يسدي الآباء والأمّهات إلى أبنائهم أطناناً من الوصايا، بطريقة عشوائيّةٍ أحياناً، وبصرامةٍ منفّرة في أحيانٍ أخرى. بحجّة حمايتهم والحرص على صيتهم الحسن، يكبّلونهم. أمّا وصايا فادي عزام للابنة وللابن وللوالد فلا تكبّل، بل تحرّر. هي لا تكسر السائد بل تجتاز الحدود لما خلفه. لا تحرّض على الانقلاب بل على اكتشاف قيمة الحرّية في الجسد والروح والعقل. لا تدعو للمعصية بل للعصيان على الألم والموت البطيء. لا تلقّن، بل تستدعي الحكمة الداخلية لتحقيق الخير والحق. هذه وصايا تحتفي بالإنسان الذي فينا، وتدعوه للعودة إلى نفسه لا أكثر.
"إذا أزفت ساعة التحليق، فلا تؤخري الطيران ولكن لا تحاولي الطيران قبل أن تتأكدي من قوة الأجنحة..."
الوصايا كتاب للكاتب السوري فادي عزام وهو عبارة عن ٣٠٠ وصية مقسمين إلي ٣ أجزاء.. ١٠٠ وصية لإبنته التي لم تولد بعد و ١٠٠ لابنه و ١٠٠ لوالده..
الكتاب جميل خصوصاً الوصايا الموجهة لابنته وكنت أتمني أكتب معظمها هنا في المراجعة..
"ليس مهماً ما تضعين على رأسك بل المهم ماذا تضعين في رأسك.."
"استقبلي المديح لجمالك بفرح. المديح لجسدك بطيبة، المديح لعقلك بفخر، واقتربي ممن يقدر الثالثة معاً."
"الفراغ عدوك الأول، اكسيه بالحركة، كوني راقصة دائماً، لا تتوقفي عن الرقص.."
"لا تضعي نفسك في إطار، وتحاولي أن تشبهي الصورة المتخيلة. كوني فقط أنت ِ مثلما أنت ِ.."
"في الأربعين ولادة ثانية؛ لا تخافي من العمر. في الخمسين يمكن أن تحبّي، وفي السبعين يمكن أن تتزو ّجي من جديد... دعك من آراء الآخرين."
"غشاء البكارة لا علاقة له بالشرف.."
وفي وصية معبرة جداً قالها الكاتب لوالده لا تستشهد لي بالأقوال والكتب، لا تغلق أبواب عقلي بأي ّ مقدس، علمني بعض الأغاني لأيّام الحزن. و أخيراً لا تكتب لي وصايا للحياة، اكتب لي عن الحياة.. كتاب جميل😍 التقييم ٣.٥
هل إلى هذه الدرجة أصبح محتوانا تافهًا وعديمَ المسؤولية؟! هل إلى هذه الدرجة من الوقاحة بات علينا أن نرى ونسمع ونقرأ هذه الترهات تحت مسمى الوصايا؟! هل هذه هي الوصايا التي نريد أن يمنحَنا إيَّاها الأهلُ ونتركَها لأطفالنا في المستقبل؟! هل أصبحت التربيةُ والأخلاقُ والقيمُ الدينيةُ قيودًا؟! هل التردي الأخلاقي هو الحريةُ الآن؟! وهل المبادئُ موضةٌ تأتي وترحل، وكأنها مقصوصةٌ من زمانٍ دونَ آخر؟!
لا أتصور أن هذا الكلام هو القاعدةُ المباحةُ في تصوير الحريات والانطلاق الفكري اليوم، ومن وجهة نظري، إن كانت الحضارةُ والتقدمُ على هذه الشاكلة، فمرحبًا بكلِّ ما هو رجعيٍّ، وأهلًا بكلِّ ما هو بدائيٍّ...
وللأسف، فإن البلدانَ التي طحنتها الحروبُ واضطر مواطنوها إلى المغادرة نحو دول الغرب، أصبح العديدُ منهم – لا أقول الغالبيةَ ولا الجميعَ – بهذا التفكيرِ، في محاولةٍ بائسةٍ منهم لخلعِ ثوبِ التخلفِ المزعومِ، الذي أقنعتنا به دولُ العالمِ المتقدمِ – تكنولوجيًّا لا إنسانيًّا – ومن جراءِ ذلك كله، وقع كلٌّ من دينِنا العدلِ وتقاليدِنا الجميلةِ بين هؤلاء المتطرفينَ في التحررِ المُهلهَلِ...
لماذا لم تكن الوصايا، عوضًا عن ذلك، شيئًا قيمًا؟! ما بالُ الرجالِ أصبح تطورُهم مساويًا لانعدامِ الغيرةِ والشرفِ؟! شكرًا طوفانَ الأقصى، علَّمتنا كيف يجب أن يكونَ الرجلُ الحرُّ...
١- أنجبي طفلًا قبل الثلاثين. ٢- إذا تعرضتِ لإبتزاز بحجّة الفضيحة أفضحي الفضيحة. ٣- ليس مهمًا ما تضعين على رأسكِ بل المهم ماذا تضعين في رأسكِ. ٤- أخطئي وﺗﻌﻠﻤﻲ، ﻣﻦ ﻻ ﻳﻘبلكِ مخطئة ﻟﻦ يقبلكِ ﺃبداً. ٥- ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ليست مضطهدة، ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﻧﺴﺎﻥ مضطهد، يعوض ﻧﻘﺼﻪ ﻋﻠﻰ الأضعف جسدﻳًﺎ ، ﺃﻭ ﻧﻔﺴﻴًﺎ ( ﺃﺗﻘﻨﻲ أحد فنون ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ). ٦- ﺳﻴﺘﻮﺟﻊ قلبكِ ﻣﺮﺓ ﺃﻭ ﻣﺮﺗﻴﻦ، ﺍلمهم ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻲ ﻗﺎﺩﺭﺓ على الحب. ٧- ﻻ ﺗﺘﺰﻭﺟﻲ ﺭجلًا ﻻ ﻳﺤﺒﻪ عقلكِ. ٨- لا يمكن أن تتحرري وأنتِ غير مستقلة ماديًا، من يصرف عليك يحكمك بقوانينه. ٩- الرضا جيد بكل شيء إلا بالمعرفة، وخاصة للمرأة إذا أرادت أن تكون مميزة. ١٠- أستقبلي المديح لجمالك بفرح، المديح لجسدك بطيبة، المديح لعقلك بفخر، واقتربي ممن يقدّر الثلاثة معًا. ١١- الفراغ عدوكِ الأول أكسيه بالحركة، كوني راقصة دائمًا، لا تتوقفي عن الرقص. ١٢- العلم والثقافة لا يعني المدرسة ولا الجامعة فقط، دائما هناك شيء يمكن أن نتعلمه من أبسط الأشياء ولو من مراقبة نملة. ١٣- الرجل حين يُغرم يريد الإستيلاء، على ماضيك وحاضرك، وغالبا لا يهمه مستقبلك .. إحتفظي دائما بشيء لك. ١٤- لا تضعي نفسك بإطار، وتحاولي أن تشبهي الصورة المتخيلة .. كوني فقط أنتِ مثلما أنتِ. ١٥- لا تخشي الرفض، من يرفضك بصدق أفضل ممن يقبلك كاذبا. ١٦- ساعدي الرجل ليكون رجلا بأن تحترمي ضعفه، الرجولة ثمينة يا ابنتي مثلها مثل الأنوثة، وتذكري أن الفحولة والذكورة قشور الرجولة، فأول صفات الرجولة الشهامة. ١٧- الحياة ليست غابة إذا كنت مسلحة بقلب محب وعقل منفتح ويد منتجة. ١٨- بداخلك أيضآ ذكر صامت حاولي أن تنصتي إليه ١٩- أنوثتك لا تعني أن تكوني ضعيفة، بل مُذوقة. ٢٠- ليكن لديك دائما مشروع جديد لتبدأيه، الحياة تبدأ بعد الزواج و تبدأ بعد الطلاق، ما دمت تتنفسين هناك دائما ثمة بداية .. لا تقولي أبدا لقد انتهيت. ٢١- دائما سيكون هناك الأفضل والأجمل والأشهى .. قدّري ما تحصلين عليه فيصبح هو الأشهى .. إبتدائآ من “الإسكربينة” و ليس إنتهاء برجل . ٢٢- صادقي الصادقين وليس المميزين .. فكل صادق مميّز و لكن ليس كل مميّز صادق. ٢٣- كل امرأة تحلم بحب عظيم، وكل حب يقوم على التنوير هو حب عظيم بخيمة أو بقصر هذا إجراء لا علاقة له بالحب. ٢٤- أن تكوني مرغوبة، محبوبة، ملفتة للنظر كل هذا يحدث على السطح المهم أن تكوني قادرة على الاستمرار والفرح حتى بدون كل ذلك. ٢٥- الغيرة إن تملّكتك أهلكتك، الغيرة نار لا يبردها أي ثلج أو تبرير، ثقتك بنفسك بداية الشفاء. ٢٦- الرجل أكثر هشاشة بكثير مما تتصورين، والمرأة أقوى بكثير مما يحاولون أن يقنعوك به. ٢٧- لا تستمعي للنميمة ولا تشاركي بها، النميمة الصغيرة بداية قطيعة كبيرة. ٢٨- قد يعارضك الكثير من النساء أكثر من الرجال، تحمليهن فمجتمعنا تعرض لعقود كثيرة من التضليل، وكلما ارتقيت في العلم أو العمل تعلمي أكثر. ٢٩- منتجة الفكر واليد، لذيذة الحضور، مُفتقدة بالغياب، راقية الكلمة، محلّقة الخيال، هذه ليست أكسسوارات، إنها من سحر الأنوثة. ٣٠- لا تقوليها بسهولها ولا تسمعيها بسهولة .. تلك الجملة الساحرة الخارقة التي تتوق إليها جميع الكائنات (أحبك). ٣١- سيدات الأغلفة الجميلات يبقين سيدات أغلفة. ٣٢- لا تحاولي كثيرًا فهم الرجل، ببساطة لأنه ليس لديه ما هو جدير بالفهم إنما بالتفهم. ٣٣- شريك الحياة الذي يجعلك خلفه سيتركك، والذي يجعلك أمامه سيطعنك، أمشِ مع من يُبطيء الخطو لتظلي بجانبه، و مع من يبذل الجهد ليلحقك إن تقدمته. ٣٤- عالم الرجل من قش، وعالمك الداخلي من نار، تكفي نظرة واحدة حقيقية منك أحيانا لتشعلي كل شيء. ٣٥- الحياة الواقعية بإنتظارك ولكن لا تدخليها قبل أن تتسلحي بمهنة تحبينها وتدفني جثث العاطفة، لا تتركي ما مات حيآ في قلبك وأكرميه بدفنه وإلا لوثتك رائحة عطن العواطف النافقة .. لا تنتقمي ممن خذلك بل تفوقي عليه و سيعتذر لك يوما.
لابأس ببعض محتويات الكتاب. لكنه يعزف وبوضوح على نغمة "الفيمينيزم". اكتب الكلام الذي سيعجب القراء بغض النظر ان كان مناسبا للواقع أم لا، بغض النظر ان كان حقيقيا أم محض خيال ووهم، وبغض النظر عن الأضرار النفسية المترتبة عن نشر بعض الأفكار المشوهة التي استوحيت من الغرب بطريقة النسخ واللصق لابطريقة الالهام. المهم هو تحقيق نسبة المبيعات المطلوبة. البعض يقوم بذلك عن طريق العزف على أوتار "نظرية المؤامرة" أو "التميز العرقي" أو "التاريخ الوهمي" أو غيرها. والبعض يعزف على أوتار "الفيمينيزم". خصوصا أن ظهور كاتب سوري "فيمينيست" في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد قد يؤدي لجلب أنظار وسائل الاعلام الغربية. وان حصل هذا فستكون فرصة للثراء السريع دون شك.
أنا من المناصرين لقضية المرأة ولطالما استنكرت استغلالها والتقليل من دورها تاريخيا. لكن التطرف في ذلك أمر خاطئ. ذلك بالطبع لن يمنع الناس من شراء الكتاب، لأن مثل هذه المؤلفات تلاقي رواجا ملحوظا لدى البسطاء الذين يتوقون لسماع مثل هذه الآراء. الحقيقة ليس لها معجبون كثر
أتمنى أن يصبح لدى الكتاب غرض أنبل من تحقيق نسب مبيعات مرتفعة في المستقبل. أعتقد أن الكاتب يتمتع بموهبة جيدة وأسلوب منمق
رافقتني "الوصايا" أمس في رحلتي عبر الأطلسي وكان وقعها خفيفًا خفّة الغيوم وثقيلة المغزى ثقل الطائرة التي حملتنا. في وصاياه الثلاثمئة إلى ابنته التي لم يرزق بها، وابنه، ووالده حتّى، قال فادي عزّام ما لا يجرؤ معظم الآباء على قوله. من الوصايا التي راقت لي: إلى الابنة: "ليس مهمًا ما تضعينه على رأسك بل المهمّ ماذا تضعين في رأسك" و "غشاء البكارة لا علاقة له بالشرف"، كاسرًا بذلك اثنين من أكثر التابوهات التي تقيّد نساء مجتمعنا. وقال لها "في الأربعين ولادة ثانية؛ لا تخافي من العمر. في الخمسين يمكن أن تحبّي، وفي السبعين يمكن أن تتزوّجي من جديد...دعك من آراء الآخرين". أما ابنه، فأوصاه: "إياك أن تسخر من أي فقير أو مسكين أو حامل علّة، إيّاك أن تصادق من يسخر منهم" وكذلك: " كلّ يوم يمكن أن يكون بداية جديدة، لا تقل فات الوقت على أيّ شيء، لا تتوقّف عن اللعب حتّى في التسعين". جميلة وصاياك يا فادي بشفافيّتها ووضوح هدفها. #فادي_عزام #كتاب_الوصايا #مراجعة_كتب #كتب_عربية #هاشيت_أنطوان #نوفل #hachetteantoine #naufalbooks
كل وصية احلى من تاليها وكلها في محلها للاشخاص الثلاثة :)
اسقطتُ وصاياه لوالده على نفسي من ابنتي وابنتي ، لطيفة لمحاسبة الذات …
#لاتعط صديقك فرصة ثالثة فلو كان صديقك لما احتاج الى ثانية # لا تعط وعدًا لا تستطيع تنفيذه # كل يوم يمكن ان يكون بداية جديدة ، لا تقل فات الوقت على أي شئ ، لا تتوقف عن اللعب حتى في التسعين
في عام 2021 وجدت قناة على YouTube تُدعى "اقتباسات وأقوال" كنت اتابعها منذ بضع سنوات، ولكن من أكثر سلاسل الفيديوهات التي أثرت في كانت وصايا الكاتب السوري فادي عزام لابنته التي لم تأتِ، وفي الواقع لم أكن أعلم أن تلك الوصايا الذهبية في كتاب يُعتبر مزيج ثلاثي من النصائح لابنته، ولابنه آداد، ولوالده.
أحب هذا النوع من الكتب المليئة بالنصائح وغير مُغلفة بالتصنع، فلقد قرأت كتابين على غراره مثل: "وصايا" للكاتب/ محمد الرطيان، وكتاب "مميز بالأصفر" لآتش جاكسون براون وروتشيل بنينجتون، ولكني فضلتهم عن كتاب الوصايا.
أغلب الوصايا التي أحببتها كانت للابنة، ولكن على الرغم من أنني أحببت هذا الكتاب إلا أنني أرى أن هناك بعض النصائح الجريئة في الكتاب، ولكنه كتاب رائع.. سأنفذ منه النصائح التي تليق بي وأحتاجها بشدة وتتناسب مع مبادئي، وسأختلق نصائحي الفردية، ومن أهم الوصايا التي أحببتها كانت: ❞ليس مهمًا ما تضعين على رأسك، بل المهم ما تضعين في رأسك❝
❞لا يمكن أن تتحرري وأنتِ غير مُستقلة ماديًا، فمن يصرف عليكِ يحكمك بقوانينه❝
❞لا تتزوجي بدون حُب، لا تتزوجي رجلًا لا يحبه عقلك❝
❞صادقي الرجل كما تصادقين المرأة، لا تعطي أسرارك لأحد❝
❞لا تفسدي أنوثتك بالشتائم والسلوك الرخيص بحجة الحرية.. الحرية هي أن تكوني أرقى دائماً❝
❞الحياة ليست غابة إذا كنتِ مُسلحة بقلب مُحب، وعقل مُنفتح، ويد مُنتجة❝
❞الرضا جيد في كل شيء إلا المعرفة خاصةً للمرأة إذا أرادت أن تكون مُميزة❝
❞الفراغ عدوك الأول، اكسيه بالحركة، كوني راقصة دائمًا، لا تتوقفي عن الرقص❝
❞لا تتخلي عن أحلامك مهما كانت الظروف، لتكن أحلامك شبيهة بك❝
❞الآخر هو الجحيم حين تحوّلين كل توازنك الداخلي لعالمه، ارحميه وارحمي نفسك، ليكن دائمًا مركز توازنك أنتِ❝
❞الغيرة إن تملّكتك أهلكتك، الغيرة نار لا يبردها أي ثلج أو تبرير، ثقتك بنفسك بداية الشفاء❝
❞مُنتجة الفكر واليد، لذيذة الحضور، مُفتقدة بالغياب، راقية الكلمة، مُحلقة الخيال، هذه ليست اكسسوارات، إنها من سحر الأنوثة❝
❞إذا أزفت ساعة التحلق، فلا تؤخري الطيران، ولكن لا تحاولي الطيران قبل أن تتأكدي من قوة الأجنحة❝
❞الحياة الواقعية بانتظارك، ولكن لا تدخليها قبل أن تتسلحي بمهنة تحبّينها، وتدفني جثث العاطفة، لا تتركي ما مات حيًا في قلبك، وأكرميه بدفنه، وإلا لوثتك رائحة عطن العواطف النافقة، لا تنتقمي ممن خذلك تفوقي عليه، وسيعتذر لك يومًا❝
لم ينل إعجابي فصل الوصايا للابن، فلم أرى في حياتي والدًا ينصح ابنه بشرب السجائر والبيرة، والخمر، وأشياء أخرى لا داعي لذكرها، ولم ينل أيضًا أعجابي الوصايا التي قدمها للوالد، فلقد شعرت أن الابن يأمر والده، ويتمرد، وكل ذلك بحجة الهرمونات، فشعرت أن أسلوب الوصايا كان جريئًا وفظًا، فكان من الممكن أن يكون بصيغةً أفضل من ذلك، ولكن مازال يعجبني فصل الوصايا التي قدمها لابنته، فإذا عملت بها حتما سأصل لما أريد.
الفكرة ليست جديدة لكن اللغة والمقاربة تجعل من الوصايا فيض من ينبوع الحكمة والجمال
الوصايا الأبدع حقيقة هي الجزء الثالث وصايا إلى الوالد ولد يوصي أباه فيها إدانة مدهشة وجارحة لسلطة الأب وصايا إلى ابنتي هي الاشهر وغالبا لن تعجب الذكور لكنها تلقي الضوء إلى مجتمع باكمله بعيدا على الذكورة والانوثة الوصايا ليست فيمنيست ولا تعمل ولا تكرس هذا المفهوم بل على العكس تنتقده الوصايا قوتها في عمقها وبلاغتها وبساطتها وبنفس الوقت قدرتها على استفزاز الرواكد دون جعجعات كبيرة ولا دعوات مشبوهة للحرية إنه كتاب بديع يستحق أن يكون في كل بيت غا
مُقلقة بعض الجمل في هذا الكتاب، لأنها في جوهرها تحذير للأهل: أطفالكم سيتحدثون بهذه المواضيع، فافتحوا لهم النوافذ، ولكن لا تسمحوا للريح أن تقتلعهم.
التغيير قادم، وحتمي.
في بعض الوصايا نذيرٌ وتحذير: كفانا كذبًا. لنتحدث مع أطفالنا بعمق، ولنتركهم يتحدثون معنا بالعمق نفسه.
نحن في عصرٍ لم يعد يجدي فيه الاختباء خلف الاستتار.
بغضّ النظر عن بعض ما كُتب، يبقى هذا حديثًا حقيقيًا يجري في حياة أطفالنا، ولا يجدون له سوى "وصفات" لم تعد تُجدي.
علينا أن نبدأ بإعداد أطفالنا للمستقبل. القيم والأخلاق عمادها الأول هو الصدق، أما الدين فيساعد، لكن المتديّنين من الخارج لا ينتمون جوهريًا إلى كل الحقيقة، ولا يملكونها كاملة.
آفة مجتمعنا العربي، بكل مشاربه، هي نفي الآخر، والتصنيف، والتكفير.
بعد ما حدث في غزّة، وبعد كل هذا الدم في المنطقة، علينا أن ندرك أن المستقبل لا ينتظر أحدًا.
فلنحرّر أطفالنا من عقليّاتنا، ولنزوّدهم بالحبّ، والشجاعة، والصدق، وهم سيكملون الطريق.
ولنحرّر نحن أنفسنا من الخوف.
هذا الكتاب يحمل ومضاتٍ باهرة. شخصيًا، أنصح بشدّة بقراءته، ومناقشة أفكاره مع الأبناء والبنات، وسماع آرائهم فيها — حتى لو تناقضت معنا.
لا شك ان الكتاب جميل و ان جواه وصايا كتير صح بس المشكله هنا عدة وصايا تختلف معانا تماماً و انا هنا مش بقصد المجتمع انا هنا قصدي ك مسلمين. اول حاجه و هى اول وصيه اللي بتتكلم عن ( مش المهم اللي على راسك ، المهم اللي ف راسك ) .. ف اول حاجه عايزه اقولها ان لا المهم اللي ع الراس ، لانه فرض.
تاني حاجه و هى وصيه رقم ٦٩ ، لستِ قارورة ليترفّق بيكِ أحد ؟ يعني الرسول (صل الله عليه و سلم) يقول رفقاً بالقوارير و انت تقول لستِ قارورة ، معذرة و لكن من انت؟
في الوصيه ال ٤٤ لأبنه يقول ( التدين ثوب و الدين متجر ملابس) ؟ و لكنه ايضاً يذكره ب الا ينسى موعد قبلتهُ الاولى.
"الوصايا" (هاشيت أنطوان – نوفل، 2018) كتاب جديد للروائي السوريّ فادي عزّام، يُضاف إلى روايتين وكتاب سردي ومجموعة شعرية في رصيد الكاتب.
في مقدّمة الكتاب الذي جاء في 324 صفحة، يقول عزّام: "أدب الوصايا فكرة قديمة لا أدّعي أنّي سبّاق لها. والخلاصات الموجودة هنا في معظمها أفكار يعرفها الآباء والأمّهات، ويردِّدونها قولًا ويمارسونها فعلًا. فإلى هؤلاء أدين بالشكر والمحبّة".
لا يُطالب أحدًا بالالتزام بهذه الوصايا، مؤكِّدًا أنّها: "مجرّد اقتراح للتواصل، لا تكفي إن لم يكن هناك حامل حقيقي لها في مجتمعاتنا العربية. كلّ ما في الأمر أنّ هذه الدعوة لنا جميعًا، كي نرى أبناءنا بعين أخرى، وقلب آخر، وعقل أكثر صفاءً وانفتاحًا".
ضمّ كتاب "الوصايا" 300 وصية، يقول فادي عزّام إنّ 3 منها هي الأكثر قربًا إليه، وهي: "لا تصنف نفسك ولا تجعل أحدًا يصنفك، من تصنفه تخنقه" و "لا تشارك حاقدًا ولو بفكرة" و"ما طعم الشمس؟ أين يذهب الأموات؟ هل تريل النجمة؟ متى يزورنا الله؟ هل تنام الأسماك؟ لماذا نكبر يا أبي؟: تامة التمام وكمال الاكتمال. الأصل والفصل، الوجهان والوجهتان. الإقامة والرحيل، الظهور والغياب، الحق والباطل، الإيمان والكفر، الذكورة والأنوثة. كل الثنائيات حادّة الشقاق ملتحمة في جوهرك كليلٍ يتبعه نهار، كل الإجابات معقودة في روحك فقط عليك أن تزيحي عنها الغبار".
إنّ ما يودّ قوله في كتاب "الوصايا" هو: "يسدي الآباء والأمّهات إلى أبنائهم أطنانًا من الوصايا، بطريقة عشوائيّةٍ أحيانًا، وبصرامةٍ منفّرة في أحيانٍ أخرى. بحجّة حمايتهم والحرص على صيتهم الحسن، يكبّلونهم. أمّا وصايا فادي عزام للابنة وللابن وللوالد فلا تكبّل، بل تحرّر. هي لا تكسر السائد بل تجتاز الحدود لما خلفه. لا تحرّض على الانقلاب بل على اكتشاف قيمة الحرّية في الجسد والروح والعقل. لا تدعو للمعصية بل للعصيان على الألم والموت البطيء. لا تلقّن، بل تستدعي الحكمة الداخلية لتحقيق الخير والحق. هذه وصايا تحتفي بالإنسان الذي فينا، وتدعوه للعودة إلى نفسه لا أكثر".