يغادر «عشيق» أنطاكية إلى روما لتعلم اللغات وأصول الترجمة. يقع هناك في حب فتاة مسيحية، ويتزوجها، ويبدّل دينه، ويصبح تاجر خمور... +++ بعد أن يغدو شيخاً هرماً، يقرّر العودة إلى بلاده والبحث عن إستر، الفتاة اليهودية التي كانت حب طفولته، ولكن... بعد فوات الأوان.
Jan Dost (جان دۆست) romannivîs, helbestvan, wergêr û nivîskarekî kurd e. Ew di 12'ê adarê sala 1965 an de li bajarê Kobanî hatiye dinyayê. Xwendina xwe heta lîseyê li Kobanî qedandiye. Ji sala 1985 an heta 1988an li zanîngeha Helebê fakulta zanistê beşê Biyolojiyê xwend, lê temam nekir. Jan Dost di dehsaliya xwe de dest bi nivîsîna helbestên erebî kir paşê ji panzdesalî de qulipî zimanê kurdî. Çîroka wî ya yekem Xewna Şewitî sala 1993 an di pêşbirka kurteçîroka Kurdî de li Sûriyê xelata yekem stand. her weha li Tirkiyê jî li ser sehneyê hate lîstin. ji bilî wê çîrokê, jan Dost çend çîrokên din j nivîsandine, wek Mistek ax ku sala 2007 an li Almanyayê bû kurtefilmek, û rûyekî şêrîn û hinin din. Her weha gelek helbest û lêkolîn bi erebî û kurdî di rojname û kovarên cihê de weşandine. Jan Dost di malpera Diyarnameyê de di quncika xwe ya bi navê Şevnem de ji 2007an heta 2012 nivîsar dinivîsandin. Jan Dost ji sala 2000î de li Elmanyayê dijî û ji Adara 2009 an de hemwelatiyê Almanyayê ye. جان دوست كاتب كردي سوري يحمل الجنسية الألمانية ولد في مدينة كوباني في الثاني عشر من آذار عام 1965م، وهي منطقة تابعة إدارياً لمحافظة حلب، تقع على الحدود السورية التركية شمالي البلاد. أصدر العديد من كتب البحث والترجمة والدواوين الشعرية والروايات. نال عام 1993 الجائزة الأولى في القصة القصيرة الكردية في سورية عن قصته Xewna shewitî ;حلم محترق; التي تحولت إلى مسرحية عرضت في بعض مناطق تركيا. كما تحولت قصته Mistek ax ;حفنة تراب وهي مكتوبة باللغة الكردية وتتحدث عن مشكلة الاغتراب الجغرافي، إلى فيلم سينمائي قصير. ولقد عمل في التلفاز مذيعاً في قسم الأخبار ومحرراً ومقدماً للبرامج السياسية في قناة (ميديا تيفي) الكردية وقناة زنوبيا التابعة للمعارضة السورية، وكلتا القناتين كانتا تبثان من بروكسل في بلجيكا. وحصل على جائزة الشعر من رابطة الكتاب والمثقفين الكرد السوريين، وذلك خلال مهرجان الشعر الكردي الذي أقيم عام 2012م، في مدينة ايسن الألمانية، كما حصل في 15 آذار 2013م على "جائزة دمشق للفكر والإبداع" التي أعلنتها مجلة "دمشق" الصادرة في لندن عن كتابه رماد النجوم الذي هو عبارة عن مجموعة قصص كردية قصيرة لعدد من الكتاب الكرد. وفي عام 2014م وخلال مهرجان گلاويژ الذي يقام سنوياً في مدينة السليمانية بإقليم كردستان، حصل جان دوست على جائزة حسين عارف.
جان دوست والقراءة الأولى تشوقت كثيرًا لزيارة قلمه بعد ما سمعت أنه يمتلك اسلوب ساحر وبالفعل وجدته حيث اللغة العربية في أبهى حُلّة وذلك السرد الهاديء المنساب كماءٍ عذب وتلك الأجواء البعيدة وحقبة تاريخية لم اقرأ عنها من قبل أنطاكيا والقرن السابع عشر حيث مزيج من الملل وَالنحل يختلطون في مجتمع واحد يتحركون بين السطور كما لو كنت تراهم وكما لو كان كاتبهم عايشهم فردًا فردًا فالتفاصيل معتنى بها إلى أقصى حد فظهرت الرواية كمشاهد تصويرية نقلتني إلى هناك رأسًا يبدأ الجزء الأول بسرد سيرة شاب أنطاكي يسافر إلى روما لتعلم الإيطالية واللاتينية ليصبح مترجمًا ينقل العلوم إلى العربية والتركية فيفتتح السرد بعد بلوغ السبعين من عمره ومن هنا تبدأ رحلة الفتيان إلى بلاد الصلبان في الجزء الأول أعجبت أيما إعجاب بلغة الكاتب وتمكنه من اللغة العربية وعشقه لها الذي تشي به السطور وبتلك الحدوتة المختلفة شكلًا وموضوعًا وزمنًا وسردًا سرد شعري عذب للغاية وحقبة زمنية فريدة ثرية بتفاصيلها إلى أن ظهرت في الرواية تلك الفلسفة التي عكرت صفو متعتي فلسفة خلط الأديان كلها في وعاء واحد والنظرة الصوفية البحتة للإيمان وعدم الإلتفات إلى لُب العقائد وجوهرها ازعجتني كثيرا ولكن قلت ربما هى مجرد فكرة عابرة وتنتهي ثم اندمجت من جديد مع حدوتة المترجم وتعلق عقلي بمعرفة النهاية وماذا حدث في الجزء الثاني ..
وبعد يومين من قراءة الجزء الأول ( عشيق المترجم ) بدأت قراءة نواقيس روما تتمة رحلة الفتيان إلى بلاد الصلبان بدأتها بنفس الإعجاب والحماس حتى تجلت رسالة الرواية وفكرتها فعرفت أن ما كرهته بها تبلور وتشكل واكتمل نموه حتى اصبح هو الرواية ذاتها لا يهم لأي دين تنتمي لا يهم كيف تعبد الله ولا أين لا يهم إن كنت مسيحي تؤمن بالتثليث أم مسلم تؤمن بالله الواحد ليس المهم أن تعبد الله أمام مذبح أم في محارب لا بأس أن تكون مسيحيًا مسلمًا أو مسلمًا مسيحيًا !! المهم لا تكره .. لا تؤذي .. لا تغل .. لا تحقد .. لا تعادي الأغيار .. بالطبع معك موضوعًا ولكن بهذا الشكل ما هى إلا هرطقة ومحض هُراء
( تبًا ! أنهم يدعون لدينٍ جديد فماذا نحن فاعلون🤨 )
ومع اهتمام الكاتب بتدعيم هذه الفلسلفة داخل الرواية سرى الضعف في بنية الرواية الأدبية فتهاوى السرد المتماسك وظهرت الثغرات وهذا السرد الهاديء اصابه الجنون أو مسته شياطين الكتابة فأخذت المشاهد تتلاحق بسرعة الممسوس وكأن القلم يقول : أريد لهذه الرواية أن تنتهي لم أندم على قرأتها واستمتعت بقلم كاتبها رغم كرهي لأفكاره فرغم هذا قضيت وقت ممتع مع جزئها الأول تمنيت أن يتصل بالثاني .. لكن لا بأس
الجزء الثاني من عشيق المترجم حيث يقيم في روما و يتعلم اللغات و ينحرف عن المسار الذي رسمه له أبوه بعد ذلك ليتأرجح بين الشك و الإيمان ⭐️⭐️⭐️ ❞ باغتني القس. باغتتنا النواقيس. بوغت الطائرُ وبوغتُّ. مضى الطائر وبقيتُ ❝ ⭐️⭐️⭐️ ❞ أدركت أن لا قواعد للإيمان. لقد اكتشفت في حياة الرهبنة بشاعات وقباحات كثيرة وقلت: أيعقل أن يكون هذا كله باسم الرب؟ إن معرفة الرب يا أخي لا يحدّها قانون ولا يحيط بها دين وسلك كهنوت ونظم صارمة دقيقة. الرب أكبر. من كل ما يدعونه. لقد رأيت أن الرهبانية الحقة ليست أن يقبع المرء بين جدران دير ويقضي نهاره في إنشاد الترانيم وليله في إيقاد الشموع وإضاءة السرج من الزيت المقدس. إن الله هناك يا أخي؛ هناك حيث لا ينتبه إليه الناس. في الأكواخ الحقيرة والبيوت الواطئة؛ هناك عند الثكالى وأرامل حروب الرجال؛ هناك عند الأيتام يواسيهم ويمسح دموعهم ويبكي معهم ويفكّر ملياً في هذا الإنسان الذي خلقه على صورته. أيعقل أن يخلق إلهٌ حكيم وحوشاً على صورته؟ هل ربنا وحش ❝ ⭐️⭐️⭐️ ❞ – إننا لا نعرف قيمة الأشياء إلا حين نفقد أصحابها يا يونس. – أو حين نفقد الأشياء نفسها يا مولاي. ❝ ⭐️⭐️⭐️ ❞ قضيت عمري أمشي على دروب الحيرة. قضيته في التيه. قضيته في الانتظار المرّ للحقيقة المستحيلة. وفي ذلك التيه صار قلبي يتّسع للهلال والصليب معاً؛ صار يُسمع فيه بنفس الدرجة من الرهبة والجلال قرعُ النواقيس وصدى التكبيرات. لم يعد قلبي يعرف الكراهية.❝ ⭐️⭐️⭐️ ❞ – أتعرف يا عشيق أنك جئتَ متأخراً؟ لقد فات أوان كل شيء. نعم. فات أوان كل شيء. – إلا أوان الحكايات. قال عشيق بأسى تخالطه نبرة مواساة واضحة. ❝
نواقيس روما.. الجزء الثاني من رواية عشيق المترجم. وفيه يُكمل المترجم العجوز "محمد عشيق الدين بن رشدي" سيرته الذاتية لكاتبه وتلميذه النبيه يونس، سيملي عليه جزءاً ثانياً من سيرته التي أسماها "رحلة الفتيان إلى بلاد الصلبان". حدثه عن آلام الغربة والحنين إلى الأوطان وعن أربعاً وخمسين سنة قضاها من عمره في روما، تلميذاً في المدرسة المارونية، ثم معلماً للعربية في معهد الرهبان اليسوعيين، ثم تاجراً للخمور يجوب المدن، ثم مترجماً في ما تبقى من سنوات عمره.
أحببت أسلوب الكاتب "جان دوست" وطريقة سرده، والحوار بين شخوص الرواية شيق وجميل.
جمالٌ كهذا يقعد لسان قلبي كيف أصفه ، أ أبدأ باللغة الرصينة مثنيةً أم أتحدث عن لُب حكايته الحكيمة عن عشيق المترجم، الأنطاكي مولدا، الطلياني علماً ، الصوفي، إن جاز لي القول ، ديناً يملي على الفتى الغر يونس حكايته الأثيرة.
نواقيس روما هي الجزء الثاني من رواية " عشيق المترجم " والتي قرأتها قبل هذه الرواية وهي التي شدتني حقيقة لنبش أسرار هذه، بعد أن تقطعت بي السبل وتجرد خيالي من عقاله ليذهب بعيداً في تاويل خاتمة الجزء الأول، فأدركت نفسي وقطعت حبل الخيال بقراءة التتمة لعلي أقع على أجوبة وتتمة ما بدأته في الأولى..
جان دوست هو أفضل روائي كردي قرأت له حتى الآن ، يمتلك قلماً جميلاً ولغة شعرية في غاية العذوبة ، يكتب كأنه يتلو شعراً أو يغني أغنية جبلية من أغاني جبال كردستان ، أسلوبه آخاذ وسرده السلس يجبرك على القراءة له والأندماج في تفاصيل حكاياته وقصصه التي يبدو أنها لا تنتهي، يدرج الحكايات تلو والأخرى في روايته ، يكتب فيضيف أشياءاً وأماكن وأشخاص وقرى ومدن وجبال وبحار ، كأي كردي آخر هو يتغزل بالطبيعة كما لا يفعل أي مخلوق آخر ، وحتى تشبيهاته الكثيرة لا تخرج عن كونها من ولادات الطبيعة وجمالية الوجود الخارجي..
الرواية تحكي عن عشيق الأنطاكي الذي يسافر الى روما لكي يصبح مترجما، رحلة شيقة مليئة بالحكايات الداخلية والوصف الدقيق لتلك المغامرة العجيبة التي تبدأ في الجزء الاول ( عشيق المترجم) رحلة من انطاكية الى السفينة والابحار من هناك الى روما، الجزء الثاني (نواقيس روما) تتناول حياة عشيق في روما وتنصره على يد الرهبان وزواجه ومغامراته وضياعه في الغربة..
سبب تقييمي المتدني لهذه الرواية يتعلق بشقين الأول هو الطريقة التي تنصر بها عشيق ، لم يذكر لنا الكاتب كيف تنصر عشيق ولا كيف انه تركه ايمانه بالاسلام وفجأة تحول الى المسيحية، لست ضد ان يتنصر احدهم ويكتب عنه الرواي فهذا يحدث ولكن ان حدث فليست بتلك الطريقة الغير معقولة والمستفزة، إظهار المسلم هزيل العقيدة وأما المسيحي فلا يتخلى عن ايمانه مهما حدث، هذا ما نقلته لي الرواية الشأن الآخر هو دمج العقائد في بوتقة واحدة، هذه الفكرة للأسف تنم عن سطحية واختزال العقيدة في الايمان فقط بوجود الله من دون التطرق الى تفاصيل اخرى لابد منها.. لست ضد أي من حوار الأديان في سبيل الوصول الى الحقيقة ، ولكن دمجها وأعتبار ان كل دين هو على حق ، هذه النسبية في الحقيقة لا أحبذها ..
الشق الثاني من تململي من الرواية هي قلة الأحداث في الرواية وإقحام الوصف بشكل أكثر من اللازم، والحكايات المبتورة وعدم رسم حبكة قوية تستند اليها الرواية، كل شيء يدور حول عشيق ولا ينتهي الى شيء آخر ، أللهم إلا قضية تنصره وفكرة مزج الأديان التي بدت الفكرة الوحيدة التي أكتملت في الرواية..
لست نادماً على قراءة الرواية، ولكن في نفس الوقت تمنيت أن لو كانت أفضل مما كتبت ..
"لا دينك يا عشيق يأمر بكره الناقوس، ولا دين عبدالله يأمر بكره المآذن. المئذنة تدعو إلى الله والناقوس كذلك"
تناقش رواية نواقيس روما موضوع الأديان واختلافها، الهوية بمختلف معانيها، ما نشأنا عليه وما اكتسبناه في حياتنا. فالمترجم "عشيق" الذي غادر وطنه إلى مكان لا يعرف لغته ولا عاداته ولا طقوسه ولا ديانته، يشعر بالغربة والحنين إلى بلاده بكل ما فيها، خاصةً أن جميع من معه ينتمون إلى دين مختلف، وهذا ما يعرّضه لبعض المواقف المتطرفة التي تثير في رأسه -وربما في رؤوسنا- زوابع الأسئلة المتعلقة بالهوية الدينية.
الفكرة الأساسية التي تطرحها الرواية والتي لا تتبلور إلا في الفصول الأخيرة منها وتحديدا�� بعد لقاء "عشيق" براهبة من جنوى وسماعه حكايتها؛ هي فكرة الهوية الحقيقية للإنسان، وهي ليست تلك التي نرثها، ولا تلك التي نتبناها انسجاماً مع ظرف ما، بل تلك التي تتشكّل خلال حياتنا من تلاقح ما ورثناه مع ما نكتسبه حين نقبل بالآخر المختلف، ونزيل من قلوبنا الكراهية اتجاهه، عندئذ فقط نجد هويتنا الخاصة التي لا تشبه سواها، والتي من صفاتها التسامح وقبول الآخر.
جان دوست الكاتب الكردي وبلغة غاية في السحر والعذوبة قدّم رواية في فن صياغة القصة والغوص في أدب الغربة وما يعانيه الإنسان من خذلان وترمّل روحي في المنفى القسري. وفي الوقت ذاته تدين التطرف وتدعو للتسامح بين الشعوب والديانات، في ظل ارتفاع وتيرة الكراهية.
ربما لو دمج الكاتب الرواية كلها في كتاب واحد لنال تقيييما اعلى لدي، فان حجم الكتابين يسمح تماما بضمها ولكنه اختار جعل نواقيس روما الهزيل الحبكة والذي يتسم بسطحية مقارنة ب عشيق المؤلف كتاب مستقل. اسهب الكاتب في وصف الطبيعة بصورة مكررة تثير الملل و كذلك اعتمد في حشو الرواية لاطالتها على تكرار مشهد الافطار والغداء والاستعداد للتدوين ثم جمع ادوات الكتابة بشكل لا يضيف اي قيمة للرواية. بعدما تآلفت مع عشيق في الجزء الاول من الرواية احتقرته تماما في الجزء الثاني حيث لخصه الكتب في تلك الشخصية ضعيفة الارادة , البراجماتية التي غيرت دينها فقط لتتاقلم مع محيطها ، جعله شخص ترك هدفه وسبب رحلته ليتاجر في الخمر سعيا وراء المال، شخص لا يرى باسا في خياناته المتكررة لزوجته واخيرا كما غير دينه بسهولة اول مرة خلع عباءة الدين الجديد عند عودته في مشهد تقطيع اوراق يوحنا قبل ان يصل اسكندرونة بدقائق
تقول النظرية الشهيرة : "إذا أعجبك كتاب ما حد الموت فلا تقرأ جزأه الثاني" .. مااذا؟ ألم تسمع بتلك النظرية؟ ربما يعود السبب إلى أنني الفتها الآن ولكن لا شك لدي من وجود قول شهير آخر يحمل نفس المعنى ..!
عشقت عشيق المترجم ولكنني لم أقع في غرام نواقيس روما بنفس الدرجة لماذا ؟ ا أعلم! لنقل بأنني قاريء مزاجي! .. في الجزء الأول كان مرجعاً في الطب الشعبي لكثرة الوصفات فيه بينما يبدو بأن عشيق قد اعتزل هذا اللون في الجزء الثاني حيث لا توجد سوى وصفة طبية شعبية واحدة فقط ..
في الجزء الأول تعاطفت كثيراً مع عشيق الغريب بينما في الجزء الثاني كرهت عشيق المرتد ولم أحب هرطقات الكاهنة العجوز تجاه الكتب المقدسة ..
على أن اللغة الأدبية الجميلة لا زالت كما هي والأجواء الرومية الرائعة كانت موجودة في جميع المشاهد
يتمّ "جان دوست" في روايته هذه قصّة (أو سيرة) "عشيق" المترجم التي بدأها في الرواية السابقة باسم الشخصية نفسها (أي عشيقٌ المترجم). يواصل في هذه الرواية استخدام أسلوبه الأدبي البليغ الساحر. أسلوب هاديء غير سريع ولا صاخب، يتناسب مع شخصية الرواية السبيعينية، لكنّها لغةٌ بديعة جزلة، مكتنزة بالمشاعر والحكمة. وتدور هذه حول الغربة والاغتراب، وقضايا أخرى. وقد نجح "دوست" بجعل كلّ روايةٍ تامّة بمفردها، ومستقلّة بذاتها، وإن ارتبطت بالأخرى. وبرع في تلخيص الأولى في الثانية من غير إخلال ولا انقطاع. وهذا بحدّ ذاته تحدٍّ كبير لكاتب يكتب رواية على أجزاء لا تصدر مرّةً واحدة. بل نجح في ربط هذه الرواية بروايةٍ أخرى له(لمّا أقرأها بعد) بذكاءٍ وجمال (فقط بإشارة في الهامش!) يُذكّرك "دوست" الكردي بنجوم العربية الذين كانوا من غير العرب، ففاقوا في مواطن أصحاب اللسان وبزّوهم. روايات هذا الرجل تُشرب وتُسقى وتُرتشف كالقهوة لجمال لغتها ولحكمتها لا لحبكتها.
يستكمل الكاتب جان دوست ما بدأه في رواية “عشيق المترجم” على لسان بطل الرواية فيكتب عن الألم والحيرة، التأمل والحسرة، نكران الدين والوطن، الدنس وخذلان النفس والخلّان، عقوق الوالدين والإنغماس في الملذات التي سرعان ما تمر حين يستفيق من هذا الوهم على يد إمرأةٍ عجوز تحاوره بحكمة فتصيبه بوابل من السهام تخترق قلبه وعقله .. فيعود إلى رشده بعد خمسين عاماً قضاها في الغربة .. يشدّه الحنين إلى أرض الوطن فيعود إلى وطنهِ يملؤه الشوق والندم في آن واحد.
ينزل من العربة التي أقلّته من الميناء إلى قريته التي انتظرت وقع اقدامه طويلاً فأبى إلّا أن يحث خطاه إليها مشياً على الأقدام والدموع تهطلُ من عينيه حبّاً وألماً على فقد الأحباب فيتنسّم الهواء والتراب ويحضن الأرض والسماء بقلبٍ يطلبُ العفو والغفران على ما بدر منه من عقوق وخذلان.
ختم الكاتب الرواية بنهاية لم أكن أتوقعها لن أكتبها ولن أعلق عليها فمتعة القارئ بقراءة الرواية أهم عندي من استعراض النهاية.
اذهلني المبدع “جان دوست” في فن صياغة القصة والغوص في “أدب الغربة “ وما يعانيه الإنسان من خذلان وترمّل روحي في المنفى القسري الذي فرضته عليه الأقدار ..
رواية تستحق القراءة فهي ليست “رحلة الفتيان إلى أرض الصلبان” بل هي “نواقيس من الشعر البديع في القول الفريد” لما تحتويه من اسلوب عذب في السرد، حكم ومفارقات بين الهلال والصليب، وبين وهم الغربة وحضن الوطن.
==
مقتطفات من رواية نواقيس روما. - - -
“لمّا طالعتُ الكتب القديمة، يا سيدي، أن الدنيا هكذا دائماً: اعتلالٌ واختلالٌ، نشوءٌ وزوال، رقيٌّ واضمحلال إلى ما شاء ذو الجلال”.
“أجمل الخطّ ما خُيِّل إليك أنه يتحرك وهو ساكن”.
“إن الإختلاف يا بني آيةٌ من آيات الربّ، فقد شاء جلَّ وعلا أن يختلف البشر في الألوان والألسن والأديان، ولو أراد لجعلهم أمةً واحدة”.
“إن الكون كله قائم على الإختلاف ولا يجمعه سوى الحب، ولولا هذا الحب لما دارت الكواكب والأنجم في أفلاكها”.
“لا يجعل الغربةَ غربةً إلا الحنينُ وألمُه”.
“الصمت أبلغ جواب إن أعيتك الأسئلة”.
“إن الكراهية دينٌ لا يجتمع بدينٍ أنزله الله، وهي مذهب من لم يفهم حقيقة الرب وغايته من وجود الإنسان”.
“إن للحنين طنيناً يسمعه المرء بقلبه ويأتي على غير ميعاد”.
“كيف سنطلق سراح ما في الكتب؟ أيستطيع أسيرٌ أن يفكّ قيدَ أسير؟”.
“الكتب سجونٌ تقيم فيها الأفكار والهموم، ولا يحرّرها إلا المترجمون”.
“إن جزءَ الصورة ليست الصورة الصحيحة، والشوكةُ جزءٌ من نبات الورد وليست الورد بعينه”.
“إن الله هناك يا أخي: هناك حيث لا ينتبه إليه الناس، في الأكواخ الحقيرة والبيوت الواطئة: هناك عند الثكالى وأرامل حروب الرجال: هناك عند الأيتام يواسيهم ويمسح دموعهم ويبكي معهم ويفكّر ملياً في هذا الإنسان الذي خلقه على صورته. أيعقل أن يخلق إلهٌ وحوشاً على صورته؟ هل ربنا وحش يا أخي؟”.
“أتعلم كم من دماء سُفكت في أوروبا، حيث ادّعى كل فريق أن الربَّ مفتاحٌ في جيبه وأن الحقيقةَ حمارٌ مربوطٌ إلى باب كنيسته؟ “.
“كل البشر يقحمون الله في حروبهم ويلصقون به قذاراتهم ويلطّخون اسمه بالدم”.
“إلى متى يحيلُ ابن الإنسان عجزه وخطاياه ودنس روحه إلى الرب؟ إلى متى يتّخذ بنو آدم من الرب الطاهر النقي مشجباً لثيابهم القذرة؟ قل لي إلى متى ؟”.
“دع الله في عليائه يا أخي ولا تشركه في قراراتك الخاطئة. إنه لم يخلق هذا الرأس بين كتفيك ليتسلّى”.
“ إنها ميتةٌ أن تعيش في الغربة كل هذه السنوات الطويلة دون أن تشمّ رائحة وطنك”.
“منحك الله مفتاحاً لمعرفة الحقيقة. لقد منحك العقل فجدْ طريقك بنفسك”.
📝 🔸 🔸 اسم الكتاب: #نواقيس_روما المؤلف: #جان_دوست نوع الكتاب: رواية مكان الشراء: مكتبة الأيام عدد الصفحات: 207 الدار: دار الساقي 📝 😊 يومي في (13 فبراير) أفضل من أمسي 😊 🔸 في #نواقيس_روما يكمل الكاتب #جان_دوست ما توقف عنده في "عشيق المترجم" .، تلك الذكريات التي كان يدونها خادمه الألباني "يونس" .، والذي يكون إهداء هذا الكتاب له .، وأيضاً ستتعرف عليه هنا .، من هو "يونس" وكيف التقى "عشيق المترجم" وصار مدونه الخاص والصبور على حكاياته وذكرياته .! 🔸 🔸 قد تكون الذكريات متشابهة كما هي في الجزء الأول من روايته .، ذكرياته ودراسته في روما مع رفاقه الذين كانوا برفقته طوال الرحلة .، ما أزعجني هو ارتداده عن دين الإسلام ليصبح مسيحياً .، وبقاؤه في روما ما يقارب الخمسين عاماً .، لم يعد فيها لبلده قط .، إلى أن يستفيق مما هو واقع فيه .، على يد راهبة عجوز كان في كلامها الكثير من الحكم التي اخترقت قلب وعقل "عشيق المترجم" .، ليعود إلى رشده .، ويعود إلى وطنه بعد خمسين عاماً من الغربة .، خمسين عاماً من الشوق والحنين والندم والألم .! 🔸 🔸 كان يدوّن ذكرياته بكثير من الألم .، الحسرة .، والحنين .، ستقرأ أيضاً الكثير من الحكم .، اختلاف الأديان .، ستشعر به حال وصوله أرض بلده وكيف مشى على قدميه لدخول قريته الصغيرة التي احتضنت طفولته وأجمل أيام شبابه .، التي شهدت حبه للفتاة اليهودية "إستر" .، فهل سيلتقي بها من جديد أم أنه قد فات الأوان ؟! 🔸 🔸 نهاية غير متوقعة ستعرفونها إن قرأتم الرواية .، ولكن يواصل #جان_دوست أسلوبه الأدبي الرائع .، ولغته الثرية والرصينة التي ستُمتعك جداً وتستلذ بجمال مفرداتها .، لغة مليئة بالمشاعر .، مليئة بالحكمة .، مليئة بالحب .! 🔸 🔶 رؤيتي في العلاقة بين العنوان وتصميم الغلاف وموضوع الكتاب: بالنسبة لعنوان الرواية .، هنا جاء ذكر عنوان الجزء الأول "عشيق المترجم" بكثرة وكأنها عنواناً للرواية وليست عنوان هذا الجزء وهو #نواقيس_روما .، وأعتقد لو لم يقرأ البعض الجزء الأول لن يتوه كثيراً .، إلا أنه يُفضل كما أرى أن يقرأ الجزئين معاً .! أما عن الغلاف هنا فإنه لم يكن له دلالة على العنوان نهائياً ولا بشيء يتعلق بـ روما حتى .، أعتقد لو كان رسم هذا الغلاف للجزء الأول وهو "عشيق المترجم" أعتقد سيكون أكثر وضوحاً .، فهنا نرى أيضاً ليس هناك من شخص يدوّن وآخر يملي عليه وإنما الإثنان منهما في وضع قراءة .! 🔸 🕯️رُوِيَ عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنهُ قَالَ: "لَا يُعَذِّبُ اللَّهُ قَلْبًا وَعَى الْقُرْآنَ" 📝 #مثقفات #قارئات #محبي_القراءة #أصدقاء_القراءة #أصدقاء_الكتاب #كلنا_نقرأ #القراءة_للجميع #الحياة_بين_الكتب #تحدي_القراءة #تحدي_100_كتاب #كتبي #مكتبي #أمة_إقرأ_تقرأ #ماذا_تقرأ #القراءة_عالم_جميل #البحرين_تقرأ_10000_كتاب #الغرق_في_الكتب_نجاة #أحلم_بشغف #تحدي_الألم_بالقراءة #أنا_وكتبي#نجاتي_تقرأ #najati_books #ichooseabook #أنا_أختار_كتاب
يا لها من قصة بالرعونة والليونة على حد سواء تحرّك الوجدان، وتأخذ الروح بين السكون في آن ومتلاطَم الأسفار.
عشق ووطن. غربة ووهن. يقظة .. وجمرة أمل.
وما كنتُ شعرتُ إضافة على ما سبق قطّ، أن لـ "الترجمة" عالم قائم بـ معالم وحدود وأمطار، هوية تسبح فيها الأفكار وتحلّق فيها الكلمات. نسيج مطرّز بين أوطان.
قصة تدبّ فيها روح اللغة العربية، وعلم الترجمة، بين مآذن العثمانية ونواقيس روما الإيطالية.
تتميز الرواية بمحافظتها على العربية الرومانسية طوال السرد، وهذا شئ يعد أفضل ما فى الرواية صراحة، يعيب الرواية تجاوز الأحداث سريعا دون وقفات تأمل مطلوبة.
تعتبر هذه الرواية تتمة لرواية عشيق المترجم وبمثابة جزء ثانٍ لها ومع ذلك لم تتم الإشارة لذلك في الغلاف، تدور أحداثها حول وصول المترجم عشيق برفقة فتيان اللغة إلى روما بغرض تعلم اللغات الإيطالية واللاتينية، وعلى خلاف الجزء الأول الذي تحدث فيه عن سير الرحلة فقط، يتناول المؤلف هنا التجربة كاملة. تتكون الرواية من سبعة فصول، بدايتها عن الفتى الغريب(يونس) مدوّن الحكاية الذي اختاره المترجم من بعد عملية فرز لمجموعة من الخطاطين، والصدفة وحدها قادته لاختياره لاسيما وأنه لم يكن من ضمن المجموعة المختارة، وبعد أن استعرض المدون تاريخه، تحدث بإسهاب عن مواهبه في الخط والكتابة لاسيما معرفته بعلم( مراقي الحروف) والذي يعرّفه بقوله:( لكل حرف يامولاي حين تنطقه صفات خاصة به تختلف عن صفاته حين تدوٌنه. وهذه الصفات التي تختلف في النطق والتدوين هي التي نسميها مراقي الحروف).ثم يتحدث المترجم عن لحظاته الأولى في روما حين وجد نفسه غريباً حتى بين زملائه: ( غريباً كنت في أرض غريبة)،( كنت أنا الوحيد ذلك الطائر الحبيس الذي غدرت به الفخاخ فأوردته قفصاً سقفه نواقيسٌ وجدرانه صلبان وبابه موج البحر). كما استبدت به مشاعر الحنين لاسيما بعد المضايقات التي واجهها من عبدالله السروجي فكان يصفها: ( ألا توجد في هذا البلد مئذنة نحيلة، وحيدة مثلي تصدح بالتكبير يالله؟). لذلك اعتزم العودة لبلاده لاسيما مع سفر الراهب بولس عرَّاب رحلة التعلم لولا تدخل القس لوسيانو ومصارحته بالمخاوف التي تهجم عليه بين حينٍ وآخر فكان لابد عليه أن يحسم قراره بمواصلة تعليمه بعد نفحة الطمأنينة التي بثها خطاب القس. مرحلة الحيرة والقلق لم تطل كثيراً سرعان ماألفّ المترجم المكان، ويصف هذه اللحظات بقوله:( أن من يلج كهفاً مظلماً لايتبين أي شيء للوهلة الأولى. إنه لايرى غير ظلام دامس فيشعر أنه أعمى فيتسمّر في مكانه لايعرف إلى أين يتجه ثم بعد أن تمضي فترة من الوقت تعلن الأشياء عن حضورها بما يتيحه قليل من نور الأبصار ورويداً رويداً يبدأ المرء بالتعرف إلى حدود الكهف جدرانه عمقه ارتفاع سقفه وكل مافيه حتى يتعود عليه ويألفه ويذهب عنه الوجل والتهيب). ثم جذبته روما إليها ليصعب انتزاعه منها : ( إن المدن الكبيرة تسحر المرء فتراه يأنفها في البداية ويقلقه الشوق إلى موطنه لأنه يجهل سبلها ولايعرف لغة قاطنيها ويصعب عليه إقامة علائق مع ناسها. والإنسان بطبعه يتهيب مايجهله ولايأتلف مع الجديد لكنه بعد ذلك ينجذب إلى مغناطيس الحياة وفتنتهم فينسى ماكان فيه من شوق إلى أهله وحنين إلى بلاده). كانت اللحظة المفصلية تتمثل في تلقيه خبر وفاة والدته في الغربة، تزعزعه آنذاك هوى به لمشاعر الحيرة مجدداً لتتطور حتى تصل إيمانه فما كان منه سوى ان اعتنق المسيحية وسط مباركة المدرسة التي يتعلم فيها، ومن ثم رفضه العودة إلى بلاده بعد انتهاءه من الدراسة في صورة من صور الانتقام من والده الذي ألقى به في غياهب الغربة، تتوالى الأحداث وتتعدد مهن وتجارب المترجم الذي نسي هدفه الأساسي. كما مرّ في تجارب وعلاقات متعددة وزواج لم يكتب له النجاح أنساه مؤقتاً حبه الأول لـ إستر، وبعد خمسون عاماً قضاها في الغربة ساق الله له راهبة جنويّة نُعتت بالجنون لتساعده في تعديل بوصلة رحلته عبر تساؤلها : ( إلى متى يحيل ابن الإنسان عجزه وخطاياه ودنس روحه إلى الرب؟ إلى متى يتخذ بنو آدم من الرب الطاهر النقي مشجباً لثيابهم القذرة؟ قل لي إلى متى ؟). نهاية رحلته كانت حزينة سعيدة في آنٍ واحد على قدر ألمه بالأطلال التي لم يجد سواها عند عودته بقدر ماكانت النهاية سعيدة في تلاقيه مع حبه الأول وبالفعل : ( لقد فات أوان كل شيء إلا أوان الحكايات). تتمة تدوينتي عن الرواية هناhttp://www.h-alamal.com/?p=1681
رواية قد يكون محورها الأساسي هو التعايش بين الأديان, الرواية قصيرة و خفيفة حتى لا تكاد أن تحمل محوراً أخر حتى قصة الحُب التي وُجدت بين أطرافها لم أجد لها داع كثيراً , أكثر ما لفتني هي اللغة صافية و لا تشكو من اي مُبالغات , و احببُت أيضاً زمن الرواية رواية خفيفة و ممتعة و لا تستغرق أكثر من جلستين ، تعرفت على هذا الكتاب مًصادفة و سأقرأ له أن شاء الله كلما سنحت لي الفرص ..
تروي قصه محمد الأنطاكي أو عشيق المترجم الذي ذهب الى روما لتعلم اللغة فيها ليعود ويكتب سيره حياته بلغه ساحره جميله أن الهدف من الروايه هو كيفيه التعايش والتسامح بين الأديان كافه
تبدء هذه الرواية حيث انتهت في جزئها الأول من حيث الرصانة والبلاغة اللغوية والسرد الممتع والغنى الرهيب بالتفاصيل الزمكانية لتلك الحقبة . يواجه بطل دوست أزمة وجودية عميقة تتمثل بأزمة هوية ضمن صراع الحضارات بين الشرق والغرب ..فعشيق المترجم يضحي قشة تتلافظها الأمواج المتلاطمة دون أن يعرف لنفسه مستقر هل هو محمد عشيق أم يوحنا الأنطاكي هل قرع الاجراس يؤنسه أم أصوات الآذان. عابها (حسب رأي المتواضع) كما جزئها الأول غياب خط قصصي موازي يغني الرواية وينقذها من دوامة التكرار والتكلف كلما عاد البطل الى زمن السرد (مع أن الكاتب حاول إدخال خط قصصي متمثل بقصة المترجم يونس والخادمة ذات الوشاح الاحم) لكنها كانت حبكة صغيرة جدا لم تطغى على الأحاديث المكررة عن البرد وعن السؤال المكرر عن تعب المدون من عدمه). أعتقد لو أن الكاتب اختصر الروايتان بكتاب واحد مع اختصار هذه الأحاديث المكررة لكانت ضاهت مارتين السعيد جودة ومتعة .
رواية جميلة بين عشيق المترجم الذي يستعيد ذكرياته موثقا اياها في كتابه رحلة الفتيان الى بلاد الصلبان حيث خطها تلميذه يونس الغلام الصغير صاحب الخط الجميل. أسلوب الكاتب الشاعري جميل جدا وممتع تصلح استعاراته تشبيهاته قصيدة وصفية جميلة
" لا دينك ياعشيق يأمر بكره الناقوس، ولا دين عبدالله يأمر بكره المآذن، المئذنة تدعو الى الله والناقوس كذلك".
كتاب نواقيس روما يروي فيه الكاتب جان دوست قصة عشيق الشاب الذي ذهب لروما مكرهًا فأصبح بعدها مكرهًا للعودة الى وطنه، ذهب وترك خلفه ذكريات عندما عاد لها كان قد فات آوانها. يركز الكاتب في روايته على اختلاف الأديان وكيفية تأقلم عشيق المسلم على العيش في بيئة كاثوليكية مسيحية، حتى انه تأثر واصبح ضمن هذه البيئة، الى ان انتابه ندم شديد جعله يعود لماضيه، لدينه ولعشيقته اليهودية أستر.
اخترت هذه الرواية دون اي توقعات مسبقة او معرفة بالكاتب، فكنت اظنها مترجمة من حقبة زمنية سابقة. الرواية تاريخية او تستند على فترة تاريخية قل تناولها في القرن السادس عشر الميلادي (١٧٠٨-١٧٦٠) حيث تتماوج القوى العثمانية من الشرق والقوى الاوربية من الغرب. اظهار تنوع خلفيات الناس من مذاهب ونحل في المنطقة كان جيدا. اللغة سليمة ومناسبة ولكن مع تتابع صفحات النص تثقل وتبهت. لم يعجبني في النص الأسلوب فقد كان ركيكا بشكل صادم وتفاجأت انه كتب بين عامي ٢٠١٤-٢٠١٥ كما ذكر في اخر الكتاب. لا اعلم ان كتب بالعربية اصلا ام ترجم ولكن الحشو اللغوي والوصفي اظهر نقاط الضعف في الرواية بشكل مزعج. بدت الرواية وكأنها نص أولي يعرض الفكرة والمتن بدون تنقيح او مراجعةثم تم حشوه بالوصف المبالغ فيه والحوارات الباهتة. قراءة الرواية اشبه بمشاهدة مسلسل رمضاني تاريخي مفتعل، وللاسف اضعف هذا الفكرة التي يحاول الكتاب تقديمها من تسامح وتعايش بين الاديان والمذاهب.
تنهيدة عميقة خرجت من صدري حين طويت الصفحة الأخيرة من كتاب نواقيس روما الذي يعد الجزء الثاني لكتاب عشيق المترجم .. و كلاهما للكاتب جان دوست الذي قد استغربت اسمه وظننتن فرنسياً لأول وهلة .. ثم اكتشفت أنه كاتب سوري كردي ولكنني لم أسمع به من قبل ... بدأت بالكتاب الأول منذ ١٠ ايام تقريبا و جذبني من الصفحة الأولى ..
أولاً بسبب لغته العربية الرائعة العذبة التي تنساب كلماتها أمام عيني كأنها نبع سلسبيل لا تشوبه شائبة .. لغة فصيحة قلَّ مثيلها هذه الأيام .. تراكيب رائعة .. وصف أخاذ ... حياء في وصف بعض المشاهد العاطفية ... جذبتني اللغة المكتوبة و بقوة ..
ثانياً بسبب الموضوع الفريد المطروح الذي يحكي حكاية رجل عجوز يملي سيرة حياته على خادمه الخطاط يونس ويحكي عن نفسه عندما كان شابا مسلما يعيش في قرية قريبة من انطاكية يقرر والده ارساله الى روما ليتعلم اللغات الايطالية واللاتينية ليصبح مترجما للعائلات العثمانية الكبيرة و لكن تظهر مشكلة أنه مسلم .. والمسلمون لا يُسمح لهم بدخول روما المسيحية .. لا من قِبَل العثمانيين و لا من قبل الايطاليين .. فيقوم صديق والده بتزوير وثيقة اسمه ليصبح اسمه يوحنا الأنطاكي و تبدأ رحلته تجاه بلاد الصلبان كما سماها في الكتاب ...
انهيت عشيق المترجم بسرعة و انتقلت مباشرة الى الجزء الثاني نواقيس روما الذي تفوق على الجزء الأول لغويا و روائيا ... رمم الكاتب في الجزء الثاني جميع الامور التي تركها مفتوحة في الجزء الأول و الكثير من قصص الشخصيات المتنوعة الواردة في الجزء الأول و طرح فيه رؤيته للأديان (رغم مخالفتي لكثير مما جاء في الكتاب عقائدياً) ..
النتيجة أن الكتاب مؤثر و مميز .. ينتقل بك الى عوالم جديدة و شخصيات تعيش معك و تتساءل ماذا حدث لها اثناء اليوم حتى تصل الى اخر صفحة في الكتاب .... و على الرغم من مخالفتي و رفضي لكثير من الأفكار الواردة فيه والتي يمكن ان أقول أنها تمثل السم في الدسم و التي تحاول ان توصل فكرة أن الدين لله و أن جميع الأديان من صنع البشر الذين استخدموا الاديان كوسيلة للسيطرة على بعضهم .. على الرغم من مخالفتي لمعظم ما ورد من افكار في هذا المجال .. إلا أنني استمتعت بالقراءة الى الحدود القصوى ... استمتعت بسيرة حياة المترجم و ما طرأ عليها من احداث .. و سأقرا المزيد للكاتب لو سنحت لي الفرصة لاحقاً..
أولًا، وجدت الجزء الثاني لهذه الرواية ولم أجد حينها الجزء الأول في المكتبة، أقتنيت الجزء الثاني وقرأتها (وقد شككت لحظتها في كونها الجزء الثاني حتى حين بدئي فيها، لقد نجح الكاتب في جعلها غير مبتورة عند قراءة القارئ للجزء الثاني). بعد انتهائي من قراءة الرواية، بحثت عن وجود الجزء الآخر ومنها ظهر أن ما لدي كان الجزء الثاني.
الرواية رائعة جدًا، الأفكار والأحداث والحبكة واللغة الرصينة والجميلة تلك، كل هذه أخرجت رواية عظيمة، ناهيك عن صدمة أن كاتبها كردي ويمتلك هذا اللسان العربي الفصيح بهذا المستوى المتقدم. تشبيهاته المجازية في الوصف رائعة وغير متكلفة، وهذا يُحسب لفصاحته التي حالت دون المبالغة في الوصف المجازي في شيء.
لا يوجد لدي ما أستطيع به وصف جمال الرواية، وامتلائها بالكثير من الاقتباسات الرائعة والعميقة.
رواية تستحق القراءة حقًا، وكشفت لي أنها أجمل مما تخيلتها كذلك. لا أجد بأسًا من قراءة الجزء الثاني حال عدم توفر الجزء الأول، سأقتني الجزء الأول حالما أحصل عليه في يومٍ ما وسأقرأه، لا أظن أن الجزء الثاني يمكنه أن يفسد علي الكثير من تفاصيل الجزء الأول بل أعتقد أنها لم تكشف شيئًا كثيرًا سوى أن الجزء الأول يحكي طفولته المجهولة في الجزء الثاني أصلًا، وهذا أمر مشوق لقراءته بالنسبة لي.
لست نادمة على عدم تأجيل قراءتي لها لحين توفير الجزء الأول، وأشعر برضا وسعادة حول ما صنعت لي الجزء الثاني من متعة ولحظات جميلة معها.
رواية تعود أدراجها إلى القرن الـثامن عشر، حيث يفضي الكاتب أساريره في التسامح الديني ونبذ التطرف آنذاك بين زمنين عاش فيهما "أنطاكيا وروما" في صورة خلابة تعكس فيها المعالم والأشخاص، رواية تعالج معنى التعايش، الغربة والحنين إلى الوطن، الحب والفراق، الولادة والهرم، الفقد والندم، الفرح والحزن.. مشاعر تختلج في الصدور وأخرى تفيض على السطور.. مُلهمة❤
#نواقيس_روما #جان_دوست عدد الصفحات : 208 الكتاب الثاني والثمانون لعام 2019 تتحدث الرواية عن المترجم عشيق الأنطاكي والذي اتخذ النسّاخ يونس الأرناؤوطي عاملًا عنده، كي يملي عليه سيرة حياته، لما من وهنٍ مسَّ أصابعه لكبره في السن. ولو أنه في الكتاب الأول الذي أملاه لم أقرأ منه أي مقتطفات بخلاف الثاني الذي شرع المترجم بإملاءهِ في خضم الرواية، تحت بعنوان رحلة الفتيان إلى بلاد الصلبان، راويًّا فيه أيامه في روما ودراسته للغتين اللاتينية الإيطالية، واعتناقه للمسيحية والسنوات الطوال التي تلت ذلك، حتى وصوله لسنِّ الهكولة، في رحلةٍ جسدت الضياع و تأثيرات الغربة على بعضِ من يرتكسُ لِزُكَّتها. لم يسبق لي أن عرفت الكاتب جان دوست قبل الآن، لكني شغفت به وبقلمه بسبب هذه الرواية. فلقد وجدتُ فيها فصاحةً لغوية وتراكيب جملٍ بديعة، تعيدك للأدباء الأولين بجمالياتهم الفذة في رسم الصور الفنية، ووضوح المشاهد ودقة التفاصيل. فرحتُ أعبُّ من بلاغتها بلا تحفظٍ وبلا استعجال. رغم أن السرد قد تغيرَ من حينٍ لآخر، لكن ذلك لم ينقص من جمالها قيد أنملة. فجعلتني أبحث عن مؤلفاتٍ أخر لهذا الكاتب فوجدت روايةً تم نشرها قبل هذه تُدعى عشيق المترجم، وأحسبني سأقرأها في القادم من الأيام. #إيمان_بني_صخر
- أكرر وأعيد ، إن كنت متبرماً إلى هذه الدرجة مما تراه من صلبان وكنائس وما تسمعه من قرع نواقيس وأجراس فما عليك إلا أن تيمم وجهك شطر بلادك . سيأتي أخي بولس قريباً كما قلت ، وسنتباحث أمرك لتعود. لكن عليك أن تسمعني أيها الفتى الأنطاكي المسلم محمد عشيق . إن الكراهية دينٌ لا يجتمع بدينٍ أنزله الله، وهي مذهب من لم يفهم حقيقة الرب وغايته من وجود الإنسان . ألا يقول القران " وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا " لتعارفوا يا فتى ، لتعارفوا . هذه هي إذاً غاية التنوع ومرام الرب جل وعلا من الاختلاف بين البشر . . . رواية جميلة عن رحلة مترجم الى بلاد الصلبان حيث تعلم اللاتينية لكي يقوم فيما بعد بالترجمة الى العربية حيث عانى من الغربة و اعتنق النصرانية وظل فيها خمسين عاماً تزوج هناك و توفيت زوجته ثم عاوده الجنين الى وطنه الى حبه ( أستر ) اليهودية شد الرحال عائداً الى مآذن مدينة الاسكندرون ومنها أعجب بالخطاط يونس الذي قام بتدوين رحلته . . . رواية رائعة وأنصح بها
ما بين هلال و صوت الآذان على ميناء الاسكندرون و صليب و صوت الناقوس على ميناء روما خمسون عاماً أو عمراً بحاله أوله كان اسمه محمد عشيق الأنطاكي و ما لبث أن انقلب إلى يوحنا الأنطاكي ، بحث عن الله و السكينة فما وجدها قط ، دخل روما يانعاً ليتعلم الايطالية و اللاتينة ليترجم الكتب ، خرج منها كهلاً بلا هوية فقدها يوم فقد حلمه و بدأ بتعليم العربية و تجارة الخمر عوضاً عن الترجمة . الخذلان هو أسوأ ما قد يصيب الإنسان ، كانت مثالاً في رواية عشيق المترجم ، الذي خذل ذويه و لم يعد لوطنه و خذل إستر التي أحبته ، خذل ديناً كان مؤمناً به فانقلب عليه بين ليلة و ضحاها ، و خذلان النفس هو الأصعب ! و يعتري الإنسان العار فيتقدم به العمر و يبقى خجلاً من أن يبوح بفعلته لأحد فيكتفي بأن يرويها لشجرة كينا بساحة داره أو عصافير حطت صدفة على سور حديقته ، و تبقى ذكراها تعصر القلب حسره على عمره الذي أضاعه بعيداً عن وطنه و عن قلبٍ أحبه يوماً بصدق .