هو أحد رموز الرواية في الأدب العربي الحديث ، ومن أكثر الذين تحولت أعمالهم الأدبية إلى أفلام سينمائية بسبب ما تميز به من ثراء في الأحداث والشخصيات والبيئة المحيطة بها .. وهي الخصائص التي ميزت أعماله عن سائر الروائيين من جيله.
من مواليد 2/3/1913 بمحافظة البحيرة ، وتخرج في مدرسة " دار العلوم " العليا عام 1937 . نشرت أول قصة له ، وهو ما يزال طالبا في عام 1933 ، وعمل بعد تخرجه محررا بمجلة " مجمع اللغة العربية " حتى أصبح رئيسا لتحرير مجلة المجمع .
عين مساعدا لسكرتير عام نادي القصة ، وجمعية الأدباء في 21/4/1963 ، وعين عضوا لمجلس إدارة جمعية الأدباء في 1/11/1967 .
من أهم مؤلفاته :- ( بعد الغروب – شمس الخريف – الجنة العذراء – للزمن بقية – شجرة اللبلاب ..وغيرها ) كما كتب العديد من القصص القصيرة .
ترجم العديد من أعماله إلي اللغات الفارسية ، والإنجليزية ، والفرنسية ، الإيطالية ، والصينية ، والألمانية ، كما تحولت معظم رواياته إلي أفلام سينمائية .
الجوائز التي حصل عليها:
جائزة المجمع اللغوي عن قصته " لقيطة " عام 1947 .
جائزة وزارة المعارف عن قصة " شجرة اللبلاب " عام 1949 .
جائزة إدارة الثقافة العامة بوزارة المعارف عن روايته " بعد الغروب "عام 1949 جائزة الدولة التشجيعية عن قصة " شمس الخريف " عام 1953 .
كما أهدي الرئيس الراحل أنور السادات لاسم محمد عبد الله وسام الجمهورية .
أنشئت مكتبة أدبية باسمه في قريته " بولين " التابعة لكوم حماده بمحافظة البحيرة. وأقيم متحف بجوار ضريحه في قريته ، وأبرز ما يوجد في المتحف المخطوطة الأولي لقصته " غرام حائر "
تبقى الأمنيات في القلوب أحلى مذاقاً من تحققها" لكننا لا نفهم حقائق الاماني الا في اواخر العمر بعد الغروب" ا هل يستطيع الزمن الذى يبلى كل شىء فينا ان يجرى على ذكرياتنا أكف النسيان ؟ انه لا يستطيع الزمان كالنهر يا صديقى له موسم فيضان وهذا موسمه بالنسبه لى فهو يجرى بالحوادث مجداً سريعا و لا تدابير مع المقادير
رواية رائعة لرائد المدرسة الرومانسية الواقعية محمد عبدالحليم عبدالله و الذي لم يأخذ نصيبه من الشهرة وسط عمالقة كتاب الستينيات و السبعينيات من القرن الماضي
رومانسية كلاسيكية حالمة تطفح بالأشواق والمشاعر الجميلة المهذبة، لغتها راقية وأحساسها عذب، نكهة حزن صعبة تطغى على كل صفحات الرواية حتى تلك المشرقة، ما أصعب الحياة حين تجري رياحها بما لا تشتهي سفننا، ما أقسى الخواء الذي تتركه وسائد الأحلام الفارغة وما أتعس لحظات إنكسار الأماني التي كانت يوماً ما هي الأمل المتعلق به حياتنا، ربما هذه الرواية تعكس الكثير من التناقضات التي تجري في الحب والحياة، الزواج والعاطفة والحزن، وحتى غروب الشمس يبدو لك شيئاً متناقضاً وعصياً على التفسير، ذكرتني هذه الرواية بعبقري الأدب الألماني جوته وروايته (آلام فيرتر) لا أقول هي نفس القصة ولكنها الأحلام ذاتها والحزن ذاته والفارق أن أحد أبطال القصتين مات منتحراً والآخر قتلته الحياة بعد أن سلبته رحيق شبابها وأفنته في متاهات مملة وفارغة..
يؤسفني أن هذا الروائي الكبير لم يحظى بأهتمام كبير كما حظي به الآخرون، لديه قلم جميل، يحكي تفاصيل البيئة المصرية بشجن خلاب ومشاعر دافئة ولغة مهذبة لا تكاد تجد مثيلها لدى معظم من يمتهن الأدب، هذه النوعية من الروايات المصرية أحبها جداً حتى وإن كانت تبدو قصة مألوفة وساذجة، ولكن فيها روح الرواية وسحر الأدب وقيمة الحب والمشاعر المرهفة..
بساطة ورقة وجمال من غير ما ييجي على حساب الأسلوب أو اللغة، محمد عبد الحليم عبد الله قدر من تاني قراءة يبقى من الكتاب اللي بعتبرهم أصدقاء، وعرف يدخل الصالون الأدبي اللي أنا عاملاه في راسي كرمز للنوستالجيا والدفا، مفرش دانتيلا أو كوباية شاي بلبن، أو قعدة البلكونة عند جدتي وقت العصرية وصوت الراديو في الخلفية، جوابات مكتوبة بخط الإيد، وألبوم صور قديم، هو بقى بيمثل المشاعر الدافية دي كلها بامتياز، دخل الصالون ده أصلا ب"أشياء للذكرى" ولو أني حاساه مش هينبسط بباقي أصدقائي من الكتاب علشان فيه عركة جوة العقاد والمازني مشعللينها والمتنبي والمعري في دنيا غير الدنيا والرافعي كل شوية يقوم حادفهم كلمتين معيطنا كلنا، والمنفلوطي واخد جنب علشان المازني كل شوية يزغر له، ود. أحمد خالد توفيق يتأمل المشهد ويشعل سيجارة، والحقيقة الدنيا جوة زحمة وعبثية جدا ودول بس اللي هيقابلوه عند المدخل. حقيقي مش آسفة خالص أني دخلت المؤلف وسط الفوضى دي يعني لأن دي دماغي للأسف، ولأنه مكانش ينفع يمر مرور الكرام من غير ما يحتل من نفسي ما احتل.
مش عارفة إيه علاقة اللك اللي فات ده بريفيو كتاب، بس دي كانت طريقتي في أني أقول إنه تحفة، حبيته، قطعة من الشّجن انغمست فيها، وورق الطبعة القديمة اللي معايا كان مهيئ الجو على الآخر، اندمجت مع عبد العزيز، وحسيت بمودة صالح القريب البعيد، وانغرمت ببساطة زينب ونقاوة عواطفها، واستمتعت بقعدة الأستاذ فريد، وحسيت بفراشات ليلى حواليا في الجو، وفضلت أراقب نور شباك أميرة طول الليل، وأتغاظ منها كل لما تتقل على عزيز، وتتحجج بحجج فارغة وغرت من الأستاذ سامي من قبل ما أشوفه واستلزقته، ولما ظهر في الخلفية كنت كارهاه من أعماقي.. ده غير الأماكن والبيئة والأوصاف اللي كانت مكتوبة كأني أراها رأي العين، نادرة أوي الأعمال اللي بتقدر تحشرني فيها عاطفيا كدا حتى لو كانت بالنسبة لأي حد قصة مملة أو تقليدية جدا في تفاصيل كتير منها، وهتضايق ناس أكتر خصوصا بالنهاية اللي مش أنهم عاشوا في تبات ونبات (أخيرا) ولو أني شايفاها النهاية الوحيدة اللي كانت تنفع مع تردد الست أميرة ورهافة عبد العزيز. في الحقيقة أفضل الجودة الرهيبة دي في قصة "تقليدية" على أي ابتكار ركيك من البيست سيلر.. والرواية دي بالنسبة لي جاية في وقت ممتاز لأنها بتصلح حاجات مبوظتهاش من الأعمال المنتسبة زورا وعدوانا إلى الأدب.
من أعظم الأدباء الذين أُكن لهم كل الاحترام والتقدير والتوقير والمعزة في قلبي ، لم يأخذ المكانة الحقيقة التي تليق به ، ربما لأنه قد نشأ في جيل من عمالقة الكتابة وقتها من أمثال السباعي ود/ طه حسين ، وتوفيق الحكيم وغيرهم من الأدباء اللامعين الذي ذاع صيتهم آن ذاك .
الرواية تتحدث عن عبد العزيز الزراعي الأديب الذي كان يتعامل مع الأمور بالعاطفة الكتابة قبل أن يحكم عليها بما عرفه واكتسبه في حياته ، أجبره أهله علي أن يدرس الزراعة حيث أنه قال : " ليتكم تركتوني اختار لنفسي إذن دخلت كلية الآداب " ربما هو قضية شائكة قد صاغها وهي قضية اجبار الأهل علي الأبناء مجال معين يدرسون فيه ، أحيانا بل أوقات كثيرة يكون هذا ليس في صالح الأبناء فيعيش حياته كلها في تعاسة لأنه قد أجبر علي شئ في بداية حياته . ولكن عبد العزيز قد وافق أهله بسبب ضيق ذات اليد ، وتخرج فيها ، وعاد لأهله في الريف ، ولكن أبوه أعاده مرة أخري إلي العاصمة لكي يلق أي عمل ليخرجهم من الضيق الذي هم فيه ، فيذهب عند صالح صديقه الذي كان ينظر إلي الحياة نظرة عجيبة غريبة علي نفس عبد العزيز الريفية المتحفظة في مواطن عديدة ، صالح العربيد صاحب الخمر ، زير النساء الذي في النهاية أنقلب إلي متصوف زاهد للحياة ، يحاول الاقتراب إلي التقشف ، فيعمل عبدالعزيز في البداية في مصنع للألبان والجبن والمربي ، فيأت إعلان في الجريدة يطلب فيه أحدهم ناظرا للمزرعة ، فيتقدم إليها ، وينالها عند هذا الرجل الغني الذي كان في الوقت نفسه أديب أيضا ، فيدني منه عبد العزيز ، ويستعين به في أوقات القراءة أو أحيانا حين يريده أن يقرأ عليه قصصه التي يكتبها . في هذا الوقت كان لدي سيده فتاة تدعي " أميرة " التي من الطبع وقع في شباك هواها وهي كذلك أحبته ولكن بسبب أنها منذ أن ولدت أو احس أبوها أنه شارف علي النهاية ، خطبها إلي ابن أخيه الذي رباه منذ كان صغيرا إلي هذا المحامي .
تقارب عبد العزيز وأميرة إلي حد كبير ، حتي بعد وفاة الوالد في هذا المشهد المأساوي هذا ، فعرف أن أيامه في المزرعة التي أشرف عليها وأعطاه من جهده الكثير قد شارف علي الانتهاء وقد كان حينما أعلمه بذلك المحامي .
تبتعد أميرة عنه ، وهو بدروه يبتعد ، ويدخل عالم الكتابة حتي يصبح مشهور بين أقرانه الكُتاب ويعمل بالصحافة ، ويبلغ عمره الخمسين في تعبير رائع جدا بليغ حقا حينما قال : " لا يأبه لشئ في الدنيا الآن في غروب عمره "
وفي يوم في الجريدة أو المجلة التي كان يعمل بها تدخل عليه أمرأة عرفها تماما ، هي أميرة ولكن متغيرة بفعل الزمن وما مر عليها من خطوب ، وأخذت تحكي له عم جري لها ، وكيف هربت منه في النهاية حتي لا تتعلق به أكثر ، وتعرف أنها لن تكون له ، وترك لنا الأستاذ عبد الحليم النهاية مفتوحة نوعا ما .
لم أري تجسيد للواقع الريفي مثلما فعل ، فهو ريفي من الأساس ، فعندما تمتزج عاطفة الكتابة مع الأصل ، وتحت الشجرة التي كتب عندها الراوية كما قال في البداية ، هنا تتجلي الموهوبة الفذة والواقع الذي كان يسرد به . لو أستطاع الرسام أن يمسك الريشة ويتتبع كل ما يوصفه وتحدث به لتحولت الرواية إلي جدارية كبيرة ولوحة عظيمة ، والحق يقال هذه ليست في هذه الرواية فحسب بل في أعمال عبد الحليم كلها .
كاتب أقرأ له وأشعر وكأنني وهو نجلس علي مصطبة أمام بيت في الريف ، في أمامه تنبسط الخضر اليانعة ، وهو يحكي لي عن ذات نفسه ويفضي إليّ بها ، ويطلعني عن خبايا قلبه وأسرارها ، ومن يدور في داخل نفسه ، في كتابته تشعر بأنه يحدث صديق . حتي في الكتابة تشعر بأنك أنت الذي تكتب ، باستثناء العبارات والتشبيهات التي تميزه عن دونه . لجد ما أجبه وأحب أدبه .
الرواية رومانسية بحتة تحكي قصة حبيبين فرقتهما الظروف
لو كنت قرأتها منذ اربع او خمس سنوات ربما كنت مولعة بها لكن الآن مايشفع لها عندي هى نهايتها غير التقليدية على عكس قصص الحب الرتيبة بتاعة عاشوا في تبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات
طفقت أعبر سطور تلك الرواية بشىء من النهم ربما لأنها بادرتى الأولى لهذا الكاتب فيكون نهمى ما إلا شغفاً لاستطلاع إسلوبه و إدراك سحر كلماته و ربما لتسارع الأحداث فيها فجعلنى وجلاً اتوق لأرشف ما هو آتٍ فى خفةٍ و سكون
بهرنى قوةُ إسلوبه و عِظَمِ ألفاظه فما أحسستها دارجةً أبداً .. كل لفظ و انحناءة و التفاتة �� مباغتة و استطراد كان بمثابة رايةٍ عربيةٍ تدل على عمق معجم هذا الرجل و إن كان لا يُعَدُّ عبقرياً من عباقرة التصوير النفسى كيوسف إدريس مثلاً
لكنّ أسلوبه راقنى بحق فعبد العزيز .. الزراعى و الأديب .. حديث التخرج من كليته .. المُفاجأ بدحوض حال أسرته الريفية الفقيرة فيضع المال نصب عينيه .. و الوظيفة غاية آماله ليزيل من حال أهله المُدقع ما يستطيع و أميرة .. الفتاة الجميلة .. الرشيقة .. الجامدة .. التى ما أن وقع عليها بصره حتى دبّ فيه شىء من الخوف و الرجاء فى آن واحد لكنّ الحياة لم و لن تكون مرتعاً أبداً للعدل و الأمانى الكاملة إنما يجب على من يعمّروها أن يذوقوا الألم .. و تضطرم أطرافهم و قلوبهم بنار العشق الممكن الذى يعوف نفسه عن تقديم روحه قربان عشق لأولئك المحبين .. فيهلكهم القدر بكلمة " مستحيل " لتحل محل كلمة " ممكن " فى كتاب لياليهم الظامئةُ للإرتواء و لو بشعاع نور يقدحه مصباح حجرتها فى الشتاء البارد
سائنى نسبيا التصوير فى بعض المواقف التى حلمت من الكاتب ان يضرم فيها النار لكى يحترق بها من يقرأوها .. لكن خاب ظنى قليلاً فى هذا لكنّها رائعة .. و لا يطول ما سائنى شيئاً من جمالها
لكم أرجو من ذاكرتى فُسحةً تحتفظ فيها بتلك الكلمات و إن كانت قد صنعت خطاها على روحى بدون اللجوء إلى الذاكرة " كل صورة صادقة من صور الفن تنتج أثرها بنفسها وحدها .. و لا تحتاج إلى معونة خارجية عنها فما يرسمه الاديب بقلمه و الموسيقى بلحنه و الرسام بريشته و النحات بمنحته ليؤثر فى نفسى بأشد مما تؤثر الحقيقة " محمد عبد الحليم عبدالله
قدوم القصة من زمان غير الزمان يظهر جلياً في مطلع أحد الفصول : ( كثير من الناس مثل "المثانة" التي يعبث بها الأطفال في الأعياد.. ) ما أن تترك عالمك وتذهب لعالم عبدالحليم عبدالله، الذي يقصد فيه من لفظة "المثانة"، "البلونة" .. حتى تفهم الفرق، فتتغاضى عن رومانسية مبالغ فيها، والكثير من السذاجة والأحداث المفتعلة قليلاً، وبعض خفة الدم كالمياه الراكدة.. لـ تذوب معه وتلمس عذوبة روحه وجمال سرده وأسلوبه وتشبيهاته وعمق وقرب أفكاره..
الشخصيات كلها طيبة، لا شر نقى، ولا شر أساساً ( في قصة والد أميرة، يقوم الوالدان بمنع زواج ابنتهما وحبيبها، لأنهم في حاجة لأن تتزوج من آخر ثري، بحثاً عن المال لابنائهم الصغار. وهكذا كل الأحداث الأخرى، لا خير ولا شر قدر ما هو تضاد في النوايا واضطراب وعجز وقلة حيلة ) ، تداعي الأحداث يصنع الأزمات ويقف في طريق الأحلام لتبقى "الأمنيات في القلوب أحلى مذاقاً من تحققها" ..
" قلت لها: - وهل أنت سعيدة.؟ فلم تجب إلا بأن سألت: - وهل أنت سعيد ؟ " .. تقتلك الحماقة، حماقتنا في أن نترك الشمس لتغيب.. ثم نتقن رثاء النور بعد الغروب ..
الأحداث مثل سلحفاة جميلة، تخطو بحكمة وهدوء، فيطول وقت القراءة، ويخطر في بالك كل المشاهد التي مرت ..
الأفكار هادئة ورقيقة وتصل إليك بسلاسة، الكثير منها ومن الجمل الواردة في النص تجبرك أن تنسخها وتحتفظ بها ككيان قائم بذاته : نظرية المؤلف عن الأنانية مضاد الإنسانية.. مشكلة الحياة عندما نعتقد أن شيئاً ما ضرورة.. أن يحب المخدر ويكرهه مدمن المخدر.. قلوبنا الكواكب الضالة التي تضل أفلاكها، ويسبح كل حيث يجب أن يسبح آخر.. " وهكذا تقع الأحداث أولاً، ثم نلتمس لها العلل "
أجمل ما في الرواية : السرد الشاعري الجميل، رقيق، والتشبيهات لوحة فنية جميلة.. في النهاية تتمنى لو أن حديث "عبدالعزيز" لم ينته ..
كتبت الرواية في الأربعينيات، فتشعر أغلب الوقت، أنها الرواية المنبع، التي تفرعت منها كل قصص الحب في القرن العشرين، وحتى الآن: مشاهد الأفلام والمسلسلات مقتسبة منها، ونفسيات أبطالها ساكنة فيّ وفيك وفينا، لا تموت ولا تفنى.. تبقى لتتكرر الأخطاء، ولنـترك الشمس ترحل، لنصبح في العالم الرمادي.. بعد الغروب..
هذه رواية مهمة بالنسبة لي شكلت تخرجي من الشياطين الثلاثة عشر والمغامرون الخمس إلى عالم الرواية، طفش الرياض في الثمانينيات تفتح مكتبة الصالون تجد كتب اكبر من مغامرينك الآن أنا مدرك أنها رواية بسيطة لكن وقتها كانت بداية شرارة للخروج من الملل ولدخول الأف الحيوات الأخرى.
((وتسألني اليوم بعد أن غربت شمسي ولم تبقى لي من الحياة الا آثار نور يرسلها الشفق وحده على أفقي,تسألني هل نلت كل ماتتمناه؟فأقول لك:الا شيئا واحدا أعده اليوم وحده أعظم اماني جميعا...الولد!!))
رواية ساحرة رقيقة تحكي قصة حب يائس حزين عصفت به الأقدار. المدهش حقًا هو لغة الأديب محمد عبدالحليم عبدالله، فهي أكثر من رائعة، وأجواء الرواية حملتني معها لعصر لم أعشه وإن كنت قد تمنيت ذلك كثيرًا.
اكترحاجة عجبتنى فى القصة هو شكل الغلاف او بمعنى اصح صورة اميرة الرواية عكس توقعى تماما مملة جداا اكتر من مرة افقد الرغبة فى قرائتها برغم انى من عشاق محمد عبدالحليم عبدالله اطناب ملوش لازمة تطويل ممل شخصيات مذبذبة مواقف مطربة اسلوب ممل حتى الكلمات ضعيفة غير المتوقع من كتابات محمد عبدالحليم اكتر حاجة عجبتنى الصفحة الاخيرة ومفهوم بعد الغروب وازاى بنرتب احلامنا وطموحتنا على حسب المرحلة
اذا كنت مثلي تعيش في الزمن الخطأ وتنتظر ظهور الة الزمن لتعود الي اربيعات القرن الماضي حيث التهذيب هو العنوان والطرقات تفيض بكرم الرجال وحياء النساء والبيوت يملؤها الدفي والكرم والجيرة الحسنة فلتفتح اذن بوابة هذه الرواية علي مهل لتعتاد مذاق الاوصاف الرقيقة وفراسة لغة عبد الحليم عبد الله وكلماته المنتقاه بعناية رسام قد تراه يضرب لوحته البيضاء بفرشاته ضربات كالسلحفاة لا تخلق صورة تلتقط معناها العيون بسهولة لكنها ضربات حكيمة يعرف اين اولها من اخرها لتجد نفسك في نهاية الرواية امام كلاسيكية تسر العين ووتترواح النفس فيها بين الاضطراب والهدوء وكأنه يعرفك..يعرف قارئه جيدا ويعرف كيف يسير به خطوة بخطوة نحو الحكاية
بالمناسبة لا حكاية هنا تستغربها او تفاجىء بها بل ربما هي حكاية قديمة ولكن لتعلم عزيزي القاريء ان هذه الرواية تجسد كتالوج الادب بداية من زر التشغيل وهو مشاهد وصف الريف ونفسية البطل عبد العزيز وهو ينتقل منه االي العاصمة مرورا بحكم الاب وتداعيات الحياة وصرخة الفقر في حياة البطل عبد العزيز الجامعي الي ورث دينا اكبر منه وانضم الي اذرع والديه في تحمل مسؤلية اخوته ومصيرهم تلاطمه الحياة حتي يتأجج الصراع بين حاجته للحب وحاجته للمال وايهما تستحيل دونه الحياة
ربما تكون حكاية مكررة ومعادة كحكايات الافلام العربي قبيل الالوان تشبه اثا بيت جدته المتواضع ولكن المفعم بالدفئ تاتي هذه الرواية لتوقف تسارع حياتك المحموم وقفة تلتقط فيها انفاسك بجانب هدير احداث الرواية الهادئ المتوقع بلغة لا يمكن ان تتوقع منها تشبيها فقد ابدع عبد الحليم عبد الله في وصف كل خلجة مما يعتمر في بطلنا الشاب ومن يقاسمونه بطولة هذا العمل وفي وصف بيئة العزبة والريف وحتي اسوار العاصمة وقتامتها ليضع في يدك حكاية عن الحب وسوء الفهم وتداعي الحظ ولقاء فقدنا الامل فيه والكثير الكثير من مايفعله بنا الحب من ارتباك فهي ليست برواية باحداث كثيرة ومفاجئة بل هي اشبه بصورة لرجل وامراة وما فعله بهما الغروب وعزوف القدر عن جمعهما.
وهنا اتركك مع مقتطفات انتقيتها وقد رقرقت قلبي بعذوبيتها وافحمت صدري بما يشبه الصفح عن كل شرور العالم في هذا الكتاب الصغير الذي يعطي لكلمة احبك لونا لم اصادفه كثيرا...
- اسمع يا بني كثيرا ما يحمل الابناء اخطاء ابائهم وهم راغمون ولعل الله لم يغرس في قلوبنا حب الولد والحرص على ايجاده الا ليصل بشبابه شيخوخه ابيه ويصلح بصوابه خطا والده فيحيى الاب بولده
- الخريف فصل احتضار الجمال
كنت مخلصا ولكنني مكروه اشق شيئ على النفس ان تسير في طريق رزقك حذرا تتلفت وتتوقع مع كل خطوه ان تحل بك كارثه هنالك لا يستقيم لك السير ولا تامن سوء المصير
وتركنا العلم لمن يخدم العلم وهم احد رجلين اما مستغن واما زاهد
اننا في كل مراحل حياتنا اطفال تلهين اللعب غير انه لكل سن لعبه
والمرء اذا حفت امانيه بالمخاوف وكان حريصا على النجاح الفى نفسه حاسدا من هم على النقيض من موقفه يحسد الغافلين ويغبط المتواكلي
ليتك تعلمين انني احرقت قلبي في مقبره حبك ليكون بخورا يعطر جو اسرتك بروائح السعاده ستشقين قليلا ثم تسعدين وساشقى انا كثيرا ولا اسعد كل هذا من اجلك احببت الناس فيك كما يحب العابد ربه في العباد احب��تك في نطاق واسع لا في لحمك ودمك وحدهما وبحت لك بحبي الواسع وان جمعتنا الايام بعد تشريد فقد تعلمين ثم تسرين
انما يرسمه الاديب بقلمه والموسيقى بلحنه والرسام بريشته والنحات بنحته ليؤثر في نفس باشد مما تؤثر الحقيقه لان هؤلاء هم رسل العواطف بين المعاني والقلوب يتلمسون بادواتهم تلك مواطن الاحساس في النفس ثم يعرضون عليها الصوره فتتمثلها في لمحه قصيره
كان قلوب الناس على هذه الارض في معظم الاحيان كواكب ضلت افلاكها يسبح كل حيث يجب ان يسبح الاخر ولو اهتدى كل الي مداره ما شهد الظلام انات المحبين
يحتفل الناس باعياد ميلادهم في اليوم الذي يقولوا لهم الناس انكم ولدتم فيه وعندي انهم حمقاء فيما يفعلون فليست الحياه استهلال طفل انما الميلاد الحقيقي لشخص هو يوم تولد نفسه يوم يبعث قلبه يوم ينبض بالحياه الحقيقيه فيرى انه اكبر من الارض وتصور له نشوه الحب ان في مقدوره ان يحمل الارض تحت ابطه كما يحمل اللاعب كره القدم لا تقل انني مجنون فقد كنت في فقر مدقع كنت فقير الجيب فقير القلب فرايتني واقفا على ينبوع حب خالد اكاد ارشف منه الحلو الزلال
ونحن هكذا دائما نرى الدنيا من خلال فكره ونرسمها في مدى العمر بالف لون والف ريشه
مشكله الحياه يا سيدتي هو ان يعتقد المرء ان شيئا ما ضروره له في حياته ثم تقوم العراقيل بينه وبين هذه الضروره ثم يكدح ويكدح فلا تزول العراقيل ولا تنتفي الضروره وهنا تضغى على النفس موجه من التشاؤم قلما تخرج من نطاقها النفس
ساعات النفسية بتبقى محتاجة تتفرج على فيلم ابيض واسود !! فالروايات القديمة بتحققلك ده بس الفرق انك انت اللى بتبقى المخرج !! فانت اللى بتختار الابطال وبتتخيلهم وبتزود عليهم من خيالك كمان ") محمد عبد الحليم عبد الله من الكتاب العظام بتوع زمان بيعمل السهل الممتنع فى الرواية وبيدى احاسيس جميلة وبيعزف على اوتار الروح فبيخرج سيمفونية انسانية جميلة ") الرواية رومانسية كالعادة فيها معانى الحب النقى والتضحية والبطل الفقير اللى بيشتغل عند حبيبته والظروف والاقدار اللى هتفرقهم والاخلاص والوفاء واكتر حاجة عجبتنى فى اخر الرواية لما اشار الى نقطة تبدل الامانى والحاجات اللى بنتمناها بس اكتشفناها متاخر اووى !! على الرغم من توقعى لمعظم احداث الرواية بس استمتعت بيها اوى السلام على روحك الجميلة النقية اللى بتظهر فى كل سطر من كتاباتك :)
هذه الرواية هى واحد ممن صنعوا الكلاسيكات و أثروا المكتبة العربية بنوع قيم و محترم يمتع القارىء و يفتن الناقد و بالحديث عن تكتيك الحوار و تركيبة الاشخاص فقد نفذ الكاتب الى عمق الشخصيات و لمس و ترها و لكن بصورة مبتكرة فالشكل معبر عن القلب كما قال الابطال و عبروا عن ذاتهم فمهما تخدع فوجهك مرأة تكشف فى لحظة حقيقتك و هذه اللحظة هى التى سقاها المؤلف الموهوب العبقرى محمد عبد الحليم بنفاذة فلسفيةو رؤية تحليلة أدبية لنفسية الاشخاص و رغباتهم من الحياة
قائمة إتحاد الكتاب العرب ( 64/105 ) - رواية بعد الغروب للكاتب محمد عبد الحليم عبد الله -
هذه الرواية هي واحدة من اضعف الرواية التي قرأتها من قائمة إتحاد الكتاب العرب , فالعمل سطحي جداً ويحكي قصة حب تميل للمراهقة أكثر منها بكثير للواقعية , والعمل يبدأ بتحضير شخصية بطل القصة وهو شخص يهوى الأدب و لكنه يدخل كلية الزراعة إرضاء لوالده الذي كان يطمح أن يمرر أراضيه الزراعية له و لكنه يخسرها بأكملها حين يتخرج إبنه لصالح قرض كبير أخذه دون تخطيط فلا يجد الإبن من ملاذ إلا البحث عن وظيفة لدى الدولة , فيتعثر كثيراً في البحث عن العمل كالكثير من الشباب إلى أن يجد عملاً كناظر زراعي لدى رجل كبير , فيغرم بفتاته ولكن مستواه المادي يحول دون أن يظفر بهذه الفتاة والتي تعجب به ولكنها تنصاع لرغبة والدها قبل وفاته بالزواج من إبن عمها و فقط ! هذا هو العمل , وتخلل هذه القصة المكررة المستهلكة , قصة حب الفقير للغنية الحب العذري , مئات الجمل التنظيرية عن الأدب والاخلاق والكفاح , وتسقط الرواية في فخ ذلك الكلام المنمق حتى يظن القارىء انه يتابع مسلسل كرتوني صغير عن حكمة الانسان , فكثير من الجمل بدأت ب " إسمع يا بني " , " أنظر يا سيدي " , وبالعودة الى نص العمل , يمكنني القول , ان بناء الشخصيات كان ضعيف جداً و خيالي إلى أبعد الحدود , أما عن الزمان و المكان في العمل , فهو خط أفقي مسطح , لا يشعر فيه القارىء انه ينتقل فيه من مكان إلى آخر او من زمن إلى آخر , فلا حديث عن الماضي و لا حديث عن المستقبل , فقط حاضر دونكشوتي يحوي الكثير الكثير من الكلام و القليل جداً من الافعال , فيتبدى للقارىء أن كاتب هذا العمل , كان لديه جملة أفكار طوبوية مثالية مرصوفة على ورق بجانب ورق الرواية , وكل عدة صفحات , يتنقي إحداها و يرميها على لسان أول شخصية تمر به , وخاصة في بداية العمل عندما قابل البطل صدفة شخص في القطار فاسبغ عليه جمل من مثل " الآلام يا بني تملأ الحياة فلا تفتش عنها في صفحات الكتب " , اما خاتمة العمل فقد كانت الأسوء - لا تكمل إن كنت ستقرأ العمل - , فبطلة القصة ترسل للمجلة التي يعمل بها بطلنا الفقير رسالة تقول فيها " لقد رحلت و في قلبي سر كبير " ثم تأتي بنفسها الى المجلة لكي تكشف السر , و السر هو أنها فاتحت الاب بقصة حبهما لكنه مرض بعدها بأيام و بقيت هي على وصيته ! في الختام لا يسعني أن أقول سوى أن هذا العمل خال من كل شيء و تقيمي له هو 1/5 ولا أنصح مطلقاً بقراءة هذا العمل , ولا أعلم كيف يمكن أن تجد رواية مثل هذه مكانة على قائمة اتحاد الكتاب العرب في موقع يتقدم على خماسية مدن الملح حتى لو كان اتحاد فاسد شعبوي إلى حد كبير !
مقتطفات من رواية بعد الغروب للكاتب محمد عبد الحليم عبد الله -------------- وهكذا نفس الانسان , لا يفارقها شيطان الجبروت ولا تصفو من شوائب القسوة حتى تطهرها الهموم والآلام , فتشفق لا على على الانسان وحده , بل انها لتحنو على الحيوان -------- كثيرا ما يحمل الابناء اخطاء أبائهم وهم راغمون , ولعل الله لم يغرس في قلوبنا حب الولد والحرص على ايجاده الا ليصل بشبابه شيخوخة أبيه ويصلح بصوابه خطأ والده فيحيا الأب بولده -------- الآلام يا بني تملأ الحياة فلا تفتش عنها في صفحات الكتب , والدنيا التي يرسمها المؤلفون اشبه في نظري بالفاكهة التي يصنعها التلاميذ من الشمع والصلصال , ولقد كنت في مثل سنك مشغوفا بالقراءة حتى ظننت ان الحياة عدة محاضرات يطالعها المرء فيعرف كيف يحيا حياته , ولكني فجعت في خيالي هذا يوم ان ولجت ابواب العمل فادركت اني كنت اتعلم السباحة على رمل او حصير ------- لا زلت أعجب من الذين تعجز مشاكل العيش على ان تسد امام قلوبهم طريق الحب ------- أنا أناني حين أريد أن أحقق خيرا لاسرتي , و اناني حين اسدى النفع لصديقي , واناني حين اغزو بلادا اخرى في جيش وطني , اناني في كل هذا لانه مضاف الى شخصي وتعود علي منه منفعة مباشرة او غير مباشرة , فالصداقة والقرابة والوطنية , كل منهما صورة من صور الانانية التي افهمها , إذا أردت ألا تكون أنانيا فأحب كل انسان و كل وطن ولكن هل تستطيع ؟ ------- إياك أن تعجب مستبعداً ان حادثة واحدة تخلق شخصاً , فان ابطال التاريخ و زعماء الشعوب ومن نعتوهم بأنصاف الآلهة , ولد مجدهم بعد حادثة واحدة فاندفعوا من نجاح الى نجاح ------- إن في القلوب قلوبا يسعدها ان تحترق في مجمرة الحب ------- انا اعرف قلبي , اعرفه تماما منذ انتبهت الى انه يخفق , قلب كبيت العنكبوت لا يقوى على اللمس , وفي شغافه غمزات من انامل حب خفيف صرفتني عنها مشاكل التلمذة ثم مشاكل العيش , وانا اليوم في وضع يقرب ان يكون مستقرا اخشى معه انني أحب ------- إن محيط الادب في اشد الحاجة الى حقول التجارب كمحيط الزراعة سواء بسواء ------- إن الأماني في قلبي احلى مذاقا من وقوعها , وتوقع الكوارث اشد مرارة في نفسي من نزولها , انا طراز من الناس اعيش اسير احلامي فلا تعاتبني ------- كان هوانا يائسا قانعا اشبه شيء بهوى الرهبان او حب العجائز , واصبح كل منا ينظر الى صاحبه على انه ظاهرة مؤقتة بدت في جو حياته ولا تلبث ان تزول , ونتمتع بعشرة اقرب ما تكون الى التجرد , كأننا روحان تخلصتا من وضر المادة وظلمة البدن , لقاء عابر و جلسات قصيرة وحيدث يجري في مجرى واحد لا يكاد يتغير --------
قصة شاب مكافح يسعى للعمل ليعيل اسرته، يعمل في عزبة رجل ثري فيعشق ابنته التى تتخلى عن حبه لأسباب سيعرفها البطل بعد سنوات المشيب.
اعجبنتي الحبكة و اسلوب الكاتب جدا جميل، مشوق و شاعري قصة حب غير سعيدة الخاتمة اراها تشبه الافلام المصرية القديمة بكل تفاصيلها. اظن ان الكاتب لم يأخذ حقه في الشهرة او لم يجتهد بما يكفي ، ليضيع بين كتاب الخمسينات و الستينات من القرن الماضي.
#من_قائمة_افضل١٠٠رواية_عربية_في_القرن_العشرين قصة رومانسية كلاسيكية... النجوم الخمس للسرد البديع لمحمد عبد الحليم عبدالله "معذورون!! معذورون هؤلاء الذين يصطفون من الحيوان ألوانا يسبغون عليها من النعم واللطف ما لا يسبغون على انسان. لابد أن نفوسهم شقيت زمانا بوحشة أو اضطهادا أو ظلم من الناس". "وهكذا يعز على قرناء ضمهم البؤس في قيد واحد أن يفلت أحدهم ويترك الآخر" ."إن الأماني نفسها قد تكون في قلوبنا أحلى مذاقا من تحققها... كأننا لا نفهم حقائق الأماني الا في اخريات العمر"
رواية بعد الغروب لمحمد عبد الحليم عبد الله , جميلة_ بسيطة_ راقية_ رائعة _ عميقة, يمكن الرواية قصتها تقليدية جدًا ( شبيهة بالأفلام القديمة) إلا أن أسلوب الكاتب بلغته البسيطة, السّلسة وطريقة سرده, عرف يسحبني لوّجها, بقالي زمن موصلتش للحالة دي بعد القراءة, إن بعد ما تقفل الرواية تقعد باصص للسّقف , وابتسامة عريضة , مع إحساس بالرّضا, ولسه دماغك عمّالة تفكر في إللي قرأتع( لما بيجيلي الحالة دي بعرف إن الكتاب أصابني في مقتل إللي عايز يقرأ أدب نضيف هتعجبه ،،
يتناول محمد عبد الحليم عبد الله في روايته الثانية (التي نشرها في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي وحازت على جائزة وزارة المعارف عام 1949) قصة رومانسية اجتماعية لأحد الشباب الذي حاق الفقر بأسرته بعد الغنى، مما اضطره إلى العمل كناظر مزرعة لدى احدى الأسر الإقطاعية، ويصيب سهم الحب قلبه عندما يتعرف إلى ابنة صاحب المزرعة، وتتوالى أحداث الرواية صعودًا وهبوطًا مرورًا برصد المؤلف للحالة الاجتماعية لمصر في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ومبينًا للفروق الطبقية الشاسعة بين الأفراد والأسر في تلك الفترة.
يتميز أسلوب عبد الله بالدقة الشديدة في اختيار الألفاظ وفي نسجها ببراعة بشكل يدفع القارئ (في القرن الحالي) إلى التحسر على جماليات اللغة العربية وبلاغتها ووصولها إلى الحضيض هذه الأيام.
قد تبدو لك الرواية تقليدية أو أنك قد طالعت حبكتها من قبل، ولكن تميز الأسلوب، ورقة المعاني ووضوحها أحدث فارقًا ميزها عن مثيلاتها من الروايات.
محمد عبدالحليم عبدالله من وجهة نظرى اعظم من عبر عن الريف المصرى فى كتاباته..ليس لدى ما يقال عن الروايه الا انها رائعه برغم انه أسهب فى سرد بعض التفاصيل فى منتصف الروايه مما جعلنى أمل بعض الشئ ثم عاد لى التشويق مرة اخرى..الا ان هناك مايغفرله.اعجبنى تلك النهايه الواقعيه المأسويه لبطل القصه..لم يختتم روايته_كما يفعل معظم الكتاب_بالنهايه المبهجه المتوقعه..بل نهايه محزنه واقعيه.. و لكن نرجع و نقول ان شجرة اللبلاب كانت احسن :)
ربما أشد ما أعجبني أن تكون الرواية قديمة وفي نفس الوقت تدفعك دفعا لقرائتها ومعرفة النهاية..ومن جمال الأسلوب واللغة ما يجعلك تستمتع بقراءة السطور وإعادتها..مثل هذه الأعمال تجعلني أجزم أن الروايات الرومانسية بالذات لا يليق عليها سوى الفصحى وجعلتني أيضا أشعر أنه من السفه أن أقرأ بالعامية بعض الكتب التي في رأيي بذلك تفقد مقوما هاما من مقومات القراءة
تدور احداث الرواية حول شاب في مقتبل العمر تحمل مسؤلية عائلته بعد تعرض والده لأزمة مالية، مما اضطره لبدء رحلة البحث عن عمل ليتمكن من الصرف على عائلته، وما تسيره الاقدار للعمل مع كاتب يساعده على بدء تحقيق حلمه بأن يكون كاتبا، وما يصادفه من قصه حب مع ابنة الكاتب ولكن اختيارات الحياة تنهي حكايتهم. الرواية كتبت باسلوب سلس وسرد جميل والاحداث متسلسله بطريقة مشوقه، القراءة الأولى للكاتب.