اسم الكتاب: أسرار الصلاة المؤلف: الشيخ حبيب الكاظمي
لسماحة الشيخ حبيب الكاظمي مؤلفات كثيرة تلامس الروح حقيقة، فهو كثيرا ما يهتم بالجانب الروحي للإنسان لما له من أهمية بالِغة في تربية النفس الإنسانية، وله ثلاثة كتب تتحدث عن الأسرار الباطنية للعبادة " أسرار الحج، وأسرار الصيام، و أسرار الصلاة الكتاب الذي نشرع بمراجعته"، وهذا الكتاب كذلك اهتم بالجانب الباطني للصلاة الذي يلامس الروح، فظاهر الصلاة لايؤثر على النفس كباطنها، وإجزاء الصلاة و صحتها ظاهرًا لا يدل على قبولها، فليست كل صلاة مجزئة مقبولة، والصلاة التي لا تُقبل لا تترك أثرًا للإنسان، كنهيها عن الفحشاء و المنكر مثلا، لذا على الإنسان أن يهتم بباطن الصلاة كما يهتم بظاهرها بل أكثر من ذلك.
و قد بين الشيخ "حفظه الله" ذلك ببيان لطيف، حيث سمى أو قسم "إن صح التعبير لنقلي" الفقه إلى قسمين : باطني و ظاهري.
فكما أن الإنسان حريص على إجزاء علمه ظاهرًا، فكذلك لابد أن يكون حريصًا على قبول ذلك العمل فالإجزاء في كفة و القبول في كفة أخرى وهي الأهم، لأن الإجزاء إنما هو مسقط عن التكليف فقط ولا أثر يستتبعه "وهو ما يبحثه الفقها الأبرار في بيان الجانب الفقهي للعبادة وهو الفقه الظاهري كما يعبر عنه الشيخ حفظه الله في كتابه"، لكن القبول هو الجوهر، حيث له آثار تستتبع عمله العبادي، و لو أردنا تجسيد جوهر الصلاة في آية واحدة لكان قوله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ} "العنكبوت٤٥" وهذا القسم الثاني من الفقه وهو الفقه الباطني كما يعبر عنه الشيخ.
عنون الشيخ "حفظه الله" كل باب من أبواب كتابه بالآداب الباطنية للجزء الذي سيشرع ببيانه، حيث اهتم بكل صغيرة و كبيرة تختص بعالم الصلاة، فبدأ بالآداب الباطنية في التهيؤ النفسي و الآداب الباطنية للطهور إلى أن انتهى بالآداب الباطنية لصلاة الجماعة، فكان كتابه جامعا لكل بواطن الصلاة تقريبا مما زاد في أهميته و ثمرته.
لفت انتباهي اهتمام الشيخ بنقل بعض العبارات من كتاب أسرار الصلاة للشهيد الثاني "قدس سره" حتى ظننت أنه سيختم كتابه بإحدي عباراته وقد فعل؛ وذلك لأنه كان يرى الكمال ودقة البيان في عباراته، لذا كان ينقل عين العبارة من بعض المجالات إلى كتابه، ويدل ذلك على أن كتاب الشهيد الثاني "قدسة سره" له أهمية و ثمرة كبيرة في هذا المجال.
قد يكون هذا الكتاب مرجعا لبعض قُرّائه، لأنه اهتم بذكر بعض الأذكار المستحبة لأجزاء الصلاة، و بيّن الجانب الباطني لتلك الأذكار و كيف تكون مؤثرة لتكامل الصلاة الخاشعة، فقد يشرع الإنسان بالالتزام بمستحب معين في الصلاة لكنه مع مرور الأيام قد يترك ذلك المستحب لنسيان أهميته و أثره، لكن عندما يكون الكتاب مرجعه فكلما فتحه استذكر آثار ذلك المستحب بعبارات تلامس الروح وتثبته على مواصلة ذلك المستحب.
آمل أن تكون هذه المراجعة قد ذكرت نبذة وجيزة عن موضوع هذا الكتاب، وعليه أنصح كل من اهتم وأراد التوسعة في إدراك الصلاة الخاشعة أن لا يهمل قراءة هذا الكتاب.
الشيخ حبيب الكاظمي من مواليد سنة 1957م هو أحد علماء المسلمين على المذهب الشيعي الجعفري في الكويت، نشأ وترعرع فيها إلى أن أنهى مرحلة الثانوية العامة، ثم انتسب إلى جامعة بيروت (قسم علم النفس)، إلا أنه لم يكمل الدراسة فيها فواصل دراسته الدينية في قم المقدسة والنجف الأشرف وقد تصدى فترة من الزمن للإشراف على: الشؤون الدراسية، والاختبارات الرسمية، للطلبة الأجانب في حوزة قم. وتزوج في سنة 1979 وأنجب أربعة أبناء. وقد اشتغل بترويج الدين والشريعة منذ الأيام الأولى من دراسته في الحوزة العلمية، وقد كانت له سفراته التبليغية لإلقاء محاضراته على الجاليات الإسلامية في كل من: لندن، وأمريكا، وكندا، ومصر، والكويت، والبحرين، والإمارات، والسعودية. وأسس حوزة الأطهار في قم ومجمع الزهراء في حرم الإمام الرضا في مشهد كما وله موقع السراج في الطريق إلى الله وقناة المعارف وإضافة إلى محاضراته فهو يشارك في إحياءات في مناسبات متنوعه بصوته الشجي .
بدأت قراءة الكتاب في نهاية أغسطس الفائت، اخترته كرفيقٍ لي في الزيارة لغايةٍ في نفسي أريد بها قبول زيارتي وصلاتي معًا، لم أُكمِل الكتاب دفعةً واحدة لأسباب عدة، إذ قرأته على فترات، تارة تكون قراءة مُكثفة، وتارةً أصدُّ عنه وأقرأ غيره لأني شعرتُ أنه لن ينتهي لكثرة الحشوِ في بعض فصوله وهذا عيب الكتاب الوحيد.
وبعد قرابة الشهرين ونصف عزمتُ على إعادة قراءة بعض فصوله التي قرأتها ولم أتفاعل معها، فوجدت ذلك خير ما فعلت وأظنني بهذا أعطيت الكتاب حقه، وإن وصفتُ الكتاب بالكنز فليست هذي مبالغة.. لأن الصلاة وهي الكتاب الموقوت والعمود الذي تستند عليه باقي الأعمال، العمل الذي إن قُبِل قُبِل ما سواه وإن رُدَّ رُدَّ ما سواه، العمل الأسمى الذي يعرج بالمرء للملكوت إذا قام به على وجهٍ كامل وجاهد حتى يفعل، كتابٌ واحدٌ يُفصّل أسراره حتى يُؤدى بأكمل شكل لهو كتابٌ يستحق القراءة والإشادة.
فصّل في الآداب العامة والخاصة للصلاة، بدءًا من خطوات التهيؤ للصلاة والوضوء والنية إلى أركان الصلاة من تكبيرٍ وبسملةٍ وسجودٍ وركوع إلى آخره، ولم يكتفِ بها فعرج على صلاة الليل وصلاة الجماعة أيضًا حتى يكون بذلك كتابًا شاملًا للصلاة في كُل حالاتها، إن لم تكن هذي القراءة محطةً معرفية فهي لا شكَّ محطةٌ تأمُّلية. في الشهور الماضية لم أرفع الكتاب من الطاولة المجاورة لرأسي بنية إتمامه، والآن لا أظنني أرفعه أيضًا لأني أحسبهُ مرجعًا نافعًا أرجعُ إليه كلما شعرتُ بحاجةٍ للتركيز والتأمُّل.
اسم الكتاب: أسرار الصلاة المؤلف: الشيخ حبيب الكاظمي
لسماحة الشيخ حبيب الكاظمي مؤلفات كثيرة تلامس الروح حقيقة، فهو كثيرا ما يهتم بالجانب الروحي للإنسان لما له من أهمية بالِغة في تربية النفس الإنسانية، وله ثلاثة كتب تتحدث عن الأسرار الباطنية للعبادة " أسرار الحج، وأسرار الصيام، و أسرار الصلاة الكتاب الذي نشرع بمراجعته"، وهذا الكتاب كذلك اهتم بالجانب الباطني للصلاة الذي يلامس الروح، فظاهر الصلاة لايؤثر على النفس كباطنها، وإجزاء الصلاة و صحتها ظاهرًا لا يدل على قبولها، فليست كل صلاة مجزئة مقبولة، والصلاة التي لا تُقبل لا تترك أثرًا للإنسان، كنهيها عن الفحشاء و المنكر مثلا، لذا على الإنسان أن يهتم بباطن الصلاة كما يهتم بظاهرها بل أكثر من ذلك.
و قد بين الشيخ "حفظه الله" ذلك ببيان لطيف، حيث سمى أو قسم "إن صح التعبير لنقلي" الفقه إلى قسمين : باطني و ظاهري.
فكما أن الإنسان حريص على إجزاء علمه ظاهرًا، فكذلك لابد أن يكون حريصًا على قبول ذلك العمل فالإجزاء في كفة و القبول في كفة أخرى وهي الأهم، لأن الإجزاء إنما هو مسقط عن التكليف فقط ولا أثر يستتبعه "وهو ما يبحثه الفقها الأبرار في بيان الجانب الفقهي للعبادة وهو الفقه الظاهري كما يعبر عنه الشيخ حفظه الله في كتابه"، لكن القبول هو الجوهر، حيث له آثار تستتبع عمله العبادي، و لو أردنا تجسيد جوهر الصلاة في آية واحدة لكان قوله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ} "العنكبوت٤٥" وهذا القسم الثاني من الفقه وهو الفقه الباطني كما يعبر عنه الشيخ.
عنون الشيخ "حفظه الله" كل باب من أبواب كتابه بالآداب الباطنية للجزء الذي سيشرع ببيانه، حيث اهتم بكل صغيرة و كبيرة تختص بعالم الصلاة، فبدأ بالآداب الباطنية في التهيؤ النفسي و الآداب الباطنية للطهور إلى أن انتهى بالآداب الباطنية لصلاة الجماعة، فكان كتابه جامعا لكل بواطن الصلاة تقريبا مما زاد في أهميته و ثمرته.
لفت انتباهي اهتمام الشيخ بنقل بعض العبارات من كتاب أسرار الصلاة للشهيد الثاني "قدس سره" حتى ظننت أنه سيختم كتابه بإحدي عباراته وقد فعل؛ وذلك لأنه كان يرى الكمال ودقة البيان في عباراته، لذا كان ينقل عين العبارة من بعض المجالات إلى كتابه، ويدل ذلك على أن كتاب الشهيد الثاني "قدسة سره" له أهمية و ثمرة كبيرة في هذا المجال.
قد يكون هذا الكتاب مرجعا لبعض قُرّائه، لأنه اهتم بذكر بعض الأذكار المستحبة لأجزاء الصلاة، و بيّن الجانب الباطني لتلك الأذكار و كيف تكون مؤثرة لتكامل الصلاة الخاشعة، فقد يشرع الإنسان بالالتزام بمستحب معين في الصلاة لكنه مع مرور الأيام قد يترك ذلك المستحب لنسيان أهميته و أثره، لكن عندما يكون الكتاب مرجعه فكلما فتحه استذكر آثار ذلك المستحب بعبارات تلامس الروح وتثبته على مواصلة ذلك المستحب.
آمل أن تكون هذه المراجعة قد ذكرت نبذة وجيزة عن موضوع هذا الكتاب، وعليه أنصح كل من اهتم وأراد التوسعة في إدراك الصلاة الخاشعة أن لا يهمل قراءة هذا الكتاب.
كتاب غني بالروايات واللطائف التي تعمق الصلة بين العبد وربه من خلال تأملات في معاني الصلاة ومقاماتها. أسلوب الشيخ فيه روحانية جليّة، ويظهر بوضوح حرصه على إيصال المعاني الباطنية والتربوية لهذه العبادة العظيمة..
مع ذلك، أجد أن هذا الكتاب لا يناسب مرحلتي الفكرية الحالية، حيث أركز في الوقت الراهن على البحث في قضايا العقيدة والتأويلات العقدية، أكثر من التوقف عند فضائل الفرائض والنقل الروائي المباشر عنها. ولهذا السبب، لم أتمكن من التفاعل الكامل مع محتواه، رغم إدراكي لقيمته لدى فئة كبيرة من القرّاء..
أوصي به لمن يبحث عن دفعة روحية وتأملات في روح الصلاة وأثرها على النفس، خاصة لمن يميل إلى أدبيات العرفان والتزكية.
كتاب يتكون من عدة فصول كل فصل يتحدث عن إحدى أجزاء الصلاة يبين الجانب الباطني له وآثاره على الإنسان فقد اهتم بكل صغيره وكبيره تخص الواجبات منها والمستحبات ابتداءً من فصل الآداب الباطنية في التهيؤ النفسي للصلاة وانتهاءً بالآداب الباطنية لصلاة الجماعة ..كتاب رائع جداً لمعرفة الصلاة حق المعرفة..
كتاب عبارة عن كنز للدنيا والآخرة يتعيّن على كلّ مؤمن قراءاته والتأمّل فيه، فقد يكون سببًا ليغيّر حياته الدنيا والآخرة. هو الكتاب الذي سيغيّر حياتك وينفعك وما أعظم من الصلاة التي يقوم عليها الدين وبها مرهونة أعمالنا وعاقبة أمرنا. بترتيب ووضوح وإيجاز يشرح الشيخ حبيب الكاظمي أسرار الصلاة وآدابها. آداب الواجبات والمستحبّات على السواء.