كاتب، ناقد مصري. من الرعيل الأول لكلية الآداب بجامعة القاهرة. وهو أحد الثلاثة الذين تفرَّغوا في الخمسينات من القرن الماضي لترجمة «دائرة المعارف الإسلامية» البريطانية عن اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وكتبوا تعليقات وهوامش على مواد هذه الدائرة، صححوا بها بعض أخطاء المستشرقين. واظب خلال الفترة الأخيرة على كتابة مقالات قصيرة في الملحق الأدبي للأهرام، يتابع فيها الحياة الثقافية. أسهم في إصدار كتب كثيرة، منها: ـ الترجمة ومشكلاتها. ـ ثقافة وكتاب. ومن الكتب التي ترجمها: ـ أطلس التاريخ الإسلامي. ـ الانتصار على الشدائد: ـ دائرة المعارف الإسلامية (البريطانية)
كتيب خفيف مفيد، يقرأ في جلسة واحدة، خصوصا شقه الأول، أما آخر فصل فيه فجُلُّه تتبع لأبرز المترجمات حتى ذلك الوقت، فلا يغني إلا باحثًا فيما أرى. وإن كان يعاب عليه تكرار بعض الفقرات كاملة من غير تغيير أكثر من مرة.
"والترجمة فن عسير، أو قل هو عمل غير مشكور كما يقول الإنجليز، وهو يقتضي أن يكون المترجم واسع الثقافة متمكنًا من اللغة المنقول منها والمنقول إليها، عارفًا بأسرار هاتين اللغتين، ذواقةً بصيرًا بالمعاني وظلالها، حافظًا لذخيرة من مفردات اللغة المنقول إليها"
كان مؤلّف الكتاب، وهو إبراهيم زكي خورشيد، من المترجمين العرب المعروفين في النصف الثاني من القرن العشرين، فقد ترجمَ أعمالاً لشكسبير وآرثر كويستلر وليو تولستوي، وهو يتحدَّثُ في كتابه عن حرفة الترجمة وعن شيء من تاريخها في اللغة العربية خصوصاً. ينقسمُ الكتاب إلى نصفين عملياً: النصف الأول -أول سبعين صفحة من الكتاب- يتحدث عن طرق الترجمة ومبادئها ومنهجها في التارخي العربي القديم، وهو يحتوي بعض أفضلِ النصائح والإرشادات التي مرَّت عليَّ في كتابٍ عن الترجمة (وهي كتبٌ قرأتُ الكثير منها مؤخراً بحكم الاهتمام). كما أن فيه أمثلة ممتازة عن الترجمات العربية التراثية الجيدة. وأما النصف الثاني، وهو حوالي مائة صفحة، فهو عبارةٌ عن تاريخ مختصر للترجمات المنشورة في مصر وعن قوائم طويلة جداً بالترجمات التراثية، وهو عديمُ الفائدة تقريباً إلا لمن يبحثُ عن أرشيف للترجمات القديمة.