دجا الليل، فخلت طرق مكة، وانفضت مجالس قريش من حول الكعبة، وراح السامرون يغشون البيوت، واجتمع في بيت أبي بكر هؤلاء النفر من أصدقئه، الذين أخلصوا له الود، ومحضوه الحب: عثمان، وسعد، والزبير، وطلحة، وابن مظعون، وأبو عبيدة، وعبد الرحمن بن عوف.
ولد علي الطنطاوي في دمشق في 23 جمادى الأولى 1327 (12 حزيران (يونيو) 1909) لأسرة عُرف أبناؤها بالعلم، فقد كان أبوه، الشيخ مصطفى الطنطاوي، من العلماء المعدودين في الشام وانتهت إليه أمانة الفتوى في دمشق. وأسرة أمه أيضاً (الخطيب) من الأسر العلمية في الشام وكثير من أفرادها من العلماء المعدودين ولهم تراجم في كتب الرجال، وخاله، أخو أمه، هو محب الدين الخطيب الذي استوطن مصر وأنشأ فيها صحيفتَي "الفتح" و"الزهراء" وكان له أثر في الدعوة فيها في مطلع القرن العشرين.
كان علي الطنطاوي من أوائل الذين جمعوا في الدراسة بين طريقي التلقي على المشايخ والدراسة في المدارس النظامية؛ فقد تعلم في هذه المدارس إلى آخر مراحلها، وحين توفي أبوه -وعمره ست عشرة سنة- صار عليه أن ينهض بأعباء أسرة فيها أمٌّ وخمسة من الإخوة والأخوات هو أكبرهم، ومن أجل ذلك فكر في ترك الدراسة واتجه إلى التجارة، ولكن الله صرفه عن هذا الطريق فعاد إلى الدراسة ليكمل طريقه فيها، ودرس الثانوية في "مكتب عنبر" الذي كان الثانوية الكاملة الوحيدة في دمشق حينذاك، ومنه نال البكالوريا (الثانوية العامة) سنة 1928.
بعد ذلك ذهب إلى مصر ودخل دار العلوم العليا، وكان أولَ طالب من الشام يؤم مصر للدراسة العالية، ولكنه لم يتم السنة الأولى وعاد إلى دمشق في السنة التالية (1929) فدرس الحقوق في جامعتها حتى نال الليسانس (البكالوريوس) سنة 1933. وقد رأى -لمّا كان في مصر في زيارته تلك لها- لجاناً للطلبة لها مشاركة في العمل الشعبي والنضالي، فلما عاد إلى الشام دعا إلى تأليف لجان على تلك الصورة، فأُلفت لجنةٌ للطلبة سُميت "اللجنة العليا لطلاب سوريا" وانتُخب رئيساً لها وقادها نحواً من ثلاث سنين. وكانت لجنة الطلبة هذه بمثابة اللجنة التنفيذية للكتلة الوطنية التي كانت تقود النضال ضد الاستعمار الفرنسي للشام، وهي (أي اللجنة العليا للطلبة) التي كانت تنظم المظاهرات والإضرابات، وهي التي تولت إبطال الانتخابات المزورة سنة 1931.
في عام 1963 سافر علي الطنطاوي إلى الرياض مدرّساً في "الكليات والمعاهد" (وكان هذا هو الاسم الذي يُطلَق على كلّيتَي الشريعة واللغة العربية، وقد صارت من بعد جامعة الإمام محمد بن سعود). وفي نهاية السنة عاد إلى دمشق لإجراء عملية جراحية بسبب حصاة في الكلية عازماً على أن لا يعود إلى المملكة في السنة التالية، إلا أن عرضاً بالانتقال إلى مكة للتدريس فيها حمله على التراجع عن ذلك القرار.
وهكذا انتقل علي الطنطاوي إلى مكة ليمضي فيها (وفي جدّة) خمساً وثلاثين سنة، فأقام في أجياد مجاوراً للحرم إحدى وعشرين سنة (من عام 1964 إلى عام 1985)، ثم انتقل إلى العزيزية (في طرف مكة من جهة منى) فسكنها سب
رضى الله عن صحابة رسوله الكرام، رباهم بالإسلام فأحسن تربيتهم وأخرج منهم كبار عظام.. صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
حكي الشيخ الطنطاوي بعض الجوانب من حياة الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف بطريقة رائعة ومعلقا عليها وبما يحدث الآن... وأحببت تلك الإشارة الجميلة انك عندما تريد أن تتكلم عن واحد من أصحابه فستري أنك ذكرت الكثير من الصحابة ايضا فقد كانت حياتهم متحدة متداخلة ومترابطة... وكما قال الشيخ في نهاية الكتاب "عدوا إلى هذا التاريخ فأقرأوه ,وجددوا العهد به , ثم حاولوا أن تكتبوا مثل هذا التاريخ مرة ثانية"
عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه و أرضاه حسبُنا من ذلك بأنه من العشرة المُبشرين بالجنة و بأنهُ دخل الإسلام عى يد الصديق أبا بكر فما عسانا نقول فيه فالكتاب رائع جداً و ضم معلومات عن عبدالرحمن بن عوف كذلك وددتُ الإشارة على كفاحهِ في التجارة فعندما هاجرَ إلى المدينة لم يقبل أن يأخذ المال من الأنصاري بل قال ؛ دلنيّ على السوق ! فعمل حتى نجح في التجارة من جديد
ما أعظمها من شعور وما أعظمها من نسمات يتحسسها القلب وهو يقرأ عن أعظم رجال التاريخ البشري ، عبد الرحمن بن عوف رضوان الله عليه يكفيه شرف أن بشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة وقدمه أبو بكر وعمر وعثمان عند الملات ، جمع الله به كلمة المسلمين في غيرما مناسبة .. فاللهم احشرنا معه في جنتك يار ب..
كتيبٌ علىٰ صِغرِ حجمِه لَهُ وجدتُ لَهُ تأثيراً في نفسِي. رحمَ الله عبدالرحمٰن بن عوف و رضي عنه و كتب لنا أن نلحق بهم و نكون معهم يوم القيامة تحتَ لواء سيدنا محمَّد ﷺ
من آخر جمل الكتيب بعد ذكر مناقب هذه الشخصية الرفيعة :
فعودوا إلىٰ هذا التاريخ فاقرؤوه ، و جددوا العهد به ، ثم حاولوا أن تكتبوا مثل هذا التاريخ مرة ثانية
رحمَ الله الشيخ علي كاتب هذا الكتيب و جعله في ميزان حسناته
" فعودوا إلى هذا التاريخ، فاقرؤوه، وجددوا العهد به... ❤️". كتيب باسم صحابي لكنه شمل كل الصحابة، وهذا ما أحببته أكثر شي. برغم قصره إلا أنه غني بطريقة بسيطة، جاذبة، مميزة، وعميقة، تجعلك ترى كل شيء وقع حينها، تبتسم تارة وتحزن تارة أخرى، تتمهل في الوصل تارة وتفلت في كبح رغبتك في معرفة المزيد. وفي الأخير تتملكني غصة ولحظة مقارنة أن شتان بيننا وبينهم. فاللهم هداية 🌻
يتحدث الكتاب عن لقطات من سيرة عبدالرحمن بن عوف رضى الله عنه منذ اسلامه وحتى وفاته رحمه الله دائما ما تجعلنا الكتب التى تتحدث عن صحابة رسول الله نرى صبرهم وتمسكهم بدينهم و تجعلنا نفكر فى ما ينقصنا من صفات وتلفت نظرنا الى تقصيرنا رحمهم الله جميعا وجعلنا على خطاهم
كتاب لن أنساه ما حييت, كان هوالباب الذي قادني الى اكتشاف الشيخ والأديب علي الطنطاوي رحمة الله عليه ما سألني شخص عن أي الكتب التي تنصح بقراءتها قلت بلا تردد كُتب الشيخ علي الطنطاوي, له ميزة تغيب عن جل الكتاب وهو الحوار مع القارئ وجانب الطرافة الذي لا يترك لك فرصة الشعور بالملل
-اسم الكتاب: عبد الرحمن بن عوف -اسم الكاتب: علي الطنطاوي -عدد الصفحات:40 يحدثنا الكتيّب عن الصحابي الجليل الذي دخل الإسلام عن طريق الصدّيق رضي الله، وكيف هذّبه الإسلام وأعاد خلقه من جديد. قصّة رجل عُرضت عليه ثروة جاهزة فأبى إلا أن يعمل بكدّ ليحصّلها بتعبه. أما عن الكاتب، فلا كلام يوفي أسلوب الطنطاوي ولغته الجزلة. ما أعظمها من سيرة، وما أعظمه من كاتب.