البؤساء" رواية اجتماعية قصد بها هيجو إلى التنبيه على المظالم التي يرزح تحت عبئها المعذبون في الأرض باسم النظام حيناً، وباسم الشعب دائماً. أرادها صاحبها معرضاً لأفكاره الديمقراطية ونزاعاته التحررية وجسد فيها تاريخ فرنسة في حقبة من أخطر الحقب في حياة فرنسة وأوروبة على عهدي نابوليون بونابرت ولويس فيليب.
قدم لها مؤلفها بـ"كلمة أولى" نقتطف منها قوله: "...ما دامت مشكلات العصر الثلاث-الحط من قدر الرجل بالفقر، وتحطيم كرامة المرأة بالجوع، وتقزيم الطفولة بالجهل -لما تحل بعد، ما دام الاختناق الاجتماعي ممكناً ما يزال... ما دام على ظهر هذه الأرض جهل وبؤس، فإن كتباً مثل هذا الكتاب لا يمكن أن تكون غير ذات غناء".
وبعد، فإن ترجمة الأستاذ منير البعلبكي لهذه الرواية قد أضحت ترجمة كلاسيكية بكل ما في الكلمة من معنى. وقد أكسبته هذه الترجمة، وترجمات كثيرة أخرى، لقب "شيخ المترجمين" الذي أطلقه عليه عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين
After Napoleon III seized power in 1851, French writer Victor Marie Hugo went into exile and in 1870 returned to France; his novels include The Hunchback of Notre Dame (1831) and Les Misérables (1862).
This poet, playwright, novelist, dramatist, essayist, visual artist, statesman, and perhaps the most influential, important exponent of the Romantic movement in France, campaigned for human rights. People in France regard him as one of greatest poets of that country and know him better abroad.
أهدتني صديقتي الكتاب ذات مساء شتويّ بارد بعض الشَّيء. وضعته بين يديّ، ملفوفًا بشال كشميريّ أحمر فاتن، تعبق منه رائحة عطر دافئ يشبهها. كانت يدي تتردَّد بين أن تفتحه فورًا أو أن تمسكه للحظة، كما يُمسك المرء قلبه ليطمئنّ أنَّه لا يزال في مكانه. البؤساء. التَّرجمة الكاملة. منير بعلبكي. ظننت أنّي لن أجدها أبدًا.
أملك أربع ترجمات للرِّواية، قرأتها جميعًا، مرارًا. لكنَّني كنت أشعر أنّ النَّصّ لا يزال يخذلني. أنّ النَّصّ أكبر من كلّ ما أقرأه. أنَّ الحكاية أوسع من كلّ ما بين يديّ.
حملت الكتاب إلى البيت تلك اللَّيلة. وضعته على طرف المكتب. كنتُ أنوي أن أفتحه فورًا، لكنَّ شيئًا ما جعلني أتركه. ربَّما لم أكن مستعدَّة. ربَّما كنت خائفة أن يخذلني النَّصّ مرَّة أخرى. بقي على الرَّف أسابيع، شهور، حتّى غطّاه الغبار.
حين عدت إليه أخيرًا، ذات مساء آخر، شعرت منذ الصَّفحة الأولى أنَّني أخيرًا وصلت. أنَّ الحكاية عادت إلى حجمها الحقيقيّ. لم تعد حكاية جان فالجان وحده، ولا فانتين وكوزيت وماريوس فقط. كلّ الَّذين التقيتهم في النَّصّ هذه المرَّة كانوا أكثر وضوحًا وأكثر حضورًا. رأيت وجوههم بملامحها الحادَّة وعيونها المرهقة. رأيت جان فالجان يخرج من السِّجن بكتفيه المنحنيتين ووجهه الَّذي لم تعد عليه سمات البشر. رأيت فانتين تنهار وتنهار ولا أحد يلتفت، ورأيت كوزيت الصَّغيرة تحمل أحلامها الهشَّة وتجرُّها في طين المدينة.
شعرت أن النَّص لم يكن عن فرنسا. لم يكن عن باريس القرن التّاسع عشر وحدها. كان عن البؤساء الَّذين يملأون شوارعنا اليوم أيضًا. عن شبيهات فانتين اللَّواتي لم يلتفت إليهن أحد. عن أشباه جان فالجان الَّذين يطاردهم القانون لأنَّهم لا يملكون إلا قسوتهم. وعن كوزيتات صغيرات يتهجَّأن الأمل في مدنٍ لا تمنح الأمل.
النَّصّ ثقيل. أعرف. لغته طويلة ومتينة. بعلبكي كان أمينًا إلى حدّ الألم. حمل النَّصّ بكلّ جلاله، بكلّ قسوته. لم يخفِّف عنه شيئًا. وأنا غفرت له. لأنّ النُّصوص الكبيرة يجب أن تكون ثقيلة. لأنّ حكايات النّاس لا يمكن أن تُروى خفيفة. لأنّ الَّذين يئنون في صمت يستحقون أن نصغي حتّى النِّهاية.
. . هي ليست بالشيء المبهم أو المُهمل وغير المعروف، هي واحدة من أهم ركائز الأدب الإنساني والإجتماعي والتاريخي والتي لا تزال تنبض بالحياة رغم كل مئات السنين التي تفصلنا عن موعد ميلادها، كتبها فيكتور هيغو- أحد أبرز الشعراء والروائيين والكُتَّاب المسرحيين الفرنسيين في الحقبة الرومانسية-على مدى اثنى عشر عاما وثق من خلالها الأوضاع الاجتماعية التي عاشتها فرنسا بالفترة مابين عهد نابليون ولويس فيليب، وقد عرف عنه نقده لحالات الظلم الواقعة في المجتمع الفرنسي آنذاك مما جعله كاتبًا منبوذًا عاش جزءً من حياته في المنفى!.
في البؤساء كان هيغو صوتًا للرجل الفقير المعدم الذي عاقبه المجتمع بالحبس تسعة عشرة عامًا من أجل سرقته لرغيف خبز، وتسمع صوت نحيب المرأة الخاضعة لسلطة القهر، وصرخات الأطفال المطحونون في رحى الفقر والجهل والظلم. ثلاث نماذج إنسانية خاطب من خلالها هيغو إنسانية العالم يقول في الكلمة الأولى( مادام على ظهر هذه الأرض جهل وبؤس، فإن كتابًا مثل هذا الكتاب لا يمكن أن تكون غير ذات غَناء).
ماذا بعد القراءة؟(وما بعد التنهيدة؟)
ويطول العهد بالظلمِ حتى يظن الظالم أنه مُخلدًا، ويتراجع الحق حتى يظن أصحابه أن لا أمل، ويدفعك غياب العدالة وإحساس العجز دفعًا نحو اليأس، وتكبر بك كل المشاعر السيئة وتغيب شمس اليوم ولا تتمنى لها أن تشرق غدًا!… هذا ما يفعله بنا الظلم وهذا ما يُخلِفه بنا اليأس يُحيلنا إلى موتى سائرون بلا رغبة بالحياة وبلا أمل. ولكن… هذه ليست كل الحقيقة، وهذه حتماً ليست نهاية الحكاية فمادام في القلب إيمان بالله ويقينٌ تام بأن المصير إليه وحده فلا يأس ونعوذ به من أن نكون من القانطين.
رواية البؤساء تأليف الروائي الفرنسي فيكتور هيجو تحتوي على 1600 صفة، مقسومة على جزئين في كل جزء 800 صفحة، ترجمة منير البعلبكي طبعة دار العلم للملايين.
رواية البؤساء غنية عن التعريف، هي احدى روائع الأدب الكلاسيكي العالمي، التي خلدت من خلال ما تحتويه من الطرح الإنساني، و بقلم فيكتور هيجو، وسواء تحدثنا عن البنية القصصية للرواية أم ما تحتويه من مواضيع و التي طرحها المؤلف، أو مفاصل الحياة الفرنسية على عدد من الصعد، من الثورة الفرنسية أو نظام الحكم ونابليون ومعاركه وحتى شخصيات الشر والخير. قد نقول أنه طُرحت عدد من الأسئلة على مستوى علاقة الانسان بالانسان وصراع الخير والشر خصوصا على المستوى الاجتماعي، إجابات هذه الأسئلة تكمن في تفاصيل الرواية. هو الحديث عن رسالة الإنسان ووصوله للهدف الذي عمل من أجله، متجاوزًا كافة المصاعب التي اعترضت طريقه للوصول لمبتغاه.
اقتباسات: حسبُ المرء أن يحِب وأن يحَب. فلا يطلبنّ أحد شيئاً أكثر. ليس ثمة جوهرة أخرى يمكن أن يُعثر عليها في ثنايا الحياة المظلمة. إن الحب إنجاز.
“إن خير طريقة لعبادة الله أن يحب المرء زوجته. أنا أحبك؛ ذلك هو تعليمي الديني. وكل من يحب هو مستقيم الرأي.”
“إن الحدقة تتسع في الظلام، ثم تجد النهار فيه، كما تتسع الروح في الشقاء وتنتهي باكتشاف الله فيه.”
لعلها من أعظم الاعمال الكلاسيكية التي قرأت، وفيكتور هيغو اسم مشهور جدا في الاوساط الأدبية، لكني اكتشفته بشكل ملموس وحقيقي من خلال روايته هذه.. ومنذ مدة طويلة كنت قرأت نسخة مزورة لهذه الرواية لا يتعدى عدد صفحاتها المأتين .. لأكتشف بعدها بأنني خُدِعت .. وحينما كنت أتجول بأروقة المعرض الوطني للكتاب المستعمل، لمحت مجلدا قديما وضخما مغطّى بالغبار .. كان المجلد هو رواية البؤساء .. طالعتني في البداية لغة مشرقة وفصيحة وقوية .. رغم أن الكتاب مترجم الا أن من يقرأه يعتقد بأن الكاتب هو كاتب عربي فصيح .. فيها جمالية أخاذة .. ولن تجد فيها حشوا ابدا.. هذه اللغة المشرقة تغولت بي في خبايا شخصيات هذه الرواية، وسبرت أغوارها، ووصفت البؤس الكامن في المدن الفرنسية بشيء من الدقة جعلني أعيش تفاصيل الحكاية وانا مشدوه..واحيانا جعلتني اتوقف عن القراءة لآخذ نفسا من كثرة الألم الموصوف في الرواية. جان فالجان ، الشخصية العبقرية التي جمعت كل تناقضات الكائن الانساني، والتي كان مضمارا لصراع الخير والشر. فقد أوضح الله له الحق مذ اجتمع بالعابد المثقف، وأبان الدليل، وهداه الى سواء السبيل. نعم يا سادة، جان فالجان سرق رغيف خبز لانه كان جائعا، وكعادة الاستبداد لا يأبه للجوع، انما يبحث عن الاشياء التافهة والصغيرة التي من شأنها تعذيب الانسان المستضعف، فكان السجن نصيب الجائع لانه سرق من اجل الأكل .. كان السجن بداية لتغول جان فالجان في اعماله السيئة ودخوله الى العوالم المظلمة، التي لا رأفة فيها ولا رحمة، كان قلبه خاليا من الرحمة ومن الشفقة، كان جثة تسير على الارض دونما هدف ..
ايتها الروح المعذبة لقد حفر اليأس فيك اخاديده ودروبه..
حتى كان لقاء جان فالجان بالعابد الزاهد، الذي سيطر بنوره الالهي على قلب جان فالجان، فكان هذا النور الساطع ايذانا بحياة جديدة لقلبه .. فطفق يرى ويبصر ..وطفق يحب ويكبر ..وبالتالي طفق يعبد .. وكرس نفسه منذ ذلك الحين الى فعل الخير ومد يد المساعدة لكل محتاج .. كان يترك أثرا طيبا خلف اي باب يطرقه، كان يفعل ذلك بشكل متكتم ومستور لا احد يشعر به، والكل يعرفون عنه صورته السيئة فقط .. كان منبوذا .. كان لا يهمه هذا بقدر ما كان يهمه صفاء سريرته وصدقه مع نفسه وسعادته القصوى التي وصل اليها من خلال توبته الكبرى ..
بقي مستمرا على هذا الحال حتى تلقف كوزيت في طريقه وأنقذها من براثن العذاب ..
كوزيت طفلة في الثامنة ، وحيدة وشريدة، تتوسط غابة خالية من الناس، وتخيم عليها الظلمات، والانسانية عنها في شغل كل بما يعنيه، وليس لهذه المخلوقة المقهوة احد الا الله .. الله الذي يرى ما لا يرى الانسان.. تلقفها جان فالجان من محنتها العسيرة اشترى لها دمية جديدة وثيابا جديدة، وجعلها تشعر بالدفء بعد أن اختفى جمالها ووقارها بين ثنايا البرد القارص الذي يلف جلدها وعظامها .. وكبرت كوزيت واشتد عودها، وظهر جمالها الآسر ..كان جان فالجان يحبها ويعبدها ، كانت ابنته التي لم يلدها، وكان أباها الذي نزال عليها من السماء ليرعى طهارتها، ويربيها أحسن تربية، ويعلمها مبادئ الطهر والعفة والنقاء ..
لقد كان العذراء تملأ عينيه، وتمنحه الحياة والطاقة ليستمر..
كوزيت .. برعم لم تتفتح أكمامه، بياض في الظل، أعمق اعماق زنبقة مغلقة لا يليق بالرجل ان يستنشقه، ما دامت الشمس لم تتسرب اليه .. فالمرأة في البرعم حرم مقدس ، العري المعبود الذي يخشى نفسه، القدم الناصعة التي تلوذ بالخفّ، والصدر الكاعب الذي يغطي نفسه امام المرآة، وكان للمرآة عيونا، الثوب الذي يعجل بستر الكتفين لدى ادنى نأمة، وأخفت ركز الشريط الذي يربط في اعلى الساق ، الحياء الخفر الخوف....
وحين كان هذا الجمال يكبر ويمتد، كان ماريوس الشاب يعيش صراعا وجوديا، لقد جعل الكاتب من هذه الشخصية لسانا ناطقا بحال الشباب الفرنسي في ذلك الزمن .. كان دائم التفكير، كان يبحث عن نفسه من خلال بوثقة الفكر، كان حائرا ، هل يمجد نابليون ام لا ، هل الملكية ام الجمهورية، هل يتبع جده الذي رباه .. أو أباه الذي سمع تفاصيل كثيرة عم بطولاته .. في خضم كل هذ الحيرة وهذا العذاب .. ظهرت كوزيت في حياة ماريسو كشمس مشرقة..
كان في هذه العزلة قلب مهيأ للحب، ولم يكن للحب الا ان يمثل .. فثمة روح نبيلة تنضح رقة وانسانية وايمان واملا ينتظر ثمة روح زمآى تبحث عن الري ...
وما يبدأه الحب لا ينهيه الا الله ❤
وإبّان الثورة التي حمل اليها ماريوس نفسه؛ بعد ان أعياه تعقب كوزيت، وبعد ان رأى انه من المحال لقاء المحبين ..
هذه الثورة والشغب ، الانفعال والحماس والحرية المكبوتة ، والشجاعة الفتية ، والاحاسيس النبيلة ؛ والفضول والميل الى التغيير ؛ والظمأ الى المفاجأة ..
وراء كل هذا كلها الدهماء .. ذلك الطين الذي يشتعل ..
كان ماريوس من الدهماء ، قاد نفسه الى الموت مع عناصر الشغب.
قاتل ببسالة في الميدان دفاعا عن الجمهورية، واصبح الجسد مثخونا بالجراح، يتوسطه قلب مثخون أيضا .. ودع حبيبته برسالة خطية واختار أن يموت بدل ان يتعذب ببعدها ..
تلقف جان فالجان الرسالة .. قرأها ...وذهب الى الميدان لينقذ روحا شريفة اخرى .. لقد انقذ ماريوس مع انه يعلم علم اليقين انه سياخذ له معبودته كوزيت ..
حمل جان فالجان الجسد المثخن بالجراح وتسلل به الى المجاري الارضية .. حمله فوق كتفه، وظل يمشي به في البرك الآسنة والوحل العميق .. واحيانا يصل الماء الموحل الى عنقه لكنه كافح كعادته واستمر ..
وانقذ ماريوس ووهب له الحياة ثانية..
ولاذ جان فالجان بالصمت، شاخ وهو صامت، بلغ الثمانين وهو يشكر الله على نعمه، بعد كل المسافات الطويلة التي قطعها وكل ضروب المحن التي خاضها ..
وانطلق مجددا يشق طريقه المجهول، المجهول الذي امضي فيه اربعين سنة وهو يتيه فيه....
هذه الرواية تحفة وقد كانت منبرا ليعبر من خلالها الكاتب عن افكاره وتصوراته، من خلال تحدثه عن مواضيع كثيرة سياسية وفكرية ، عن الثورة الفرنسية، وعن نابليون ، عن علاقة الانسان بالانسان، وعلاقة الانسان بالله ، وأفكار اخرى كثيرة ...باسلوب عذب وفصيح يجعلك.تلهتم الرواية التهاما.
TW// Domestic abuse, mentions of physical and sexual harassment, graphic description of a war zone.
****** بحوال أتجنب أحرق أي شي بأكبر قدر ممكن، أولًا خلفية: انا قرأت من قبل نسخة مصغرة حوالي ٢٠٠ صفحة تقريبًا من الكتاب وشاهدت لقطات متفرقة من المسلسل الكرتوني. فأعرف تقريبًا أغلب القصة فما تفاجئت بشيء لذا ما بركز عليها كثير هنا. الرواية الكاملة بها خمس أقسام ٢ ونصف موجودين فهذي النسخة والبقية في الجزء الثاني.. الأقسام فهذا الكتاب تحديدًا هم قسم فانتين، قسم كوزيت، وجزء من قسم ماريوس. من ناحية الوصف والكتابة فهي من أجمل ما قرأته، قدرة الكاتب على تجسيد المشاهد مذهلة فمثلًا في الكتاب السابع من القسم الأول (قضية شانماتيو) - اللي شخصيًا أعتبره أفضل فصول الرواية إلى الآن- تدور ٥٠٪ من أحداث الفصل داخل عقل أحدى الشخصيات اللي يواجه قرار مصيري فتشعر فعلًا انه فيه قوتين أو فكرتين يتقاتلن داخل دماغه منذ بداية الفصل لحد انتهائه. وأنا بالرغم من إني أعرف ويش بيصير فجأة حصلت نفسي فلحظة واحدة متشككة من ذاكرتي وهذي عبقرية في الكتابة! كل هذا التفكير *والأمور الثانية اللي ما اقدر اذكرها* يترجم بمشهد واحد بعد انتهائها، الشخص يتفاجئ أن شعر رأسه كله اشيّب في يوم واحد.. هذا فقط مثال انه الكاتب بقدر ما يضهر الأفكار اللي تدور فأذهان الشخصيات أيضًا يحط أفعال، ردات فعل بسيطة توضح للقارئ أشياء واجد كثيرة، فمثال لما يقترح الكاتب ان طفلة صغيرة تفضل المشي في الظلام ليلًا لمكان يشكل خطر عليها بدل أن ترجع إلى البيت فهذا كافي انه يعلمك كثير عن سكان هذا البيت اللي تعيش فيه. مهم جدًا اذا بتقرأ الكتاب تعرف انه فيه نقاشات كثيرة وأحيان واجد تحس إنها مالها علاقة أبدًا بمجرى الرواية - وفي الغالب هذا يكون صحيح- من ناحية أعتبرهن مثيرين للإهتمام ويعطن واجد تفاصيل تساعدك تفهم المجتمع اللي تعيش فيه هذي الشخصيات. ولكن من ناحية ثانية فهي تخرجك من تسلسل الأحداث فمثلًا الكتاب السابع من القسم الثاني (بين هلالين) ما أقدر أفكر أن له أي مغزى في الرواية. يمكن وجهة نظر الكاتب في الدين خلتني أحس انه وصفه للراهبات في الفصل اللي تلى هذا في الغالب كان انحيازي اكثر من اللازم.
انتقادي الأساسي هو كثرة الأشخاص والأشياء اللي اللي ذكرها الكاتب ويمكن للمجتمع الفرنسي في القرن التاسع عشر كان هؤلاء الناس معروفين كفاية ليذكروا بهذي الكثرة ولكن الآن في القرن الواحد والعشرين من قبل وحدة ما تعرف أشياء كثيرة عن تاريخ فرنسة أغلب هذلا الأشخاص المذكورين ما يعنولي شي وصح المترجم سوى شغل واجد جيد وعرف عنهم بس انا احس هذا الشي واجد يشتت. *لكن حبيت الاقتباسات من الميثولوجيا الإغريقية*
الكتاب بستفيد جدًا من بعض الخرائط مثلا مخطط شوارع باريس، خريطة موقع باريس مقارنة بالمدن المجاورة، ومخطط معركة واترلو. +أنصح بقراءة شي من تاريخ فرنسة في الحقبة اللي تدور فيها أحداث الرواية قبل قرائتها.
بعده وقت على التعليق على الشخصيات (قصصهم ما مكتملة) بس أحب أقول أن أصدقاء الألفباء هم أولادي وأريد أحميهم.
من اجمل الروايات التي قرأتها ، أعجبني عنصر الغموض الءي نجده حاضرا في كل فصل ، و الاحداث الغير متوقعة في كل مرة ...
حتى فصل ليلة الزفاف ( الجزء الثاني ) كان كل شيء رائع ، و الأحداث جميلة و غامضة و غير متوقعة ..
فبعد الزفاف ( الذي لم يكن ليحدث لولا السيد جان ) تنكر له ماريوس لأن جان اعترف لزوج ابنته انه كان مجرم وأنه ليس والدها و كذا ..
لم يعد يستقبله ولا يراه و رويدا رويدا صار يحول بينه و بين رؤية ابنته حتى ، والمشكلة ان حتى ابنته صارت نسخة عن زوجها .. لم تهتم كثيرا لغياب والدها و عن سبب عدم مجيئه كالعادة او ...
و هذا ما حطم جان حتى مرض مرضا شديدا ..
و في اخر يوم في حياته اكتشف ماريوس انه أخطأ في حق جان فأخذ كوزيت له و كان اخر لقاء ... توفي في ذلك اليوم .
. انا شخصيا وددتُ لو كانت النهاية كالتالي :
( نهاية تخيلتها للرواية حتى تضل كوزيت في اعيننا هي نفسها البنت البريئة التي تحب والدها الذي رباها و تعب عليها و أنقذها من ذلك النزل الذي كانت تعمل فيه كخادمة ليس لديها لا لقمة تسكت الم جوعها و لا ملابس تحميها من البرد .. ) 🍿📚☕
" بعد ليلة الزفاف .. الليلة التي ما كانوا يحملون بها اصلا .. كانت ليلة جميلة ووو
المهم :
استمتع جان فالجان بزواج فلذة كبده ، كان يرقب الزوجين من بعيد و يستمتع بكل لحظة ففرحة ابنته هي فرحته .. و فرحته الكبرى أنه امَّن على ابنته برفقة شاب طيب أصيل يحبها بجنون
ذهب جان فالجان الى بيته في ليلة الزفاف حتى يجهز أمتعته ليلحق بابنته في الغد .. ليسكن معها في الغرفة التي أعطتها له .. كان الكل سعيد بهذا الزواج الزوجين و الاب و الجد و حتى الخدم ... في صباح اليوم التالي استيقظ جان على صوت ينادي عليه من وراء الباب كان ماريوس .. فكوزيت اول ما استيقظت في صباح الزفاف ( هذا إن كانت نامت حتى :) ) سألت عن اباها و ابت ان تنزل لفطور الصباح الا مع ابها كما اعتادت دوما .. فذهب ماريوس لجلبه و اخذ الخادم معه و نقلوا كل حاجياته الى غرفته الجديدة في البيت الجديد ..
أول ما وصلوا للبيت فتحت كوزيت مسرعة الباب و عانقت أبوها و أخذته لغرفته ثم انسلت مع زوجها لغرفتهما يتداعبان قليلا قبل النزول للإفطار ..
حان وقت الفطور وكان الكل حول الماىدة كوزيت و زوجها و اباها و جده .. بدأوا في الفطور و اخذوا يتسامرون و يتجاذبون اطراف الحديث .. وكان الجد و السيد جان يمزحان مع الزوجين الجدد ♥️ و هم يحمران خجلا ..
و هكذا كان الكل سعيد في هذا البيت الجميل ... و لأول مرة تنعم كوزيت و أباها بعائلة كاملة محبة 🤍
و فتح السيد جان عمل جديد مع ماريوس في مجال التجارة كان التمويل على جان و العمل على ماريوس ، كان العمل زاهرا و التجارة رابحة ."
لن تجد مثل الأدب سبيلًا يسمو بإنسانيتك، يأخذك بكُلك ويغوص بك في بحار الحق والخير والعدل والجمال، كل عمل روائي ناجح هو بمثابة طباعة لتلك المعاني على صفحة روحك! هذا ما سيسيطر عليك عندما تنتهي من هذه الرواية، اللغة واضحة سهلة، الشخصيات رُسمت على أتمّ صورة ممكنة.. البؤساء بحق رواية عالمية، لا تكفيها الكلمات أن تصف ما أورده فيكتور هيجو من أحداثٍ متداخلة في حقبة تاريخية مهمة في التاريخ؛ الثورة الفرنسية، بحبكةٍ غاية في الروعة.. سترى جوانبك بوضوح وتلمس دواخلك بسهولة من خلال جان فالجان وكوزيت وغيرهما!
رواية عميقة، تبحث في الإشكاليات الاجتماعية التي عُبِّرَ عنها: بفقر الرجال، وجوع النساء، وجهل الأطفال.
تفاصيل الرواية في فرنسا في فترة حكم آل بوربون بعد عودتهم للمُلك إثر سقوط الإمبراطورية البونابرتية؛ لكنها تمس في أجزاءٍ كبيرة منها إشكاليات اجتماعية تهُمُّ الأمم؛ ومن هنا كانت صالحة لتكون رواية عالمية.
هذه الرواية تصف واقعًا يكاد يختفي اليوم، فاليوم قد انتقل الناس إلى إشكاليات اجتماعية أخرى ممَّثلة في الدولة الحديثة. حيث عمومًا يُعد الأطفال متعلمون، والنساء شبعى، والرجال أغنياء؛ ومع ذلك فهم مأسورون مكتئبون من جنس ما حاول أن يهرب منه ماريوس: "أن تكون له غرفة جيدة؟ ألف وخمسمئة فرنك! حسن جدًا! ولكن أيتخل�� عن حريته؟ أيصبح شبه موظف يعمل من أجل الراتب؟ ضربًا من الأديب المستخدَم في مكتب؟ كان قبول ذلك، في نظر ماريوس، يحسّن وضعه ويجعله أسوأ في آنٍ معًا. كان خليقًا بأن يُكسبه شيئًا من الرفاهية، وبأن يُفقده شيئًا من الكرامة."، ولكن تقبع أهمية الرواية فيما عُبر عنه بأن هذه الرواية ستظل ذات أهمية ما دامت مشكلات العصر الثلاث موجودة.
فانتين.. الفتاة التي خُدعت فحملت بطفلة غير شرعية، فنبذها المجتمع. ولمّا وجدت بصيص أمل لَحِقَ بها إثمها فسقطت في وحل البؤس والشقاء.
جان فالجان.. الرجل الذي سرق ليطعم عائلة أخته في المجاعة، فقُبض عليه وحكم عليه بالأشغال الشاقة وضاعت تلك العائلة. فحقد على المجتمع، لكنه وجد رجلًا تقيًا أنار له الطريق، فأمسى رجلًا صالحًا، لكن المجتمع أبى أن يتركه دون أن يُسقطه في حضيض البؤس والشقاء.
كوزيت.. الفتاة التي كبرت بعيدًا عن أمها، عُذبت واُستغلت واُستعبدت، ولم ترَ طعم السعادة يومًا، فعاشت في البؤس والشقاء.
ماريوس.. شاب نشأ في كَنَفِ جده وخالته، اللذان منعا أباه من رؤيته؛ لكون الجد ملكيًا والأب جمهوريًا. فلمّا عَلِمَ بعد أن فات الأوان، مال نحو اتجاه أبيه، فطرُد. عاش بعد ذلك في أشد دركات الفقر، مختارًا كرامته على رفاهيته، فكان أفضلهم حالًا لرضاه عن نفسه وابتعاده عن الديون، رغم عيشه في البؤس والشقاء.
هي رواية تجعل من البؤساء مِحوَر القصة، ومن شقائهم حكمة الحياة.
يكتب الكاتب بتفصيل يصل في بعض الأحيان حد الإزعاج، حيث تمر على ما يقرب من ٣٠-٧٠ صفحة وهو يبني تصوّرًا عن العالم والشخصيات والأفكار، وذلك في بداية كل فصل تقريبًا. فينقطع عن القصة ليُصوّر لك ما تستوعب به تفاصيل ما سيأتي.
This entire review has been hidden because of spoilers.
إلى متى سنتحدث عن البؤساء قرأتها منذ خمس سنوات، هل يوجد طريقه اخرى لمساعدتهم؟! غير أننا نقرأ عنهم كيف لا أصبح بائسة؟ هل يوجد بذرة بؤس داخل كلا منا؟ سئمت من إستمرار الأشياء كما هي عليه؟ يبدو أنها صفة متأصلة في الإنسان، بالنظر إلى ما فعله مرض للأمم من حولنا ، هم بؤساء إذا ؟ كل من أصيب بذلك الفيروس بائس؟ الإنسان بائس بطبعه و نحن إن لم نكن رحماء على أنفسنا فمن سيكون إذا؟ لماذا أصبح المفهوم لدينا له علاقة فقط بمن ليس لديهم مال؟ بسلوكيات معينة؟ لماذا أصبحنا نتصارع على لقب أن نكون بؤساء أعرف عن وجود أناس لديهم مال لكنهم ما زالو يصنفون أنفسهم بأنهم بؤساء ؟ ما هي إذا التداعيات التي تحدد قولنا للشخص أنه فعلا منهم، أو أنه أختار أن يكون منهم؟ . لأنه ببساطة لم يفعل شيئ.
لا جدوى من استجداء الشفقة ، أنت ان لم تتحرك بشيء ما ، لذى لا تتوقع الحصول على شئ، ، إذا الأمر ليس مقتصر على المظهر و فقط لكنه التفكير و العمل و السعي، وقدرتنا على مواجهة ما نلقاه من مشاكل، و ليس ما تفعله تلك المشاكل بنا . . مساعدة الآخرين نفسيا و دينيا و ماديا، أخرجو الناس من ظلمات الجهل، لأن كل جاهل لا بد و أن يكون بائس حتى و لو كان لديه جبال من ذهب لتكن تلك دعوة لعدم استجداء الشفقة على أنفسنا و ترك الحكم ، والمساعدة بقدر ما نستطيع . و إلا سنكون كلنا بؤساء متقاعدين. نفعل ما يفعله البؤساء و التي يجيزه تلك الروايات سرقة ، و نهب، و معاملة الناس بطريقة بشعه، نحن بؤساء لأننا لا نرحم أنفسنا و لا يرحم بعضنا بعضا .
ذلك منحنى أخر علي أجد شيئ ما أفعله غير إعادة قراءة لك الروايات . بتلك الطريقة نحن الآن جميعنا بؤساء . و لا يجب علينا ذلك
رواية البؤساء للشاعر الفرنسي فيكتور هيجو.. مادامت مشكلات العصر الثلاث _ الحط من قدر الرجل بالفقر، وتحطيم كرامة المرأة بالجوع، وتقزيم الطفوله بالجهل _لما نحل بعد، ما دام الأختناق الأجتماعي ممكنا مايزال، في بعض البقاع... مادام على ظهر هذه الأرض جهل وبؤس، فإن كتبآ مثل هذا الكتاب لا يمكن ان تكون غير ذات غناء
اقتباس ص117 البحر هو الليل الاجتماعي المتحجر الفؤاد الذي يلقي القلنون ضحاياه في عبابه البحر هو الشقاء الذي لا حد له! إن النفس التي تتلاعب بها أمواج ذلك البحر قد تصبح جثة. فمن ذا الذي يعيدها إلى الحياة؟
اقتباس ص 220 ماهي قصة فانتين هذة؟ أنها قصة المجتمع يشتري أمة رقيقة. ممن؟ من الشقاء. من الجوع، من البرد، من الوحدة، من التخلي، من الحرمان. صفقة موجعه. نفس بشرية مقابل كسرة الخبز. الشقاء يعرض، والمجتمع يقبل
رواية إستثنائية. أن يبدأ بطل الرواية بالسرقة ليتحول فيما بعد شخصاً صالحاً محبوباً من الجميع بما فيهم أنا. بحثت كثيراً على نسخة مترجمة من الكتاب الأصلي بطريقة ممتازة سواء الإلكترونية بصيغة pdf أو حتى الورقية منها و للأسف لم أجد إلا ملخص مكون من خمس مئة صفحة و بترجمة معقدة. إلاّ أنّ القصة مهما أفسدتها الترجمة يتضّح عمق و سحر محتواها بين الأسطر. إن حالفني الحظ في المستقبل في إيجاد النسخة الأصلية منها أو بترجمة منير البعلبكي لا أظنني سأتردد في قرائتها مرةً أخرى!