يحمل اسمَهُ «نادر الغريب» بجدارة. يسافر من بلدٍ إلى بلد. يعيش وحيداً متنقّلاً بين المقاهي والطرقات والفنادق، ترافقه حقيبةٌ شخصية وكمبيوترٌ محمول فقط! +++ يضع مجاناً برمجيات ترفيهيةً صغيرةً على الإنترنت، أو أخرى مهنيّةً يبيعها ليعيش حياةً بوهيميةً حرّة يطوف بها العالم، +++ من رحيلٍ إلى رحيل تتنقّل هذه الرواية في جغرافيا العالم، لتسردَ لنا في هذا الزمن المعاصر الغامض، من وحي تجارب حياتية متقاطعة وفريدة...
أكاديمي وروائي يمني. بروفيسور جامعي في علوم الكمبيوتر بقسم هندسة الرياضيات التطبيقية (كلية العلوم التطبيقية، روان، فرنسا)، منذ ١٩٩٢. يشرف على مشاريع فرق أبحاث جامعية مشتركة، وعلى كثيرٍ من أبحاث الدكتوراه. بيد أن شغفَهُ بل هوسَهُ الأوّل والآخر، الظاهر والباطن: الكتابة الأدبية، وذلك منذ أن نشر أوّل قصيدةٍ شعريّة في مجلة "الحكمة" في ١٩٧٠.
"الحياة ليست درباً بهيجاً. هي متاهة تصنعها الصدف والمفاجآت، الحاجة والضرورات، الغدر والخيانات.."
تدور أحداث الرواية حول علوان الأستاذ في علوم الحاسب الآلي في فرنسا الذي عثر بالصدفة علي حاسوب ملقي في القمامة و أكتشف انه لزميله نادر أحد أصدقائه القدامي في دراسته الجامعية...
من خلال تصفح الملفات الموجودة علي الحاسوب حنبدأ نتعرف علي نادر الذي يعيش حياة بوهيمية و يسافر في كل أنحاء العالم بإستمرار متنقّلاً بين المقاهي والطرقات والفنادق وبتاخدنا الرواية لنري معه البلاد التي زاراها...
الكاتب كان يتنقل في الرواية بين الماضي والحاضر بإتقان ولكن حبكة الرواية جاءت ضعيفة جداً و الإسلوب كان ممل شوية وكان في تفاصيل ملهاش لازمة في كل الرواية حتي الحديث عن اليمن و مشاكله اللي عادة بتكون محور مهم في روايات الكاتب،تم ذكرها هنا في فصل واحد و مختصر الي حد كبير.. الصراحة الرواية تفتقد العمق والأسئلة الفلسفية التي يتميز بها سروري في كل تجاربي السابقة معاه..
حفيد سندباد تعتبر القراءة الرابعة بالنسبة لي للكاتب هذه السنة و لكني للأسف لم أجد حبيب الذي أحبه في هذه الرواية.. لم تعجبني!
سيمفونية عذبة النغمات، سريعة الإيقاع. يدندن فيها العازف المُتيَّم على أوتار السفر، ينفخ في ناي الفن، يلعب على بيانو الثقافة، وإن دق طبول الحرب أحياناً.
إن كنت من محبي السفر، فستخلب الرواية لبّك حتى إن مسّك شيء من وعثاء السفر. صعب أن تجاري ذلك الرحالة العتيد وهو يسحب يدك لتلحقه في أزقة هذا الكوكب. سترتعش برداً في نيجني نوجفورد، سترتعد فرقاً في حدائق الموت في بنوم بنه، ستشهق انبهاراً وأنت تشاهد الكائنات النادرة في الغالابغوس، ستتصبب عرقاً وأنت تتجول في شارع عبودي في جيبوتي، وستتفجر إلهاما وانت ترقب النجوم من ركن مكتظ في قارب رث يجتاز بك مضيق باب المندب.
وفي خضم دوامة الأسفار، يحتفظ الرحالة ببلورة سحرية في جيب معطفه، سيخرجها بين الفينة والأخرى ويتيح لك استراق نظرة إليها. تلك البلورة اسمها عدن. أما باريس فستغرقك عشقاً ولهفة على الحياة. أنا شخصياً اعترتني نشوة باريسية عارمة، حدت بي أن استمع إلى هذا المقطع من الموسيقى الفرنسية الغنجة أثناء القراء رغم أنني لست من يستحضرون شيطان الأدب وشيطان الموسيقى في حيز واحد: https://www.youtube.com/watch?v=unCVi...
عن طريق المصادفة البحتة، يجد علوان الكمبيوتر المحمول الخاص بنادر الغريب، أحد زملاء دراسته الجامعية. وبالإطلاع على مراسلاته والمستندات المحفوظة في الجهاز، يحاول علوان سبر غور حياة تلك الشخصية التي يكتنفها الغموض، التي تعشق الإبداع العلمي بقدر ماتعشق الترحال. تمضي الرواية لتفرد لنا طيات حياة علوان نفسه بالتوازي مع سرد حكاية نادر الغريب. يلتقيان في مستهل خط السرد ثم تتشعب قصصهما وتتكاثر حتى تتقاطع في النهاية. لو تدبرت في الأمر ملياً، ستجد أن الشخصيتيّن وجهان لعملة واحدة.
إلى جانب السفر وملذاته، يدعوك سروري للجلوس على كرسي أكاديمي، تستمع لبعض الأطروحات، تسجل ملاحظات على هذا الباحث أو ذاك، وتعيش في المناخ الذي تنشأ فيها الأبحاث وتترعرع. ستتعرف على الجهابذة اللذين يقدسون العلم التجريدي، أي العلم بغرض العلم. وفي الجانب الآخر، ستصافح أكاديميين سخروا ملكاتهم للشركات التي لا تصرف قرشاً إلا بنية حصاده أضعافاً مضاعفة. الأكاديميون –وإن شكك بذلك البعض- بشر مثلنا، يقعون في الحب، يخشون من الحكومات، يُراودهم الطمع...ولكن أعتقد بإنك ستوافقني الرأي بأن كثيراً منهم غريبو الأطوار، وهذه الرواية لا تنفي ذلك بقدر ما تؤكده.
منذ مستهلها العامر بنبؤات مستقبلية أرى أنها منطقية، مروراً بمنتصفها الذي يصوّر معاناة أهالي عدن أثناء اجتياح 2015 وحتى خاتمتها التي تصف بحيرة سفيتلاير، نرى أن الرواية زاخرة، مترعة، مفعمة. لا يتركك لك سروري لحظة لتلتقط أنفاسك أو تعالج كل هذه الصور الملونة ذات الدقة العالية ، وهو خير من يعلم أن للمُعالِجات قدرة محدودة مهما بلغت سرعتها. هذه الميزة ستعجب القراء اللذين يفضلون الإيقاع السريع. أما أنا فكِدت أن أهتف بالراوي أن يتريث قليلاً حتى أستحلب القهوة الفرنسية، أن يتمهل حتى يُنهكني الرقص في المستشفى السوفيتي، تمنيت لو مكث أكثر في نيودلهي حتى استنشق عبق البهارات الهندية برهة أطول. أحسب أن جرعة المصادفات زادت قليلاً بعض مواضع الرواية، لكن المستوى العام للرواية سيجعلك "تمشّيها".
هناك مما يستحق الطرح والتحليل أكثر مما يتسع له المجال هنا، منها المرارة في نبرة السيد علوان وهو يدون ملاحظاته على الأثر الذي تركته وتتركه التكنولوجيا في حياة الإنسان على صعيد العلاقات الإنسانية والتحصيل العلمي. هناك أيضاً التيمة التي تكررت ثلاث مرات في هذا الكتاب، وقد وردت سابقاً في رواية سابقة لنفس الكاتب: (طائر الخراب)، إلا وهي فرار المحبوبة في اللحظة الأخيرة دون تفسير مُقنع. لا أعلم إن كان هذا إنعكاس لتجربة مريرة خاضها الكاتب شخصياً. إن كانت هذه الفرضية صحيحة فلا بد أن لتسريحته الآينشتاينية سبباً مباشراً في ذلك الهروب.
لربما كانت أحداث الرواية تعكس كثيراً من عناصر حياة الكاتب نفسه، ولكنني اعترف بأن حياة نادر الغريب هي الحياة التي أتمناها: إنجاز علمي، تجوال في أرجاء الأرض، إنفاق من لا يخشى الفقر....وصناعة السعادات الصغيرة.
عندما تقرأ للدكتور حبيب السروري فأنت تقرأ العلم والثقافة، الأدب والشعر، الفلسفة الروحانية والتأمل النفسي العميق لحالتك وتقارن حالتك النفسيّة بما بين سطور الرواية.
تغوص في عقل الكاتب الفذ الذي يأسرك بخياله العلمي الجامح، بكمية المعلومات المذهلة والشيّقة الذي يصبّها في قالب روايته، والمغلفة بنكهة العشق للتكونولوجيا، للسفر والترحال، التأمل والإنصات لجمال الطبيعة من حجر ومدر، والسباحة في عمق البحار بين اللؤلؤ والمرجان في أدب المفردات.
أثبت الكاتب د. حبيب السروري أنه هو حفيد السندباد الآني عندما يبدأ روايته بعام (30 يوليو 2027) متنبئاً بحصول تفجيرات إرهابية تغزوا فرنسا بل أوروبا وأميركا، تسونامي يغرق العالم زلازل وبراكين فيضانات وأعاصير تحيط بالعالم، كارثة مالية أزمات وديون أكبر من أي وقتٍ مضى تصيب العالم تدعه في فوضى وشلل إقتصادي رهيب. “الأرقام الأولية حتّى الآن تشهد ما لم يعرفه تاريخ الإرهاب قبل اليوم: مئات الخزّانات النفطية والغازية تشتعل حالياً; كل مستشفيات أمريكا عاجزة عن استقبال الموتى والمصابين; شللٌ كليٌّ في حركة البورصة والبنوك المغلقة أمام طوابير بشريّة لا نهاية لها .. هلعٌ على الأوجه، ذعرٌ مجنون. الكرة الأرضية، كما يبدو، كوكبٌ معطّلٌ منكوب”. صفحة 16
ثم يسرح بعقل القارئ معه في رحلة من المستقبل إلى الماضي والحاضر في نسيج متجانس يأسر الّلب والخيال .. فيعبر به عبر دول ومحيطات وتاريخ متنقلاً كالسندباد على بساط القلم الرشيق وهو يصف أحداث وأهوال وقعت وستقع في المستقبل.
تنتصر المرأة في روايات حبيب السروري “زنقل كبير على قول أصحاب عدن” بما أنه دائماً يستشهد بأقوال العدنيين سواءً عندما تقابله شخصياً أو تقرأ له .. فهو عاشق من قمة رأسهِ إلى أخمص قدميه في “المرأة، عدن، اليمن، العلم، التكنولوجيا، السفر، والخيال العلمي.
“ تَحدُّبُ قمةِ الكتفِ الأنثوي الرقيق المغلق بهاءٌ قاتلٌ بحدِّ ذاته، وتقعُّرُ باطنهِ عند كشفهِ بهاءٌ أكثر فتكاً. تحدّبٌ وتقعْر، ظلٌّ وضوء، مرئيٌّ ولا مرئيّ، يين وياونغ .. كل الفلسفة الصينية تختفي في ظاهر وباطن ساعد المرأة”. صفحة 17
“كل سراطين بحار الخراب تجثم هكذا إذن على جسم حبيبتي اليمن، تنهش أوصالها، تتغلغل في أحشائها، تلعق شرايينها وأوردتها وشعيراتها الدموية. يمني المسكين مسرحٌ لصراعات القوى الخارجية”. صفحة 185
“اليمن ليست بلداً، هي عشقٌ يصطلي به كلُّ من اندغم به”. صفحة 48
هكذا يعبّر الكاتب عن شعوره وأحاسيسه تجاه المرأة وتجاه أمّه اليمن الذي يكتب عنها بكل أسى وقهر لما حدث ويحدث بها من خراب ودمار، شتات وصراعات داخلية وإقليمية.
يستعرض الكاتب أحداث أوّل دولة عربية “شيوعيّة” قامت في جنوب اليمن. أوجعني وهو يصوّر عدن بعدستهِ الدقيقة مراحل الكفاح المسلّح ثم إنهمار شلالات الدماء تباعاً على مدينتي ومسقط رأسي عدن .. مؤلم أن تقرأ عن الأحداث الدموية لأهالي سكّان عدن المسالمين على يد مُرتزقة أبنائها وتصفية بعضهم البعض بلا رحمة أو شفقة 1969..
“حرب 13 يناير 1986 التي دامت أسبوعين دمار ٌ كليٌّ، وسحقٌ ومحقٌ تنتهي بعدها إلى الأبد هذه التجربة الفريدة، الوحيدة في بلاد العرب”. صفحة 180
إجتياح مرتزقة الشمال لعدن عام 1994 في حرب غير متكافئة سقطت على أثرها مدينة عدن غنيمة وفيد بأيدي القبائل المنتصرة ..
وصول جحافل الحوثي 2015 مدعومةٌ بقوات المخلوع صالح لتشعل أتون الحرب وإبادة شعب رفض الإنصياع للمستعمر القبيلي الهمجي .. تمركز القناصة من ميليشيات الحوثي وصالح على العمارات وقنص بكل مهارة أي كائن بشري على مركز المخ، بين العينين أو في النخاع الشوكي أسفل الجمجمة. استعمال آلات حرب ثقيلة ضد سكّان مدنيين عزّل من السلاح تدمير شامل لكل مرافق عدن وإشعالها بوابل من القصف والحرائق، فصول رأيناها وعايشناها بكل ثانية ودقيقة ونحن في الغربة نتألم بصمت ونحن نرى هذه الوحشية المقززة بين الإخوة. ماذا كان سيكون مصير سكّان عدن لولا تدخل قوات التحالف لوقف المجازر الرهيبة آنذاك؟؟؟
“ لماذا كلُّ تاريخ الإنسان، منذ الأزل وإلى الأبد ربّما، عنفٌ ووحشيةٌ بهذه البشاعة والهمجية؟”. صفحة 50
“الحياة ليست درباً بهيجاً. هي متاهة تصنعها الصدف والمفاجآت، الحاجة والضرورات، الغدر والخيانات. الخفيّ فيها أهمّ وأنطق من الجلي أو المتوقّع!”. صفحة 60
“آه، هذا الكمبيوتر الذي اخترعه الإنسان للهروب والعزلة، قبل أن يتحوّل لاحقاً إلى عبدٍ له!”. صفحة 60
عبثٌ هذه الحياة. روايةٌ غامضةٌ تجهل ما ينتظرك ف�� صفحتها القادمة. صُدَفٌ تُدحرِجُ صُدَفاً على سفوح جبال أحكام الضرورة وقوانين الحياة”. صفحة 101
استعمل الكاتب مفردات عدنية “صمرقعيّة” ... فعلاً أصابني بالصمرقع وأنا أتخيل نفسي معه على بساط السندباد وهو يتجول في الهند وخصوصاً عند ضريح شاه جهان الذي شيّد تاج محل وهو يحاور "نادر" وأنا أسمع حديثهما الشيّق ثم نصيحته للشعوب العربية: “رجوتك يا بُني: احملْ لشعوبكم العربية برقيةً عاجلة. قلم لهم: لن تنجوا إلا إذا دفنتم عصور الطغاة والظلاميين ( كابني أورانجزب) التي تتوالى في تاريخكم حتّى اليوم، واستلهمتم بدل ذلك من أفكارِ أمثالِ ابني الحبيب دارا الذي أراد فتح الجسور بين الحضارات، وجعل الثقافة والفن فناراً يضيء حياة الأمّة”. صفحة 123
عندما كتب الدكتور حبيب في صفحته على الفيسبوك عن روايته حفيد السندباد وعن الروبوت بهلول .. لم أتحفز لقراءة الرواية .. مالي ومال الخيال العلمي الذي سيصبّه علينا صبّاً في روايته الجديدة ! لكنني تراجعت د. حبيب لا يكتب رواية تافهة فهو قد وصل لمرحلة الإبداع القصصي والحس الفكاهي في فن صياغة الرواية ..
رواية “حفيد السندباد” رواية جميلة ومفيدة تستحق القراءة والتجوّل في ذهن د. حبيب السروري الذي يُبحر بالقارئ إلى الماضي بِبساطِ الريح لأعرق المدن التاريخية فيصفها وصفاً دقيقاً ثم يعرج على الأحداث التي حصلت فيها ثم يعبرُ به إلى متاهات الخيال العلمي بأسلوب رشيق وممتع.
يسرد لنا بين الفينة والأخرى حوارات جميلة بينه وبين صديقه “بهلول” الذي جعل الكاتب من الإنسان الآلي المصنّع في اليابان “روبوتات مؤنسنة” شخصية تحاور الكاتب، تسهر على راحته، تعتني به وبصحتهِ، تبرطم من الراوي عندما يستغرق روحاً وجسداً لساعات وهو يقرأ في حاسوب صديقه “نادر” الذي رمى به في الزبالة وقاد دراجة وهو نصف أعمى، شغف الراوي في معرفة ما يوجد في حاسوب صديقه جعل “بهلول” مستاءً جداً منه. طبعاً لا تخلو الرواية من الهزل الجميل عندما يصف الكاتب بهلول بأنه يساهم بحملةً دوليّةً لتشريع حقوق الروبوتات المؤنسنة ويجمع حولها التوقيعات من على صفحات الفيسبوك … رواية ممتعة جداً.
يطل الرواي مسيو علوان اليمني الأصل وفرنسي التعلم و الجنسية من شرفة المستقبل القريب تحديدا عام 2027 حيث يعيش هو البروفسور في علوم الحاسب الآلي وبرمجياتها بمعية مدير أعماله "بهلول " . بهلول الذكي ، المتصرف بشؤون حياة علوان كلُّها / بأكملها /جميعها ، يوجهه في المأكل والمشرب والدواء والطريق والمنام. بهلول هذا كأم مات أطفالها التسعة وبقي طفل واحد تراعاه وتخاف عليه خوفها على عشرة .
هل فاتني أن أقول أن بهلول هذا روبوت مؤنسن! نعم ، في عام 2027 الحياة ستكون بصحبة مثل هذه الكائنات المتطورة ، تكون للمريض طبيب وللوحيد خير رفيق ، وكأننا لكثرة ما ادعينا وجود كائنات فضائية اخترعناها ، المهم ، المستقبل يبشر بالخير إذن وهكذا تطور ؟! يؤسفني أن أقول لا ، إذ ستحكمنا حياة رقمية مقتية ، تتدمر وتنقلب رأسا على عقب متى ما اخترقها لص حاسوبي يجعلنا نحن البشر عبيدا لهذه الكائنات. أو وصلت هذه الكائنات مرحلة إنسانية متقدمة تفكر بالأنا وتثور فسيبوكيا علينا نحن الإنسان / الخالق .
ومن سندباد هذا ؟ أهو بهلول الذكي يسافر في الفضاءات الرقمية يوجه حياة علوان أم علوان يسافر في الفضاءات البرمجية يوجه بهلول ؟
لاهذا ولا ذاك بل هو نادر الغريب صديق السيد علوان في مرحلة الماجستير . صادف علوان وجود جهاز المحمول الخاص بنادر ملقى في حاوية نفايات فأخذه ليكتشف حياة هذا الغريب المِسْفَار ويدرك خفاياه .
الرواية جميلة / غريبة بها سفرٌ كثير وعلمٌ غزير وماهذه سوى أبواب فللحرب مكان هنا وللحب والخيبة فصول .
قبسٌ منها :
- اليمن ليست بلداً ، هي عشقٌ يصطلي به كلُّ من اندغم منه . - الحياة ليست دربا بهيجاً. هي متاهة تصنعها الصدف والمفاجآت ، الحاجة والضرورات ، الغدر والخيانات . الخفيّ فيها أهمّ وأنطق من الجلي أو المتوقّع !
- لا يُهلكنا إلا الدَّهر ، لا يُحيينا إلا البحر !
- سعادة ممارسة الفضيلة ، كما تنصّ عليها التعاليم البوذية ، أغلى من كلِّ مكافأة .
محيرة هذه الرواية. يبدو فيها و كأن حبيب عبد الرب سروري يمزج فيها بين سيرته الذاتية و رواية المستقبل. بأسلوب متشائم و قنوع يتراوح السرد بين الماضي و الحاضر، و الحاضر هو ٣٠ يوليو ٢٠٢٧، لنتعرف على قصة حياة علوان و نادر. علوان الأستاذ الجامعي الذي درس الرياضيات في فرنسا في الثمانينات من القرن العشرين و التقى حينها بنادر الذي انقطعت أخباره منذ انتهاء الدراسة. نادر هو حفيد السندباد الذي يجوب العالم شرقا و غربا و شمالا و جنوبا حيث تأخذنا فضاءات السرد إلى تواريخ و جغرافية الأمكنة التى زارها. مجموعة من المصادفات هي الحياة و لا غير، يقول علوان ، و يأخذنا خلالها في مسارات من القص المشوق.
هذا الكاتب خارق للعادة أيها السادة هذا الكاتب فريد ومبدع وأسير من نوع خاص جداً
العمل من حيث هو نص مبدع وعذب وآسر وبليغ، سياحة في عالَم هذا الكاتب هذا الثرثار العذب صاحب الأسلوب والتعبيرات البليغة . العمل عبارة عن سياحة جغرافية أرضية واسعة وغوض إلى أعماق الكاتب والاستماع إلى هواجسه و تنبؤاته وتأملاته ومخاوفه تجاه الكوكب والعالم والإنسانية.
حسنا أستطيع أن أقول انها كانت تجربة فريدة من نوعها . لهذه الرواية إيقاع خاص بها كمثل معزوفة تستخدم أدوات موسيقية معروفة و لكن بطرق جديدة، فها هو يستخدم عزف الناي مكان صوت الطبول، و عزف التشيلو مكان صوت البيانو. فالرواية مبنية بصفة محبوكة حول السفر و وصف المناطق و الرحلات. و ليس هذا بجديد، حتى و ان كانت بعض المناطق جديدة. و لكن الجديد و المبهر و الجميل و المدغدغ للإحساس و الحامل لك من مكان جلوسك في غرفتك او على اريكتك او طاولة المقهى المفضل لك للقراءة هو طريقة الكاتب السحرية في وصف الأماكن و وصف البطل لتفاعله مع الأماكن التي يزورها. أدركت من خلال قراءتي ان هناك نوع متفرد من أنواع المتعة التي لا نعرف عنها شيئا و تتعدى مستوى شعورنا و استيعابنا و مقدرات وعينا بكثير. تلك المتعة التي لا تأتي و لا تحدث و لا يشعر بها و يستشعرها و يعيشها إلا أولئك الذين يجرؤن على تعدي الحدود، التجربة، و القفز في غمار اللامعلوم، البعيد، و اللااعتيادي. رواية جميلة ستعيش معها خارج الزمن حتى انتهائك منها، و ربما ستجد نفسك تتحمس للذهاب لمكان لم يخطر يوما على بالك انك سترغب بزيارته
روايه جميلة وإستمتعت بقرائتها لكن أحسست أنها تفتقر إلى عنصر مهم وهو الغموض. فمنذ بداية الرواية إلى نصفها أحسست بقليل من الفوضى بين فصولها لكن أحداثها كانت جميلة وممتعة. أوصي بقرائتها.
حفيد السندباد لحبيب عبد الرب سروري رواية تعج بتكنولوجيا والحياة الرقمية أسلوب الخيال العلمي مدقن تنقلات مباغتة بين الماضي والحاضر والمستقبل ملفت للانتباه. وبغض النظر عن صدقية احداث اليمن جائت في احد فصولها ولكنها رواية أدبية رائعة لانغماسها في العوالم الرقمية الممتعة للغالية . من اجمل مقتبسات الرواية "الحياة ليست دربا بهيجا. هي متاهة تصنعها الصدف والمفاجآت، الحاجة والضرورات، الغدر والخيانات. الخفي فيها أهم وأنطق من الجلي أو المتوقع"
حبكة الرواية تبدأ في عام ٢٠٢٧ بالعثور على حاسوب مُلقى في القمامة بجانب مقهى، ليروي بعدها علوان حكاية مستقبل متخيل، عبر الولوج لملفات صاحبه "السندباد" الذي يتبين انه صديقه نادر.
بساطة في القصة ! لكن المتعة تتجلى باللغة الانيقة، سردية يتولى عبرها الروائي اليمني تمرير فكره عن أزمات متعددة في العالم أجمع، بدءا من السبعينيات، واصفاً عادات البلاد وقاطنيها، محدثًا بحميمية عن وطنه اليمن.
ارتسمت على محياي ابتسامات، مطالعة علاقة البطل بروبوته الذكي الذي طور قدراته ليمسي يوما قائد حملة دولية لتشريع يخص الروبوتات يديرها من العالم الازرق.
رواية غنية بالمعرفة، ربما وجدتها مكتظة قليلاً وكأن الكاتب اودع فيها كل ما بعقله من هواجس وأفكار.
لغة الرواية هو ما جعلني أكملها، لغة راقية وثائرة. أعجبتني شخصيات القصة بما فيهم الروبوتات. لكني اشعر ان هناك فوضى في القصة افقدت عقدتها وسبب حدوث القصة. تطور الشخصيات جاء ببطء لان قصصهم جاءت مسردة من طرف اخر فعشنز مفهوم الراوي لا اكثر. ولم تكن هناك مشكلة فعلية تحرك القصة غير ان الشخصية الرئيسية يقوأ أ يوميات صديق قديم له.