يُقال : "الكتب متعة وحديث الكتب عن الكتب متعتان "، أحب الكتب التي تتحدث عن الكتب وبالأخص عُندما يُكتب عن الدهشة الأولى للمكتبة. وُفقت الكاتبة في استهلال الرواية والذي بجذب القارئ إلى عالمه ومنطقته عالم الكتب، رواية لها لغة سلسة ممتعة لا تشعر بالسأم أو الضجر في قراءتها. أجادت المؤلفة في التنقل بين الماضي والحاضر بما يخدم رؤية الكاتبة حول بعض القضايا السياسية التي حدثت سابقاً والتي قد تتكرر اليوم ، وذلك عبر تقنية سردية وهي قراءة المخطوط الذي يمثّل الماضي ثم تماهيه مع الحاضر عند ادعاء السارد نسيان تفاصيل الأحداث مما جعل الزمن يتداخل. القصة رائعة في بدايتها ولكن عندما بدأت الرواية في فصولها الأخيرة بدأ التسارع في الأحداث وكأن الكاتبة تريد الانتهاء أو التخلص من الرواية، أو إنها قد أوصلت ما تريد أن تقول، ولكن أعجبني جداً معالجتها ذلك بذكاء دون أن تُشعر القارئ بهذا التسارع وذلك بأن تُشرك أحد الشخصيات في الحديث عن الرواية وعن كتابتها، وكأنها سترد على أي انتقاد يوجه لها من قبل القارئ، فقد جعلت من شخصية (بنت اللذين) قارئ افتراضي يورد الانتقاد والسارد يُسوّغ لنفسه اجتهاداته في كتابة الرواية.
استمتعت بقراءتها وكنت أرجو أن أقرأ تفاصيل رحلت الشيخ في السودان وفي مصر .
مرة جميل أسلوب الكتاب وقصة الشيخ مشوقة جدًا، لكن النهاية المعلقة تثير الحيرة ووجدت أخطاء كتابية تشتت من وضوح الرواية. أريد أن اقرأ تكملة ما، وقراءة توضيح لتفاصيل في مغامرة الشيخ
رائعة ومميزة جداً في سردها، وصفها لعاشق للقراءة كان عميق وبث فيني شغفه. كنت أقرأ كم صفحة وقت بريك الدوام لين انغمست معها وقلت لا راح ألتهم الكتاب اليوم
دمية الشيخ للكاتبة سناء الغامدي، رواية داخل رواية، لا أستطيع القول إن الكاتبة استخدمت هذا الشكل، وفي الوقت نفسه لا يمكنني نفيه، فهي هنا تلعب بين المنطقتين، تخدعنا حين توحي إلينا أن المخطوطة هي الرواية وأن كل الفصول قبله وبعده خارج الرواية، أو هي فصول تحكي قصة وصول المخطوطة وتحويلها إلى رواية، ولكن ما هما في الحقيقة إلا رواية واحدة لكاتب واحد، هكذا تقدم لنا الكاتبة في ثنايا الرواية أفكارها الخاصة حول كيف يكتب الروائي وما هي العوالم التي يعيش فيها وكيف يتأثر بما يحيط به ويكتب عنه. الرواية تعود بنا إلى تلك الحقبة من تاريخ الجزيرة العربية في ما قبل النفط، لتلقي الضوء على حقبة الرحلات العلمية في الجزيرة العربية إلى اليمن التي كانت محكومة بالزيدية. وكيف كانت يوميات طلاب العلم من جنسيات مختلفة وبلدان شتى، وما مدى تصالح أو تناحر المذاهب الإسلامية خلال ذلك. تعد الرواية ورقة كاشفة لواقعنا الراهن، حيث الحاضر المعيش محاصر بالسياسي وبأمور أخرى ربما ترغم الروائي على الارتداد إلى الماضي ليسقط واقع القارئ وقضاياه على مجتمع آخر أو على زمن آخر ليكون له وقع خفيف على القارئ.