هذا الكتاب كان خير رفيق بعد استماعي لمحاضرة الشيخ عبدالله العجيري "السر الأعظم" وقد عشت معاه ليالي رمضان وكان أفضل توقيت قدره ﷲ لقراءته.
ومن الذكريات الطريفة لهذا الكتاب أنني اشتريته قبل سنتين من استماعي للمحاضرة من معرض الكتاب ونفضت عنه الغبار وهممت بقراءته بعد ركونه هذه المدة الطويلة في مكتبتي بعد استماعي لها مباشرةً!
ولا أُبالغ أن كلاهُما كانا نُقطة تحوّل في حياتي ❤️.
[الأكرم الكريم] و من كرم عفوه أن العبد إذا تاب من السيئة محاها عنه وكتب مكانها حسنة، قال تعالى : {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحًا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات}. وأعظم أسباب نيل كرم الكريم سبحانه: تقواه جل وعلا في السر والعلن، فالأكرم عنده سبحانه الأتقى له من عباده، كما قال سبحانه : { إن أكرمكم عند الله أتقاكم}
[الباسط] قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- : "من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه".
[الجواد] ومن جوده ما أعد لأوليائه في دار النعيم: مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، قال تعالى : {هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب، جنات عدن مفتحة لهم الأبواب، متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب }. قال ابن القيم : تأمل قوله !! كيف تجد تحته معنى بديعاً وهو : أنَّ أهل الجنة إذا دخلوا الجنة لم تُغلق أبوابها عليهم، بل تبقى مفتحة كما هي، وأما النار إذا دخلها أهلها أغلقت عليهم أبوابها قال تعالى : { إنها عليهم مؤصدة } ، وأيضاً : فإن في تفتيح الأبواب لهم إشارة إلى تصرفهم وذهابهم وتبوؤهم في الجنة حيث شاءوا، ودخول الملائكة عليهم كل وقت بالتحف والألطاف من ربهم، ودخول ما يسرهم عليهم كل وقت، وأيضاً : إشارة إلى أنها دار أمن لا يحتاجون فيها إلى غلق الأبواب كما كانوا يحتاجون إلى ذلك في الدنيا.
[الحليم] قد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول عند الكرب: " لا إله إلا الله الحليم الحكيم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات، ورب الأرض، ورب العرش الكريم ". رواه الترمذي
[السلام] قال سفيان بن عينية : أوحش ما يكون المرء في ثلاث مواطن يوم يولد فیری نفسه خارجًا مما كان فيه، ويوم يموت فيرى قوماً لم يكن عاينهم، ويوم يبعث فيرى نفسه في محشر عظيم، فأكرم الله فيها يحيى- عليه السلام- فخصه بالسلام عليه فقال تعالى : {وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا} وقد شرع سبحانه تحية المسلم لأخيه : السلام عليكم ، ومعناها دعاء الله أن يسلمه من شرور الدنيا والآخرة.
[الشكور الشاكر] قال تعالى : {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء السيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون}. قال تعالى : {لئن شكرتم لأزيدنكم}. والشكر وقت الرخاء من أهم أسباب النجاة وقت الشدة فقد منّ الله على نبيه لوط -عليه السلام- بنجاته قال تعالى : {نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر}.
[الفتّاح] قال تعالى : {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض}. قال صلى الله عليه و سلم : "إذا دخل أحدكم المسجد فليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليقل اللهم إني أسألك من فضلك". رواه مسلم قال تعالى : {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا مسك لها}.
[الكبير] قال جابر - رضي الله عنه-: كنا في السفر إذا ارتفعنا كبرنا، وإذا نزلنا سبحنا. ومناسبة التسبيح عند الهبوط: لكون المكان المنخفض محل ضيق، فيشرع فيه التسبيح لأنه من أسباب الفرج كما وقع في قصة يونس -عليه السلام- حين سبّح في الظلمات فنُجّي من الغم.
[المقدم و المؤخر] بالذكر يتقدم العبد ويرفعه الله، قال تعالى عن إدريس: {ورفعناه مكانا عليا}. قال ابن عباس: إن إدرس كان خياطاً فكان لا يغرز إبرة إلا قال: سبحان الله. فكان يمسي حين يمسي وليس في الأرض أحد أفضل عملاً منه. قال - صلى الله عليه وسلم- : "أن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا" رواه الترمذي.