محمد عبد النبي: روائي ومترجم مصري، حائز على جائزة ساويرس الثقافية للرواية في دورتها التاسعة، وهو مؤسس ورشة «الحكاية وما فيها» المهتمَّة بتطوير مهارات الكتابة الأدبية.ـ
وُلِدَ « محمد عبد النبي محمد جمعة» في محافظة الدقهلية سنة ١٩٧٧م، وتعلَّم تعليمًا أزهريًّا، حتى تخرَّج في جامعة الأزهر، كلية اللغات والترجمة، قسم اللغة الإنجليزية. وبعد تخرُّجه اتَّجَهَ للعمل بالترجمة بدوام كامل، ثم بشكلٍ حرٍّ فيما بعدُ؛ في محاولة لتكريس مزيد من الوقت للكتابة.ـ
بدأت ممارسة محمد عبد النبي للكتابة الأدبية في منتصف التسعينيات، ووجَّه طاقته نحو كتابة القصة القصيرة تحديدًا؛ لتثمر الثمرةَ الأولى: «في الوصل والاحتراق»؛ المجموعة التي فازت بالجائزة الأولى في المسابقة الكبرى للأدباء الشبان التي عقدها صندوق التنمية الثقافية بمصر عام ١٩٩٩م.ـ
في العام التالي، صدرت له رواية صغيرة بعنوان: «أطياف حبيسة»، تَلَتْهَا في ٢٠٠٣م المجموعة القصصية «وردة للخونة» التي يَعُدُّها بدايته الحقيقية، أتبعها بالمتتالية القصصية «بعد أن يخرج الأمير للصيد» في ٢٠٠٨م، و«شبح أنطون تشيخوف» في ٢٠٠٩م، و«كما يفعل السيل بقرية نائمة» في ٢٠١٤م. وفي العام نفسه وصلت روايته «رجوع الشيخ» إلى القائمة الطويلة للبوكر العربية، وحصلت على جائزة ساويرس الثقافية كأفضل رواية لكاتب شاب، وقد رأت لجنة الجائزة أنها «عمل روائي متميز يكشف عن خبرة صاحبه العميقة بعوالم السرد، وتمكنه الجلي من تقنياته.»ـ
شارك عبد النبي في العديد من الورش المسرحية، ويتَّسع مشروعه الأدبي ليشمل الإبداع الجماعي والتفاعلي، وفي سبيل ذلك يقدِّم عددًا من الورش الإبداعية، أبرزها ورشة «الحكاية وما فيها» وفيها يمارس مجموعة من الشباب والمبتدئين تمارينَ مبتكرة لتناقُل خبرات الكتابة القصصية ومراكمتها عمليًّا.ـ
أمَّا أعماله المترجمة، فمن أبرزها: رواية «ظلال شجرة الرمان» لطارقي علي البريطاني من أصل باكستاني، ورواية «اختفاء» لهشام مطر البريطاني من أصل ليبي، والرواية المصوَّرة «فلسطين» للكاتب والرسام جو ساكو. وله إصدارات أخرى مُعَدَّة عن نصوص سابقة، منها: «٣٠ حكاية لا تنسى: من قصص الأطفال العالمية»، فضلًا عن متابعته النشر الورقي والإلكتروني، في عديد من الصحف والدوريات، مثل: «أخبار الأدب»، و«الثقافة الجديدة»، و«البديل»، و«موقع الكتابة»، وله حاليًّا مقال أسبوعي يُنشر كل يوم أربعاء في «مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة» يقدِّم فيه سلسلة متميِّزة من الأفكار والتمارين حول فنون الكتابة والسرد، تحت عنوان: «الحكاية وما فيها».ـ
مجموعة قصصية..الكثير منها يعتمد على قصص أطفال مشهورة جدا إعادة حكي بخيال الكاتب.. خيال جميل أحيانا وغريب وجامح أحيانا أخرى فتتحول إلى حكايات مختلفة تماما .. وبعضها أصبح للكبار فقط بأفكار ومعاني وتساؤلات مغايرة تقترب من الواقع إلى حد ما فكرة المجموعة عجيبة والقصص متفاوتة
أفادت هذه المراجعة من ملاحظات الناقدين شيرين أبو النجا وأحمد عبد الحميد في جلسة توقيع الكتاب ومناقشته.
السمتان الغالبتان على هذه المجموعة القصصية هما التمرد والطموح.. التمرد على نمط وبنية معينة للحكاية باسم أبطالها أنفسهم أو نيابة عنهم، والطموح الى تأسيس بنية موازية تنحاز بدورها لليومي والمعاش بجلافته الواقعية وجماله البسيط/ الفاحش بلا زينة ولا أوهام.
في تجربته القصصية السابعة يؤسس الكاتب والمترجم محمد عبدالنبي معمار مجموعته استنادا إلى قصص طبّقت شهرتها وشهرة أبطالها وكتابها الآفاق، وأخرى ليس لها مرجعية إلا الكاتب وخياله وما أراد له أن يكون سردا وقصصا، ولضيق الوقت المتاح لكتابة المراجعة - إذ أني أكتبها وسط مشاغل العمل الذي لا ينتهي- فسأقدم مراجعتي في صورة نقاط: 1- الإهداء الأول للأم حكاية الكاتب الأولى، وامتنانه في ختام المجموعة للحبيب الأول والأخير الخيال أعجبني كثيرا وأثر بي.
2- عنوان المجموعة الذي أحالني على الفور إلى البنية التراثية للحكاية التي تبدأ بهذه العبارة، ثم دور الحكواتي الذي تخيلت أن الكاتب سيتقمصه انتصارا لنمط الحكي القديم الذي تربينا كلنا عليه، كل ذلك كان إيهاما قام به العنوان على أكمل وجه منذ أن عرفت باسم المجموعة إلى أن قرأتها فتبيَّن ليّ التالي.
3 - بنية المجموعة من مدخل ومخرج وقصص معلقة أو متناثرة بينهما عصفت تماما بوهمي السالف الذكر، وبينت انحياز الكاتب الواضح للبطل الضد/ الحكاية الضد، أو بتعبير الدكتورة شيرين تدنيس الحكاية. نعم اختار الكاتب أن يلعب دور الشرير كما أتوقع أن يراه الكثيرين والمثيرات ممن تربوا على النمط التقليدي لسرد حكايات مثل سنووايت وذات الرداء الأحمر وسندريلا ورحلات جاليفر، فغاص في عقول أبطال حكاياتنا الأثيرة وفتح الباب لسؤال ماذا لو؟ وتطوع بعد ذلك بالإجابة فعالج القصص على نحو ما يرغب، ووفق ما ينحاز إليه تاركا الحكم للقارئ سواء أرضي هذا الأخير أم سخط، لا يهم، فالكاتب أحب أن يجرب وفعل ما أراد.
4 - قصص أخرى تضمنتها المجموعة مثل أمثولة العميان الثلاثة، ورحلة عازف الناي، وكان ياما كان في بلد الجمال والتي عالج فيها الكاتب هواجسا وأفكارا تنحاز لتقديم المسار المختلف في سير الأحداث أو النهاية وكانت محببة إليّ أكثر من القصص الأخرى عموما.
5 - اللغة عنصر أساسي ولافت في هذا العمل. جزالة اللغة، وتدفقها، والثراء الشديد "الزائد عن حد الاعتدال أحيانا" الذي اتسمت به كان مما أعجبني كثيرا، وأكد لي أن الكاتب تعامل بمحبة، وحنو بالغ مع لغته ونصوصه وكأني به ينتقي مفردات العمل كيما توائم أجواء الحكايا التي تحيل الى زمن هو بالضرورة غير زمن اللهاث والعجلة الذي نعيش فيه، فجاءت جزالة المفردات ورصانة التعبيرات شاهدا على عناية الكاتب بهذا الأمر وحرصه البالغ عليه.
6 - مفقود في الترجمة؟! هل جاءت هذه القصة في منتصف المجموعة محاولة للاعتراف بما اقترفته يدا الكاتب، أم لإشراك قارئه في جريمة العبث بنصوص مقدسة في بِناها ومضامينها لدى كثير من أطفال هذا العالم، أم محاولة لتغيير المسار الذي ابتدئ به الكاتب مجموعته وحكاياته، أم لتفسير الدوافع والخلفيات لديه والتي أعلم – وفقا لما أعرفه عن الكاتب- أن لها ظلا من الواقع، أم لإرباك القارئ المسكين دون أسباب أخرى؟. على أية حال وبالنسبة لي أحببتها كقصة تعبر عن واقع حالي إلي حد كبير- من زاوية عملي الذي أمارسه - فأنا في هذه الحالة، وبالنسبة لهذه القصة بالتحديد متلقي من نوع خاص ولا يعول على حكمي بالنسبة لقارئ آخر غيري. 7- جرأة الكاتب في المعالجة التي تبناها للقصص المعروفة الإسناد، والأخرى التي أتحفنا بها كانت مثار تقديري، ومثلت لي تجربة استمتعت بها، وتعلمت منها فيما أظن أو أدعي والله أعلم.
8- هناك بعض الجمل التي سرَّب الكاتب عبرها بعض أفكاره وقناعاته في تقديري -وقد لا أكون محقا- لكن المسألة ترجع إلى ظني فحسب، كتشبيهه للحب بقطعة الخراء الجافة الجميلة على البعد والكريهة عن قرب "يا ساتر عليك يا نيبو!"، وسبه لسندريلا بنت .... أضحكني كثيرا وأظن كذلك أنها سبة قد تورثه عداوة كثير من محبيها خصوصا الفتيات.
9- لدي تحفظ على ما سأصفه برتابة أو بطء إيقاع المجموعة والذي قد يرجع في جانب منه إلى ضخامتها إجمالا حيث تصل صفحاتها الى ما يقارب المئتين وخمسين صفحة، وفي جانب آخر إلى الإسهاب والاستطرادات في ثنايا بعض القصص، ولعل ذلك هو ما أورثني هذا الشعور أحيانا. على أية حال الحاكم في هذا الأمر هو تلقي وتفاعل كل قارئ مع النصوص التي بين يديه ولا حكم مطلق في هذا الشأن.
10- قصتي المفضلة من بين قصص هذه المجموعة هي رحلة عازف الناي، وهي قصة بديعة وكاملة الأوصاف في تقديري.
ختاما أحب التنويه والإشادة بقلم محمد عبد النبي الأديب والمترجم صاحب الموهبة الأصيلة والشغف الحقيقي بالحكاية وما فيها، والخيال وعطاياه. أحببت كتابة ودأب عبد النبي "نيبو كما يحب أن يدعوه أصدقاؤه ومحبوه" قبل أن أراه. كقارئ ومترجم أتيح لي التعرف إلى بعض ممن عرفوا الكاتب، ثم بعد أن تعرفت إليه والتقيته شخصيا تأكدت من مقولة أن الإنسان الجميل لا بدّ وأن ينتج فنا وإبداعا جميلا - صحيح أن المقولة لها استثناءات - لكن نيبو صدقا روح جميلة يأنس إليها كل من يعرفها، وهو قبل هذا وبعده صاحب قلم ونتاج إبداعي - كمؤلف وكمترجم - يستحق الاحتفاء والتقدير، تحية محبة وإعجاب مني لنيبو الذي أعتز به كاتبا وصديقا، وربنا يديم المعروف..
فكرة تغيير وقائع قصص طفولتنا، وإظهار الجانب المظلم منها، اذا تم تغيير بسيط لبعض احداثها، مثل قصة سندريلا، وجاليفر، وسنووايت وغيرها من قصص طفولتنا البريئة، مما يجعل القارئ، في صراع دائم، مع خياله، والى اي مدى قد يكون خصبا، ذلك الخيال.
عن الحكاية عن الحدوتة التي نعيشها والحدوتة التي تمت حكايتها لنا مع كلمة تمت عن الحكايات التي اخترعها الراوي ليغرسها في ذاكرتنا ميثاقا لا نحيد عنه يريد أن ينحت ذاته في أشجار جديدة أن يبث عطره في زهور تكاد تنمو أن يجعلنا حروفا في قصة واقعية تحركنا نبرات صوته كعازف الناي الذي يبهر الصغار كتابة القراءة أو هي القراءة الثانية التي تجرح القراءة الأولى أنت مسئول عن الحكاية التي سوف تصنعها إن الحكايات السابقة حكاها تاجر الحضارة القادم من خلف البحر رسم الذئب والأقزام والساحرة الشريرة وأنت تمضي خلفهم سردية عصرية عن الحكايات القديمة التي اشتريناها لمكتبات المدرسة وصنعت أسماء نجوم الإذاعة وكتاب الدراما لا تلمهم كانوا يأكلون عيشا بالحكايات التي يظنون أنها ستنفع الصغار القادمين في أفق الغد كان مبررهم اقتصايا كان خطابهم أخلاقيا وكان الكبار في حاجة لمن يشغل الصغار عنهم وكان الصغار في حاجة لمن يفتح لهم شفرة العالم المغلق الواسع وكانت الحكايات بابا سحريا ننفذ منه لحرية الخيال نلضم الخيال في خيط الكلام ونصله بالذاكرة التي كانت شبه بيضاء كتابة تتجاوز الشكل وتتشكل في حدوتة معلقة في ستائر الأعمار الذات المبدعة مولودة سواء أكان إنتاجها تأليفا أم ترجمة وهامش الترجمة عند عبد النبي إبداع ناقش عبد النبي مفهوم ما وراء الحكاية بعمق يطرح كثيرا من الأسئلة ويجيب على فلسفة الحكايات واستراتيجيتها ووظائفها
أنا قاريء سعيد قراءة ثانية بديعة ل محمد عبد النبي المُفضلات: قميص إنسان سعيد رحلة عازف الناي* (فكرتني ب هرمان هسه) مهمة البحث عن عندليب كان يا ما كان في بلد الجمال سر البُستاني و الأميرة
تتألف المجموعة القصصية "كان يا ما كان" لمحمد عبد النبي من 15 قصة بالإضافة إلى مقطعين يمثلان المدخل والمخرج (على حد تعبير الكاتب). والمجموعة الصادرة عن دار العين في 2018 تلعب مع تراث الحكايات الشعبية عبر تبني الكاتب لزوايا مغايرة في الحكي، باستخدام سرد ماكر وقادر على استنطاق الأسئلة في مخيلة القارئ، ومن خلال لغة هادئة جميلة، رائقة وعذبة. هو في المدخل يقول: "حدثتني نفسي بأن البلاغة غير مستحبة أمام أبواب موصدة في هذا الوقت من الليل"، وكأنه يقطع عهداً ما أمام القارئ. كذلك يتكرر في المدخل ذاته اس��خدامه للفعل "قلت"، مما يحيل إلى جنة أمل دنقل في العهد الآتي، لكن عبد النبي يستخدمه لقراءة الحكايات المتروكة على الوسائد، فربما يساعده ذلك في الدخول إلى النوم. في بعض الحكايات استلهام من حكايات عالمية كما يذكر الكاتب في تنويهه، مثل رحلات جاليفر وقصة العندليب والجندي الصفيح ورجل القمامة، في البعض الآخر يرد ذكر أسماء شخصيات من حكايات عالمية مثل سنووايت وسندريلا لكن عبر توظيف الشخصيات في مسارات جديدة، (مثل قصص: أزمة سندريلا وجنة الأقزام السبعة) في أمثولة العميان الثلاثة، الجد يحكي عن ثلاثة أشقاء يطاردهم القدر بالعمى في وقت محدد، لذلك فإن أحدهم يحاول الاحتياط للمحافظة على عينيه لأطول قدر ممكن، بينما الآخر ينغمس في الدنيا مسلماً بالقدر ويحاول قنص المباهج لآخر قطرة، الأخير هو البين بين، صاحب الفعل المعتدل بين الثلاثة. ربما يتبادر إلى الذهن السؤال: أيهما هي الحدوتة الرئيسية؟، حكاية الجد المجردة أم حكاية الحفيد الذي يتساءل عن المغزى المطروح ضمنا على لسانه هو حين يقول "في بعض الأحيان كان جدي يغفل عن ذكر ما كان من أمر شقيقهما الأوسط". في قصة "بالحجم العائلي" وهي مستمدة من رحلات جاليفر يقول الراوي: "لابد أن الملكة ترغب في التسلية على حسابي" وهو يشير إلى مكر السلطة. في جانب آخر يتكلم عن حضور السلطة المفرط الذي يؤدي إلى غيابها، والراوي كذلك بحجمه الجسدي الهائل بالنسبة لسكان البلدة أصبح معلماً سياحيا معتاداً وترسب مع الوقت فعل الانبهار به، لكن في التوقيت ذاته، فإن الشهوة والمتعة حاضران رغم عدم رؤيتهما، ويحتفظان بكمّ محرك من الشغف. الأحلام حاضرة دائما في المجموعة، يوجد رابط بين الحلم والحكاية، وبخلاف المدخل، ففي قميص إنسان سعيد يلعب الراوي مع ثنائية الحكاية/الحلم عبر المرايا، حيث يتساءل عن مصدر الحكاية: "أأنت من يختار حقاً، أم تختار لك المرايا؟". ويرتدي (حكاية/حلم) الأمير، "يعيش حلمه يقظا بينما يعيشه الأخرون نياما"، مستعرضا طريقة لصنع الحكاية عبر التلقين والبداهة: "عليه أن يتعلم كل شيء من البداية، أحيانا بمعونة آخرين يعثر عليهم في طريقه، وأحيانا بلا عون إلا ما يتلقاه من مخلوقات الله من طير ودواب، يقلد أولا، ثم يخترع، ولا ينعس ليلا إلا وقد نسي كل ما تعلم وأبدع". مما يذكرنا بحكاية الرجل الذي أراد كتابة الشعر فنصحه أحدهم بحفظ ألأف بيت ثم نسيانهم. في قصة "أزمة سندريلا" الحكايات حاضرة أيضا في صورة الأحلام؛ هي الجذور التي تربطنا بالماضي، وفي الأزمة إشارة إلى خطيئة آدم واختيار الإنسان للخلودَ في التعب الأرضي، الحنين إلى فعل التمرد، في نص يذكرني بشخصية جعفر الراوي في رواية قلب الليل. يسير عبد النبي على نهج الحكايات الشعبية فيما يخص المغزى، أغلب قصص المجموعة تنطوي على المغزى أو تستحث الأسئلة حوله مطلقة العنان للتفكير في أكثر من مغزى. كما في ابتسامة رجل القمامة تبدأ الحدوتة وتنتهي بلقائين بين الملكة وجامع القمامة، في اللقاء الأول يرى مؤخرة الملكة عبر المرحاض خلال تنظيفه، وفي اللقاء الثاني تركع الملكة أمامه وقد صار صاحب كرامات بعد حالة زهد إصابته إثر رؤيته لمؤخرة الملكة أثناء قضاء حاجتها، ويترك الراوي الباب مفتوحاً أمام الاحتمالات لتخمين الرابط بين الزهد ورؤية مؤخرة ملكة تقضي حاجتها. وفي قصة "حديث الجندي الصفيح" أمام صانعه تدور تساؤلات حول العلّة الظاهرة والعلّة الخافية، حيث يجبر الصانع على غزل حكاية مميزة للجندي المخلوق توا بساق وحيدة، وكأن العلّة هي السبب في صناعة حكاية. بينما قصص أخرى مثل "قبل أن ينتهي السباق" و"بلد الجمال" تضع مغزاها مباشرة دون مواربة قبال القارئ حين تتلبس الخنوثة الجمالَ التام، وتتساءل عن كيفية قياسنا للجمال وما هو زور وزائف، قبل أن يتحد الشطران: القبح والجمال في تناغم قادر على مباشرة العالم.
المجموعة القصصية كان ياما كان للكاتب المتميز محمد عبدالنبي . أعترف إن تقييم المجموعة كان صعب عليا ، رغم إن تصويري للاقتباسات كان تاريخي الحقيقة. و اخترت بدل الغلاف ، اقتباس من قصتي المفضلة " حديث الجندي الصفيح" حيث يسفح دم القلب على أعتاب الحبيب ، وردة لا تبغي جزاء. المجموعة أغلبها قصص الأطفال التراثية تم إعادة تناولها من جهة الكاتب بشكل للكبار فقط ، حيث تتداخل تفاصيل جنسية خضتني الحقيقة و ضايقتني جدا ، و حسيتها غير مبررة في بعض الأحيان . لم أقرأ القصص الأصلية من قبل ، و إن علمت أن بها قدر من الوحشية لا يتناسب مع الأطفال . اللغة متناسبة مع السياق جدا ، و كان في كذا قصة مميزة . تكوينات حديث الجندي الصفيح أسرتني بكل تفصيلة فيها ، البساطة و تناوب الشخصيات الداخلية للصانع بصفاته ، و أصوات الجنود ، و الحب ،الهدف الأكثر غواية ، و الذي يهون أمامه العجز . عجبتني كمان حدوتة الأمير اللي بيدخل باب الحواديت و يعيش المغامرة و يكتب ❤ و عجبتني كمان كان ياما كان في بلاد الجمال قوي قوي فعلا ...تركيبة مميزة جدا جدا . سنووايت والأقزام معالجتها متفردة جدا ، شبه عالمنا الواقعي جدا ، و تمثل المشاعر الانسانية جدا . ذات الرداء الأحمر ضايقتني معالجتها ، لكن ده لا ينفي تفردها . ده كل اللي فاكراه غيابيا من المجموعة القصصية ، و اللي اظن له دلالته على مدى تميز المجموعة.
الأول عندي اعتراف انا خلصت كل الحكايات في 10 أيام رغم إمتحاناتي وشغلي وكنت بستني اي وقت فاضي اقتطعه من اليوم عشان أقراها، لحد أخر حكاية كنت بقراها لإني مبحبش امشي بالترتيب كانت " مهمة البحث عن عندليب " خوفت أخلصها وتسآلت هكمل بقيت حياتي ازاي بعد ما يخلص فركنتها شوية ... بما اني عجبني رواية في غرفة العنكبوت فنقدر نقول اني معجبة بطريقة كتابة عبد النبي، بس كان ياما كان مختلف، تجربة قراية كم كبير من إعادة نفس القصص خيالية وكتابتها من ابعاد تانية و blot twist اكثر واقعية.
عجبني أكتر الحكايات الغير معتمدة علي أي أصل سابق : أمثولة العميان الثلاثة، سر البستاني والأميرة ،رحلة عازف الناي والمستلهمة بس بعدت عن الأصل تماما زي : كان ياما كان في بلاد الجمال * حسيت ان "مفقود في الترجمة" هي الأعتراف بالسر وراء كان ياما كان، بس كان لازم يتأكد انك مؤهل لاستقبال هذه الإعترافات فكانت الحكاية اللي عندها بتكتشف ان there's no turning back وانك. لازم تكمل رحلة إكتشافك الحكايات و لنفسك عجبني أيضا : قميص انسان سعيد ،قبل ان ينتهي السباق، حديث الجندي الصفيح، إبتسامة رجل القمامة اتمني أقرا حاجات تانية لعبد النبي عشان شكله هيبقي من كتابي المغضلين للمرحلة اللي جاية
لطالما كان للقصة القصيرة، سحر كتابتها وسحر قرائتها، في هذه المجموعة أنت على موعد مع الحكايات الخرافية، لكنها تنتهي بشكل أو آخر بتلك النهايات التي يصعب توقعها. محمد عبد النبي هنا ليس مجرد كاتب يسرد حكاياته، إنه ببساطة يقلّب الذكريات ويضيف إليها بهاراته الخاصة. يسيطر الوهم هنا، الوهم المتقن، فاتحاً الآفاق على قسوة وقُبح عالمنا الراهن، يختلق عوالمه الخرافية المستقلة عن القصص الحقيقية، في جوٍ ساحر، بين صنعة الكاتب وخيال الخرافة. هذه المجموعة تستغرق في عمقها لتُثبت أن الخيال أكبر من أن يمكن إدراكه، حتى ولو طُرقت أبوابه من قبل.
الفكرة ذكية ولكن محبطة لكل من يتمسك بجزء من طفولته في تلك الحواديت الكلاسيكية التي تبدلت لتنتقل لدنيا العنف والقهر والقتل للكبار فنحن، في نهاية الأمر، لا نستطيع التمسك بتلك البراءة الساذجة إلى الأبد
عنوان الكتاب: كان ياما كان الكاتب: محمد عبد النبي عدد الصفحات: 244
ملخص الكتاب 📖:
سندريلا، ذات الرداء الأحمر، الأقزام السبعة، عازف الناي، قصص ليست غريبة علينا لأننا شاهدنا القصص ونحن أطفال وما زلنا نحفظ الأحداث في خيالاتنا لكن في هذه الكتاب القصص بصيغة مختلفة والمترجم للنص الأصلي تلاعب في الأحداث مراعاة لعادات المجتمع العربي وأيضا رؤيته لقصص الطفولة بطريقة مختلفة.
كيف نغذي أطفالنا بهذه القصص وهي تحتوي على إيحاءات بذيئة ومقززة ومعظم أفلام والت ديزني تحتوي على مثل هذه الإيحاءات.
لا يمكن أن نغذي الفتاة أن تنتظر أمير لكي يخلصها من العذاب ومن زوجة أبيها الشريرة وأخواتها، علينا أن نعلمها كيف تتجاوز الشدائد والمحن وأن لا يكون هاجسها الحقيقي هو البحث عن أمير والرغبة في الحب ومن الممكن أن تبحث عن الحب في مكان غير صحيح وعند أشخاص لا يردعهم وازع ديني.
أيضًا الكتاب يحتوي على قصص أخرى فيهن عبر ومواعظ مثل قصة أمثولة العميان الثلاثة وقصة كان يا ما كان... في بلد الجمال وقصة حديث الجندي الصفيح. لكل شخص طريقته في استيعاب مغزى القصة واستخراج الدروس المستفادة منها.
فقرة من الكتاب 📚:
"وكنتُ أواصلُ الانتقال في أحلامي بين القوافل المختلفة، ثم أحلًّق صاعدًا من فوقها، فأراها الى جميعًا قافلةً واحدةً بأذرع وسيقان عديدة ممزقة ومتناثرة في كل الجهات. إن كان الجميع في الأصل واحداً، فما الداعي لكل هذا الارتباك والكثرة والفرقة والشقاق؟ لماذا لم يقنع الواحدُ الأوَّل بنوره أو ظلمته؟"
" وربَّما يكون هذا الكتاب موجهًا لي أنا، قبل أي شخص آخر، ولكَ أنت أيضًا، وليس لأطفالك طبعًا، فقط إن كنت ناضجًا بما يكفي، فقط إن كنتَ مستعدًّا لأن تسير وحدك في الصحراء ليلًا، أن تسير في تمهلٍ حتى تبلغ البئر الوحيد هناك، وأن تكشف غطا��ها بنفسك، وأن ترى وجهك يقترب منك بينما تشد حبل الدلو، وأن تتأمّل انعكاس النجوم على صفحة الماء فترتوي عيناك قبل أن تروي ظمأك، وقبل أن يغريك مذاق أول رشفة بالنزول إلى قاع البئر، معي. " 15 قصة بالإضافة إلى المَدْخل والمَخْرج يُعيد الكاتب صياغة حكايات الطفولة لنا نحن الكبار ولكن بصيغة تتناسب مع أعمارنا الحالية وهمومنا وكل ما نقابله في حياتنا. وجه الاختلاف هنا في أن هذه المجموعة القصصية برؤيتها الجديدة لا تُحثك على النوم بما أنها حكاية من حكايات قبل النوم للأطفال ولكن تشغل بداخل القارئ ما يخفيه ويحاول أن يتناساه، وتدفعه بعيدًا وتثيره بقدر ما هي تمتع رؤية بديعة وفريدة. شكرًا لكل كاتب وروائي صاحب نظرة وفكرة وقادر على تقديم محتوي فريد. " وكلُّ ما أحتاجُ إليه حَتَّى أجد طريقَ الخروج أن أستريح وأقرأ ثم أنام. " " لعلَّ القراءة هي الأمر الوحيد الذي ينسى فيه ولا يعود يسأل مَن هو ولا ماذا عليه أن يفعل الآن. "
رغم أن القصص لها أصول مستوحاة منها لكن الكاتب يجد لها مسار مختلف، كتابة وخيال كما يقال "بره الصندوق" حكايات الأطفال لن يقرأها الأطفال لأن سنو وايت ليست اميرة نائمة تنتظر اميرها الوسيم، أو سندريلا لن تجدها مع الملك فى القصر لتصبح الحياة أجمل دون زوجة الأب وبناتها الأشرار
خروج الكاتب كأنه تمرد على كل ماهو معتاد فى الحياة عن الحياة نفسها أو الموت الأمل السلطة الحب والحرية الجمال القبح فهى كلمات لها معانى جديدة
رأى الشخصي رغم إن الخروج ميزة ومع كل قصة كنت بكمل عشان اعرف المسار والفكرة لكن كنت بحس ب إطالة الكلمات فاقلل متعة القراءة كتير معايا.. القصص اللى عجبتنى جدااا رغم الإطالة كان ياما كان فى بلد الجمال قميص إنسان سعيد.. أزمة سندريلا .رحلة عازف الناي مهمة البحث عن العندليب
حاولت أن أنهيها ولكنني تركت آخر قصتين وقد مللت، حسنًا، الكاتب المتمكن من قلمه وهذا حق يريد أن يدخل قصص الطفولة والبراءة المنسوجة بالحلوى والسكاكر إلى طور القبح كما تتحول دنيانا من الطفولة للرشد، بعض القصص كانت لطيفة، ولكن أعتذر، لم أستطع.