تقع عيني على جملة آسرة، أقرأ بصوتِ عالٍ في غرفتي تمامًا كمن يجرب صوته:
"كل بيتٍ مسكن ولكن ليس كل مسكنٍ بيتًا."
أفكر.. حلوة كلمة مسكن. على الأغلب جاءت من سكينة، سكن سكونًا فهو ساكن. سكينة.. لا يشترط أن يكون المسكن بيتًا يقول ويكيبيديا، بإمكانك أن تجد السكينة في أماكن شتى.. ولكن يشترط على البيت أن يكون مسكنًا. وددت لو أضغط زر التعديل لأضيف "شكرًا" نهاية الجملة. فكرت.. إنه لمن المؤسف حقًا أن يمتلك الإنسان بيتًا ثم لا يكون هذا البيت دار سكينة.
"في بيوت الآخرين" ستقودك الدهشة من الصفحة الأولى، إلى اللانهاية. وستكون أنت البطل مهما اختلف اسمك أو عنوانك، ستجد لك بيتًا في هذه القصة.
يقول أحد الكتاب: "نحن لا نتكوّن من ذرات وإنما من القصص." ولأن الذاكرة مخزن القصص، ينطلق السرد من هناك بسيلٍ آسر عن الخيال والطفولة فترتسم على وجهك إبتسامة العارف الذي عاش ذلك كله "لعبة صيدة ما صيدة" على سبيل المثال والمشاكل التي لابد وأن مررنا بأحدٍ منها نتيجةٍ لشقاوة طفولتنا ومغامراتها. هنالك تبادل لوجهات النظر بين تفكير الأهل، وعرض لوجهات نظر الأبناء للمواقف وما بين ذلك من صراع. مما يتيح للقارئ أن لا يتسرع، ويتذكر أن كلا الخير والشر فيه، وأن الإتزان كله من الداخل. لا توجد أحكام، ولا عاطفة تحد القارئ للتطرف بإختيار جانب الأبطال أو ضدهم، وإنما يُطلب منه التفهم وهذه هي أحد الغايات. الإنتقال بين الفصول أقرب للإنتقال بين محطات القلب، كلها حميمية وجمال. الأسئلة لا تتوقف، ولعلها إشارةٌ ذكية أن توضع هذه الأسئلة على لسان الطفل. فضول الأطفال لا يتوقف، وهنا بهذه الرواية تنطلق أسئلةً كثيرة عن معاني الوجود منها فكرة "البيت" و"السكينة" و"الأمان." مع دافع لأن يجد كلٍ منا إجابته الخاصة. البطلة "غزوة" شخصية مثيرة، لعل ذلك بيدأ من اسمها المميز، قصته، توقيت إختياره، ومعناه. الطفلة التي تكبر وهي تحاول أن تضع تعريفاتها الخاصة وأن تجد موقعها في هذه الحياة لتصنع فرديتها لطالما وجدت أن طبيعتها ليست مستنسخة، ولذلك فهي مرفوضة. وعليه يجب أن تشقى أكثر قليلًا عن الآخرين. هنالك فرصٌ شتى للتأمل إذ لا شيء كما هو. الأشياء العادية، ليست عادية. الكلمة التي يدسها الأب في أذن ابنه، تكبر فيه، يصيرها حين يكبر. المسؤولية كبيرة إذ أن لكل موقف وبخاصة عند تجاربنا الأولى تأثيرٌ راسخ في الذاكرة وفي تكوين الشخصية. نحن نصبح ما نفكر به، فمن أين نستمد أفكارنا؟ وما أساسها من الصحة؟ لذلك يجب أن لا يستهان بالظلم وإن كان صغيرًا، ولا بالكلمة ولو جاءت على شكل نكتة. يوجد عُري واضح، لكنه ليس مخلًا. وإنما هو العري الخال من المجاملة حيث توضع الصورة كاملة دون تشويه، ولا كلافة، ولا زيف وإنما كما جاءت، وهذه حاجة إنسانية اسمها الحاجة للحقيقة. وسواء كان أغنية، إقتباس كتاب، أو آية قرآنية توجد حلقة رابطة بين ما يمس أرواحنا وما نحن نعيش ولذلك ترد بين الصفحات بعض الإقتباسات بما يثري النص لا يحشوه. "زياد" شخصية البطل والذي له من اسمه نصيب كبير فيكون لوجوده زيادةً لكل خير، ولعل ظهوره بالقصة وإن كان قصيرًا إلا أن له عمقٌ وأثر. هو فكرة فارس الأحلام دون أن يكون الحلم منامًا، ولا أن يكون الفارس فارسًا إذ قد يأتي بصحبة كلبٍ مستعار!
بالمختصر، هي رحلة تبدأ وتنتهي من ذات النقطة لكنك بعد أن تدور دائرتك وتعود للنقطة التي كنت واقفًا عندها، سترى العالم من جديد. لن يعود البيت ولا العالم كما كان وإنما كما أنت الآن. سيتغيّر كل شيء، وذلك لأنك أنت من تغيّر حقًا.
"يبدو الصمت ملائماً، أريد أن أصمت، لا أريد الآن، داخل هذه اللحظة أن أغير شيئاً، أريد أن أجلس إلى نفسي لأسألها متى كانت آخر مرةٍ شربت الشاي؟ هل تحممت البارحة .. أم هذا الصباح؟ تصير الساعات والأيام هُلامية وأنت في حالة هروبٍ وانعزال."
لغة عالية وجميلة تتمتع بها ريم، الرواية صادقة وحقيقية، عمل يستحق الإشادة، إذا كان العمل الأول بهذه الرصانة فعملها القادم بلا شك سيكون أكثر دهشة 🌹
أول رواية غير علميه اقرأها و اول تقييم اعمله لكتاب ، هي رواية جميله ذات هدف أجمل قسمت مشاعري بين ضحكات و خنقه عبرات لتذكري طفولتي المدفونه لم أتخيل يوم ان شيئا ممكن ان يرجعها ، استمتعت جدا بقرائتها و سعيد جدا بما اضافته لعقلي ، بدايه جدا حلوه و منتظرين العمل القادم بكل حماس 🔥🔥 .
اختيار موفّق لاسم الرّواية،في بيوت الآخرين، تجد طريقها بسلاسة إلى قلبك. قد تكون قصّة أي واحدة منا، غزوة، الشخصية التي تسبح ضدّ التيّار، تحارب ثقافة القطيع، بقوّة الكلمة. الرواية تعرض الموروث الخليجي بطريقة تجعلك بشكل أو بآخر تسترجع موقف أو قصة حدثت لك، من ذاكرتك الشخصيةالتي تعتبرها شخصية جداً ومتفرّدة، لتسأل الأسئلة ذاتها، وتعيد النّظر، تعيد تعريف المصطلحات وفق قناعاتك وتجاربك، عوضاً عمّا يمليه القطيع. لفتني ارتباط غزوة بصورة الطّفلة، شعورها وأفكارها، يفوتنا أحياناً مدى تأثير تلك المرحلة على من نكون وكيف نكونه. من المرات القليلة جدًا التي وجدت التنقل بين زمنين في رواية سلساً ولا يخلّ بتوازن الأحداث. أحببت شخصية الأب، الخيمة. رمزيات كثيرة موظّفة بشكل رائع، ريم، كعادتها، بارعة في اختيار الكلمات، بقوّة وبحنيّة.
قليلة الكلمات في وصف عمق الشّعور، سعيدة بهذه البداية الواعدة، بانتظار المزيد.
في بيوت الآخرين هي دعوة استثنائية من كاتبتها ريم لأن تأخذ بيد مَن يقرأ، وتتقاسم معه الحدث، وبالحديث عن تجربتي في قراءة هذه الرواية، وجدتُ نضجًا وسخاءً من الروائية لأن تشركني لعبة التأويل في غير موضع. تركت أجزاءً غائمة لم تطالها نور (المباشرة)، لأبحر بدوري في كتابة النص قارئًا، وأقول يا الله، فأدخل في رأس غزوة، تلك الشخصية التي قامت ريم بتشريحها من الداخل للخارج، بدأت باستغراب ذاك الجموح، ثم أجدني مُهيئًا شيئًا فشيئًا وقد تم تهيني لفهم غزوة، وفي الوقت نفسه أُفاجَأ في ردة فعلها إزاء موقفٍ، أو حوار ينتهي بعبارة لا يمكن توقّعها.. ولا نقولها إلا هي.. أكثر ما أعجبني هي الحكايات الجانبية التي بنت الشخصية الأساسية وجدّلت خيوط تعاطيها مع الآخرين. فالثائرة غزوة كانت (ابنة تجاربها)، وكانت اللا-عادية وسط العاديّين. كتبت قصّتها كيفما شاءت هي فقط، والأحجبة التي تم فيها رمي خيوط الحدوتة أجمل ما في الحكاية. بانتظار جموحٍ آخر، أو هدوء ربما.. كيف ستجيء عاصفتك التالية يا ريم؟
كان رأيي الأول: عظيم! بكل الحب والصدق والبساطة. هذا عمل طال إنتظاره، يقول الكلمة في مكانها يشعرها بجمالها ويحترم قيمتها. وما بعد رأي العم إسماعيل رأي، رحمة ونور على روحه. ❤️
ولو إنه شهادتي بريم مجروحة، لكن دائماً أنتقد (أو أحاول على الأقل) بِكُل صدق. أعطيته ٤/٥ نجوم لأنه في أغلب الأحيان بدى كخواطر و ليس رواية. كما أنني تمنيّت لو كانت الحوارات باللغة العاميّة بدلاً من الفصحى لجعل وقعهم أقرب إلى القلب. مع ذلك "في بيوت الآخرين" كتاب جداً مهم لأنه ينتقد و يبيّن عيوب الواقع الذي تقبله المجتمع منذ زمن طويل و فرضه كالمعيار الطبيعي. تطرح ريم الهاجري القضايا الإجتماعية كالفروقات على أساس الجنس و "الأصل" بأسلوب شعري جميل و جريء (و لا أستخدم كلمة جريء في غير معناها تجنباً لقول كلمة أوضح) بل أقصدها بأجمل معانيها. أحسست أنني في غزوة في كثير من الأحيان. و أنا أُقلّب الصفحات أحسست بأمان. إذاً وجدت لي بيتاً في كتاب "في بيوت الآخرين."
كان لي حظ القراءة الأولية قبل النشر. لغة الكاتبة سلسة ولكنها حادة ومتهكمة، تماما كالشخصية الرئيسية (غزوة) البسيطة القوية التي لا تعرف الوسط. الرواية تحكي عن الموروث الاجتماعي وثقافة القطيع التي يفرضها المجتمع على الأفراد. استخدمت الكاتبة الكثير من الإسقاطات الذكية والعميقة تجاه كشف هذه الثقافة (سلسلة محمد شقيق غزوة، زواج سارة التقليدي وتحملها لتنمر زوجها، توظيف الصمت في النص لتأكيد أن القطيع لا صوت له) كذلك التنقل الكثير في النص بين الماضي والحاضر يعكس الحالة المزاجية للقطيع، وكأن الكاتبة أرادت أن يقودنا النص لنستشعر إحساس القطيع الذي يقاد! غزوة تعكس كل ما هو عقلاني وواقعي، كانت تبحث عن الأسباب قبل النتيجة. غوصها في الأسباب أعطاها مفاتيح الشخصية الجريئة المتفكرة القوية التي ترفض الدخول في القطيع. استخدمت الكاتبة كذلك أسماء الشخصيات لإبراز نمط كل شخصية في القصة. محمد وسارة من الأسماء الشائعة، مما يرجح دخولها القطيع. اسم غزوة نادر وفريد ولا يمكن أن يكون ضمن القطيع. أما زياد، فهو يحتمل هذا وذاك، ولكن في نهاية القصة نرى فرادته وتميزه. الأب والأم لا اسم لهما، وهذا إسقاط بأن الموروث الاجتماعي لا هوية له وقابل للمساءلة. الحديث الذاتي في الفصل الخامس حمل الكثير من الاختلاف، تلبست فيه غزوة (وصوتها الداخلي) روح زياد، وكأنهما الشخص ذاته. وهذا تأكيد على صدق المرآة التي وجدتها غزوة في زياد. أخيرا، الرواية مبشرة بولادة كاتبة تحمل الكثير من النضج والوعي والفهم للحياة. قلمها ذكي ومدرك للأدوات الأدبية وكيفية توظيفها. شخصيا لا أشجع على الكتابة بالعامية، إلا في حالات نادرة حين يخدم النص العامي مجمل الرواية. وقد حاولت الكاتبة فرض هذا التوازن.
من الاق��باسات الجميلة:
ما أبقاني على قيد الحياة أنني أرفض ما هو مفروض علي.
أصلي كي لا يموت شغفنا قبل أن ندرك الحياة.
البكاء عري تام للجرح وأسبابه.
الحقيقة أن الكلمة التي تخرج منك، تخرج مضيفة على أناك تلك، الأنا الأخرى التي تخاطبها.
الإنسان إبن ما عاناه.
الأرواح كانت مزدحمة ولا تعرف أدب الضيافة.
أ
This entire review has been hidden because of spoilers.
" قالوا أن القلب بيت وسكن، يبدو أن أمي أوقفتني على الباب". تمثل هذه الجملة مفتاح العنوان والرواية معا، فكل بيت مسكن، ولكن ليس كل مسكن بيت، كما جاء في الرواية ص 73. بهذا العمل تقدم لنا ريم الهاجري باكورة أعمالها، رواية أولى، لم يسبقها عمل سردي من قبل، الفتاة المقبلة على عالم الكتابة من عوالم القراءة، وهو ما اختزله العمل لغة وعيا بها، إلى جانب السرد المشوّق القادر على جذب المتلقي حتى النهاية، فشخصيا قرأت العمل في يومين وهو ذو 160 صفحة مع الوقت الممكن لي للقراءة. جاءت الرواية منسوجة على خيال طفولي للعبة شعبية كويتية ( خروف مْسلسل)، لتأخذنا غزوة في حكايته وندخل معها في لعبة غميضة متخيلة عن حياتها، وما يمكن أن يمر بنا، حتى نتقاطع جميعا في السلسلة. غزوة وقد جاء اسمها بسبب حادثة أليمة وهي الغزو العراقي عام 90، مع أن معظم المواليد في ذلك العام كانت اسماءهم مرتبطة بفرح التحرير والوطن. ولكنها غزوة من نوع آخر، كانت غزوة على حياة أمها وعزوة في حياة أبيها وجدها. جاءت شخصية الأم في هيئة أمنا الغولة بحسب الموروث الشعبي الآخر، الغولة التي يمكن ان تأكلنا بسبب حبها الخائف علينا. الأم كانت غولة البيت على عكس الأب القلب الكبير، الذي دأب على سرد الحكايات على الأم الغولة لتنام فيسكن البيت وكل من فيه ويسكن الأب في تأمل السماء على سطح البيت. الأخوة سارة ومحمد كانوا أكثر حظا منها وسوءا في ذات الوقت، فحظوظهم كانت عند أمهم عالية وفي الحياة أدناها. وهنا المفارقة بين غزوة وأخوتها في فهم الحياة. الرواية تتقاطع مع مفاهيم إنسانية عدة، منها الحب الذي جاء بالرواية خفيفا لطيفا خاليا من القصص الموغلة بالرومانسية أو الصراع، بل جاء الحب فكرا ووعيا به ليكون جميلا بكل حالاته. هذه اطلالة سريعة على الرواية، وسيكون لها قراءة موسعة في القريب.
باختصار - احببت الوصف والتشبيهات المميزة وبعض المشاهد التي كانت لطيفة خصوصا في منتصف الكتاب الثاني حيث اتضحت معالم الرواية اكثر والى اين تتجه. وهذا ما كان ينقصه من البداية للاسف فمحتوى القصة لم يكن مثري وهذه احد أسباب عدم محبة البعض للكتاب - فالكتاب مجرد مشاعر لغزوة بداخلها وما بين عائلتها فقط ( وإسقاطاتها على ما حولها )… فلم يكن هناك تصاعد احداث وحبكة قوية تذكر. وتمنيت نهاية اقوى من تلك النهاية خصوصا في علاقتها مع والدتها شعرت انها لا زالت مفتوحة ولم نجد نهاية مرضية
كان فجرًا طيبًا مع غزوة (كما أسمتها أمها ووثقت في السجلات الرسمية)/ عزوة (كما كان جدّها الحبيب يفضل أن يناديها) وأقول أنا أنها الإسمين معًا.. مرة تغزو ومرة تقف بعزّة وتسند بعزّة ومرة أخرى هي كلهم في آن ولا يحدد الأمر سوى نقطة تضيء وتنطفىء مثل منارةٍ فوق حرف العين.. حسب اشتهاء الحياة والروح.
كلنا كنا غزوة في أوقاتٍ كثيرة في حياتنا وهذا ما جعل للرواية من قربٍ رغم فكرتها المألوفة، وأيضًا، حرف ريم.. حرفٌ لا يستهان بسحره ولمسه الحبيب للقلب والروح، عرفتهُ قبل الكتاب.. ولقيتُه فيه كما كان وأزهى.
تبّشر الرواية بأعمال أكمل وأجمل، أتطلع إليها بحب دائمًا🙏🏻
مرحبًا بكِ في عالم الكتاب العزيزة ريم الهاجري، أطيلي البقاء فضلًا🌷
رواية غلافها رائع وهو ماجذبني وجعلني اقتنيها لا أعرف ماهي القصة حقيقةً بالرغم من أنني انهيتها الكتابة كانت ممزوجة بين العامية والفصحى، التداخل أزعجني كثيراً، فلم يكن الأمر سلساً. حاولت بقدر الامكان ان استوعب القصة وأن آخذ وقتي بالقراءة ولكن لم أستطع رغم ذلك.
عندما يقف الانسان متسائل امام باب بيته او بيوت الآخرين من اَي شي يهرب ان لم يكن من نفسه؟ فمن يكون ... هكذا تدور احداث هذه الروية الجميلة بالسرد والبسيطه بالأحداث عن تلك الفتاة المتحرر غزوه وبحثها الدائم عن السكينة في مجتمع مقيد بالعادات والتقاليد، بالإمكان الانسان ان يجد السكينة في اماكن شتى .. ولكن يشترط على البيت ان يكون مسكّن لذا ان كل بيت مسكّن ولكن ليس كل مسكن بيتا... فأين هيا تلك السكينة المفقودة
تقول غزوة: "البكاء عري تام للجرح وأسبابه" وأقول أنا هذا الكتاب بكل مافيه هو عري خفي لنا .. يعري المجتمع الذي يتبع سياسة القطيع.. ويعري مفاهيمه ومعتقداته التي تجعل القطيع يؤمن بالقشرة منها فقط ولا يعي ما هو جوفها أو أصلها.
غزوة أو كما يقال عنها "أم لسان طويل" لم تخشى أن تعلق أو تنتقد أي فكرة غير منطقية.. لأنها لم ترغب بأن تكون ضمن القطيع .. قطيع يتبع المنهج الذي خلقه أباؤه وأجداده من قبلهم ولا يستطيع أن يقرر منهجه الخاص.
تساؤلات غزوة تمتد على طول الرواية.. فهي تبحث عن معنى الأمان، عن الحب، وعن السكينة..
أقر بأن الكاتبة أبدعت في خلق المشاهد واستخدمت اللغة بالطريقة التي تجعل روحك تضيع في وسط الكلمات ولا تجد مخرجًا حتى عند انتهاء آخر سطر وآخر كلمة.
الرواية الأولى للكاتبة وبداية مبشرة لها قد تكون القصة التي تناولتها معروفة أو قد تم التطرق لها من قبل ، إلا أن فرادتها هو أسلوب الكاتبة في كتابتها. أعجبني أسماء الفصول وارتباطها بأحداث الفصل . رسم شخصية الفتاة الاستثنائية حتى باسمها وارتباطها بالشخصيات الأخرى. الانتقال بين الحاضر والماضي لم يكن صعبًا عليها ولا يشتت القارئ لم يعجبني أن بعض الحوارات جاءت بالعامية وكنت أفضل أن تكون حميعها باللغة العربية ولا مانع من إدخال بعض الكلمات بالعامية .
رواية تستحق القراءة من كاتبة تكتب بحب وصدق بانتظار القادم
قد لا تصدق أنها التجربة الروائية الأولى للكاتبة فقد صنعت ببراعة فائقة روايةً من فئة الكتب الصديقة التي لا تستطيع أن تضعها من يدك وفي الوقت ذاته لا تريد لها أن تنتهي.
معاناة المختلِف في مجتمع يربط بعضه ببعض بأعراف وتقاليد من يحد عنها فقد حاد عن الحق وخرج عن النظام. إن اتبعت هذا النظام السائد فأنت محبوب ومُرحّب بك في هذا المجتمع (القطيع)، وإن اختلف صوتك وخالفتهم الرأي سيرمونك بأبشع الأحكام ويخرجونك من القطيع. تصف ريم هذه المعاناة في شخصية "غزوة" الثائرة على النظام، في سرد وحوارات متداخلَين لتكمل المشهد. أختها أفضل مثال للانتماء للجماعة والخوف من الرفض والإقصاء، أخوها الذي حاول مرارًا ربطها إلى السلسلة، أمها التي يئست من صلاحها، أبوها المختلف ولكنه بلا حيلة.
ذكاء الرمزية في لعبة "خروف مسلسل" وارتباطها بالقصة في إشارة لتشابه الحياة التي نعيشها بهذه اللعبة الشعبية التي حمل أهل المكان شروط اللعبة والقوانين نفسها.
تقول غزوة: "لا أرتاح إلا حين تخرج الكلمة، ثم حين تخرج أود لو أردها إلى بيتها في القلب لأن العالم في نظري مكان موحش ولا يستحقها". هل ارتاحت غزوة في النهاية حين خرجت كلمتها في مكان يستحقها أخيرًا؟
رواية لغتها حميمة وقريبة من القلب، تحمل أفكارًا تلهمك وتدفعك للتساؤل مع كل سطر.
في مصافحة مبدئية للرواية الأولى لكاتبتها ريم الهاجري، و سيكون لي قراءة مفصلة ستنشر لاحقا. من البداية تصدم معك الكاتبة عبر رسالتيين في مشهديين قبل أن تبدأ الفصول بالتوالي تباعا. هذين الرسالتيين ترسم شكلا للحضور الأنثوي في هذا العالم الذي تشكلت قوانينه وليس بأيد ذكورية فقط، ولكن للنساء أيضا مساهمة في تعزيز وفرض هذه القوانين كسجان مطيع لقوانين السجن وإن كان آمر السجن رافضا لهذه القوانين. الأنوثة لن تتفوق على الذكورة في هذا المجتمع ولو كانت أكثر كفاءة، وعليك كي تكون جزءا من الجماعة أن تنكسر وأن تكون واحدا من قطيع كبير مع الجماعة ومن ضمن حدود. هذان القانونان شكلا الهيكل الروائي الذي ستبني عليه الروائية السرد وسيتسير فيه الأحداث عن طريق رواي واحد هي غزوة طوال صفحات الرواية. غزوة / الراوي تسيطر على الأحداث و السرد، تروى ما حدث محددة رؤية الشخصيات الأخرى من منظورها الشخصي. و ربما نجد السرد متحيزا في إتجاه واحد كقدر يكتب وتشكل أحداثه بقلم يقصد قصدا الوصول لنهاية مشتهاة. رواية جميلة، من كاتبة واعية لعتبات النص و لعبة السرد و الرمزية و الربط بين رمزية لعبة تراثية و الفصول.
This entire review has been hidden because of spoilers.
هذا النص ثائر ودافئ في آن واحد، حالم وعقلاني، يلامس القلب مباشرة بفلسفته الرقيقة ومحليته، حيث "غزوة" تتشكل من تلاطم الأمواج والريح مثل زبد الماء، تتدافع مابين العود والخلاص، مابين النزوح والسكنى. ريم الهاجري.. الصوت الذي طال انتظاره.
حلاوة الغلاف واسمه، ومن ثمّ حلاوة الحرف ولطفه، والطّفلة التي عدت إليها مع غزوة، نحب غزوة. ومن ثم جمال ريم وأنت تنظرُ إليها، وتتأملها بالحرف والكلمة والمعنى، ولأنّني صرت أحبّها الآن أكثر.
جميلٌ جدًا بحيث يوضع في القلب ومن ثم يُقفل عليه، جميلٌ وخفيف، ولأ ما شبعنا والله.
عندما نقرأ رواية ما اما أن تمر مرور الكرام بنا ولا تترك أثر أو نتعثر بها ونظل نصارع متى سننتهي من قراءتها أو أننا ننتهي منها ولا تنتهي منا وهذا ماحصل معي بهذه الرواية الرائعة التي سكنتني وسرحت معها ورجعت بـ بذاكرتي إلى الوراء سنين .. إلى أيام طفولتي ولعبتنا المفضلة مع بنات وأولاد خالاتي في يوم الجمعة "خروف مسلسل" والغداء الذي يجمع شمل العائلة وأحاديث الكبار وحواراتهم التي غير مسموح لنا بسماعها والكثير الكثير من الذكريات. قد تكون الرواية بسيطة جداً بصفحاتها الـ ١٦٣ لكن محتواها عميق لامسني وهزني فـ أدركت أخيراً بعد مرور السنوات أن إبنة أبيها ليس لها مكان في سكن أمها. . . . . 9-2-2019
"لكل إنسان نصيبه من الخير و الشر " جمله تختصر الكثير والكثير مما دار في الروايه .. روايه جميله و لغه سهله و سلسه .. تجعل القارئ راغب في تكملت الروايه .. غزوه و تناقضاتها .. ساره و الام التي تحبها مره و تتعاطف مع غزوه مره و حنان الأب الصامت الظاهر في صمته .. الحب الذي يباغتنا و يقلب الموازين .. روايه تستحق القراءة 🌸
أول اقرأه للكاتبة ريم الهاجري .. لديها حروف انسيابية وقدرة على الوصف للحالة النفسية لكل شخصية حتى منتصف العمل الأدبي كان هناك تصاعد للأحداث ومن ثم بدأ النص بطيء لدرجة صار هناك تداخل بين بعض الشخصيات الحاضرة والغائبة ومع ذلك اهنئ القرّاء بوجود قلم ريم الهاجري في الساحة الأدبية
محاولة موفقة لروايةٍ أولى. بسيطة وخفيفة تنهيها في جلسة واحدة. الغلاف أنيق وهذا مالفتني أول مااقتنيته. تقسيم العمل إلى فصول فكرة ممتازة؛ تنظم أفكار الكاتب وأيضاً تلقّي القارئ.