هذا العمل الاسع المنظار يمثل منطلقا جديدا للنظرية الأدبية المعاصرة. هنا يتبنى إدوارد سعيد ، مؤلف " الاستشراق"، فكرة تقول إن الخطاب النقدي الحديث قد تعزز بفضل كتابات ديريدا وفوكو مثلا، وبتأثيرات الماركسية والبنيوية والألسنية والعلم النفسي؛ إلا أن الأساليب والمدارس النقدية كانت ذات تأثيرات معوقة أيضا لكونها أخضعت الأعمال الأدبية لمتطلبات النظرية، متجاهلة العلائق المعقدة التي تربط تلك الأعمال بالعالم. ويظهر سعيد أن على الناقد أن يحتفظ بمسافة عن النظريات النقدية والعقائد المسيطرة. ويسأل الكتاب أسئلة جريئة، ويقدم معاني جديدة ، مرهقة ولكنها قوية، لمؤسسة النقد في المجتمع الحديث.
(Arabic Profile إدوارد سعيد) Edward Wadie Said was a professor of literature at Columbia University, a public intellectual, and a founder of the academic field of postcolonial studies. A Palestinian American born in Mandatory Palestine, he was a citizen of the United States by way of his father, a U.S. Army veteran.
Educated in the Western canon, at British and American schools, Said applied his education and bi-cultural perspective to illuminating the gaps of cultural and political understanding between the Western world and the Eastern world, especially about the Israeli-Palestinian conflict in the Middle East; his principal influences were Antonio Gramsci, Frantz Fanon, Aimé Césaire, Michel Foucault, and Theodor Adorno.
As a cultural critic, Said is known for the book Orientalism (1978), a critique of the cultural representations that are the bases of Orientalism—how the Western world perceives the Orient. Said’s model of textual analysis transformed the academic discourse of researchers in literary theory, literary criticism, and Middle-Eastern studies—how academics examine, describe, and define the cultures being studied. As a foundational text, Orientalism was controversial among the scholars of Oriental Studies, philosophy, and literature.
As a public intellectual, Said was a controversial member of the Palestinian National Council, because he publicly criticized Israel and the Arab countries, especially the political and cultural policies of Muslim régimes who acted against the national interests of their peoples. Said advocated the establishment of a Palestinian state to ensure equal political and human rights for the Palestinians in Israel, including the right of return to the homeland. He defined his oppositional relation with the status quo as the remit of the public intellectual who has “to sift, to judge, to criticize, to choose, so that choice and agency return to the individual” man and woman.
In 1999, with his friend Daniel Barenboim, Said co-founded the West–Eastern Divan Orchestra, based in Seville, which comprises young Israeli, Palestinian, and Arab musicians. Besides being an academic, Said also was an accomplished pianist, and, with Barenboim, co-authored the book Parallels and Paradoxes: Explorations in Music and Society (2002), a compilation of their conversations about music. Edward Said died of leukemia on 25 September 2003.
حتى من نتمكن من الخوض في مآرب المفكر "إدوارد سعيد" لا بد لحواسنا أن تتقد قبل قراءتنا لهذا الكتاب النخبوي وعلينا جدياً الإتسام بالتواضع الثقافي أمام هيبة نصه الناقد لكبار الأدباء في الماضي والمتفرس بذائقية يؤتى أكلها بجلاء على القارئ برغم الصعوبة الفلسفية لروح البحث والعمق في التبحر لهامات عالية أثرت في حياة الكاتب كفوكو ،وكونراد وسوفت وغيرهم سوف يدخلنا "إدوارد" في تعريف الحالة الثقافية الحقيقية للفرد والمجتمع كما أنها سوف تسهب في دور المثقف الحقيقي تجاه المجتمع ضمن مسؤولية تحمله تفاضلها نحو الإحساس بواجبات ملزمة ..مروراً بالنقد الأدبي العلماني وعلاقته بالنقد الديني الأدبي وفكرة فصل الدين عن الدولة إدوارد سعيد برغم طول الغياب عن الوطن الأم إلا أنه يحمل في طياته عبق الوطنية والتزام المبدأ لم تثنيه الضغوطات الإجتماعية من التنصل عن القضية الوطنية ...رائع
مالذي يبقي النصوص داخل الواقع ؟ مالذي يبقي بعضها متداولاً بينما يطوي سواها النسيان ؟ كيف يصور المؤلفون لأنفسهم "أرشيفاً" عن عصرهم يسعون إلى وضع نصوصهم فيه؟ فهل لا يوجد بديل عن المغالطات المختلفة سوى عالم نصي مغلق يتجه ما فيه من معنى إلى الداخل أو إلى عالم الفكر فحسب؟ أليس ثمة طريقة للتعامل مع النص وظروفه الدنيوية تعاملاً منصفاً؟ أليس ثمة طريقة نتناول بواسطتها مشكلات لغة النص الأدبي إلا بفصلها عن مشكلات اللغة الدنيوية الأكثر إلحاحاً؟ مالذي يجعل الكاتب يتوجه إلى تجربة الكتابة ( كفعل بديل) عوضاً عن تجربة الواقع والواقعية؟ ما أثر اللغة التي يستخدمها الكاتب في خلق أو تشكيل النص من دون أن تكون اللغة لغته الأصلية ؟ ماهو دور الوعي النقدي الحديث والنقد المعارض على وجه الدقة؟ هل هو بالدرجة الأولى تزويد القراء بنظرات ثاقبة عن الكتّاب والنصوص ؟ هل هو التعريف بالكُتَّاب والنصوص ( في كتب السيرة النقدية، وفي الشروح والتفسيرات والدراسات العلمية المتخصصة ) ؟ أم تراه نقل المعلومات وتعليمها فيما يخص روائع ما أنتجته الثقافة؟ أم هل هو ( ما أراه أنا): أن ينشغل بالشروط الداخلية التي تجعل المعرفة ممكنة ؟ و ماللغة، وكيف يمكننا الابتعاد عنها لكي نراها كما هي بكل امتلائها؟ وأخيراً مالمعنى، مالإنسان في زحام المعنى بما يحويه من نظام للأشياء، وبوصفه سردية خالقة لهذا العالم ؟
يناقش الكتاب أفكار عدد من الذين تَرَكُوا بصمات واضحة على تراث النصّ في العالم أمثال جويس، فانون، وسيزار وبارت ودريدا وفوكو وغيرهم . وكيف تأثر إدوارد بطرحهم، فقرأ و حلل ونقد تاريخهم وتراثهم .
إن النقد يجب دائماً أن يكون في العالم وإن أي عالم سيؤدي الغرض. غير أن هذه الفكرة غير متماسكة- يقول إدوارد بأنه حاول من خلال هذا الكتاب أن يعطيها قدراً من التماسك .
" هنالك إشارات في النص تشير إلى ماهو غير موجود أمام القارئ وغير حاضر له عن القراءة. فمن مهام اللغة المكتوبة حتماً الإشارة إلى ماهو مختلف أو ما هو غير موجود أصلاً فيما هو مكتوب . وهو غير موجود ليس لأنه فعلاً غير موجود، بل لأن وجوده مؤجل. " — إدوارد سعيد
لا يعارض إدوارد سعيد أن يكون النص قيمة إستطيقية( جمالية) ، كما يؤكد صديقه توني تنر الذي يوصف بأنه أبرز ناقد إستطيقي في القرن العشرين . ولا يعارض أيضاً أن تؤول الإستطيقية في النص إلى الكشف عن حقيقة لم يسبق معرفتها . لكنه ، إلى جانب ذلك، يعتقد أن هنالك نواحي أخرى وحقائق في هذا العالم لا بمكن استقصاؤها، وأنها باقية بقاءنا على قيد الحياة. النص كما يراه إدوارد سعيد ، فعل كتابة أو كتابي. وقد وضح ذلك بالتفصيل في كتابه "بدايات." ويقول إدوارد إن الكتابة نظام يتكتم على تباينات زمانية ومكانية، بمعنى أن الكلمات، أي كلمات، ماهي إلا آثار لكلمات سبق استخدامها أو تأجل استعمالها لزمن لاحق، وهكذا . —محمد شاهين ( بتصرف.)
"إن الأدب الحديث مليء بالأزواج الذين لم يخلفوا أولاداً ، وبالأطفال اليتامى ، وبالأجنة المجهضة، وبالعزاب المتمسكين بعزوبيتهم على نحو لافت للنظر . ويشير هؤلاء كلهم إلى مصاعب الانتماء . — إدوارد سعيد
من الفصول المميزة في الكتاب ( في التكرار ) يقرأ فيه إدوارد ( ڤيكو ) -نظريته في فلسفة التاريخ . والسؤال هو: هل فعلاً التاريخ يعيد نفسه؟
يعتبر جامباتستا ڤيكو (1664-1744) اول من وضع نظرية في فلسفة التاريخ في كتابه (مبادىء علم جديد)، الذي صدر عام 1725 وشرح فيه مراحل التطور الاجتماعي في اشكالها التاريخية ، وتوصل بموجبها الى وضع قانون عام يحكم تطور المجتمعات. غير أن ڤيكو عارض المذهب العقلي الذي وضع دعائمه ديكارت ، الذي اعتبر العقل هو مصدر المعرفة اليقينية ، وحول الذات العاقلة الى ذات تاريخية، وبذلك جعل العقل الانساني صانع التاريخ وموضوعه ، معتبرا التاريخ عملية عقلية منظمة وخلاقة والعقل موضوعا للمعرفة. كما عارض المذهب التجريبي ، الذي اعتبر الخبرة هي المصدر الوحيد للمعرفة. تأثر ڤيكو بآراء أفلاطون المثالية وقال بفكرة التطور الحتمي الذي يتم عن طريق القضاء والقدر ووحدة التطور البشري وتكامله وخضوع هذا التطور إلى قانون تعاقبي بين التقدم والنكوص ونشوء المجتمعات وتطورها ثم انحطاطها. فالتاريخ يسير عنده على شكل دائري ، بمعنى أنه يعيد نفسه وأنه متشابه في كل العصور والمجتمعات.—عطيات أبو السعود| كتاب فلسفة التاريخ عند ڤيكو .
هذا الكتاب رائع وعميق في طرحه. إن كان عندك ولع بالأدب أو كنت باحثاً عن المعنى أو مهتم بالنظريات الأدبية؛ "قراءة أو كتابة النصوص وفهمها وتفسيرها"–موقف كل من فوكو ودريدا النقديين في تفسير النص وأسس الاختلاف بينهما "الكيفية التي يضع كل من دريدا وفوكو فيها عمله ضمن حدودٍ يحددها ذلك التاريخ." +إمكانات النقد في فلسفة كل منهما(مأزق المعنى واللغة.) وتأويل ونقد إدوارد لكل ذلك، أي إعادة النظر في ذنيك الأسلوبين. -"فبينما تصل نظرية دريدا الخاصة بالنصية النقد بالمدلول وقد تحرر من أي واجب تجاه الدال المتعالي، فإن نظريات فوكو تنقل النقد من النظر في الدال إلى وصف موقع ذلك الدال، وهو موقع يندر أن يكون بريئاً يخلو من الأبعاد أو لا تكون له مرجعية إيجابية من الحقل الخطابي ." -كذا فلسفة فوكو والسلطة، الاستشراق، النقد وتاريخ الأفكار. الفكر والفلسفة والتراث، الشكلانية، البنيوية والتفكيكية ونظرية التحليل النفسي والماركسية وأثرها في الأدب ، وفعل الكتابة بما يكتنه من تعقيد ليس في الظاهر فقط بل بالباطن كذلك . اقرؤا هذا الكتاب المميز .
لربما هو بحر أو مكتبة بحد ذاتها فيما يتعلّق بالنقد وحيثيات النقد وأصالة النقد وماهية النقد وثوابته هذا الكتاب مدهش رغم ثقله ببعض الصفحات لكنه الكتاب الذي يُسمن ويُغني من جوع
أراه منهجًا تدريسيًا لا بد من وجوده في مكتبة كل طالب يدرس أو درس الأدب والنقد. موسوعة هائلة لا سيما بالكتّاب والفلاسفة الذين خصّهم بالفصول. كونراد وغيره. من أصعب الكتب التي قرأتها، تلك الصعوبة اللذيذة التي تستجلب جُلّ التركيز.
الكتاب غني وثري بالمعلومات هناك الكثير من عينات أو بمعنى أصح إشارات للعديد من الأعمال الأبية والتاريخية وأعمال النقد في الكتاب فصول الكتاب في الأصل كانت مقالات عميقة في الأدب العالمي، وبالتالي الكتاب عبارة عن مجموعة مقالات ومحاضرات للكاتب يسرد إدوارد سعيد نظريات النقد ويفندها ويتفحص المشكلات الخاصة بالنظرية النقدية المعاصرة ويحاول عرض المشكلات التي تحدث عندما تحاول ثقافة أن تتفهم ثقافة أخرى أو أن تسيطر عليها يشير لعيوب الاستشراق وماوقع فيه المستشرقون من هفوات واستعلاء على حضارة الشرق المقال الأخير عن النقد الديني النقد يطال كل أشكال المعرفة التي ينتجها الإنسان