هذا العمل لا يُجابه الواقع ولا يهرب منه، لا يثور على أفكاره المتوارثة ولا يتعامل معها. إنّه يفضّل أن يهزأ به ويستفزّه. سفينةٌ نصفها غارق في البحر تشكّل عمود الرّواية ، إذا برزت للرّائي ألهمَتْهُ وإذا حُجبت عنه تخيّلها بكلّ تفاصيلها. هي روايةٌ تأخذنا في مراوحةٍ أنيقةٍ بين الواقع الفعليّ وبين الخيال الجامح فترجحُ كفّة الأوّل مرّةً والثّاني أخرى إلى أن يتمازج الاثنان فلا نستطيع فَصْلَ أحدهما عن الآخر. كما تحتفي بالمجازات والرّموز، فلا تكاد تعلقُ بصورةٍ أو رؤيا حتّى تستأثر بك غيرها. إذا كانت الوِحدة والظّلام مُضجريْن عادةً، فإنّهما يتحوّلان في هذا العمل إلى سبيلٍ نحو الحريّة والانعتاق من كلّ شيء بما في ذلك ضجيج التّفكير وزحام الأضواء. هي محاولة إذن للعودة إلى الطّبيعة الأولى قبل أن تلغي الحضارة الكائن الإنساني وتخلّصه من بساطته. وهي فرصةٌ لنمثّل ذاتنا الحقيقيّة لا ذاك الشّكل الذي يعدُّ تعبيرًا عنها، فرصةٌ لنحرس من بعيدٍ آمالَنا العائمة أمامنا ونفُكَّها من أَسْرِ طموحاتنا المحدودة. أيمن مبروك
" فما الزمن إلا أنفاس الحياة الراكدة نحو الرؤية الخالصة فإذا ما تحققت دخل الزمن في حيز العدم " لا أعلم ولكنني شممت رائحة الصوفية في هذا العمل أو ربما لأني دائماً ما أربط بين رحلة البحث عن الذات والصوفية حينما يكون عدد الأشخاص قليل في الرواية هذا يتيح للكاتب إلقاء الضوء على شخص بعينه ألا وهو البطل والبقية إما خلفية للمسرح الروائي أو مفاتيح للولوج لشخصية البطل بطلنا اليوم إنسان طبيعي جداً بل يعتبر من منبوذين المجتمع المظلومين المهمشين استُغل طوال حياته وفشل في العديد من الأعمال لاستغلاله وجاءت زوجته لتُكمل المأساة ...الرواية كانت حلوة لنصفها كنت سأعطيها تقييم أعلى من ذلك إلى أن زاد الغموض وعلامات الاستفهام زيادةً عن الحد فكما هو معروف " كل شئ بيزيد عن حده ينقلب لضده " أنا متضايقتش من النهاية المفتوحة لكن أعتقد مش كل الروايات تصلح لأن يكون لها نهاية مفتوحة النهاية ديه فكرتني أوي بنهاية رواية" عازف مونولوج ١٩٠٠" ساعتها بردوه قللت تقييمها في نظري أنا بردوه ميهمنيش الشخص اللي كان معاه طوال الليلة ديه كان حقيقي ولا من وحي خياله ولا حتى انفصام في شخصيته فكثرة الظلم تُولد انشطار في الشخصية وتشظِّي في روح الإنسان فيتخيل ما هو ليس بواقع ويخلق شخصيات بل ويحولها لأرض الواقع لكن في النهاية الشخص ده أدى دوره بمنتهى الحٍرفية لكن هناك طريقة مناسبة لإنهاء دور كل شخصية في الرواية صمت الكاتب وتولَّدت علامات الاستفهام بهروب البطل منه واستيقاظه على رمال الشاطئ في الصباح حتى مكلفش خاطره يدور عليه يسيب أثر ..أذكر بان هناك جملة صغيرة توحي بأن حارس السفينة من الجن كل ده بيأكد إن البيئة اللي عاش فيها البطل خلقت منه خليط من التوهمات باه سواء من نفسه من خياله ولا حتى بيتصور إنه بيتكلم مع الجن . تخيلوا بأن يصل إحساس شخص بعدم أهميته وشفافيته في الوجود بسبب معاملة أهله وكل الناس معاه على إنه ولا حاجة لدرجة إنه يتمنى يكون مثل الطفل الذي خطفه الجن يوماً وبات معهم ليلة بأكملها بأن يراه الناس ويمنحانه صلاحيات ومميزات حتى لو بدافع الخوف بأن يكون محل حديث أطفال وكبار القرية حتى لو بنسج الأساطير عنه وعن صلته بالجن . وهل النهاية تلك كانت مشهد انتحار " بشياكة " من البطل ؟ إنه دخل السفينة المُتخيلة في عرض البحر ليبحث عن ذاته بها أم أنها مجرد رمز بأن حياته بأكملها غَرِقة في عرض البحر فما الضير لو غرق جسده وأهو تجتمع روحه وجسده وحياته ولو للحظات قليلة قبل الموت غريقاً .تجسيد مشاهد كل اللي أذوه على هيئة فئران كان فوق الروعة ...
"هذا العمل لا يُجابه الواقع ولا يهرب منه، لا يثور على أفكاره المتوارثة ولا يتعامل معها. إنّه يفضّل أن يهزأ به ويستفزّه. سفينةٌ نصفها غارق في البحر تشكّل عمود الرّواية ، إذا برزت للرّائي ألهمَتْهُ وإذا حُجبت عنه تخيّلها بكلّ تفاصيلها. هي روايةٌ تأخذنا في مراوحةٍ أنيقةٍ بين الواقع الفعليّ وبين الخيال الجامح فترجحُ كفّة الأوّل مرّةً والثّاني أخرى إلى أن يتمازج الاثنان فلا نستطيع فَصْلَ أحدهما عن الآخر. كما تحتفي بالمجازات والرّموز، فلا تكاد تعلقُ بصورةٍ أو رؤيا حتّى تستأثر بك غيرها. إذا كانت الوِحدة والظّلام مُضجريْن عادةً، فإنّهما يتحوّلان في هذا العمل إلى سبيلٍ نحو الحريّة والانعتاق من كلّ شيء بما في ذلك ضجيج التّفكير وزحام الأضواء. هي محاولة إذن للعودة إلى الطّبيعة الأولى قبل أن تلغي الحضارة الكائن الإنساني وتخلّصه من بساطته. وهي فرصةٌ لنمثّل ذاتنا الحقيقيّة لا ذاك الشّكل الذي يعدُّ تعبيرًا عنها، فرصةٌ لنحرس من بعيدٍ آمالَنا العائمة أمامنا ونفُكَّها من أَسْرِ طموحاتنا المحدودة."
حسناً .. لازِلتُ أتساءل إن كان ما حدث لِمحمودٍ حقيقة أم وهم . ناهيك أنه عندما كان يزور البحر لم يكن يرى تلك السفينة ؛ بيد أن كل من يزوره كان يراها حتى في حُلكة الظلام ! رُبما لوهلة ساورني شك بأن محمودٌ هو الخيال وأن الواقع هي السفينة والزائر !
مقاربةٌ رمزيّة بين روايتي الكاتب عبدالله ناجي: “منبوذ الجبل” و “حارس السفينة”.
“حارس السفينة” هي النص الروائيّ الثاني للكاتب عبدالله ناجي، وكان قبل ذلك قد أصدر روايته الأولى “منبوذ الجبل”. ظاهريًا تبدو الروايتان من أبسط النصوص الروائية في السرد إذ تتميّزان بسيولةٍ سرديّةٍ تُحقّق أفقًا مُتفرّدًا على مستوى التكامل بين عناصر السرد والدلالة، لكنّنا، ما إن نتجاوز فكرة السرد ونبحثُ في العمق حتى نكتشفَ أنّ الأمر يتعلّق بمفهومٍ أعمق، نابعٌ من قصديّةٍ أخرى وهي قصديّة الإيحاء والرمز ولذلك اتّخذت الروايتان صورةً مُستعارةً لتمزّق الذات وتناثر الحياة وتلاشي صورتها بحيث أصبح من الإستحالة تجميع شتاتها إلّا من خلال رحلةٍ جوهريّةٍ تتمثّلُ في البحث عن الذات للإمساك بالحياة الحقيقيّة المؤدّية إلى الخلاص وإدراك وحدة الوجود. إنّ “منبوذ الجبل” و “حارس السفينة” في هذا السياق، روايتان تدفعان القارئ إلى محاولة الغوص عميقًا بعيدًا عن السرد المُعلن ظاهريًا وهذه المحاولة هي دعوةٌ للإحساس بالوجود، بوجود الذات لاستعادة الكيان المفقود من أجل إعادة ابتكار الحياة. هذا الابتكار تجلّى في الروايتين من خلال “أحمد” و”محمود” بانشطار روح كلّ منهما، يطلبان الخلاص فلا يجدانه وعلى الرغم من المشاقّ والآمال المُحطّمة والزفرات ومختلف أنواع الصراعات، فإنّ هذه المعاناة كانت ضروريةً لهما للتحوّل من روحٍ متألّمةٍ إلى كائنٍ وجوديّ يتّصلُ اتّصالًا مُباشرًا بكلّ ما كان وما هو كائن وما سيكون. وبالنظر إلى “أحمد” و “محمود” نجدُ أنّهما مثّلا سلوك التوّاقين إلى الخلاص، كلاهما أدركَ أنّه “ليس في الخارج سوى الصور، الحياة كلّها في الداخل” وأنّ العزلة ملاذًا كلّما ضاقت عليهما سبل الحياة. هذه العزلة “تهبُ ملكاتٍ لا تهبها الحياة الصاخبة، وتجعلُ للروح قدرةً على النفوذ إلى الأشياء”.
من البديهيّ الإشارة إلى رمزيّة “الشعر” في ” منبوذ الجبل” وإلى “الماء” في “حارس السفينة”. من خلال رمزية كلّ من الشعر والماء، تتجلّى لنا فلسفة الكاتب عبدالله ناجي وهي فلسفةٌ روحيّةٌ ومثاليّة، في بداياتها وفي خواتيمها وتجعلُ الهمّ الروحيّ المُتمثّل بالخلاص أساس حياة الإنسان وغايته النهائية. هذه الفلسفة لا تتضّحُ إلّا بالربط بين العالمين الروحيّ المتمثّل بماهية الشعر وكينونته والماديّ المتمثّل بالماء، أصل الأشياء. هذا الربط بين العالمين يتأكّدُ بدليل أنّ الإنسان وإن كان يتوقُ إلى العالم الروحيّ فإنّه مُلزَمٌ أن يعيش في عالم المادة ولعلّ الشعر وبمفهومه الأكبر “التجلّي” هو المظهر الداخليّ وهو الأساس والمُنطلق في توجهات الإنسان الساعي إلى الإنعتاق والتحرّر من أثقال هذا العالم لعلّه يرتقي بذاته ويتجلّى خفيفًا كالماء، لغةٌ أخرى كالشعر، لها كينونتها وجوهرٌ يُشرّعُ بسيولته وغزارة تدفّقه إمكانات الروح في فضاءٍ لا متناهي ولعلّ الكاتب عبدالله ناجي يُدركُ بوضوحٍ هذه الرمزية إذ لا مفرّ من العودة للأصل ليستعيد الإنسان اكتشاف العلاقات بينه وبين الكون التي تمّ نسيانها وهذه العودة ليست سوى سبيلًا للتجاوز، حيثُ تتخطّى الذات الإنسانية كونها مجرد أداة تعبيرٍ عن تجربة الإنسان لتُصبحَ المضمون الخاص لهذه التجربة، بل ماهية الإنسان وكينونة وجوده عمومًا.
يسعى الكاتب عبدالله ناجي في روايته (حارس السفينة) ومن خلال محمود، الشخصية الأبرز في هذه الرواية إلى رحابٍ أبعد من مدى السمع والبصر. نكتشفُ خلال قراءة الرواية التحوّل الجذريّ لمحمود؛ فمن روحٍ متألّمةٍ، مُبعثرة منذ الطفولة إلى كائنٍ وجوديّ يتّصل اتصالًا مُباشرًا بكلّ ما كان وما هو كائن وما سيكون. ولعلّ لاختفائه عن أنظار أهل مدينته بُعدًا رمزيًا أرادنا عبدالله أن نُدركَه مع نهاية الرواية، إذ أنّ مؤشراتٍ عديدةً منذ البداية تُثير تساؤلاتٍ كثيرةً حول مصير محمود، هذا الكائن الذي يعشقُ الوحدة وغدت العزلة (عادةً من عاداته لا يمكن أن يسهو عنها) ولعلّ اختيار البحر مكانًا لعزلته ليس بعبثيّ، فالماء هو أصل الأشياء وللماء رمزيته التي لا يُمكن إنكارها وفي العودة للأصل خلاص الإنسان وسلامه. هذا الأصل رحابٌ مُشتهاة، كمالٌ روحيّ متمثّلٌ بحقيقة الحياة المؤديّة إلى الخلاص وإدراك وحدة الوجود. عند هذه الذروة، يُمكن للإنسان الانعتاق والتحرر من كل أثقال حياته والانصهار بما حوله من كائناتٍ منظورة وغير منظورة. هذا التحوّل هو الخلاص الذي بحث عنه محمود، وهو حالنا، حال الذات الإنسانية التي تضيع في متاهات الحياة وتنسى أن الكون بكلّ أسراره منطوٍ في ذاتها وأنّها لحظة تصحو تتوحّدُ بكلّ ما حولها وتنهار كلّ الأثقال وتجتازُ العالم الدنيوي إلى الكون الفسيح.
رواية جميلة للكاتب المبدع عبدالله ناجي ، تعتبر رواية قصيرة و رمزية ، تجمع الأبعاد الغرائبية و حديث النفس ذات طابع أسطوري و كأنها موطن الحكايات ، يعجبني فيها المسحة الثقافية للمنطقة ، و اللغة الشعرية الواضحة و التي تزيد السرد جمالاً ، النهاية كانت مفاجئة و خلاقة ،
لكل منا سفينته التي يحرسها بداخله ويحملها معه أينما ذهب وسافر فهي ليلاه ومنيته،وقد تتعدد السفن وتختلف ماهيتها من شخص لآخر إلا أن إحساس الملجأ والسر والملاذ هو ذاته دائما💗هذه النوفيلا تحوي فانتازيا بديعة وتحلل مناطق مظلمة وبعيدة داخل النفس البشرية💗 "حارس السفينة" ستبقى معي طويلا
أنهيتها في جلسة واحدة، كمنتظر على موعد مع ما يجهل، ربما كنت بانتظار شيء من الدلالة الرمزية تمنح الحكاية بُعدها المأمول، بلوغ النهاية كان مُرضٍ بالنسبة لي حين عثرت عليها أخيراً هناك. لا أدري لما تخيّلتها أكثر جمالاً في الشكل القصصي القصير عوضاً عن الروائي. قراءة أولى لعبدالله ناجي، ليست الأخيرة حتماً :) كل التوفيق 🌹
تذكرت أثناء القراءة رواية الخيميائي لباولو كويلو، قريبة منها جداً هذه الرواية فهي كذلك تحكي عن شخص يبحث عن ذاته، بطل الرواية يمر بمرحلة تشافي من الماضي ويحاول البحث عن نفسه بعيداً عن أفواه الآخرين، وايضا تشبه الخيميائي في كون البطل يمارس طقوس صوفية عجائبية ليجد اللذة والصفاء، وهنا مفارقه عجيبه فراوي الحكاية نجده يرمي تصورات داروينيه على محمود في موضع وفي موضع اخر يصوره كطاقة تتحد مع شيء اعظم... رواية عاديه جدا
رواية تتناول حياة محمود الرجل التائه في رحاب حياته المعذبة. إن الكتابة تأخذ طابع السلاسة والرمزية الجميلة، فهي تغوص في أعماق الشخصية حين التقائه بالغريب الذي يشاطره ليلة حالكة السواد ويكتشف السفينة الغارقة المنعكسة على روحه المحطمة فتتماهى كل الذكريات لتنصهر الحقيقة بالخيال رواية رمزية بامتياز ولغة جميلة
عن الواقع والخيال في هذه الرواية قيل: "يتمازج الاثنان فلا نستطيع فصل أحدهما عن الآخر"، نعم غير أنك ستشهد في بداية الرواية جلسة تفاوض بينهما ثم نزاعا ثم كرّا وفرّا ثم مدّا وجزرا، حتى إذا اقتربت من النهاية ستفقد قدرتك على رسم حدّ واضح بين الاثنين.. في هذه المرحلة سترى بأنهما فعلاً امتزجا.. ويتولّد السؤال الأهم: أين هو "حارس السفينة"؟
هل كان محمود حارس السفينة؟ نعم. أعلم ذلك لأنني كنت سأفعل الشيء نفسه،لأثبت لنفسي _لا للاخرين_ صدق ما أعتقد. لست ادري ما الذي يدفع بالإنسان إلى حدود الموت للوصول إلى يقين في أمر لا يقدم ولا يؤخر في حياتهم أمرا. ربما أن تكون ميقنا من صدقك هو أحد أحجار اليقين الذي يمثل وجودنا ككائن مدرك ل لوجوده على وجه هذه البسيطة
This entire review has been hidden because of spoilers.
لغة الكتاب جميلة ولكني لم أفهم حقيقة مايرمي إلية محمود وعلاقته بالسفينة والغرييب،وجدت الروايه مبهمه وكان بإمكانها أن تكون أفضل من ذلك نظراً لإمكانات الكاتب اللغوية.