انت رحلةُ مؤلِّف الكتاب في بداية القرن العشرين إلى بلاد الشمس المشرقة نبيلةَ المقصد؛ فلم يذهب إلا ابتغاء نُصرة الدين ونشر نوره بين أهل اليابان (لا من أجل دراهمَ معدودةٍ يُصيبُها من تجارة)، فينطلق في رحلةٍ طويلة ليست بالسهلة من مدينةٍ لأخرى مرافقًا لوفدٍ من علماء الإسلام سمعوا بأمر المؤتمر العالمي الذي دعا إليه إمبراطور اليابان؛ ليَعرض أهلُ العلم أديانَهم المختلفة على الشعب الياباني ليختار منها ما يراه يوافق الفطرة السليمة، ويُريح قلوبهم وأرواحهم القَلِقة ولا يصطدم بالعقل؛ فقد كشفت حربُهم الأخيرة مع روسيا عن فساد معتقداتهم وهشاشتها وحاجتهم الشديدة إلى عقيدةٍ دينية سليمة تُتمِّم حُسْن أخلاقهم وحبهم الشديد لوطنهم وإقبالهم على العلم؛ الأمر الذي جعلهم متفتحي الع
أول مرة أسمع عن على الجرجاوى كان فى كتاب جهاد التربانى مائة من عظماء الإسلام ما شاء الله على همة هذا الرجل فى الدعوة إلى الإسلام خصوصا وأنه كان فى زمن وسائل المواصلات صعبة جدا وأسلم على يديه وزملائه 12 ألف يابانى
كتاب مبهر ، وحزين مبهر لأن القارئ يرى من خلاله الرؤية الأولى لأماكن وتجربة السفر بعيون متسعة اتساع السماء حزين .. لأن الحال في عالمنا العربي بعد قرابة مائة عام من الرحلة لم يتغير كثيرا
سأكتب عنه في مدونتي مصراوية المزيد رحم الله علي الجرجاوي
مراجعة كتاب الرحلة اليابانية - علي الجرجاوي. الكتاب من أدب الرحلات الجميل، و إن كنت في بعض الأوقات أخاف من الكتب القديمة لإختلاف أسلوب الكتابة عن الكتب الحالية، و لكني وحدت أسلوبة سلسا و سهلا. من الملاحظات في بداية الكتاب الكاتب عندة بعض تصوف حيث أنه ترحم علي البدوي بطنطا. في حاجة إستفزتني جدا، أثناء وصف حال المسلمين في تونس و ما للقوة من سوء معاملة من المحتل الفرنسي، يقوم الكاتب و هو يريد زيارة حاكم تونس، فيتوجة للديوان الملكي، فيطلبون منه إذن الفرنسيين، فيذهب المؤلف لحاكم الفرنسيين لأخذ الإذن، و علي الرغم من أدب الحاكم الفرنسي في رأيي ما كان ليذهب المؤلف للمحتل لأخذ إذن لمقابلة صاحب البلد. خط سير المؤلف: مصر ثم إيطاليا ثم تونس ثم السعودية (ينبع و جدة)ث الهند (بموباي) ثم سريلانكا (كولومبو) ثم سنغافورة ثم هونج كونج (الصين) ثم اليابان (يوكوهاما) فالعاصمة طوكيو الشيخ يعرض الإسلام علي العامة بأسلوب بسيط فآمن ١٢٠٠٠ شخص كانت خطبة الشيخ بجد رائعة في مشر قواعد الإسلام. و سبب المؤتمر أن الميكادو الياباني بعد الحرب الروسية اليابانية أراد إتخاذ دينا ليكون لهم فخرا. فكان المؤتمر عام ١٩٠٦ و عرض كافة أصحاب الأديان و المذاهب الفكرية أطروحاتهم الفكرية. و لم يسفر المؤتمر عن إتخاذ دين لليابان، و لكن أسفر عن إعلان الحرية الدينية في اليابان. و كاد الميكادو الياباني أن يسلم لولا الخوف علي الكرسي و ما أعلنة هو عدم إرادة مخالفة الرعية، سبقة بها حكام كثيرون. عند ذكر حال كل أمة من الأمم كالهند و اليابات من حيث التعليم و الصحة و حال المرأة كان يفرد رأي هذة الأمة الخليفة في إسطانبول، فكان إحساس رائع أن يكون للمسلمين رئيسا وملكا و كبيرا بالإضافة لكونة خليفة رسول الله ﷺ، و لكن تكالب أعداء الإسلام و نجحوا في إلغاء الخلافة ١٩١٤.
يحكي لنا الجرجاوي تفاصيل رحلته التي اسفرت بتظافر جهوده و حهود أصحابه الى اسلام الكثير من اليابانيين قام الكاتب برحلة على نفقته الخاصة الى بلاد الشمس المشرقة بعدما سمع بانعقاد المؤتمر الديني تحت اشراف الامبراطور الياباني نفسه فقد دعا هذا الاخير ممثلين من كل دين كي تتخذ اليابان الدين الذي تقتنع به دينا رسميا للدولة
راقني اُسلوب الكاتب و طريقته التراثية في الطرح، الكتاب من أداب الرحلات و به معلومات قيمة عن ديننا الحنيف، تم تقديمها بطريقة مبسطة لكن كان لها تأثير كبير على مجموعة كبيره من الشعب الياباني ، غفر الله لكاتبنا و تقبل صالح أعماله.
لله در صاحب هذا الكتاب...رحمه الله وغفر الله وجزاه خيراً على نيته وجهده وغيرته على الدين. قرأ أن اليابان بصدد الدعوة لعقد مؤتمر تدعو فيه أهل الأديان لعرض معتقداتهم كي تختار الأمة اليابانية من بينها ديناً تعتنقه. راسل الجرجاوي الجهات الدينية الرسمية يدعوها لأداء واجبها فلم يجد لديها ما لديه من همة، فتوكل على الله وعزم على الذهاب بنفسه وعلى نفقته الخاصة. وكان له أقران في ديارٍ أخرى من ديار الإسلام قد حركتهم نفس الهمة والغيرة على الدين بشكلٍ فردي..فتقابلوا في بلاد الشمس المشرقة. هذا الكتاب هو كتاب رحلات كلاسيكي يعطي لمحة عن الدول التي مر بها الكاتب في العقد الأول من القرن العشرين، حيث كان أغلب العالم الإسلامي يعيش تحت نير الاستعمار المباشر. وحيث المسلمون على اختلاف بلدانهم مرتبطين بالخلافة وذوي هوية عثمانية. أبحر الجرجاوي في سفينة إيطالية أولاً فزار مواني صقلية ونابولي، وبعدها توجه لتونس ووصف الحياة بها، وكان من ضمن ما استوقفني هو مقارنته بين نمطي الاستعمار الفرنسي والإنجليزي. انطلقت السفينة بعد ذلك لتمر من قناة السويس متجهة إلى الشرق. وفي اليابان قابل مسلمين مثله ذهبوا بشكلٍ فردي لحضور المؤتمر وللدعوة. ووجد أن الدولة العثمانية قد دُعيت للمؤتمر وأرسلت وفداً رسمياً لعرض الدين الإسلامي، وعرض الجرجاوي ملخص كلمة المندوب العثماني في المؤتمر ونتفاً من المناقشات التي جرت فيه، واستحسان اليابانيين لما سمعوه. في الفترة القصيرة التي أمضاها هناك أسلم على يديه وعلى أيدي رفاقه الآلاف. وعرض في الكتاب مشاهداته في اليابان ومدى إعجابه برقي هذه الأمة وتمدنها، وكان مما أضحكني مقارنته بين سلوك الشرطة في اليابان وفي بلادنا. وختم كتابه بنداء للخديوي كي ينفق من مال الله الذي آتاه في سبيل الدعوة، ونفس الرسالة للعلماء والأدباء والأغنياء. عندما أنهيت قراءة كتاب (رحلة أفوقاي الأندلسي) كتبت أني أسأل الله أن أقابل كاتبه في الجنة لأقبل رأسه...وهذا عين ما أريد فعله مع الجرجاوي...رحمه الله وجزاه كل الخير.
رجل ذو همه عاليه .. يقرر ان يسافر على نفقته الخاصه ليحضر مؤتمر عالمى دعت له الحكومه اليابانيه لاختيار دين رسمى للدوله يتماشي مع تقدمها بعد انتصارها على روسيا فى عام 1906 طرق الرجل كل الابواب المتاحه امامه لحث العلماء واصحاب القرار فى مصر لارسال وفد ليمثل الاسلام فى المؤتمر فلم يجد أذانا صاغيه فقرر ان يبيع ارض زراعيه له ويقوم بالرحله على نفقته الخاصه بالرغم من انتهاء اعمال المؤتمر بعدم تبني دين رسمى لليابان الا ان الرجل استطاع ان يؤلف خليه تبشيريه اسلاميه فى طوكيو نجحت فى تعريف الآلاف بالدين الاسلامى ودخل الاسلام على يديه اكثر من 12000 يابانى بعد الاقامه لشهر فى اليابان عاد وسجل لنا احداث رحلته فى هذا الكتاب
كتب هذا الكتاب الشيخ (علي الجرجاوي) العالم الأزهري وصاحب مجلة (الإرشاد) الذي يسافر إلي اليابان عام 1906 من ماله الخاص لدعوة أهلها إلي دين الإسلام بعد أن انتشرت أخبار عن دعوة إمبراطور اليابان أو (الميكادو) لإقامة مؤتمر يقوم فيه ممثلو العقائد المختلفة بالدعوة والتبشير بما يتفق مع العقل البشري. في رحلته إلي اليابان يمر الشيخ الجرجاوي ببلاد وأصقاع مختلفة منها تونس وإيطاليا والهند وسنغافورة والصين وغيرها. وبالطبع يشرح لنا الكاتب ما رآه ولفت نظره من عادات وتقاليد أهل هذه البلاد. وفي اليابان أسلم علي يديه حوالي 12 ألفاً من أهل اليابان. جزاه الله كل خير علي خدمة الدين الحنيف.
ما لم يعجبني في الكتاب -الحشو والتطويل لدرجة تصيب القارئ بالملل الشديد -الكتاب يُسمي (الرحلة اليابانية) ولكن وصف تونس وحكامها والمحتل الفرنسي وأهلها استغرق أكثر من 30 صفحة في الكتاب! -المدح الزائد المائل إلي النفاق والتزلف لبعض الشخصيات مثل حاكم تونس (محمد الناصر) حيث شبهه الكاتب بسيدنا عمر بن الخطاب وكسري وعمر بن عبد العزيز، كما مدح الكاتب أحد الشخصيات الأخري في تونس لا أذكره، بالإضافة إلي إمبراطور اليابان وغيرهم من الشخصيات بكلمات تفوق المعقول. ربنا كانت هذه هي لغة العصر لا أعلم. بشكل عام، استفدت من هذا الكتاب معرفة عوائد وحياة بعض الأقوام في تلك الفترة (عام 1906).
تقريبا دا أول كتاب أقرأه في أدب الرحلات والصراحة كتاب جميل جدا بما أنه أول حاجة متخصصة أقرأها في هذا الباب فا مقدرش اقول هل كان ممكن يكون احسن من كدا ولا لا ولكني شايف إن الشيخ علي رحمة الله عليه احسن الوصف وذكر الكلام المهم ولغته العربية كانت في منتهى الروعة ومن أجمل ما في الكتاب والكتاب بشكل عام ينفع ككتاب تاريخي لانه بيتكلم عن أحوال وتفاصيل تاريخية كتير حتى ولو بشكل مختصر ودا ضاف للكتاب قيمة اكبر من قيمته انك بتشوف ملامح العصر دا ومش بس فاليابان لا كمان فمصر وتونس والصين وجدة وتشوف دور الدولة العثمانية وقتها والملامح السياسية للعصر دا وغيره طبعا دا غير الملامح الجميلة اللي ضافها الشيخ للكتاب زي ذكره للقرآن وكيفية نزوله واعجازه ورسالة سيدنا محمد ﷺ فا تقدر تعتبره ككتاب تزكية برضو وتستفيد منه بشكل ما لو ممكن ألوم حاجة على الشيخ هي انه لما كان بيقارن بين الانجليز في مصر والفرنسيين في تونس تشعر من المقارنة انه بيقول ان الانجليز احسن مع اني فاهم انه كان بيقارن عشان يعرفك ان الفرنسيين دول همج واغبياء ولكن برضو دي مش طريقة تتكلم بيها عن مستعمر ولكن ككل الكتاب كان جميل جدا ومعنديش اي تعقيب عليه إلا انه كان محتاج هوامش اكتر لاني قرأت نسخة مؤسسة هنداوي فكان اولى إضافة بعض الهوامش عشان تفسر بعض الحجات اللي مش معروفة دلوقت على اعتبار ان حدث زي مذبحة طنطا كان معروف سنة ١٩٠٧ ولكن دلوقتي محدش يعرف ايه دا غير كدا الكتاب جيد جدا وزي ما قولت انت لا شك هتستفيد منه شيء سواء ككتاب تزكية او عمل أدبي مسلي مكتوب بلغة عربية جميلة او حتى ككتاب تاريخي واخيرا ربنا يارب يرحم الشيخ علي أحمد الجرجاوي ويغفر له ويسكنه فسيح جناته خصوصا وهو طالع الرحلة دي على نفقته الخاصة وإنه باع ٥ فدادين كان يملكهم عشان يدبر فلوس السفر وبرضو طبع الكتاب دا سنة ١٩٠٧ من ماله الخاص وطول الكتاب استشعرت منه حب حقيقي وقلق على حال المسلمين واحساس قوي منه بأنه مسؤول ولازم يؤدي عمله تجاه هذا الدين دا غير عمله فالصحافة والقضاء الشرعي وللأسف ان مكانش في اهتمام بإقتراح الشيخ من الأزهر والا كان ممكن يسلم عدد اكبر وربما كان التاريخ اختلف ولكن لعل هذا كان لحكمة عشان الشيخ علي أحمد ومن معه ينالوا الثواب الأكبر فا ربنا يرحمهم جميعا ويجمعنا بهم في الجنة بإذنه سبحانه وتعالى
هذا هو الشيخ الذي إذا قال فعل، باع أرضه ليقوم برحلة في سبيل الله، يكفي أنه أسلم على يده 12000 ياباني، لذا أجد نفسي أصغر من أن أقيمه، فقد لفت نظري كتابته العفوية، ورغم عدم الدقة في سرد كل التفاصيل تاريخيا كرحالة، وبعض السقطات الكتابية مثل مراسح بدال مسارح، ككلمات مطروقة عند الأزهريين ، حيث كان متعارفا عليه تذييل الكتاب بتصويبات الكتاب، بدل التنقيح قبل الطباعة، وبصرف النظر عن الدهشة، لما كانت عليه اليابان قديما، يبقى الكتاب وثيقة عملية واقعية عما حدث من همة رجال الدين الكبار والأسوياء، ( وقد سرد بعض ملاحظات تنبي عن براءة في المعارف حول أصحاب رؤوس الأموال وتحليله ببراءة في دعوته لعمل الخير في تقسيم مالهم، بينما كان لهم غايات أخرى لايعرفها ).
في قرية " أم القرعان " في مركز " جرجا " بصعيد مصر ، عام ( ۱۳۲۳هـ - ۱۹۰٦م ) ، شيخ أزهري اسمه ( علي الجرجاوي ) يشتري الصحيفة ليقرأ بها خبرًا انتفضت له جوارحه ، فلقد قرأ الشيخ أنَّ رئيس وزراء اليابان الكونت ( كاتسورا ) أرسل خطابات رسمية إلى دول العالم ليرسلوا إليهم العلماء والفلاسفة والمشرعين وكل أصحاب الديانات لكي يجتمعوا في مدينة " طوكيو " في مؤتمر عالمي ضخم يتحدث فيه أهل كل دين عن قواعد دينهم وفلسفته ، ومن ثم يختار اليابانيون بعد ذلك ما يناسبهم من هذه الأديان ليكون دينًا رسميًا للإمبراطورية اليابانية بأسرها ، وسبب ذلك أنَّ اليابانيين بعد انتصارهم المدو على الروس في معركة " تسوشيما " عام ( ۱۳۲۲هـ - ۱۹۰٥م ) ، رأوا أنَّ معتقداتهم الأصلية لا تتفق مع تطورهم الحضاري وعقلهم الباهر ورُقيهم المادي والأدبي الذي وصلوا إليه ، فأرادوا أن يختاروا دينًا جديدًا للإمبراطورية الصاعدة يكون ملائمًا لهذه المرحلة المتطورة من تاريخهم. عندها أسرع الشيخ الجرجاوي - رحمه الله - إلى شيوخ الأزهر يستحثهم بالتحرك السريع لانتهاز هذه الفرصة الذهبية لنقل دين محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى أقصى بِقاع الأرض ، في مُهمّة لو قُدّر لها النجاح لتغير وجه الكون ، فلم يستمع الشيخ الجرجاوي إلَّا لعبارات " إن شاء اللّه " ، " ربنا يسهل " !! فكتب الشيخ علي الجرجاوي في صحيفته الخاصة " الإرشاد " نداء عامًا لعلماء الأزهر لكي يسرعوا بالتحرك قبل أن يفوتهم موعد المؤتمر ، ولكن لا حياة لمن تنادي!! فهل فوَّض الشيخ علي أمره للَّه وقال اللَّهُمَّ إني قد بلّغت ؟!! هل استسلم هذا الشيخ لأولئك المثبطين وواسى نفسه بأنه قد عمل ما عليه ؟!! لا والله ، بل قام فحمل همّ أمة كاملة على كتفيه ، وانطلق إلى قريته الصغيرة ليبيع خمس أفدنة من الأرض كانت جُل ثروته ، ليُنفق على حسابه الخاص تكاليف تلك المغامرة العجيبة التي انتقل فيها على متن باخرة من الإسكندرية إلى إيطاليا ومنها إلى عدن ، ومنها إلى بومباي في الهند ، ومنها إلى كولمبو في جزيرة سيلان ( سيريلانكا الآن!! ) ، ومن هناك استقل باخرة لشركة إنجليزية متجهة لسانغفورة ، ثم إلى هونج كونج ، فسايغون في الصين ، ليصل أخيرًا إلى ميناء " يوكوهاما " الياباني بعد مغامرةٍ بحرية لاقى فيها هذا الصعيدي المجاهد ما لاقاه من الأهوال والمصاعب. وهناك في اليابان كان العجب!! وانظروا الآن إلى عظمة هذه الأمة - أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - فلقد تفاجأ الشيخ في الميناء بوجود أحد علماء وفضلاء مسلمي الهند من مشايخ مدينة " كلكتا " يدعى حسين عبدالمنعم ، قدم إلى اليابان على نفقة مسلمي الهند لدعوة اليابانيين إلى الإسلام ، وشيخٍ أمازيغي من مشايخ " القيروان " في تونس ، وشيخٍ صيني من " التركستان الشرقية " ، وشيخٍ قوقازي من مسلمي " القوقاز "، كل هؤلاء جاءوا مثله على نفقتهم الخاصة ، ليجدوا أن السلطان العثماني ( عبد الحميد الثاني ) كان قد أرسل وفدًا كبيرًا من العلماء الأتراك ، ليجتمع أولئك الدعاة جميعًا ويكونوا وفدًا إسلاميًا ضخمًا مكونًا من مسلمين من أقطارٍ مختلفة ، يحمل كل واحدٍ منهم رسالة محمد بن عبد اللَّه صلى الله عليه وسلم في وجدانه ، ليوصلها إلى إمبراطور اليابان شخصيًا ، فأكرم بهذه أمة!! وهناك في طوكيو أسلم الآلاف على أيدي تلك المجموعة الربانية ، وكاد إمبراطور اليابان " ألماكيدو " نفسه أن يُسلم على يد ذلك الصعيدي الأزهري الشيخ علي الجرجاوي ، بعد أن أبدى إعجابه بالإسلام ، إلَّا أنه خاف على عرش الإمبراطورية بعد أن احتج الشعب على ذلك المؤتمر ، فأخبر ألماكيدو الشيخ الجرجاوي أنه إذا وافق الوزراء على تغيير دين الآباء فإنه سيختار الإسلام بلا أدنى شك ، فخرج الجرجاوي رحمه اللَّه إلى شوارع طوكيو برفقة الترجمان ، ليُسلم على يديه آلاف اليابانيين ، وليعود بعدها إلى مصر ليصف تلك الرحلة العجيبة إلى بلاد الشرق في كتاب من أجمل كتب أدب الرحلات في القرن الرابع عشر الهجري - العشرين ميلادي ، أسماه ( الرحلة اليابانية ) وضع فيه نفائس القصص الممتعة وغرائب الحكايات الشيقة التي عايشها في رحلته الدعوية إلى اليابان.
سؤال تطرحه على نفسك بعد أن استمتعت بقراءتك لهذه الرحلة العظيمة، "ماذا تغير؟"، كتب الجرجاوي - رحمه الله - هذه الرحلة عام ١٩٠٦م، واصفا حال المسلمين و العرب و يقارنها بالدول التي تطؤها قدماه، وصولاً إلى اليابان البلد المنشود للمؤتمر المنشود، اسألك أيَّها القارئ العربي، ماذا تغير بعد أكثر من مئة عام على هذه الرحلة، ماذا حل بالعرب من جديد، نالت مصر استقلالها و غيرها كذلك، و سقطت دولة الخلافة، و سقطت دول و قامت دول وتوالى جيل بعد جيل، فماذا فعل العرب؟ أين هي بصمتنا الآن، أمر محزن جداً، أختم بما قاله الجرجاوي - رحمه الله - : "فارفع معي صوتك بإخلاص إلى الله سبحانه وتعالى داعياً وراجياً أن يلهم الأمة الإسلامية ما ألهم هذه الأمة المتمدنة التي اعتنت بشأن بالعلوم والمعارف وبذلت جهدها في تعليم الناشئة حتى تخرج من مدارسها من رفعوا شأن أوطانهم وصاروا يعدون في مصاف الرجل العاملين على سعادة أمتهم وبلادهم". أما آن أن تنهضي يا أمة العرب.
حين بدأت قراءته كان ذلك من باب أنه يناقش التجربة الدعوية في اليابان ويسرد تفاصيلها إلا أنه اتضح لي ان كاتبه رحمة الله عليه مال لجعله في أدب الرحلات وكانت تفاصيل التجربة الدعوية عدة صفحات اختصرها موضحًا انه ليس هذا الكتاب معرض الإسترسال فيها.. وعليه فقد اقتصرت قراءتي على هذه الصفحات ولم اقرأ الكتاب بالكامل ولعلني افعل يومًا.. جزى الله الكاتب عنا وعن الإسلام خيرًا
الكتاب مليء بالاستطرادات المملة والبعيدة عن موضوع الكتاب. نبرة التعظيم المبالغ فيها في وصف كثير من الأشخاص حطت في نظري من قدر الكتاب.. في نهاية الأمر، الكلام عن اليابان والرحلة اليابانية لم يتجاوز ربع الكتاب.. لذلك لا أنصح بقراءته إلا لمن أراد تضييع وقته ولم يجد سوى هذا الكتاب!
لاشك أن ما قام به هذا الشيخ في رحلته من أجل الإسلام أمر عظيم وجليل بيد أن مذكراته غير شيقة ولا تدع القارئ يحب مواصلة القراءة فيها، فاسلوب الشيخ ممل ويحتوي على سرد لا حاجة له وتحليله للمدن غير كافي ولا مشوق وان كان يحتوي على بعض الحقائق
يمكن تصنيف كتاب "الرحلة اليابانية" لصاحبه الصحافي علي أحمد الجرجاوي صاحب جريدة الإرشاد القاهرية ضمن أدب الرحلات. الذي يحتل مكانة عالية بين فنون الأدب العربية وكما قال الدكتور شوقي ضيف "يملأ خانة ظن البعض أنها خالية، وهي خانة فن القصة"، هذا بالإضافة إلى الأهمية الأدبية، إذ أدب الرحلة هو النمط الأدبي الوحيد الذي له علاقة وطيدة بجميع العلوم الاجتماعية تقريباً، ومن هنا استفاد من هذا النمط الأدبي المؤرخون وكتاب السير وعلماء الجغرافيا وحتى علماء التربية إفادة كبيرة وهكذا احتل أدب الرحلة في جميع آداب لغات العالم مكانة عالية.
والرحالة متنوعو الهوية: منهم الداعية إلى الله، ومنهم التاجر ومنهم السياسي، ومنهم من غلبت عليه هواية السفر، ومنهم العالم وهكذا. ومن هنا تعددت أسباب الرحلة، وإذا كان الرحالة قام بتدوين رحلته بناء على طلب من أصدقائه وأقاربه أو تلبية لطلب حاكم أو إفادة للقراء، فإن الجرجاوي صاحب الرحلة اليابانية يهدف في المقام الأول-من تدوين رحلته-إلى بيان هدفه الأساسي وهو الدعوة إلى الإسلام في اليابان ثم ألحت على الترمي بضرب أمثلة مما شاهده في مدن اليابان، ومن هنا اعتمد على سرد تفاصيل بعينها لتحقيق هدفه، كما أورد إحصاءات ووثائق، رغم أنه لم يكن دقيقاً في ذكر بعض المعلومات وشرح بعض المشاهدات وكذا بيان أسماء الأعلام والأماكن. والرحلة اليابانية مكتوبة بلغة سهلة بسيطة يحسبها القارئ لغة أديب يعيش معنا اليوم رغم مرور مائة عام تقريباً على تسطيرها. والكاتب يمزج بين أسلوب الخطابة والأسلوب القصصي الروائي، وقد ضمن كتابه بعض الأشعار تأكيداً لكلامه، وحلبة لأسلوبه لجأ إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، فأدمجها في سياق كلامه للحاجة إليها أو تعليقاً على مواقف بمعينها. وتتمثل عناصر "الرحلة اليابانية" الذي يتضمن مقدمة يتضح منها العنصر الديني، ثم الظروف التي قام الرحالة فيها، برحلته، ودفعته إلى هذا وذاك، المنهج الذي سلكه في تدوين الرحلة، ثم بدأت الرحلة أو قوام الرحلة.
وتداخلت فيها أمور عدة منها ما يتصل بالرحلة ذاتها ومنها ما يتصل بالأمور الأخرى الاجتماعية والثقافية والاقتصادية...الخ. اهتم رحالتنا بالحديث عن رفاق السفر ووسائل الانتقال وأماكن السكن، كما اهتم ببيان الأمور الاجتماعية وطبائع البشر وأخلاقهم وتحدث عن الأمور الاقتصادية والرقي الذي حققته اليابان في ظل حكومة امبراطورها آنذاك. ولا شك أن للرحلة هذه أهمية كبرى نظراً للفترة الزمنية التي مضت عليها (قرن تقريباً) ونظراً للبلد الذي يتناوله المؤلف في كتابه أي اليابان، ونظراً للمهدف الذي من أجله ارتحل الجرجاوي وسافر من موطنه مصر إلى نهاية العالم في وقت كانت فيه وسائل السفر تختلف تماماً كما هي عليهم الآن.
بحروفٍ بديعة وعين أزهري حزينة ، رأت حال اليابان وتقدمها وتشوف أهلها للعلوم الحضارة وقلة همة علماء المسلمين عن نشر الدين في تلك البقاع الخصبة عكس ما تفعله حملات التبشير بالديانات المسيحية .
الكتاب من نوع أدب الرحلات يسطر فيه الشيخ علي الجرجاوي تفاصيل رحلته إلى اليابان للمشاركة في مؤتمر الأديان الذي أعلنت عنه امبراطورية اليابان للبحث والنقاش للوصول إلى الدين الرسمي للإمبراطورية ، فيقرر الشيخ الجرجاوي السفر على نفقته الخاصة فيبدع ويمتع في سرد رحلته وحكاية ما رآه .، بأسلوب بديع بليغ في غاية الحسن والأدب ينم عن حال وذوق أهل تلك الفترة من كلامٍ منمق ورقي في التعبير .
في عام ١٩٠٦ رحل الجرجاوي من مصر إلى اليابان بعد أن باع أرضه في الصعيد ليسدد ثمن رحلته، وكان هدف الرحلة هو الدعوة إلى الله سبحانه وإلى دينه الحق، مر برحلته على إيطاليا فتونس ثم الجزيرة العربية فاليمن حتى الهند فسريلانكا فماليزيا فالصين حتى وصل أخيراً إلى اليابان، رحلة رائعة وتستحق القراءة وتعيدك قرناً من الزمن إلى الوراء
ربما كان أول ما جذبني للكتاب أن الرحلة اليابانية تلك حدثت سنة 1906 أي قبل الحرب العالمية الثانية بكثير وقبل ما يعرف بنهضة اليابان فلماذا كل هذا الانبهار؟ ماذا كان في اليابان وقتها؟ لأني كنت أظن أن الكاتب رحالة سافر لليابان (بلاد الشمس المشرقة) خصيصًا ليراها ويتعرف على حضارتها. بعد ذلك عرفت أنه سافر -وقت الخلافة العثمانية- لحضور مؤتمر الأديان هناك بعد الحرب مع روسيا -حين قررت اليابان أن تدعو أصحاب الديانات ليعرضوا دياناتهم أمام الساسة والعلماء ليختاروا منها دينًا رسميًا لليابان- ومع ذلك كانت نظرة الانبهار موجودة في الكتاب بطريقة مبالغ فيها. -اللغة جميلة وفيها ألفاظ تستحق الملاحظة. -هناك أجزاء مملة وفيها تطويل ، ولكن بصفة عامة وصف الرحلة جيد جدًا وعرفت منه معلومات عن طنطا وأحمد باشا المنشاوي لم أكن أعرفها لأنه كان كلما مر على مدينة ذكر شيئًا عنها. -الين الياباني وقتها كان بعشر قروش ، الآن بستة عشر قرشًا ، معلومة عابرة غير مفيدة على الإطلاق. -كثير من المقارنات بين أحوال اليابانيين حينها منذ أكثر من قرن وبين أحوال المصريين لازالت كما هي لم يتغير شيء ، حتى حينما وصف الشرطة قال إن الشرطة المصرية تتلقى الرشاوى ويا ليتهم يتعلمون من الشرطة اليابانية. -الانبهار بالسياسة اليابانية ، والتعليم الياباني ، والشرطة اليابانية ، والأخلاق اليابانية ، والذكاء الياباني ، الانبهار الانبهار الانبهار في كل أرجاء الكتاب. لدرجة أنه حكى أن الوابور (القطار) أثناء الطريق بين المدن اليابانية مر على كوبري فوق نهر كان مرفوعًا عن النهر لكنه أنزل قبل وصول القطار ليمر عليه ثم رفع مرة أخرى دلالة على التقد الصناعي لليابان وكان هذا منذ أكثر من قرن من الزمان. -أسلم على أيديهم في تلك الرحلة القصيرة 12 ألف ياباني وتحسر على عدم وجود من يدعو اليابانيين إلى الإسلام إلا القليل جدًا فوجه في نهاية الكتاب كلمة رقيقة يخاطب فيها الخديوي (سمو الأمير) بلطف إلى أهمية إرسال البعثات الإسلامية إلى اليابان وكلمة أخرى شديدة اللهجة إلى العلماء (المتقاعدين المتكاسلين) يؤنبهم فيها على عدم بذل ما يملكون حتى يسافروا لليابان على نفقتهم الخاصة. وقال لهم -للعلماء المسلمين- : تمحلنا لكم اسم العذر من سكوتكم عن محو هذه البدع التي فشت وانتشرت في" البلاد، وكثر من جرَّائها الفساد، وحطَّت من كرامة الدين، وقلنا إن الذنب للحكومة التي أباحت فتح بيوت المومسات العاهرات، وسهَّلت للشبان الدخول في الحانات، ومغازلة الغانيات الراقصات جهارًا بلا خفاء ولا استحياء، فقولوا لنا — يرعاكم لله — ما عذركم في عدم تأليف لجنة منكم تذهب إلى بلاد اليابان أو الصين للدعوة إلى الإسلام؟" يعني يقر بأن ال(سمو الأمير) الخديوي الذي خاطبه بلطف أولًا سمح ببيوت الدعارة والحانات ومغازلة الراقصات إلخ ومع ذلك يلوم العلماء (الكسالى) ألا يسافروا على نفقاتهم الخاصة. -الخلاصة أن الكتابة تبقى إلى أن يشاء الله ، ومن أراد أن يقول شيئًا في كتاب فسيأتي يوم ويصدقه الناس لأن غيره لم يكتب.
السعي من أجل نشر الدين الاسلامي امر رائع وعلى كل مسلم فتح هذا الباب وخاصه ان هذه هي الرسالة التي حملها الله للأنسان وسبب عيشه على الارض يشرح الجرجاوي تفاصيل رحلته الى اليابان لنشر الاسلام حيث قررت اليابان ان تستدعي رجال الدين من كل دولة ومن كل مذهب ودين لترى ماهو الدين الانسب لدولتها في ذالك الوقت وناشد الجرجاوي أمراء دولته وعلمائها الا انه لم يصغي له أحد فقرر هو ان يذهب ويكلف نفسه بهذه المهمة اذ أنه ارتأى انه من واجبه انتهاز للفرص المتاحة ..
وصفه ممتع للرحلة والبلاد التي مر عليها، أخبر عن تاريخ موجز لكل مدينة يجلس فيها للاستراحة؛ كنت على أتمّ شوق لأرى تفصيل دعوته لأهل اليابان، كان سرده جميل في المجمل، لكنه لم يُطل ولم يأخذ هذا الجانب حيزاً كبيراً من الكتاب. وقد أردت العكس. وكما أن هناك أموراً لم أوافق عليها : من مخالفات عقدية ، وتاريخية.