لكلّ مجتمعٍ مجالسه، ولكلِّ حقبةٍ شعراء، ولكلِّ زمانٍ دولةٌ ورجالٌ، والمجتمعات والحقبات ضروب وأنواع. والمجتمعات الإنسانيَّة فهي لها ضروبٌ أيضاً، فقد يكون لكلِّ فئةٍ من البشر مجالس لا يشاركها فيها غيرها، فتلك مجالس لفئةٍ معيّنةٍ أو طبقةٍ معيّنةٍ من فئات النَّاس وطبقاته، وقد تكون مجالس لفئات أو أصناف متمعدّدة تشارك فيها جميعاً لأغراض أخرى. ومجالس الشَّاعر عمر بن أبي ربيعة كثيرةٌ جداً، يطول الحديث عنها، ومناظراته مع الشُّعراء كثيرة أيضاً، أمّا الحديث عن شعره فيلزمه المجلَّدات لتنفيد حِكمه ومواعظه.
عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي القرشي، أبو الخطاب. أرق شعراء عصره، من طبقة جرير والفرزدق، ولم يكن في قريش أشعر منه. ولد في الليلة التي توفي بها عمر بن الخطاب، فسمي باسمه. وكان يفد على عبد الملك بن مروان فيكرمه ويقربه. رُفع إلى عمر بن عبد العزيز أنه يتعرض للنساء ويشبب بهن، فنفاه إلى دهلك، ثم غزا في البحر فاحترقت السفينة به وبمن معه، فمات فيها غرقاً
فتاة مثلي عاشقة للشعر بشتى أنواعه فكيف إذ كان مع شاعر قريش الأول عمر بن أبي ربيعة....! ....... جذاب، آخاذ،خلاب أبا حفص وأبا بشر الشاعر العاشق الوسيم ، كثير الغزل والنوادر والوقائع والمجون . تزوج زينب بنت موسى الجمحية ، فأنجبت له بشرا". شاعر الغزل دون منازع ، عاش حياته للغزل الصريح ويسر له ثراؤه هذه المعيشة بدنيا مشرقة باسمة من حوله دائما ، لهذه الاسباب لم يكن غريبا أن يبدع بديوان يكاد يكون خالصا" للغزل . ظهر عمر تارة بصورة الشاعر المغامر الأباحي المعشوق لا العاشق ، وتارة أخرى بصورة الشاعر العفيف الذي يتطلع إلى نفسية المرأة وماتمور به من مشاعر وأحاسيس ، واحدا" من الشعراء المجديين الذين جعلوا للقصيدة الغزلية ميزات فنية موسيقية عدة : كالقص والحوار ، وترقيق الأوزان الصالحة للغناء .. جعل عمرالمرأة في شعره متعة رفيهة تشبع نهما"جماليا" ملحا"، وليست كشهوة جنسية جامحة ومن اجل هذا النهم الجمالي الملح أقام مجالس السمر والشعر ، والتفكه والحوار المتبادل بينه وبينها بحديث شيق عذب يحدث به النساء ويحدثنه بحياكة الكلام ، وتدبيجه على خير مايكون محدثا ظريفا مولعا بالحديث الشهي الذي يلقيه على مسامعهن ، أو يستمع إليه من أفواههن ، محبا للسمر اللذيذ ساعيا لكسب قلوبهن بشعره وحواره الغزلي الصريح..
أَشارَت بِطَرفِ العَينِ خَشيَةَ أَهلِها إِشارَةَ مَحزونٍ وَلَم تَتَكَلَّمِ فَأَيقَنتُ أَنَّ الطَرفَ قَد قالَ مَرحَباً وَأَهلاً وَسَهلاً بِالحَبيبِ المُتَيَّمِ فَأَبرَدتُ طَرفي نَحوَها بِتَحِيَّةٍ وَقُلتُ لَها قَولَ اِمرِئٍ غَيرَ مُفحَمِ وَإِنّي لِأُذري كُلَّما هاجَ ذِكرُكُم دُموعاً أَغَصَّت لَهجَتي بِتَكَلُّمِ وَأَنقَدُ طَوعاً لِلَّذي أَنتَ أَهلُهُ عَلى غِلظَةٍ مِنكُم لَنا وَتَجَهُّمِ أُلامُ عَلى حُبِّ كَأَنّي سَنَنتُهُ وَقَد سُنَّ هَذا الحُبُّ مِن قَبلِ جُرهُمِ وَقالَت أَطَعتَ الكاشِحينَ وَمَن يُطَع مَقالَةَ واشٍ كاذِبِ القَولِ يَندَمِ وَصَرَّمتَ حَبلَ الوُدِّ مِن وُدِّكَ الَّذي حَباكَ بِمَحضِ الوُدِّ قَبلَ التَفَهُّمِ فَقُلتُ اِسمَعي يا هِندُ ثُمَّ تَفَهَّمي مَقالَةَ مَحزونٍ بِحُبِّكِ مُغرَمِ ......... وما أكثر الأمكنة والبلدان التي وطأتها قدماها في سبيل غرض الحب والغزل ، وأظهر ذلك أيضا في مواسم الحج الذي كان يعتبره عمر الأطار الاوسع والأفضل لتحقيق متعه الحسية والجمالية ومن الغرابة أن ينتهي موسم الحج وقلبه مازال شاردا" ولبه معتل ، لأنه لم يرتو طامعا بالمزيد مقارنا" بين سعيه وسعي الآخرين فيقول :
يقصد الناس للطواف إحتسابا وذنوبي مجموعة في الطواف
ويقول أيضا شاكيا الوحدة القاسية في نهاية الموسم بعد الحياة الجميلة الهانئة :
فلا تكاد' تخلو قصيدة واحدة في ديوانه من وقفة طليلة حزينة يذكر فيها منزل الحبيبة الذي غادرته الى مكان بعيد مستعيدا" الأحاديث المشوقة والوقائع اللاذعة التي غدت جزءا" لايتجزء من ماضي لايعود ولاسبيل الى نسيانه الا بلقاء الحبيبة من جديد بأسلوب عذب مميز ،متنوع غني بالاوصاف النادرة الامر الذي جعل من هذا الشعر وذياك الشاعر مدرسة قائمة بحد ذاتها جمعت بين أساليب القدامى ، والكثير مما فاضت به مشاعره وخطت به ريشته ، فكان الحوار والنفحة العذرية ذات المضمون المتنوع ، ولغة الدموع وصور بلاغية بوأته ، مرتبة ومنسقة في المنهج التعبيري الغزلي الشفاف .. بالأضافة الى فيض مشاعر قلبية" حارة ، ولواعج الحب ،وتباريح الصبابة ، التي تترك أصداءها في النفس لتصل الى فكرة واحدة انه من الصعب تكذيب هذا الشاعر او الشك بأخلاصه وحبه لتلك المرأة .. ___________________ عمر بن أبي ربيعة هو بحق شاعر المرأة العربية الجميلة ،لاينازعه في ذلك شاعرا" آخر في ذلك العصر ، لايشق له غبار ، خبر أسرار اللغة بنحوها وصرفها وأستقامها وفوائدها ، وعانى من الخوض في غمارها ، سمى وعلا الى مراقي التعبير البليغ هل ياترا كان هذا وصف فني موح' ، أم إيجاز حذف بليغ ، أم كناية ، أم لمع بديعية ، تستحوذ على الملكات الحسية ...... ؟
قصة قصيدة دالية في منتهى الخفة والطرافة ماذا يقول فيها؟ بالعامية كده ياريت هند توفي بوعدها وتشفيني من اللي أنا فيه سألِتْ مرة جاراتها هو أنتو شايفني كده زي ما هو بيوصفني؟ ضحكوا وقالوا لها كل مين يحب يشوف حبيبه حلو في عينيه طبعا هما حسدينها لأن جمالها فاق جمالهم سحر عيونها وقوامها وحسنها قتلهم وافتكر مرة قلتلها ودموعي على خدي أنتِ مين؟ وكان ردها مش بعيد عن ردي كان وجدها زي ما يكون من وجدي اسمك ايه؟ أنا هند ، وأهل مِنى أهلي طب ياستي ما أنت كده.. تبقي جارتي احنا زي بعض تمام، وأهلك هما أهلي لكن الناس قالولي هي سحراك على فكرة كل ما أسألها عن معادنا تضحك، وتقول بعد بكرة
والقصيدة في أصلها الفصيح أجمل وأروع وأبهى وأطرف بالطبع تعكس جمال اللغة العربية من خلال عبقرية الشاعر في توظيف كلماتها ورصفها وصدق شوقي حين قال إن الذي ملأ اللغات محاسنا// جعل الجمال وسره في الضاد (نص القصيدة في أول تعليق)
عمر بن أبي ربيعه ذلك الشاب الشاعر الذي ملك عليه الجمال لبه حتى صار يتغنى به ويتبعه أينما كان قالوا عنه كان الفتى يهذي حتى قال شعرا ، ليت الرجال يحفظون شعره ويتعلمون منه كيف كان له القدرة على الولوج إلى نفسية الأنثى حتى أن الاباء خافوا من قوله الشعر في بناتهم من آكثر ما أعجبني في شعره رائيته المشهورة واعجبنى ليت هندا انجزتنا ما تعد ،، وشفى الوجد مما نجد ولكي أتمكن من فهم ديوانه رايت ان اقرأ سيرته التي سجلها ابو الفرج الاصبهاني في كتابه الأغاني الجزء الأول منه ورغم انه أورد المواقف التي تعرض لها الشاعر وما سببه له تشبيبه بالحرائر ونعتهن اياه بالفاسق لكنه كان عفيفا كما وصفته الثريا لكن هل ذلك لانه كان مكروها عند العرب ان يشبب الشاعر بالنساء الله اعلم لكني كنت أود حقا لو أعلم من هي نعم وسلمى وهند وأسماء هل هن حقيقيات ام اسامي استعارها الشاعر كي يخفي من شبب بهن لاسيما ان منهن من توعده اولياؤهم كا عبد الملك بن مروان رحمك الله يا أبا الخطاب يا أيها المغيري
This entire review has been hidden because of spoilers.
فتاة مثلي عاشقة للشعر بشتى أنواعه فكيف إذ كان مع شاعر قريش الأول عمر بن أبي ربيعة....! ....... جذاب، آخاذ،خلاب أبا حفص وأبا بشر الشاعر العاشق الوسيم ، كثير الغزل والنوادر والوقائع والمجون . تزوج زينب بنت موسى الجمحية ، فأنجبت له بشرا". شاعر الغزل دون منازع ، عاش حياته للغزل الصريح ويسر له ثراؤه هذه المعيشة بدنيا مشرقة باسمة من حوله دائما ، لهذه الاسباب لم يكن غريبا أن يبدع بديوان يكاد يكون خالصا" للغزل . ظهر عمر تارة بصورة الشاعر المغامر الأباحي المعشوق لا العاشق ، وتارة أخرى بصورة الشاعر العفيف الذي يتطلع إلى نفسية المرأة وماتمور به من مشاعر وأحاسيس ، واحدا" من الشعراء المجديين الذين جعلوا للقصيدة الغزلية ميزات فنية موسيقية عدة : كالقص والحوار ، وترقيق الأوزان الصالحة للغناء .. جعل عمرالمرأة في شعره متعة رفيهة تشبع نهما"جماليا" ملحا"، وليست كشهوة جنسية جامحة ومن اجل هذا النهم الجمالي الملح أقام مجالس السمر والشعر ، والتفكه والحوار المتبادل بينه وبينها بحديث شيق عذب يحدث به النساء ويحدثنه بحياكة الكلام ، وتدبيجه على خير مايكون محدثا ظريفا مولعا بالحديث الشهي الذي يلقيه على مسامعهن ، أو يستمع إليه من أفواههن ، محبا للسمر اللذيذ ساعيا لكسب قلوبهن بشعره وحواره الغزلي الصريح..
أَشارَت بِطَرفِ العَينِ خَشيَةَ أَهلِها إِشارَةَ مَحزونٍ وَلَم تَتَكَلَّمِ فَأَيقَنتُ أَنَّ الطَرفَ قَد قالَ مَرحَباً وَأَهلاً وَسَهلاً بِالحَبيبِ المُتَيَّمِ فَأَبرَدتُ طَرفي نَحوَها بِتَحِيَّةٍ وَقُلتُ لَها قَولَ اِمرِئٍ غَيرَ مُفحَمِ وَإِنّي لِأُذري كُلَّما هاجَ ذِكرُكُم دُموعاً أَغَصَّت لَهجَتي بِتَكَلُّمِ وَأَنقَدُ طَوعاً لِلَّذي أَنتَ أَهلُهُ عَلى غِلظَةٍ مِنكُم لَنا وَتَجَهُّمِ أُلامُ عَلى حُبِّ كَأَنّي سَنَنتُهُ وَقَد سُنَّ هَذا الحُبُّ مِن قَبلِ جُرهُمِ وَقالَت أَطَعتَ الكاشِحينَ وَمَن يُطَع مَقالَةَ واشٍ كاذِبِ القَولِ يَندَمِ وَصَرَّمتَ حَبلَ الوُدِّ مِن وُدِّكَ الَّذي حَباكَ بِمَحضِ الوُدِّ قَبلَ التَفَهُّمِ فَقُلتُ اِسمَعي يا هِندُ ثُمَّ تَفَهَّمي مَقالَةَ مَحزونٍ بِحُبِّكِ مُغرَمِ ......... وما أكثر الأمكنة والبلدان التي وطأ��ها قدماها في سبيل غرض الحب والغزل ، وأظهر ذلك أيضا في مواسم الحج الذي كان يعتبره عمر الأطار الاوسع والأفضل لتحقيق متعه الحسية والجمالية ومن الغرابة أن ينتهي موسم الحج وقلبه مازال شاردا" ولبه معتل ، لأ��ه لم يرتو طامعا بالمزيد مقارنا" بين سعيه وسعي الآخرين فيقول :
يقصد الناس للطواف إحتسابا وذنوبي مجموعة في الطواف
ويقول أيضا شاكيا الوحدة القاسية في نهاية الموسم بعد الحياة الجميلة الهانئة :
فلا تكاد' تخلو قصيدة واحدة في ديوانه من وقفة طليلة حزينة يذكر فيها منزل الحبيبة الذي غادرته الى مكان بعيد مستعيدا" الأحاديث المشوقة والوقائع اللاذعة التي غدت جزءا" لايتجزء من ماضي لايعود ولاسبيل الى نسيانه الا بلقاء الحبيبة من جديد بأسلوب عذب مميز ،متنوع غني بالاوصاف النادرة الامر الذي جعل من هذا الشعر وذياك الشاعر مدرسة قائمة بحد ذاتها جمعت بين أساليب القدامى ، والكثير مما فاضت به مشاعره وخطت به ريشته ، فكان الحوار والنفحة العذرية ذات المضمون المتنوع ، ولغة الدموع وصور بلاغية بوأته ، مرتبة ومنسقة في المنهج التعبيري الغزلي الشفاف .. بالأضافة الى فيض مشاعر قلبية" حارة ، ولواعج الحب ،وتباريح الصبابة ، التي تترك أصداءها في النفس لتصل الى فكرة واحدة انه من الصعب تكذيب هذا الشاعر او الشك بأخلاصه وحبه لتلك المرأة .. ___________________ عمر بن أبي ربيعة هو بحق شاعر المرأة العربية الجميلة ،لاينازعه في ذلك شاعرا" آخر في ذلك العصر ، لايشق له غبار ، خبر أسرار اللغة بنحوها وصرفها وأستقامها وفوائدها ، وعانى من الخوض في غمارها ، سمى وعلا الى مراقي التعبير البليغ هل ياترا كان هذا وصف فني موح' ، أم إيجاز حذف بليغ ، أم كناية ، أم لمع بديعية ، تستحوذ على الملكات الحسية ...
"If only Hind would fulfill what she promises and heal our souls from what she feels; she acted independently once, but incapable is he who does not act independently. They claimed she asked her neighbors, stripping naked, that day, to wash her body off with cool water: ‘Do you see me as he describes me, may God grant you long lives, or is he moderating his words?’ They laughed together, and said to her: ‘Beautiful in every eye is he whom you love!’ Envy was imposed on them for her sake; ancient among men is envy. A young girl bares chamomile and hailstones in the delicate lustre of her teeth when she smiles; she has eyes in her twinkling gaze an intense contrast of black and white in them, softness in her slender neck; tender, she’s cool in the midsummer heat, when the sweltering of the summer begins to burn; heat in a winter dwelling, a blanket for the young man under night, when the sever cold covers him. I remember! When I said to her, tears running down above my cheek, I said: ‘Who are you?’ And she said: “I am the one emaciated by passion, worn out by grief.’ We are the people of the Khaif and the people of Mina; the killed, when we kill him, has no retribution. I said: ‘Hello! You are our desire, what is your name?’ She said: ‘I am Hind.’ My heart is confounded, embracing a straight-backed woman, flowing with fineries. Your people are neighbors to us we and they are one thing. They told me that she blew on knots, oh how lovely are those knots! Every time I asked: when is our promised date? Hind laughed and said: ‘The day after tomorrow!’"
عمر بن أبي ربيعة المغيري المخزومي المكي، أبو الخطاب، أحد أشهر شعراء الغزل في العصر الأموي وفي التاريخ العربي
كان من أسرة ثرية معروفة، فعاش حياة طويلة مترفة، أبدع فيها في وصف النساء والتغزل بهن، واختراع المغامرات العاطفية الكثيرة، ووصفها في شعره بأسلوب واضح عذب سلس، كأنه الماء.. مع قدرة فائقة على تصوير المشاعر والعواطف بموسيقى تُطرب القلوب والآذان فلا تكاد تسمع له قصيدة إلا ويخفق لها قلبك
قرأت ديوانه عدة مرات، ولم أزل أعود إليه كل حين وكأنها رقة اللقاء الأول
لا أدري لماذا لم يعجبني. نعم هو عمر بن أبي ربيعه حامل لواء الغزل، ولكني لم أشعر بذلك، بل إني وجدت ديوان المجنون وجميل بثينة أفضل منه؛ يكون السبب في كثرة محبوبات عمر بينما ارتكز المجنون وجميل علي محبوبة واحدة فصدقت مشاعرهم، عكس ابن أبي ربيعة كانت محبوباته كُثر فلم يكن الشعر صادقاً، حتي أسلوب الشعر غير جذاب وممل إلي حد كبير إلا القليل القليل من شعره من أعجبني، كما فقدت العاطفة في شعره، فحب عمر كان حسي وليس عاطفي. ليس حب نابع من القلب بل حب لحظة. فترة وتنتهي، ولذلك لم أشعر بأي عاطفة في شعره.