بعد العقلانية العلمية التي ربطت النهضة بالعلم التجريبي و الطبيعي و بعد العقلانية الليبرالية السياسية, جاءت العقلانية النقدية, التي تقرن النهوض الحضاري بضرورة "نقد العقل" أي تفكيك بنيته, و تحليل مسلماته و بداهاته, و استنطاق صياغاته و تعبيراته, بهدف معرفة كيفية اشتغاله, وطريقة إنتاجه للمعنى و الحقيقة و تاريخية تكونه, و قطائعه, و التماس حدوده و تناهيه.في هذا السياق يندرج مشروع محمد أركون, فهو صاحب برنامج نقدي شامل, يدرس شروط صلاحية كل المعارف التي أنتجها العقل الاسلامي, و هو مشروع ينخرط ابتمولوجيا في العمق, كما أنه مشروع ضخم, لا يستطيع فرد أن ينجزه لوحده, بل إن كل خط من خطوط المشروع يحتاج مؤسسات بحث علمية, و فريق كبير من المؤرخين و اللسانيين و الانتربولوجيين, وعلماء الاجتماع, و عل