لا نقصد بهذا الكتاب تاريخا للحركة الوطنية المصرية، فهذه مهمة لا يستطيع الاضطلاع بها فرد واحد.وإنما يكتفي هذا الكتاب بدراسة المعالم الرئيسية للحركة الوطنية في تطورها منذ 1882 إلى يومنا هذا (1956). ولنا منهج واضح في هذه الدراسة، منهج علمي قوامه أن تاريخ النتطور الاجتماعي هو، أولا وقبل كل شيء، تاريخ الشعوب. وإن التاريخ لا يمكن أن يكون علما حقا، إذا قصر نفسه على دراسة أعمال الملوك وقواد الجيوش، وأخبار الغزاة، وتفاصيل المفاوضات والمعاهدات. نعم، إن للزعماء والقادة دورهم في التاريخ، ولكنهم لا يستطيعون أن يلعبوا هذا الدور إلا بمقدار ما يمثلون قوة متقدمة قد تهيأ لها ظروف النضج، بحيث تستطيع فعلا أن تسير بالمجتمع خطوة إلى الأمام. ومع هذا يستمر المحرك الحقيقي للتاريخ هو الشعوب، وتحركاتها، وثوراتها، وتنظيمها. ولا نعني بها هذه التحركات العفوية الطارئة، التي ما إن تهب حتى تخمد، إنما هذه التحركات العميقة المنتظمة التي تعبر عن أن نظاما اقتصاديا وسياسيا معينا أصبح لا يصلح للبقاء، أصبح معرقلا لتقدم القوى الانتاجية، أصبح محطما لمستوى المعيشة للشعب وثقافته. ومن ثمّ يتعين وجود نظام آخر سياسي، ونظام آخر اقتصادي، تهب الملايين بقيادة زعمائهم من أجل تحقيقه
شهدي عطية الشافعي (١٩١١-١٩٦٠)، هو منظر وناشط شيوعي مصري. كان شهدي أحد المؤثرين في مسار الحركة الوطنية في أربعينيات القرن العشرين في مصر، وتوفى بعد تعذيب وحشي في معتقل أوردي ليمان أبوزعبل في أعقاب محاكمته في قضية شيوعية كان هو المتهم الأول فيها وأحدث مقتله ردود فعل على المستوى الدولي، وكان قد أشرف عام ١٩٤٦ على تأسيس اللجنة الوطنية للطلبة والعمال في مصر.
درس شهدي في كلية الآداب جامعة القاهرة قسم اللغة الإنجليزية، وكان له نشاطأً في الحركة الطلابية بالجامعة. بعد تخرجه عمل مدرساً في مدرسة ثانوية، ثم حصل على منحة للدراسة في المملكة المتحدة وعاد إلى مصر عام ١٩٤٢ حاصلاً على ماجستير الفنون من كلية إكستر. بعد عودته لمصر عُين في وزارة التعليم مفتشاً للغة الإنجليزية. وكان أول مصري يتم تعيينه مفتشاً للغة الإنجليزية بالمدارس المصرية.
انضم إلي تنظيم إسكرا الشيوعي في هذه الفترة وأصبح أحد المصريين الإثنين الذين وصلا إلي عضوية اللجنة المركزية للتنظيم، وتولي مسؤلية "دار الأبحاث العلمية" المنبر الثقافي لتنظيم إسكرا الذي استقطب أعداداً كبيرة من المثقفين المصريين الشبان للحركة الشيوعية. وكتب شهدي عطية بالتعاون مع محمد عبد المعبود الجبيلي وثيقة "أهدافنا الوطنية" التي نشرت عام ١٩٤٥، كما ساهم في تأسيس اللجنة الوطنية للطلبة والعمال التي قادت مظاهرات فبراير مارس ١٩٤٦ ضد مفاوضات حكومة الأقلية المصرية مع الإنجليز.
عندما اندمجت إسكرا مع الحركة المصرية للتحرر الوطني (حدتو) لتشكيل الحركة الديموقراطية للتحرر الوطني (حدتو) تولي شهدي عطية رئاسة تحرير صحيفتها "الجماهير" كما أصبح عضوا في اللجنة المركزية لحدتو.
يمر شهدي عطية في هذا الكتاب مرورا سريعا على تطور الحركة الوطنية المصرية طوال فترة الاحتلال الانجليزي لمصر من 1882 وحتى جلاء القوات الأجنبية الانجليزية والفرنسية والإسرائيلية من مصر عقب العدوان الثلاثي عام 1956. رغم اعتماد هذا الكتاب على الكثير من المراجع المهمة العربية والأجنبية، إلا أنه لا يمكن اعتباره مرجعا تاريخيا لتلك الفترة، ذلك لأن المؤلف يركز على فترات وأحداث وجماعات بعينها دون غيرها، مثلا بعض أحداث ثورة 1919، ودور الطبقة العاملة والطلبة في الحركة الوطنية، وبعض التفاصيل عن المقاومة الشعبية أثناء العدوان الثلاثي. وهو لا يهتم بالسرد التاريخي المفصل للأحداث، إذ هناك الكثير من الكتب المرجعية التي تقوم بذلك، بل يقوم بنوع من النظرة الشاملة لمسار الأحداث مع التقييم والربط بينها لاستخلاص نتائج مهمة. وهو في سبيل ذلك يقوم بنوع من التفسير المادي للتاريخ عن طريق تتبع العوامل الاقتصادية والطبقية التي تسببت في الأحداث والتي نتجت عنها أيضا.
هناك اهتمام شديد من المؤلف بتتبع التطور الزراعي والصناعي والتجاري في مصر، والتدهور الذي حدث لمتوسط دخل الفرد من بداية القرن العشرين حتى منتصفه - عن طريق أرقام وجداول وإحصاءات مستقاة من مصادر رسمية - ودور الاحتلال الانجليزي - بالتعاون مع طبقة كبار ملاك الأراضي - في نهب ثروة مصر وتخريب الصناعات المصرية وإبقاء الزراعة سجينة لاحتياجات دولة الاحتلال التي ركزت على زراعة القطن على حساب المحاصيل الأخرى؛ ويحلل المؤلف ببراعة تأثير ذلك على ثورة 1919 وكيف تسببت الفروق الطبقية بين زعماء الثورة في الاختلاف بينهم على الأهداف والوسائل: فالطبقة المكونة من كبار ملاك الأراضي المتعاونة مع الاحتلال - أو التي على الأقل كانت مصالحها متشابكة مع مصالح الانجليز - لم تكن حريصة على الاستقلال الكامل خوفا على مصالحها المالية المرتبطة بمصالح المستعمر، بينما الطبقة الوسطى بقيادة سعد زغلول التي عانت الكثير بسبب الاحتلال فكانت حريصة على "الاستقلال التام أو الموت الزؤام" ليس فقط من باب الوطنية الرومانسية، ولكن لأن مصالحها الاقتصادية كانت أيضا تقتضي ذلك. وقد أدى ذلك إلى أول انقسام مبكر في حزب الوفد. ومن ناحية أخرى يلاحظ المؤلف نظرة سعد زغلول المتعالية تجاه الطبقات الدنيا كما تبدو في خطبه ونفس هذه العوامل الاقتصادية والطبقية هي التي دفعت بحزب الوفد مع الوقت إلى أن يتحول أسلوبه من مقاومة القصر إلى مهادنته، وهي نفس العوامل التي أدت لحريق القاهرة الذي استفاد منه القصر والانجليز في القضاء على الحركة الوطنية وزعمائها ويبدو صراع الحركة الوطنية في الفترة بين 1919 و1952 موجها في اتجاهين: ضد الاحتلال الانجليزي، وضد عناصر الطبقة الثرية من رجال الأعمال وكبار ملاك الأراضي المتعاونين مع الاحتلال. ويركز المؤلف في كل هذه الأحداث على دور الطبقة العاملة والطلبة في هذا الكفاح، وكيف أن السلطة كانت تقف غالبا في صف المستعمر ضد الحركة الوطنية المصرية.
وفي تعليقه على الأحداث بعد ثورة 1952 يعلن المؤلف إعجابه بمواقف عبد الناصر الوطنية ضد الأحلاف الغربية وحرصه على استقلال القرار السياسي المصري، وأيضا بالتغيرات الاجتماعية المهمة بعد إصدار قانون الإصلاح الزراعي. ويشير إلى دور الاحتكارات الدولية للدول الاستعمارية في القيام بالعدوان الثلاثي على مصر في1956، ودور الشعوب وقوى اليسار بالذات حتى داخل الدول الاستعمارية في الوقوف إلى جانب مصر ضد هذا العدوان. ويبدو في هذا الجزء الأخير من الكتاب انحياز المؤلف للتغير الاشتراكي ولضرورة الارتباط بالكتلة الشرقية ولضرورة تعاون دول العالم الثالث التي تحررت حديثا معا من أجل استكمال حصولها على الاستقلال الاقتصادي والسياسي.
ده كتاب اسمه " تطور الحركة الوطنية المصرية" الإصدار رقم ٢٠ عن سلسلة الهوية من الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية، يعني سلسلة بتحاول تزود المشاعر الوطنية عند الناس. الكتاب ب٩ جنيه طبعا شاري وقارئ الكتب خسران فمحدش يشتريه. الكتاب بيحكي عن تاريخ الحركة الوطنية من بداية الاحتلال الانجليزي لمصر حتي العدوان الثلاثي والجلاء. كاتب الكتاب مناضل يساري مات سنة ٦٠ ف السجن ف عهد عبدالناصر فبتالي ده راجل معارض لكنه وطني وبيحب بلده عشان محدش يقول ان كلامه نفاق وكان عبدالناصر ف يوغسلافيا ف مؤتمر مع الرئيس تيتو واتقال له من اليوغسلافيين ان شهدي مات ف السجن وده مثل ليه ع كلام الناس صدمه واحراج شديد. الكتاب مهم بنسبالي لانه جاوب ع سؤال مهم جدا، هل العصر الملكي كان افضل للشعب خصوصا بعد النبرة دي ما زادت مؤخرا خصوصا انها من تيارات شعبويه للإسف + هل الاستعمار الي قعد اكتر من ٧٤ سنه كفيل انه يرجع ويؤخر دول مئات السنين؟ طبعا اجابة الاسئلة دي عندي من زمان من قراءة الواقع والتاريخ المحكي من الناس مش محتاج كتب عشان اعرفه، لكن اهه نعرف الناس الي متعرفش وف نفس الوقت نظهر كمثقفين ع الفيس بوك ونحلل ال٩ جنيه ثمن الكتاب. الكتاب بيحكي جوانب كتير عن نضال الشعب ضد المستعمر جوانب اجتماعيه وعسكريه وسياسيه واقتصاديه، ف المقال ده ان بس هركز ع شوية أرقام اقتصاديه - بيقولوا كتير - بما اني مهتم بالاقتصاد وسكة الاموال مؤخرا. (القطن) فمثلا لو بصينا ع زراعة القطن سنة ١٨٧٠ قبل الاحتلال كانت بتمثل نص مليون فدان وبعد الاحتلال ١٩١٣ كانوا زرعوا ١،٧ مليون فدان هل ده حلو؟ الحقيقة لا لان الاحتلال كان عايز يجعل مصر مزرعة قطنية ويصدر منها قطن خام بأرخص الاسعار، فتلاقي ان القطن سنه ١٨٧٠ كان يمثل ٧٠٪ من اجمالي الصادرات يوصل ل٩٣٪ منها بعد الاحتلال، لكن بثمن ارخص ف عام ١٨٧٠ صدرنا ٣،٢٥ مليون قنطار ب ٨،٢٥ مليون جنيه ف عام ١٨٩٨ صدرنا ٦ مليون قنطار ب ٨،٥ مليون جنيه يعني ضعف الكميه بنفس السعر. كنا بنصدر منسوجات ب٦٢ الف حنيه سنه ١٨٧٠ بقينا بنستورد ب ٩،٥ مليون جنيه منسوجات عام ١٩١٦. كنا بنصدر مواد غذائية ب٢ مليون جنيه عام ١٨٧٠ بقينا بنستورد ب٦ مليون سنه ١٩١٦ وطبعا بنستورد من انجلترا لانه مستعمارتها كانت سوق ليها تأخد منه الخام بالرخيص وتبيعله المنتج النهائي بالغالي. (الديون) اقترضنا من انجلترا ١٠٠ مليون جنيه وصلوا لخزنة الدولة بعد العمولات والسمساره ٥٠ مليون جنيه فقط واتسدد الدين ده ع مدار ٥٠ سنه مبلغ ٣٣٧ مليون جنيه. وظف الاحتلال ٢٥٠ مليون جنيه كاستثمارات ف الداخل درت عليه دخل سنوي ٢٥ مليون جنيه سنويا، هل ده كويس؟ لا، لان دي كانت اغلبها فلوس قروض ورهونات عقارية حتي وصل اجمالي الاراضي المرهونة ١،٣٣٠ مليون فدان وباقي الاستثمارات كانت لزراعة وحلج وتصدير القطن والباقي مايه ونور لبيوت الاجانب وسكة حديد بين الشركات الاحتكارية زي الخط الاول ما بين اسكندرية كفر الزيات. (الدخل القومي) بلغ الموظفين الانجليز من ١٠٠ شخص ل١٦٠٠ شخص حتي عام ١٩١٩. ارتفع كبار ملاك الاراضي كن ١١٢٢٠ شخص ل١٢٤٨٠ وارتفعت الاراضي المملوكة من ١،٩٩٧٠٠٠ ل ٢مليون و٣٩٧ الف فدان متوسط الحيازات ٥٠ فدان فأكثر واجمالى الاراضي اصلا كان ٥ونص مليون فدان. وزاد عدد الاجراء بلا ارض الى ٦٦٠ الف سنه ١٩٢٧ ومليون ونصف سنة ١٩٣٧. وصغار الفلاحين حيازة اقل من نصف فدان يتجاوزون المليون سنه ١٩١٦ ووصلوا لتلت فدان بعدد مليون و٧٠٠ شخص. وف الحرب العالميه الاولي استخدم الانجليز مليون فلاح لحفر الخنادق واعمال الحرب بالسخرة. وايضا ف وقت الحرب حددوا سعر شرائهم للقطن ٤٢ ريالا للقنطار والسعر العالمي ٦٢ ريالا فبلغت الخسارة المصرية ٣٢ مليون من الجنيهات. وف ١٩٣٠ وما بعدها مع تطور الاقتصاد العالمي، ظلت مصر مسيطر ع ٣٦٪ من اراضيها ١٣ الف شخص من الاقطاع و٢٣ الف من اغنياء الريف ومديري عزب الاقطاع يملكون ١٢٪ من الارض و٢ مليون من متوسطي الفلاحين و١٢ مليون عامل زراعي لا يملكون اراضي. وف المدن ١٠ الالاف هم كبار التجار و١٠٠ الف من ملاك الاسهم والسندات والمصانع وحسابات البنوك و٢٦٥ الف موظف حكومة وقرابة المليون عامل ومليون ونص شخص يعملون اعمال غير مستقرة او منتجة. ٦١٪ من الدخل القومي يصل لكبار التجار والاحتكاريين والاجانب واكثر من ٣٠٨ مليون إيجارات اراضي وارباح وفوائد، و كان متوسط اجر العامل الزراعي ١٤ جنيه ف العام والعامل الصناعي ٣٥ جنيه. وف الخمسينيات ف اواخر عمر الاحتلال كان متوسط استهلاك الفرد ف العام ٥ متر قماش ف أقل من سكان الريف البالغ عددهم اكتر من ١٥ مليون شخص بينما معدل استهلاك الفرد ف انجلترا الى بتأخد القطن الخام مننا ٤٥ متر ف العام وف امريكا ٩٠ متر والمتوسط العالمي ١٨ متر. (البترول) احتكر الاستعمار البترول مع اختلاف دوله سنه ١٩٣٧ كانت انجلترا تحتكر ٨٠٪ من بترول الشرق الاوسط وامريكا ١٢،٨٪. سنة ١٩٥٠ انجلترا ٥٠،٩٪ وامريكا ١٤،٤٪. سنة ١٩٥٦ ارتفع الاحتكار الامريكي ل ٦٥٪ من البترول وانخفض الاحتكار الإنجليزى ل٣٠٪. حتي وصلت ارباح امريكا ف عام ١٩٥٩ من احتكارها بترول الشرق الاوسط لمليار دولار تدفع منهم معونات لدول الشرق - الى من ضمنهم ايران واسرا ئيل - ٢٠٠مليون دولار يعني خمس مقدار ما تحققه من ارباح. ده جزء بسيط جدا من اثار الاستعمار ع الدول المستعمره طبعا ف كلام تاني كتير، اي حد بيفهم اقتصاد يعرف ان رأس المال تراكمي يعنى لما دول الاستعمار تسرق مليارات الدولارات من مئة سنه من الدول فمينفعش نقعد طول الوقت نصيح اننا مش زيهم ليه وليه احنا مش زي دول الخليج الى مكنتش مستعمرة بالمعني الحرفي للكلمه وده طبعا مينفيش ان ممكن يكون ف بعد الجلاء فساد او سوء تنظيم الخ الخ، موقف مركب اهه زي اي حد عنده مخ ووطني وبيجمعش ما بين خصومته السياسية مع افراد بخصومة كاملة للوطن كله. #بس_بنقول
ليس بكتاب يعمل على تأريخ المرحلة ,ولكنه رؤية يسارية شيوعية شخصية للكاتب,مع احترامى للكاتب ونضاله وموته فى سجون القمع تحت التعذيب ولكنى شخصيا لا أميل للشعارات الشيوعية ومنظورها للمشكلات
كتاب رائع،. مع ألمي الشديد أن أرى شخصاً يمجد قاتله.. يقتنع الكاتب بالعديد من الأفكار لو أن الله قد مد له في عمره حتماً كان ليغير آراءه تماماً.. • حارب الاحتلال الصناعة المصرية بالضرائب الباهظة واجتهد في تلقين تلاميذ المدارس إن مصر دولة زراعية ومتنفعش تكون غير كدا عشان معندهاش فحم وحديد!!
• تعمد الاحتلال تحويلم صر لمزرعة قطن فزاد عدد الرقعة الزراعية المزروعة بالقطن من ١.٧ مليون فدان، وده طبعا على حساب المواد الغذائية للمصريين الذين ازدادو جوعاً وفقرا. • تعليمات جلالة الملكة كانت واجبة النفاذ واللي مش عايز ينفذها لازم يسيب منصبه وهنا ظهر فئة من المصريين مستعدة تنفذ للملكة كل سياساتها عشان تفضل في مناصبهم وياخدوا اراضي..ودول قال عنهم محمد فريد:"لو كان سادتنا وكبرائنا من ذوي الشرف وأصحاب النخوة لامتنعوا عن قبول الوظائف العالية بهذه الحال،ولكن الكل يغار على ماهيته وأبهته أكثر مما يغار على اسمه واستقلال وطنه..وكيف يكونون غير ذلك وهم الذين ساعدوا الإنجليز على احتلال بلادهم ويساعدونهم الآن على إكمال ضمها لاملاكهم".
• اعتمد الإحتلال بعد ثورة عرابي إنه يخلي الجيش المصري جيش هزيل بيخدمه ويتسخر ضد الشعب المصري والشعب السوداني حتى البوليس سيطر عليه وجعل رؤساءه ومفتشيه انجليز! حتى النائب العام كان انجليزي!!
• قصة خطف المصريين قسرا للمشاركة في الحرب تناولها الكاتب في صفحة واحدة لكنها تحتاج إلى مجلدات لوصف مدى الظلم والقهر والانتهاكات السافرة بحقوق أبناء الوطن الذين اختطفوا من بلادهم!
• الامتيازات الأجنبية وصلت إن الأجانب كانوا فوق أي محاسبة لدرجة إنهم ممكن يقتلوا مصري عادي بلا حساب واي ارباح لأي مهما كانت كبيرة مفيش عليها مليم ضرايب وكمان كانت بتتهرب خارج البلاد فوق أي قانون أو محاسبة أو نظام!! حتى الإنفاق على التعليم كان ١٪ من إجمالي الدخل القومي المصري!! • ليست الملكية بأفضل مما نحن فيه ابدا.. لا تقدم إلا بالعلم والحرية والعدالة والكرامة وكل ما سبق لم يتوفر لا الآن ولا أيام الملكية. • فقد قال الزعيم مصطفى كامل عام 1900: "إن هذه البلاد في حاجة إلى مجلس نيابي يكون له السلطة التشريعية الكبرى، فلا يسن قانون بغير إرادته.. إن بقاء السلطة المطلقة في يد رجل واحد سواء كان مصريا أو أجنبيا يضر بالبلاد كثيراً ويجر عليها الوبال".
هذا الكتاب للمناضل الاشتراكي الراحل شهدي عطية عبارة عن رؤية اشتراكية لكفاح الشعب المصري ضد الاحتلال البريطاني بعد ثورة عرابي وحتى انقلاب يوليو 52 شهدي عطية لا يعرفه الكثيرون رغم أنه مناضل اشتراكي كبير وكان له دور في مقاومة الاحتلال البريطاني ورغم تأييده المطلق لنظام عبد الناصر لم يسلم من بطشه فقد فرضت الرقابة على كتابه وتم حذف ثمانين صفحة منه حسب ما ذكر الناقد شعبان يوسف كما أنه تم اعتقاله وتعذيبه ثم تم اغتياله في السجن عام 60 المميز في هذا الكتاب هو ذكره لتفاصيل نضال العمال من أجل تأسيس نقابات وعن مظاهرات وحركات احتجاجية كثيرة قام بها العمال والفلاحين والطلبة لمقاومة الاحتلال البريطاني وطلب الجلاء الكتاب كان جيدا بالنسبة لي رغم معارضتي لتأييده للاتحاد الاشتراكي والاتحاد السوفيتي واعتقاده أن هذه النظم الديكاتورية يمكن أن توفر للطبقة الفقيرة حياة لائقة الكتاب كان جيدا بالنسبة لي حتى وصل للفصل الخاص بحركة الضباط الاحرار وظهر جليا أن هناك جزء محذوف من الكتاب والذي ترك منه هو الجزء الذي يظهر الكاتب تأييده لتعامل الضباط مع الاحزاب السياسية التي تم حلها بحجة تحالفها مع الاستعمار الجزء الاخير من الكتاب والذي يقترح فيه المؤلف رؤيته للدولة الاشتراكية لم يعجبني لأنه مرتبط جدا بزمنه الذي تخطيناه رغم ذلك فالكتاب جيد ووطنية شهدي عطية وثوريته جلية في طريقة في الكتابة وربما لهذا خاف منه النظام واعتقله ثم تم اغتياله في السجن
"إنها رسالتنا المقدسة، أن نقاتل ونكافح ونجاهد حتى نطَهر الأرض من كل استعمار وكل استعباد وكل استغلال
فإذا متنا أو قتلنا أو ذوبَنا أو أشيع بنا إلى غياهب السجون استمرت رسالتنا شعلة مقدسة يحملها الآلاف والملايين"
من مقال لشهدي عطية الشافعي بعنوان "نحن في السجن" في ١٩٤٦ ،من المؤسف ان كاتب هذا الكلام لم يمت في عهد الاستعمار او الملكية بل مات في عهد الدولة الوطنية التي عاش مدافعها عنها وعن رئيسها الي اخر مره في محاكمته !
الكتاب في مجمله كويس ولكنه ليس مفصل يمكن كان هيتم استكماله لولا رحيل شهدي الدرامي لكن محاولة ناضجة في استخدام المنهج العلمي في بحث تاريخ المجتمعات والتأريخ الشعبي علي غرار صلاح عيسي مثلا ويعتبر من المحاولات الأولي والسابقة تنم عن معرفة وثورية رئيس حدتو ..
كتب فؤاد حداد ونجيب سرور وغيرهم رثاء لشهدي لكن افضل رثاء قرأته له كان رثاء محمد توفيق رفيقه في حدتو
فتى مات بين الطعن والضرب ميتة تقوم مقام النصر إن فاته النصر تردى ثياب الموت حمرا فما دجى لها الليل إلا وهى من سندس خضر.