لا وجود للمقالة البيانية إلا في المعاني التي اشتملت عليها يقيمها الكاتب علي حدود ويديرها علي طريقة مصيبا بألفاظه مواقع الشعور مثيرا بها مكامن الخيال آخذا بوزن تاركا بوزن لتأخذ النفس كما يشاء وتترك. ونقل حقائق الدنيا نقلا صحيحا إلي الكتابة أو الشعر هو انتزاعها من الحياة في أسلوب وإظهارها للحياة في أسلوب آخر يكون أوفي وأدق وأجمل لوضعه كل شئ في خاص معناه وكشفه حقائق الدنيا كشفة تحت ظاهرها الملتبس
مصطفى صادق الرافعي 1298 هـ - 1356 هـ ولد في بيت جده لأمه في قرية "بهتيم" بمحافظة القليوبية عاش حياته في طنطا وبذلك يكون الرافعي قد عاش سبعة وخمسين عاماً كانت كلها ألواناً متعددة من الكفاح المتواصل في الحياة والأدب والوطنية.
اسمه كما هو معروف لنا مصطفى صادق الرافعي وأصله من مدينة طرابلس في لبنان ومازالت اسرة الرافعي موجودة في طرابلس حتى الآن أما الفرع الذي جاء إلى مصر من أسرة الرافعي فأن الذي اسسه هو الشيخ محمد الطاهر الرافعي الذي وفد إلى مصر سنة 1827م ليكون قاضياً للمذهب الحنفي أي مذهب أبي حنيفة النعمان وقد جاء الشيخ بأمر من السلطان العثماني ليتولى قضاء المذهب الحنفي وكانت مصر حتى ذلك الحين ولاية عثمانية. ويقال أن نسب أسرة الرافعي يمتد إلى عمر بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وقد جاء بعد الشيخ محمد طاهر الرافعي عدد كبير من اخوته وأبناء عمه وبلغ عدد أفراد أسرة الرافعى في مصر حين وفاة مصطفى صادق الرافعي سنة 1937 ما يزيد على ستمائة. وكان العمل الرئيسي لرجال أسرة الرافعى هو القضاء الشرعي حتى وصل الأمر إلى الحد الذي اجتمع فيه من آل الرافعي أربعون قاضياً في مختلف المحاكم الشرعية المصرية في وقت واحد وأوشكت وظائف القضاء والفتوى أن تكون مقصورة على آل الرافعي.
وكان والد الرافعي هو الشيخ عبد الرازق الرافعي الذي تولى منصب القضاء الشرعي في كثير من اقاليم مصر وكان آخر عمل له هو رئاسة محكمة طنطا الشرعية. أما والدة الرافعى فكانت سورية الأصل كأبيه وكان أبوها الشيخ الطوخي تاجراً تسير قوافله بالتجارة بين مصر والشام وأصله من حلب وكانت اقامته في بهتيم من قرى محافظة القليوبية.
دخل الرافعي المدرسة الابتدائية ونال شهادتها ثم أصيب بمرض يقال انه التيفود أقعده عدة شهور في سريره وخرج من هذا المرض مصاباً في أذنيه وظل المرض يزيد عليه عاماً بعد عام حتى وصل إلى الثلاثين من عمره وقد فقد سمعه بصورة نهائية. لم يحصل الرافعي في تعليمه النظامى على أكثر من الشهادة الابتدائية. توفي في يوم الاثنين العاشر من مايو لعام 1937 استيقظ فيلسوف القرآن لصلاة الفجر، ثم جلس يتلو القرآن، فشعر بحرقة في معدته، تناول لها دواء، ثم عاد إلى مصلاه، ومضت ساعة، ثم نهض وسار، فلما كان بالبهو سقط على الأرض، ولما هب له أهل الدار، وجدوه قد فاضت روحه الطيبة إلى بارئها، وحمل جثمانه ودفن بعد صلاة الظهر إلى جوار أبويه في مقبرة العائلة في طنطا.
كاتب أكثر من رائع ترقص الكلمات تحت قلمة، ولكم أحسست عندما قرأت كتاباته أني لا أتقن اللغة العربية!! وهذه بعض المقتطفات من الكتاب:
• أشد سجون الحياة فكرة خائبة يسجن الحيُّ فيها.
• الدّين حرية القيد لا حرية الحرية، فأنت بعد أن تقيد رذائلك وضراوتك وشرّك وحيوانيتك – أنت من بعد هذا حر ما وسعتك الأرض والسماء والفكر، لأنك من بعد هذا مكمِّل للإنسانية، مستقيم على طريقتها.
• إن الخطأ أكبر الخطأ أن تنظم الحياة من حولك وتترك الفوضى في قلبك.
• اللذة لا تموت حتى تلد ما يبقيها حيّة، فهي تلد الحنين إليها، وهو لا يسكن حتى يعود لذة تنقضي...وتلد.
• هي ثلاث بها نظام النفس، ونظام العالم، ونظام اللذات والشهوات: أن تكون لك تقوى، ثم يكون لك فكر من هذه التقوى، ثم يكون لك نظر إلى العالم من هذا الفكر ما اجتمعت هذه الثلات في إنسان إلا قهر الدنيا وإبليس.
إذا كان من البيان سحرا ، فإن الرافعي كبير السحرة !! ما هذا القلم يا رافعي أمداده الحبر أم العسل ؟؟ الرافعي من الأدباء الذين وصلت شهرتهم الآفاق ، فإن لم يمر عليك ذكره في كتاب فلا بد وأن يمر عليك في صفوف الدراسة ، أو في مقال ، أو منشور إلكتروني .. لذا كان من الأدباء الذين قررت القراءة لهم مبكرا ، ولكن كان قراري خاطئا بالابتداء بكتابه (تحت راية القرآن) لم يكن يعبر عن الرافعي ، لم يظهر هذا الجانب الحسي ، هذه المشاعر المرهفة ، هذه الكلمات العذبة التي تسحرك برقتها ، وتطير بك إلى عالم ملائكي ، بل كان عبارة عن هجوم وردود على مقالات على ما أظن لطه حسين أو ما شابه ، ولا تعد من الكتب التي تمثل هذا الرجل العذب ذو الكلمة الساحرة ، بل ركزت على جانبه الآخر ، الهجومي ذو الكلمة الحادة ، فكان ظلما مني أن ابتدأت به ، ثم بعدها لم أفكر بالقراءة له مجددا حتى توالت علي الاقتراحات بالقراءة له من جديد وتحديدا كتابه الأشهر (وحي القلم) ففعلت ، وأحمد الله على ذلك.. هذا الكتاب فعلا يستحق أن يكون من الكتب المقترحة في بداية قراءاتك ، لأنه امتاز بالأسلوب الفصيح البليغ ، وبالحكم الظاهرة على هيئة قصص يرويها الرافعي بشكل سلس جدا وبيّن ، لذا فهو يصح فعلا أن يكون من الكتب التي ينصح بها كمدخل للقارئ وللكاتب حتى ، ففيه تقوية لمفرداتك وتعويد لك على الأسلوب البليغ الفصيح ، وهو بالوقت ذاته ليس بالصعب أو الذي تكثر فيه الألفاظ الغريبة . أنهيت الجزء الأول ، وبإذن الله سأبتدئ بالجزء الثاني على بركة الله ❤️..
حسناً .. عندما يتجلي سحر البيان في أسمي صوره ، و يبرز رونق اللغة و جمالها يسافر الخيال بعيداً منطلقاً لأبعد مقصد ، فيؤتي من العجيب ما هو بسيط و رقيق بدأته متحمسة لإبداع لغته ، كنت أتذوق معانيه بفمي فأشعر بلذة لا مثيل لها فيما قرأت من قبل حتي وصلت فجأة لربع الكتاب تقريباً ... وجدت نفسي أمقته بل و أريد تمزيقه ... سطر تلو الآخر أتراجع في موقفي ثم تثور براكين بعقلي ثم تهدأ ثم تحدث زلازل من الأفكار لا أعلم شعرت بأن من كتب فلسفة المهر و زوجة إمام ليس نفسه من كتب الطائشة أو ما بعدها الفلسفة الغريبة في نقد تعلم المرأة جعلتني أحتار ... في البداية كان يقول بأنها ليست بسلعة تباع أو تشتري بل إنها إنسان حر يملك حق الاختيار و الزواج ارتباط بين نفوس و ليست بين أملاك و نقود .. و لكنه بعدها يحط من تعلم المرأة لأنه يؤدي لضياعها و كسادها ! ألم تقل بأنها ليست بسلعة ؟ التعميم ... التعميم هو أسوأ مبدأ يحط من المنطق بل و ينسفه ، الكاتب للأسف كان يستخدم مبدأ التعميم في مسألة تعلم المرأة بشكل يدعو لرمي الكتاب أرضاً فكل العلوم التي تسعي المرأة ورائها علوم تلغي حياءها و تجعلها إنساناً بلا مبادئ يجري وراء غرائزه ! بل و كل امرأة أرادت التعلم و الخروج لسوق العمل هي امرأة تصارع من أجل إظهار عدم كسادها .. و تحاول جاهدة طوال الوقت إيجاد رجل مناسب لها و تختبئ تحت عباءة العلم ! لأكون منصفة كتب سطرين بعدها بأن الطائشة ليست كل النساء و بأنها ليست كل امرأة متعلمة و لكنه بعدها ما صبر أن جاء مرة أخري بنقد تعليم المرأة في المطلق و بأنه يؤدي لدمار الأمة ! بالنهاية استغربت كثيراً بأنني لم أستمتع بالكتاب ككثيرين غيري ... و قد يكون العيب مني فاعذروني 😊 و لكن شيئاً ما بداخلي كان يثور طوال القراءة و يقول له : لا .. ليست كل امرأة تهوي التعلم بعاهرة أو طائشة .. بل هي إنسان كما قلت من قبل و لكل إنسان هدف و شيء يهواه و يضعه أمل حياته .... و ليست كل متعلمة برافضة للحجاب و الدين و التقاليد كما اتهمت و عممت بل بالعكس فعندما يصل الإنسان لذروة علمه يعلم جيداً بأن دينه مرتبط بالعلم بل و مكمل له حاولت الاستمتاع بباقي الكتاب و لكني لم أقدر استكمال بضعة مقالات بالنهاية التجربة ليست بسيئة في المطلق و أكون غبية إن تغاضيت عن باقي المقالات الجيدة ...
بحمد الله ومنته اكملت الجزء الاول من هذا الكتاب الذي يجذبك من اول صفحة بمواضيعه المتنوعه ،، يتكلم عن الماضي والحاضر والمستقبل ،، مضيفا الاثارةوالتشويق في طريقة سرده ،، به ايضا من الخيال ما يصدمك !! كيف خطرت في باله هذه الفكره !! استعجبت اراءه عن المرأه ،، وايقنت انه يريد لنا الخير وخير الامه ،، فهي المربية ،، يعجبني غزله العفيف ،، الحب الطاهر ،، صراع الخير والشر ،، الشياطين والملائكه ،، لا اجد بعد هذا كله وصفا يتناسب !! لعشاق الادب ،، تفتقدون الكثير ان لم تقرأو هذا الوحي العجيب ،، وحي القلم
**** من الكتب ما يشدّك بأحداثه وإن جفّت لغته، ومنها ما يأسرك بجمال عباراته وإن خلا من المعنى العميق. غير أنّ قلّما يجتمع الحُسنَان معًا كما اجتمعا في تلك اللوحة. فهو ليس كتابًا تقرؤه فحسب، بل روضةً مطرّزة بأنضر الألفاظ، ومُزهَّرة بأبهى الصور البيانية، تسير فيها الكلمات كأنها أنغامٌ مطواعة بين يدي مؤلفها. فإذا بالمعنى الراقي يخرج من بين السطور حيًّا نابضًا، أشبه بعرائس تتهادى على خشبة الفن، يحركها "الرافعي" بمهارة ساحرٍ لغوي، حتى تبلغ قلب القارئ في غير مشقة ولا تكلف.
**** كتاب "وحي القلم الجزء الأول" للأديب والمفكر، وحامل لواء الأخلاق في عصره "مصطفى صادق الرافعي" و الصادر في أوائل القرن العشرين ، أولى مطالعاتي في هذا الضرب من الأدب الممزوج بالفكر؛ أدبٍ ترتفع فيه الكلمة إلى منزلة الرسالة، وتمتزج فيه روعة البيان بسمو الفكرة، حتى يغدو النص شاهدًا على عبقرية صاحبه ومثالًا لجمال اللغة حين تُسخّر لخدمة القيم.
** في رأيي إن كانت بعض الكتب تُنتظر لتُقيَّم، فإن "وحي القلم" من الكتب التي تُقيِّم قارئها قبل أن يجرؤ هو على تقييمها.... تكشف عن مدى نضجه الفكري، وتختبر قدرته على استيعاب جمال اللغة العربية وعمقها.
**** التصنيف:
- "وحي القلم" ليس رواية تُبنى على شخصيات وأحداث، ولا كتابًا تاريخيًّا يتتبع الماضي، بل هو مجموعة من المقالات التي صاغها "الرافعي" بروح الأديب وعقل المفكر. جاءت مقالاته أقرب إلى رسائل ممتدة، تحمل من الجمال ما يُمتع الذوق، ومن الفكر ما يوقظ العقل، ومن العاطفة ما يلامس القلب.
- ولعل سرّ فرادته أنه كتاب لا يُقرأ للتسلية أو المعرفة وحدها، بل للتجربة التي يمنحها؛ تجربة تجعل اللغة أداة للفهم والتهذيب معًا، وتُعيد القارئ إلى أجواء العربية الأصيلة في أنضر صورها.
- ينتمي الكتاب إلى فن المقال الأدبي، ذلك اللون الذي يوازن بين الأدب والفكر. فلا هو محض خواطر وجدانية، ولا هو بحث فكري جاف، بل مزيج سلس يقدّم الفكرة في ثوب أدبي رفيع.
****اللغة والأسلوب
جاءت لغة "الرافعي" غايةً في العذوبة والرصانة معًا، فهي سهلة المنال للقارئ، لكنها في الوقت ذاته مشبعة بروح العربية الأصيلة. وقد حرص الكاتب على وضع معاني الكلمات في الهوامش، وكأنّه يريد أن يمدّ يده للقارئ ليطمئنه في رحلته بين السطور، رغم أنّ معظم الألفاظ تشعرك أنها تفسر نفسها بنفسها لما فيها من صفاء الدلالة.
- اعتمد الكاتب على البلاغة العربية في أبهى صورها، فزخرت عباراته بالتشبيهات البلاغية ، والاستعارات الموحية، والمجاز الذي يفتح أمام القارئ آفاقًا من المعنى تتجاوز ظاهر الألفاظ. ولم يكتفِ بذلك، بل طعّم جمله بالمحسنات البديعية من جناسٍ وتضادٍّ وترادف وإطناب.... فجاءت نصوصه كقطع فنية تبرق بروعة الصياغة، وإلى جانب ذلك ينساب أسلوبه في إيقاعٍ موسيقي متزن، يجعل القارئ وكأنه يصغي إلى أنغامٍ من الشعر المنثور، فتأتي الجملة عنده مشدودة كوتر، متينة كالبنيان، وفي الوقت ذاته رقيقة عذبة على السمع والقلب.
- وهكذا يغدو النص عنده بحرًا زاخرًا من العربية، يستخرج منه ما لذّ وطاب من لآلئها المكنونة، ويقدمه للقراء في قوالب لغوية تأسر العقل والوجدان معًا.
****السرد وبناء المقالة:
- اعتمد "الرافعي" على بناء المقالة الأدبية بأسلوب يقترب من روح السرد القصصي، فلا يكتفي بعرض الفكرة في جفافها، بل ينسجها في ثوب من الصور البيانية والمواقف الحية التي تجعل القارئ وكأنه يعيشها. وتأتي المقالة عنده ذات بداية مشوقة، وانسياب متدرج، ثم خاتمة محكمة تُرسّخ المعنى في الذاكرة.
- نجح الكاتب بفضل لغته البديعة في أن يجعل الفكرة لا تنفصل عن أسلوب عرضها، حتى ليصعب على القارئ أن يحدد أيهما أحب أكثر: هل هي الفكرة بما تحمله من سمو أخلاقي ورفعة فكرية، أم هي اللغة التي حملتها بتلك الأناقة والجزالة؟ كلاهما يتداخلان حتى يصبح النص لوحة مكتملة الأركان، تجمع بين جمال الشكل وعمق إطار المضمون.
****الأفكار والأخلاق:
- لم يكن الرافعي مجرد أديب يطارد الصور البيانية، بل مفكرًا ومصلحًا يحمل رسالة أخلاقية وإنسانية. فكل فكرة يطرحها تنبض بقيمٍ عليا:حجاب المرأة و حقوق الزوجة و مسئولياتها و الحض على الزواج و تبغيض الطلاق و إحياء الفضيلة....والأجمل أنه لم يقدّم هذه الأفكار في صورة وعظ مباشر قد ينفر القارئ، بل صاغها في أبهى قوالب الأدب القصصي ، فجعل القيم تتسلل إلى القلب برفق الكلمة العذبة ورهافة الصورة.
****مواطن القوة في الكتاب:
١- اللغة العربية الرفيعة:
تطويع العربية تطويعًا نادرًا؛ جُمَلٌ رشيقة متينة، مشغولة بالمجاز والتشبيه والجناس والتضاد، كأن اللغة بين يديه بحرٌ يخرج منه الدرر.
٢- الإصرار على القيم الأخلاقية:
خطابٌ يحرس الهوية والفضيلة؛ دعوة إلى الحجاب وصيانة المرأة، وتشجيع على الزواج وتكوين الأسرة، مع رؤية تُعلي من مكانة البيت والتنشئة.
٣- بناء المقالة المحكمة والسرد الحيّ:
افتتاحات مشوّقة، وتدرّج منطقي، وخواتيم محكمة تُثبّت المعنى؛ والمقالة عنده تُروى كحكاية، لا تُلقى كموعظة جافة.
٤- الانسجام بين المبنى والمعنى:
يصعب على القارئ أن يميّز: أأحبَّ الفكرة لروعة صياغتها، أم أحبَّ الصياغة لأنها تحمل فكرة سامية؟ المعنى والبيان هنا متعاضدان لا منفصلان.
٥- الإيقاع والمعجم:
موسيقى داخلية تطرب السمع، وهوامش لمعاني الكلمات تيسّر القراءة، رغم أن كثيرًا من الألفاظ يشرح نفسه بصفاء دلالته.
****ملاحظات نقدية:
بالطبع من هم مثل "الرافعي " و مقالاته ليست من النوع الذي يحق لي نقدها أو التحدث عن نقاط ضعف و لكن بما أن تقييمي لن يؤثر في اسم المفكر الاديب فيمكن _على استحياء_ التحدث عن بعض الملاحظات الغير مؤثرة مثل:
١- نزعة تشدُّد في بعض القضايا:
يُفهَم من مواضع متفرقة ميلٌ إلى مزيد من الستر يصل إلى الإقرار بالنقاب على نحوٍ غير مباشر أو التشديد على الزواج للرجل الأرمل بمجرد وفاة الزوجة ؛ وهو طرحٌ أراه متشددًا ويستدعي نقاشًا أوسع.
٢- لهجة يقينية تُضيّق أحيانًا هامش الاختلاف:
يغلب على بعض المقالات يقينٌ حادّ يجعل المساحة المتاحة للحوار أقل مما ينبغي لقضايا اجتماعية متغيّرة مثل استنواق الجمل و أرملة الحكومة مع اتفاقي مع الكاتب في الخطوط العريضة لوجهة النظر.
٣- كثافة البلاغة على حساب السلاسة عند بعض القرّاء: زخرفة البيان قد تُثقل على القارئ المبتدئ، خصوصًا مع توالي الصور والمحسنات في الفقرة الواحدة.
٤- تفاوت المستوى بين المقالات:
بحكم تناثر النشر وتنوع الموضوعات، يلوح تفاوتٌ طبيعي في اللمعان الفني وحرارة الفكرة من مقالة إلى أخرى.
٥- الوتيرة الواحدة:
يسير الكتاب على نَفَس متشابه في الأسلوب والنغمة، مما قد يورث شيئًا من الرتابة؛ فالإفراط في الحلاوة يُفضي أحيانًا إلى الفتور، كما أن وفرة العسل قد تُثقِل الذائقة بدل أن تُمتعها.
****اقتباسات ونظرة عامة على بعض المقالات:
- بعد الاستهلال الذي صاغه "الرافعي" كتمهيد بليغ، يضع مقدمة متألقة تزدهي بإطراء من الإمام "محمد عبده"، قبل أن ينطلق إلى عرض "ستٍ وأربعين" مقالة نُشرت في صحف متفرقة. هذه المقالات تتنوع في طبيعتها: منها ما جاء في صورة سلسلة مترابطة مثل الطائشة في أربعة أجزاء، ومنها ما استقل بنفسه كـ "حديث قطين" أو "عربة اللقطاء"، ومنها ما بدا متفرقًا في الظاهر لكنه متصل في الروح كـ "استنوق الجمل" و"أرملة الحكومة".
- رغم أن الكتاب في جوهره تجميع لمقالات منشورة، فإن ترتيبها في المتن لم يكن عشوائيًا، بل كُتب بعناية تُشبه هندسة خفية. يبدأ "الرافعي" بالتغني بجلال الطبيعة: ربيعها، قمرها، بحرها، وصيفها... ثم ينتقل إلى القصص التي تُعلي من شأن الأخلاق والقيم، قبل أن يتحول إلى فارس للدين والكرامة، مدافعًا عن المرأة، موضحًا حقوقها وواجباتها. وهكذا يرسم مسارًا فكريًا ووجدانيًا متدرجًا، يمنح القارئ تجربة متكاملة تتجاوز مجرد المقالات المتفرقة.
- ومضات من أهم المقالات :
١- اليمامتان:
-مقالة تمزج بين الحكاية والعاطفة؛ تبدأ بإعجاب رقيق يتحول إلى حب من طرف واحد، في قصة "مارية" وأختها "أرمانوس". أجمل ما في النص تلك المقطوعة الشعرية المترجمة من القبطية إلى العربية، التي فقدت الوزن والقافية لكنها احتفظت بحرارتها وصدقها، فجاءت كأنها نثر شعري ينبض بالحياة:
"على فسطاط الأمير يمامة جاثمة تحضن بيضها...
يمامة سعيدة ستكون في التاريخ كهدهد سليمان...
نسب الهدهد إلى سليمان، وستنسب اليمامة إلى عمرو...
واهت لك يا عمرو، ما ضر لو عرفت اليمامة الأخرى!"
-هذه السطور تكشف عن شاعرية الرافعي في التقاط المعنى العاطفي حتى وهو ينقل من لغة إلى أخرى، لتصبح المقالة أقرب إلى قصيدة حب حزينة تتخفى في ثوب الحكاية.
٢- استجلاء العيد:
لوحة بهيجة يرسم فيها الرافعي ملامح العيد كما عرفناه في طفولتنا، حيث البساطة والمرح البريء. ومن أجمل ما فيها قوله: "تحتدم بينهم المعارك ولا يتكسر فيها إلا اللعب، أما الكبار فيصنعون المدفع الضخم من الحديد للجسم اللين من العظم."
٣- عرش الورد:
بأسلوب شفيف ومشاعر أبوية صادقة، يصوّر الرافعي لحظة زفاف ابنته الكبرى ورؤيته لها على عرش الورد. ومن أرق ما قال: "ولو أن مبدعًا أفتنَّ في صنع تمثال للنيّة الطاهرة وجيء به في مكانها وأخذت هي في مكانه لتشابها وتشاكل الأمر."
٤- أيها البحر والربيع الأزرق:
لوحتان فنيتان يسكب فيهما الرافعي سحر الصيف وجمال البحر، ومن أبدع ما جاء فيهما قوله: "ما أجمل الأرض على حاشية الأزرقين: البحر والسماء."
٥- حديث قطين و خروفين :
حوارات تخيلية يحمل مسحة فلسفية ساخرة، يناقش قيمة الكد في طلب الرزق ومتعة الحصول عليه بالتعب، في ثوب أدبي طريف يجمع بين العمق وخفة الظل.
٦- ورقة ورد:
نص رقيق يفيض بمشاعر الحب، يمتاز بوصف سامٍ للمحبوبة كأن القارئ يبصر قلبها لا جسدها. ومن أبهى ما ورد فيه: "هي ترى أسمى الفكر ألا يكون لها فكر، تترك بعض أمورها للمصادفة كأنها واثقة أن الحظ بعض عشاقها."
٧- سمو الحب، فلسفة المهر، فلسفة المال، زوجة إمام:
قصص تاريخية للعهد الأموي بديعة الصياغة منسوجة بروح الأدب، يبرع فيها الرافعي في إظهار سمو المعنى فوق زخارف الدنيا. ومن أعمق ما جاء فيها:
"هي كبرياء الروح العظيمة على مادة التراب والطين متمثلة في أي من أشكالها أو في الذهب."
وكذلك قوله: "وهل تعيش المرأة المطلقة إلا في أيام ميتة، وهل قاتل أيامها إلا مطلقها؟"
٨- تربية لؤلؤية:
في هذه المقالة يبدأ "الرافعي" بطرح رؤيته تجاه المرأة في مواجهة أفكار "قاسم أمين" و "هدى شعراوي"؛ لا من باب الانتقاص من حقوقها بل من باب صيانتها وصون المجتمع معها. قد يبدو متشددًا في ربط الحجاب بستر الوجه لا الجسد والشعر فحسب، لكنه يسوق حجته بتشبيهات بليغة، منها قوله:
"المرأة في نفي الحجاب عنها كمن يخرج جذور الشجرة من الأرض بزعم حريتها؛ فلا تأخذ الشجرة إلا الضعف، ولا نأخذ منها إلا الخشب لا الثمر."
٩- مقالات في نقد العزوبة "استنوقَ الجمل و أرملة الحكومة و رؤيا في السماء" :
مقالات ساخرة يوجّه فيها الرافعي نقدًا لاذعًا للعزوبة ورفض الزواج، ويرى أن في ذلك مخالفة للفطرة. وفي رؤيا في السماء يؤكد على وجوب زواج الأرمل سريعًا بعد وفاة زوجته، في صورة تجمع بين الجد والهزل.
١٠- بنته الصغيرة:
قصة مؤثرة يستلهم فيها الرافعي حكاية مالك بن دينار وتوبته بعد وفاة ابنته الصغيرة، لتغدو لوحة من الوجد والاعتبار.
١١- الأجنبية:
بأسلوب ساخر لاذع، يهاجم الرافعي تفضيل الزواج بالأجنبية على المصرية، ويشبّه هذا الزواج بـ "المسدس ذي الست رصاصات" (ص ٢٧٠)، في دفاع صريح عن المرأة المصرية وكرامتها.
١٢- عربة اللقطاء:
من أبدع وأعمق مقالات الكتاب، يصوغ فيها الرافعي صورة حيّة لمعاناة أطفال الملاجئ، عبر حوارات نابضة مع المربية والطفل وحتى الخيول. لوحة إنسانية مؤلمة، تكفي وحدها لخلود الكتاب في وجدان الأدب العربي.
****إجمالًا "وحي القلم" كتاب يجمع بين جمال الأسلوب وسمو الفكرة، ويكشف براعة "الرافعي" في استخدام اللغة لتوصيل القيم والمعاني الرفيعة. قراءة هذا العمل أقرب إلى رحلة للتأمل والتهذيب، لكن من الأفضل أن تُقرأ مقالاته متفرقة بين الكتب الأخرى، حتى لا يشعر القارئ بالرتابة، فكل مقالة فيه أشبه بقطعة حلوى صغيرة تترك أثرها في النفس.
إنها تجربة تستحق، لا تمنح القارئ المتعة فحسب، بل تختبر نضجه وتدعوه للتفكير في قضايا اللغة والفكر والأخلاق. وإذا كنت تبحث عن كتاب يربي الذوق ويهذب الروح، فلن تجد خيرًا من وحي القلم و لكن مع ذلك تبقى تجربة الجزء الأول غير صالحة في الوقت الحالي لتكرارها في الجزء الثاني و الثالث .
توقفت عند صفحة رقم 116 بسبب أني لم أجد حافز لاكماله. كتاب عظيم ذو منافع كبيرة ولكنه يحتاج حافز غريب ويحتاج وقت كبير ايضا. بإذن الله سأكمله عندما يحين الوقت.
خواطر متنوّعة لا يحّق لي نقدها ، فياليتني أرتقي لأكتب بنفس الأسلوب ونفس اللغة تجربة لطيفة بعد الخيبة الأولى مع كتاب المساكين تقييمي لن يقلّل من شأن الرافعي ولا من شأن اللغة والأسلوب الفذين ، لكنني وجدت نفسي أعارض بعضا من الأفكار والتي مازال يكررها في خواطر عدة تجاوزت نصف ما كتب في الكتاب النصوص الأولى في هذا الجزء كانت رائعة راقية ، ورجائي أن أجد نصوص الجزئين الثاني والثالث من وحي القلم لا تقل روعة عنها
لا أملك إلا أن اشهد بجمال وروعة ما قرأت ...هناك اقلام وهناك قلم الرافعى الذى يملك وحيه الخاص الذى يضاهى ولا يقارن ... رحمك الله ونفعك بما أوحى قلمك الى يوم الدين.. يستحق أن يقرأ مرارا وفى كل مره ستشعر بمعان وحكم وتتشبع بادب جديد ...الى الجزء التانى
لا أستطيع التصديق أنني اخيرا انهيته!! كنت بدأت قرائته منذ بداية العام بعد خوف منه واستثقاله بما يقرب ال ٤ أعوام! ولكني أخذت الخطوة وتشجعت فكانت هذه المحاولة الثانية للقراءة للرافعي بعد ا��محاولة الأولى المتمثلة في ( إعجاز القرآن ) وكانت محاولة فاشلة بكل المقاييس. ما الذي ألهب الحماسة فيّ بعد كل هذه السنين! كنت أقرأ اقتباسات جميلة جدا للرافعي على الفيسبوك ولم أجد في جمال أسلوبه وعباراته وكنت افهمها كذلك شجعتني صديقتي فقد كانت سبقتني في بداية القراءة وقالت لي أنه مفهوم ليس صعب مطلق. وقد قرأته بالفعل.
الكتاب يتكون من 46 مقالة للرافعي، يختلف مستوى لغتها من مفهوم الى صعب ! فهناك مقالات كنت أتوه من الكلمات ومعانيها! فكتابة الرافعي ثقيلة بحق، لا أعلم العيب فينا كون اللغة العربية ضعفت بمروى الزمن أم أن اسلوب الرافعي هكذا! لكنه كان ثقيل بحق.. لكن يظل السبب الرئيسي الذي جعلني اقرا الكتاب هو جمال تشبيهاته ومعانيه وجمله لقد كانت لطيفة💖 وهناك بعض المقالات التي عرفت منها اشياء جميلة وبعضها لمس قلبي بحق.
إلا أن المشكلة الاساسية وما جعلني غاضبة بحق هي أفكار الرافعي عن المرأة!!! كان متحيزا جدا ضد المرأة في أغلب مقالاته يتكلم كم أن المرأة التي تريد ان تعمل وتترك بيتها وأولادها امرأة منحطة! أزعجني كثيرا بتحيزه وتكراره لهذه الأفكار!!
في النهاية لم أندم على تحدي نفسي وسعيدة أنني انهيته. ❤❤
، أقرأ مقالة من كتاب وحي القلم فأقول: هذه هي، هي الأفضل؛ انتقل لأخرى أقول هذه هذه كمية المعاني، قوة اللغة وجمال البيان يُعجز لستني عن التعبير بما شعرت واستمتعت
كتاب وحي القلم عبارة عن مقالات كانت تنشر في مجلة الرسالة ، حسناً كتاب يجمع مقالات ! ما المميز المميز أن المقالات ليست سردية بل أغلبها حوارات لشخصيات حقيقية أو من ابتكار المؤلف المميز أن المؤلف يبدع في تشبيهاته و إسقاطاته و جمال مبانيه ومعانيه اللغوية المميز أن المؤلف لديه تنوع وكثافة مابين الإفصاح و التلميح في الدفاع عن الفضيلة و تمكين الأخلاق الإسلامية و المكارم العربية و الفضائل الإنسانية المميز أن مقالاته تخاطب الكل ، الرجل و المرأة الزوجة و الزوج ، الأعزب وتحوي الطرفة و الحكمة و الصفعة المقالة المفضلة لدي مقالة "الله أكبر" تحدث فيها عن المعنى العميق لهذه الكلمة ومالكي ينبغي أن تحدثه فينا حساً وعملاً .. استمتعت في قراءة الكتاب ومازلت في الجزء الأول
مقالات أعجبتني بشدة : اتنوق الجمل ، الربيع ، قصة زواج وفلسفة المهر، مقالات المجنون ، الله أكبر
سعادتي تتجلى حين أجد مراجعة لأحد القراء تختصر ما أريد قوله :) https://www.goodreads.com/review/show... مراجعة الأخت هايدي في الرابط السابق تمثلني تماماً .. الرافعي كقلم لا يعلى عليه وليس بحاجة رأيي أو أي رأي آخر ، أما كفكر فلا يؤخذ به ففي كل مقال أرى شخصاً مختلفاً وعقلية مختلفة ! أكثر من نصف الكتاب عن المرأة والمرأة المتحررة والمرأة المتعلمة والمرأة السافرة والمرأة الساقطة .. ألم يكن لدى أدباء القرن الماضي موضوعاً غير المرأة ليجعلوا منه أرضاً للنقاش . ربما كان هذا ال trend في زمانهم أما بالنسبة لي كقارئة في العصر الحالي فبعد الثلث الأول من الكتاب كان الملل ولا شيء غيره .
من لم يقرأ للرافعي، فقد فاته الكثير . كل الكلمات لن تفي انبهاري بروعة ماقرأت. مع الرافعى أعيش المعنى الحقيقى لروعة البيان. يعتبر وحي القلم من اجمل ما كتب الرافعي و هو عبارة عن مجموعة مقالات نقدية و انشائية ,تتناول مواضيع اجتماعية,سياسية, و دينية في قالب قصصي . تطرق الرافعي في هذا الجزء لمواضيع تخص المرأة في المجتمع.
كرهت عنصريته تجاه المرأة ومقته للمرأة المتعلمة ووصف المتعلمات والحرائر بالعاهرات كذا أرائه في القضايا الخلافية كتغطية وجه المرأة يعرضها بطريقة أن لا حياء له من يرى غير ذلك ورأيه في المشكلة التي أرسلها شخص أحب امرأة وأُكره من قبل والده على زواج بأخرى وصف الرافعي المحبوبة بشحاذة الرجال وكأنها هي الجاني لا المجني عليها وعظم من الوالد ولم يرى جُرمه
جولة قيمة وممتعة مع الرافعي.. رقي أدبي لا حدود له استمتاع وتأمل لم أشعر به مع أحد غيره! رحمة الله عليه.
أشد ما أعجبني فصول الطبيعة والحديث عن الأطفال والسعادة واختلفت مع تضخيمه أمر المرأة المتعلمة.. حقيقةً شعرت بالحنق في أوقات كثيرة... أعلم أنه نبه على عدم التعميم.. لكن أظن أن للأمور جوانب أخرى لتقييم أمر المرأة المتعلمة..
فاصل ونستكمل الجزء الثاني بإذن الله :))
-وأشد سجون الحياة فكرة خائبة يسجن الحي فيها، لا هو مستطيع أن يدعها، ولا هو قادر أن يحققها؛ فهذا يمتد شقاؤه ما يمتد ولا يزال كأنه على أوله لا يتقدم إلى نهاية؛ ويتألم ما يتألم ولا تزال تشعره الحياة أن كل ما فات من العذاب إنما هو بَدْء العذاب. والسعادة في جملتها وتفصيلها أن يكون لك فكر غير مقيد بمعنى تتألم منه، ولا بمعنى تخاف منه، ولا بمعنى تحذر منه؛ والشقاء في تفصيله وجملته انحباس الفكر في معاني الألم والخوف والاضطراب
- يا بُعد ما بين الدنيا التي حولي، وبين الدنيا التي في قلبي
-ما كان الحجاب مضروبا على المرأة نفسها ، بل على حدود من الأخلاق أن تجاوز مقدارها أو يخالطها السوء أو يتدسس إليها ، فكل ما أدى إلى هذه الغاية فهو حجاب ، ليس يؤدي إليها شئ إلا أن تكون المراة فى دائرة بيتها ، ثم إنسانا فقط فيما وراء هذه الدائرة إلى آخر حدود المعاني . فليس الحجاب إلا كالرمز لما وراءه من أخلاقه و معانيه و روحه الدينية المعبدية ، و هو كالصدفة لا تحجب اللؤلؤة و لكن تربيها فى الحجاب تربية لؤلؤية , فوراء الحجاب الشرعي الصحيح معاني التوازن و الاستقرار و الهدوء و الاطراد , و أخلاق هذه المعانى و روحها الديني القوي الذى ينشئ عجيبة الأخلاق الإنسانية كلها ، أى صبر المرأة و إيثارها
يقول الشيخ البوطي -رحمه الله- أن مصطفى صادق الرافعي هو الأديب الذي ظُلم حقاً. ربما أنك لن تدرك ذلك إلا من خلال قرائتك لنصوصه الرائعة، هو أديب مميز سهل التراكيب جميل التعابير، يجعلك تعيد قراءة النص الواحد أكثر من مرة وفي كل مرة ستكتشف انك قد أغفلت قدراً من الجمال في المرة الأولى، وفي كل مرة يزداد إليك نظرة الجمال الذي كان يملكها بامتياز ، والذي استطاع ببراعته كأديب في نقلها لك، ولكنك في النهاية ستدرك أنك أبداً لن تستطيع احتواء هذا الجمال الذي تخلفه لك نصوص الرافعي . على الجانب الآخر فإن أفكار الرافعي الفلسفية خصوصاً المتعلقة بنظراته بالمجتمع وعلاقات الأفراد داخل اطاره، تجعلك تعيد النظر مرات عديدة فيما يدور حولك، وفيما انت مقبل عليه من المستقبل، يجعلك تنظر وتتأمل حالك، ويسعى في تدمير ما تشرعه من حبال الوهم ، هذا الكاتب رائع بشكل لا يصدق، هو يجعلك تقف أمام حقيقة نفسك، نفسك وروحك النقية التي تطالب بحقها من الجمال، وبأحقيتها في تحديد ما تتلقاه. أظن انه لا سبيل أشرف للأدب أن يسلكه من محاو لاته لنقل أفكاره بشكل جميل مثلما كان يفعل الرافعي -رحمه الله- ، فإنه قد آمن بأفكاره واستطاع التعبير عنها بالأسلوب الذي يليق للأدب الحديث به
قال: قَبح الله حباً يجعل أباك في قلبك لصاً أو كاللص قلت: ولكني حر أختار من أشاء لنفسي قال: إن كنت حراً كما تزعم فهل تستطيع أن تختار غير التي أحببتها؟ ألا تكون حراً إلا فينا نحن وفي هدم أسرتنا؟ قلت: ولكني متعلم، فلا أريد الزواج إلا بمن فقطع علي وقال: ليتك لم تتعلم، فلو كنت نجاراً أو حداداً أو حوذياً لأدركت بطبيعة الحياة أن الذين يتخضّعون للحب وللمرأة هذا الخضوع، هم الفارغون الذين يستطيع الشيطانُ أن يقضي في قلوبهم كلَ أوقات فراغه أما العاملون في الدنيا، والمغامرون في الحياة، والعارفون بحقائق الأمور، والطامعون في الكمال الإنساني، فهؤلاء جميعاً في شغل شاغل عن تربية أوهامهم، وعن البكاء للمرأة، والبكاء على المرأة: ونظرتهم إلى المرأة أعلى وأوسع؛ وغرضهم منها أجل وأسمى. وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم: اتقوا الله في النساء، أي انظروا إليهن من جانب تقوى الله فإن المرأة تقدِم من رجلها على قلب فيه الحبُّ والكراهةُ وما بينهما ولا تدري أي ذلك هو حظها، ولو أن كل من أحب امرأة نبذ زوجة لخربت الدنيا ولفسد الرجال، والنساء جميعاً.
إن إسلوب الرافعي وحده يجعلك مسحورا مأخوذا بسحر كلماته وان لم أتفق في بعض أفكاره مثل رأيه عن عمل المرأة فلا يوجد شك أن الرافعي هو احد أكثر الأدباء تمكنا من اللغة العربية و أسرارها فوحي القلم كنز لكل من يملكه فالرافعي وضع حياته وخبرته في هذا الكتاب وكما قال سعد زغلول " بيان كأنه تنزيل التنزيل أو قبس من نور الذكر الحكيم " بعض الكلام متكلف بعض الشيءومعقد ربما لأني لست معتادة علي هذا النوع من الكتابات مع أنها ليست القراءة الأولي للكتاب ملحوظة : بالنسبة لكلام الرافعي عن المرأة و الحياء لو كان عاش لحد دلوقتي كان زمانه انتحرXD
هو دا اللي يتقال عليه أديب فعلا و أكثر حاجة عجبتني في الكتاب انه بيطوف بأسلوبه الأدبي حول كعبة الدين و القيم
عجبني جدا الفصول اللي بتتكلم عن الطبيعة و تأملها و بهجة الروح و ماعجبنيش أجزاء كتيرة اتكلم فيها عن المرأة المتعلمة بس كان واضح ان كان في زمنه خوف شديد على المرأة و خروجها و تعليمها
ايقنت ان الكتابة هبة بلا شك ، هذا القلم السيال يجري بأمر الله ويطوع صاحبه اللغه كيف شاء ، القراءه له كرؤيه لوحة ترسم وتتشكل أمام الناظر ،وهي تجربه مبهرة قطعا.
اختلفت معه في بعض القصص و لم ارد أن اكمل قراءتها أو مللت في وسطها، ولا أظن اني سأقرأ الجزء الثاني قريبا لإني تشبعت من الزخرفة اللغوية علي جمالها فالنفس لها تقلبات.
اعتقد انه لابد من قراءه لغه عربيه جميله مزدانه كلغه الرافعي كل فتره للسعي الي الحفاظ علي الذاءقه اللغوية هذا اذا لم تزد.
وحي القلم إنّ كتاب وحي القلم للأديب المصري مصطفى صادق الرافعي هو عبارة عن مقالات كان يكتبها الرافعي في مجلة الرسالة التي كانت تصدر قديم ً ا جمعها كلّها ووضعها في كتاب واحد جاء في أكثر طبعاته في ثلاثة مجلّدات. لا يمكن حصر موضوع هذا الكتاب بأمر واحد ولكنّه كان كتابًا متنوّعًا فيه مقالات، وفكرة جمع هذه المقالات في كتاب هي نصيحة أُسديت للرافعي من فؤاد صرّوف رئيس جريدة المقتطف آنذاك، فأخذ الرافعي يجمع ما قد نشره في الصحف والمجلات ويراسل تلاميذه ليجمعوها له، ولا سيّما محمد سعيد العريان ومحمود أبي ريّة، مجموع هذا الكتاب كان مقالات وخواطر وآراء نقدية وقصص ً ا يستلهمها من الواقع أو التاريخ. مثلا ً ماتت زوجة أحد أصدقائه وذهب ليعزّيه، وهناك شاهد أطفالها الصغار ، وعندما خطب ابنه سامي ابنة خاله حينما كان مُعيدًا في فعندما عاد كتب مقالة "موت أم" كلية الزراعة، ولكن هذه الفتاة أصابها داء في صدرها استنزف مال والدها كاملا ً ولم تشفى، فصار خطيبها سامي يتكفل بعلاجها مدة من الزمن، ولكنّها لم تُشف َ وماتت، فكتب ، الرافعي من أجلها مقالة "عروس ٌ تُزف ّ إلى قبرها" وغيرها كثير مم ّ ا جادت به قريحة الرجل، إضافة إلى مقالات أخرى في الأدب والنقد، يدافع عن فكرة ما يؤمن بها.و خاصة رأيه عن المرأة الذي لم يرق لي كثيرا و خاصة قوله أن المرأة مهما بلغ علمها فلن تصل مكانة الرجل لأنه ببساطة رجل مما يجعلني أفكر أحيانا أن فكره سطحي للغاية و لا يرتقي ليكون مفكرا أو فيلسوفا و سيبقى مجرد كاتب .. كان كتاب وحي القلم حصيلة آخر ثلاث سنوات من حياة الرافعي، في هذه السنوات الثلاث كان الرافعي يكتب في مجلة الرسالة التي كان رئيسها الأديب المصري المعروف أحمد حسن الزيّات، إضافة لغيرها من المجلات والصحف الأخرى غير أنّ هذه المجلّة كانت الأكثر حضورًا في حياة الأديب الرافعي. يشهد كثير من المعاصرين للرافعي وكثير من الباحثين كذلك أنّ أسلوب الرافعي قبل وحي القلم كان معقّدًا جدًّا وغامض ً ا وعميقًا قد جمع فيه أساليب أئمة الأدب والإنشاء منذ عصر الجاحظ وحتى ما قبل عصره بقليل،ولكنّه في وحي القلم جاء بأسلوب مشرق سهل الأداء وأقل ّ عمقًا، ولعل ّ السبب في ذلك كان أنّ الرافعي مُلزمٌ بوقت معين ّ لإنهاء مقالاته…. غير أنّ لمحمد سعيد العريان نظرة أخرى في سبب ظهور هذا الأسلوب السلس للرافعي الذي اتبعه في مقالات وحي القلم، وهو أنّ المقالات موجهة لجمهور الصحف والمجلات، وهؤلاء لا يكونون على سويّة واحدة من الثقافة والمعرفة، لذلك فقد أراد الرافعي أن يكون أسلوبه مناسبًا للجميع، وهذا من حقّ القرّاء على الكاتب. فاتبع الرافعي هذا الأسلوب في الكتابة كي يسهّل على القرّاء فهم مقالاته، ويرى العريان أنّ هذا الأسلوب هو حصيلة معارف الرافعي وأساليبه في الكتابة والمعرفة في اللغة العربية، وتظهر فيه شخصيّة الرافعي الأخيرة قبيل وفاته. البناء الفني في كتاب وحي القلم : إنّ كتاب وحي القلم هو من الكتب التي احتوت على مقالات في مختلف الأمور سواء ما كان إنسانيًّا منها أم أدبيًّا أم نقديًّا أم غير ذلك، فلذلك كان أسلوبه في الكتابة يختلف من مقالة إلى أخرى أو من نوع إلى آخر، وبذلك يختلف معه البناء الفني من صور واستعارات وتراكيب وغير ذلك. ولكن يمكن تمييز بناء واحد قد طغى على كل ّ كتاب الوحي وهو اللغة التي كُتب بها وما يتبعها من استعارات وتشبيهات تكاد تكون ملازمة لجميع فصول الكتاب، فقد كانت اللغة الغالبة على الكتاب هي اللغة الشعرية التي تفرض على الكاتب نمطًا معيّنًا في الكتابة يجعله يكثّف الصور البيانيّة مع الاتكاء قليلا ً على المحس ّ نات البديعية. اللغة عند الرافعي هي وسيلة للكشف وليست مجرّد أداة نقل وإبلاغ وتواصل، بل هي أعمق من ذلك بكثير عنده، وربّما كان سبب الكتابة بهذه الطريقة في النثر هو أن الرافعي في الأساس كان شاعرًا انصرف إلى النثر، مثلا ً يقول في إحدى مقالاته: "كما تطلع الشمس بأنوارها فتفجر ينبوع الضوء المسمى النهار، يولد النبي فيوجد في الإنسانية ينبوع النور المسمى بالدين، وليس النهار إلا يقظة الحياة تحقق أعمالها، وليس الدين إلا يقظة النفس تحقق فضائلها" فالناثر عادة لا يستعمل هذا الأسلوب إذا أراد أن يوصل المعنى مباشرة للقارئ، ولكنّ الرافعي يريد لهذا المعنى أن يثبت في ذهن المتلقي، فجاء به في ثوب من التشبيهات المتناسقة. آراء نقدية حول كتاب وحي القلم : لقد كان لكثير من الأدباء والباحثين والنقّاد آراء في كتاب وحي القلم للرافعي، منها رأي تلميذه محمد سعيد العريان الذي قال فيه: "هذا كتاب، آخر كتاب أنشأه الرافعي، ففيه النفحة الأخيرة من أنفاسه، والنبضة الأخيرة من قلبه، والومضة الأخيرة من وجدانه، أفرأيت الليل المطبق كيف تتروَّح نسماته الأخيرة بعبير الشجر وتتندَّى أزهاره في نسيم السحر" "ألا وإنه إلى ذلك أول كتاب أنشأه على أسلوبه وطريقته، فقد عاش الرافعي ما عاش يكتب لنفسه وينشر لنفسه، لا يعنيه مما يكتب وينشر إلا أن يُحيل فكرة في رأسه أو لمحة في خاطره أو خفقة في قلبه، إلى تعبير في لسانه أو معنى في ديوانه، ولا عليه بعد ذلك أن يتأدى معناه إلى قارئه كما أراده أو يُغلق دونه، فلما اتصل سببه بمجلة "الرسالة" رأى لقارئه عليه حقًّا أكثر من حق نفسه، فكان أسلوبه الجديد الذي أنشأ به الكتاب". على مدى سبع وخمسين سنة عاش مصطفى صادق الرافعي رحلته المفعمة بالحب والجمال والأشواق الربانية، وفي عمق الحضارة الإسلامية واللسان العربي عاش الرجل الذي اتخذ من مصر الكنانة مستقرا لأدبه ومستودعا لمداده وجثمانه. وقد تعلق خصوم الرجل بشاميته الأصيلة، وكون أسرته قادمة من بلاد الشام، فبدأ بعضهم يطعن في وطنيته، وكان يرد عليهم متسائلا هل في وطنيته وحبه لمصر شك وقد نبتت فيها عروقه وزهت أغصانه واحتوت أرضها أجساد جيلين من أسلافه؟ و الحب عند الرافعي لا ينفك عن الجمال، فهما صنوان متكاملان وروح حلت جسدين أو هما في اللفظ والمعنى على سواء من الترادف والتكامل. لكن “وحي القلم” على شهرته لم يكن الكتاب الوحيد الذي خلده مداد الرافعي، فقد ترك مكتبة شاملة وواسعة، ومنها على سبيل المثال كتاب تاريخ آداب العرب الذي يعتبر من أهم وأشهر كتب الرافعي، وقد خصص الرافعي الجزء الثاني منه للنص القرآني المقدس الذي عاش في ظلاله واستقى من ينبوعه أسلوبه ووهجه اللغوي البراق، فأصدر سنة 1928 كتابه “إعجاز القرآن والبلاغة النبوية”
يقول الرافعي " ربما عابوا السمو الأدبي بأنه قليل و لكن الخير كذلك ، و بأنه مخالف و لكن الحق كذلك ، و بأنه محير و لكن الحسن كذلك و بأنه كثير التكاليف و لكن الحرية كذلك"
هل يحق لنا أن نسمي ما خطه قلم الرافعي بالسمو الأدبي ؟ ! فيما أعتقد فإن ذلك أسمى من السمو نفسه كيف نصف كلماته و مقالاته ؟ ! سحر القلم ؟! لا لا .. لم أجد جملة تصف كتاباته تلك بأبلغ من : وحي القلم
هذا الكتاب هو حقا خير جليس .. و كأن الشاعر أسقط وصفه على بقية الكتب انطلاقا من هذا الكتاب حين قال : و خير جليس في الأنام كتاب و كأن الرافعي يجالسك .. يطرح عليك الأمور من عدة وجهات نظر .. أمورا اقتبسها من شتى مجالات الحياة .. يناقشك تارة و يمتعك بحديثه تارة .. و تارة أخرى يرسم البسمة على قلبك بطرائفه المسلية البلاغة و البيان و السحر و الجمال ... كلها اجتمعت في وحي القلم سأكتفي بهذا القدر من الكلام و أفسح المجال لبعض الإقتباسات علها تفي الكتاب حقه _ .. و إن كان هذا جزءا واحدا من الكتاب
********************************
إن الشعب الذي لا يجد أعمالا كبيرة يتمجد بها هو الذي تخترع له الألفاظ الكبيرة ليتلهى بها
الحجاب كالصدفة لا تحجب اللؤلؤة بل تربيها تربية لؤلئية ، فوراء الحجاب الشرعي الصحيح معاني التوازن و الإستقرار و الهدوء و الإطراد
إن للكلام ساعات تبطل فيه معانيه أو تضعف ، إذ تكون النفس مستغرقة الهم في معنى واحد قد انحصرت فيه
ليس حفظ القرآن حفظه في العقل بل حفظه في العمل به فإن أنت أثبت الآية منه و كنت تعمل بغير معناها و تعيش في غير فضيلتها فهذا _ويحك_ نسيانها لا حفظها
إنما السعيد من وجد كلمات روحانية إلهية يعش قلبه فيهن
و خشوع القلب لله و للحق معناه السمو فوق حب الذات و فوق الأثرة و المطامع الفاسدة
إن أقوى الحب و أملأه بفلسفة الفرح و الحزن لا يكون إلا في النفس الفاضلة المتورعة عن مقارفة الإثم
إن الدنيا شيء واحد في الواقع ، و لكن هذا الشيء الواحد هو في كل خيال دنيا وحدها
***********************
لي لقاء مع الجزءان المتبقيان بإذن الله .. و لكن إلى أجل مسمى
من الممكن تعديل عنوان الكتاب للآتي: (وحي القلم: مقالات عن المرأة... ومقالات أخرى) فأغلب المقالات خصصها الرافعي في هذا الجزء عن المرأة ووضعها في المجتمع في ذلك الوقت، ولا يتردد في ذكر رأيه وتصوراته لطبيعة المرأة وأحوالها ومكانها في المجتمع... في هذا أجدني لا أتفق مع الرافعي في أوضاع كثيرة، بل أجد بعض أرائه غريبة وغير مقبولة...
أما من ناحية الأسلوب، فعلى الرغم من تمكّن الرافعي الكبير جداً من اللغة واستخدامه لأساليب وتركيبات وتشبيهات إبداعية -كما هو معلوم- إلا أني وجدت فيه شيء من الإسهاب والحشو غير الضروري... ففي مقالته الافتتاحية المعنونة ب(صدر الكتاب... البيان) تحدث عن أسلوب الكتابة، هذه المقالة أرى فيها تأسيساً للكتابة الأدبية، وبالرغم من ذلك لم يسرد فيها أهمية التوقف والإكتفاء بالضروري والبديع في موضعه... وهذا أمر أراه مهم في كل كتابة أدبية كانت أو غير أدبية...
الرافعي في (وحي القلم) مختلف عنه في (أوراق الورد) حيث كان أول ما عرفته...
هذا الكتاب هو واحد من أجمل الكتب التي قرأتها في حياتي حتى الآن. الكتاب عالج عدداً من الشبه التي كانت عندي، صخوصاً تلك التي تتعلق بالحب، حتى أنني في بعض الأحيان شعرت وكأن الكلام كان موجهاً لي أنا شخصياً. هذا أول كتاب اقرأه للرافعي، ويبدو انه لن يكون أخر واحد. وقد قال نبينا عليه الصلاة والسلام: (إن من البيان لسحراً)، وهذا ينطبق على هذا الكتاب مقالاً مقالاً، جملة جملة، كلمة كلمة، حرفا حرفا.
أكثر ما أعجبني في الكتاب هو تأملاته ونظرته للحياة وفلسفته فيها.
أعطيه 5 من 5، ولو كان بوسعي أن أعطيه أكثر من هذا لأعطيته.
هذا الكتاب عبارة عن سحر، نعم والكاتب صانع السحر. ما اجمل اللغة العربية من مصطفى الرافعي! تعبير لم اقرأ مثله في حياتي بين صفحات الكتاب، سبحان الله الذي جعل في عقله وقلمه هذه الكمية العالية من العلم الادبي.
اما محتوى الكتاب، جميل جدا ومتنوع، عبارة عن مقالات مختلفة، ولكن ستجدها مرتبطة ببعض وانت تقرأ بدون ان تشعر. النقطة السلبية الوحيدة هي كثرة الاحاديث الضعيفة او حتى الموضوعة في هذا الكتاب.
اكملت الجزء الاول، باقي جزئين ولكن سأمهل نفسي فترة انوع فيها بكتب اخرى قبل ان اعود لهذه الكلاسيكيات العظيمة.
الجزء الأوّل: تمّ. وحي القلم، مجموعة مقالات و عبر و شواهد تاريخية يسردها لنا الرافعي بقلمه الرشيق. محمّلة بالكثير من القيم و الأخلاق و الدّين الذي هو في جوهره رحمة و سعة و شمول. مقال واحد من هذا الكتاب إنما هو بكل ما يُكتب و يُنشَر في يوم الناس هذا. ستكون غارقا في المتعة من أول حرف في الكتاب حتى آخره. لا أعلم ان كان يحق لي ان أقيّم الجزء الأول بمعزل عن الثاني، لكن كل ما أعلمه أنني سأترك للنفس فاصلا بين الجزأين. أمنحه ⭐⭐⭐⭐⭐ ❤ #الرافعي #وحي_القلم #أقرأ_الكترونيا #مراجعتي
عندما اقرأ للرافعي أظن أنه يستخدم الألفاظ كالأسلحة للدفاع عن فكره، الديني الخالص كما هو واضح، إذا كنت من محبي الأدب والبلاغة ستستمتع بأسلوبه للغاية، ولكن عند التفاعل مع أفكاره، واجهت الكثير من الصعوبات، وأحسب البعض منها قد تجاوز مرحلة المناقشة والرفض من الأساس. أظن أن الجزأين التاليين سيستغرقان فترة مني حتى ابدأ فيهما، لأنه يتوجب على المرء تكون قاعدة فكرية فلسفية قبل التوغل في هكذا أطروحات.