What do you think?
Rate this book
كل الأشياء
تحاول رواية "كل الأشياء" لبثينة العيسى أن تفكك علاقة الفرد بالسلطة، سواء تمثلت هذه السلطة في الأدب، أو الدولة، أو النظام العالمي. الرواية تتساءل عن جدوى مجابهة المنظومة، وإذا كان يمكن للفرد أن يوجد خارجها أصلًا، أم أنه، في أحسن الحالات، ترسٌ في ذات الآلة التي يحاولُ تفكيكها. تبدأ الرواية من لحظة عودة "جاسم العظيمي" إلى الكويت، بعد غياب أربع سنوات، لحضور مراسم دفن والده. حيث يجدُ نفسه مضطرًا إلى مواجهة ذاكرة عامرة بالهزائم، وعالم بلا أفق، ومستقبل مسروق. هذه رواية عن الصراع بين الأجيال، والبحث عن المعنى الحقيقي لكلمة وطن، عن سقوط الشعارات، عن جدوى النضال ومسؤولية الوجود في ذاتها، عن الكتابة بصفتها طريقة للمعرفة، وعن كل الأشياء التي يواجهها المرء في طريقه
263 pages, Kindle Edition
First published October 1, 2017
313 people are currently reading
6376 people want to read
About the author
Bothayna Al-Essa
23 books197 followersBothayna El Essa (Arabic: بثينة العيسى) is a novelist from Kuwait. A well-known author in modern Arabic literature, her novel The Book Censor's Library was longlisted for the 2024 National Book Award for Fiction in their category for translated literature.
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 30 of 1,012 reviews
October 8, 2019
لست كاتباً إحترافياً كي أكتب مراجعة لنص كهذا، لكن الحالة المنطقية تقودني إلى التقييم المحايد بعيداً عن جرم المجاملات الذي يفقد الموضوعية
ويضلل القارئ
لم أجد في في هذه الرواية أي إنحناء تصاعدي للكاتب بل كان النص أقرب إلى الكلاسيكية الحذرة التي تارة تشعر بأن لها عين على القارئ وتارة تريد .
أن تتمرد عليه
محاولة بائسة للزج بنص يحاول أن يحتوي على كل شيئ فأصبح كمن يطبق المثل "لا طال عنب الشام ولا بلح اليمن" كل ذلك ضمن سرد حاول أن يوظف أفكار عدة بمزيج من تتبيلة الألم وقمع السلطة وتأثير القلم ونمطية المجتمع الذي يرفض مبدأ التغيير إما خوفاً من سلطة أتعس من سابقتها أوفساد لا يمكن جزه ضمن صور بالية لا تجديد فيها
إحساس الكاتبة غريب وكأنها تكتب بقلم ذكوري ، تتقنع بصورة رجل "جاسم"لإيصال رسالة إمرأة
مسوغ لا تبرير له لإقحام فكرة درامية خذلتني وتركيبة من الأحداث حاولت أن تضم أشياء ففقدت كل الأشياء حتى رمزية الصنبور والنخلة لم أشعر أن
الكاتبة وفقت فيها وكأن الإستعارات هنا متكلفة ومبهرجة لتلميع النص الذي كان نواته الأساسية هي فكرة تمرد الفرد ضد السلطة وذلك الصراع المزمن بين الأجيال وفجوات الفكر الذي يتصدع كلما اتسع الفارق الزمني....الخ
ثلاث نجمات لإجتهادات الكاتبة فقط الذي كنت أتوقع منه أكثر من ذلك
ويضلل القارئ
لم أجد في في هذه الرواية أي إنحناء تصاعدي للكاتب بل كان النص أقرب إلى الكلاسيكية الحذرة التي تارة تشعر بأن لها عين على القارئ وتارة تريد .
أن تتمرد عليه
محاولة بائسة للزج بنص يحاول أن يحتوي على كل شيئ فأصبح كمن يطبق المثل "لا طال عنب الشام ولا بلح اليمن" كل ذلك ضمن سرد حاول أن يوظف أفكار عدة بمزيج من تتبيلة الألم وقمع السلطة وتأثير القلم ونمطية المجتمع الذي يرفض مبدأ التغيير إما خوفاً من سلطة أتعس من سابقتها أوفساد لا يمكن جزه ضمن صور بالية لا تجديد فيها
إحساس الكاتبة غريب وكأنها تكتب بقلم ذكوري ، تتقنع بصورة رجل "جاسم"لإيصال رسالة إمرأة
مسوغ لا تبرير له لإقحام فكرة درامية خذلتني وتركيبة من الأحداث حاولت أن تضم أشياء ففقدت كل الأشياء حتى رمزية الصنبور والنخلة لم أشعر أن
الكاتبة وفقت فيها وكأن الإستعارات هنا متكلفة ومبهرجة لتلميع النص الذي كان نواته الأساسية هي فكرة تمرد الفرد ضد السلطة وذلك الصراع المزمن بين الأجيال وفجوات الفكر الذي يتصدع كلما اتسع الفارق الزمني....الخ
ثلاث نجمات لإجتهادات الكاتبة فقط الذي كنت أتوقع منه أكثر من ذلك
January 7, 2018
كل الأشياء.....بثينة العيسى
لا أدري هل انتهيت منها أم انتهت مني؟ هل كنت اقرأ الرواية أم كانت تقرأ ما بداخلي وتقوله؟ هي نوعية الروايات الموجعة الحقيقية، جمعت بين الإنسان ومجتمعه، بين الأب وابنه، بين الحب الضائع والأمل المفقود، والأهم إنها رواية عن الحياة.
كل رواية تبدأ بعودة غائب غالبا ما تحمل في طياتها سحر ما، الحنين المتدفق من البداية، الذكريات العذبة التي تطالعنا بروح تشتاق، وخاصة إذا كان الغائب يشبههنا كثيرا، بثوريته وفشله وعجزه عن مواصلة الحياة التي يتمناها فهرب من نفسه قبل أن يهرب من وجوه البشر.
من الظلم البيّن أن نرى في هذه الرواية مجرد رواية كويتية جيدة، فهى تصلح لكل مجتمع وضع آمال أكثر مما يجب على واقعه فانخسف به واقعه قبل أن تتبخر أحلامه وتصبح مثل الجرح الغائر صعب العلاج.
أول فصول الرواية كانت بديعة بكل معنى الكلمة، حكّي عميق وتأملات جميلة تسحبك لذكريات بعيدة وأحداث كنت تظن نسيانها وفجأة ستجدها تدق في عقلك وتستعيدها.
بين ثنايا الرواية بنلمح تحدي الكاتبة لنغسها، تراكيب لغوية أكثر قوة، وجزالة ألفاظ أصبحنا للأسف لا نراها كثيرا لميل الكتاب للبساطة والتي تحدث خلل أحيانا في النص.
و الكاتبة هنا بتستخدم عاميتها الخاصة لكي توصل وجهة النظر، وفي نفس الوقت بتستدعي لغة موزونة قوية لكي تضبط إيقاع العمل، كل دا بعاطفة غريبة تبث الحنين.
الرواية جميلة وقيمة ومكتوبة بروح صادقة وتنشر الحنين للذكريات، والألم من ضياع الحلم، والندم لضياع الحب.
لا أدري هل انتهيت منها أم انتهت مني؟ هل كنت اقرأ الرواية أم كانت تقرأ ما بداخلي وتقوله؟ هي نوعية الروايات الموجعة الحقيقية، جمعت بين الإنسان ومجتمعه، بين الأب وابنه، بين الحب الضائع والأمل المفقود، والأهم إنها رواية عن الحياة.
كل رواية تبدأ بعودة غائب غالبا ما تحمل في طياتها سحر ما، الحنين المتدفق من البداية، الذكريات العذبة التي تطالعنا بروح تشتاق، وخاصة إذا كان الغائب يشبههنا كثيرا، بثوريته وفشله وعجزه عن مواصلة الحياة التي يتمناها فهرب من نفسه قبل أن يهرب من وجوه البشر.
من الظلم البيّن أن نرى في هذه الرواية مجرد رواية كويتية جيدة، فهى تصلح لكل مجتمع وضع آمال أكثر مما يجب على واقعه فانخسف به واقعه قبل أن تتبخر أحلامه وتصبح مثل الجرح الغائر صعب العلاج.
أول فصول الرواية كانت بديعة بكل معنى الكلمة، حكّي عميق وتأملات جميلة تسحبك لذكريات بعيدة وأحداث كنت تظن نسيانها وفجأة ستجدها تدق في عقلك وتستعيدها.
بين ثنايا الرواية بنلمح تحدي الكاتبة لنغسها، تراكيب لغوية أكثر قوة، وجزالة ألفاظ أصبحنا للأسف لا نراها كثيرا لميل الكتاب للبساطة والتي تحدث خلل أحيانا في النص.
و الكاتبة هنا بتستخدم عاميتها الخاصة لكي توصل وجهة النظر، وفي نفس الوقت بتستدعي لغة موزونة قوية لكي تضبط إيقاع العمل، كل دا بعاطفة غريبة تبث الحنين.
الرواية جميلة وقيمة ومكتوبة بروح صادقة وتنشر الحنين للذكريات، والألم من ضياع الحلم، والندم لضياع الحب.
November 17, 2017
"فكّر أن الزنزانة تشبه بطن الحوت، لكنه بدل من أن يخرج منه نبيا خرج كافرا بكل شيء."
أنت لا تعلم متى تتخطى الحدود، ربما لأنك لا تعترف إلاّ بالحدِّ الذي تعبّر فيه عن نفسك، الحدُّ الذي هو احتجاجٌ أو تمردٌ أو ربما لإشباع رغبة الوجود وفاعليته، وأنت هنا تسير ضمن الجموع التي تردّد ما تقوله، تسمع موسيقى الحرية، وتتموج معهم مثل رقصة، لكنك أنت الآن وحدك يتخطفك الفراغ، والشك يخيّم في مخيلتك، مخيلتك التي كانت منيعةً ضد الحدود والقيود، مخيلتك التي كانت يوماً هناك.
بثينة في كل الأشياء لا تؤرخُ لحقبةٍ ما في تاريخ الكويت، هي تتناول الأشياء التي ضاعت وتضيع وتعود وترتحل، تتحدث عن التفاصيل الصغيرة التي تكمن فيها المعاني، عن الشوارع والأسواق وفقاعات العزلة، عن المقاعد المهجورة والخيالات التي كانت والاحتمالات التي كادت أن تكون، عن الأوطان وما تفعله بنا وعن ما نفعله في الأوطان، الأوطان التي ترحل عنها وتسكنك، عن الذكريات التي هي وطنك الذي لا يُنسى، عن العائلة المهجورة والصنبور الذي صدأت أيامه والمياه الآسنة مثل الصمت الذي استمر بين الأب وإبنه، يوم ظنّ كل منهما أنه يريد إصلاح الصنبور، فأغرقتهم المياه. عن الحب الذي يبقى في التفاصيل، عن الجفاف الرطب، عن التفهم والحسرة، عن الصديق الذي يحمل عبء صداقته مبتسماً، عن الزنازين والظل والضوء والهواء والمقابر التي تدفن الأفكار لا الأجساد، وتتحدث عن أشياءَ أخرى هي كل الأشياء.
أنت لا تعلم متى تتخطى الحدود، ربما لأنك لا تعترف إلاّ بالحدِّ الذي تعبّر فيه عن نفسك، الحدُّ الذي هو احتجاجٌ أو تمردٌ أو ربما لإشباع رغبة الوجود وفاعليته، وأنت هنا تسير ضمن الجموع التي تردّد ما تقوله، تسمع موسيقى الحرية، وتتموج معهم مثل رقصة، لكنك أنت الآن وحدك يتخطفك الفراغ، والشك يخيّم في مخيلتك، مخيلتك التي كانت منيعةً ضد الحدود والقيود، مخيلتك التي كانت يوماً هناك.
بثينة في كل الأشياء لا تؤرخُ لحقبةٍ ما في تاريخ الكويت، هي تتناول الأشياء التي ضاعت وتضيع وتعود وترتحل، تتحدث عن التفاصيل الصغيرة التي تكمن فيها المعاني، عن الشوارع والأسواق وفقاعات العزلة، عن المقاعد المهجورة والخيالات التي كانت والاحتمالات التي كادت أن تكون، عن الأوطان وما تفعله بنا وعن ما نفعله في الأوطان، الأوطان التي ترحل عنها وتسكنك، عن الذكريات التي هي وطنك الذي لا يُنسى، عن العائلة المهجورة والصنبور الذي صدأت أيامه والمياه الآسنة مثل الصمت الذي استمر بين الأب وإبنه، يوم ظنّ كل منهما أنه يريد إصلاح الصنبور، فأغرقتهم المياه. عن الحب الذي يبقى في التفاصيل، عن الجفاف الرطب، عن التفهم والحسرة، عن الصديق الذي يحمل عبء صداقته مبتسماً، عن الزنازين والظل والضوء والهواء والمقابر التي تدفن الأفكار لا الأجساد، وتتحدث عن أشياءَ أخرى هي كل الأشياء.
January 28, 2018
بثينة بتكتب من الشمخ الجواني أوي.
February 9, 2018
بعد أن قرأت سابقًا جميع الأعمال المتوافرة للكاتبة، يمكنني القول بكل ثقة أن بثينة العيسى خذلتني بشكل ليس متوقعًا..
عندما سمعت عن تلك الرواية، وسمعت عن الاحتفاء الهائل بها، ظننت أنني سأقرأ عملًا مميزًا لبثينة لم أتطرق إليه من قبل، ولكن منذ الصفحات الأولى للرواية انتابني هاجس أن هذا القلم ليس لبثينة العيسى على الإطلاق..
نحن هنا أمام رواية يمكن إطلاق عليها صفات متعددة، بين السياسية، والاجتماعية، والعاطفية، وأدب السجون أيضًا..
البطل "جاسم" الذي يعود إلى الكويت من أجل المشاركة في دفن والده الذي تحطمت العلاقات بينهما بسبب مقالة، مجرد مقالة، جمل متراصة، أدت إلى بتر جذور علاقة بين الأب والأبن، ولكن تلك العودة تفتح أبواب الجحيم أمام "جاسم" حيث يبدأ استعادة ذكرياته عن فترة وجوده في السجن، ووفاة حبيبته "دانة" وهل الوفاة طبيعية أم بفعل فاعل..
الفكرة جيدة، لا غبار عليها، ولكن المشكلة تتمثل في طريقة المعالجة، لا توجد أحداث، لا توجد حركة، لا توجد صدمات تجعلني ألهث وراء الصفحات حتى أعرف النهاية.
النهاية؟ آه من النهاية، النهاية التي صدمتني، نهاية تقليدية، بل غارقة في التقليدية، وكأنني أشاهد فيلم عربي قديم، من ينتصر الخير أم الشر؟ نجد بطل الرواية يستفيق فجأة ويبدأ في تسمية كل الأشياء بهويتها ويستعيد قلمه من أجل الدفاع عن حبيبته ويدخل عش الدبابير بنفسه ليجد أن الأية قد انقلبت وأنه هو المُلام وليس الجناة..
نهاية عادية للغاية، لا جديد فيها، ورغم عدم إعجابي بالصفحات الأولى للرواية، ولكن ظننت أن النهاية ستصالحني على بثينة العيسى، ولكن يبدو أن الخصام سيستمر حتى يحين موعد صدور عمل آخر لها..
ملحوظة أخيرة: حجم خط الرواية سيء للغاية، وضاعف كمية غضبي تجاهها..
عندما سمعت عن تلك الرواية، وسمعت عن الاحتفاء الهائل بها، ظننت أنني سأقرأ عملًا مميزًا لبثينة لم أتطرق إليه من قبل، ولكن منذ الصفحات الأولى للرواية انتابني هاجس أن هذا القلم ليس لبثينة العيسى على الإطلاق..
نحن هنا أمام رواية يمكن إطلاق عليها صفات متعددة، بين السياسية، والاجتماعية، والعاطفية، وأدب السجون أيضًا..
البطل "جاسم" الذي يعود إلى الكويت من أجل المشاركة في دفن والده الذي تحطمت العلاقات بينهما بسبب مقالة، مجرد مقالة، جمل متراصة، أدت إلى بتر جذور علاقة بين الأب والأبن، ولكن تلك العودة تفتح أبواب الجحيم أمام "جاسم" حيث يبدأ استعادة ذكرياته عن فترة وجوده في السجن، ووفاة حبيبته "دانة" وهل الوفاة طبيعية أم بفعل فاعل..
الفكرة جيدة، لا غبار عليها، ولكن المشكلة تتمثل في طريقة المعالجة، لا توجد أحداث، لا توجد حركة، لا توجد صدمات تجعلني ألهث وراء الصفحات حتى أعرف النهاية.
النهاية؟ آه من النهاية، النهاية التي صدمتني، نهاية تقليدية، بل غارقة في التقليدية، وكأنني أشاهد فيلم عربي قديم، من ينتصر الخير أم الشر؟ نجد بطل الرواية يستفيق فجأة ويبدأ في تسمية كل الأشياء بهويتها ويستعيد قلمه من أجل الدفاع عن حبيبته ويدخل عش الدبابير بنفسه ليجد أن الأية قد انقلبت وأنه هو المُلام وليس الجناة..
نهاية عادية للغاية، لا جديد فيها، ورغم عدم إعجابي بالصفحات الأولى للرواية، ولكن ظننت أن النهاية ستصالحني على بثينة العيسى، ولكن يبدو أن الخصام سيستمر حتى يحين موعد صدور عمل آخر لها..
ملحوظة أخيرة: حجم خط الرواية سيء للغاية، وضاعف كمية غضبي تجاهها..
May 4, 2025
و الحق أقول: لا أحد مثل بثينة و لا قلم مثل قلم بثينة.
بذكاء شديد دمجت بين واقعنا السياسي و الديني دون أن تشعرنا أبدا أنها تتحدث عن الدين. عن موت الإله. عن ابن الإنسان و ليس ابن الله. عن المعنى و عن الحل و عن العربة و الحصان أيهما سنضع قبل الأخر.
تحولات جاسم من البحث عن معنى لإنكار المعنى لكل الأشياء ثم الشعور بالنشوة في النهاية لإحساسه بوجود معنى ما.
و ادراكه بأنه ترس متآكل في آلة جهنمية جبارة تسحق كل شيء يخالف إرادتها العليا.
و التهكم من الواقع الذي يصر على إذلالنا بأتفه الأشياء.
ثم التمرد على السماء و الأسماء و الأشياء و البحث عن الحل تحت هنا على الأرض و ليس بالنظر إلى أعلى في السماء.
و كما استعرض ساراماجو في روايته كل الأسماء مسيرة اسم منذ سجلات المحفوظات إلى المقبرة ليدلل على أن المعنى الذي تعطيه الأسماء للأشياء هو و العدم سواء فقد عكست بثينة الآية دون الفكرة و دللت على أن الأشياء لن تعطينا أي معنى سواء نزعنا منها الأسماء أو منحناها أسماءاً جديدة.
لأن كل ذلك كئيب و ثقيل الظل و ممل و لا أحد يريد أن يقرأه فقد نسجت بثينة خيوطها بالحب و كانت قصة جاسم و دانا هي الغطاء الدرامي للأحداث و برعت في تصوير مشاعر جاسم لدرجة تصورت معها أنها كانت رجلا في حياة أخرى قبل أن تصبح هذه البثينة التي اقرأ لها للمرة الثامنة و كل المرات السابقة كانت الرواية بلسان امرأة.
و لا أعلم ان كان ذلك رأي جاسم أو رأي بثينة نفسها و لكني أوافق تماما على هكذا رأي.
و مع إدراكه أن الحياة عبء يجب أن نسعى بكل جهدنا للتخلص منه كان لا يزال يفكر في أسباب السعادة و الشقاء.
ثم أدرك حقيقته في النهاية. برغوث يظن أن كل هذا العالم قد خلق من أجله.
في الحقيقة فإن قصة راكان جاءت بحبكة ضعيفة جدا لا تتناسب مع عمق الرواية و لا مع خطها الدرامي و ان كانت للتدليل على الفساد و هو ما لا يحتاج أصلا إلى دليل و لذلك أحسست بأنها زائدة لا معنى لها و ان كنت أميل إلى أنها مستوحاة من أحداث حقيقية.
في النهاية فقد ندمت أشد الندم على أن الرواية في مكتبتي منذ سنوات و لم أقرأها إلا الأن.
بذكاء شديد دمجت بين واقعنا السياسي و الديني دون أن تشعرنا أبدا أنها تتحدث عن الدين. عن موت الإله. عن ابن الإنسان و ليس ابن الله. عن المعنى و عن الحل و عن العربة و الحصان أيهما سنضع قبل الأخر.
❞ ثمة رجل واحد يرى الأمر على حقيقته؛ ابنٌ يحاول قتل أبيه. وعلى نحوٍ أخرق ينمُّ عن غباء سياسي مؤكد ❝
❞ وشخصت بعينيها إلى سماءٍ سوداء دون أن ترى نجمة واحدة على سطحِها. صار جسدهُ يرتجف وهو يفكّر في الرّوعِ الكامن في تلكما العينين المشرّعتين على الرعب تبحثان في السماء تبحثان عن السّماء. ❝
❞ ألا تشعر أحيانًا بأنك ابن الإله؟ تذكّر والده ابتسم. رفعت يدها عن زندهِ وتمتمت؛ ربما في عالمٍ آخر ❝
❞ إن ثورة حقيقية لا يمكن أن تبدأ من الشارع والأصنام التي ينبغي لها أن تهدم قبل غيرها هي تلك المنصوبة في البيوت والديكتاتورية الأكثر شراسة هي أبوّتكم. ❝
تحولات جاسم من البحث عن معنى لإنكار المعنى لكل الأشياء ثم الشعور بالنشوة في النهاية لإحساسه بوجود معنى ما.
❞ نحن نخترع العلاقات لكي نصنع المعنى كي لا نعترف بأن العالم بلا معنى ولكن ليس هو إذ ليس لديه مشكلة مع انعدام المعنى. مشكلته على العكس هي في المعنى نفسه؛ كثرتهُ وتوغّله في كل الأشياء ❝
❞ يتذكر نفسه قبل سنوات عندما كان يشكُّ في صواب الصواب وخطأ الخطأ. اليوم صار يشكُّ في وجود الصَّواب والخطأ أصلًا ❝
❞ ولم يفهم أحد معنى ما حدث. لأن ما حدث كان بلا معنى مثل كل الأشياء. ❝
❞ ورأى المفردات تتضافر بشكلٍ غريبٍ لخلق معنى ما. وهو رغم شكوكه القديمة في وجود أي معنى فإنَّه في تلك اللحظة أحسَّ بنشوةٍ غير مفهومة. ❝
❞ كان ثقيلًا مثل كيسٍ من الرّمل ويعرفُ أن الأمر كله بلا معنى. ❝
❞ ماذا لو كان هناك معنى وماذا لو كان المعنى بهذا القبح؟ الحقيقة أنه ثمة أمور لا يحقُّ لك أن تعرف عنها ويبدو أن الموت هو ثمن المعرفة. ❝
و ادراكه بأنه ترس متآكل في آلة جهنمية جبارة تسحق كل شيء يخالف إرادتها العليا.
❞ أنت مجرّد كبشٍ لافتداء نظام الأشياء واستمراريّتها. وجودك على قيد الحياة حتى اللحظة هو مجرد مصادفة. ❝
و التهكم من الواقع الذي يصر على إذلالنا بأتفه الأشياء.
❞ على المرء أن يكون دائمًا بكامل أناقته فهو لا يعرف بالضبط متى سيتم إلقاء القبض عليه. ❝
ثم التمرد على السماء و الأسماء و الأشياء و البحث عن الحل تحت هنا على الأرض و ليس بالنظر إلى أعلى في السماء.
❞ إن كان ثمة إجابة فهي تحت. ❝
و كما استعرض ساراماجو في روايته كل الأسماء مسيرة اسم منذ سجلات المحفوظات إلى المقبرة ليدلل على أن المعنى الذي تعطيه الأسماء للأشياء هو و العدم سواء فقد عكست بثينة الآية دون الفكرة و دللت على أن الأشياء لن تعطينا أي معنى سواء نزعنا منها الأسماء أو منحناها أسماءاً جديدة.
❞ وهو لم ي��هم قط هوس البشرية في حفظ الأسماء ❝
❞ لقد سبق الجميع إلى تسميةِ الأشياء بأسمائها ومن بعده صار الجميع يستخدم الأسماء التي اخترعها. لقد استنبتَ كلماته في لغةِ الآخرين ❝
❞ لم يسبق له أن رأى الأشياء بهذا الوضوح؛ كانت كل الأشياء مسمّاة شفافة ونقيّة. ❝
❞ وسواءٌ كانت الكتابة تعني أن تسمّي الأشياء بأسمائها أو أن تعرّي الأشياء من أسمائها فهو عندما شرعَ في الكتابة فعلًا لم يتبيّن الفرق. كانت الأشياء تبدو شفافة جدًّا عارية ولكنها أيضًا مسمّاة ومرتّبة. ❝
لأن كل ذلك كئيب و ثقيل الظل و ممل و لا أحد يريد أن يقرأه فقد نسجت بثينة خيوطها بالحب و كانت قصة جاسم و دانا هي الغطاء الدرامي للأحداث و برعت في تصوير مشاعر جاسم لدرجة تصورت معها أنها كانت رجلا في حياة أخرى قبل أن تصبح هذه البثينة التي اقرأ لها للمرة الثامنة و كل المرات السابقة كانت الرواية بلسان امرأة.
❞ كيف قرّر الجميع أنها تليق برجلٍ آخر فهي على حدّ علمه لا تناسب رجلًا غيره ولا أحد يعرفها مثله. تدّعي أنها لا تحب السمك لكنها مستعدة لأكله إذا ما أزال منه الحسك. تحبُّ أغنيات نوال وكلما أمعن في التنكّر لمشاعرهِ كانت تغنّي؛ قول أحبّك. يعرف أنها تتحسَّسُ من وبر القطط. أنَّ الأخضر هو لونها المفضل. أنها تترك الأبجورة مضاءة طوال الليل. أنها تزمُّ شفتيها لاشعوريًّا عندما تقرأ. أنها تضع أقلامها في غطاء قنبلة دخانية. أنها تشرب قهوتها بالحليب من دون ❞ سكّر. أن دورتها الشهرية تسبّب لها الصداع النصفي. رياضتها المفضلة هي النوم لولا أنها لا تبرع فيه كثيرًا. في حياةٍ موازية كانت ستصبح مغنية. هل يعرفُ راكان كل هذه الأمور؟ ❝
و لا أعلم ان كان ذلك رأي جاسم أو رأي بثينة نفسها و لكني أوافق تماما على هكذا رأي.
❞ إن واجبك هو أن تهدمَ كل ما شيّده سابقوك لأنَّ الأساس باطل والبناء آيلٌ إلى السقوط والنخلة سوّست والصنبور مكسور. ❝
و لذلك فكل ما نستطيعه هو محاولة الإفلات من نظام نعلم جيدا أنه لا جدوى من الإفلات منه.
❞ أنت لا تستطيع مهما فعلت أن تفلت من النظام. ❝
❞ ورغم أنه رأى المشنقة بأم عينه وانحدر عميقًا إلى زنازين الصاجة رغم أنه ضُرب بالهراوى في المظاهرات وتنشّق الغاز المسيل للدّموع كان ما يزال متفاجئًا بما يمكن للوطنِ أن يفعله بالإنسان. ❝
و مع إدراكه أن الحياة عبء يجب أن نسعى بكل جهدنا للتخلص منه كان لا يزال يفكر في أسباب السعادة و الشقاء.
❞ تساءل لماذا تحتاج السعادة إلى أسباب في حين يمكن للحزنِ أن يتحقق ويكتمل بلا سبب. ❝
ثم أدرك حقيقته في النهاية. برغوث يظن أن كل هذا العالم قد خلق من أجله.
❞ كل ما لديك هو احتمالات هل تفهم؟ لكنك تضع هذه الاحتمالات بعضها إلى جانب بعض وتخترع قصة. من تظنُّ نفسك؟ ❝
في الحقيقة فإن قصة راكان جاءت بحبكة ضعيفة جدا لا تتناسب مع عمق الرواية و لا مع خطها الدرامي و ان كانت للتدليل على الفساد و هو ما لا يحتاج أصلا إلى دليل و لذلك أحسست بأنها زائدة لا معنى لها و ان كنت أميل إلى أنها مستوحاة من أحداث حقيقية.
في النهاية فقد ندمت أشد الندم على أن الرواية في مكتبتي منذ سنوات و لم أقرأها إلا الأن.
November 29, 2017
للأسف لم تأتِ الرواية على مستوى التوقعات ..
.
ربما تكمن مشكلة الرواية في أن الكاتبة حاولت أن تجمع تلك الأفكار كلها في رواية واحدة، وأن تتحدث عن «كل الأشياء» دفعة واحدة، فأفلتت منها في الوقت نفسه أشياء كثيرة، وخرجت من الرواية دون أن نتعاطف مع أبطال روايتها رغم ما دار في واقعهم من أحداث مأساوية مؤلمة.
ولكن عدم التركيز، والتشتيت بين عددٍ من الأفكار، بين موقف جاسم من والده، وموقفه من وطنه، ثم قصة حبيبته التي اكتشفها بشكلٍ مفاجئ وبتفاصيل غير مترابطة، كل ذلك قلل من الحالة الشعورية التي يخرج بها القارئ من حالة الرواية، وإن كانت تبقى في النهاية تجربة مختلفة تُحسب لقلم «بثينة العيسى» ورواياتها، التي تحرص في كل مرة أن تقدّم فيها عالمًا مغايرًا، وأن تبتعد عن عالم المرأة أو الكتابة النسوية المجردة لتنتقل إلى فضاءٍ أرحب، وقضايا أكثر عمومية وثراء حتى وإن كان في النهاية مقبضًا!
تبدأ الرواية بمفتتحٍ شديد البلاغة والدلالة على طبيعة الموقف السياسي الكويتي، نقلته بثينة عن «ماركيز» حينما قال؛ «في هذه البلاد لم يقتلونا بالرصاص، قتلونا بالقرارات» وهكذا يحضر مشهد الموت بطرفيه (المادي والمعنوي) منذ السطور الأولى للرواية، لنجد أننا إزاء بطل الرواية «جاسم العظيمي» الذي عاد لبيت أسرته ليتقبّل عزاء والده المتوفى، والذي نعرف من تتابع الأحداث أن علاقته به تشبه إلى حدٍ كبير علاقة المواطن بالسلطة، من جهةٍ أخرى نكتشف أن ثمّة حبيبة لهذا البطل هي «دانة» التي لم يتمكن من الارتباط بها والتي تشبه علاقته بها إلى حدٍ كبير علاقة المواطن بوطنه.
الموت المادي والمعنوي، والعلاقة بالسلطة الحاكمة وما فيها من شدٍ وجذب، ثم العلاقة بالوطن وما يتخلله من أحلام رومانسية بالعدل والرخاء، هذه هي الأفكار الثلاثة التي تدور بينها رواية «كل الأشياء» والتي تسعى من خلالها العيسي لعكس حالة التشرذم والضياع التي يعاني منها كل فردٍ في العالم العربي في الوقت الراهن، بين فقدان الأمل في أي تغيير وبين ضياع أحلامه وآماله بإمكانية التحقق حتى ولو هربًا خارج البلاد/الوطن .
........
في إضاءات
https://www.ida2at.com/kol-al-ashyaa-...
.
ربما تكمن مشكلة الرواية في أن الكاتبة حاولت أن تجمع تلك الأفكار كلها في رواية واحدة، وأن تتحدث عن «كل الأشياء» دفعة واحدة، فأفلتت منها في الوقت نفسه أشياء كثيرة، وخرجت من الرواية دون أن نتعاطف مع أبطال روايتها رغم ما دار في واقعهم من أحداث مأساوية مؤلمة.
ولكن عدم التركيز، والتشتيت بين عددٍ من الأفكار، بين موقف جاسم من والده، وموقفه من وطنه، ثم قصة حبيبته التي اكتشفها بشكلٍ مفاجئ وبتفاصيل غير مترابطة، كل ذلك قلل من الحالة الشعورية التي يخرج بها القارئ من حالة الرواية، وإن كانت تبقى في النهاية تجربة مختلفة تُحسب لقلم «بثينة العيسى» ورواياتها، التي تحرص في كل مرة أن تقدّم فيها عالمًا مغايرًا، وأن تبتعد عن عالم المرأة أو الكتابة النسوية المجردة لتنتقل إلى فضاءٍ أرحب، وقضايا أكثر عمومية وثراء حتى وإن كان في النهاية مقبضًا!
تبدأ الرواية بمفتتحٍ شديد البلاغة والدلالة على طبيعة الموقف السياسي الكويتي، نقلته بثينة عن «ماركيز» حينما قال؛ «في هذه البلاد لم يقتلونا بالرصاص، قتلونا بالقرارات» وهكذا يحضر مشهد الموت بطرفيه (المادي والمعنوي) منذ السطور الأولى للرواية، لنجد أننا إزاء بطل الرواية «جاسم العظيمي» الذي عاد لبيت أسرته ليتقبّل عزاء والده المتوفى، والذي نعرف من تتابع الأحداث أن علاقته به تشبه إلى حدٍ كبير علاقة المواطن بالسلطة، من جهةٍ أخرى نكتشف أن ثمّة حبيبة لهذا البطل هي «دانة» التي لم يتمكن من الارتباط بها والتي تشبه علاقته بها إلى حدٍ كبير علاقة المواطن بوطنه.
الموت المادي والمعنوي، والعلاقة بالسلطة الحاكمة وما فيها من شدٍ وجذب، ثم العلاقة بالوطن وما يتخلله من أحلام رومانسية بالعدل والرخاء، هذه هي الأفكار الثلاثة التي تدور بينها رواية «كل الأشياء» والتي تسعى من خلالها العيسي لعكس حالة التشرذم والضياع التي يعاني منها كل فردٍ في العالم العربي في الوقت الراهن، بين فقدان الأمل في أي تغيير وبين ضياع أحلامه وآماله بإمكانية التحقق حتى ولو هربًا خارج البلاد/الوطن .
........
في إضاءات
https://www.ida2at.com/kol-al-ashyaa-...
November 24, 2017
ينطلق هذا النص برفقة شخصية مثيرة جداً، شخصية تُشبه الكثير من شباب اليوم، شخصية صُعِقَت بواقع مُختلف عمّا تم تصويره لها في صِغرها. جاسم أو سمّه من شئت يحمل في طيّاته السؤال الأكثر قساوةً بالنسبة لي، سؤال يتقاطع مع الكثير من القوى مِمَن يرغب بدهس الكُل ليبقى، ليصنع من الآخرين "ترس في عجلة تُروس عملاقة".
هل نحن حقاً نمتلك حُريّتنا في الاختيار، حُرّيتنا في الحٌب حريّتنا في التساؤل؟ ما هيَ هذه الحُرية التي نبحث عنها؟ ماذا عن حُرية البقاء لوحدنا في مكانٍ بعيد، كيف تتشابك كُل العلاقات في هذه الحياة لتكون عائق أمام الكثير، حتّى من الارتباط بمن نهوى. أو حتّى من أن نكتشف شيء من الحقيقة الشفّافة التي تُسمّي "الأشياء بمسميّاتها".
(كُل الأشياء) نص بلسان -شاب- وهيَ سابقة لبثينة إن لم أكن مُخطئ، هيَ تمكنت من رسم الشخصية بمنتهى الحِرفية، وتمكنت من استنطاق الحُلم في كُل فصل بشكل مُغاير، حتّى التكرارات التي كانت في النص كانت قادرة على ابتكار معاني جديدة في السرد. لم أكن أتوقّع من النص أن يجرّني إلى الضحك، اعتدت من بثينة السوداوية في النهايات، لكن لم أعتد على الضحك، هذا النص مُثير للدهشة، يُضحكك ويبكيك في لحظات كثيرة، كثافة السؤال تبعث الحُزن في النفس.
كُلّي ثقة بأنّ كُل قارئ سيتصادم مع السؤال الذي تطرحه الرواية، أو فلنقل التساؤلات. سياسية؟ لا بل هيَ إنسانية بحته. وكُتبت هذه التساؤلات في قالب يحمل في طيّاته ذكريات متفجّره. كما أنّ اللغة مُدهشة ببساطتها وعمق معانيها، الكلمات في أماكنها، حِرفية كبيرة في سباكة هذا النص.
هل أنصح بقراءته؟ كيف لا؟ هذا نص الإنسان في كُلٍ منّا على اختلاف توجهاتنا، على اختلاف تساؤلاتنا.
قد يضايقني عدم وجود "منحنى تطوّر الشخصية" انحناء واحد سريع جداً لكن لا يمنع أن تكون الشخصية حقيقية.
"ما يؤلمنا ليس الماضي بل المستقبل الذي لم يحدث" - بثينة العيسى، شكراً على النص المُذهل.
هل نحن حقاً نمتلك حُريّتنا في الاختيار، حُرّيتنا في الحٌب حريّتنا في التساؤل؟ ما هيَ هذه الحُرية التي نبحث عنها؟ ماذا عن حُرية البقاء لوحدنا في مكانٍ بعيد، كيف تتشابك كُل العلاقات في هذه الحياة لتكون عائق أمام الكثير، حتّى من الارتباط بمن نهوى. أو حتّى من أن نكتشف شيء من الحقيقة الشفّافة التي تُسمّي "الأشياء بمسميّاتها".
(كُل الأشياء) نص بلسان -شاب- وهيَ سابقة لبثينة إن لم أكن مُخطئ، هيَ تمكنت من رسم الشخصية بمنتهى الحِرفية، وتمكنت من استنطاق الحُلم في كُل فصل بشكل مُغاير، حتّى التكرارات التي كانت في النص كانت قادرة على ابتكار معاني جديدة في السرد. لم أكن أتوقّع من النص أن يجرّني إلى الضحك، اعتدت من بثينة السوداوية في النهايات، لكن لم أعتد على الضحك، هذا النص مُثير للدهشة، يُضحكك ويبكيك في لحظات كثيرة، كثافة السؤال تبعث الحُزن في النفس.
كُلّي ثقة بأنّ كُل قارئ سيتصادم مع السؤال الذي تطرحه الرواية، أو فلنقل التساؤلات. سياسية؟ لا بل هيَ إنسانية بحته. وكُتبت هذه التساؤلات في قالب يحمل في طيّاته ذكريات متفجّره. كما أنّ اللغة مُدهشة ببساطتها وعمق معانيها، الكلمات في أماكنها، حِرفية كبيرة في سباكة هذا النص.
هل أنصح بقراءته؟ كيف لا؟ هذا نص الإنسان في كُلٍ منّا على اختلاف توجهاتنا، على اختلاف تساؤلاتنا.
قد يضايقني عدم وجود "منحنى تطوّر الشخصية" انحناء واحد سريع جداً لكن لا يمنع أن تكون الشخصية حقيقية.
"ما يؤلمنا ليس الماضي بل المستقبل الذي لم يحدث" - بثينة العيسى، شكراً على النص المُذهل.
January 13, 2023
كل الأشياء
راهنت بثينة بكل ثقل اللغة في هذة الرواية وكسبت الرهان.
كيف للفن والكتابة، ان تجر الهلاك لصاحبها.
حينما ينحاز الكاتب لجيله ويطالب بالكرامة والحرية والعدالة الإجتماعية، سيجد من يدافع عنهم بنفضّون من حوله.
سيعرف حينها إنه برغي صغير ضمن آلة النظام يمكن الاستغناء عنه بكل بساطة، وبجميع الطرق ، ليتم وضع برغي جديد لا يمكن أيضا أن يؤثر في عمل الآله أو يجعلها تتوقف .
وكأنما توكد بثينة العيسى ان ربيع العرب لايجاوز صيفه ولا شتائة ولا خريفة ، ستبقى الفصول ضمن زمنها ولن تتغير لن ينبت البلح في الشتاء ولن ينضج البرتقال في الصيف.
ومن يحاول التهجين سيحصل على ثمرة متوحشة بخلايا سرطانية متعربشة، لايمكن أكلها، ولايمكن التخلص منها ، لذا فأن بقاء الفصول والإستمتاع بفاكهتها هو الأنسب والأدعى ، حتى يأذن الله بغير ذلك .
راهنت بثينة بكل ثقل اللغة في هذة الرواية وكسبت الرهان.
كيف للفن والكتابة، ان تجر الهلاك لصاحبها.
حينما ينحاز الكاتب لجيله ويطالب بالكرامة والحرية والعدالة الإجتماعية، سيجد من يدافع عنهم بنفضّون من حوله.
سيعرف حينها إنه برغي صغير ضمن آلة النظام يمكن الاستغناء عنه بكل بساطة، وبجميع الطرق ، ليتم وضع برغي جديد لا يمكن أيضا أن يؤثر في عمل الآله أو يجعلها تتوقف .
وكأنما توكد بثينة العيسى ان ربيع العرب لايجاوز صيفه ولا شتائة ولا خريفة ، ستبقى الفصول ضمن زمنها ولن تتغير لن ينبت البلح في الشتاء ولن ينضج البرتقال في الصيف.
ومن يحاول التهجين سيحصل على ثمرة متوحشة بخلايا سرطانية متعربشة، لايمكن أكلها، ولايمكن التخلص منها ، لذا فأن بقاء الفصول والإستمتاع بفاكهتها هو الأنسب والأدعى ، حتى يأذن الله بغير ذلك .
December 8, 2017
يدمر الكاتب فكرته ، هكذا ببساطه ، بثينة قلم احبه ولهذا فإني انتظر منها نصا متماسكا ، حكاية مشيدة باسس واضحة ، حين تخبر القارئ ان كتابك سيحوي كل الاشياء ، فعليه ان يحويها بكليتها ، وفي هذا النص، بثينة كانت تعيد وتزيد بفكرة واحده ، لم توضحها بكليتها الا في الصفحات الاخيره ، ربما هذا عامل جذب ، لكنه بالنسبة لي ، اثار بداخلي ارطالا من الملل !
حكاية جاسم العظيمي ، الكاتب الذي عاد بعد 4 سنين من منفاه الاختياري ، عاد كأن شيئا لم يحدث ، وفي الواقع نحن لا نعلم شيئا عما حدث سوى ان جاسم كتب مقالا اغضب والده ف اخرجه من حساباته ، والد يقاطع ابنه بسبب مقال ، االابن الذي حاولت بثينة مطولا الصاق صفات البطوله به ، فهو مغوار شجاع ومن طفولته يهوى كسر القوانين ، يصادق الفتيات ، يكفر بكل شيء ، هذه الصورة النمطية للشاب الثوري ،تقابلها صورة اخيه المتحفظ براك ، الذي مشى على المسار المرسوم له سلفا ، فنال رضى الاب وحظي باستهزاء اخيه ، اما هكذا او هكذا ، لا حلول وسطيه !!
فجأه تنحرف الاحداث نحو قصة دانا داوود ، الفتاة التي لا يدرك جاسم هل يحبها ام يصادقها وحسب ، لا يجوز لهما الاقتران بسبب اسمها ؟ ما الذي علي ان افهمه ؟ هل استخدم تنبؤاتي ؟ دانا من البدون ؟ هذا ما خطر لي ، لكنني لست كويتيه ، لربما هناك الف سبب يمنع جاسم من زواجه بدانا ، الم يكن من الممكن لبثينة ان توضح لنا الاسباب ؟
فجاه نكتشف ان قضية فساد وراء احداث كثيره ، فجاه لا تعود قصة جاسم هي المهمة ، وفجأه ايضا تقحمنا الكاتبه في احداث عديده كانها تفترض سلفا اننا مطلعون عليها ! هذا استفزاز كبير لي
كانت للكتاب فكرة عظيمه ، هي فكرة بيت العائلة الذي لم يعد يجيد ترقيعه وبات لا بد من التخلص منه ، ترميز عظيم لم توظفه الكاتبه بشكل مثالي ، فهدمت بناء رواية لو اسستها بشكل صحيح لكانت ثورة في عالم الكتب الجديده
ناهيك عن اللغة المستخدمه ، اتفهم واحب ان يكون الحوار بلهجة محلية لكنها كانت مغرقة في محليتها حد اني شعرت ان الكتاب موجه للكويتين وحسب !
اكتفي بالقول ان بثينة حاولت ان تكتب عن كل الاشياء فلم تستطع ان تكتب عن شيء واحد حتى !
حكاية جاسم العظيمي ، الكاتب الذي عاد بعد 4 سنين من منفاه الاختياري ، عاد كأن شيئا لم يحدث ، وفي الواقع نحن لا نعلم شيئا عما حدث سوى ان جاسم كتب مقالا اغضب والده ف اخرجه من حساباته ، والد يقاطع ابنه بسبب مقال ، االابن الذي حاولت بثينة مطولا الصاق صفات البطوله به ، فهو مغوار شجاع ومن طفولته يهوى كسر القوانين ، يصادق الفتيات ، يكفر بكل شيء ، هذه الصورة النمطية للشاب الثوري ،تقابلها صورة اخيه المتحفظ براك ، الذي مشى على المسار المرسوم له سلفا ، فنال رضى الاب وحظي باستهزاء اخيه ، اما هكذا او هكذا ، لا حلول وسطيه !!
فجأه تنحرف الاحداث نحو قصة دانا داوود ، الفتاة التي لا يدرك جاسم هل يحبها ام يصادقها وحسب ، لا يجوز لهما الاقتران بسبب اسمها ؟ ما الذي علي ان افهمه ؟ هل استخدم تنبؤاتي ؟ دانا من البدون ؟ هذا ما خطر لي ، لكنني لست كويتيه ، لربما هناك الف سبب يمنع جاسم من زواجه بدانا ، الم يكن من الممكن لبثينة ان توضح لنا الاسباب ؟
فجاه نكتشف ان قضية فساد وراء احداث كثيره ، فجاه لا تعود قصة جاسم هي المهمة ، وفجأه ايضا تقحمنا الكاتبه في احداث عديده كانها تفترض سلفا اننا مطلعون عليها ! هذا استفزاز كبير لي
كانت للكتاب فكرة عظيمه ، هي فكرة بيت العائلة الذي لم يعد يجيد ترقيعه وبات لا بد من التخلص منه ، ترميز عظيم لم توظفه الكاتبه بشكل مثالي ، فهدمت بناء رواية لو اسستها بشكل صحيح لكانت ثورة في عالم الكتب الجديده
ناهيك عن اللغة المستخدمه ، اتفهم واحب ان يكون الحوار بلهجة محلية لكنها كانت مغرقة في محليتها حد اني شعرت ان الكتاب موجه للكويتين وحسب !
اكتفي بالقول ان بثينة حاولت ان تكتب عن كل الاشياء فلم تستطع ان تكتب عن شيء واحد حتى !
November 12, 2017
قنبلة.. في هذه الرواية، وثورة على كل الأشياء التي منعتنا من رؤية الوطن كما ينبغي.
نص كتب بحرقة محب. حرفة عالية. تشويق. لم يترك الراوي جرحا لم ينبش ألمه عن أسبابه، ثم يتركه لنا دون علاج. في نظري.. أهم رواية سياسية عن الكويت.
نص كتب بحرقة محب. حرفة عالية. تشويق. لم يترك الراوي جرحا لم ينبش ألمه عن أسبابه، ثم يتركه لنا دون علاج. في نظري.. أهم رواية سياسية عن الكويت.
March 22, 2018
التقييم الفعلي : 2.5
كل الأشياء . قراءتي الرابعة لبثينة العيسى .
يروي الكتاب قصة جاسم , شاب كويتي تم سجنه بتهمة إزعاج السلطة بسبب كتاباته المثيرة للجدل .يترك جاسم الكويت و يهاجر لبريطانيا مستقراً فيها , تاركاً وراءه كل ما يربطه بالوطن , أهل و وسياسة و كتابة و حب .
بعد مرور أربع سنوات , يعود جاسم لبلده لحضور جنازة والده , ومن هنا تبدأ الرواية .
باختصار , هذا الكتاب يمثل يوميات و ذكريات و خواطر جاسم فقط لا أكثر . لم أجد فيه أي حدث يستحق الترقب , أوأي ما يعطي الكتاب مسمى رواية . كان هناك تكرار في بعض المواضع في ذكر معاناة جاسم أثناء سجنه , أو جوانب علاقته مع والده التي شكلت الفكرة الأساسية في القصة , و ربما لذلك قرأت الكتاب في زمن أطول من المتوقع بكثير , فجانب الإثارة فيه كان مفقوداً تماماً للأسف .
أما بالنسبة للغة و للكتاب كعمل أدبي فهو ككل كتب بثينة ذو لغة سوداوية جميلة , ذكرني إيقاعه بكتابها الآخر , خرائط التيه .
لا أستطيع القول أنني كرهت الكتاب , و لكنه لم يكن من كتبي المفضلة , أو من الأعمال التي ستبقى في ذاكرتي . هو مجرد كتاب عادي ذو لغة ساحرة و أسلوب أقرب للمذكرات فقط لا غير .
February 17, 2018
عندما صدرت الرواية، وحملت هذا الاسم الكبير، توقعت بأن يكون مضمون الرواية لم يحدث أن كتب عنه،
تبدأ الرواية بسرد سريع وإيقاع مضبوط، لجاسم العائد إلى وطنه، بعد أربع سنوات،
الذي سجن بسبب قلمه وإزعاجه للسلطات،
أخذت بثينة على عاتقها أن تنقل لنا كل شيء في روايتها، عن السلطة وقمعها، وعن الكتابة والرعب الذي تتسبب له للسلطات،
عن التمرد المجتمعي لاستنساخ نفس الصور من أبناء العائلة الواحدة،
عن الحب وعقدته في تلك البلاد، وظروفه التي تهنا فيها نحن كقراء بين صفحات كل هذه الأشياء.
بقلم بثينة تروي أحداث الماضي المؤلم من ذاكرة (جاسم) الذي كتب شيء يشبهه في بلاد لا تشبهه.
الفكرة الأساسية للرواية، وهي التمرد على السلطات، وحرية الكتابة، لم تعطيها الكاتبة حقها بصورة رئيسية. لجعلنا نقف أمام عمل استثنائي.
قلم بثينة يتحسن تارة ويتخبط تارة أخرى، لكن ربما سيأتي يوم وتكتب شيء يشبهها، كما أرادت أن توصله دائما .
تبدأ الرواية بسرد سريع وإيقاع مضبوط، لجاسم العائد إلى وطنه، بعد أربع سنوات،
الذي سجن بسبب قلمه وإزعاجه للسلطات،
أخذت بثينة على عاتقها أن تنقل لنا كل شيء في روايتها، عن السلطة وقمعها، وعن الكتابة والرعب الذي تتسبب له للسلطات،
عن التمرد المجتمعي لاستنساخ نفس الصور من أبناء العائلة الواحدة،
عن الحب وعقدته في تلك البلاد، وظروفه التي تهنا فيها نحن كقراء بين صفحات كل هذه الأشياء.
بقلم بثينة تروي أحداث الماضي المؤلم من ذاكرة (جاسم) الذي كتب شيء يشبهه في بلاد لا تشبهه.
الفكرة الأساسية للرواية، وهي التمرد على السلطات، وحرية الكتابة، لم تعطيها الكاتبة حقها بصورة رئيسية. لجعلنا نقف أمام عمل استثنائي.
قلم بثينة يتحسن تارة ويتخبط تارة أخرى، لكن ربما سيأتي يوم وتكتب شيء يشبهها، كما أرادت أن توصله دائما .
March 18, 2018
في “خرائط التيه” تتصدى بثينة العيسى إلى فكرة جميلة وذكية وخطيرة جداً، عندما تُحمّل صفحات روايتها مهمة الحديث عن علاقة العبد بربه. أقول جميلة لأن بثينة بذكاء شديد تجعل من هذه العلاقة مأزومة ورجراجة في أكثر الأماكن قدسية، وفي أشد الأوقات التي يكون فيها العبد قريباً من ربه، وهو يؤدي مناسك الحج. أقول ذكية لأن العيسى تمد شبكة التيه إلى حد الذهاب بعكس ما تُصوره لنا الحكمة الرائجة في كون المرء يلجأ إلى ربه في وقت المحن، فبطل روايتها يختار الضد تماماً. وأقول خطيرة جداً، لأن التصدي لمثل هذه العلاقة ما لم يكن عميقاً وفلسفياً سيبدو مترهلاً، هشّاً، ومتراخياً. فالأمر ليس معقوداً بإيجاد الفكرة، فالأفكار موجودة، والفن -كل الفن- في كيف تقول، لا ماذا تقول. والإشكالية في خرائط بثينة، أن هذه العلاقة راوحت مكانها على القشرة، ولم تذهب لحلحة عقدة هذه العلاقة، وأن أقصى محاولات العيسى لمعالجة هذه العلاقة وتعميقها هي أن تذكرنا بأن العلاقة بين فيصل وربه مضطربة ومتوترة.
الإشكالية الأخرى أن الرواية تنحرف لاحقاً، لتتحول إلى أشبه بسيناريو فيلم بوليوودي، وينحرف السؤال حول حقيقة العلاقات بين شخوص الرواية إلى سؤال: هل سيجد الإبن المخطوف والداه أم لا؟!.. وأظن أن الروائي الجيد هو من أن يكبح جماح فضول القارئ اللاهث وراء ماذا سيحدث. الذي لا يجعل شخصياته تركض في زقاق والقارئ يركض خلفها. فليس مهماً بالنسبة لي فيما لو وجد فيصل وسمية ابنهما أم لا، بل المهم هو ماهية الطريق للإيجاد أو عدمه.
في “كل الأشياء” -أيضاً- تقبض بثينة على فكرة جميلة، قد تكون مبتذلة وتم تداولها، إلا أنها مازالت طيّعة للحفر والبحث. وهنا تنزاح نحو رسم متوازيان أحدهما يمثل علاقة الأب أو الجيل السابق/ الإبن أو الجيل الحالي بمقابل متوازٍ آخر يمثل السلطة/ المعارضة. إلا أن بثينة تجتر الإشكالية نفسها في “خرائط التيه” وتُبقى هذه العلاقات سطحية وتكتفي فقط بطرح تأزيماتها وتذكيرنا بها لا أكثر. وفي نفس الوقت، تنحرف بروايتها لتكون نسخة من روايات أجاثا كريستي، حيث جثة وثمة من يبحث عن قاتلها.
بتقليب صفحات روايتها ستجد بثينة أنها استخدمت فعل (تذكّر) بصيغ مختلفة ٢٠٦ مرات، في رواية لا يتجاوز عدد صفحاتها الـ ٣٣٢ صفحة. وبالمثل -قليلاً أو كثيراً- استخدمت الفعل (فكّر). وكل ذلك من أجل تخلق خطين زمنيين مختلفين، أحدهما يمثل الحاضر أو الآن، والآخر الماضي أو فلاش باك. وأظن أن بثينة لم تتكبّد عناء التفكير في خلق تكنيك إبداعي وحلول مبتكرة من أجل الانتقال من زمن إلى آخر، فظلّت تعيد وتكرر كلمتي (تذكّر) و(فكّر) كأسهل الحلول.
هذه الحلول الجاهزة أو الكلاشيه لم يكن حكراً على لعبة الانتقال الزمني وحسب، بل امتد ليطغى على بناء شخصياتها، فجاءت هلامية لا يمسك بها، وأفعال وردود أفعال متوقعة تماماً. مثلما تتوقع ضربة الكف في أي مسلسل كويتي عادي مصنوع على عجالة وبميزانية محدودة جداً. فشخصياتها تضرب سطح السيارة، أو كتف الكرسي بيده دلالة على الغضب. تفك أزرار قميصها لأنه يشعر بالاضطراب، تلتصق بالجدار ..إلخ. الكلاشيه طال بناء الشخصيات أيضاً: أم لم يأت ذكرها إلا وهي تصلي أو تقرأ القرآن/ أب متغطرس دون رحمة/ ابن معارض/ ابن آخر مهادن/ صديق مكروه من الأم ويعتبر الصديق السيء ..الخ.
الغريب بالنسبة لي أن الكلاشيه طال حتى كتابة الحالات.. يعود جاسم إلى أرض الوطن بعد غياب، يقف أمام الباب يتأمله ويتحسسه وهو يفكّر في كل الأشياء التي تغيرت في غيابه. ثم لا تتوانى بثينة عن تذكيرنا على لسان بطلها في صفحة ٥٠، ١٢٣، ١٢٥: “الكويت لا تتغير”. أنت هنا تظن هذا العائد إلى وطنه يعود بعد ٤٠ عاماً، ثم تكتشف أنها ٤ سنوات فقط. ٤ سنوات في زمن الانترنت والواتس اب وتويتر والفيسبوك، حيث يمكنك وأنت على سريرك أنت تتجول في أزقة الموزمبيق، وأن تتحدث بالصوت والصورة مع أحدهم في بونس آيرس.. لذلك لا يمكن إعتبار الحالة التي كتبتها بثينة عن عودة جاسم إلا كونها كلاشيه يجتر حالات الحنين والعودة تجدها في العديد من الروايات الأخرى.
ثم لا تجد مبرراً منطقياً لهذا الابن المترد على أبيه في كل شيء، يتعارك معه، يختلف معه بشكل فاضح، يرد على مقالته بمقال قاس ولاذع.. ثم، يعجز عن الزواج بحبيبته مخافة أبيه!!.. ولا مبرراً لزج اسماء مثل تشوموسكي وفوكو إلا محاولة إعطاء لطشة عمق ليس في محلها.. ولا مبرراً لغلاف الرواية الذي ستكتشف أن الصور كانت معلقة على جدار صديق جاسم، سوى أنه اعجاب بالفكرة لكي تكون غلاف رواية ومحاولة زجها بأي شكل من الأشكال داخل النص.. ولا تجد مبرراً في مسألة الأغاني التي تتكرر في الرواية إلا أنها موضة من موضات الكتابة الرواية.
الإشكالية الأخرى أن الرواية تنحرف لاحقاً، لتتحول إلى أشبه بسيناريو فيلم بوليوودي، وينحرف السؤال حول حقيقة العلاقات بين شخوص الرواية إلى سؤال: هل سيجد الإبن المخطوف والداه أم لا؟!.. وأظن أن الروائي الجيد هو من أن يكبح جماح فضول القارئ اللاهث وراء ماذا سيحدث. الذي لا يجعل شخصياته تركض في زقاق والقارئ يركض خلفها. فليس مهماً بالنسبة لي فيما لو وجد فيصل وسمية ابنهما أم لا، بل المهم هو ماهية الطريق للإيجاد أو عدمه.
في “كل الأشياء” -أيضاً- تقبض بثينة على فكرة جميلة، قد تكون مبتذلة وتم تداولها، إلا أنها مازالت طيّعة للحفر والبحث. وهنا تنزاح نحو رسم متوازيان أحدهما يمثل علاقة الأب أو الجيل السابق/ الإبن أو الجيل الحالي بمقابل متوازٍ آخر يمثل السلطة/ المعارضة. إلا أن بثينة تجتر الإشكالية نفسها في “خرائط التيه” وتُبقى هذه العلاقات سطحية وتكتفي فقط بطرح تأزيماتها وتذكيرنا بها لا أكثر. وفي نفس الوقت، تنحرف بروايتها لتكون نسخة من روايات أجاثا كريستي، حيث جثة وثمة من يبحث عن قاتلها.
بتقليب صفحات روايتها ستجد بثينة أنها استخدمت فعل (تذكّر) بصيغ مختلفة ٢٠٦ مرات، في رواية لا يتجاوز عدد صفحاتها الـ ٣٣٢ صفحة. وبالمثل -قليلاً أو كثيراً- استخدمت الفعل (فكّر). وكل ذلك من أجل تخلق خطين زمنيين مختلفين، أحدهما يمثل الحاضر أو الآن، والآخر الماضي أو فلاش باك. وأظن أن بثينة لم تتكبّد عناء التفكير في خلق تكنيك إبداعي وحلول مبتكرة من أجل الانتقال من زمن إلى آخر، فظلّت تعيد وتكرر كلمتي (تذكّر) و(فكّر) كأسهل الحلول.
هذه الحلول الجاهزة أو الكلاشيه لم يكن حكراً على لعبة الانتقال الزمني وحسب، بل امتد ليطغى على بناء شخصياتها، فجاءت هلامية لا يمسك بها، وأفعال وردود أفعال متوقعة تماماً. مثلما تتوقع ضربة الكف في أي مسلسل كويتي عادي مصنوع على عجالة وبميزانية محدودة جداً. فشخصياتها تضرب سطح السيارة، أو كتف الكرسي بيده دلالة على الغضب. تفك أزرار قميصها لأنه يشعر بالاضطراب، تلتصق بالجدار ..إلخ. الكلاشيه طال بناء الشخصيات أيضاً: أم لم يأت ذكرها إلا وهي تصلي أو تقرأ القرآن/ أب متغطرس دون رحمة/ ابن معارض/ ابن آخر مهادن/ صديق مكروه من الأم ويعتبر الصديق السيء ..الخ.
الغريب بالنسبة لي أن الكلاشيه طال حتى كتابة الحالات.. يعود جاسم إلى أرض الوطن بعد غياب، يقف أمام الباب يتأمله ويتحسسه وهو يفكّر في كل الأشياء التي تغيرت في غيابه. ثم لا تتوانى بثينة عن تذكيرنا على لسان بطلها في صفحة ٥٠، ١٢٣، ١٢٥: “الكويت لا تتغير”. أنت هنا تظن هذا العائد إلى وطنه يعود بعد ٤٠ عاماً، ثم تكتشف أنها ٤ سنوات فقط. ٤ سنوات في زمن الانترنت والواتس اب وتويتر والفيسبوك، حيث يمكنك وأنت على سريرك أنت تتجول في أزقة الموزمبيق، وأن تتحدث بالصوت والصورة مع أحدهم في بونس آيرس.. لذلك لا يمكن إعتبار الحالة التي كتبتها بثينة عن عودة جاسم إلا كونها كلاشيه يجتر حالات الحنين والعودة تجدها في العديد من الروايات الأخرى.
ثم لا تجد مبرراً منطقياً لهذا الابن المترد على أبيه في كل شيء، يتعارك معه، يختلف معه بشكل فاضح، يرد على مقالته بمقال قاس ولاذع.. ثم، يعجز عن الزواج بحبيبته مخافة أبيه!!.. ولا مبرراً لزج اسماء مثل تشوموسكي وفوكو إلا محاولة إعطاء لطشة عمق ليس في محلها.. ولا مبرراً لغلاف الرواية الذي ستكتشف أن الصور كانت معلقة على جدار صديق جاسم، سوى أنه اعجاب بالفكرة لكي تكون غلاف رواية ومحاولة زجها بأي شكل من الأشكال داخل النص.. ولا تجد مبرراً في مسألة الأغاني التي تتكرر في الرواية إلا أنها موضة من موضات الكتابة الرواية.
April 13, 2018
— " اكتشف أن قدر الإنسانية هو الوحدة ..
وحدة محكمة غير قابلة للدخض
عندما تصعد درجات منصة
الإعدام أنت تصعد وحيداً ،
عندما تهوي في الفراغ وتوفي بقدميك
أنت ترفس وحيداً
وعندما ينضب الأوكسجين من دمك
أنت تختنق وحيداً
وعندما تصرخ في هلع انت تهلع
وحيداً وعندما تموت فأنت تموت وحيداً
فكيف بوسعك للحظة أن تصدق بأنك
لست وحيداً في حياتك ؟!💔"
•
— يعود "جاسم" إلى وطنه بعد غياب وغربة أربع سنوات بعد إن هرب من وطنه بعد سجنه وأعتقاله بسبب قلمه الذي تسبب في أزعاج السلطات
، يعود إلي وطن يحمل بقايا حزن وغربة وقصة حب لم تكتمل ... ليحضر جنازة والده ،
عن صراع دائر بين جاسم وتمرده علي
مجتمع فاسد مستنسخ منه نماذج لنفس الصور ،
عن الحرب الدائرة والقائمة بين السلطة والقمع الممارس منها
والكتابه وما تسببها الأقلام لرعب
يدواي صداه علي كل الأشياء من حولنا ،
للقلم سلطة وللحروف والكلمات سلطة
لكن هل تلك السلطة قادرة علي الصمود أمام الطوفان الممارس عليها من السلطة الأكبر
أو الأب الأكبر الذي نجد في النهاية
أمامه كل الأشياء بل معني كل الأشياء التي اعتادنا عليها من الحب والذاكرة والعائله والوطن ..
•
— أجد إن تلك الأفكار وكل تلك الأشياء
التي تتحدث عنها بثينة لا يدور فلكها
في وطن واحد بل يمس كل الأوطان ..
الأوطان العربية التي تعاني من القمع والديكتاتورية الممارسة عليها وما يعانيه خاصة هؤلاء الذين يحاولون الخروج عن القطيع وعن المألوف ،
إن كل الأشياء هنا هي الوجة الرئيسي لكل الأشياء العربية واللانسانية مع الأسف ...
الأفكار ابداً لا تموت ...
ولكن هل ستكون تلك الأفكار قادرة للوقوف في وجه الطوفان والطغاة أم سيدفعها طوفان الظلم والآلم للهروب من ذاكرة الوطن لبراثن الغربة وهل تكون الغربة أكثر رحمة ،
ام إن هذا العالم هو مجموعه كبيرة
من كل الأشياء اللإنسانية
وقتها أيجيب علينا إن نلوم الأشياء
التي دفعتنا للرحيل أم علينا لوم جبننا من كل الأشياء
فـ كل الأشياء في أوطاننا فاسدة كفساد البيت الكبير كفساد النخل والصنبور والزجاج المكسور
والبيت المتهدم
وجميعنا سجناء داخل قضبان الذاكره
في البيت الكب��ر ولا نجد مفتاح الخروج
من كل تلك الأشياء
— في الحقيقة لا أستطيع أنكار إني كنت أتوقع الأكثر في رواية بثينة العيسي وكل أشيائها تلك ، بثينة العيسي من وجة نظري هي من أهم وأقوي الأقلام النسائية الروائية المعاصرة .. في النهاية يجيب علينا من الوقوف والإعجاب والتحية لقلمها وفكرها ووعيها الثقافي والاجتماعي الواقعي
October 15, 2025
التمرد، العلاقة المتوترة بين الآباء والأبناء التي يكون سببها الرئيسي الخوف على هؤلاء الأبناء.. تجربة المعارضة السياسية والسجن والهروب للغربة بعيدا عن الأب والوطن وقصة الحب التي لا تكتمل.
القراءة الاولى للأديبة الكويتية بثينة العيسى.. أعجبتني لغتها الرصينة وسير الأحداث المتمهل الذي يكشف لك المفاجآت رويدا رويدا، والصراع النفسي للبطل وذكرياته التي تخنقه فيهرب منها، ومواجهته لها في نهاية المطاف.
القراءة الاولى للأديبة الكويتية بثينة العيسى.. أعجبتني لغتها الرصينة وسير الأحداث المتمهل الذي يكشف لك المفاجآت رويدا رويدا، والصراع النفسي للبطل وذكرياته التي تخنقه فيهرب منها، ومواجهته لها في نهاية المطاف.
November 14, 2019
تواصل الكاتبة بثينة العيسى نجاحاتها بهذا العمل الرائع جدا، تدور الرواية حول جاسم عبد المحسن العظيمي الشاب الخربان الذي يرتكب الكثير من الموبقات، إلا انه يقع في حب دانة داوود التي لا يستطيع الزواج منها لأنها من عائلة اقل شأنا –في العرف الاجتماعي- من عائلته هو، جاسم رافض لسلطة ابيه عبد المحسن العظيمي الذي هو أحد الشخصيات المهمة في الكويت وكاتب عمود صحفي، يقرر جاسم بدافع من حس الثورة الشبابي ضد ابيه وضد الدولة أن ينخرط في الحراك المعارض ليلقى مصيره بالسجن دون أن يحرك أبيه ساكنا ليحميه،
الأسلوب الادبي من اهم عوامل روعة الرواية، كعادتها اللغة تسرح بنا بعيدا، والسرد الروائي في تقلبات مشاهده كأمواج المحيط لا يدعك تهدأ أو تمل، وهناك قدر مرتفع من المعرفة والرؤية الفلسفية التي لدى الكاتبة وانعكست على كل رواياتها، والاجمل من ذلك هو قدرة الكاتبة على نسج الحكايا وبناء الشخصيات، الى الحد الذي يجعلك تألف الشخصيات والأماكن والخيال الذي تكون اثناء القراءة وتتمنى انك لم تنه الرواية ، هذه الرواية ارجعتني لذلك الشعور الممتع بالإبحار في الرواية بكل تفاصيلها من الاحداث واللغة والمشاعر، ذلك الشعور الذي لم اعشه منذ فترة عاد بقراءتي لهذه الرواية.
تنزل الرواية لتحاكي عقلية شاب ثائر وبذيء، اعتقد ان الرواية انحازت لهذه النزعة ولم تبق محايدة، مع وجود قدر محدود من فهم وجهة نظر الأب والدولة، ولكن لم يتم انصاف الاب بالقدر الكافي من وجهة نظري وانا متعاطف معه في بعض الافكار، حاولت الكاتبة ان تركز فلسفيا على فكرة الثورة على السلطة الأبوية، التي تتدرج من الأب الى الحكومة إلى المؤسسة الدينية (أو الدين) . فاذا كانت الأبوية شيء سيء فأين الرواية من تمجيد الأمومية حيث الأم في الرواية هي اكثر الشخصيات هوانا وسطحية ، وكل الشخصيات الانثوية بلا عمق، هناك انفلات كبير تجلى في شخصية جاسم استفزني، ماذا يعني ان يعطيك الوطن اضعاف ما يعطيه وطن افريقي ثم تنكر كل شيء عندما تتعرض لأذى ما، والحل أن تذهب إلى منفاك في لندن وان تدمر نفسك ووالدتك ومن حولك بدون ان تفيد أحدا فعلا، الوطن ليس مجرد اغاني عالية حسين وليس فقط ذلك البحر الذي تصطاد فيه السمك.
نهاية الرواية غريبة ولم استسغها، والجانب البوليسي لم يعجبني للأمانة.
الرواية جيدة في توثيق المشهد السياسي والاجتماعي والثقافي في الكويت، وغريب أن مثل هذه الرواية لم تمنع في حين منعت رواية خرائط التيه، وهذا يدل على أن حرية ذم الحكومة الكويتية مكفولة تماما، وان تقييد الحريات منشأه التقييد النسبي في الحريات الدينية وما يتعلق بالسياسة الخارجية، والكل يعرف ان هذا التقييد ليس ناشئا من النظام الحاكم بل من الديمقراطية،
تفاصيل السجن جعلتني اقارن ما يجري في الكويت بما يجري في دول الشرق الأوسط، ولو صنفت هذه الرواية من أدب السجون فستكون اشبه بنكتة عندما نقارنها بالسجون -وحتى الشوارع- في بلداننا العربية،
فلذلك توجد لدي صعوبة في تقبل حبكة الرواية ورسالتها التي ارى فيها نزعة سلبية، رغم أني أؤيد تماما وجود روايات كهذه لأنها دليل على مجتمع صحي لا يعاني افراده من الاستبداد، وهي عامل تقدم ونهضة.
عمر القارئ المناسب +18
الأسلوب الادبي من اهم عوامل روعة الرواية، كعادتها اللغة تسرح بنا بعيدا، والسرد الروائي في تقلبات مشاهده كأمواج المحيط لا يدعك تهدأ أو تمل، وهناك قدر مرتفع من المعرفة والرؤية الفلسفية التي لدى الكاتبة وانعكست على كل رواياتها، والاجمل من ذلك هو قدرة الكاتبة على نسج الحكايا وبناء الشخصيات، الى الحد الذي يجعلك تألف الشخصيات والأماكن والخيال الذي تكون اثناء القراءة وتتمنى انك لم تنه الرواية ، هذه الرواية ارجعتني لذلك الشعور الممتع بالإبحار في الرواية بكل تفاصيلها من الاحداث واللغة والمشاعر، ذلك الشعور الذي لم اعشه منذ فترة عاد بقراءتي لهذه الرواية.
تنزل الرواية لتحاكي عقلية شاب ثائر وبذيء، اعتقد ان الرواية انحازت لهذه النزعة ولم تبق محايدة، مع وجود قدر محدود من فهم وجهة نظر الأب والدولة، ولكن لم يتم انصاف الاب بالقدر الكافي من وجهة نظري وانا متعاطف معه في بعض الافكار، حاولت الكاتبة ان تركز فلسفيا على فكرة الثورة على السلطة الأبوية، التي تتدرج من الأب الى الحكومة إلى المؤسسة الدينية (أو الدين) . فاذا كانت الأبوية شيء سيء فأين الرواية من تمجيد الأمومية حيث الأم في الرواية هي اكثر الشخصيات هوانا وسطحية ، وكل الشخصيات الانثوية بلا عمق، هناك انفلات كبير تجلى في شخصية جاسم استفزني، ماذا يعني ان يعطيك الوطن اضعاف ما يعطيه وطن افريقي ثم تنكر كل شيء عندما تتعرض لأذى ما، والحل أن تذهب إلى منفاك في لندن وان تدمر نفسك ووالدتك ومن حولك بدون ان تفيد أحدا فعلا، الوطن ليس مجرد اغاني عالية حسين وليس فقط ذلك البحر الذي تصطاد فيه السمك.
نهاية الرواية غريبة ولم استسغها، والجانب البوليسي لم يعجبني للأمانة.
الرواية جيدة في توثيق المشهد السياسي والاجتماعي والثقافي في الكويت، وغريب أن مثل هذه الرواية لم تمنع في حين منعت رواية خرائط التيه، وهذا يدل على أن حرية ذم الحكومة الكويتية مكفولة تماما، وان تقييد الحريات منشأه التقييد النسبي في الحريات الدينية وما يتعلق بالسياسة الخارجية، والكل يعرف ان هذا التقييد ليس ناشئا من النظام الحاكم بل من الديمقراطية،
تفاصيل السجن جعلتني اقارن ما يجري في الكويت بما يجري في دول الشرق الأوسط، ولو صنفت هذه الرواية من أدب السجون فستكون اشبه بنكتة عندما نقارنها بالسجون -وحتى الشوارع- في بلداننا العربية،
فلذلك توجد لدي صعوبة في تقبل حبكة الرواية ورسالتها التي ارى فيها نزعة سلبية، رغم أني أؤيد تماما وجود روايات كهذه لأنها دليل على مجتمع صحي لا يعاني افراده من الاستبداد، وهي عامل تقدم ونهضة.
عمر القارئ المناسب +18
April 23, 2020
هو إزاي كده ؟؟ الرواية جميلة جدا !!
في تجربتي الثانية مع بثينة العيسى .. بعد رواية كبرت و نسيت أن أنسى .. التجربة المرة دي عظيمة أوي .. الرواية فشختني بمعنى الكلمة .. تقريبا بثينة في الرواية مسابتش جرح إلا و فتحته .. أكيد هرجع أقرأها ثاني ..
الغريب في الرواية .. أن أسلوب السرد هنا مختلف شوية .. طول الوقت كنت حاسس ان الرواية دي من نوع تيار الوعي .. و المشكلة إن أنا مقرأتش روايات تيار وعي كثير .. فمش قادر أحدد هي فعلا تيار وعي ولا لا .. ياريت لو حد قرأها ولاحظ كده يقولي !!
في تجربتي الثانية مع بثينة العيسى .. بعد رواية كبرت و نسيت أن أنسى .. التجربة المرة دي عظيمة أوي .. الرواية فشختني بمعنى الكلمة .. تقريبا بثينة في الرواية مسابتش جرح إلا و فتحته .. أكيد هرجع أقرأها ثاني ..
الغريب في الرواية .. أن أسلوب السرد هنا مختلف شوية .. طول الوقت كنت حاسس ان الرواية دي من نوع تيار الوعي .. و المشكلة إن أنا مقرأتش روايات تيار وعي كثير .. فمش قادر أحدد هي فعلا تيار وعي ولا لا .. ياريت لو حد قرأها ولاحظ كده يقولي !!
February 11, 2018
هُنا في هذهِ المدينة لم يقتلونا بالرّصاص. قتلونا بالقرارات.
October 26, 2018
إنها حقاً رواية كل الأشياء الأشياء المسكوت عنها والتي يمكن أن تكتب ولكن أن لا تقال.
هي رواية الصراع الحقيقي بين الكاتب ونفسه، بين الحق والباطل، الباطل والباطل، المنطق واللامنطق، بين الشك والإيمان، المواطن والمسؤول، الأب وأبنه، الحرية والدكتاتورية وأخيراً هي رواية صراع الثوابت ضد المتغيرات، المتغيرات التي لا تقل سوءًا عن الثوابت في وطننا العربي فإلى أي جهة نولّي وجوهنا وجميع الجهات متواطئة ضد حقنا في العيش في بلاد سليمة تكفل لنا حق التعبير وحق الرد عليه، الرد بالطرق المشروعة وليست الملتوية التي إعتادتها الحكومات العربية ضد شعوبها منذ عشرات السنين.
جاسم عبد المحسن العظيمي هو كاتب كويتي شاب وجد بالربيع العربي ربيعاً للكويت فقاد تظاهرات كرامة وطن وكتب العديد من المقالات مؤيداً لذلك ورداً على والده الكاتب الكويتي المعروف عبد المحسن العظيمي الثائر سابقاً الصامت أخيراً، الأب الذي سيترك الكتابة حتى وفاته بعد أن صفعه إبنه بمقالٍ مدوٍ لرد على مقاله الأخير الذي أهان به المتظاهرين كعادته ووصفهم بأطفال السياسة وحفاظات بامبرز والذي تداولته جميع المواقع والصحف، ليقاد الأبن إلى السجن "الصاجة" فيدخل إليه مؤمناً بالقضية ويخرج بعد عدة شهور منه شاكاً بنفسه والجميع والوطن.
الوطن الذي سيتساءل جاسم العظيمي عنه كثيراً
ماهو الوطن ؟!
الوطن الذي سينكر إشتياقه له بعد أن يغادره مكرهاً او راغباً لا يعلم، ولكنه سيعود إليه عاشقاً من بعيد عبر تفاصيله الصغيرة لا الكبيرة منها، فالكبيرة لعبة قذرة لا يمكن لأطفال السياسة كما وصفهم عبد المحسن العظيمي من المساس بها.
كل الأشياء مؤلمة، صادمة بموضوعها، جريئة في طرحها بإظهار الوجه الآخر للطبقة الحاكمة والمناهظة لها.
تذكر بأنك قبل أن تقرأ هذه الرواية ستكون مؤمنا ببعض المفاهيم التي ستبدأ في الشك بها حالما تنهي آخر صفحة من هذا الكتاب.
وسيأخذك الشك أخيراً بآلية منح الجوائز في وطننا العربي والتي يصفها البعض بالمرموقة وستكفر بالبوكر وكيتارا والعديد العديد لأن كل الأشياء لم ترشح لواحدة منها.
#رشا_الربيعي
هي رواية الصراع الحقيقي بين الكاتب ونفسه، بين الحق والباطل، الباطل والباطل، المنطق واللامنطق، بين الشك والإيمان، المواطن والمسؤول، الأب وأبنه، الحرية والدكتاتورية وأخيراً هي رواية صراع الثوابت ضد المتغيرات، المتغيرات التي لا تقل سوءًا عن الثوابت في وطننا العربي فإلى أي جهة نولّي وجوهنا وجميع الجهات متواطئة ضد حقنا في العيش في بلاد سليمة تكفل لنا حق التعبير وحق الرد عليه، الرد بالطرق المشروعة وليست الملتوية التي إعتادتها الحكومات العربية ضد شعوبها منذ عشرات السنين.
جاسم عبد المحسن العظيمي هو كاتب كويتي شاب وجد بالربيع العربي ربيعاً للكويت فقاد تظاهرات كرامة وطن وكتب العديد من المقالات مؤيداً لذلك ورداً على والده الكاتب الكويتي المعروف عبد المحسن العظيمي الثائر سابقاً الصامت أخيراً، الأب الذي سيترك الكتابة حتى وفاته بعد أن صفعه إبنه بمقالٍ مدوٍ لرد على مقاله الأخير الذي أهان به المتظاهرين كعادته ووصفهم بأطفال السياسة وحفاظات بامبرز والذي تداولته جميع المواقع والصحف، ليقاد الأبن إلى السجن "الصاجة" فيدخل إليه مؤمناً بالقضية ويخرج بعد عدة شهور منه شاكاً بنفسه والجميع والوطن.
الوطن الذي سيتساءل جاسم العظيمي عنه كثيراً
ماهو الوطن ؟!
الوطن الذي سينكر إشتياقه له بعد أن يغادره مكرهاً او راغباً لا يعلم، ولكنه سيعود إليه عاشقاً من بعيد عبر تفاصيله الصغيرة لا الكبيرة منها، فالكبيرة لعبة قذرة لا يمكن لأطفال السياسة كما وصفهم عبد المحسن العظيمي من المساس بها.
كل الأشياء مؤلمة، صادمة بموضوعها، جريئة في طرحها بإظهار الوجه الآخر للطبقة الحاكمة والمناهظة لها.
تذكر بأنك قبل أن تقرأ هذه الرواية ستكون مؤمنا ببعض المفاهيم التي ستبدأ في الشك بها حالما تنهي آخر صفحة من هذا الكتاب.
وسيأخذك الشك أخيراً بآلية منح الجوائز في وطننا العربي والتي يصفها البعض بالمرموقة وستكفر بالبوكر وكيتارا والعديد العديد لأن كل الأشياء لم ترشح لواحدة منها.
#رشا_الربيعي
March 21, 2021
أى وطن يُجبر أبناءه على الهجرة للهرب من معتقلاته!
أى وطن يقمع رأى أبنائه ويجبرهم على الخضوع له!
أى وطن يُذل معارضيه ويُعز مؤيديه
سوى الوطن العربي!
..
"كيف يمكنك أن تكفر بفكرة الوطن ثم تعشق تفاصيله؟"
"جاسم عبدالمحسن العظيمي"
شاب من المعارضة السياسية،
زُج به في السجن لأجل مقالة كتبها تعارض الحكومة في بلاده الكويت،
وليس هذا فقط، بل أن أباه أيضاً كتب مقالة تسبه هو ومن على شاكلته من الشباب الذين يريدون تخريب الوقت وقلب نظامه!
واجه "جاسم" الداخل والخارج،
الداخل متمثل في أبيه، والخارج المتمثل في الكويت.
مما اضطره للهجرة بعد حبسه ستة أشهر.
لكن، أتدري بثينة وهى تكتب مأساة جاسم أنها رفاهية بالنسبة للمعتقلات المصرية!
أتدري أن كل شاب معتقل سياسياً الآن في السجون المصرية يتمنى أن ينال بعض ما يناله جاسم في سجون الكويت!
لنا الله
وعلى وطننا العربي السلام.
تمت
٢١ مارس ٢٠٢١
أى وطن يقمع رأى أبنائه ويجبرهم على الخضوع له!
أى وطن يُذل معارضيه ويُعز مؤيديه
سوى الوطن العربي!
..
"كيف يمكنك أن تكفر بفكرة الوطن ثم تعشق تفاصيله؟"
"جاسم عبدالمحسن العظيمي"
شاب من المعارضة السياسية،
زُج به في السجن لأجل مقالة كتبها تعارض الحكومة في بلاده الكويت،
وليس هذا فقط، بل أن أباه أيضاً كتب مقالة تسبه هو ومن على شاكلته من الشباب الذين يريدون تخريب الوقت وقلب نظامه!
واجه "جاسم" الداخل والخارج،
الداخل متمثل في أبيه، والخارج المتمثل في الكويت.
مما اضطره للهجرة بعد حبسه ستة أشهر.
لكن، أتدري بثينة وهى تكتب مأساة جاسم أنها رفاهية بالنسبة للمعتقلات المصرية!
أتدري أن كل شاب معتقل سياسياً الآن في السجون المصرية يتمنى أن ينال بعض ما يناله جاسم في سجون الكويت!
لنا الله
وعلى وطننا العربي السلام.
تمت
٢١ مارس ٢٠٢١
November 19, 2017
هل تعرف شعور أن تركب "قطار الموت" الذي ينطلق بك بحماس ببدايته ثم يأخذ بصعود السكة تدريجيا مسببا تسارعا لضربات قلبك قبل أن يسود الهدوء الذي سيلحقه انفجار نشوة من انعدام الجاذبية تشعر بها في أعلى صدرك حين يسقط مسرعا؟ تذكر هذا الشعور؟ ذلك تقريبا ما شعرت به عند قراءتي لهذه الرواية... لكن دون فقرة نشوة انعدام الجاذبية الأخيرة!
هي رواية ذات زخم، لكنه زخم لم يوجه بالشكل المُرضي... فظل معلقا بأعلى السكة الحديدية. فالكاتبة كما يبدو لي كان لديها الكثير لتقوله، ربما أكثر من اللازم، فعوضا عن أن ترسل رسالة واضحة جزلة واحدة (كما فعلت برائعتها "خرائط التيه" مثلا) تشتت أفكارها فوق مجموعة من المسارات التي أضعفت تيارها.
الفقرات التالية قد تحوي كشفا لبعض أحداث الرواية، لا تكمل إن لم تكن قد انتهيت من قراءتها.
هل هي قصة عل��قة جاسم مع أبيه و"جلبابه" الذي ظل يحاول التخلص منه؟ أم هي قصة حبه/لا حبه لدانة (التي لا نكاد لا نعرف عنها شيئا سوى اسمها الثنائي ومكان عملها)؟ هل هي قصة نضاله في سبيل الديموقراطية وثورته ضد السلطة؟ هل هي قصة سجنه؟ أم اغترابه؟ هل هي عن صعوبة العيش في وطن يرفض قبوله؟ أم هروبه من وطن يرفض أن يطلق يديه؟
أقوى فقرات الرواية كانت بالبداية، عند الحديث عن "بيت الهدام" المهلهل، عن محاولات "ترقيعه" عوضا عن إصلاحه... أو حتى إعادة بنائه. الرمزية في فكرة البيت وأجزائه وسكانه كان من الممكن أن تكون محور الرواية التي تدور حولها بقية الأحداث... وهي بالفعل كذلك، ولكن في مكان ما انحرف هذا المحور.
في شخصيات النص ثغرات وفراغات مزعجة، فما الدافع الحقيقي ليصبح جاسم ناشطا سياسيا؟ أو لأن ينظر للأمور بمنظور اغترابي... كأن يدرك الاختلاف بينه وبين أخيه براك... المواطن "التقليدي"؟ لو كان اغترابه سبق ثورته لربما كان الأمر أكثر طبيعية. مالذي دفعه للاغتراب بعد خروجه من السجن؟ هل هو هروب من واقعه الجديد؟ محاولة للنسيان؟ كيف استطاع وهو مثقل بحمل ماضيه الثقيل أن يتفوق ويُغرق نفسه بمحاولات النسيان في نفس الوقت؟ هل لاحظت عزيزي القارئ بأننا لا نعرف حتى ما هو بالضبط سبب التهمة التي سجن لأجلها جاسم؟ هل هو مقال بمدونة أم تغريدة أم شيء آخر حرّض من خلاله على "قلب نظام الحكم"؟ بدى لي بأن الكاتبة هنا هي من مارست سلطتها وقررت سجن جاسم قهراً... وليست السلطة السياسية التي حاولت الكاتبة جاهدة طوال الرواية إلباسها ثوب الشر المطلق!
هل حقا كان على جاسم أن يدخل السجن ليثبت بطولته ولتكتمل القصة؟ أليست دانة هي المشاغب الحقيقي بالقصة والتي واجهت قوى السلطة وكادت أن تهزمها... ودفعت ثمن ذلك؟ بل هي البطل الفعلي الذي يجب التعاطف معه وتشجيعه... عوضا عن تهميشها حتى آخر فصلين من الرواية. لكننا بدلا عن ذلك عن ذلك وجدنا أنفسنا متعاطفين مع سجن عبثي لجاسم - استمر بضع شهور - فقط لزوم "الدراما" كما أظن.
قد أبدو بأني بالغت في اعتراضاتي ومطالباتي، ولكنها بالنسبة لي مطالبات واعتراضات أساسية... الخلل الذي أحسسته بسببها حرمني من لذة انعدام الجاذبية التي كنت أنتظرها، وهي ما أطاح بنجيمات من تقديري لها. كان بالإمكان التخلي عن بعض أجزاء الرواية (كالسجن مثلا)، أو على الأقل محاولة ربطها ببعضها بشكل أكثر إحكاما حتى نفهم بالضبط ماذا حل ومالذي سيحل ببيت الهدام وسكانه.
ختاما، أرى بأن مشكلة الرواية الأساسية هي أنها عن كل الأشياء! الطرح ما بعد الحداثي للكاتبة لم يخدمها هنا (كما خدمها في خرائط التيه)، بل شتت الأزمنة والأحداث، وعبث بمشاعرنا وأفكارنا دون هدف أو جدوى، هل كان ذلك مقصودا؟ ربما، لكنه - بالنسبة لي - قلل من "فاعلية" رسالة الرواية.
هي تجربة جادة جديدة للكاتبة، تجربة جريئة نقدرها ونحترمها شديد الاحترام. أسلوب وصياغة جمل وأفكار الرواية نجحت بوضع القارئ على حافة الكرسي، جعلته يتعاطف تارة، ويقرف تارة، ويغضب ويحتار وينكسر تارات أخرى، قدرتها على التلاعب بعواطف القارئ عجيبة، لكنها - في هذه المرة - لم تعط ذلك القارئ الاكتفاء الذي يستحقه.
هي رواية ذات زخم، لكنه زخم لم يوجه بالشكل المُرضي... فظل معلقا بأعلى السكة الحديدية. فالكاتبة كما يبدو لي كان لديها الكثير لتقوله، ربما أكثر من اللازم، فعوضا عن أن ترسل رسالة واضحة جزلة واحدة (كما فعلت برائعتها "خرائط التيه" مثلا) تشتت أفكارها فوق مجموعة من المسارات التي أضعفت تيارها.
الفقرات التالية قد تحوي كشفا لبعض أحداث الرواية، لا تكمل إن لم تكن قد انتهيت من قراءتها.
هل هي قصة عل��قة جاسم مع أبيه و"جلبابه" الذي ظل يحاول التخلص منه؟ أم هي قصة حبه/لا حبه لدانة (التي لا نكاد لا نعرف عنها شيئا سوى اسمها الثنائي ومكان عملها)؟ هل هي قصة نضاله في سبيل الديموقراطية وثورته ضد السلطة؟ هل هي قصة سجنه؟ أم اغترابه؟ هل هي عن صعوبة العيش في وطن يرفض قبوله؟ أم هروبه من وطن يرفض أن يطلق يديه؟
أقوى فقرات الرواية كانت بالبداية، عند الحديث عن "بيت الهدام" المهلهل، عن محاولات "ترقيعه" عوضا عن إصلاحه... أو حتى إعادة بنائه. الرمزية في فكرة البيت وأجزائه وسكانه كان من الممكن أن تكون محور الرواية التي تدور حولها بقية الأحداث... وهي بالفعل كذلك، ولكن في مكان ما انحرف هذا المحور.
في شخصيات النص ثغرات وفراغات مزعجة، فما الدافع الحقيقي ليصبح جاسم ناشطا سياسيا؟ أو لأن ينظر للأمور بمنظور اغترابي... كأن يدرك الاختلاف بينه وبين أخيه براك... المواطن "التقليدي"؟ لو كان اغترابه سبق ثورته لربما كان الأمر أكثر طبيعية. مالذي دفعه للاغتراب بعد خروجه من السجن؟ هل هو هروب من واقعه الجديد؟ محاولة للنسيان؟ كيف استطاع وهو مثقل بحمل ماضيه الثقيل أن يتفوق ويُغرق نفسه بمحاولات النسيان في نفس الوقت؟ هل لاحظت عزيزي القارئ بأننا لا نعرف حتى ما هو بالضبط سبب التهمة التي سجن لأجلها جاسم؟ هل هو مقال بمدونة أم تغريدة أم شيء آخر حرّض من خلاله على "قلب نظام الحكم"؟ بدى لي بأن الكاتبة هنا هي من مارست سلطتها وقررت سجن جاسم قهراً... وليست السلطة السياسية التي حاولت الكاتبة جاهدة طوال الرواية إلباسها ثوب الشر المطلق!
هل حقا كان على جاسم أن يدخل السجن ليثبت بطولته ولتكتمل القصة؟ أليست دانة هي المشاغب الحقيقي بالقصة والتي واجهت قوى السلطة وكادت أن تهزمها... ودفعت ثمن ذلك؟ بل هي البطل الفعلي الذي يجب التعاطف معه وتشجيعه... عوضا عن تهميشها حتى آخر فصلين من الرواية. لكننا بدلا عن ذلك عن ذلك وجدنا أنفسنا متعاطفين مع سجن عبثي لجاسم - استمر بضع شهور - فقط لزوم "الدراما" كما أظن.
قد أبدو بأني بالغت في اعتراضاتي ومطالباتي، ولكنها بالنسبة لي مطالبات واعتراضات أساسية... الخلل الذي أحسسته بسببها حرمني من لذة انعدام الجاذبية التي كنت أنتظرها، وهي ما أطاح بنجيمات من تقديري لها. كان بالإمكان التخلي عن بعض أجزاء الرواية (كالسجن مثلا)، أو على الأقل محاولة ربطها ببعضها بشكل أكثر إحكاما حتى نفهم بالضبط ماذا حل ومالذي سيحل ببيت الهدام وسكانه.
ختاما، أرى بأن مشكلة الرواية الأساسية هي أنها عن كل الأشياء! الطرح ما بعد الحداثي للكاتبة لم يخدمها هنا (كما خدمها في خرائط التيه)، بل شتت الأزمنة والأحداث، وعبث بمشاعرنا وأفكارنا دون هدف أو جدوى، هل كان ذلك مقصودا؟ ربما، لكنه - بالنسبة لي - قلل من "فاعلية" رسالة الرواية.
هي تجربة جادة جديدة للكاتبة، تجربة جريئة نقدرها ونحترمها شديد الاحترام. أسلوب وصياغة جمل وأفكار الرواية نجحت بوضع القارئ على حافة الكرسي، جعلته يتعاطف تارة، ويقرف تارة، ويغضب ويحتار وينكسر تارات أخرى، قدرتها على التلاعب بعواطف القارئ عجيبة، لكنها - في هذه المرة - لم تعط ذلك القارئ الاكتفاء الذي يستحقه.
December 27, 2017
ايا قلب...اهو حنين تلحف بدفء نبض...و كأنه يتوق الهرب منه اليه ...ايخيل اليه...لولا العتمه في روحه....كان يسكن في المكان العابر و يعرف انه لا يعرف...يأخذ مكانه بين اناس لا يشبهونه و لا يشبههم....هل كنت ثائرا حقا ام مجرد عاشق!...هل كان والده فكره مجرده...متى توقف عن خوفه منه اعندما كف عن قذفه بكل تلك الاشياء...اكان يقذفه من خوفه عليه ام خوفا منه ...يبدو انه لن يعرف ذلك قط!سيظل مشدودا الى ابيه دائما بذلك الحبل السري المجدول من خيبه امله و ليس في وسع الموت او الحياه ان يفرقا بين اثنين تربط بينهما علاقه مثل هذه!و ها انت تستوحش في الهزيمه بلا وطن و لا حبيبه...ماذا تبقى بعد!......جائعا في قلبه......مختنق يفكر في كل الاشياء التي لم يقلها...مسجون داخل عتمات الذاكره و كافرا بنفسه...اين الاماني التي ما فتئ يستنبتها في قلبه طوال تلك الاشهر من الوحده و الالم....هش...لا تسقط امامهم الان....ازعجه ان تكون هشاشته مرئيه لهذه الدرجه...انظر الي يا ابي نحن حطام...و صمت يشبه حافه الاشياء...سيكف عن المشي لانه متاكد بانه ما من وصول ...ذاكرته تتعبه تقتله ...مقصله...اما الوطن...ايا وطن...موشوم في جدار صدري...شقائي و عذابي...الى اي حد يؤذينا ذلك الحب الكافر...لماذا لا يكتب احد عن الم العيش في بلاد لا تشبه نفسها ام تراه هو الذي بات لا يشبه مكانه...و تشعر انك تطفو في العدم...حاول في احدى المرات ان يسمى مشاعره و لم يقدر فهو على الارجح و صل متاخرا...لو انه فقط وضع قائمه بكل الاشياء التى خسرها اين ستبدا و اين ستنتهي!ذاكره هدامه...لم يقاوم الموجه تركها تحطم كل شيء...انهم يمتلكونك في النهايه يمتلكونك من خلال ما يسمحون لك بامتلاكه...سجن في بطن سجن فى بطن سجن...ما هي الحريه ما هو الوطن... “أتعرفين ما هو الوطن يا صفية ؟ الوطن هو ألا يحدث ذلك كله.”غسان كنفاني....
May 3, 2019
جاسم كان أسير عواطف ... أسير بيت ... أسير وطن
عندما تضيق بك الأرض بما رحبت ... ما تناولته بثينة عن الكويت
نعممه على الوطن العربي بأسره ... الخونة يضيقون المعيشة علينا
بلد ديمقراطي لكن لا علاقة له بالحريات ... وطن التهمته السرقة وأيادي الخونة
فيما يخص اللغة بثينة لا تحتاج ريفيو عن لغتها بل مقال
عندما تضيق بك الأرض بما رحبت ... ما تناولته بثينة عن الكويت
نعممه على الوطن العربي بأسره ... الخونة يضيقون المعيشة علينا
بلد ديمقراطي لكن لا علاقة له بالحريات ... وطن التهمته السرقة وأيادي الخونة
فيما يخص اللغة بثينة لا تحتاج ريفيو عن لغتها بل مقال
May 18, 2021
هذه الرواية اسم على مسمى فهي عن كل الأشياء
عن الحب ,السياسة,علاقة الابن والاب, حرية الرأي المسلوبة من كتاب الكويت.
وحده الخراب ينتظر البلاد التي تطارد النكات وتعتقل الكلمات
علاقة جاسم مع ابوه ذكرتني بعلاقتي مع الوالد, فانا كجاسم ورثت شخصية أبي الثورية ولكن اختلفنا في القضاية صحيح اننا لم نصل لحد المقاطعة لكن مرت
علاقتنا بمشاكل وهذه الرواية كانت بمثابة تحذير لي كي احافظ على المودة مع ابي والا اتأخر مثل جاسم
ثم كانت هناك دانة وقصة مقتلها وكيف يمكن ان تصل السلطة لهذه الدرجة من الحقارة في سبيل التستر على افعالها
رواية تترك اثر في النفس وتجعلك تتذكرها وتتذكر كل مسلوبي الحرية عندما يغني طلال المداح يا ليلة دانة
ما يؤلمنا ليس الماضي بل المستقبل الذي لن يحدث,كل الاحتمالات المهدرة لذلك الذي كان بأمكانك ان تكونه
عن الحب ,السياسة,علاقة الابن والاب, حرية الرأي المسلوبة من كتاب الكويت.
وحده الخراب ينتظر البلاد التي تطارد النكات وتعتقل الكلمات
علاقة جاسم مع ابوه ذكرتني بعلاقتي مع الوالد, فانا كجاسم ورثت شخصية أبي الثورية ولكن اختلفنا في القضاية صحيح اننا لم نصل لحد المقاطعة لكن مرت
علاقتنا بمشاكل وهذه الرواية كانت بمثابة تحذير لي كي احافظ على المودة مع ابي والا اتأخر مثل جاسم
ثم كانت هناك دانة وقصة مقتلها وكيف يمكن ان تصل السلطة لهذه الدرجة من الحقارة في سبيل التستر على افعالها
رواية تترك اثر في النفس وتجعلك تتذكرها وتتذكر كل مسلوبي الحرية عندما يغني طلال المداح يا ليلة دانة
ما يؤلمنا ليس الماضي بل المستقبل الذي لن يحدث,كل الاحتمالات المهدرة لذلك الذي كان بأمكانك ان تكونه
April 21, 2022
كل الاشياء
بثينة العيسى
رواية عدد صفحاتها 333
طباعة الدار العربية للعلوم ناشرون
.
.
انها احدى روايات المبدعة بثينة العيسى كانت موجودة قي رف مكتبتي منذ فترة طويلة رغم حرصي على قراءة كل جديد لها لا أعرف لماذا مكثت هذه الرواية قراية الاربع سنوات!!
.
تدور احداث الرواية حول شخصية جاسم عبدالمحسن العظيمي وتبدأ برجوعه من لندن لحضور جنازة والده ولا تبدو ان العلاقة بينهما كانت جيدة!! ولكن لماذا؟! يسرد لنا جاسم حقيقة تلك العلاقة في فلاش باك منقطع لذكرياته وكيف حصل ذلك الانقلاب في حياته وقلبها للنقيض تماماً ليصبح كافراً بكل الاشياء!!
.
دانه داوود صديقة جاسم وحبيبته تموت في حادثة دهس وسط منطقة حيوية !! فهل كان موتها حادثاً ام كانت جريمة مُدبرة؟! من هو راكان وما علاقته بدانه؟! هل يتصالح جاسم مع والده بعد وفاته ام سيظل ذلك الخلاف قائماً حتى بعد مماته؟!
.
هل سيعود جاسم الى لندن كما كان مقرراً ام ستكون الظروف قد رسمت له قدراً مختلفاً؟! هذا ما ستتعرف عليه من خلال قراءتك للرواية.
.
التقييم : ان كنت تظن بانها رواية بوليسية فهي ليست كذلك وان اتخذت ذلك المنحى قليلاً في الربع الاخير، انها رواية تجريد الاشياء من اسماءها وصراع التضاد مع التضاد، خلاف الاب مع الابن والغربة والوطن والسجن والحرية .. لا اعلم ماذا فعلتِ يا بثينة بجاسم فقد وضعتي كل الاشياء فوق كتفه .. كلها حقاً.
.
امنح تجربتي الرائعة معها 🌟 🌟 🌟 🌟
#كل_الاشياء #بثنية_العيسى
المراجعة على الانستقرام
https://www.instagram.com/p/CcoQiYTsn...
بثينة العيسى
رواية عدد صفحاتها 333
طباعة الدار العربية للعلوم ناشرون
.
.
انها احدى روايات المبدعة بثينة العيسى كانت موجودة قي رف مكتبتي منذ فترة طويلة رغم حرصي على قراءة كل جديد لها لا أعرف لماذا مكثت هذه الرواية قراية الاربع سنوات!!
.
تدور احداث الرواية حول شخصية جاسم عبدالمحسن العظيمي وتبدأ برجوعه من لندن لحضور جنازة والده ولا تبدو ان العلاقة بينهما كانت جيدة!! ولكن لماذا؟! يسرد لنا جاسم حقيقة تلك العلاقة في فلاش باك منقطع لذكرياته وكيف حصل ذلك الانقلاب في حياته وقلبها للنقيض تماماً ليصبح كافراً بكل الاشياء!!
.
دانه داوود صديقة جاسم وحبيبته تموت في حادثة دهس وسط منطقة حيوية !! فهل كان موتها حادثاً ام كانت جريمة مُدبرة؟! من هو راكان وما علاقته بدانه؟! هل يتصالح جاسم مع والده بعد وفاته ام سيظل ذلك الخلاف قائماً حتى بعد مماته؟!
.
هل سيعود جاسم الى لندن كما كان مقرراً ام ستكون الظروف قد رسمت له قدراً مختلفاً؟! هذا ما ستتعرف عليه من خلال قراءتك للرواية.
.
التقييم : ان كنت تظن بانها رواية بوليسية فهي ليست كذلك وان اتخذت ذلك المنحى قليلاً في الربع الاخير، انها رواية تجريد الاشياء من اسماءها وصراع التضاد مع التضاد، خلاف الاب مع الابن والغربة والوطن والسجن والحرية .. لا اعلم ماذا فعلتِ يا بثينة بجاسم فقد وضعتي كل الاشياء فوق كتفه .. كلها حقاً.
.
امنح تجربتي الرائعة معها 🌟 🌟 🌟 🌟
#كل_الاشياء #بثنية_العيسى
المراجعة على الانستقرام
https://www.instagram.com/p/CcoQiYTsn...
August 27, 2022
بثينة يعني "لُغة"..
وقدرة هائلة على جعل الكلمة: تَشعُر..
والمشهد حاضراً على حافة السطر..
تعبر من العمق إلى السطح، هكذا كنت أشعر وأنا أقرأ.
لا يمكن أن يمضي أي حدث من القصة دون أن تشعر أنّك جزء منها.. إنّ هذه القصة بشكل أو بآخر تخصنا جميعاً، تملؤنا بشعور الخطيئة، بثقل الكلمات وهشاشة اللغة.
أقرأ وأتسائل معها ماذا لو أنّ الأقدار تكتب تُكتب على الأشياء لأنها سميت بأسمائها؟ ماذا لو أن لكل منّا نصيب من اسمه وماذا لو أنّ للغة يداً تشير إلى مصير الأشياء من أسمائها؟ كيف إذا يسمّى الوطن وطناً وهو لا يقل قسوة عن الهجرة؟.
قرائتي الثانية لبثينة وأجزم أن لها مقدرة استثنائية على خلق علاقة عميقة بين القارئ والنص للحد الذي يجعل طيّ الصفحة الأخيرة قاسياً جداً كتلويحة وداع.
رواية تستحق القراءة وربما لم تم استبدال "الكويت" بأي اسم بلد عربي آخر فلن تتغير الأحداث كثيرا.
March 1, 2018
"كل الأشياء" هي أول رواية أقرأها للكاتبة والروائية بثينة العيسى . توقفت عن القراءة عند الصفحة 267. برأيي ما عاب العمل هو افتقاده لتقنيات الحذف وفن التكثيف، ما أوقع بثينة في فخ المط والتطويل اللانهائي الباعث للمل. كما كان جلياً عجز توظيف "كل الأشياء" في بناء العمل، و تطوير بنيته الفنية، وكذا إخراجه؛ بل أنها أتت على العمل وأفسدت كل شيء، كل شيء حرفياً!
أتمنى لها التوفيق في القادم من أعمالها.
أتمنى لها التوفيق في القادم من أعمالها.
April 22, 2025
بثينة، يا أيتها المشاكسة العبقرية، في كل مرة أقرأ لكِ ازدادُ تعلقاً بقلمكِ الفتيّ الصاخب -بالمصموت عنه-، يا كاتبة "الكويت" الأولى، في عملكِ الشديد هذا، على كل من يخاف الدولة ويخاف عليها..
عمل جريئ يسلط الضوء على الكويت في غمار الربيع العربي في عام 2011، مع ما حصل في الدولة من تغييرات كبيرة على نطاق الكويت الديموقراطية
أحببته جداً، كما أحببت باقي أعمال بثينة، وبانتظار رحلة جديدة معها..
عمل جريئ يسلط الضوء على الكويت في غمار الربيع العربي في عام 2011، مع ما حصل في الدولة من تغييرات كبيرة على نطاق الكويت الديموقراطية
أحببته جداً، كما أحببت باقي أعمال بثينة، وبانتظار رحلة جديدة معها..
April 25, 2022
ملخص
يضطر جاسم لمغادرة منفاه اللندني بسبب وفاة أبيه، بعد أربع سنوات يعود إلى بيته في الكويت، ليجد أن بعض الأشياء ظلت ثابتة كالصنبور المكسور، بينما تغيرت أشياء آخرى كمنفضة السجائر التي اختفت من مكانها المعتاد، بسبب وفاة أبيه.
رحل وهو يظن أن الرحيل هو الحل لأن (ما لا يطببه الزمن سوف تعالجه الجغرافية)، لكنه بات يعرف أن خلافه مع أبيه تجاوز كل الحدود، حتى تلك التي تفصل بين عالمي الأحياء والأموات، ذلك الخلاف الذي تسببت فيه تلك الأشياء التي تسمى أفكار، فهو يعتقد أن أباه فكرة أكثر منه رجل، ولأن الأفكار لا تموت، شك جاسم في موت أبيه، تخيل أنه قد يعود للحياة متي ما أراد ذلك.
أمه كانت تحبه ولا تكف عن الاهتمام به، والتماس الأعذار له، وهو كان يظن أنها تصغر عندما تبتسم وتشيخ عندما تبكي.
تكالبت عليه الذكريات، كلما رأي جاسم شيئا استعاد ذكرى (يتذكر نفسه قبل سنوات، عندما كان يشك في صواب الصواب وخطأ الخطأ. اليوم صار يشك في وجود الصواب والخطأ أصلاً).
لبث يتذكر إلى أن توصل إلى استنتاج (لا نملك دائما القدرة على تحمل تبعات تسمية الأشياء بأسمائها)، لم يكن واثقا أن الشيء، الذي كتب عنه مقالة أودت به إلى غياهب السجن، يسمى الوطن. ولم يعرف ماذا يسمي الشيء الذي يربطه بدانة داود صداقة أم حب. دانة التي حضرت جلسة محاكمته ووصف موقفها (لقد رأها ورأته، وأحس بدموعها تترقرق في عينيه).
بعدما أنهكته ذاكرته اكتشف أن (هذا الشيء الذي يتكسر في داخله هو قلبه).
كان عازما على العودة إلى منفاه اللندني فور انتهاء مراسم العزاء، لكنه عدل عن ذلك بسبب حكاية تصور أنه راويها (بعد أن مات جميع أبطال الحكاية الحقيقيين، جاء هو مثل راوٍ عليم.. يبتهج لأن البطولة لم تكن له قط).
تلك الحكاية التي حُرفت لتصبح فضيحة لم يهضمها عقله، فشعر أنه فقد قدرته على الاتصال بنفسه (هذه المرة أيضا أحس أنه الرجل الغريب ذاته، الذي تسلل إلى جنازة أبيه، ورآه في مرآة السجن. شخص يقتحم حكاية لا تخصه. وتساءل إن كان يجدر به
الانسحاب، والعودة إلى لندن وتسمية الأمر صدفة).
لجأ لصديقه واجتمعا على هدف مشترك مع أن لكل منهما أسبابه، نايف يخاف أن ينسى وجاسم يرعبه أن يتذكر، وكلاهما يبحث عن شيء يسميه الحقيقة.
صدمتهما نتائج البحث فقد (كانت الحقائق واضحة، سهلة القراءة، مثل الأرقام. وعلى غير العادة لم تكن الحقيقة حمالة أوجه أو نسبية أو متعددة. كانت بسيطة على نحو لا يغتفر).
تكشفت الحقائق واحدة تلو الأخرى، فأدرك جاسم أن كل الأشياء يمكن أن تفقد معانيها.
خلاصة
المعنى هو الذي يربط الأشياء بأسماءها، فلا يمكن أن تحتفظ الأشياء بأسماءها إن فقدت تلك الأشياء معانيها.
يضطر جاسم لمغادرة منفاه اللندني بسبب وفاة أبيه، بعد أربع سنوات يعود إلى بيته في الكويت، ليجد أن بعض الأشياء ظلت ثابتة كالصنبور المكسور، بينما تغيرت أشياء آخرى كمنفضة السجائر التي اختفت من مكانها المعتاد، بسبب وفاة أبيه.
رحل وهو يظن أن الرحيل هو الحل لأن (ما لا يطببه الزمن سوف تعالجه الجغرافية)، لكنه بات يعرف أن خلافه مع أبيه تجاوز كل الحدود، حتى تلك التي تفصل بين عالمي الأحياء والأموات، ذلك الخلاف الذي تسببت فيه تلك الأشياء التي تسمى أفكار، فهو يعتقد أن أباه فكرة أكثر منه رجل، ولأن الأفكار لا تموت، شك جاسم في موت أبيه، تخيل أنه قد يعود للحياة متي ما أراد ذلك.
أمه كانت تحبه ولا تكف عن الاهتمام به، والتماس الأعذار له، وهو كان يظن أنها تصغر عندما تبتسم وتشيخ عندما تبكي.
تكالبت عليه الذكريات، كلما رأي جاسم شيئا استعاد ذكرى (يتذكر نفسه قبل سنوات، عندما كان يشك في صواب الصواب وخطأ الخطأ. اليوم صار يشك في وجود الصواب والخطأ أصلاً).
لبث يتذكر إلى أن توصل إلى استنتاج (لا نملك دائما القدرة على تحمل تبعات تسمية الأشياء بأسمائها)، لم يكن واثقا أن الشيء، الذي كتب عنه مقالة أودت به إلى غياهب السجن، يسمى الوطن. ولم يعرف ماذا يسمي الشيء الذي يربطه بدانة داود صداقة أم حب. دانة التي حضرت جلسة محاكمته ووصف موقفها (لقد رأها ورأته، وأحس بدموعها تترقرق في عينيه).
بعدما أنهكته ذاكرته اكتشف أن (هذا الشيء الذي يتكسر في داخله هو قلبه).
كان عازما على العودة إلى منفاه اللندني فور انتهاء مراسم العزاء، لكنه عدل عن ذلك بسبب حكاية تصور أنه راويها (بعد أن مات جميع أبطال الحكاية الحقيقيين، جاء هو مثل راوٍ عليم.. يبتهج لأن البطولة لم تكن له قط).
تلك الحكاية التي حُرفت لتصبح فضيحة لم يهضمها عقله، فشعر أنه فقد قدرته على الاتصال بنفسه (هذه المرة أيضا أحس أنه الرجل الغريب ذاته، الذي تسلل إلى جنازة أبيه، ورآه في مرآة السجن. شخص يقتحم حكاية لا تخصه. وتساءل إن كان يجدر به
الانسحاب، والعودة إلى لندن وتسمية الأمر صدفة).
لجأ لصديقه واجتمعا على هدف مشترك مع أن لكل منهما أسبابه، نايف يخاف أن ينسى وجاسم يرعبه أن يتذكر، وكلاهما يبحث عن شيء يسميه الحقيقة.
صدمتهما نتائج البحث فقد (كانت الحقائق واضحة، سهلة القراءة، مثل الأرقام. وعلى غير العادة لم تكن الحقيقة حمالة أوجه أو نسبية أو متعددة. كانت بسيطة على نحو لا يغتفر).
تكشفت الحقائق واحدة تلو الأخرى، فأدرك جاسم أن كل الأشياء يمكن أن تفقد معانيها.
خلاصة
المعنى هو الذي يربط الأشياء بأسماءها، فلا يمكن أن تحتفظ الأشياء بأسماءها إن فقدت تلك الأشياء معانيها.
Displaying 1 - 30 of 1,012 reviews