الرواية تبدأ وكأنها قصة للأطفال بقطة اسمها باستيت تعيش مع أسرة ثرية في القاهرة الجديدة. تقفز باستيت من سيارة الأسرة وتتوه في حي السيدة زينب، ثم تلتقي هناك بقط شوارع حنون اسمه كشري يحاول مساعدتها للرجوع لعائلتها. يمر كشري وباستيت أثناء رحلة البحث هذه بمغامرات كثيرة في كل أنحاء القاهرة ويتبادلان الحديث عن البشر وعلاقتهم بالحيوانات والأديان و التاريخ و الحياة عموا . مع كل يوم جديد ومع كل مغامرة تتعمق الصداقة بين القطين ويشعر كلاهما أنهما يعرفان بعضهما من حياة سابقة. فجأة تختفي باستيت في ظروف غامضة ويجوب كشري كل شوارع القاهرة للبحث عنها لكن دون جدوى. في النهاية يتضح أن الموضوع أكبر بكثير من قصة قطين. رواية عن القاهرة بعيون القطط، عن تناسخ الأرواح، وعن علاقة الإنسان بالحيوان والطبيعة والإله. يمكن تصنيفها على أنها من الأدب الصوفي المعاصر والمغاير. ولكنها رغم تعدد المواضوعات التي تتطرق إليها تبقى رواية عن الحب... هذه هي الرواية الثانية للكاتب حامد عبد الصمد بعد رواية وداعاً أيتها السماء
Germany based Egyptian political scientist, historian and author.
Abdel-Samad became known to the German public through his book Mein Abschied vom Himmel and for the tv-series he is in with jewish journalist Henryk Broder.
(باستيت) قطة منزل تبدو عادية ، تعيش في كنف أسرة صغيرة في حي راقي ، تقفز من نافذة سيارة الأسرة أثناء شراء الأب لبعض اللحوم في منطقة شعبية في مصر القديمة (القاهرة الفاطمية) حيث مسقط رأسه. منجذبة إلي صوت أغنية لأم كلثوم و رائحة معينة ، تضل الطريق إلي السيارة و تهاجمها مجموعة من قطط الشوارع و ينقذها منهم قط آخر (كشري) و الذي يتبدي كقط حكيم يعرف عن كل الأشياء جوهرها و ذو فلسفة في الحياة في غاية العمق. يحاول كشري مساعدتها للعودة إلي السيارة عند محل الجزارة فيجدانها قد رحلت بدون علم الأسرة بأن باستيت غير موجودة بها. ثم تبدأ رحلة كشري و باستيت في البحث عن منزل الأسرة الذي تعيش فيه باستيت و يجوبان كل شوارع و ازقة القاهرة الفاطمية مرورا بمقابرها و يصعدان جبل المقطم عل باستيت تستطيع التعرف علي المنزل من أعلي. أثناء رحلة البحث تلك تحدث بعض المغامرات و تدور بين القطين أحاديث و حوارات عن كل شئ في الحياة تقريباً : حياة البشر و القطط و فلسفة الوجود و الإيمان و الإله ، أحاديث عن التاريخ ، عن الحب الحقيقي و الزواج و السعادة و الخوف ، عن تناسخ الأرواح ، عن الألم و المعاناة .. عن كل شئ. يشعر كلا القطين أنهما يعرفان بعضهما منذ زمن بعيد ، تتولد بينهما في وقت قصير ألفة ثم صداقة ثم حب عذري متجرد لنكتشف في نهاية الرواية أنه إمتداد لقصة حب بدأت منذ آلاف السنين بين إثنين من البشر تناسخت روحيهما و حلتا في أجساد عديدة وصولا إلي جسدي هذين القطين. عندما تتوطد العلاقة بين كشري و باستيت و قبل أن يعترف كل منهما للآخر بحبه ، تختفي باستيت بدون سابق إنذار و يجوب كشري كل شوارع مصر القديمة بحثا عنها ، و بعدما كان يبحث لها عن بيت أسرتها ، يريد الأن عودتها إليه هو ، عودة روحه و حياته اللذين لم يشعر بهما يوماً إلا في معية تلك القطة الغريبة و الجميلة ، الساحرة و المسحورة. يلتقي القطان في النهاية التي يتركنا الكاتب لتخيلها ، حيث يختتم الرواية و كشري علي وشك الوصول إلي مكان باستيت الذي تنتظره فيه و دلته عليه عن طريق رسالة تخاطرية طويلة بينهما ، و بمساعدة إشارات من (باستيت الكبري) آلهة الحب عند الفراعنة. تحتوي الرواية علي قصة موازية لقصة القطين ، تدور أحداثها بين أفراد الأسرة التي كانت تعيش معهم باستيت. دكتور أشرف و زوجته رشا و ابنتهما نورا. زواج يخلو من روح الزواج الأصلية و يفتقر إلي الحب و دفئه و يغلفه الفتور و البرود. إلي أن تحدث حادثة ضياع باستيت ، التي كان ثلاثتهم يشعرون بأنه كان بها شئ سحري و غامض ، فتتوالي المشاحنات بين الزوجين إلي أن تصاب رشا بوعكة نفس_جسدية تفقدها صوتها الذي هو رأس مالها كنجمة سينمائية و تطرحها في المستشفي حيث تحدث لها مفاجأتان يردانها إلي طبيعتها الفطرية الأولي حيث كل الخصال الإنسانية الراقية ، فتخرج من المشفي متعافية ليس فقط من علتها الجسدية و لكن من كل ما كان يشوب روحها و ما ران علي قلبها من كبرياء كان يمنع روحها من أن تعانق روح أشرف زوجها، فترجع إليه إنسانة جديدة لا تعرف إلا الحب و العطاء الغير مشروطين.
الرواية من حيث الشكل تنتمي لأدب الرمز حيث إن الشخصيتين المحوريتين فيها قطان يرمزان للرجل و المرأة ، و تنتمي من حيث المضمون إلي الأدب الرومانسي في قصة القطين ، و ذات مسحة صوفية من حيث إسلوب تناول فكرة الحب التي إمتزج فيها الحب الإلهي بالحب البشري فجاء عذرياً نورانياً متجرداً من كل إحتياجات مادية تبني عليها أغلبية العلاقات بين النوعين في عصرنا هذا. اللغة جاءت عذبة و إنسيابية و بليغة و فلسفية في معظمها بالرغم من المزج بين الفصحي في مداخلات الكاتب و العامية علي لسان شخصياته. الرواية تذخر بكثير من التركيبات اللغوية و الصياغات البلاغية الغاية في الروعة ، تشتد كثافتها في كل موضع تأتي فيه رؤي فلسفية أو موقف محتدم ، مما يجعل القارئ يتأرجح تارة بين كتم أنفاسه و تارة بين التماهي مع الروحانيات و تحليقها ، و بين مقاومة دموعه تارات أخري .. و ليته يفلح !
الرواية في مجملها عمل أدبي جديد و مختلف في كل شئ بالرغم من أن هناك ثمة أعمال أدبية أخري في تاريخ الأدب الروائي (العربي و الغربي) قد إستخدمت الرموز الحيوانية في تناول بعض القضايا الإنسانية ، و لكن القارئ يجد في هذه الرواية توظيفا جديدا لإستخدام الرمز لخدمة القضايا التي قام الكاتب بتناولها و نجح بجدارة في الدمج بين عالم القطط و عالم البشر و تنقل بينهما ببراعة و حرفية مزج فيها بين الواقع و الخيال و الماضي و الحاضر ، و عرض كل منهما من خلال الآخر بمهارة لا تشعر القارئ بأي فارق ملموس بين الواقع و الخيال.
كشري هو كل إنسان (رجل) قاوم أمواج الحياة و صرعها و صرعته و لكنها أبداً لم تنل من قلبه و روحه و نقاء جوهره ، و تركت علي جسده فقط آثار تلك المعارك ، شاهدة علي قوته و بسالته و في نفس الوقت علي حجم ما تعرض له من ألم. و باستيت هي كل إنسان (إمرأة) ممتلئة بالحب بطبيعة خلقها و جبلتها ، تعطي الحب بدون شروط و بلا مقابل لمن ملك قلبها و عانقت روحه روحها. و ما بين الإثنين يجئ الحب الإلهي ، و يندمج نور الحب البشري و ينجدل مع النور الأزلي ليصنع مثلثاً ضلعان منه هما الرجل و المرأة و الضلع الثالث هو خالق ذلك الحب و مصدره الأوحد .. الله .. إله الحب. تحية تقدير إلي الكاتب و أطيب التمنيات. تحياتي :)
هي رواية كّتبت بأسلوب سلس فلسفي بسيط، تأخذ القارئ لعالم آخر، و من ضمن جمالها و كثافة المعلومات الدسمه التي بها يتمنى القارئ ان لا تنتهي . 🤍🌿 _______________________
// بعض الاقتباسات : 📖
فيه حبيبات بيعملوا زي الأم كدا، ما بينحدروش بالحب لمستوى النزاع لأن الحب منهم وليهم وإذا تنازعوا ع الحبيب بينزلوا لمستوى الغريب اللي مالهوش حاجة بالحبيب غير ادعاء الحب. ! ______________________
الخوف من التغيير في ظل حقائقنا الداخلية الواهية يجعلنا نقف مكاننا كمن يحمل عالمه فوق رأسه على شكل جرَّة خزفية وهو مكتوف اليدين، فإذا تحرك سقط العالم وتهشم وكلما زاد الإنسان هشاشة داخل نفسه زاد أيضًا تعلُّقه المريض بمن يحب وزاد خوفه من شريط المعلومات في رأس مَن حوله ومن هنا جاء التناقض الفظيع الذي يعيشه البشر يريدون كل شئ من العالم: حب وحرية وسعادة ونجاح، ولكنهم يكبِّلون أنفسهم بسلاسل الخوف فلا يتحركون إلا في حلقة ضيقة مفرغة ولكن من يملك الحقيقة لا يعرف الخوف الطريق إلى قلبه ومن يطمح للفهم لا يرضى بتلفيق حقائق وهمية ليسد جوعه للمعرفة، ومن يفهم أن قدرتنا على الحب هي غاية الغايات لن ينحدر بهذا الحب إلى التوسل والاستجداء ولن يقحمه في جرَّة صغيرة مزركشة ولن يقيِّده بالسلاسل والأغلال التي يزين بها البشر أعناقهم.
__________________________
- طيب على كدا يبقى كل الأديان على حق؟
- كل دين فيه مفتاح للحقيقة، بس للأسف كل دين برضو فيه حواجز وأسوار بتمنع الناس من الوصول للحقيقة وأكبر حاجز هو إن أتباع كل دين فاكرين إن دينهم هو اللي محتكر الحقيقة والتانيين كلهم غلط عاملين زي سبع صيادين لقوا خزنة قديمة في سفينة غرقانة الخزنة كانت مقفولة بسبع أقفال وقف كل واحد فيهم يتخيل الخزنة فيها إيه واحد اتخيل إن فيها كنز، وواحد اتخيل فيها كتاب أسرار الكون، وواحد تاني قال دي فيها سحر اسود هيإذينا، وواحد قال دي فاضية وما جواهاش غير الصدا اللي باين برّاها. ابتدى الصيادين يتخانقوا على اللي جوا الخزنة قبل ما يعرفوا محتواها إيه وموّتوا بعض وغرّقوا الخزنة دم كان ممكن يوفروا الجهد والدم دا كله لو كانوا دوَّروا على مفاتيح الأقفال اللي كانت موجودة في نفس السفينة الغرقانة. وبعد سنين جم أولادهم وأحفادهم وبدأوا يتخانقوا على الأقفال وبرضو ما دوروش ع المفاتيح. جابوا شواكيش وفضلوا يضربوا ع الأقفال وبرضو مافتحتش. في النهاية قررت كل مجموعة إنها تختار قفل وتسجد قدامه احترامًا لدم شهدائهم من الأجداد والأحفاد اللي ماتوا بسبب القفل دا، وبعدين رجعوا يتخانقوا تاني أي قفل ينتمي لأي مجموعة.. شئ محزن جدًّا يا بنتي إن كل يوم ناس بتموت عشان رسالة محدش فتحها وقراها. والمصيبة الكبيرة إن كل واحد مفكر ان ربنا بيحبه هو وبيكره التانيين وإنه بيفرح لما بيكرههم أو حتى يقتلهم. ! ربنا أرحم من كدا بكتير. عشان كدا حط مفتاح الحقيقة داخل كل دين وداخل قلب كل إنسان حتى لو مالوش دين، بس ترك للإنسان الحرية في إنه يدور على الباب بنفسه ويفتحه بنفسه ويمشي في طريقه بنفسه. لكن للأسف معظم الناس بتتجاهل الأبواب والمفاتيح وبتعبد الأقفال وتطوف وتبكي حوالين الأسوار.!
_______________________
- وفي السابعة؟
- دا سر كبير ما يعرفوش غير اللي عاش سبع حيوات كاملين. بس أكيد في الحياة السابعة بيعرف الكائن هو اتخلق ليه وعاش ليه وبيقابل سر وجوده وبيحضنه ويموت في حضنه…
- بس ليه هم سبع حيوات بس؟ ليه مش ١٠ أو ١٠٠ مثلًا؟
- لا سبعة دا عدد رمزي.. بيرمز للكمال. إنما الأرواح زي الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من عدم. كل روح جسدها بيفنى بترجع لجسد تاني فورًا. الروح ممكن تفهم سر وجودها بعد عدد محدود من الحيوات، ساعتها بترجع للنور الأعظم وتتحد معاه للأبد. وممكن تستمر في عدد غير متناهي من الحيوات طول ما هي مالاقتش الإجابة على سؤال هي انوجدت ليه واتعلمت ايه من الحياة. بس اللي بيقدر يتذكر سبع حيوات بيبتدي يفهم لغز الحياة!
- طيب انت فاكر تفاصيل حيواتك اللي فاتت؟
- لا.. التفاصيل مش مهمة، بالعكس التفاصيل ممكن تشتت الكائن وتبعده عن غاية وجوده، المهم إنك تتذكري الحكمة والعبرة والمعرفة اللي اتعلمتيها من حيواتك السابقة وتشيليها معاكِ في حياتك الحالية.
- طيب احنا بنموت ليه؟ وليه حياة واحدة مش كفاية؟
- لأننا محتاجين وقت طويل عشان نفهم نفسنا، وعشان نفهم نفسنا لازم نفهم الكون كله. إحنا تاريخنا وتاريخ الكون طويل ومتشابك وعشان نتذكر التاريخ دا كله محتاجين أكتر من حياة. محتاجين نغيَّر أدوارنا
_____________________
عارفة بيسموني كشري ليه؟ مفكرين إني باحب الكشري، بس في الحقيقة أنا ما باحبوش بس عشان أحصل على أكل تاني لازم أحارب ولازم أكون جزء من قطيع يحارب قطعان تانية.. أنا ما باحبش أحارب وما باحبش أتبع حد، عشان كدا مش فاضل لي غير الكشري. - طيب ليه قاعد في الحي دا؟ واضح أن القطط مش بتسيبك في حالك رغم انك مش بتخطف منهم قوت ولا مرقد! - احنا رغم كل الشقا دا ما زلنا قادرين على صنع أقدارنا الهروب قرار والبقاء قرار أصعب وأنا قررت البقاء ما كانش قرار حتى كل ما كنت أفكر أمشي كان صوت جوايا يقولي ماتمشيش!
_____________________
مش عارف يا باستيت. البشر بيموتوا في الجدل، رغم إنهم عارفين ان محدش هيغير رأيه ولا رأي التاني في آخر النقاش. بس هم بيحبوا يثبتوا ذاتهم في الاختلاف. البني آدمين عندهم "أنا" كبيرة شوية وما بيحبوش حد يعارضهم، يعني ذواتهم متضخمة ومحتاجة تتنفخ كل يوم عشان ما تترهلش.. بيحبوا المديح وبيحبوا يسمعوا كلمة شكرًا عشان معندهمش ثقة في نفسهم وبيحسوا بعدم الأمان لما حد يخالفهم الرأي. عشان كدا كل واحد له رأي بيتعصّب له، يفضل يجادل ويقول إنه هو بس اللي عنده الحق، زي القطط اللي شفناهم بيتخانقوا في الحارة، رغم إن محدش منهم بيهدد وجود التاني. والبشر مش بس بيتخانقوا عشان أكل أو مرقد، لأ، دول كمان بيتخانقوا عشان فكرة أو دين أو حتى عشان فِرَق بتلعب كورة في بلاد تانية عمرهم ما راحوها. تخيلي!
______________
- وتفتكر دا حصل بجد؟
- في مكان زي دا وأوضاع زي دي الناس محتاجة يا إما معجزة حقيقية أو حكاية معجزة تديهم أمل. ما دام البشر مصدقين إنها حصلت يبقى خلاص. مش مهم المعجزة نفسها، المهم مين مؤمن بيها، لأن الإيمان هو المعجزة الحقيقية.
_______________
يعني حب الكبار مش حب؟
- لا طبعًا حب بس اللي بيحب منهم بيبقى واعي إنه بيدي، وبيبقى واعي إن اللي بيحبه محتاج ياخد منه، وبينتظر إن حبيبه يفرح ويشعر بالامتنان لعطاياه وبيزعل لو مد إيديه مليانة ورجعت مليانة. طيب فين الحب اللي بيشبه نفسه؟
- فيه ناس بتكبر وبتكبر قلوبها معاها. الناس دول لما يحبوكِ يحبوكِ وكأن الحب بيصيبهم هم، ولما بيدوكِ بيدوكِ وكأنهم
بياخدوا منك عشان كدا هم ما بيميزوش مين بيدي ومين بياخد، مين بيحب ومين بيتحب هم ما بينتظروش تتلقى منهم أو إنك تديهم عطاؤهم وأخذهم مش اختيار وإنما قدر هم زي النبع اللي بينسكب عليكِ سواء كنتِ بتشربي منه أو بتملي جرَّة أو بتعومي فيه أو حتى منصرفة عنه هو بيتدفق عشانك انتِ، وعنده يقين إنه انوجد عشان الغاية دي بس ودا مش بس الحب اللي بيشبه نفسه، دا الحب اللي كل أنواع الحب التانية بتتشبه بيه وبتستظل بضله وبتسجد تحت أسواره. دا الحب الخالص بنفسه ولنفسه!
_________________
- كل الأرواح اتولدت وماتت كتير بس الروح القديمة هي اللي بتيجي حاملة معرفة من حيواتها السابقة هي الروح اللي شايلة جواها قبس من النور الأول وعندها وعي بالنور اللي جواها الأرواح اللي بتحب هي الأرواح اللي بتتعرف على النور دا عند بعضها بس فيه أرواح ما بتتطورش وما بترتقيش وما بتحبش وبتفضل تدور في نفس الدايرة المظلمة هو دا بقى اللي اسمه: العدم، أو اللي البشر بيسموه: الجحيم.
- الروح ما بتفناش؟
- لا طبعًا الروح إما بترجع لأصلها وبتتحد مع روح الله حيث السلام الأبدي، أو تفضل تشقى وتتولد وتموت ومع كل حياة فيه فرص انعتاق واختبارات وإخفاقات وبالتالي حيوات أصعب أو أيسر. مفيش روح بتغادر العالم المادي وتتحرر وهي تواقة لشيء فيه أو عندها أزمة مع شئ فيه. لازم الروح تعرف الحب الخالص وتخلق سلام تام مع نفسها ومع العالم حتى لا تعود مرة أخرى. وهو دا بقى اللي اسمه: الجنّة. __________________
كيف يشقى من يحب بحبه؟
- أنت لا تشقى بحبك، بل بفكرك وخوفك وتوقعاتك وغضبك. الحب ليس دواءً مسكنًا، بل مطهرًا. الحب لا يقبل في قلبك شريكًا غيره. لا طمع ولا خوف ولا غيرة ولا غضب ولا حب تملك. لو طهَّرت قلبك من كل ما سوى الحب، ستجده حاضرًا، لأنه هو أصل كل شيء. لو حرثت تربة قلبك ونقيتها من الأعشاب الضارة، سيزرع الحب فيك حديقة زهوره. لو حفرت في قلبك مجرى لنهر الحب، سيتدفق داخلك بلا انقطاع. لو صار الحب كل شئ في حياتك، لوهبك الحب كل ما تريد من حياتك!
_________________
- إن كنت تسيء الظن بي فأنت تسيء الظن بنفسك. أنت جزء مني. أنت لي مثل النهر من البحر. أنا جزؤك الباقي وأنت جزئي المسافر. أنا أبقى لتسافر أنت، وأنت تسافر لأبقى أنا ولتجدد مياهي. إن كنت تظن أنك أنت وأنا شيئان منفصلان فما زال طريق المعرفة أمامك طويل.
- أين حبيبتي؟
- حيث أنت.
- أنا تائه ومشتت.
- بدأت تضع رجلك على أول الطريق من جديد.
- ماذا تقصدين؟
- اذهب وابحث عن نفسك! جمِّع أجزاءك المشتتة! وفي المكان الذي ستكون فيه ملتصقًا بذاتك، حتمًا ستجد أيضًا هناك حبيبتك. كيف؟
- في المكان الذي ستكتشف فيه أنك أنت وحبيبتك نفس الروح، لن تكون تائهًا بعدها. حيث تنتهي الازدواجية ينتهي الضياع. وفي المكان الذي ينتهي فيه ضياعك ستجد حبيبتك.
_________________
راح جسدي وبقيت جذوري ودوائر عشقي صامدة، ولكن روحي ذهبت وواصلت رحلة البحث عنك! و كانت عيناك تعانقان روحي. اليوم صرت أعرف من أين جاء هذا الإصرار.
كيف أمكن ل باستيت أن تختفي ، هكذا ببساطه ، تتركه نائما و ترحل ! ترحل فجأة بلا آي أثر ورائها !؟ . هل يأتي الحب على شكل موت أحياناً ؟ لماذا يا كشري تقابلت مع باستيت؟! أنت المسالم آكل الخشب و الكشري ؟! ماذا جنيت سوى الشقاء أيها البائس ؟! آي قارب نجاة هذا الذي سيوصلك ؟! و إلى أين ستصل ؟!
هذه ليست المرة الأولى التي أعجب فيها بسلاسة وجمال كتابة الأستاذ حامد. فكما عودنا سابقاً، لا تختلف هذه الرواية عن كتاباته السابقة ببساطتها وجمالها وحكمتها. لن أكتب المزيد فإني لا أحب أن أطيل الكتابة ولكن أنصح بشدة بقراءة هذه الرواية القصيرة التي تروي القلوب وتضمد الجروح. شكراً حامد لأنك ذكرتنا بأن الحب هو أثمن وأجمل مافي الوجود.
الرواية اشبة بمسرحية فى حوارتها الطويلة طرحت اسئله ولم تجيب ولم تفرض اجوبة هى رواية خفيفة ولطيفة لكن لن تغير فيك اى شئ ولم تترك اثارها على القارئ واقل عمقاً من رواية الكاتب الاولى , رغم بساطة الرواية ان الواحد شاعر بروحانية واحساس غريب وهو بيقرئها