولية والصهيونية واليهودية وغيرها مما يمكن أن أقول فيه "لا يسع الإنسان في القرن الحادي والعشرين أن يجهله".
عامان حتى استطعت تحصيل الحوارات بأجزائها الأربعة، وحزنت على انتهائي من قراءتي لها اليوم، وأنا الآن في طور البحث عن كتاب المسيري الآخر (رحلتي الفكرية، في البذور والجذور والثمر) وأرجو أن أستطيع تحصيله في أقل من عامين :).
إلى هنا و أكون قد وصلت إلى الجزء الأخير من هذه السلسلة العظيمة . تقول الإعلامية سوزان حرفي أن المسيري في البدء لم يكن متحمسًا لسلسلة الحوارات و انهاؤها ، و مع تقدمهم في انجازها بدأ اهتمامه بها يزيد حتى انه كان خائفا أن لاتنتهي السلسلة قبل وفاته . .هذا الكتاب هو الرابع و الأخير من سلسلة الحوارات التي تناولت مواضيعا مختلفة ، و في هذا الكتاب تتمحور جميع الأسئلة عن الصهيونية و اليهودية و في الجزء الأول من الكتاب تمحورت الأسئلة حول موسوعة " اليهود واليهودية والصهيونية " التي ألفها المسيري و المصاعب التي واجهته و أبرز المواقف التي تعرض لها ..الكتاب غني جدا بالمعلومات المهمة و فيه اجابة على كثير من تساؤلات الجيل الحديث ، و يعتبر من الكتب المهمة التي يجب أن تُقرأ .
رابع كتب سلسلة حوارات .. وأول قراءة لي للدكتور عبد الوهاب المسيري , مدهشة طريقة تفكير د. المسيري رحمه الله لا يغفل شيئاً في دراسته وبحثه .. كل الاحتمالات واردة إلى أن يثبت بطلانها بالدراسة والبحث .. وكل التفاصيل مأخوذة في الحسبان طريقة معاملته لليهود (أعدائنا منذ الأزل) أبهرتني لأنها عادلة جداً .. عاملهم كبشر يمكن فهمهم والتعامل معهم تحليلاته واستنتاجاته هدمت كثيراً من التصورات الخاطئة التي يعكسها لنا إعلامنا الانهزامي وعلى أن بعض الأسئلة والإجابات كانت مكررة المعنى مع اختلاف التعبير إلا أنني لم أمل منها .. بل على العكس استمتعت بها جداً .. أسئلة قليلة هي التي أربكت تفكيري وضقت بها وهي بعض التي كانت تناقش الموضوع سياسياً
ومع استمتاعي به إلا أنني لم أفهمه جيداً الكتاب لا يستحق قراءة واحدة .. سأعيد قرائته مرة أخرى بإذن الله لفهم أعمق
ما يميز المسيري هو العمق والقدرالعالي من الإحاطة اللذان يتبديان في غالب المواضيع التي يتحدث عنها. وفي هذا الجزء الرابع من حواراته يتجول بنا في موضوعه الأثير الذي انشغل به واشتغل به واشتهر به. وقد أحسنت محررة الكتاب في جعله الجزء الأخير لأنه ينبني على ما قبله ولا يتم إلا به. أتمنى أن يقرأ كل فلسطيني المسيري ليطل على جانب طالما عايشناه وجهلنا كثيرا من حقيقته وخباياه . ورحم الله المسيري وغفر له وتقبله برحمته وحسن جزائه.
حوارات قيمة لعبدالوهاب المسيري حول رؤيته للصهيونية و الدولة الصهيونية و اليهود و الهولوكست و مسألة المؤامرة و النفوذ اليهودي ما يميز المفكر المصري عبدالوهاب المسيري أنه ينطلق من قاعدة علمية-تاريخية واقعية عكس نظرائه العرب الغارقين في الوهم المؤامراتي و الرؤية العاطفية غير العقلانية للمسألة اليهودية-الصهيونية من الحوارات الثرية الرصينة الممتعة بداية رائعة لقراءة أطروحات و أعمال المسيري
هذا آخر جزء في الحوارات. يلاحظ أن الترتيب-رغم أني سرت عليه-لمجرد التفرقة فقط، ولا يعني أن هذه الحوارات أجزاء يقوم بعضها على بعض. ربما روعي فيه المواضيع نفسها (الثقافة والمنهج أولًا ثم العلمانية والحداثة والعولمة ثم الهوية والحركية الإسلامية ثم هذا الكتاب الذي اجتمعت كل تلك المواضيع فيه واستخدمت لتفسير ظواهره، وهذا ماتجده في سائر الأجزاء أيضًا وإن بنسب متفاوتة) ومهما يكن من أمر فقد أفدت منها كثيرًا. للمسيري نظرة مختلفة للأمور؛ فلا يفسر باختزال أو يسطح مايعرض له، بل يسعى إلى فهمه عن طريق النظر إلى كل ماعسى أن يؤثر فيه من عوامل كثيرة وأسباب شتى. وهذه النظرة هي السلسة التي تربط أجزاء الحوارات بعضها ببعض، ثم إن كثيرًا من مضامينها متكرر: كالأمثلة التي تضرب، والمواقف التي تحكى لتفسير أمر ما، فتجدها تستخدم أكثر من مرة وفي نفس الكتاب أحيانًا .
لا شكّ، وخاصة في هذه الأيام، أن طبيعة الصراع مع الكيان الصهيوني، من خلال المجازر المرتكبة بحق الفلسطينيين، والعجز العربي الكبير تجاه ذلك مع دعم غربي غير مسبوق، قد أنتج ونشر، عند الكثير منا، العديد من الأفكار المغلوطة، والخرافات الواهمة والسرديات الكاذبة التي تخدم مصلحة العدو الصهيوني، وتعطي تبريرا للتخاذل العربي.
وفي هذا السياق يكتسب هذا الكتاب، قيمة كبيرة جدا بالاضافة إلى قيمته المعرفية، وهو في الحقيقة سلسلة حوارات صحفية أجرتها الصحفية سوزان حرفي مع الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمة الله عليه.
هذه السلسلة قُسمت إلى عدة فصول: بدايتها كانت حول الموسوعة الشهيرة التي ألّفها الدكتور والمصاعب الهائلة التي واجهها ليخرج العمل إلى النور في نهاية التسعينيات وبداية القرن الحالي. ثم تأتي الفصول التي بعدها كتلخيص لأهم وأبرز أفكار الموسوعة وأفكار عبد الوهاب المسيري تجاه الصهيونية كاتجاه فكري وسياسي وعلاقتها باليهودية. مفنّدا في ذلك الكثير والكثير جدا من الافكار الخاطئة المنتشرة في عالمنا العربي التي تعزز العقلية الانهزامية.
فالصهيونية هي في حقيقتها فكر وظيفي، ليه دور ووظيفة تتلخص في خدمة الامبريالية الغربية واستغلاليتها، علمانية قحّة تستخدم الدين كديباجة وكوسيلة لا كغاية، حلولية اذ تُحل الإله، أو تصبغ وتخلع صبغة مقدسة وإلهية، على/في الانسان اليهودي الصهيوني (غالبا الإشكنازي أو الصّبّاري) وفي الأرض (إرتس يسرائيل = أرض اسرائيل ).
كما يبين المسيري الكثر من تفرعات الصهيونية، ويكشف عن عوارها الفكري المنطقي، ويرى بأن الكيان سائر نحو النهاية لا محالة.
يُنصح جدا بقراءة الكتاب تم قراءته بحمد الله يوم السبت 22 صفر 1447 هـ
ما أجمل أن ينكب الناس على قراءة فكر المسيري، رحمه الله، ليدركوا حقيقة ما يحدث في فلسطين، وليدركوا أنه كان شاهدا على العصر وصاحب فكر سابق لأوانه رحمة الله عليك يا دكتور عبدالوهاب..كلما قرأت لك كلما تيقنت من أنك بالفعل أبي الفكري❤
"ومما يجدر ملاحظته أن معركتي مع الصهيونية بدأت في الغرب ولم تبدأ في الشرق، ومن ثم رأيتها باعتبارها ظاهرة استعمارية غربية لا تختلف كثيراً عن الظواهر الاستعمارية الأخرى التي أفرزتها الحضارة الغربية ومن ثمَّ أصبح عدائي للصهيونية عداء إنسانياً ضد أي شكل من أشكال العنصرية والاستعمار. ولذا فأنا أزعم أنه حتى لو تصالحت الحكومات العربية مع إسرائيل ومع الصهيونية فإنني لن أتصالح معها ؛ لأنني أحاربها كما أحارب النازية وأحارب العنصرية وأحارب التعصب الديني وكما حاربت النظام العنصري في جنوب إفريقية".
الكتاب من اجمل ما قرأت بصراحة و في فكر عميق من الدكتور المسيري رحمة الله عليه. المسيري له رؤي مغايرة لكل ما يقال عن الصهيونية و اليهودية و دولة اسرائيل، كل الرؤي و الافكار في الكتاب معضدة بالتاريخ الحديث و القديم و مشروحة و مترابطة.
بعد قراءة الكتاب سيصبح عندك تفريق كبير بين الصهيونية و اليهودية كمفاهيم دارجة في كل الأوساط السياسية و الثقافية. المسيري يعرّف أشياء كثيرة من منظور جديد، منظور باحث متعمق.
في العموم قراءة كتابات المسيري ليست بالشيئ السهل ابدا، و لكن تستحق العناء.
بعد قراءة الكتاب ده اكيد لازم اقتني الموسوعة و اقرأ كتب المسيري "من هو اليهودي و ما هي اليهودية" و "رحلتي الفكرية : في البذور و الجذور و الثمر" و "تاريخ الفكر الصهيوني".
سلسلة الحوارات هي المدخل الأهم لفكر وفلسفة المسيري وهي أفضل شيء يبدأ بها أي شخص مهتم بمعرفة أفكار ونظريات المسيري.
في هذا الجزء يرد الدكتور عبدالوهاب المسيري على أهم الاسئلة فيما يخص اليهود والدولة الصهيونية والمجموعات اليهودية وأشهر الخرافات والاساطير التي يروجها الصهاينة ويحدثنا عن كيفية التعامل مع اليهود وضرورة التفرقة بين اليهود والصهاينة والحذر من الخدع والألاعيب التي يحاول الصهاينة تسريبها الينا لتحقيق ما يستهدفونه.
كتاب حواري قائم على سؤال من المحررة، أو من الإعلاميين الذين كانوا يجرون لقاءات مع الدكتور، وجواب من الدكتور يكون عام وشامل في أجزاء رئيسية من دراسته الضخمة "الموسوعة". يعتبر كتاب جيد كمدخل لفهم فكر الدكتور عبدالوهاب المسيري، وفهم القصد من مصطلحاته وتوجهه الفكري. وجبة خفيفة.
اخيرا خلصت السلسلة. طبعا فكر عبدالوهاب المسيري يحتاج الي وقف وهضم وفهم. السلسة هده مدخل جيد للفكر عبد الوهاب. وهذا الجزء اهم جزا للسلسة لأنه مدخل جيد لأكبر عمل للمسيري الهو موسوعة اليهودية والصهيونة.
رائع ، اعطاني تصور جديد للصراع العربي-الاسرائيلي وهو يقدم تصور للمسألة على اسس علمية واقعية لا على قواعد اختزالية او مؤامراتية تبث فيني الاحباط والهزيمة ، كتاب مهم لفهم الظاهرة الصهيونية واليهودية
مقارنة بين الحملات الصليبية والصهيونية: تحليل عميق
مقدمة:
تعتبر مقارنة الحمل��ت الصليبية والحركة الصهيونية من أبرز المقارنات التاريخية المعاصرة، حيث تبرز أوجه التشابه والاختلاف بين هاتين الحركتين اللتين استهدفتا المنطقة العربية والإسلامية. سعى المفكر الكبير عبد الوهاب المسيري رحمه الله إلى تحليل هذه المقارنة بشكل عميق، وكشف عن الجذور التاريخية والدوافع الخفية وراء كلتا الحركتين.
أوجه الشبه بين الحملتين:
• الأسباب والدوافع:
• الفائض السكاني: شهدت أوروبا في العصور الوسطى فائضًا سكانيًا دفع الصليبيين إلى البحث عن أراضٍ جديدة، كما دفع الصهيونية إلى البحث عن وطن قومي لليهود في فلسطين.
• الطموح الاقتصادي: كانت السيطرة على طرق التجارة ومصادر الثروة في الشرق الأوسط دافعًا قويًا لكلتا الحركتين.
• الاستيطان القسري: سعت كلتا الحركتين إلى استيطان الأراضي العربية بالقوة، وتغيير التركيبة السكانية فيها.
• الاستراتيجية:
• الدعم الغربي: تلقت الحركتان دعمًا كبيرًا من القوى الاستعمارية الغربية، التي سعت إلى تحقيق مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.
• التبرير الديني: استخدمت كلتا الحركتين الدين كأداة لتبرير أفعالها وتعبئة الجماهير.
• الحملات الصليبية: كانت حركة دينية عسكرية في العصور الوسطى، حيث كان الدين هو المحرك الرئيسي.
• الحركة الصهيونية: حركة سياسية حديثة، استغلت الظروف التاريخية والسياسية في أوروبا لتأسيس دولة إسرائيل.
• الطبيعة:
• الحملات الصليبية: كانت حركة مؤقتة، انتهت بفشل الصليبيين في السيطرة على المنطقة.
• الحركة الصهيونية: حركة مستمرة، أسست دولة إسرائيل وأصبحت قوة إقليمية.
• الأيديولوجيا:
• الحملات الصليبية: أيديولوجية دينية متطرفة.
• الحركة الصهيونية: أيديولوجية قومية وعسكرية، مع عناصر دينية.
تحليل عميق:
• الصهيونية: نتاج الإمبريالية: يرى المسيري أن الصهيونية ليست سوى أداة من أدوات الإمبريالية الغربية، التي تسعى إلى السيطرة على المنطقة ونهب ثرواتها.
• الصراع الحقيقي: يشير المسيري إلى أن الصراع الحقيقي ليس بين العرب واليهود، بل بين الشعوب العربية والإمبريالية العالمية.
• دور الإعلام: يسلط المسيري الضوء على دور الإعلام في تشويه الحقائق وتبرير العدوان الإسرائيلي.
• الحل: يرى المسيري أن الحل يكمن في الوحدة العربية والمقاومة الشعبية، وتوجيه الضربات الاقتصادية للكيان الصهيوني.
خاتمة:
تعتبر مقارنة الحملات الصليبية والحركة الصهيونية من أهم القضايا التي تشغل بال المثقفين والباحثين. وقد قدم عبد الوهاب المسيري تحليلاً عميقًا لهذه المقارنة، كشف فيه عن الجذور التاريخية والدوافع الخفية وراء كلتا الحركتين. إن فهم هذه المقارنة يساعدنا على فهم أبعاد الصراع العربي الإسرائيلي، ويساهم في بناء رؤية مستقبلية للسلام والاستقرار في المنطقة.
الكتاب عبارة عن مجموعة حوارات مع الدكتور عبدالوهاب المسيري حول العديد من الأفكار والمباديء التي كتب بناءً عليها موسوعته "اليهود واليهودية والصهيونية". اعتمد الدكتور على أسلوب التحليل والتفسير والتفكيك ومن ثم البناء للمصطلحات والموضوعات المطروحة في عالمنا العربي بعيدًا عن الخطاب السياسي العربي المسيّس.
الكتاب يضم بابين تحدث في الأول عن موسوعته، الدولة الصهيونية واتجاهاتها وأوجه التشابه بين الإستعمار الصهيوني والاستعمار الغربي، الدولة الوظيفية أي إسرائيل التي وُظّفت لصالح الإمبريالية الغربية واستراتيجية توسيع نفوذها والهيمنة على العالم و العالم العربي تحديدًا.
الباب الثاني تحدث عن اليهود واليهودية نفى وجود مايسمى " بالشيطان اليهودي" أو " العبقري اليهودي" لأن اليهودي نتاج لوطنه الأم كما كل البشر ولايجوز تعميم صفة على كل يهود العالم المنتشرين في أنحائه. تطرق للهولوكوست والرؤية الغربية العنصرية للإنسان و محاولة إبادة أي عنصر غير استعمالي لايضيف شيء للحضارة الغربية الداروينية .. الهولوكوست صورة واضحة لهذا النمط والذي تكرر في إفريقيا وفلسطين وبغداد وأفغانستان.
أخيرًا تطرق للمؤامرة كنموذج تفسيري عربي يضع اليهود كلهم في سلة واحدة كمسؤولين عن شرور العالم. وهذا النموذج كما قال الدكتور نموذج الكسالى الذين يميلون للتبسيط والإختزال بعيدًا عن اكتشاف جوهر القضية الإسرائيلية-الصهيونية.
الكتاب الذي ينبغي لكل عربي قراءته قراءة فاحصة لندرك ما أراده المفكّر وراء عبارة " عدم سقوط إسرائيل إلى الآن من أكبر الأدلة على خيبة العرب الكبرى، وليس على قوة إسرائيل، إنه غياب عربي وليس حضوراً إسرائيلياً. "
الحقيقة ان من اكبر اسباب الإنحطاط النفسي للمسلمين هو من جهلهم بعدوهم، وطبعا ده بيستغل من الطرف الأخر الإستغلال الأمثل فيتحصنوا بالترويج لمعلومات تدل على القوة والوحدة، و يتم تعزيز تلك الحرب النفسية بكثرة الكلام عن التقدم التقني والعلمي وطبعا الأثر النفسي لطول مدة الإنهزام والقهر يُسري في النفوس مرض اليأس واستحالة النصر.. ولكن كلما توغلت قليلا في حقيقتهم علمت ما بهم من فرقة وتشتت بحكم طابعهم المادي وإيثار المصلحة الشخصية، وعلمت ايضا وثبت لك وكان مشاهدا ان كل وثبة مادية يصحبها هوان وحب للدنيا وجبن يزيدهم ضعفا، حتى يأذن الله فيبعث عليهم عبادا اولي بأس شديد فيجوسوا خلال الديار.
ويفتح هذا الكتاب افق معرفية للمسلم فيعرف عدوه ويعطيه قدره ويعد له ويفهمه ويحوي ايضا معلومات مهمة عن تكون الصهيونية وعن اليهودية والهلوكوست ونظرية المؤامرة واللوبي الصهيوني وغيره ولكن يبقى ما ذكرت اكثر ما استفدت منه من قراءة الكتاب.
لفهم الصراع، ولكي تكون فاعلا فيه، سواء أردت حمل السلاح او القلم، فإن معرفة عدوك هي الخطوة الأولى لهذا الكفاح. وكلما تعرفت على هذا العدو، كلما اكتشفت أنه أهون من خيط العنكبوت، وأن الانتصار عليه ممكن، ولاكتشفت أن الصراع في حقيقته يتجاوز الجانب العسكري والاقتصادي والسياسي، بل ويتجاوز المفاهيم الدينية ... فهذا الصراع صراع حضارات. والشعلة التي نحملها في حضارتنا الإسلامية تحارب ظلاميين أعمتهم المادية وأضلتهم وجعلتهم أسرى لأسوأ ما في النفس البشرية. وعليه فإن انتصارنا حتمي، ولكن كذلك تضحياتنا الكبيرة حتمية. ولا يمكن اختصار مراحل هذا الصراع مهما كانت تضحياتنا. اختصر علينا المسيري مشوار البحث والتقصي لفهم طبيعة الصراع. وأستطيع أن أقول وبثقة، يكفي أن تقرأ كتبه لتفهم عدوك، ومن بعدها يمكنك حمل السلاح وأنت على يقين بأنك في الجانب الصحيح من هذا الصراع.
الكتاب عبارة عن محاورة وأسئلة مثل ما هو واضح من عنوانه، تسأل الأسئلة سوزان حرفي عن بعض مواضيع اليهود والصهيونية، والدكتور عبد الوهاب المسيري قضى سنوات كثيرة جداً في مواضيع إسرائيل، ولديه كتب كثيرة بهذا الشأن، وحقيقةً تُحس أن كل سطر من كلامه قيم ولم يقله أو يكتبه إلا بعد دراسة عميقة لجمله.
عموماً واجهت قليلاً من الصعوبة في فهم كل المصطلحات فيه، فأحتاج لأن أفهم أكثر عن هذه المصطلحات السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية والاحتلال الصهيوني عبر قراءة المزيد في هذا الموضوع إضافةً إلى استماع المحاضرات.
من هم اليهود ؟ ما هي اليهودية ؟ ما الفرق بين اليهودي والاسرائيلي والصهيوني ؟ ما الحجم الحقيقي للصهاينة وتأثيرهم في صنع القرار ؟ ماذا تعرف عن الهولوكوست والنازية ؟ هل السبب في الهولوكوست هو كره اليهود حقا أم أسباب اجتماعية واقتصادية بحتة؟ ما سبب وجود الكيان الصهيوني إلى وقتنا هذا هل هو التفوق الإسرائيلي أم الضعف العربي ؟ لماذا يروّج أعضاء الصهيونية لبروتوكلات حكام صهيون وهل هي حقيقة أم خرافات يرعبوا بها العالم العربي لبث الهزيمة النفسية فيهم ؟
ما الفرق بين نظرية المؤامرة والمخطط الصهيوني؟ كتاب لا غنى عنه لمن يريد أن يفهم الحاضر والماضي و يستشف المستقبل .
الكتاب قوى جدا الحقيقة. بالرغم انه مجمع لقاءات و مناقشات الدكتور عن موسوعة اليهود و اليهودية والكتاب كله سؤال و جواب، انما مغاير تماما للنظرة النمطية للمجتمع اليهودى ودور اسرائيل بعيد تماما عم كل نظريات المؤامرة. غنى جدا بالمعلومات والافكار باعتبار من هو اليهودى وماهى الدولة الوظيفية و نظرتة للهولوكوست. حقيقى كتاب هايل و انصح بيه بشدة