«من حقّي أن أُصبح ما أُريد.. وليس ما تمّ اختياره لي». مثل هذا القرار يحتاج إلى شجاعة كشجاعة « هَدّام» الصّغير ذو الأحلام الكبيرة. يا ترى هل سينجح في تحقيق أحلامه؟ يجدر ذكره أن هذا الكتاب من الكتب التي تُقرأ من ٨إلى ٨٨ عاماً
«من حقّي أن أُصبح ما أُريد.. وليس ما تمّ اختياره لي"
من خلال أنسنة الألات يطرح الكاتب الكويتي حسين المطوع قصة " هدام " الطفل الألة الذي يحلم بأن يُصبح أداة للبناء لا للهدم .
الرمزيات عالية في القصة تجد على سبيل المثال من طموح "هدام "عرض لفكرة إختلاف الطبيعة الإنسانية والقدرات والمواهب ، وفكرة تقبل ذواتنا كما هي بميزاتها والإيمان بالدور المناط بها فوجود أداة للبناء مثلا يستوجب وجود ألة " هدم " ولا أعني هنا الأليات بصفتها الإصطلاحية بل برمزيتها لكل ما نرغب بتغيره تغيراً جذرياً يحتاج منا أن نبدأ فعلاً بهدم تلك الأساسات البالية والغير صحيحة ربما حتى في أنفسنا وأفكارنا .
من المفاهيم أيضاً التي طُرحت بشكل ذكي :
-مفهوم الصداقة والتعلق بالأصدقاء بطريقة مبالغ بها و التي قد تصل بنا إلى حد الضرر . -الطريقة التي تعامل بها " الأب " مع طموح إبنه الجامح . -التشجيع طفل على طلب الإستشارة وأخذ بأراء الكبار . -تعزيز ثقة الطفل بنفسه. -مخاطبة الطفل بأسلوب بعيداً عن ما يتبعه بعض أولياء الامور من تهميش وعدم إكتراث .
لقد كانت القصة تربوية ، ذكية منذ البداية وجاءت نهايتها صادقة بعيداً عن أي خيال ساذج " مكذوب " يُخدع فيه الطفل قبل ذويه .
الجدير بالذكر أن هذه القصة قد حصدت جائزة الشيخ زايد للكتاب في أدب الطفل .
. . ماذا بعد قراءة القصة ؟
لكلاً منا دوره في الحياة الذي خُلق من أجله وإستمرار الحياة يتطلب وجود كم هائل من الأدوار المختلفة بعضها يبني وبعضها يهدم ، إدراكك للدور المطلوب منك والذي يراعي به قدراتك وإمكانياتك بشكل صريح يُبعد عنك القلق والتوتر و تُصبح الحياة أسهل حينما نعي حقاً الدور المطلوب منا والدور الذي يقع في دائرة قدراتنا. أحياناً لا جدوى من مناطحة الواقع . . . . #تمت #أبجدية_فرح 5/5 🌸📚 #أحلم_أن_أكون_خلاط_إسمنت للكاتب #حسين_المطوع صادر عن #دار_الحدائق
من الممكن أن يكون لدينا أحلامًا كبيرة؛ وأن تجذبنا بعض الأحلام والوظائف البراقة التي نرى فيها تحقق متعتنا الشخصية ومكانتنا الاجتماعية المرجوة، وسنجد غزارة فيمن يقولون لنا أننا بوسعنا أن نحقق جميع أحلامنا ما دمنا نريد ذلك وأن نتجاهل كل من يحاول إحباطنا أو السخرية من أحلامنا ونمضي قدمًا؛ ولكن هل هذا حقيقي؟ وهل بوسعنا فعلًا أن نكون ما حلمنا به دومًا؟ وماذا يمكننا أن نفعل حين تتعارض إمكاناتنا الطبيعية مع أحلامنا الكبيرة؟ وهل تكفي الرغبة وحدها! ربما نسعى بإيمان لذلك ونبذل وقتنا وجهدنا وطاقتنا في سبيله، إلى أن نصطدم في واقع حقيقي لا تتحقق فيه الأحلام، ربما حتى لو كنا ومؤهلين! لأننا ببساطة قد لا نمتلك الإمكانات الملائمة لذلك أو الظروف المناسبة أو المواهب الفطرية أو الحظ! هذه القصة تحاول أن تخبر أطفالنا بحقيقة عن الحياة عبر "هدّام بناء" يحلم بأن يتجاوز طبيعته وبيئته ويكون "خلاط اسمنت"! وهي بذلك تحاول أن تكسر صورة نمطية لقصص الأطفال الحالمة التي غالبًا ما تخشى أن تواجههم بحقائق الحياة فتتركهم لاكتشاف ذلك بأنفسهم حين يكبرون. نهاية القصة هي أيضًا امتدادًا لخط أدب الأطفال الواقعي الذي انتهجته منذ البداية؛ حيث لا تقف عند نهاية وردية يصل فيها الفرد إلى ما يريد وتنتهي عند التقاطة صورة سعيدة، بل تبدأ الحكاية من جديد لتخلق تحديًا آخر أمام بطل القصة، وهي رسالة بأن الحياة لا تمنحنا نهايات وردية نقف عندها بل هي طريق متعرجة فيها الارتفاع والانخفاض السقوط والنهوض التعثر والمضي قدمًا.
وهي أيضًا تُعلّم أطفالنا أنه لا بأس بأن نحاول في الطرق التي نرغب فيها حتى لو لم نصل.. المحاولة لا تضمن لنا الوصول.. ولكنها تُرضينا من الداخل بأننا على الأقل حاولنا وهذه شجاعة.
الرسوم إبداعية وهي بطريقة ما تشبه نصوص القصة وخطها الواقعي بالرسم القريب من الأشكال الهندسية والمدرسة التكعيبية وهو ما يجعل هذه الرسوم بعيدة عن الحُلم والخيال وأكثر رصانة وجدية؛ ولكنها قد تبدو غير مفهومة خاصة أن كثير منا لا يعرف شكل هدام البناء او خلاط الاسمنت او او مما ذكر في القصة من آلات مؤنسنة.
القصة بوسعها أن تفتح الكثير من النقاشات الجدية مع طفلك، هذه القصة تستحق منا أن نشارك ابنائنا قرائتها ومناقشتهم في كل الأفكار التي تتضمنها وهو ما سيحدث نقلة في وعيهم الطفولي.
كما يمكن أن تكون الأفكار معقدة على الأطفال.. وفيها الكثير من الحشو والرسائل الضمنية التي من الممكن التخلي عنها وعدم دسها في قصة واحدة.. وقد لا تبدو ممتعة.. ولكنها قصة جادة.. لذا لا ينصح بالمغامرة بها كهدية لطفلك.. ولكن بالتأكيد ستكون مفيدة اذا ما اخذتها مجالًا جديًا للنقاش والفهم.
معقدة على الأطفال... الفكرة جميلة ولكن النص متكلف جدا و رسوماتها غير واضحة....لم أستطع اكمال قراءتها لابنتي... خيبت الآمال.. كما معظم الكتب التي تفوز على جوائز للاسف
أدب الطفل حين يحتفي بزائره ، و يحترم قدراته ، و يحاكي فكرته ، و يتفهم سؤاله ، و يعبر به إلى منطقة الطمأنينة ، هذا أدب مقدّر . أحلم أن أكون خلاط إسمنت ، الإصدار القصصي للجديد للكاتب حسين المطوع و الصادر عن دار الحدائق تقدّم لقارئَيْها- الطفل و الناضج - رسالة معززة لقبول الذات عبر أدب الأنسنة . القصة تكرّس هذا القبول بعد أن تعطي للشخصية : "هدّام " كل السعة في خوض المغامرة ، فلا تقص أجنحة حلمه ، و لا تحاول أن تروّض اختلافه ، و لا تهزأ بفكرته ، إنما تعطيه سلام الرضى بعد رحلة اكتشاف ذاتية تقوده للفهم الشامل لحقيقة تكوينه . هدّام المتأرجح بين رفضه لكيانه بعد أن رسم لذاته صورة محدودة ، و بين حلمه بأن يكون بنّاء ، يبدّل من خلال مغامرته الفكرة المحصورة في جانبي الهدم و البناء ، و إلصاق صفتي السلب و الإيجاب بكل جانب ، فتتجلى حقيقة جميلة حين تخاطبه الرافعة الحكيمة و تقول : " بني إن الهدم ليس أمرا سيئا بالضرورة " هذه الحقيقة التي تجعل مجال اكتشاف الكينونة أرحب . أحببت القصة ، بالنص و الصور ..بتفاصيل مشكلة هدّام ، بغضبه ، برضاه ، و أعجبتني جدا قفلة القصة التي تخلى فيها الكاتب عن النسق المفترض في أدب الطفل الذي يصوّر غالبا النهايات الجميلة التي لا تشوبها شائبة ، و استبدل ذلك بأفق جديد ، و عارض جديد ، و مشكلة أخرى تفتح أبواب حكايات جديدة لطفل معافى لا يُفصم عن واقعه ، فكلنا في دائرة الحياة و على إثر كل حدث .. نبدأ من جديد .