تذهب رواية (دبابة تحت شجرة عيد الميلاد)، التي بدأ التحصير لها منذ عام 1990، لتأمل حال فلسطين على مدى 75 عامًا، بدءًا من الحرب العالمية الأولى، حتى نهاية الانتفاضة الفلسطينية الأولى، متتبعة ما عاشته فلسطين من تحولات. رواية أجيال، تدور أحداثها في بيت ساحور، بيت لحم، القدس، وغيرها من المدن الفلسطينية. وبقدر ما هي رواية المدينة الفلسطينية التي تنهل من تاريخ الوطن، بقدر ما هي حكاية حب غير عادية، ورواية عن الموسيقى، والغناء، والفن، والثقافة، والدور الطليعي للشعب الفلسطيني، إنسانيًا ونضاليًا، وجماليًا، والدور المسيحي في النضال الفلسطيني، وتجلياته المختلفة، وذلك الإنجاز الكبير الذي حققته مدينة بيت ساحور عبر عصيانها المدني الخلّاق خلال الانتفاضة الأولى. كما تقدّم رواية الأجيال هذه، عبر شخصياتها التي لا تُنسى، الأساليب التي اتبعتها الصهيونية للسيطرة على فلسطين.
Ibrahim Nasrallah (Arabic: إبراهيم نصرالله), the winner of the Arabic Booker Prize (2018), was born in 1954 to Palestinian parents who were forcibly displaced from their land in Al-Burayj, Palestine in 1948. He spent his childhood and youth in a refugee camp in Jordan, and began his career as a teacher in Saudi Arabia. After returning to Amman, he worked in the media and cultural sectors till 2006 when he dedicated his life to writing. To date, he has published 15 poetry collections, 22 novels, and several other books. In 1985, he started writing the Palestinian Comedy covering 250 years of modern Palestinian history in a series of novels in which each novel is an independent one; to date 13 novels have been published in the framework of this project. Five of his novels and a volume of poetry have been published in English, nine in Persian, four works in Italian, two in Spanish, and one novel in Danish and Turkish.
Nasrallah is also an artist and photographer and has had four solo exhibitions of his photography. He won nine prizes, and his novel Prairies of Fever was chosen by the Guardian newspaper as one of the most important ten novels written by Arabs or non-Arabs about the Arab world. Three of his novels were listed on the International Prize for Arabic Fiction for the years 2009, 2013, and 2014. In 2012 he won the inaugural Jerusalem Award for Culture and Creativity for his literary work. His books are considered one of the most influential and best seller Arabic books, as new editions are released frequently and many young readers are attracted to his books.
In January 2014, he succeeded in summiting Mount Kilimanjaro in a venture that involved two Palestinian adolescents, a boy and a girl, who have lost their legs. The climb was in support to a nongovernmental organization dedicated to providing medical services to Palestinian and Arab children. Nasrallah wrote about this journey in a novel entitled The Spirits of Kilimanjaro (2015). In 2016, Nasrallah was awarded the Katara Prize for Arabic Novels for this work.
His novel The Second Dog War was awarded the International Prize for Arabic Fiction (Arabic Booker) for 2018. In 2020 he became the first Arabic writer to be awarded the "Katara Prize" for Arabic Novels for the second time for his novel "A Tank Under the Christmas Tree".
عبر أجيال , في قرية بيت ساحور الفلسطينية . يأخذنا إبراهيم نصر الله لحكاية بيوت هذه القرية في ظل الاحتلال بالتوازي مع حكاية احد المهاجرين اليهود من الألمان لفلسطين ليتجند ضمن الجيش الصهيوني نبدأ مع قصة مرتا وإسكندر وإدوارد
مرتا التي وضعت البيانو مهرًا لها لمن يريد ان يتزوجها ... لا بيانو , لا زواج
ادوارد العاشق لها لم يعجبه ان تتشرط عليه مرتا , نعم يحبها ويريدها زوجة . لكن عناده كان اكبر من حبها كما ظن فرفض هذا الشرط
إسكندر خفيف القلب ومرهف المشاعر اسعده هذا الشرط عندما أرادها ان تكون زوجة على الرغم من إعتراض عائلته على هذا الشرط إلا انه لم يكن يمانع لان حب مرتا كبر في قلبه .
وهكذا نمر بحكاية هذا الزوجان اللطيفان عبر أجيال , بدءًا منهما مرورا بأولادهما واحفادهما
ادوارد العاشق الذي نام جسده في بيته مع زوجته زهراء اخت إسكندر وقلبه في بيت مرتا , ندم على عناده بصمت طيلة حياته واكتفى ان يكون بجانبها مستمعًا لعزفها على البيانو
نمر بحكايات كثيرة في هذه القرية , حكاية أبو خليل وسلامة والعديد ممن سنشعر اننا نجلس بهدوء في زاوية بمنازلهم صامتين ومتابعين لإحاديثهم سنرى كيف تُمتحن هذه القرية بالمفتش الصهيوني داوود الذي وضع في عقله هم الحد من تكاثر الفلسطينيين سنرى الصعاب والتعذيبات التي اوقعها هذا الصهيوني على أهالي هذه القرية
سنمر بلحظات سعيدة وظريفة , وبإخرى أليمة تعصر القلب وتثقله
هنا في هذه الرواية , يظهر لنا الروائي العظيم إبراهيم نصر الله الظروف التي جمعت المسيحين و المسلمين في قرية بيت ساحور وجعلتهم يتحدون تحت اسم ( فلسطينيين ) .
يجولنا نصر الله في بيوت المسيحين والبابا وبيوت المسلمين والشيخ , لينقل لنا جزء من معانة الفلسطينيين الذين عايشوا واقعة الاحتلال والإنتداب البريطاني في هذه الرواية تتجول معنا الشجاعة والمقاومة والخوف الذي احس به أهالي هذه القرية
من أجمل القراءات لنهاية هذا العام وشكر عميق لصديقي الكاتب المبدع حسام الذي اقترح علي الرواية وجعلني استمتع بهذه الرواية اللطيفة التي تجتمع فيها كل الأحاسيس شكرًا نصر الله , شكرًا لأنك تنقل لنا معاناة من سبقونا ومن مازال يعاني بهذا الشكل الرائع
" تحت كل ابتسامة هناك بحيرة صغيرة من الدموع . وان تحت كل أغنية أو هتاف صرخة مكتومة أعلى منها تتحدى الموت وترفضه وهى تعدو بكل قوتها نحوه "
دبابة تحت شجرة عيد الميلاد هى الرواية الثالثة فى ثلاثية الأجراس وكنت قد قرأتهم من قبل وهما ظلال المفاتيح وسيرة عين وكما أعتدت مع إبراهيم نصرالله فسلاسله غير مرتبطة ببعضها لذا فمن الممكن لى ان اقرأهم على فترات متباعدة لكن أثناء قرائتي ولمن يعرفني يعرف ان ذاكرتي سمكية وأنسى سريعا لكن هنا استوقفني إسم المصور اليهودى حين ظهر موشيه ثم جاءت سيرة المصورة الفلسطينية كريمة عبود وهنا تأكدت أن هناك صلة بالفعل فقصة كريمة عبود هى ما تم ذكرها في رواية سيرة عين رغم انه قال ان قصة موشيه و ليفي موجودة فى رواية دبابة تحت شجرة الميلاد لكنى كنت قد نسيت ذلك .لذا أحببت أن انبه لمن سيقرأ . ان لم تقرأهم لن تؤثر على متابعتك للأحداث لكن قصة كريمة عبود المصورة الفلسطينية تستحق القراءة . كما أن ناحوم الموجود في الرواية الاولى ظلال المفاتيح موجود هنا لنستكمل احداث حياته ومافعله بعد ذلك .
هى رواية اجيال نبدأ مع قصة مرتا وزوجها اسكندر و اخته زهيرة وزوجها إدوارد الفلسطينين وحياة ابنائهم واحفادهم من ناحية وحياة موشيه المهاجر اليهودى من المانيا وابنائه من جهة اخرى .
مارتا التي وضعت شرطا لزواجها ان يكون مهرها بيانو وحين تقدم لها ابن عمتها وعرف شرطها "إدوارد لم يوافق على البيانو فهو عنيد ، مكابر، مستعد أن يدمر نفسه من أجل ألا يقول كلمة نعم " وحين تقدم لها اسكندر وعرف بطلبها وافق ولبي طلبها فقرر ادوارد ان يتزوج من اخت اسكندر وان يسكن فى منزل مجاور لهم " إدوارد الذي كان ينام بجوارها ، وقلبه ينام في البيت المجاور " ادوارد كان يسمع عزف مارتا على البيانو ويغضب ويطالبها بعدم العزف حتى ينام لكنه لم يكن يستطيع النوم دون سماع عزفها
ونستكمل معهم حكاياتهم و مواقفهم فى كل جيل منهم مع وأمام جنود الاحتلال والتعذيب الذي تعرضوا له وأحداث فلسطين . وحكايات فلسطينية على لسان شخصيات أخرى .
" مع وجود بندقية في يد الجندي الذي يحتل أرضك، أنت دائما مشروع شهيد "
بيت ساحور التى تدور احداث الرواية بها
ومن جهة اخرى نلتقي موشيه الذي قال له ابيه
موشيه الذي كان مطالب بأن
" برصاصة البندقية تستطيع أن تقتل شخصا واحدا أو اثنين ، اذا كنت موفقا ! لكنك بالكاميرا تستطيع ان تبيد مدينة حتي تخليها من سكانها "
ونستكمل مع ابنه ناحوم حياته ، ناحوم الذي أعطي لنفسه تبريرات لافعاله من منطق " لو لم يكن مذنبا ، يستحق العقاب ، لما أرسله القدر إلي لانتقم منه"
في الوقت الذي يختلف اخيه معه فى الرأى ويرفض ما يفعلونه في الفلسطينين
هى باختصار رواية عن فلسطين ، عن الوطن ، عن الاحتلال ، عن الشعب، عن الحب والأمل ، عن المقاومة .
في رواية "سجين السماء" يقول كارلوس زافون بأن "المدن بحاجة الى رجل حكيم كي يحافظ على ذاكرتها حية." ونحن نمتلك الاكثر حكمة "إبراهيم نصرالله" كي يبقي هذه الذاكرة حية فينا دائماً.
في "ثلاثية الأجراس" التي تأتي كي توثق مرحلة هامة من تاريخ محافظة "بيت لحم" تحديداً "بيت ساحور" يواصل نصرالله ضمن "الملهاة الفلسطينية" توثيق التاريخ الفلسطيني ضمن اسلوبه الروائي الفذ.
في "ظلال المفاتيح" شاهدنا "مريم - أم جاسر" وهي تدافع عن قريتها "رأس السرو" وكيف حتى عندما دمرها المستعمر "ناحوم" استطاعت ان تعيد بنائها كاملة حتى لو من الظلال، لقد نقل "نصرالله" من خلال هذه ال��واية قصة عميقة عن كيفية التعامل بين مواطنة بسيطة تدافع عن بيتها وحيواناتها وحياتها وبين مستعمر هرب من جيشه ومن نفسه وعندما انقذته "امرأة عربية" عاد كي دمرها ... فدمرته.
اما في "سيرة العين" فقصة اول مصورة فلسطينية "كريمة عبود" نقلت عبر سيرة مؤلمة وتفاصيل بعضها واقعي اعرفه للمرة الاولى وبعضها اضيف للسرد كي يمنحه الجرعة الروائية اللازمة لنقله لهذا المستوى الرائع. كيف جابت بنا "عبود" في طرقات وازقة بيت لحم وكيف اصرت ان تلتقط صورتها الاولى التي كانت بين ايديها فلم تجدها وبقيت تبحث شهور وهي امامها حتى التقطتها، وكيف ساهمت في نقل الحقيقية الفلسطينية عن ان البيوت الفلسطينية ليست فارغة من اهلها، وكيف استطاعت رغم خساراتها المتتالية ان تبقى صادمة وان ترى الصورة الاجمل.
اما البديع فكانت عملية ربط العمليين الاولين بـ "دبابة تحت شجرة عيد الميلاد" فبينما كان ابراهيم يمهد لك قصة "مريم - ام جاسر- وناحوم" في الرواية الاولى ويحدثنا عن دور "كريمة عبود" ومحاولة اغتيالها المتخيلة في الرواية الثانية، اتت الرواية الثالثة كي تدمج القصة وتكمل الفراغات التي بقيت غير واضحة.
في ثالث الروايات نذهب في رحلة عميقة الى "بيت ساحور" فترة العصيان المدني وما قبلها ونشاهد كيف تطورت الاحداث وصولاً الى الانفراجة الاخيرة لقد استطاع "نصرالله" ان يشرح المجتمع الساحوري في تلك الفترة وان يجوب بنا داخل البيوت وما دار من احداث وحورات ساعدت على جعل تلك المرحلة واحدة من انجع عمليات المواجهة مع الاحتلال. ما يجعل هذا العمل "الثلاثي" رائعاً هو عملية السرد التي اتت في فصول مركزة وذات ايقاع سريع ومليئة بالعاطفة عند الحاجة والغضب عند اللزوم، لم يقدم الكاتب ورغم تكراره بعض الفصول كي يجمع روايته مع بعضها البعض، لم يقدم ما يؤدي الى الملل او حتى النفور، بقي ممسكاً الايقاع ذاته ومعتمداً نفس الاسلوب في الثلاثية مما جعل منها واحدة من اجمل واهم الاعمال الفلسطينية التي يجب ان تقرأ.
" كل ما تفعله هذه الدولة، أنها تشن الحروب على الماضي، دون أن تستوعب أن الماضي لا يمكن قتله، إلا اذا استطعت أن تعيش حاضراً نقيضاً له، وهم لا يعيشون هذا الحاضر، ولذا لن يكون لها مستقبل. هذه الدولة بلا مستقبل."
الوجع كان مكثف عن اي جزء سابق من سلسلة الملهاة الفلسطينية المرة دي بنحكي عن فلسطين بعد الاحتلال و بالتحديد عن بيت ساحور حكاية بتمتد لثلاث اجيال او اكثر و لاول مرة برضه تكون الحكاية عن نضال المسيحين في فلسطين كنت بفكر قبل كده هما المسيحين حصلهم ايه بعد الاحتلال و دلوقتي للاسف عرفت نفس المعاملة و نفس العنصرية من جيش الاحتلال بيتعاملوا بيها مع المسيحين برضه و نفس المعاناة. الرواية المرة دي بتنقل قصص كثير عن معتقلين و كلها قصص حزينة و لاسباب تافه و غيره و غيره ذل و عيشه لا يحتملها احد. بقيت بفكر و انا بقرأ ليه ميهاجموش الجنود و يقتلوهم و يخلصوا. بس هما عارفين اكثر مننا ايه هتكون النتيجة مذابح مش هتقف الا لما يستكفي جيش الاحتلال و يرد اعتباره و يعلم اللي خرج عليه درس لا ينساه انت بتتعامل مع ناس مجانين معندهمش قانون و في ايدهم سلاح و معندهمش اللي يحاسبهم علي روحك روحك ارخص من التراب قتلها لمجرد انها جميلة اعتقلوه عشان كان شايل لوح زجاج شفاف و بيفتشوا لوح الزجاج ده و غيرها من الحكايات اللي تخليك تبلم اللي هو ازاي ده بيحصل جيش بيقتل اطفال بيقتل ستات بيقتل عواجيز معندوش رادع من اي نوع آااااه يا فلسطين بجد عايشين ميتين بيسايروا مجانين عشان المركب تمشي الاحداث كلها مستوحاة من الحقيقة و من ثورة بيت ساحور فعلًا و رفضهم انهم يدفعوا ضريبة للي بيقتلوهم مع الجزء ده رحلتي مع الملهاة بتنتهي للمرة التانية و اتمني ميبقاش فيه اجزاء اكثر الحقيقة.
نصر الله هو سيّد قراءاتي لهذا العام، وربما على مدى سنوات قراءتي لم أقرأ هذا العدد من الكتب لكاتب واحدٍ بقدر ما قرأت لإبراهيم نصر الله في عام واحد. اكتشفته من خلال (ظلال المفاتيح) الرواية الأولى في هذه السلسلة، وعلى الرغم من أنني كنت أقرأها في أيام الامتحانات إلا أنني أكملت الجزئين الأوليين في ظرف يومين، ولو تهورت لبدأت في الثالث لكنّ طوله كان أحد الموانع، وفي النهاية أعتقد -أو أؤمن- أن الكتاب هو من يختار القارئ ويختار وقت قراءته لا القارئ هو من يفعل ذلك. قلم الأستاذ إبراهيم نصر الله من أكثر الأقلام التي كتبت وتكتب عن القضية الفلسطينية، وكلما قرأت له أكثر، تتضح أجوبة لأسئلة كثيرًا ما تراودت في ذهني، وتراودني في الوقت ذاته أسئلة أخرى، أهمها؛ كيف تخلى العرب عن أرضٍ بجمال فلسطين؟ صحيحٌ أن العين لم تبصره، ولكن عين القلب أبصر.
بالنسبة لي، هذه الرواية تفوقت على كل ما قرأته لنصر الله، تعلقت بكل شخصياتها، من آباء إسكندر وإدوارد وحتى أحفادهما والصغيرة رولا، حتى الشخصيات الثانوية، معتقلي النهار، وكل من شكّل جزءًا ولو صغيرًا من الرواية، أحببته، وأحببت نضاله، وآلمني أن أرى من أحببتهم يتعذبون، ويقتلون، ويدفنون ظلمًا.
الرواية بلا شك لا تخلو من لمحات فيها الكثير من الجمال، اظن أني لم انصف الرواية في تقيمي لها لاسباب اجهلها... ربما لاني أدمن نوعا اخر واسلوبا من الكتابة كتلك التي وجدتها في زمن الخيول البيضاء، لكني اعترف اني بكيت امام بعض المواقف، كذلك فاجأني في موضوعهاعندما سلط الاضواء كلها في روايته على دور المسيحيين كشريحة مهمة في النسيج الفلسطيني تعرضت بطريقة او اخرى في الواقع الى الكثير من التهميش وابرز دورهم في الكفاح ورفض المحتل
"مع وجود بندقية في يد الجندي الذي يحتل أرضك، أنت دائما مشروع شهيد "
الرواية عن الموسيقى و الحب ، عن الحرب ،الموت ... و عن كفاح و مقاومة الشعب الفلسطيني .
في هذه الرواية تقرأ عن المحتل،دواخله و كل الدمار الذي تزامن مع وجوده في الأراضي الفلسطينية . و تقرأ عن مقاومة قرية بيت ساحور بأطفالها،نساؤها و رجالها . و وقوفهم صامدين في وجه التعذيب و التنكيل و الخيانة .
ستكون هذه المراجعة عامة للأجزاء الثلاث من ثلاثية الأجراس التي تضم ثلاث روايات منفصلة متصلة وهي : ظلال المفاتيح ، "سيرة عين" و "دبابة تحت شجرة عيد الميلاد". أنهيتها منذ مدّة ولازلت عاجزة عن كتابة مراجعة تليق بهذا العمل .
ملحمة يؤلفها إبراهيم نصرالله ليروي لنا فيها مجموعة أحداث حقيقية أبطالها حقيقيون مع إضافة عدّة عناصر تساعد سير سياق الدراما .
*ظلال المفاتيح : حكاية كل عائلة فلسطينية طردت من بيتها و عاشت مرارة اللجوء وتعيشُ على أمل وحيد سيتحقق يوما ما وهو العودة إلى بيتها يوما ما.
*سيرة عين : هي سيرة أول مصوّرة فلسطينية "كريمة عبود" والمأساة التي عاشتها عائلتها مع بداية توافد هجرة اليهود إلى فلسطين.
*دبابة تحت شجرة عيد الميلاد : وجدتها الرواية الأصعب من حيث الأحداث و الوقائع التي ترويها و هي في الآن نفسه تجمع ومضات من الروايتين السابقتين .
حكاية يجمع فيها الأستاذ إبراهيم نصرالله بين فن، حبّ، لجوء، مظاهرات، حرب ومقاومة، مازالت مستمرّة إلى أيامنا هذه.
دبابه تحت شجرة عيد الميلاد إبراهيم نصرالله القراءه الاولي أكتوبر 2019 القراءه الثانيه أكتوبر 2021 "
رواية إبراهيم نصر الله تتناول قصة كفاح مدينه تقبع تحت الإحتلال مثل أخواتها المنتشرين في الجسد الفلسطيني الذبيح منذ عقود. بيت ساحور هي قريه اتسعت رقعتها مع الزمن لتصبح مدينه نجحت في كسر شوكة الاحتلال وفضحه بشتي الطرق الممكنه وغير الممكنه لتصبح حديث العالم وأعجوبه تلومها ألسن المتعاطفين وتلفظها أفواه الممتعضين.
تبدأ الروايه بخلفيه تاريخيه عن جذورالمشاركين في المأساه من الأجداد للأحفاد وبداية النزوح اليهودي الي أرض الميعاد والعقليات الصهيونيه التي دبرت وخططت لاستبدال الوجود الفلسطيني يالظل اليهودي. موشيه العاشق للتصوير أرسله والده ياكوف من ألمانيا بالتنسيق مع الكيان الصهيوني ليضع البذره التي أنجبت ناحوم أو داوود الذي تدور معه أحداث الروايه. علي الحانب الآخر تحدثنا الفصول الأولي عن الجذور العربيه للشخصيات بداية من إسكندر ومرتا ومعهم إدوارد وزهيره وهم يمثلون البذره المقابله التي أنجبت الأجيال التاليه والتي تشكل الجبهه المقابله لداوود في صراع الحريه داخل بيت ساحور.
أفكار كثيره تتناولها الروايه في رحلة السنوات المتتاليه ، أفكار تتناول علاقات الشخصيات الفلسطينيه ببعضها وما يربطهم من إرث يشمل أرضهم وبيوتهم وأبنائهم، أفكار عن علاقات الحب والزواج ومحاولة كل منهم شد عضد الآخر في مواحهة محتل غاشم، أفكار عن تربية أطفال ولدوا ونشئوا في وطن محتل وكيف استشعروا خطورة الوضع وكيف عليهم أن يواجهوه، أفكار عن العزيمه والقوه والتحدي والإصرار علي المقاومه، أفكار مبعثره يتم ترتيبها وتجميعها داخل البيوت وخلف الجدران المحاصره لتخرج علي هيئة طوفان جارف لا يجدي معه رصاص المحتل أو دباباته. علي الجانب الآخر نجد أفكار من نوع آخر داخل رؤوس الجيش الاسرائيلي ممثلآ في كابتن داوود أو ناحوم كما أسماه والده موشيه. هي أفكار خبيثه دومآ عن الانتقام والقتل والتعذيب وكيفية القضاء علي الوجود العربي داخل مدينه عربيه.
تحفل الروايه بمشاهد عديده عن المعاناه والحياه التي لا تشبه الحياه التي يحياها أهل بيت ساحور وهي مشاهد ليست بجديده علي القاريء للأدب الفلسطيني ولكنها تظهر بشكل مختلف صادم ومخجل يثير في النفس عذابات وأحاسيس مختلطه بالأسي والألم والوجع المشوب بالذنب في حق هذا الشعب المكلوم. حوارات الشخصيات بين دفتي الروايه تكشف عن ارتباط بين الشخصيات العربيه واتفاقهم علي مبدأ الصمود مثلما تكشف عن تشتت شخصيات الجانب الآخر وخلل تركيباتهم النفسيه.
الرمزيه في الروايه حاضره بشكل كبير. اسم الروايه يشير إلي الصراع بين القوه الغاشمه والأرض النابته. البيانو الخاص بمرتا والذي اشترطت أن يكون مهرآ لها والذي يبدأ الروايه وينهيها في اشاره الي الحب والأمل. البقرات التي اشترك فيها أهالي بيت ساحور والتي شغلت بال داود وقضت مضحعه أيام وليالي في اشاره الي الخير والرخاء في الارض العربيه. الكاميرا الخاصه بموشيه والتي استخدمها في تصوير الأراضي العربيه واستبدلها ببندقيه من صديقه ليڤي تشير إلي دور الصوره في نقل الواقع وتوصيل الحقيقه أو تغييره وتزييفه إن شئنا.
دبابه تحت شجرة عيد الميلاد عمل عظيم سطره كاتب عظيم يحكي عن تاريخ وحاضر أمه عظيمه، عمل يستحق القراءه والإقتناء لإعادة القراءه في المستقبل ان شاء الله ..
- إن ما يجعل البندقيه مختلفه عن الكاميرا أنك تحس بنبض البندقيه أوضح حين تطلق النار، وإن ذلك بترك أثرآ مدويآ، قويآ وجميلآ. البندقيه تترك أثرآ في جسدك، كتفك، تمامآ كما تفعل أي امرأه تحبك في لحظة اتحادكما الكبري.
- حين يقايض الثوار ثوراتهم بالوعود يخسرون كل شيء، لا أعرف كيف قبلوا أن يقايضوا عملا وأملا وغضبا وحلما بوعود. سنشتهي يوما كنا نجوع فيه ونُطارد ونُسجن ونُقتل، ونفضله علي يوم لا نفعل فيه شيئآ سوي انتظار أن ينصفونا. لن ينصفنا أحد إن لم ننصف أنفسنا.
- الاحتلال قبيح دائما، ليس عندنا فقط، بل في كل مكان، ولكن في وجوده شيئآ عميقا من سخريات القدر، واذا أراد الانسان أن يواصل القتال دون يأس، فليس هناك وسيله أفضل من أن يري المحتل باعتباره خطأ مطبعيآ فاحشآ في كتاب الزمن.
- إنهم يفاجئوننا بالموت، كل مره يفاجئوننا حتي قبل أن نبكي البكاء الذي كان علينا أن نبكيه.
- لو قلت لي قبل الانتفاضه إننا سنفعل كل ما فعلناه لقلت لك إن ذلك مستحيل، ولكني توصلت إلي نتيجه هي أن عليك أن تبدأ لكي تعرف أنك تستطيع، أما إذا لم تبدأ فإن أبسط الأمور سيظل مستحيلآ لأنك لم تحاول. -
يتخللك شعور دائم بالخوف، بل بالرعب، حين تقرأ و أنت موقن أن النهاية لن تكون سعيدة.. الأسوأ حتما قادم مع كل صفحة تُتطوى.. بل الأسوأ لم يُدَون أصلاً!
برغم عبقرية السرد سواء هنا أو في رواية زمن الخيول البيضاء و برغم من اني متأكدا ان كل كتاب في الملهاة و ثلاثية الأجراس يستحق القراءة، بل الدراسة.. أعتقد مش هقدر أقرأ رواية تانية فالسلسلة.. ليس لدي أي قوة لأتحمل مزيد من الأسى والخوف!
أحببت وجود عمل أدبي عبقري يقف كشاهد على جلد وشجاعة وتضحية شعب وقسوة إغتصاب الوطن! لكي لا ننسى! النسيان خيانة!
قال إبراهيم نصر الله في كتاب الكتابة؛ اقرأُ ثلاثون صفحة من أي كتاب وإذا لم يشدني خلالهما فإني أتركه فورا لكنني لم أتركك بسهولة يا ابراهيم قرأت ما يقارب المائة صفحة من هذا الكتاب ولم يشدني إليه إلا أنني أثق بك، أعرف أنك ستبهرني في صفحة ما
الأفضل كنت قرأت الثلاثية روا بعضها لأن الشخصيات متصلة والأحداث مترابطة
هذه ليست رواية من نسج خيال إبراهيم نصر الله ولكنها الحقيقة والواقع عن جيل كامل من المأساة الفلسطينية عن بيت ساحور وما حدث فيها
الجزء الثالث والاخير من ثلاثية الاجراس جميلة وحزينة ❤️ حكاية بيت ساحور ،، حكاية فلسطين كلها .. حكاية وطن
عجبني اوي إن الاشخاص ف الأجزاء الأول والثاني بتلاقيهم هنا كمان بتفاصيل اكتر
فكرني بكتاب مائة عام من العزلة من حيث إن ف تتبُع للعائلة بأجيالها المختلفة .. ده كان بيلخبطني شويه بس الكاتب كان دائماً بيفكرنا مين دول بوصفهم ف شويه شويه خلاص بتعرفه
التعليق الصوتي ع ستوريتل من اجمل م يكون 😍
لنا عودة ل كتابات إبراهيم نصرالله أكيد لأن أسلوبه جميل 😌
يقول ابراهيم نصر الله في كتابه "مع وجود بندقية في يد الجندي الذي يحتل أرضك، أنت دائما مشروع شهيد." و لكن محمود درويش ماكان ليجد ملخصا لرواية دبابة تحت شجرة عيد الميلاد أبلغ من مطلع قصيدته الشهيرة " و نحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا و نرقص بين شهيدين نرفع مئذنة للبنفسج بينهما أو نخيلا".. فرغم المأساة و والوجع في الرواية فإنها رواية عن الحياة لا الموت. الحياة في بيت ساحور الصامدة رغم كل شيء.. رغم الاحتلال و الحصار. هي رواية تنبض فنا و موسيقى و غناء. على امتداد سبعين عاما، تعيش بيت ساحور على وقع النكبة و النكسة ثم الانتفاضة. نرافق عائلة إسكندر و مارتا في أحزانها و أفراحها : قصص الحب و الولادات و الاغتيالات و الاعتقالات و بيانو مرتا.. بيانو مرتا و أغاني فيروز.. دبابة تحت شجرة عيد الميلاد هي حكاية مدينة و حكاية عائلة من هذه المدينة. عائلة فلسطينية مسيحية جادت بأغلى ما عندها من مال و أولاد للأرض. أرض فلسطين.
هنا، كلُّ شيء ينقلب، فالحليب يصبح فعل مقاومة، والبقرة قضيَّة وطن، والقرية جبهة حرب.
حين يقف جنديٌّ إسرائيليٌّ أمام بقرة، ويصوِّرها، ويفتح ملفًا لها، فاعلم أنَّ الاحتلال قد وصل إلى حدِّ السُّخرية من نفسه.
ليس هناك تعبير أكثر مفارقة، وأكثر شاعريَّة من وضع دبابة تحت شجرة ميلاد. ذلك التَّناقض يختصر كلَّ وجع الرِّواية: كيف يمكن للحياة أن تحتفل تحت ظلِّ آلة قتل؟
إنَّها فلسطين إذًا، حيث القصيدة تُكتَب على جدار مهدَّم، وحيث العيد يأتي محمولًا على أكتاف الجنود، لا الملائكة.
قد تكون هذه من الروايات الجميلة التي قرأتها لإبراهيم نصر الله رغم قلة ما قرأته له بالنسبة لإنتاجه الأدبي ولكنني أكاد أجزم على إنني اسمتعت في معظم رواياته، وبالخصوص هذه الرواية التي رافقتني الكثير من الأيام كما أنا رافقت أبطالها وأحداثها التي بين الصفحات، فأنا كنت في فلسطين ومع مرتا وإسكندر وجيرانهم بإختلاف ديناتهم من البداية ومن الداخل فيما يخططون له وما يواجهونه وشعورهم مع المحتل والمغتصب لأرضهم. قد يكون تركيز الكاتب على إن الأبطال في البداية هم مسيح ليقول لنا ما يحصل في فلسطين يحدث للجميع مسلمين ومسيح وظهور أبطال مسلمين وتعايشهم الطبيعي مع بعض يدل على وحدة اللحمة رغم كل الظروف التي تحيط بهم من تجويع ونهب وغيره. الدهشة كانت في الترابط الذي شبك فيه نصر الله أبطال هذا الجزء الأخير بأبطال الروايات السابقة في ثلاثة الأجراس. وأبدع نصر الله في هذه الثلاثية الجميلة. هنا كنا مع الكاميرا والظلال وما بين الدبابة وشجرة الميلاد. لا ينسى نصر الله في كل ذلك السرد أن يرمي ببعض الشرارات هنا وهناك التي تجعلك تفكر وتتبحث، مثل وجود الشر في العالم وغيرها. ما حيرني أكثر وما لفت انتباهي وقد لا أكون وجدت له معنى أو رمزية هو العنوان ما الذي كان يقصد به الكاتب (دبابة تحت شجرة الميلاد)، هل هو يقصد بالقول بأنه رغم وجود كل ذلك القتل والوحسية في فل__سطين إلا أنه تقام الأفراح والمسرات، والدبابة إشارة للحرب والقتل وشجرة الميلاد للفرح واستخدم شجرة الميلاد كون معظم الأبطال مسيحين.
"كان نفسك تصرخ بالعالم ملقتش بقلبك صوت، الظالم بيجرب فيك الموت..." ملحمة أخرى يسطرها أبناء فلسطين في اسطر نصر الله، في كل مرة اقرا فيها ملحمة كهذه اعلم ان الحق لا يموت إلا أن العدل غياب ويبدو أنه سيظل غائباً لحين طويل من الزمن. مرتا واسكندر ورولا وجورج وداوود وبشارة ونديم و غيرهم المئات في مدينتهم بيت ساحور هزموا الظلم، لمرة واحدة نعم، لكن القصد انهم هزموه. طوال قراءة هذه الملحمة بتفاصيلها الحقيقية الأقرب للواقع، يرتجف القلب وتتساقط الدموع وتمتد الرعشة لكل خلية في الجسد، فقد كان يلزمنا قلوب أكبر لتتسع لكل هذا الاسى.
اما نصر الله اقف عاجزة تماماً عن وصفه، كيف يستطيع أن يدخل في شخصيات أعدائه كما يعيش في أعمق نقطة في ابطاله. كيف يستطيع أن يحكي الحب ببراعة كما يحكي الوطن والقهر والفرح وكل ما يعيشه الإنسان من تناقضات الحياة.
لقد لازمني هاجس طوال خمسمائة صفحة من الألم "بدي أولادي واحفادي وأحفادهم يعرفوا فلسطين من هون، من روايات نصر الله... "
كالعادة قراءة رواية لابرهيم نصرالله مرهقة للروح موجعة للقلب لكنها الحقيقة! هنا كفاح مدينة صغيرة يكاد الكثير لا يعرفها لكنها فعلت ما لا يمكن ان تفعله دول في المقاومة سيظل وطني مقاوماََ ما دام هناك محتل هذا ما اثبتته هذه الرواية حب اسكندر لمرتا حب فاتن لجورج زيدان لميس كم من التضحيات علي هذا الوطن ان يبذل حتى يصل الى مبتغاه فهم شعب يحب الحياة ويضحي في سبيلها لكن محتلهم لم يترك لهم فرصة ليعيش هذه السعادة... مقاومة شعبية استطاعت ان تترك بصمة دولية لا يتحدث عنها الكثير في هذا العالم ولكن اصرار الكاتب على توثيقها فتشعر تارة انك تقرأ رواية واحياناََ كثيرة تشعر انك تقرأ بالتاريخ
شيء واحد فاتني في هذه الحياة يا اسكندر شيءواحد خسرته أنني لم اكن في استقبالك يوم ولدت! من اجمل ما قيل في الحب كما أظن
ابداع واتقان وروعة منذ قراءتي ل (بينما ينام العالم) لم يقع بين يدي كتاب أجبرني على التلهف للبقاء معه حتى الصفحة الاخيرة كما حدث مع هذا الكتاب ان كنت تريد ان تحصي انجازاتك في عام ما، فقراءة هذا العمل، المبدع، الفريد ستكون في المقدمة
لم أكن أعلم عندما مررت بها بطريقي من "رام الله" إلى "بيت لحم"، أن لها قصة، قصة أسمعها للمرة الأولى! "بيت ساحور"، ليتني خصصتُ جزءًا من ذاك اليوم لزيارتك حصرًا، وإن كان في العمر بقية، فسأفعل.
"دبابة تحت شجرة عيد الميلاد"، هنا تتجلى رمزية "نصر الله"؛ إذ لا دبابة بعينها تحت شجرة ميلاد بعينها، ولكن فصول القصة كلها تحمل وجعًا موشومًا أفسَد كل فرحة مرتَقَبة، كدبابة دكّت شجرة الميلاد دفعة واحدة..!
الأَسْر، الموت، الخوف، الجوع، المقاطعة، حظر التجوال، العنف، الظلم بكل أشكاله، بكل صوره، مما يثبت أن هذا الشعب قد عانى ولم يزل، أيًا كانت الظروف التي يراها الآخرون.
يستحكم الحصار، والبيانو يصدح، يصدح بعيدًا، عميقًا، بليغًا، معلنًا بقاء الفن وانتصار أنغام أصحاب الأرض على أشد الأصوات دويًّا، البنادق..!
يستحكم الحصار، والصغيرة "رولا" تهتف بفصاحة، تهتف هتافًا عربيًّا أصيلًا، معلنة لغة هذه الأرض الباقية بين شعبها بكل أطيافه ومعتقداته..!
يستحكم الحصار، ويطلق الجنود الرصاص على الحمائم منكّسين بذلك رايات السلام، فتلعب البقرات دورها على الأرض وتحمل شعلة السلام، وتنذر ضروعها وألبانها للمحاصَرين ليعمّ الرخاء..!
الجميل أن الأجيال اللاحقة فهمت على الفور أن ما يحاك ضد وطنهم يستوجب الشجاعة، وإلا لهمست الأفواه باسم "فلسطين" خشية أن يسمعه العدو! وفي قصة "زيدان" وإطفاء الأضواء خير مثال على رمزية أخرى من رمزيات "نصر الله".
نصحني أحدهم في "بيت لحم" بزيارة "حقل الرعاة" المسمى بالرواية بـ"سهل الرعوات"، ونظرًا لضيق وقتي لم أتمكن من زيارته، الآن، وبعد قراءة تاريخ هذا السهل ونضاله، يتوجب علي زيارته يومًا، فلربّما أسمعَني بسكونه أشد الحكايا صخبًا، كالبيانو تمامًا!!
أكملتها الآن (السادسة صباحا بتوقيت تونس). رواية عظيمة جديرة بفلسطين الأبية. أوفتها حقها رغم يقيني بأن الواقع أبهى في لحظات البهجة وأشقى في ساعات الشقاء. تخونني الكلمات لوصف تأثري. سأكتفي الآن.
تكمن أهمية مشروع إبراهيم نصر الله (لا سيما الملهاة الفلسطينية) في إطلاع القارئ والمهتم على تفاصيل كثيرة متعلقة بتاريخ القصة الفلسطينية. توثيق يسبق النكبة والتي عادة ما ينطلق منها الكاتب أو الباحث الذي أراد تناول الحدث الفلسطيني. ما ميّز أيضًا هذا العمل من ناحية الفترة الزمنية والتوثيق هو تناوله لمدينة بيت ساحور، حيث أنها مدينة غير رئيسية فيما يتصدّر وجه الإعلام والفن وغيره.
تصدر عن هذا العمل أيضًا أصوات التعذيب، حتى تتحول إلى ثيمة أساسية، كما هي ثيمة ملتصقة في حياة الفلسطينيين اليومية، سواء ذاك التعذيب المباشر أو العذاب المستمر والمتغلغل في التفاصيل كلها صغيرها وكبيرها.
الشخصيات كثيرة، والرواية فيها تتابع جيلي، حيث أنها تتناول ما يقارب خمس وسبعين عامًا مما قبل النكبة حتى الانتفاضة الأولى.
ليس لدي الكثير كي أحكيه عن هذا العمل، ولا أقصد في ذلك الإشارة إلى نقص ما، أو إلى تأثير كبير لجم عقلي عن التفكير، بل هي حالة حيادية باردة لا أعلم كنهها، هي حالة من ينتهي من معركة ويحتاج بعدها إلى الراحة قليلًا والتقاط الأنفاس.
اللغة مناسبة لطبيعة العمل، سهلة ومتدفقة، الموسيقا والغناء تاج للعمل حتى لو كانت إضافة لم يتوسع فيها كثيرًا الكاتب من ناحية الموضوع واكتفى بروح الشيء على النص، أضيفُ إلى ذلك المشاهد المتعلقة بالتصوير، المصور الصهيوني الذي يحاول بتر الوجود الفلسطيني وإزالته من الصورة.
"يا مرتا سنشتهي يومًا كنا نجوع فيه ونُطارد ونُسجن ونُقتل، ونفضّله على يوم لا نفعل فيه شيئًا سوى انتظار أن ينصفونا. يا مرتا لن ينصفنا أحد إن لم ننصف أنفسنا."
رواية انتهيت منها مع نهاية العام ولكنها لم ولن تنتهي مني أبدًا. مستحيل أتخطى التفاصيل والمشاعر اللي في الرواية من أول قصة إسكندر ومرتا لحد قصة زيدان وميس. أصدق ما قرأت، منتهى العبقرية والسلاسة في تسليم الكفاح في سبيل القضية من جيل لجيل. مش فاكرة إن في حاجة أثرت فيا كدة طول حياتي فمش هبالغ لو قلت إن كل اللي قرأته في عمري كوم، ودبابة تحت شجرة عيد الميلاد في كوم تاني. اللهم أجعل ٢٠٢٤ سنة تحرير أرض الزيتون ورد حقوق شعبها.
رجع إبراهيم نصر الله بالذاكرة إلى البدايات، في مرحلة الانتداب البريطاني على فلسطين قبيل النكبة ومع بداية تهجير الفلسطينيين من أراضيهم وبدايات الحرب عام 1947، ويمر بالأحداث الرئيسية التي مرت على فلسطين، منها نكسة 67 واحتلال اسرائيل للأراضي العربية.
إبراهيم نصرالله لا يحدثك عن الضحية فقط بل يغوص داخل نفس المُعتدي والمحتل، طوال الوقت نسمع عن سياسات إسرائيل والدوافع من إبادة ومحو الفلسطيني صاحب الأرض (العودة إلى أرض الميعاد التي طردوا منها قبل أكثر من ألفي عام) في الرواية تتعرف على دوافع ونفسية الفرد المحتل، كما هو بديهي أن يكون جزء من الكيان الصهيوني ويحمل الدوافع الجمعية نفسها، لكنه إيضًا يحمل معها دوفع شخصية بحتة تختلط مع المعتقد الجمعي ويؤثران على بعضهم.
وكما نرى في الرواية شخصية القائد في الجيش الإسرائيلي ناحوم الذي يعود أصله إلى عائلة يهودية ألمانية، وكان جده يحكي له عن ما ما حدث مع اليهود في المعسكرات النازية من أساليب تعذيب وقمع، فنجد ناحوم القائد الصهيوني السفاح متأثرًا بما سمعه من جده وبشكل تلقائي يجد نفسه مدفوع بالأنتقام ويريد أتباع الأساليب نفسها مع الفلسطينيين، والجندي شاؤوم الذي سبق وأن خدم في الجيش الأمريكي في فيتنام ، وأثناء تعذيبه للفلسطيني يسترجع أساليب التعذيب التي كانت على شكل ألعاب مسلية ومسابقات كان يفعلها بالتعاون مع زملائه في الجيش الأمريكي مع الأسرى الفيتناميين الذين يقعون تحت أيديهم ليتلذذوا باللعب والتسلية وألحاق الأذى بالعدو، والظابط الذي عاش في براغ ثم هاجر بعد ذلك مع من هاجر من اليهود إلى فلسطين، ثم وهو يعمل المسؤول عن التحقيق مع السجين بشارة، وما أن يكتشف المحقق أنه كان يدرس في براغ، حتى يسأله عن ذكرياته في المدينة، ويكمل مدفوعًا بالحنين إلى وطنه الأول ويستمر في إلقاء الأسئلة والأستماع إلى السجين بشارة، حتى ينسى أنه مكلف بالتحقيق وينسى السجين بشارة أنه ينتظر التعذيب والأذلال كما يحدث دائمًا، لكن في اليوم الثاني يفاجيء بشارة بالظابط قد تغير تماما وبدأ يضربه ويعذبه بأبشع الطرق، إذا فأن نصرالله برع في أظهار ماهو فردي وماهو جماعي في دوافع المحتلين.
الرواية مليئة بالتفاصيل التي تحتاج لحديث طويل، لكن ظني الشخصي أن نصر الله أظهر بعناية تلك الأفعال التي تعتبر صغيرة والسلوك الفردي والإنساني للشخصيات من الطرفين، ليكمل جزء من الصورة النهائية لطرف الضحية وصاحب الأرض الذي يتبع النضال والمقاومة كبديل وحل وحيد، و المحتل والكيان الصهيوني الذي يتبع سياسة الأبادة والقتل والأسر والهدم والتهجير كبديل وحيد إيضًا.
وأكثر ما نجحت فيه الرواية من رأيي هو إبراز الدور المسيحي في النضال والمقاومة، وهذا ما تحتاج إليه القضية الفلسطينية أكثر من أي شيء، حتى تنتهي الأسطورة التي أبتدعها الكيان الصهيوني التي تصور القضية كقضية صراع بين المسلمين واليهود، الخطاب الذي أستثمر فيه المحتل حتى يخدم توجهاته ويُنسينا أن القصية ستظل قضية فلسطين الأرض والدولة، ولم تكن أبدًا قضية المسلمون وحدهم.
رائعة أخرى من روائع الكاتب الذي نرى فلسطين من عينيه وقلمه. رواية تأخذنا إلى بيت ساحور، تلك القرية التي صمدت في وجه الإحتلال وقدّمت درساً في الشجاعة والإخلاص خلال الإنتفاضة الأولى. يأخذنا ابراهيم نصرالله إلى قلب تلك القرية التي يتقاسمها المسلمون والمسيحيون من مئات السنين، من وقتٍ كان فيه كتابة عنوان "دولة اسرائيل" على أي رسالة يجعلها تصبح بلا عنوان وجاهزة للتلف، حيث لم تكن "اسرائيل" موجودة. تزامنت قراءتي لهذه الرواية المؤلمة (والتي اعتبرها أشد ما كتب ابراهيم نصرالله إيلاماً حتى اليوم) مع عملية إطلاق صاروخ من قطاع غزة إلى ما بعد تل أبيب، وهذا ما ساعدني على تحمّل الألم العظيم الموجود بين صفحات هذه الرواية، وجعلني أشعر بفرحٍ عارم حين أقارن حال المقاومة في فلسطين بين الأمس (فترة أحداث الرواية) واليوم: تلك الحجارة التي تحوّلت إلى صواريخ تحمل الرعب في قلوب القتلة والمغتصبين للأرض، والتي ستزيلهم يوماً ما بلا أدنى شك. حين تقرأ هذه الرواية، ستدرك مدى همجية هؤلاء القتلة، ومدى الذل الذي لحق بأهلنا في فلسطين طوال عقود، وستشكر الله أنك تعيش في زمنٍ تخشانا فيه إسرائيل ولا نخشاها، وأن نهاية دولة القتل والإجرام تلك باتت قريبة. للأمانة شعرت بالغضب والإستفزاز أثناء قراءة بعض الفصول، وذلك لأنني لم أتقبل أن الفلسطينيين كانوا ضعافاً إلى هذا الحد الذي يصوّره الكاتب، لكن بعد مراجعتي لعدّة مصادر تاريخية، تبيّن أن الكاتب لم يبالغ أبداً في وصفه لتلك الحقبة وأساليب المقاومة فيها، وتبيّن أن سبب غضبي كان مقارنتي الدائمة لقوة الفلسطينيين بين الأمس واليوم، المقاومة التي هي فعلاً أسوأ كوابيس المحتل منذ قيام دولته التي بناها بكل ذكاء ودهاء. شكراً ابراهيم نصرالله، استمر في الكتابة، فحين تتوقف لن يعود بإمكاننا رؤية فلسطين الجميلة قبل تحريرها
انتهيت من قراءة الرواية ، و بالرغم من اننا نحس بأن القضية الفلسطينية هي قضية كل عربي و الظلم الواقع عليهم مؤلم لكل عربي ابي إلا أن الرواية في نظري كانت مملة و خالية من التشويق للاسف ، ربما لرتابة الأحداث و تكرارها خاصة في الجزء الأكبر منها . وقد قرأت الملهاة الفلسطينية بأجزائها الثلاثة
بدأت ثلاثية الأجراس قبل الاحداث الاخيرة في فلسطين و تزامن الرواية ديه مع الاحداث كان في قمة الألم كل جملة وصف كل حوار كل اعتقال كل مقاومة حاسة بيها و شايفاها يمكن تهت شوية في الأشخاص لكن ابداع حقيقي