بكلمة، نحن نرفض كل التشريعات، وكل أشكال الامتيازات، وكل السلطات الرسمية والحقوقية والتشريعية المفروضة علينا، حتى لو أتت عن طريق الاقتراع العام، مقتنعين بأنها لن تخدم إلا الأقلية الحاكمة المستغِلة على حساب الأكثرية الهائلة المستعبدة لها.
ميخائيل باكونين مادي اشتراكي ثوري فنجده يرفض اي سلطه رسميه مهما تكن سماوية أو أرضية فجاء كتابه "الإله والدولة" عباره عن نفى وإنكار مطلق لأي سلطه بأي شكل كان فيري أن الدولة لديها وسيلة بحيث تتحكم فيها أقلية ذات امتيازات على الغالبيه العظمى وكل كنيسه في حلف مقدس مع الدولة لخضوع الإنسان فيقول باكونين ان "تعاليم الكنيسه مجرد سموم فتاكه تنفثها الحكومه بإنتظام لتخدير الشعوب" فالحكومات بكل اصنافها على مدى التاريخ استخدمت الدين كوسيلة لتبقى الأمم في عبوديه دائمه واعتبرته صمام الأمان لإخضاع الإنسان وإذلاله فباكونين يرى ان الدين ليس أقل شأنا من الدوله فهو نفي للحريه والمساواه ولذلك قال جملته المشهوره "ان كان الله موجودا ، فإنه من الضروري إلغاؤه" ويرى في الروحانيات نزعه فطريه وإحتجاج انفعالي عند الإنسان ضد ضيق الأفق والإبتذال والأحزان والوجود البائس وعلاج ذلك في نظر باكونين هو ثوره اجتماعيه لا غير فالانسان كبقيه الكائنات الطبيعيه كائن مادي تماما ، العقل وسيله التفكير ، فالذكاء هو الخالق الوحيد لكل العالم المثالي الذي ينتقضه باكونين وهي خاصيه الجسم الحيواني وخصوصا عضوه المادي المخ ، فتلك الأفكار والمعتقدات من صنع عقل الإنسان التائه خلال التاريخ في البحث عن ذاته وايضآ يرى ان الإنسان قد خرج من عبوديته الحيوانيه ككائن بوهيمي متوحش ابن عموم الغوريلات متجها نحو عبوديه إلهيه كحاله مؤقته بين حيوانيته وانسانيته وهو الان يتقدم نحو اجتياح وتحقيق الحريه الإنسانيه بالقدره على التفكير والرغبه في التمرد وينتقد باكونين المثاليون ويرى انهم مصابون بالعمي وانحرفوا إلى الوهم السماوى بمسار عكسي انطلقوا من الأعلى إلى الأسفل ، من الفوقي إلى الدوني ، من التعقيد إلى البسيط ، من المطلق التام إلى المطلق الغير تام ، من الكائن الأعلى إلى العدم ، متناسين حركه النظام الطبيعي للعالم حيث تبدأ من الأدنى إلى الأعلى ، ومن الدونيه إلى الفوقيه ، ومن البسيط إلى الأكثر تعقيدا ، من العالم المسمى غير عضوي إلى عالم عضوي النباتات والحيوانات واختلافات البشر ، من كينونه كيميائيه إلى كائن حي ، من هذا الكائن الحي إلى كائن مفكر .
يبدأ الكاتب بانتقاد الدين والاله على وجه التحديد. انتابني شعور بأن الكاتب يحمل او قد نشر فكرته الهجومية تجاه الله عند اغلب الشباب الملحد والمادّي. ابتداء الكاتب بنقد سبب خلق الله البشر ووصف شعوره الخالق جلى وعلا لم يتشبع من عبيده الذي قد خلقهم سابقا ولم يكتفي من استعباده لهم وعندها قرر بخلق الكائن الجديد الذي سماه ادم.
باكونين من الواضح انه معادي متطرف للاديان وعندما ذكر ان الشيطان هو اول مخلوق حرّ ومفكر عندما حث ادم على الاكل من "شجرة المعرفة" ويذكر ان الاديان ما هي الا طريقة لتغيّر العقل الطبيعي الى عقل متقبل للعبودية. وان الاديان هي من صنع الحكام القُدم وهي الوسيلة الوحيدة لابقاء البشر بعيدا عن الحصول على كامل حقوقهم البشرية.