يأتى هذا الكتاب منعطفًا حاسمًا في قضية الحل الإسلامي، فهو دراسة شاملة، لم تتوفر في أي مصدر من قبل، عن تاريخ المحاولات السعودية من أجل الحل الإسلامي، منذ محمد بن عبد الوهاب إلى إعلان المملكة العربية السعودية، وهي دراسة كل صفحة فيها بل كل ملحق وهامش يضيف معلومة جديدة ويرتبط بفكرة جديدة، فهو كتاب جدير بأن يثير حوارًا خصبًا داخل صفوف انصار الحل الإسلامي، وبين هؤلاء الأنصار وخصومهم. علمًا بأن هذا الحل هو مجرد أمنية وليس له علاقة بأي نظام قائم .. (الناشر)
كاتب وصحافي وباحث ومفكر، مصري. ولد الأستاذ محمد جلال الدين محمد علي كشك في بلدة «المراغة» بسوهاج، وكان الأب يعمل قاضياً في المحاكم الشرعية، وهو الشيخ محمد علي كشك، وذكر الأستاذ جلال كشك عنه في أحد كتبه أنه كان أول من أصدر حكماً شرعياً في مصر بتكفير البهائيين، وتلقى تعليمه الأولي بالقاهرة، والثانوي بمدرسة «بمبا قادن» الثانوية بـ«الحلمية الجديدة»، لسكنه حينئذ بالمنطقة الواقعة بين شارع سوق السلاح وباب الوزير بحي الدرب الأحمر. والتحق بكلية التجارة، جامعة «فؤاد الأول» (القاهرة) عام 1947م، وانضم قبلها – عام 1946م – إلى الحزب الشيوعي المصري، وحصل على إجازة الليسانس عام 1952م، وأدى امتحان نهاية العام وهو سجين في معتقل «هايكستب»، بتهمة التحريض على قتل الملك.
ومن مواقفه أنه عندما كان طالبًا بكلية التجارة جمع بعض زملائه في ديسمبر 1951م، ليهتفوا ضد تعيين حافظ عفيفي رئيساً للديوان الملكي، لم يقف عند هذا الحد، فانطلق يهتف بحياة الجمهورية قبل أن يعلنها محمد نجيب بحوالي عام (يراجع كتاب «القاهرة» للأستاذ أحمد محمد عطية). وطالب بتأميم القناة، وإلغاء الاحتكارات الأجنبية في سنة 1951م في كتابه الثاني «الجبهة الشعبية»، الذي كان يدرّس في الخلايا الشيوعية، وراج أيامها أن الكتاب هو لمنظمة شيوعية تحمل هذا الاسم، وأنها وضعت اسم أحد أعضائها على الكتاب، ولكن بعد سنوات ذكر المستشار طارق البشري في كتابه «الحياة السياسية في مصر 1945 – 1952م» أن الحزب لم يصدر هذا الكتاب، وأن الكتاب خاص بصاحبه (محمد جلال)، وقُدِّم بسببه إلى النيابة، واتُّهم بالدعوة إلى قلب نظام الحكم، ولم تسقط القضية إلا بقيام الثورة، وفي مقالة له بعنوان: «الجياع بين ضريبة الملح وحيازات القمح» قارن بين إعدام ملك فرنسا بسبب ضريبة الملح، وما يجري في مصر آنذاك باسم حيازات القمح، وقُدم إلى المحاكمة، واعتُـقل محمد جلال كشك، ولم يُفرج عنه إلا بعد انقلاب يوليو. وق كان في مصر ما يقارب العشرين حزبا شيوعيا، لأن أغلب هذه التنظيمات كان يقوم بتمويلها الصهاينة بمصر : منهم (تنظيم الراية) الذي شارك في تأسيسه الأستاذ جلال, ومنها (الحركة الديمقراطية للتحرير الوطني), ومنها (الحركة الديمقراطية الشعبية- د. ش-), ومنها (أسكرا), ومنها (المنظمة الشيوعية المصرية).. الخ. وبعد خمس سنوات من الانتظام في الحركة الشيوعية المصرية اعتزل الأستاذ جلال الحزب الشيوعي عام 1950م وعمره 21 عاما على أثر خلاف حول الكفاح المسلح في القتال والموقف من حكومة الوفد. يقول الأستاذ جلال: “هنالك فترة مرّ بها كل ماركسي في أطوار تخليه الرسمي عن العمل في الحزب, يقول فيها: إن الماركسية فلسفة عظيمة …إلا أن الماركسين العرب انحرفوا عنها, وهذا في الواقع بسبب فساد الماركسية نفسها”.
عاش الأستاذ بين عدم الانتماء حتى عام 1958م حيث تبيّن له بصورة واضحة (خيانة الشيوعين للفكر العربي حينما عارضوا الوحدة العربية)، وقد كتب وقت الجدال على صفحات الصحف حول دستور 1923م، وإعادة العمل به، وبكافة مظاهر النظام القديم، ولكن من دون الملك، حيث كتب في جريدة «الجمهور المصري»: «لماذا يعود هذا الدستور»؟! وكان الجواب على الفور إغلاق الجريدة، وإيداع جلال كشك في معتقل «أبوزعبل» لمدة عامين وشهرين!! وخرج بعدها ليعمل بجريدة «الجمهورية»، وتم إيقافه عن العمل عام 1958م، وفي عام 1961م، أُلحق بمجلة «بناء الوطن» تحت رئاسة الضابط أمين شاكر، واعتُقل لمدة شهور، بإيعاز من أمين شاكر، لإرساله خبراً عن «استقلال الكويت» لـ«أخبار اليوم» بدلاً من إرساله إليه.
وعمل بعدها في مؤسسة «روز اليوسف» محرراً للشؤون العربية، وكتب في عام 1962 ــ 1963م سلسلة مقالات (خلافاتنا مع الشيوعيين)، مما جعل صحيفة «البرافدا» ــ لسان الحزب الشيوعي ــ تكتب رداً بتوقيع «مايسكي» ــ نائب رئيس التحرير يتهمه بمخالفة الميثاق، ويطالب بإبعاده عن الصحافة المصرية، لوقف زحف الجمعية اليمينية، ومع زيارة «خروشوف» إلى مصر في مايو 1964م، أُفرج عن الشيوعيين، وتم إقصاء مخالفيهم، وأُُبعد الأستاذ جلال كشك عن الصحافة أعوام (1954، 1965، 1966م)، وانفرد وحده بنقد كتاب علي صبري: «سنوات التحول الاشتراكي»، وصرَّح في مقالة بـ«الجمهورية» بأن الأرقام الواردة عن الخطة الخمسية الأولى (1961 ــ 1966م) تدلُّ على انخفاض في الإنتاج وليس زيادته، والأرقام وحدها تدلُّ على كذب الادِّعاء، ولكن بمجرد نشر هذا المقال تم فصل رئيس مجلس إدارة الجريدة، ورئيس التحرير، وتشريد جلال كشك.
وخرج من مصر بعد هزيمة يونيو 1967م، طلباً لحرية الكلمة، وبعد وفاة عبدالناصر، عمل في مجلة «الحوادث» اللبنانية.
وفور انتخاب الرئيس الأمريكي «رونالد ريجان» في نوفمبر 1980م، أدلى بتصريح لمجلة الـ«تايم» قال فيه: «إن المسلمين قد عادوا إلى الداء القديم، أو الاعتقاد القديم بأن الطريق إل
أحرصوا على النسخة الأولى فهى أوفى النسخ (من باب إكتمال المنهج التأليفي) والحذف لم يصل لفحوى الكتاب والفصول والمقالات لكنه حذف من هنا وشيء من هنا تم لوجود خلافات – على ما يبدو – وقعت بعد الطبعة الأولى بين المؤلف والمعنين بطباعة الكتاب من قبل المؤسسة الحكومية – حسبما كنا نسمع بين المهتمين بالتاريخ السعودي – وأكرر أن الحذف ليس بالخطير وليس بما يسوء الكتاب هو حذف تناول الحديث عن آل الصباح والكويت ومعظمها كانت في الحاشية من الكتاب وقد قارنت الطبعة الأولى – وهى نادرة – بما طبع فيما بعد ووجدت المتن سليم ليس غير ما يخص الكويت. علمًا أنه في عصر الثورة الإلكترونية أًبح الكتاب سهل الحصول عليه بصيغة (PDF) في نسخته الأولى..
وهو كتاب غاية في الأهمية رجع المؤلف فيه للكثير من المصادر والمراجع، ونهج المؤلف إسلوب النقد التاريخي للمعلومة وللمجتمع لهذا وفق كثيرًا ولم أجده يتملق أو ينافق لهذا هو كتاب ثري وأنصح به. وقد صادف المجتمع السعودي هوى في عقلية كشك الذي كان قد تحول من الشيوعية للإسلامية كمنهج فكري. لهذا لا يستغرب دفاعه المستميت عن الكثير من جوانب نهج السعودية والوهابية كمهجية تاريخية. حيث أن المؤلف لم يركز علي السرد التاريخ لكنه مع ذلك مال للتحليلو وهو بذلك يكون قد تجاوز (فؤاد حمزة) و(الزركلي) ووحافظ وهبة) فيما كتبوا عن السعودية لنهجهم الوصفي في السرد فقط دون تحليل منهجي وإنصاف فقد كانوا ناقلي خبر مع الكثير من المدح والثناء دون فائدة تذكر غير توثيق التاريخ. لهذا عد كتاب كشك (من أهم) الكتب التي تناولت السعودية.
المادة البحثية في الكتاب غنية جدًا تنناول فيها السعودية الأولى والثانية والثالثة وتناول الكثير من قضايا السعودية الحالية أو ما يعرف بالمملكة العربية السعودية، ومسألة الاخوان - جيش عبد العزيز - الذين عرفوا بإخوان من طاع الله، ويتناول الكتاب العلاقات السعودية والتحديات التي واجهت الدولة وقد قابلها المؤلف بدراسة مستفيضة وعميقة هي من أجمل ما كتب عن الاخوان.
الكتاب يعتبر مرجع وكشك باحث يستحق الاحترام .. يرجع في كل خبر لمرجع ما..الهوامش كثيرة جدا وثرية جدا أيضا من ايجابياته انه يكتب تاريخ وافي مفصل للتجربة السعودية والوهابية.. درستُ في المدارس تاريخ الدولة السعودية الاولى والثانية والثالثة وعن الاتفاق بين ابن سعود و الشيخ عبد الوهاب قرأت كثير من كتب التاريخ والروايات التاريخية عن التاريخ السعودي.. لكن مافهمت التاريخ وبدا أمامي واضح جدا والاحداث سلسة متتالية الا بعد أن قرأت هذا الكتاب.. اسلوب كشك ساخر جدااا يدخل كلمات عامية ساخرة واحيانا تحسبه يتكلم جديا ويكون يعلق متهكم على أمر ما.. صراعات عبد العزيز وعلاقاته مع الاشراف مع الاتراك مع ال صباح ومع الاخوان كلها بالتفصيل يذكرها.. وتخرج من الكتاب وانت ملّم بالكثير من خفايا هذه العلاقات.
هذه كلها ايجابيات الكتاب..لكن مع ذلك أنا ما أفهم كيف أحدهم يزعم أنه يقرأ تجربة ما.. ويزعم الحياد وهو مقدّس للتجربة حدّ انه هذا التقديس ينعكس في كل تعليق هل من المعقول أن تطغي مشاعر الكاتب وتنعكس في كتاباته خصوصا البحثية بشكل فاضح يزعج القاريء !
هذا الأمر كان دائما يطرح أمامي.. هل المطلوب الحياد التام من الكاتب! وهل القاريء أيضا يجب أن يكون محايد عند القراءة..
عبد العزيز كان مقدّس.. وكل أخطائه كانت مبررة..فعبد العزيز لدى كشك القائد عدا عن انه " لم يُعرف فحل مثله لا من قبل ولا من بعد " هو أيضا " كامل" مبرّأ من كل عيب!
فمثلا.. عبد العزيز في كل اتفاق مع البريطانين..او مراسلات بينهما نجد أن كشك يفرد صفحات لتفنيد أي شبهة عن تعاون مع ان التعاون كان مبرر..لكن غيره كان كل تواصل مع البريطانين هو خيانة وجريمة كشك اعتمد كثيرا على اراء شخصية يستنتجها وأحيانا رغما عن مراجعه اللي في أحيان يقبلها وأحيان أخرى لا يفعل.. في حين انه يستكثر على المؤرخ الكويتي مثلا إنه يفعل مثله ويحاول تلميع صورة ال صباح! عدا هذا كثير من الأمور كانت تمر عليّ تشعرني بعدم الراحة في القراءة.. بأن الكاتب يكيل بمكيالين.. أشعر أنه كان في ذهنه فكرة وأخذ يبحث عما يؤكدها.. والمفترض إنه يستدل أولا ثم يستنتج باختصار الكتاب جيد لمعرفة " أحداث" تاريخية وتسلسلها.. لكن من المهم أن نفصل بين هذه الأحداث كحقيقة وبين تبريرات ومحاولات كشك في تلميع التجربة ونتعامل مع هذه المحاولات كأمر قابل للتشكيك...
يقع الكتاب 799 صفحة من الحجم المتوسط والخط الصغير – الطبعة الثالثة
من العنوان يتضح ان الكتاب بمجمله يناقش تجربة المنهج الذي اتخذه الملك عبدالعزيز في بناء الدولة السعودية كما يحاول ايضاح بعض المفاهيم الخاطئة المذكورة من قبل بعض المؤرخين،والتي تسيئ بدورها لهذه التجربة وتحد كثيرا من الاستفادة منها،يحلل ،يناقش ويستعرض الكثير من الوثائق والمراسلات.
استمتعت جدا بقراءة الكتاب، بالغرم من ان الهدف الاساسي هو مناقشة الحل الاسلامي في تجربة الملك عبدالعزيز، الا ان المؤلف خلال هذا النقاش كان يستعرض تاريخ الدولة السعودية من بداياتها ونشأة الدعوة الوهابية وبالتالي يستعرض تاريخ المنطقة من حولها،كل ذلك ضمن فترة الحكم العثماني وسقوطها.
معلوماتي التاريخية عن الدولة السعودية وتاريخ المنطقة ليست بالجيدة،الكتاب كان مثري بالنسبة لي، لما يعرضه من وثائق ومراسلات بين حكام المناطق والدولة العثمانية والمسئولين الانجليز.
الكثير من الامور وجدتها مثيرة للاهتمام والتأمل،اذكر هنا بعضها: - خضوع حكام بعض المناطق في الجزيرة لبريطانيا،خضوع مذل ومرير وبإرادة الحكام انفسهم!
- في محاولة بناء الدولة السعودية الاولى،كان يطلق عليهم - خوارج -
- في علاقة الملك عبدالعزيز مع الاخوان،كان هناك انفتاح وشفافية واضحة في التعامل وشراكة مباشرة وعلنية في اتخاذ القرارات، فهل كانت هذه سياسة الملك في كل شئون الدولة،ام هذا التعامل فرضه دور وموقع الاخوان في بناء الدولة؟ على كل حال،الواقع حاليا يخفي اي ملامح لهذه السياسة للاسف!
من الجمل الرائعة المذكورة في الكتاب والمنقولة عن الملك عبدالعزيز: "متى اتفق العلماء والأمراء على ان يستر كل منهم على الآخر،فيمنح الأمير الرواتب،والعلماء يدلسون ويتملقون،ضاعت امورنا،وفقدنا والعياذ بالله الآخرة والأولى"ـ ودي اطبعها على جبهتهم ـ
استعرت الكتاب من احد الاعزاء،ولا اعلم هل هو متوفر في المكتبات ام لا،ولكن وجدت نسخة الكترونية منه.
فصل الاخوان الذي هو في نظري أهم مباحث الكتاب اتكأ الاستاذ فيه على دراسة جون حبيب التي لم تكن قد طبعت بعد و هو الذي عرف الباحثين في تاريخ تلك المرحلة علي هذه الدراسة الجادة وفي نظري كان تلك الدراسة أحد أسباب طرافة و قوة بحثه في ذلك الوقت و لكن بعد ترجمة و طبع بحث جون حبيب فقد كتاب كشك تلك الميزة لكنه مازال في الجملة كتاب قويا و بحثا فريدا في بابه و لم ينسج علي منواله كتاب مماثل حتي الان والسبب في ذلك هو قدرة جلال كشك علي تحليل الاحداث التاريخية و فق منهج معرفي صارم و ايراد البراهين و الادلة علي أستنتاجاته من خلال سرد تاريخي ذو صبغة أدبية رفيعة جدا و كثيرا ما كنت اضحك من بعض التشبيهات و الطرف التي كان يذكره في كتابه من دون أن يشعر القارئ بقلق أو أضطراب في النص رحم الله الأستاذ محمد جلال كشك
هذا الكتاب تحتاج أن تقرأه بذكاء وتيقظ لأن مؤلفه من أذكياء المؤرخين وأكثرهم نباهة وعلى السعوديين خصوصا أن يحمدوا الله كثيرا أن المؤلف لم يجر قلمه ضدهم بل لهم ولصالح تاريخهم عكس الكويتيين أو لنقل حكام الكويت الذين كان حظهم سيئا أن كان المؤلف متحاملا عليهم وعلى تاريخهم خصوصا على شخصية مبارك الكبير الذي لن يبقى كبيرا في نظر القارئ بعد أن يقرأ ويصدق كل ماكتبه المؤلف عنه ويبدو أن ذلك قد تم التخفيف منه في الطبعات اللاحقة للطبعة الأولى ولو بشكل جزئي. الحقيقة أن جلال كشك ليس كاتبا متمكنا فقط أو مؤرخا متميزا بل هو مدرسة في الكتابة التاريخية جمع فيها النقد وليس مجرد السرد والأسلوب الأدبي الذي يكون لاذعا أحيانًا واللياقة الهائلة في الرجوع لمراجع عديدة مختلفة ومتضاربة وبأكثر من لغة وكل ذلك يظهر في هذا الكتاب. كثيرون ينظرون لهذا السفر الضخم باختزال أو بحكم مسبق على أنه تمجيد للتجربة السعودية وهذا شئ لايخفيه المؤلف لكنه يظهره بكل حصافة على شكل قناعة وإعجاب شخصي بهذه التجربة الفريدة صاحبة الرسالة بل يقوم بتحميل هذه التجربة أحيانًا مالاتحتمل في كونها نهضة عروبية ضد الطوفان الغربي وهذا بلاشك لم يكن خاطرا على ذهن أصحابها في نهايات القرن الثامن عشر وعبر القرن التاسع عشر. نعم يمكن اعتبار هذا الكتاب في جانب التاريخ السعودي لكن طريقة المؤلف وقدراته النقدية الفائقة تجعل حصره في خانة المؤلفات التي تسجل نقاطا وتبجيلا صرفا للتجربة السعودية فقط من الظلم الكبير له. أهمية الكتاب تكمن في نظري بالكم الهائل من المراجع والمعلومات الوافرة التي استشهد بها المؤلف وكثير منها يصلح للتوظيف من قبل الطرفين الانتقائيين المعجب والكاره رغم أن ايراده لبعض المعلومات التي قد يستثمرها غير المعجبين كان في سبيل النقد والتبرير وهو نقد وتبرير مقنع أحيانًا كثيرة وغير مقنع بدرجة كبيرة أحيانًا أخرى رغم ذكاء المؤلف. بل أن المؤلف يتجاوز نقد بعض التفسيرات التي تعادي هذه التجربة التاريخية لينقد بسخرية لاذعة تلك الكتابات السردية التي تحاول التملق والمدح بطريقة ساذجة. الكتاب مرة أخرى يستحق القراءة بل هو أحد أهم الكتب عن التاريخ السعودي وهو يتجاوز الناحية التاريخية ليكون تجربة ثرية ممتعة أدبيًا وتدريبا عقليا لذيذا على يد مؤلف فذ كان يساريا ليصبح إسلاميا وهو بعد ذلك كله منهل لا يرتوي منه قارئ محب للمعرفة رحمه الله رحمة واسعة.
بالرغم اني لم أطالع كتبا كثيرة بخصوص الظاهرة السعودية و الوهابية ،لتتكون لي النظرة الموضوعية الكاملة عن هذا الكتاب .الا اني أجد نفسي مضطرا للاعتراف بان هذا الكتاب تميز بالموضوعية و الاعتماد على الوثائق و التحليل السليم للاحداث و الوقائع.والابتعاد عن الانحراف العاطفي و اللاموضوعية .كما اتسم بالدقة في نقل ازمنة الأحداث أو تحري الحقائق وترتيبها زمنيا بصورة تجلب انتباه القارئ...انه كتاب قيم و مفيد يعطينا لمحة عن الحقبة التى عاصرت سقوط دولة الخلافة العثمانية و تشكل دول المشرق العربي.والحالة العامة في العالم و القوى المسيطرة فيه و التي تتدخل بشكل محتم في سير الأحداث..كذلك يمكننا تصور الاتجاهات الفكرية في العالم العربي و الاسلامي الذي رافق قيام الدولة السعودية في جميع مراحلها ..كما يمكننا الاستفادة منه في التنبه للاساليب الاستعمارية التي من خلالها يمكن اخضاع الدول و فرض قرارتها عليها و السيطرة على مفاصلها...الى غيرها من الفوائد الجمة التي يمكن أن يستخلصها القارئ العربي من هذا الكتاب...و في الاخير،أنصح بشدة على قراءة هذا الكتاب ...رحم الله الاستاذ المؤلف ان ترك لنا هذا المنبع الفياض من الفوائد.....
تحدث كشك عن كل الثورات الاسلاميه التى حدثت ما بين القرن التاسع عشر والعشرين كانت تحمل فى طياتها بذور وهابيه اتيه من نجد او الجزيره العربيه بل تعدى اثرها الى مناطق ابعد فى العالم الاسلامى ونحن الان وفى القرن الواحد والعشرون نعيش فى مجتمعات لازالت تنتهج الوهابيه
بلا مراء هذا من اهم ما كتب في التاريخ المعاصر , محمد جلال كشك كاتب ضليع بهذا الشأن بصير بنصاب الامور ومآلاتها مدعم بكثير من البرقيات والوثائق ويتترس لحجته بنقد موضوعي وحس نافذ. يتخلل كل ذلك مباحث سوسولوجية عن البدو وجيوبولتيكية عن الجزيرة العربية يجب ان يسلم كل قارئ لتاريخ هذه المرحلة بتشابك المصالح والاضطراب الشديد ابان الحرب الكبرى يستطيع كشك في هذا الكتاب ان يقنعك بواقعية ابن سعود في تحالفاته ومواقفه , تعقب كشك بعض النقاط وتماهى مع البعض الاخر وبررها. موقف كشك في هذا الكتاب مع ابن سعود ضد حزب الترقي الذي سيطر على الدولة العثمانية ومع الدولة العثمانية ضد الامبراطورية البريطانية.وكل الاحداث التاريخية الفارقة ,الحديث عنها او تحليل تجربتها يعكس في الغالب تصورات الكاتب وهو ما نبه عليه كشك في البدء يختتم الكتاب بنقد مراجع التجربة السعودية وتبيين مزايا كل مرجع والمآخذ عليه وبيئة المؤلفين ومشاربهم.
كتاب هام عن تاريخ الدولة السعودية الأولى والثالثة والحركة الوهابية، وهو كعادة كتب الأستاذ جلال كشك كتاب طويل جدا ومسترسل جدا، وهو 800 صفحة رغم أنه كعادة كتب كشك مكتوب بفونت صغير، وإلا لتضاعف عدد الصفحات أو زاد عن الألف كثيرا، وهو كذلك كعادة كتاباته ملئ بالقافية والتعليقات اللاذعة !!، كما أظن أنه بالغ كثيرا في مدح الملك عبد العزيز والتجربة السعودية، لكنه يبقى من أهم الكتب عن المرحلة التي سبقت إنشاء المملكة العربية السعودية
لقد قراءت الكتاب في طبعته الاولى بمرحلة مبكرة من حياتي فوجدته اكثر من رائع وضح لي كثير مما كنت اسمعه حولي عن الاخوان ونشائة بلادي وعلاقتها بالانجليز وامريكا وشخصية الملك عبدالعزيز وتنوع وزرائه ومستشاريه مع كونه قادم من قلب الصحراء باختصار انصح بقراءته فهو باب عاى التاريخ
موسوعة تاريخية عن نشأة الدولة السعودية الكاتب رغم براعته يبدوا إنحيازه لعبد العزيز آل سعود واضحا جلال كشك كعادته طاقة بحثية هائلة تعادل مراكز بحثية متكاملة و الكتاب وثيقة تاريخية هامة لتأريخ منطقة الجزيرة في فترة عصيبة من تاريخنا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الكتابيعتبر من اهم الكتب التي تتكلم عن حقبة من التاريخ وهو كتاب مهم جدا لتبيين كثير من الحقائق والتي نقلت وصورة بطريقة غير صحيحة فالكاتب رحمه الله اظنه والله حسيبه من المنصفين