عندما طارت روحها في هذه الليلة، كانت أشبه بقطعة قماش أبيض منتفخة بالدخان.. ذهبت روحها إليه. كان ممددًا على فراشه بمجرد أن أصبحت في سقف الحجرة فزعت مما رأت. كان جسده شديد السواد شعرت بلونها الابيض يتغيّر بالرغم من بعد المسافة بينهما، إلا أن هذا ألهمها أن تقترب أكثر لتمتصّ روحها بعضًا من سواد روحه، علّه يشعر بالتحسُّن... اقتربت حتى أصبحت تُحلّق فوقه مباشرةً، ولكن هنا تبيّن لها أنها أضعف وأصغر بكثير، وأن روحها لن تقوى على امتصاص كل الغبار الأسود المنبعث منه.. حاولت أن تعود، لكنها اكتشفت أن هناك أربطةً تربط بينهما.. فكرت في أنّ الحبل السّري يُقطع من المولود بعد الولادة كي يتمكّن أن يعيش دون أمّه. اقتربت روحها أكثر من روحه حتى التصقت به فبدأ بعض الأبيض يظهر علي سطحه، ولكنها كانت قد أنهكت، فحاولت مع نزع الأربطة واحدًا تلو الآخر لتغادر. خشيت أن تتهاوى قواها تمامًا وتنهار بجواره، لكن بقي رباط واحد.. بدا طويلًا.. لا نهائيًّا... جعلها تسافر عائدة وهي لا تزال تتصل به.
أربعة نجوم للرواية أما الخامسة فلكاتبتها ذات الطبع الملائكي ، في البداية أحسست بالتوهان بين اﻷبطال ثم مالبثت أن تداركت التشبيكة اللطيفة وجمال سرد اﻷحداث وكأنك تراها رؤيا العين متنقلا بين أبطالها بمنتهي السلاسة ، الشخصيات فعلا مرسومة بقوة واستطعت تخيلها بمنتهي البساطة
حسناً، في البدء كان الخوف ومن الخوف أتت كل اساءة من الخوف أتي كل قبول بأذي مسار حلزوني مميت هابط بلا قرار. سلسلة من حلقات تسلم بعضها من الخوف والاحساس بالذنب ومزيد من الخوف وتقبل اذي غير محتمل ثم مزيد من الاحساس بالذنب ومحاولات متمرره للهروب من هذا الأسر غير المرئي. الرواية سهلة، تتدفق حزنا و فقدا تتناول أمراض نفس اجتماعية وتخترق تابوه مسكوت عنه بشكل سينمائي لترتيب الاحداث والمشاهد. اعتب علي الرواية قصرها الملحوظ
من أمتع ما قرأت منذ فترة طويلة جداً . الاسلوب السردى الرائع والعبارات التى تتوالى كسلاسل الفضة تسحبك رويدا الى عالم قد تراه كل يوم من فوق السطح .. لتكتشف اعماقا عبقة بمختلف الاحاسيس المتصارعة .. يمتزج فيها الغضب بالحزن بالمتعة بالدهشة لتخرج بعدها شخصا اخر .. اكثر حكمة وان لم تتخل عن دهشتك. لاشك ان الأديبة بسمة أبو العزم قد نجحت ببراعة ورشاقة ان تعبر عن عالم المرأة العربية الذى يموج بالمشاعر المتضاربة خاصة فى حقبة تتغير كل يوم وتتبدل فيها الادوار وتبحث الشخصيات فيها دوما عن هويتها الضائعة فى هذا العالم المضطرب.
This entire review has been hidden because of spoilers.
إن كان هنالك شيء قادر على إنقاذ ما تبقى من هذا العام المُحطِّم للأحلام، فسيكون هذا الكتاب، مر زمنٌ طويلٌ على آخر مرة قرأت فيها عملاً بهذه الروعة، اتطلع بشوق وشغف للأعمال الأخرى القادمة للكاتبة الرائعة بسمة.