مرَّ بعض الوقت في صمت بينما كنا نتبادل نظرات مع المارة أمام أكشاك بيع الكتب القديمة .. تتببادل أيديهم أغلفة الكتب المرصوفة على موائد خشبية أمام الأكشاك بينما يدخل أحدهم في فصال مع بائع يتبادل معه الحوار وهو على يقين أنه لن يشتري..لكنّه بائع الكتب المحنَّك الذي يستطيع إقناعك بمعرفته ما هو الأفضل لك وللجميع !!
لكن يبقى السؤال عالقًا؛ ما الذي يدفع شابًا مثقفًا يقطن في حيّ السيدة زينب البسيط والمليء بالتفاصيل بالتحوّل من صيدلاني وبائع كتب إلى إرهابي يُقدِم على فعل واحد من أكثر أحداث القرن دموية !!
اسمها "حثالة" مش "حسالة" ... و"وخزة" مش "وخذة" ودي اتكررت كتير يعني مش غلطة مطبعية ... و"زر" مش "ذر" و"لم يتسن" مش "لم يتثنى" منك لله يا هلالي يا شربيني وربنا يستر على ولادي منك شكلك بهتت عالبشرية
فيه مشاكل بالجملة مع الأسماء الموصولة ... لما تحط كلمة فستان وبين قوسين عباءة وطالما قفلت القوس ف الإسم الموصول هايكون الذي لأن الفستان مذكر وننسى العباءة اللي بين قوسين دي ... ماينفعش نحط اسمين لنفس الشيء واحد مؤنث والتاني مذكر والأسماء الموصولة تحيرنا في الوسط
أغنية محمد منير وألبومه كله ظهر بعد الثورة بسنة أو أكثر مش في ال 25 يوم بين تفجير كنيسة القديسين والثورة
آه ... اسمها ثورة مش مظاهرات كبرى!
حاجتين بقى كمان من خريجة علوم سياسية اتطحنت علوم سياسية ونظريات وفكر سياسي وكمان عاملة8 نماذج محاكاة بواقع اتنين في السنة وفيه واحد كمان كان في الجامعة الأمريكية ومكملتهوش وكان معايا ناس من كليات مختلفة عمرنا ما كنا بنتكلم بالشكل دة وده ايديولوجيته معرفش ايه ودة ليبرالي بس ضد الامبريالية الأمريكية :) دة كلام فضائيين أصلا :)
وتليفون اي حاجة مهمة في البلد مكانش هاييجي لعميد سابق للكلية وسابها من 3 سنين ... إطلاقا مطلقا ... التليفون دة كان هاييجي لأستاذ شاب محبوب وله كاريزما وله طلبة شباب هو حافظ على صلته بأكثرهم قبولا او شعبية حتى وإن لم ينتموا للحزب الوطني وكان الاستاذ ده صديق لإبن مبارك وكان بعد التليفون هايبلغ بيه بعد كدة الناس المهمين في الحزب ودة -بيني وبين كل اللي هايقرا المراجعة- عن علم مش تخمين :)
نيجي للقصة ... الفكرة حلوة بس الإخراج وحش!
مفهمتش كمان النمطية الفظيعة ... المحجبة مدارية شعرها وهي شيطان رجيم ... الست اتحجبت وقلعت الحجاب وبعدها انتحرت ...الثورجية دايرة على حل شعرها ... الشباب محبط فبيلحد وبعدين يتطرف ده غير ان حاجات بسيطة بتجييله فصام أما الشباب الغني فبيفضل يحلم يسيب البلد وماتعرفش بيسخط على إيه!!... والمنتقبة ممكن تكون مدارية وشها وطالعة لعشيق ... البنات بتتكلم عالنت في حاجات عيب!! وحرام !! :) وورا كل شاشة قد يكون اللي بيتكلم مختل نفسيا ومشروع إرهابي !! والمؤلفين بينزل لهم الوحي وهما بيحششوا ومبروك عرفت طريقة لف السيجارة :) ... الشتايم طالما بيقولها ظابط فبتتكتب في الرواية عادي ... الفضائيات بيساهم فيها مستثمرين خليجيين طال عمرك والمذيعة الشاطرة أو الحلوة مطمع وأي حد في القناة بيعرض خدماته إنه يمهد لدخول المستثمر الخليجي في الصورة!!
آه .. كمان ... الشعر الأحمر مش عيب ومالوش أي معنى سياسي ولا بيدل على توجهات البنت بس هو صعب يثبت!! :)
اعتقد إنه بالعامية المكتوبة برضو اسمها "قعد" مش "أعد" و"قطف" ملوخية مش "أطف" ملوخية
جبتها من مكتبة النادي وقلت هابدأ فيها وأنا مع ولادي وهما بيتمرجحوا وقعدت أحاول أحبها وأندمج معاهابس مش عارفة كنت كل ما اتشد ألاقيني فصلت
ده غير إن فيه صفحات في نسختي مقطوعة رغم إن الرواية كانت متغلفة ومقفولة
اولا احب اهني وليد صاحب الجامعة علي ابداعه ويارب يوفقه في حياته. المهم بقي بالنسبة لي في الرواية انها فعلا جميلة ولكن علي مراحل يعني اتشديت في الاول . ثم زهقت من بعض التطويل اللي حصل في وصف حاجات ملهاش داعي او وظيفة في الرواية بعد كده دخول الاغاني والاشعار مع كشكول منال حسسني ان في موسيقي تصويرية للرواية ودي حاجه اهنيك عليهاز التشويق وصل للذروة قبل نهاية الرواية وبعد كده النهاية اق من مستوي التشويق اللي حاصل
كنت افضل نهاية لمحمود مختلفه و غير فلسفيةعجبني حوار نادر بصراحة وفاجئني
بالنسبة لوليد ناقصك شوية ماركتنج صح وبعد كده هتبقي متفوق علي احمد مراد
فكرة راقت لي و عليها اشتريت الكتاب. بداية واعدة لا أخفي اعجابي بها انما بعد ثلثي الكتاب قررت انه لا يستحق وقتي. شخصيات و حوار و ملاحظات نمطية سطحية - القوالب الجاهزة للثري و المثقف و الفتاة قوية الشخصية... الخ. نمطية تجعلني اكاد اجزم بأن الكاتب لم يعرف يوماً اي ثري و لم يحضر يوما أي مناسبات اجتماعية يحضرها اثرياء - وهناك الاخطاء المطبعية التي حاولت التجاوز عنها مرة و أخرى و بعدها لم استطع
الرواية حلوة والكاتب واضح انه تعب فيها جدا مختلفة مع تفاصيل كتير فيها لكن يحسب لوليد الخوض في تلك التفاصيل ومناقشتها من وجه نظرة اعجبت بتحليلة لشخصية الارهابي بكل ما فيها واعتقد انه اجاد جدا توصيف حالته ونفسيته وظروفة وكل ما ادى الى هذه النتيجة في النهاية لم تعجبني مذكرات منال ولا النهايات الحادة لبعض الشخصيات اعتقد ايضا انها خضعت لتحكم المؤلف ليعاقبهم كما يريد هو لا كما نراه امامنا في الواقع اللغة والحبكات قوية رحلة مرهقة للاعصاب بسبب كمية المواقف والواقعية في اغلب الاحداث والمأسي العامرة بها ولكنها ممتعه مع قلم وليد
رواية #بائع #الكتب #القديمة هي بالفعل ليست رواية بل تجربة حياة . كم أحب إبداعك ونتاج قلمك فأنت لست مجرد كاتب في نظري بل جَرَّاح تعرف جيداً أين تضع مِبضَعك .. قلمك لتكشف النقاب عن مشاكل مجتمعنا ومكمن القصور والسوء به ، ماذا أقول ؟ وعن ماذا أحكي ؟ لقد أخذتني في رحله شعارها الواقعيه الشديده شخوص تكاد تراهم كل يوم وتصادفهم أو يمرون بك دون أن تدري لقد رأيت معك كيف يمكن أن يصير مواطن عادي قنبله موقوته ينفجر في مجتمعه قبل أن ينفجر هو نفسه . تلك اللوحات التي رسمتها لكل شخصيه بمقدرة وإبداع شديد لقد أريتني كل شخصيه وعالمها وامتزاج كل تلك العوالم والشخصيات وتقاطعها وصدامها مع بعضها البعض وتاثير مجتمعنا ونظرته وقواعده علي حياه الفرد ، كل ذلك وأكثر أعطتني إياه روايتك وكأنك لم تكتفي بتلك التجربه الحياتيه فأضفت معاناه الكاتب وكيفيه إخراجه لإبداعه وتاثره وتاثيره عليه وعلي مناحي حياته ويومه . أحببت : محمود ، منال ، د / يارا ، الشيخ عبد القوي . أشفقت علي : نجلاء ، الشيخ عبد القوي ، هنيه ، طه ، محمود . كرهت : الشيخ أبو حمزه المصري ، د/ عماد ، سعيد مرجان . شكرا لك .. لهذا الإبداع الرائع والقلم المتجدد القادر علي إمتاعنا بكل ثوب وشكل تاريخي .. اجتماعي .. حياتي ، وفي إنتظار إبداعك القادم بكل شوق وثقه في قوته وروعته ، دُمت مبدعا متميزا
ابدع الروائي وليد المدني في روايته بائع الكتب القديمة رواية مشوقة جدا أحداثها رهيبة تدور حول الإرهابي والمجتمع المحيط به الذي دفعه لتفجير ارهابي في الكنيسة وقتل الكثير هناك كما ان هناك شخصيات رائعة ايضا ابدع في وضعها الكاتب مثل شيخ عبدالقوي وزوجته نجلاء وسمر صديقة محمود وحبيبته منال والجميل ايضا في هذه الرواية النهاية التي ذكر فيها اسم كل شخصية وما حدث لها في اخر الرواية رائع جدا والشكر موصول لمن أهدتني هذا الكتاب ❤️😀
اولا انا جبت الروايه ده لانى لى تجربه سابقه مع المولف فى رواية الصعود على حبال ممزقه فعجبنى اسلوبه الغلاف ليس له علاقه بالمحتوى من وجهة نظرى وغير جذاب .. العنوان مش عجبنى برضه ومش تجارى لمحدش عارف اسلوبك قبل كده المحتوى القصه حلو جدا وجذابه ولكن هناك بعض الماخذ عليها الفواصل معجبتنيش الى جانب الفصول التى يتحدث فيها الكاتب مع نفسه ويعلق على الروايه خلتنى افصل من جو الروايه الشخصيات كلها غير سويه وكلا منهم عنده مصيبه فى الخفاء ومقدمه الروايه طويله مما جعل الملل يتسرب الى نفسى عجبنى حول التنقل بين الازمنه .... صعب على جدا الشيخ عبد القوى اسلوب الكاتب حلو جذاب ولكن هناك تطويل بالاحداث كبير
شيقة انتهيت منها في ساعات رغم صفحاتها ال 500. فكرة جيدة و تناول مختلف لحادث كنيسة القديسين. توجد بعض الأخطاء يرجى تصحيحها في الطبعات القادمة. أعجبني عدم الابتذال السائد الآن حتى أثناء الكتابة عن بعض المواقف التي قد تتخذ ذريعة لمثل هذه اللغة.
بائع الكتب القديمة هي حقًا تجربة حياة وليست مجرد رواية ، تفاصيل الأحداث والمشاعر الداخلية للشخصيات كان له أثر كبير في شغفي لانهائها ، رغم عدد صفحاتها الكبير الا أني انهيتها في بضعة ايام ، اسلوب السرد رشيق ، الحوارات قصيرة ، آخذ عليها بعض الأخطاء الاملائية واللغوية ولكن لا بأس يهمني المضمون أكثر ..
رواية تظهر الوجه السيء للمجتمع وتشوهاته بأطيافه المختلفة. تبدأ الرواية بسرد مشهد لعملية تفجيرية يقوم بها محمود ليلة رأس السنة أمام كنيسة القديسين مما أدى الى وقوع الكثير من القتلى والاصابات. في طريقه من لبس الحزام الناسف الى الوصول الى الهدف يرى محمود شريط حياته ويتفكر بها وكان مترددا وغير حاسم في التفجير فقام مراقبه بتفجير الحزام عن بعد. ليعود بنا المؤلف ليسبح في محيط محمود وحياته . بطلها كما يبدو لنا أو اراد لنا الكاتب ان نراه هو محمود الشاب الذي يحب فتاة اسمها منال ويقعا في الخطيئة ويقوم محمود بطعن عريس منال محاولا قتله لكي لا يكتشفوا عدم عذريتها كما اعترف لضابط التحقيق. ثم نكتشف ان الامر ليس الا وهما في دماغ محمود ولم يكن بينه وبين منال اية معرفة او علاقة ليودع في مصحة نفسية ويتم علاجه واعادة تأهيله للمجتمع بواسطة الدكتورة يارا. في فترة سجنه يموت والديه حسرة عليه وتتزوج اخته من الشيخ عبد القوي ليستر عليها فلم يبق احد لها ولا تستطيع ان تعيش لوحدها. بعد العلاج يخرج محمود ليعمل عامل في صيدلية . لتبدأ سلسلة من الاحداث وتدخل شخصيات مختلفة في الرواية. لتكتشف في نهاية الرواية انك لم تعرف الحقيقة هل الامر كله وهمه من دماغ المؤلف والذي رسم نفسه البطل ويعاني من الهلوسات والتخيلات ام ان الامر حقيقي؟
ما أصعب الأيام التي تمر على الانسان في الانتظار ، ولكن الأصعب منها أن تحول حياة الانسان كلها الي الانتظار : انتظار النجاح ، انتظار الحبيب ، انتظار الغائب ، انتظار الأمل ... الي ان نصل بعد كل هذه الدروب الي انتظار الموت
نجوم وأكثر5 ياريتني بعرف اعمل ريفيو جميل كنت عملت حاجة عظيمة تليق بالرواية دي ، اللى اقدر اقوله انها من امتع الروايات الاجتماعية اللى قرأتها في حياتي وبجد انا مش عارف الرواية دي ازاى مش واخده حقها في السوق !!!!
للاسف اخطئت بإسم الكتاب (طبخن طبختيه ياالرفلا إكليه ) مثل شعبي لا مُتعتا فيها يذكر . حجم الكتاب وعدد صفحاته الكثيره الممله كشلاً كان الدافع الوحيد لكي اُكمل القراءة . وكون البطل مريض نفسي كان يعطين امل ،ولكن لم يُحسن دوره ولم يحسن وصف الشخصيه .
ترى ما الذي يدفع شابًا إلى أن يتحول من إنسانٍ مثقفٍ بسيط يقطن بـ"السيدة زينب" ويبيع الكتب في واحدٍ من أكشاكها القديمة، ثم يعمل في واحدة من الصيدليات، لينتهي به الحال إلى فعلٍ إجرامي قام من خلاله بقتل الأبرياء الذين تنتاثرت أشلاؤهم ليلة رأس السنة أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية عام 2011؟ فلا يتبقى منه سوى صورة مشوهة على صفحات الجرائد مكتوب تحتها بالخط العريض (الإرهابي)!
هذا ما رصده لنا الكاتب الشاب (وليد حسن مدني) نفسيًا واجتماعيًا وسياسيًا من خلال عمله الروائي الجريء والضخم "بائع الكتب القديمة"، والذي صدر عن دار (فرست بوك)، حيث استطاع الكاتب من خلال حبكةٍ روائيةٍ "جنونية"، وعبر خيوط زمنية متشعبة أن يستعرض العديد من الشخصيات التي كان لها أثرٌ بالغٌ في تشكيل حياة "محمود" الإرهابي، والتي انعكست بدورها على حياته وما آلت إليه في النهاية.
ففي واقع الأمر، مر محمود الذي فجر نفسه أمام كنيسة القديسين بالكثير من التحولات الشخصية والاجتماعية، والتي أدت إلى اضطراب حياته واهتزازه نفسيًا أمام العفن والازدواجية والانحلال الذي ساد المجتمع في الآونة الأخيرة، حتى أنه هو نفسه كان قد أصبح جزءٌ لا يتجزأ من هذا الحال، وعلق بالقاع الذي انحدرنا إليه.
مساراتٍ فرعيةٍ عديدةٍ ومتشابكة، يرويها لنا الكاتب على ألسن شخوص العمل، وهم: د."منال" زميلة محمود في الصيدلية التي كان يعمل بها حتى وقتٍ قصير من التفجير الانتحاري، والتي كانت تجمعهما علاقةٌ غراميةٌ لم تكتمل، لذا كانت د. منال هي أول من سقط رهن الاعتقال لدى الجهات الأمنية وخضع لاستجوابها بعد الحادث لفترةٍ قصيرة قبل إخلاء سبيلها.
وهناك أيضًا الطبيبة النفسية "يارا فؤاد "، والإعلامية "مريم سعيد"، إضافةً إلى "سمر" الفتاة التي كان يتواصل معها محمود بشكلٍ افتراضي عبر شبكة التواصل الاجتماعي، والعلاقة الغريبة التي جمعت بينهما، وإن كنت أتصور من وجهة نظري أن هذه الشخصية تحديدًا أخذت مساحةً من الأحداث أكبر كثيرًا من المساحة التي تستحقها.
وكذلك هناك "نجلاء" أخت محمود وزوجها الرجل الطاعن في السن "عبد القوي"، وأخيرًا "أبو حمزة المصري" الرأس المدبر لحادث التفجير والذي نجح في اصطياد محمود واستغلال حالة الضعف واليأس التي كان يمر بها ودفعه إلى تنفيذ العملية.
وعلى الرغم من أن أغلب شخوص العمل كان لها تأثيرٌ متباينٌ على حياة محمود بشكلٍ أو بآخر، إلا أن كلًا منهم كان له حياته وأزماته الاجتماعية الخاصة به على اختلاف بيئاتهم وخلفياتهم الثقافية، والتي مثلت خيوطًا فرعية بالغة الأهمية أعطت للرواية غزارتها الإنسانية والمجتمعية بكافة أشكالها.
فقد ترك وليد في هذا العمل القلم لأبطاله، ليخطوا به ما شاؤا عن حياتهم وأحلامهم وإحباطاتهم، ومنحهم حرية التعبير عن ذاتهم بأفكارهم ومعتقداتهم، فتناوبوا على سرد الرواية كلٌ بصفته وشخصه دون تدخلٍ منه، وفي ذات الوقت صنع لنفسه سردًا آخر موازي داخل الرواية، من خلال سرد (المؤلف) الذي توحد مع عوالم أبطاله، بل ودخل معهم في صراعٍ جنوني لإنهاء روايته بعد أن كادت تصيبه بالجنون.
فقد أجاد وليد بشكلٍ مبهرٍ صنع الحبكة، واستطاع أن يدير شخوص روايته ببراعة، وعلى الرغم من أن الرواية يغلب عليها الطابع السردي إلا أن القاريء لا يكاد يمل فأسلوب السرد جاء شيقًا وممتعًا.
أيضًا لا أريد هنا أن أنسى الإشارة إلى أهمية انتقاء الأماكن التي دارت فيها الأحداث، والدقة المتناهية في وصف إحداثيتها الجغرافية، وتحديدًا منطقة "السيدة زينب" والمناطق المحيطة بها، ولم لا؟ والكاتب ذاته من مواليد هذه المنطقة، مما كان له أكبر الأثر في وضع القاريء في قلب المكان "حرفيًا" خاصة لو كان مثلي ممن أتموا إحدى مراحلهم التعليمية في واحدة من المدارس التي كانت على مقربةٍ من ميدان السيدة، وبالتالي أعلم جغرافية المكان جيدًا بما له من ذكرياتٍ لاتنسى، وساهم كثيرًا في تخيلي لمجريات الأحداث.
"بائع الكتب القديمة" هو عملٌ أدبيٌ كبيرٌ ودسم، مجهدٌ في كتابته، وفي نسج تفاصيل أحداثه وبناء شخوصه، لذا أشفقت على الكاتب منه كثيرًا، إذ كيف استطاع أن يتعايش مع عوالمٍ كتلك؟ وأن يحتمل بداخله كل هذا الزخم من الصراعات والتقلبات النفسية التي عانى منها أبطال روايته؟
في الحقيقة هو شيءٌ في قمة الإجهاد والإرهاق على المستوى البدني والعقلي والنفسي، فبالتأكيد هذه روايةٌ لا يتصدى لها إلا كاتبٌ عليه بذل طاقةٍ خرافيةٍ للإبقاء فقط على جزءٍ يسيرٍ من عقله لألا يصاب بالجنون بعده.