الحمد للّه الذي عرَّفني هذا السيد بكتبه وأبحاثه العظيمة والمهمة لكل من ينتسب لمذهب التشيع الإثني عشريّ أن يقرأها ويتفهمها. فقد تنبهتُ في بحثه هذا وبحثه عن الإمام الحسن عن جهلٍ ما علمت وجوده فيَّ، لا لأن لديّ من العلم شيئًا، إنّما لأنه قد استغرق في تأمله الروايات ووضع إحداها جنب الأخرى حتى كشف لنا عن حقائق في تاريخنا ما سمعنا عنها بشكلٍ كاملٍ صافٍ، أو أننا سمعنا بها متفرقاتٍ لكن مع تشويه النتيجة التي تفضي دائمًا للطعن في المعصومين عليهم السلام أو شيعتهم عامةً وخاصة. كما أنّي عثرتُ، كما الضال، على هويتي كشيعية، بمعرفة أصلي بسلفي الشيعة العراقيين بجهادهم وتحملهم ما لا تطيق مخيلتي على الإستيعاب والتصوّر من التعذيب والقتل ليوصلوا لي - أنا المتنعمة في ديني وعقيدتي ومذهبي بلا أدنى شقاءٍ يُذكَر- دين رسول اللّه الصحيح، وأحاديثه الصحيحة، وإرث الأئمة الأطهار من صلبه من أحاديثهم وسُنَنهم. أوصلوها بعيونٍ سُمِّلَت، وأطرافٍ قُطِّعت، وأبدانٍ صُلِبت، وأرواحٍ عُذِّبَت وسُجِنت ونُفِيت ثم أُزهِقَت ومُثِّل بها، وأرحامٌ قُطِّعَت، وستورٌ هُتكت. كلّ هذا لنحفظ كلمة اللّه عالية، ورسالة نبيه سامية، ونحفظ وُدَّ القربى من آله ممن أوصانا مرارًا بحقهم.