يتناول الكتاب بشكل جذاب وقائع أراق فيها خلفاء للمسلمين دماء على جدار السلطة، فقتل فيها الابن أباه، والأخ أخاه، والأب ابنه، عشقا للسلطة، بداية من الدماء التى سالت فى بلاط حكام الدولة الأموية والدولة العباسية مرورا بـ«الطولونية» و«الأيوبية»، وصولا إلى الدولة العثمانية، ويختتم بـ«غروب دولة الخلافة».
وقبل كل ذلك توقف الكاتب مع مقتل ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان، باعتباره «صدمة مؤلمة فى تاريخ العقيدة، لأن القتلة تأولوا قتله، وحسبوا تأويلهم من الإسلام، فقتلوا الخليفة قتلة بشعة وهو شيخ وقور جاوز الثمانين».
واعتبر عطية فى كتابه الجديد أن «اغتيال عثمان ابن عفان ومن بعده على بن أبى طالب على فجيعته لم يكن طلبا للحكم أو سعيا إليه، ولكن منهما بدأت أحداث الفتنة الكبرى».
ينطلق «دماء على جدار السلطة» من جبروت الولاة مرورا بدهاليز صراعات بعض الخلفاء، وكيف بدأ شلال الدماء فى تاريخ أبناء دين يجرم إزهاق الأرواح ويقدس النفس البشرية.
ويناقش رجائى عطية بموضوعية المسكوت عنه حول هل أخطأ معاوية؟ وهل كل ما نعانيه اندلع يوم التقى الجمعان بسبب قميص عثمان؟
ورجائى عطية كاتب ومفكر ومحامٍ مصرى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وخبير بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، شارك فى لجان الدفاع عن الحريات بنقابة المحامين واضطلع بالمحاماة واشترك قاضيا وباحثا بالقضاء العسكرى فى مجموعة من أشهر قضايا العصر، صدر له أكثر من 90 كتابًا فى مجالات الفكر والسياسة، ويكتب المقالات فى العديد من الصحف والمجلات.
الإسم محمد رجائي عطية عبده، اشتهر باسم رجائي عطية، ولد في شبين الكوم (مدينة تابعه لمحافظة المنوفية في مصر). حصل على ليسانس حقوق من جامعة القاهرة عام 1959. دبلوم العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام 1961. عمل بالمحاماة (1959/ 1961) ثم بالقضاء العسكري في وظائفة المختلفة وبالمحاكم العسكرية من ( 1961/ 1976). عمل بالمحاماه مرة أخرى من 1976 . وقد اشترك في لجان الدفاع عن الحريات بنقابة المحامين والمنظمات الدولية والاقليمية وفي العديد من المؤتمرات القانونية في مصر والخارج. له اهتمامات أدبية و ثقافية فمن البرامج الدورية التي كتبها للإذاعة منذ أوائل الستينات: " من هدي القران - من التراث العربي – في مثل هذا اليوم – الموسوعة الإسلامية – أضواء على الفكر العربي – معركة المصير " . كما كتب عدداً من السيناريوهات للأعمال الدرامية التي قدمت في التلفزيون مثل قصة رجل المال للأستاذ توفيق الحكيم و قصة إمرأة مسكينة للأستاذ يحيى حقي. كما كتب العديد من المقالات المختلفة والتي نشرت في العديد من المجلات والجرايد اليومية المصرية. واشترك قاضياً أو باحثاً بالقضاء العسكري في أشهر القضايا : اضطلع في المحاماه بالدفاع في أشهر قضايا العصر مثل قضية التكفير والهجرة (1977) خالد الاسلامبولي ( 1981/ 1982) قضية الجهاد ( 1982/ 1983) وزارة الصناعة (1986/ 1987) وغيرها.
الصراع على السلطة بيوصل الحاكم انه يريق انهار دماء في سبيل الوصول للكرسي، ومش بس بيكون قتل للخصوم، لا دا الأمور بتطور للتمثيل بالجثث، و التفنن في انواع مختلفة للقتل، من القتل صبراً، للصلب، للتوسيط، للدفن حيًا ، لانواع اول مرة في حياتي كنت اتخيل انها ترد على قلب بشر.
وغالبا بيتم القتل دا باسم التقرب الى الله و نصرة الحق و ما الى ذلك، محدش بيعترف ان شهوة السلطة هي الهدف.
في الكتاب دا هنلاقي تأريخ للخلافة من بعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، و فتنة عثمان، و حروب علي و معاوية، و تنازل الحسن لمعاوية رضي الله عنهم اجمعين، و بعد كدا ازاي الخلافة انتقلت من كونها شورى لمَلَكية وراثية.
بياخدنا استاذ رجائي عطية من خليفة للتاني بالترتيب، و بنشوف اد ايه كل خليفة اتلطخت ايديه بدم اي حد هدد عرشه، حتى لو الحد دا أب، او أم، او أخ، او عم، او حتى صديق مقرب.
و بنفضل كدا مع الخلفاء و صراعاتهم لغاية ما بنوصل لانهيار الدولة العثمانية، و من بعدها بيأصل الكاتب لفكرة براءة الاسلام من كل دموية معتنقيه من الحكام.
طبعا التيمة دي قريناها في كتب تانية، اهتمت بنفس الفكرة و هي العنف الغير طبيعي على هامش الحكم اثناء دول الخلافة المتعاقبة، زي كتب استاذ الاساتذة جمال بدوي: "مسرور السياف و اعوانه" و "الطغاة و البغاة" و "تيارات الفكر السياسي في الاسلام". وكتب وليد فكري : "دم الخلفاء" و "دم المماليك".
لكن دا لا ينفي ان كتاب استاذ رجائي عطية يعتبر من الكتب القيمة و المُعتبَرة اللي عرضت الفكرة بشكل في منتهى الجمال و التشويق.
كتاب من امتع ما قرأت، و برشحه لأي حد مهتم بالتاريخ الاسلامي، و بفكرة ربط الماضي بالحاضر، و مقارنة المذابح اللي حصلت زمان باسم الدين_ مقارنتها بالمذابح اللي بتحصل من جماعات الفكر الداعشي و بردو بيتم ارتكابها باسم الدين.
و هنا طبعا بتحضرني الايتين الكريمتين: "قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا. الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون انهم يحسنون صنعًا" صدق الله العظيم
هناك بعض الكتب مهما كتبت عليها من تعليقات تشعر بأن تعليقك بلا قيمة أو فائدةً تُذكر ، هذا الكتاب أحدها !!
فهو كتاب عظيم قوي ومؤلم في نفس الوقت ، كيف أن النفس البشرية أن تكون بهذا الجبروت والجحود في سبيل السلطة ؟! وفي سبيلها - السلطة - يقتل الأخ اخاه (وأحيانا أخاه الرضيع) ويقتل الأب أبناءه أو العكس ، وكل ذوي قربى ورحم !!
كل هذا وتحت مسمى الإسلام وهو منهم بريء !!
تحية للكاتب والجهد المبذول والواضح فيه ، وفي الإسلوب القوي الذي كتب به.
كتاب يستعرض فيه رجائي عطيه .. تاريخ الدم المسفوك على جدار السلطة .. عشق السلطة والركض خلفها والتنافس عليها أراق أنهارًا من الدم .. كانت تسيل تحت أقدام الخلفاء ! . _ مشاهد مؤلمة من التاريخ الإسلامي .. _ مأساة قتل حجر بن عدي وصحبه _ قتل ابن الصديق " محمد بن أبي بكر " والتمثيل بجثته ! _ مذبحة كربلاء .. وقتل سيّد الشهداء " الحسين بن علي " والتنكيل بآل البيت ! _ موقعة الحره ، حصار مكه ، قتل عبدالله بن الزبير ! _ اما في العصر العباسي .. فوصلوا مرحلة لم يصلها أحد قبلهم .. فهذا الابن يقتل أباه ، والأخ يسفك دم أخيه ! _ فتنة " خلق القران " في عصر المأمون والمعتصم الذي ذهب ضحيتها عدد من الفقهاء ! _ نكبة البرامكة .. صلب وحرق جثة جعفر بن يحيى البرمكي ! . .
" لم يقتصر جرم من خاضوا في الدماء ومرت بنا مشاهدهم ، وأزهقوا الأرواح بغير حق ، لم يقتصر جرمهم على هذه الجرائم الشنيعة التي تشيب من هولها الولدان ، وإنما كانت الطامة الكبرى أن هؤلاء المخضبة أيديهم بالدماء التي أراقوها ، وبالأرواح التي أزهقوها ، كانوا يتشحون بالإسلام ويحسبون أنفسهم على الإسلام ، ويتسمون بألقاب الإسلام ، ويصفون الحكم الذي مارسوه وأهدروا في ظل استبداده ماأهدروه وسفكوه من الدماء بأنه " خلافة اسلاميه " متجنين بذلك على الإسلام الذي نزل من الله تعالى هداية ورحمة للعالمين " . .
كتاب تاريخي فيه استعراض كبير لمختلف الدول التي حكمت العالم الاسلامي منذ الدولة الاموية وحتى نهاية الدولة العثمانية وكيفكان الصراع على السلطة والحكم سببا في اراقة الدماء وللحق فانه كلما تاخر الزمان ازداد بشاعة الصراع حتى وصل الى قتل الاب لابنه والابن لابيه في دوامة الصراع على الحكم بينما لم يحدث هذا في الدولة الاموية ورغم التحذيرات النبوية من اراقة الدماء بغير وجه حق الا ان ذلك لم يردع المسلمين مع الاسف من فعل ذلك لكن من جهة اخرى هل سفك الدماء في الصراع على السلطة تميزت به الدول الاسلامية ام كان هو السائد في جميع الامم في العصر الوسيط اظن ان الاجابة واضحة وهي انه كان هو السائد في كل الامم
تتبع خط الدم للسيطرة على السلطة و كرسي الخلافة منذ صراع معاوية على الخلافة حتى الدولة العثمانية. لابد من قرأته لانه ملخص رائع للصراع حلو السلطة والتي اثرت كثيرا على صورة الإسلام بالسلب. صراع بين ابناء العمومة او الاخوات او الاب وابنه من اجل الكرسي.
كتاب رائع. يتحدث عن السلطة و كيف أنها تغير النفس البشرية و ان النفوذ والسلطة المطلقة داء يستشري في المجتمعات منذ مئات السنين و ربما خاصة المجتمعات العربية.