ينظر الكثيرون بعين الريبة إلى الأفكار السياسية المؤسسة على مباديء دينية، وسرعان ما يتم ربطها بالدوجما والتعصب، ولكن ماذا إن كانت هذه الأفكار في الأساس تدعو إلى أخوة البشر ونبذ العنف؟ وكيف يمكن ترجمة فكر ديني ينبذ العنف إلى حركة سياسية منظمة؟ رأينا بعض الحركات السياسية المؤسسة على منهج ديني متمثلة في حركة "غاندي" وفي بعض مظاهر لاهوت التحرير بأمريكا اللاتينية، والحقيقة أنها تجارب تستحق الدراسة والعناية، دون قبول أو رفض غير مشروطين. هذا ما توفره هذه الباقة المختارة التي تضم بعض الرسائل والمقالات لتولستوي يعرض فيها لأرائه السياسية وأرائه في العلم، وكذلك أرائه الأخلاقية، وتضم أيضًا نصًا أدبيًا قد يعتبره البعض نوفيلا، وآخرون قد يعتبروه نوعًا من المقالة، وهو نص أدبي بعنوان: "المعلم اليوناني سقراط". المثير في هذا النص أنه تجربة كتابة مشتركة بين تولستوي وامرأة تُدعى ألكسندرا ميخايلوفنا كالميكوفا، كانت قد أرسلت له هذا النص فأبدى اهتمامًا كبيرًا به وأجرى عليه تعديلات ضخمة وكتب أحد فصوله.
Lev Nikolayevich Tolstoy (Russian: Лев Николаевич Толстой; most appropriately used Liev Tolstoy; commonly Leo Tolstoy in Anglophone countries) was a Russian writer who primarily wrote novels and short stories. Later in life, he also wrote plays and essays. His two most famous works, the novels War and Peace and Anna Karenina, are acknowledged as two of the greatest novels of all time and a pinnacle of realist fiction. Many consider Tolstoy to have been one of the world's greatest novelists. Tolstoy is equally known for his complicated and paradoxical persona and for his extreme moralistic and ascetic views, which he adopted after a moral crisis and spiritual awakening in the 1870s, after which he also became noted as a moral thinker and social reformer.
His literal interpretation of the ethical teachings of Jesus, centering on the Sermon on the Mount, caused him in later life to become a fervent Christian anarchist and anarcho-pacifist. His ideas on nonviolent resistance, expressed in such works as The Kingdom of God Is Within You, were to have a profound impact on such pivotal twentieth-century figures as Mohandas Gandhi and Martin Luther King, Jr.
قراءة هذا الكتاب هي فرصة للإطلاع على القليل من فكر تولستوي العظيم. وهو عبارة عن مقالات عن العلم والأخلاق والسياسة، كتبها تولستوي قبل أكثر من ٢٠٠ سنة ولكنها ما تزال نابضة بالحيوية وصلاحية التطبيق في أيامنا هذه. أعجبني كثيرًا المقالة التي تناولت حياة سقراط وكيف عاش وظروف محاكمته التي تعرض لها والتي أدت إلى الحكم عليه بالموت. كتاب جميل جدًا.
حول كتاب "في العلم والأخلاق والسياسة" للأديب والمفكر الروسي ليف تولستوي.
يعد هذا الكتاب كتابًا جديرًا بالقراءة كغالبية كتب تولستوي. يتحدث الكتاب عن بعض أفكار تولستوي في ست مقالات شديدة الإمتاع والفائدة اختارها وجمعها المترجم المبدع السيد يوسف نبيل بعناية كبيرة من بعض كتبه.
المقالة الأولى تحدث فيها تولستوي عن الوطنية وناقش عواطفها وأفكارها. حيث بدأ كثير من الفلاسفة الإنسانيين يحذرون من عاطفة الوطنية كونها طريقة من طرق التفكير تجعل مصالحَ أمةٍ أو وطنٍ ما مرتبطة بالإضرار بمصالح وطن آخر! ومن أوائل أولئك الفلاسفة كان فولتير، إذ بحثوا جميعا القضية من منطلق إنساني بحت. بعكس تولستوي الذي حاول مناقشتها من منطلق ديني بالإضافة إلى الفكر الإنساني العام والمشترك. حيث وصف الوطنية بأنها شعور ضار وشرير، وتعليم غبي، وذلك بسبب أن كل شعب ودولة يعتبران نفسيهما أنهما الأفضل من بقية الشعوب والدول، فيلقى الشعب –تحت ضغط الحكومات- نفسه مجبرا على مواجهة كل الشعوب الأخرى التي تصفهم تلك الحكومات بأنهم أشرار وأنهم يريدون بشعبها القضاء عليهم والكيد بهم، وتحت ضغط أفكارهم هم الجديدة حين صاروا يشعرون حقا بضرورة القتل والدم! فتنشب الحروب الطاحنة بين الشعوب وينتشر الخوف والجوع بينهم فيما يظل الحكام والطبقات الغنية في سلام وشبع على حساب أولئك المخدوعين بعاطفة الوطنية!
وفي المقالة الثانية "يا للعار": يتحدث تولستوي بكل إنسانية عن استهجانه لفكرة العقاب الجسدي والضرب بالعصيّ! وذكر في ثنايا حديثه الدامع قصةً لأحد الأشخاص الأجلاء من معارفه، وهو فلاح كهل، وحُكم عليه بالضرب بالعصي؛ لأنه تشاجر مشاجرة عادية مع ناظر الفلاحين دون أن يرى الأول تلك الشارة الرسمية التي كان يرتديها الناظر. وأخذوا الفلاح إلى محكمة المقاطعة، ومن هناك اقتادوه إلى السقيفة حيث سيتم تنفيذ العقوبة. أحضر الحارس العصي، وعروا الفلاح من ثيابه. وقال الفلاح لأعلى رتبة موجودة بينما يرتعش جسده بالكامل: - يا بارمن يرميلتش، أنت تعرف أن لدي ابنًا متزوجا. أليست هناك أي طريقة يمكننا أن نتجنب بها الأمر؟ إنها خطيئة عظيمة! فأجاب الرجل بارتباك: - إنها أوامر السلطات يا بتروفيتش. كنت أتمنى أن أجنبك ذلك، ولكن ما باليد حيلة. خلع بتروفيتش ثيابه واستلقى وقال: - لقد تحمل المسيح الآلام، وقال لنا أن نتحملها نحن أيضا! وختم تولستوي مقالته هذه بقوله: "إن تحرير الشعب الروسي من فساد مثل هذه الجرائم المقننة عمل ذو أهمية بالغة من كافة النواحي".
أما عن المقالة الثالثة التي أسماها "فلسفة اللا فعل" فهي بشكل عام تعليق على حديثين عن وضع الفكر المعاصر أرسلهما له محرر المجلة الفرنسية Revue des revues وكان الحديث الأول للسيد إميل زولا (أديب وروائي فرنسي)، والحديث الثاني كان قد ضم خطابا من دوماس (كاتب فرنسي شهير) إلى محرر مجلة Gaulois. اعتقد مرسل الحديثين أنهما قد يحوزان اهتمام تولستوي. وكان تولستوي قد أبدى رأيه في كلا الحديثين في حديث رائع تجدر بنا قراءته.
وفي المقالة الرابعة التي اختارها السيد يوسف نبيل -وهي المقالة التي نالت استحساني وانبهاري الشديدين من الأفكار العظيمة فيها- فقد كانت تتحدث عن "لماذا يخدّر الناس أنفسهم؟!" تحدث فيها تولستوي عن السبب الذي من أجله يهرع الناس إلى شرب الخمر والحشيش والفودكا والتبغ، ووسائل أخرى. وقال بأن السبب الحقيقي خلف انتشار تعاطي هذه المخدرات في العالم كله لا يتعلق بالمذاق أو بالمتعة أو بالتسلية؛ لكنه في الأساس يتعلق بالحاجة إلى إخفاء صوت الضمير عن النفس! وقال كلاما طويلا جميلا ذكر فيه قصة الطاهي الذي ذبح سيدته! إنه عندما دخل الغرفة وبدأ في جز عنقها بالسكين، وسقطت تتعالى منها حشرجات الموت وتدفقت الدماء في كل مكان، حينها شعر بالتردد. يقول الطاهي: "شعرت أنني لا يمكنني أن أتم الأمر. وحينها خرجت من غرفة النوم وجلست قليلا في غرفة المعيشة ودخنت سيجارة!" وعندما سرى فيه التبغ شعر فقط أنه قادر على إتمام مهمته، وعاد إلى غرفة النوم، وجز عنق العجوز تماما، وبدأ في جمع أغراضها بهدف السرقة!
وفي مقالته الخامسة، والتي كانت سياسية وفكرية بشكل عام، واسمها "خطاب إلى صيني" فقد تحدث عن بعض الجرائم البشعة التي ارتُكبت في حق الصينيين من قبل الأوربيين، ومن ضمنهم الروس بشكل كبير! وتحدث عن أشياء كثيرة حول سلطة الحكومات على الشعوب وكيفية الخلاص من بطشها وسرقاتها. واختتم حديثه الهام والشيق هذا بأنه "ما من مخرج من كل هذا غير التحرر من السلطة الإنسانية والخضوع لسلطان الله".
وفي آخر مقالاته، في هذا الكتاب، كانت الفائدة الكبرى والمتعة القصوى والعاطفة الأصدق والفكر الأحسن، بالنسبة لي على الأقل، حين تكلم الأستاذ الكبير تولستوي عن الأستاذ الكبير سقراط. بدأ نصه هذا (لم يكن نصه لوحده، وإنما هو نتاج تعاون بينه وبين ناشطة اجتماعية من أوكرانيا تدعى إلكسندرا ميخايلوفنا كالميكوفا. أرسلت له النص لترى رأيه، فأعجب به بشدة، وقام بتحرير النص وعدّل وزاد فيه كثيرا)، بدأ هذا النص لتولستوي العظيم بتعريف المعلم سقراط اليوناني وعن مولده ونشأته في أثينا. وتحدث عن الحياة الثقافية في أثينا آنذاك في سياق شيق وصور كتابية ملونة وباهرة وواضحة، مرورًا بالحالة الدينية والحالة الاجتماعية، ومناقشات كانت قد دارت بين سقراط الحكيم وتلامذته، وانتهاء بقصة محاكمته بتهمة فاسدة تتعلق بأفكاره، وبقصة سجنه وإعدامه بتجريعه السم في حضرة تلامذته المحزونين والمفجوعين على معلمهم الشيخ الكبير.
"انتبهوا يا أصدقائي.. في قلب كل صنف من صنوف المعاناة يمكننا أن نجد العزاء قريبا. هاتان القدمان عانتا من ألم الأغلال الثقيلة لكنهما الآن بكل خير! هكذا هو الأمر مع صنوف المعاناة. الآن يمكنني حقا أن أنهض"
كتاب رائع وممتع وخفيف متكون من مقالات سته متنوعة لتولستوي اختارها المترجم ، من الممتع القراءة والنظر لرأي محافظ ومعارض في اواخر القرن التاسع عشر لاحد اكبر واعظم ادباء العالم وروسيا .
المقال الاول والسادس كانا المفضلين بالنسبة لي السادس بتعاليم سقراط وفلسفته ونظرته للحياة والاول بموضوع يخص عصرنا الحاضر الا وهو الوطنية وكيف للجرائم ان تمجد والفعائل الخبيثة المحزنة ان تبجل بحاصل شعور واحد يقول تولستوي انه الوطنية.
الانسان يحترم علمه بأخلاقه، يقدس عمله ويجعل مرجعه الاخلاق، فإما اخلاق عليا او دنيا. في هذا الكتاب يضم موضوعات حساسه مثل الوطنية والدولة، وموضوع لماذا يخدر الناس انفسهم. مجموعة مقالات عن العلم والاخلاق والسياسة وضعت بين دفتي الكتاب، فخرجت لنا بمقالات كتبها تولستوي رائعة وحساسه ومثيره ايضاً.
انتهى الكتاب بموضوع عن مفكر وفيلسوف الاغريق سقراط وقصص من حياته وموته، وكأن يوسف نبيل -جامع الكتاب- يريد ان يوصل لنا فكره في جعل نهاية الكتاب بموضوع سقراط، الا وهو ان سقراط مثال للأنسان الجامع بين العلم والاخلاق وقليلاً من السياسة.
مجموعة مقالات كُتبت إيمانًا في العلم والسياسة والأخلاق، وسقراط أيضًآ. حاول تولستوي أن يُناقش محاور حتى في زماننا هذا (بعد أكثر من مئتين سنة) قابلة للنقاش والجدال، عدم اليقين تجاهها وحتميّة القرار المُتخذ تجاهها كوّن هذا الشكل من اليقين لديه، هل الأمل زائف؟ أمل مجرد لشحذ الإنسان خلال حياته التي من الإنسان لو نظرنا لها بشكل عام ومجرّد من الإنسانية لرأيناه رقم واحد مضاف لأرقام أخرى. يكن تولستوي اللعداء الشديد تجاه الحكومات وتعاطفه التام للشعوب المغلوب على أمرها وهم تحت حكم هذه الحكومات التي لا تتخذ ما هو الواجب والأفضل لمستقبل شعبها المستضعف، لدرجة دعوته للإنقلاب ضدهم لضمان حصول الشعب المسكين حقه، لا أعلم إن كان يرى الصورة بشكلها الأفضل لكنه أمر غير منطقي، الأخوة بين الشعوب ليست فقط هي الدافع في الحصول على العلاقات المثلى والفائدة الأعظم من هذه العلاقات. تحدث عن الروح أيضًا بشكل ممتاز، مغذيًا جوع الأرواح تحت سعير الجوع المعرفي والتشبّع غير المفيد بأي وسيلة تخدّر هذا الجانب من الإنسان الرائع!
الكتاب الثاني بعد "في الدين و العقل و الفلسفة" و هي ترجمات مختارة من مقالات و رسائل لتولستوي يستعرض فيها آرائه في العلم و السياسة و الأخلاق.
في هذه الباقة ٦ مقالات و رسائل أبرزها مقالة “الوطنية و الدولة” و التي يطرح فيها رأيه فيما يخص الوطنية و كيف أن الوطنية السلبية قد تنتج عنها الحاجة الى التسلح و فيما بعد إلى قيام الحروب.
في مقالة فلسفة اللا فعل يقدم تولستوي مقتطفات أرسلت له من كاتبان فرنسيان و يناقشهما عن العمل و الانشغال بغير التفكر و تحقيق إرادة الله في خلقه الإنسان.
من المقالات أيضا مقالة " لماذا يخدر الناس أنفسهم ؟" و الذي يتحدث فيها عن السُّكْر و الثمالة ، و مقالة "خطاب إلى صيني". أما المقال الأخير الجميل جدا ، "المعلم اليوناني سقراط" فهو نص متعاون بين تولستوي و ناشطة اجتماعية من أوكرانيا على شكل رواية قصيرة عن حياة سقراط من لحظة اكتشافه صوت الله في ضميره و من ثم تعليمه للناس في الميادين و ثم محاكمته و إعدامه. نص بديع جدا.
أشكر المترجم يوسف نبيل على النصوص المختارة في هذا الكتاب.
لو كان يحتوى هذا الكتاب فقط على جُزئه الأخير في حديثه عن المُعلم سقراط لكفاه جمالًا وعظمة،تحديدًا حديثه عن مُحاكمة سقراط وماقاله سقراط في محاكمته يقشعر منه البدن.
كتاب جامع مقالات ورسائل لتولستوي كله تساؤلات عن الدين وقيمة العلم والوطنيه ماكنت اعرف ان تولستوي متدين لان اغلب الاشياء اللي ناقشها يناقشها بمنطلق ديني وانساني فيما بعد عرفت ان فكره الديني متسع بحيث انه مايندرج تحت ديانه معينه تناول فلسفة دوماس وزولا ورد عليهم وبالاخير نبذه مختصره عن حياة سقراط