واحدٌ من أمتع كتب السيرة فهو يتحدَّث عن حياة الدكتورة "توحيدة عبدالرحمن" والتي تُعتبر أول طبيبة تمَّ تعيينها في الحكومة المصرية عام 1933. يدخل بنا هذا الكتاب إلى بيت الدكتورة لنتعرَّف على عائلتها وطفولتها وكيف درست في أول مدرسة حكومية للبنات وكيف تمَّ ابتعاثها لدراسة الطبّ في بريطانيا في عهد الملك فؤاد الأول وسبب نجاحها على الرَّغم من نظرة المجتمع والنّاس في ذلك الوقت للفتاة وتعليمها فكيف بسفرها لوحدها. يتحدَّث الكتاب بعذوبة عن علاقة الدكتورة توحيدة بوالديها ودعمهما لها والوقوف إلى جانبها وكيف أهداها والدها بعد تخرّجها عيادة مجهّزة بأحدث الأدوات الطبية وأفخم الأثاث في أرقى أحياء مصر لكنّها اعتذرت ورفضتها حيث كان هدفها معالجة الفقراء. حكاية الدكتورة حكايةٌ ملهمة تبيذن لنا انَّ اختيار النجاح هو قمّة العطاء وبأنَّ الأحلام لا تتحقق والأسماء لا يحفظها التاريخ إلّا بالإصرار والمثابرة.
عبد المؤمن مصطفى محمد محمد، اسم الشهرة مؤمن المحمدي، كاتب وصحفي ومؤرخ وناقد فني مصري، من مواليد أسيوط 4 مايو 1975، حاصل على ليسانس الآداب قسم اللغة العربية من جامعة القاهرة عام 2005 عمله الصحفي:
كاتب حر، بدأ العمل مدرسًا ومشرفًا ومسئولًا عن دار كومبوني التابعة للكرسي الرسولي (بالقاهرة) في الفترة من 1996 – 2005، وصدر له كتاب (الطريق إلى اللغة العربية)، عن دار كومبوني للنشر، يكتب حاليًّا مقالات يومية بموقع دوت مصر، وجريدة السفير اللبناني، وقد سبق له أن كتب مقالات ثابتة في كل من الأهرام، روز اليوسف، أخبار الأدب، جريدة القاهرة، .الدستور، الغد، موقع كسرة، موقع قُل، .تولى مناصب في مجلس التحرير بعدد من الصحف التي كتب فيها .شارك في تأسيس عدد من الصحف، منها جريدة الصباح محرر بقناة (سي بي سي) المصرية (برنامج صاحبة السعادة) .محرر بالتلفزيون الإيطالي، مكتب القاهرة .محرر بقناة دريم
صدر له:
عزيزي المواطن المسلم لماذا أنت متخلف، دار أوراق للنشر، 2012 سنة أولى ثورة، دار نهضة مصر، 2011 الأصنام، دار أكتب، 2014 أهلاوي، دار دون، 2013 أهو كلام، دار المصرية 2009 قانون جديد (رواية)، دار بيت الياسمين، 2013 تخاريف خريف (أشعار)، دار صفصافة، 2010 عارف يا حسين (أشعار)، دار روافد،2013 ليالي قريش 2015
خبرات ثقافية :
تنظيم (صالون المحمدي) عام 2013، وهو صالون ثقافي خاص، عمل على نشر التنوير، وذلك من خلال محاضرات تم عقدها بصورة دورية في 15 محافظة بالتعاون مع مؤسسات عدة، .أهمها: مركز ديالونا الثقافي، مؤسسة جدران بالإسكندرية
لفت نظري العنوان عن دكتورة توحيدة عبد الرحمن أول طبيبة تم تعيينها في الحكومة المصرية. طريقة سرد الكتاب وجمع المعلومات وحكيها كان جميل جدا ومشوق ويميزه كون المعلومات موثقة ومدعمة ولكن يعيب الكتاب في وجهة نظري نبرة بكائية بعض الشئ على الملكية أحيانا بداعى طبعا وأحيانا كانت مبالغ فيها قليلا. لكن كتجربة كاملة ممتعة ومشوقة. رحم الله دكتورة توحيدة عبد الرحمن
الغلاف الأول أخضر اللون به دائرة بها الهلال والثلاث نجمات ، علم مصر القديم ومكتوب بأسفل كلمة الدكتورة: لما كانت مصر .. مصر سيرة توحيدة عبد الرحمن، أول طبيبة في الحكومة المصرية. تحرير مؤمن المحمدي
أما الغلاف الثاني فهو بني اللون مكتوب في أعلاه اسم محمد محمود عبد اللطيف ابن المستشار. يطالعنا في الغلاف صورة المستشار بوشاحه وأوسمته، وبأسفل كلمة المستشار نجد كلمات: يوميات من سيرة أبي في الغلافين من الخلف كلمات عن النجاح والعطاء لاثنين من العظماء غفلنا عنهما لعقود مضت، اثنان كونا أسرة معًا، فعاشت على رافدين، هما الحب والعمل.كما يقول الابن..
بأسفل الأغلفة من الخلف خصصت عائدات العملين لصالح مستشفى سرطان الأطفال ومستشفى أبو الريش للأطفال ..
يبدأ العملان بإهداء من محمد الابن البار إلى والديه ثم نجد في الأولى صورة داخلية للدكتورة عام ١٩٥٢ ومقدمة بعنوان قبل أن تقرأ وهي من عام ٢٠٠٠ تتحدث عن بحث محمد عبد اللطيف عن معلومات تخص والدته ثم يأخذنا التاريخ إلى الماضي حيث ١٩٠٦ ومولد توحيدة عبد الرحمن.. أما في المستشار فهو يبدأ معنا من قلب القاهرة حيث الدراسة ووالد المستشار الذي أنجب خمسة من الأبناء، وكان أصغرهم هو محمود محمد عبد اللطيف الذي ولد هو الآخر في عام ١٩٠٦.
صمم والد توحيدة أن تتعلم هي وأخوتها البنات، حيث نبغت وتفوقت.. وكان أمامها أمران إما أن تتزوج وإما أن تسافر في بعثة قررها الملك إلى بريطانيا لدراسة الطب.. فكان رأي الأم حكيمًا إذ قالت لا شيء يفوق العلم ولو في بريطانيا.. أما محمد عبد اللطيف صاحب المطبعة فقد كان يوكل لأولاده مهامًا تحث على تحصيل العلم والمعرفة، خاصة في اللغة العربية وكل ما يتعلق بها.. فحفظ مستشارنا الألفية ونال ريالًا من الفضة، ثم مقامات الحريري وغيرهما، فنبغ الفتى فكريًا كما أنه كان رياضيًا.. ثم جاء القرار البديهي منذ البداية بدراسة الحقوق..
ندخل في العمل إلى لندن حيث دراسة الدكتورة والتي كانت تختلف كثيرًا عن مصر ولكن وكما تقول: مهما عاشت هنا، ف هنا لها دائمًا: هنا القاهرة..حتى انتهت من دراستها ومرت الأيام هناك حيث تعلمت الكثير سواء في الدراسة أو في الحياة اليومية، ولم تنس أبدًا جذورها.. ورفضت هدية والدها عيادة تجبر المرضى فيها على دفع الفيزيتا، وقررت العمل كطبيبة في الحكومة المصرية في مستشفى كتشنر الخيري.. وهنا في القاهرة امتدح الزعيم سعد زغلول طالب الحقوق وتنبأ له بمستقبل باهر.. وبالفعل رغم ظروف الحياة الصعبة في زمنه، إلا أنه تفوق ومنح درجة الامتياز والتي كانت مشكلة كبرى. فقد كان دون العشرين فكيف يعين كوكيل نيابة؟ احتفظوا له بمكانه حتى أتم عامه الحادي والعشرين وتسلم عمله.. وأطلق على بيتهم بيت القاضي، البيت الذي سيفقد الأب..
تقدم المستشار لخطبة الدكتورة التي كانت قد علمت بأمره من المنجم الذي صدق في كلامه معها في كل ما قال، فسألت العريس هل سيطلب منها ترك العمل؟ فأنكر هذا ووعدها بدعمها فنجاحها هو نجاح له.. فرفضت الدكتور عرض الحصول على الجنسية البريطانية ووافقت على الزواج به.. أما هو فقد قرر أن يمشي على خطا زوجه فسافر في إجازته إلى لندن حيث عاش هناك شهرًا تعلم فيه الكثير الذي تعلمته زوجة المستقبل، ياله من وعي رجولي.. وعاد وتم الزفاف تم يوم عيد ميلاد توحيدة في عام ٣٣..
كانت حياتهما الزوجية هانئة مليئة بالحب وبسبعة من الأبناء والكثير من الرسائل المتبادلة، عند سفر أحدهما.. كان المستشار يثبت لي يومًا بعد يوم أن رغم وظيفته التي تتسم بالشدة والصرامة إلا أنه كان زوجًا وأبًا رائعًا، يجالس أبناءه في غياب وسفر الأم، يداعبهم ويرعاهم حتى تعود.. لم يرفض هذا الزوج سفر زوجه بحجة الأبناء، والكثير من الحجج الواهية التي تخرب الكثير من البيوت حتى يومنا هذا. بل كان متفتحًا مدركًا لوظيفة زوجه التي كانت متفانية في الحب والأمومة والعمل..
في الدكتورة تحدثت عن الأولاد خاصة تحدي الابنة الأولى هدى التي كانت تعاني من تأخر ذهني وظلت الأسرة إلى جانبها حتى القت كلمة في حفل زفاف اختها وكان في الحفل عبد الناصر الذي صافحها والتقطوا لهما الصور.. وفي المستشار تحدث الابن عن والديه واخوته، وعن ما تعلمه منهما من قيم وحب واقتسام للفرح واعطاء كل وقت حقه..
نجد الدكتورة التي تعمل بكد في وظيفتها كما في بيتها ويطلق عليها زوجها وأبناؤها لقب الأسطورة، ويمنحها السنهوري باشا لقب هانم فتقبله ولكن لا يقترن اسمها بالهانم بل بالدكتورة.. ونجد المستشار رجل القضايا الكبرى والأب الذي يلعب البلي مع محمد أصغر أبنائه.
نجد الدكتورة لا تتوانى عن الدخول إلى المطبخ لإعداد طبق الكشك رغم انشغالها ، ونجد المستشار تستأذنه ملكة بريطانيا للسماح بتواجد الوفد الخاص الذي أرسلته أثناء مرافعات قضية الجاسوسية الكبرى..
نجد الدكتورة لا تتردد في تقديم استقالتها حينما يتعدى وزير ما على مسؤلياتها، ونجد المستشار يعامل بالرأفة بالحكم بالأشغال شاقة مؤبده لاثنين من اقرباء متهم محكوم عليه بالإعدام في قضية الجاسوسية، إذ أنهما وكما رأى وقعا تحت تأثيره..
وفي النهاية وبعد خروجه على المعاش يعمل المستشار كمحام للنقض لسنوات، يعمل بضمير القاض الذي كانه، ويتفرغ لأسرته حتى يتوفاه الله فتحزن عليه رفيقة عمره قائلة: غاب دادي، وهو اللقب الذي كانت تطلقه على المستشار.. وفي خلال عامين تمرض الدكتورة توحيدة عبد الرحمن وتذهب إلى لقاء دادي المستشار محمود عبد اللطيف .. رحمهما الله رحمة واسعة وجزى الله عنهما ابنهما البار محمد خير جزاء إذ كشف لنا الستار عن شخصيتين مهمتين في تاريخ مصر..
جاء الفهرس في سيرة الطبيبة في نهاية العمل، في حين جاء في المستشار في بدايته، واختتم الاثنان بملحق للصور الخاصة القيمة لكل منهما..
لي فقط سؤال: كتبت عن دكتورة توحيدة أنها كانت تكتب مذكراتها منذ ذهبت إلى لندن، فهل ظلت تكتبها فيما بعد، إن كان هذا بالفعل ما حدث فلماذا غاب في سيرتها ذكر بعض الأحداث الخاصة بوظيفتها كأول طبيبة تعمل بالحكومة المصرية كان هذا سيكون رائعًا مع كم القضايا التي عرضت للمستشار..
كذلك أعجبني للغاية موقع الوالدة الإلكتروني فهل لي بمعرفة موقع الوالد لمشاهدته والاستفادة منه؟ خالص الشكر للمحقق مؤمن المحمدي، على هذا التحرير، والشكر للأستاذ محمد عبد اللطيف على هذا الكنز والذي اعجبني في الموضوع ان حضرتك كنت أصغر الأخوة وكذلك الوالد..
في معالجته لسيرة حياة الدكتورة توحيدة عبد الرحمن أول طبيبة مصرية تعمل بالحكومة المصرية يخلط المحمدي بين آراءه الشخصية و شخصية الدكتورة توحيدة .. للأسف لاحظت الكثير من آراء المحمدي المعروفة بين السطور و التي لا أعرف كيف وصلت لإبنها و من ثم للمحمدي و كنت أتمني أن يحلل المحمدي ما حدث للدكتورة من وجهة نظره ثم يصب ما شاء من أراءه بدل من هذا الخلط المتعمد بين آراء الدكتورة و بين آراء ابنها و أراء المحمدي الأمثلة كثيرة منها رأي الدكتورة في الحرب بين مصر و إسرائيل و علاقتها بالوطن مصر من خلال رجال 52 و طريقة تربيتها الدينية و المالية لأولادها في حين أن هناك الكثير من الحوادث في حياة الدكتورة التي كانت تحتاج إلي تحليل و استفاضة مثل حادثة الإغتيال و تأثيرها علي الأسرة ..و سر لجوء بعض الأبناء للانتماء للجيش علي عكس المناخ العلمي المتوافرفي البيت..
من السير الئاتية البديعة الي قريتها رغم كونها ينقصها تفاصيل اكتر :) عجبني جدا تعاملها مع اسرتها في كل تفصيلة عجبني انه رغم انشغالها الدؤوب بالعلم الا ان ربنا بعتلها نصيبها لحد عندها وان اعظم انواع الحب هو الحب الهادئ بلا صراع او مشاكل ازاي كانت بتختار اكل اورجانيك لولادها ! ازاي كان ضميرها حي في شغلها جدا شخصية عظيمة .. الله يرحمها♥
جميله جدا الروايه ، اجمل ما فيها انها حقيقيه ، الا ان ما يعاب عليها اعتبارها الحجاب عائق للتقدم و التمدن ، و هو امر بعيد عن الصحة ، الا ان الروايه بالإجمال من الكتب اللي تستحق القراءه ، كونها من الكتب الهادفه التي تجمع بين المتعه و الفائدة
This entire review has been hidden because of spoilers.